الله يسكت الخوف

حضور الرب في لحظات خوفنا وشكّنا.

“وَقَالَ يَعْقُوبُ: يَا إِلهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلهَ أَبِي إِسْحَاقَ، الرَّبَّ الَّذِي قَالَ لِيَ: ارْجعْ إِلَى أَرْضِكَ وَإِلَى عَشِيرَتِكَ فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ. صَغِيرٌ أَنَا عَنْ جَمِيعِ أَلْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ. فَإِنِّي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هذَا الأُرْدُنَّ، وَالآنَ قَدْ صِرْتُ جَيْشَيْنِ. نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَخِي، مِنْ يَدِ عِيسُوَ، لأَنِّي خَائِفٌ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَضْرِبَنِي الأُمَّ مَعَ الْبَنِينَ. وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُعَدُّ لِلْكَثْرَةِ.” تكوين 32: 9-12

كان يعقوب خائفًا من أخيه عيسو لسببٍ وجيه. لقد سرق بركة أخيه. ولكن كثيرًا من الأوقات، كهذا الموقف، نخاف من أشياء غير موجودة أصلًا. كما يقول الكتاب المقدس في 1بطرس 5: 8 “اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ.” إنّ عدوّ النفوس يستخدم الخوف لتشويه نظرتنا لما يحدث حقًا. الخوف يجعل الأمور المزيّفة تبدو حقيقية.

تقول كلمة الرب في رسالة رومية 8: 28 “كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.” المواقف التي حصلت بين يعقوب وأخيه أعطته سببًا مقنعًا ليكون حذرًا في لقائهما، ولكنّه ذلل نفسه، واختار هدايا لأخيه، وكان له لقاء مع الرب. ونتيجةً لذلك، لقي استقبالًا حافلًا من أخيه عيسو.

صلاة:

أشكرك يا رب لأنّك استجبت لصلاة يعقوب ولأنّه وجد نعمة في عيني أخيه عيسو. أصلي لك الآن كي تتكلم إلى قلبي وتكشف لي عن أي شخص أحتاج إلى طلب المغفرة منه. أنا أعلم أنّك ستعطيني كلّ ما أحتاج إليه لكي أتّضع، لأنّك قلت أنّك سترفعني عندما أتضع. باسم يسوع أصلي. آمين.

السير بحسب مشيئته

إنّ خيار المسير مع الرب يطلق العنان لدعوتك في الحياة!

“فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ، فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ، وَقَالَ: «انْظُرْ! رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْل قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ. فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ. وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ، وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّدًا لإِخْوَتِكَ، وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ.” تكوين 27: 27-29

أحيانًا يقوم الله بأشياء نراها بلا معنى في عقلنا البشري. إشعياء 55: 8 يشرح هذا الأمر بوضوح كامل: “لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ.”

بالرغم من أنّ يعقوب خدع أخيه عيسو وأبيه إسحاق، إلّا أنّ الله كان قد اختار إسحاق من قبل. ليكون أبًا لشعب إٍسرائيل. الله هو قادر على كل شيء وهو له الكلمة الأخيرة. إنّ منطق الله في اختيار الأفراد هو خارج نطاق تصوّرنا.

بكل تأكيد، لا يوجد خطأ في استمرارنا بالصلاة. الله لا يتغير، ولكن يمكنه أن يغير الوقائع كنتائج لأفعالنا ووفقًا لمشيئته. لقد حصل عيسو أيضًا على البركة، ولكن عندما باع بكوريته لأخيه، كان يخرج عن نطاق إرادة الله. لذلك، مرّرها لأخيه يعقوب. يشرح لنا بولس الرسول تفاصيل هذه الأسرة بشكل جيد في رسالة رومية 9: 10-16

“وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ رِفْقَةُ أَيْضًا، وَهِيَ حُبْلَى مِنْ وَاحِدٍ وَهُوَ إِسْحَاقُ أَبُونَا. لأَنَّهُ وَهُمَا لَمْ يُولَدَا بَعْدُ، وَلاَ فَعَلاَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا، لِكَيْ يَثْبُتَ قَصْدُ اللهِ حَسَبَ الاخْتِيَارِ، لَيْسَ مِنَ الأَعْمَالِ بَلْ مِنَ الَّذِي يَدْعُو، قِيلَ لَهَا: إِنَّ الْكَبِيرَ يُسْتَعْبَدُ لِلصَّغِيرِ. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ.”

فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْمًا؟ حَاشَا!


لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ، وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ.


فَإِذًا لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى، بَلْ للهِ الَّذِي يَرْحَمُ.

صلاة:

يا رب، اغفر لي عندما أظنّ نفسي أعرف كل شيء. قدني يا رب إلى الحق الكامل الذي عليّ أن أتبعه. أشكرك لأنك اخترتني. ساعدني كي أستجيب لدعوتك كي أخدمك. ساعدني كي أتعلم من كلمتك وأطبقها في حياتي. ساعدني كي أسير بقلبٍ نقي، لأنني أريد أن أخطو خطىً ثابتة عندما تهبّ عواصف الحياة في وجهي. باسم يسوع أصلي، آمين.

التدخّل الإلهي

محبّة الله ورحمته المغيّرة بالرغم من تعدّياتنا!

“وَذَكَرَ اللهُ رَاحِيلَ، وَسَمِعَ لَهَا اللهُ وَفَتَحَ رَحِمَهَا، فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْنًا فَقَالَتْ: قَدْ نَزَعَ اللهُ عَارِي. وَدَعَتِ اسْمَهُ «يُوسُفَ» قَائِلَةً: يَزِيدُنِي الرَّبُّ ابْنًا آخَرَ.” تكوين 30: 22-24

استجاب الرب لطلبة راحيل وتدخّل بدلًا عنها. في وقتنا الحاضر نقول أنّ هذا الوضع مليءٌ بالخلل والخطية، ولكن بالرغم من الظروف، نرى التغيير الذي يصنعه الرب والبركة التي يمنحها. نحن نمتلك هذا الإله الصالح نفسه. وخطته تستمر بالمحبة ولرحمة حتى عندما نفعل الأشياء بطريقتنا الخاصة.

سيكون لدى الله دائمًا الكلمة الأخيرة في كل شيء! لا تدع الشعور بالذنب والعار عائقًا يمنعك عن إبقاء الله في مركز حياتك. سوف يتدخل الله دائمًا في حياتنا فقط إذا سمحنا له بذلك. عندما ولد يوسف، بدأ الله فيه بداية جديدة لأسباط إسرائيل الاثني عشر.

عندما بدأ يوسف يكبر، بدأ يدرك فضل الرب تجاه حياته، بالرغم من متاعبه المتعددة. في بلدٍ غريب، كان يسوف مسؤولًا على مخازن القمح خلال فترة المجاعة ومؤتمنًا على إنقاذ حياة الكثيرين. كما نرى ابن راحيل الوحيد الآخر، بنيامين، يشارك في هذه القصة الرائعة.

صلاة:

ربي الحبيب، أشكرك من أجل الأمثلة الموجودة في الكتاب المقدس عن المثابرة وسط التجارب. ساعدني كي أقتدي برجال ونساء الإيمان هؤلاء. اسمح لي كي أتعلم ممّا كُتِب في كلمتك. أصلي الآن من أجل أولئك الذين كراحيل ينتظرون أن تكبر عائلتهم. أنت تقول في كلمتك أن نثمر ونكثر ونزداد بالعدد. أشكرك من أجل استجابتك لصلاة راحيل. وأؤمن أنّك ستستجيب لي وللكثيرين. باسم يسوع أصلي، آمين.

العهد مع الله

أن نكون وكلاء أمناء على البركات الكثيرة التي منحنا إياها الرب.

“فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ! وَخَافَ وَقَالَ: مَا أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ! مَا هذَا إِلاَّ بَيْتُ اللهِ، وَهذَا بَابُ السَّمَاءِ.”

“وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا قَائِلًا: إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ، وَرَجَعْتُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، يَكُونُ الرَّبُّ لِي إِلهًا، وَهذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ، وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُعَشِّرُهُ لَكَ.” تكوين 28: 16-17؛ 20-22

في بعض الأحيان يبدو لنا أن أولئك المذكورين في الكتاب المقدس يعقدون اتفاقًا مع الرب. على سبيل المثال، إذا فعل هذا الشيء من أجلي، سأفعل ذلك الشيء من أجله. إن كان هذا عهدًا صادقًا من القلب، فإنّ الله سيسرّ بالدخول في عهدٍ معنا. كن حذرًا من عدم الإيفاء بعهدك.

يتكلّم الملك سليمان بكلام الحكمة عن هذا الأمر في سفر الجامعة 5. حيث يقول في العدد 2 “لاَ تَسْتَعْجِلْ فَمَكَ وَلاَ يُسْرِعْ قَلْبُكَ إِلَى نُطْقِ كَلاَمٍ قُدَّامَ اللهِ، لأَنَّ اللهَ فِي السَّمَاوَاتِ وَأَنْتَ عَلَى الأَرْضِ، فَلِذلِكَ لِتَكُنْ كَلِمَاتُكَ قَلِيلَةً.” والعدد 5 يقول “أَنْ لاَ تَنْذُرُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَنْذُرَ وَلاَ تَفِيَ.” أحيانًا يترتّب علينا أن نكون صامتين ونعلم أنّه هو الرب.

لقد ميّز يعقوب حضور الله، ونُقِل بقوّة إلى مهابة محضر الله. وفي هذا المكان نذر يعقوب نذرًا للرب ودخل في عهد معه. فقد طلب من الله التأييد والحماية والمؤونة ووعده أن يردّ العشر مما يعطيه الرب.

اليوم يمكننا أيضًا أن نكون في عهد مع الرب بأننا عندما نعطي عشورنا للرب، فإنّه سيضاعف الباقي ويبارك مواردنا المالية. أليس الله صالحًا معنا؟ إنّه يستحق كل ما لدينا.

صلاة:

أبي السماوي، أنت في السماوات وأنا على الأرض. كما علّم ابنك تلاميذه أن يصلوا، أصلي أنا أيضًا الآن، ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض. أريد الحصول على أفضل ما عندك لي. أريد الحصول على كلّ ما أعددته سابقًا من خططٍ سماويةٍ لحياتي. ساعدني كي أكون وكيلًا صالحًا لكلّ ما أعطيتني من بركات. أنا أتعهّد أن أعشّر لك وأؤمن أنّ بركاتك ستحلّ على أموري المالية. أشكرك لأنك نجّيتني من الشرير. آمين.

هو أمين كي يستجيب

كيف نشفع للآخرين في الصلاة وفقًا لمشيئة الله.

“وَصَلَّى إِسْحَاقُ إِلَى الرَّبِّ لأَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَأَتُهُ. وَتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا، فَقَالَتْ: إِنْ كَانَ هكَذَا فَلِمَاذَا أَنَا؟ فَمَضَتْ لِتَسْأَلَ الرَّبَّ.” تكوين 25: 21-22

هل سبق لك وسألت: “لماذا يحدث هذا معي أنا؟” تذكّر دائمًا أنّ خطط الله قد تختلف عن خططنا. التسليم لإرادة الله هو أمر أساسي وضروري!

لقد رفع إسحاق زوجته في الصلاة والرب استجاب له وحبلت زوجته بتوأم. وبينما كانا ينموان في بطنها، سألت الرب لماذا كانا يتزاحمان في بطنها. فكشف الله لها أنّ ابنيها سيمثلان أمتين ستكونان متخاصمتين.

كم هو أمينٌ إلهنا حتى يكشف الأسرار لنا؟ وكما أجاب رفقة، سوف يجيبنا نحن أيضًا. هو الرب الذي لا يتغير. يلفتني في الأمر أن إسحاق صلّى عن امرأته. يجب علينا أن نشكر الرب من أجل كل الناس الذين يصلون لنا، ومن أجل الأشخاص الذين يفعلون هذا بكلّ لطف دون علمنا. يا لها من بركة.

في بعض الأحيان يتعيّن علينا أن نطلب من الآخرين الصلاة من أجلنا. قد نخبرهم بعض الأحيان بالتفاصيل، وفي الأحيان الأخرى لا نخبرهم. وهنا يأتي دور المقدرة على التمييز. إنّ إلهنا متعدّد الطرق. فهو لا يفعل الأشياء بنفس الطريقة دائمًا. وبالتالي، فعلينا ألّا نتوقع النتيجة نفسها دائمًا! لنكن منفتحين دائمًا كي نسمح للرب أن يتحرك بسيادة في حياتنا، وفي حياة الآخرين أيضًا.

صلاة:

يا رب، كما علّمت تلاميذك أن يصلوا لتكن مشيئتك، اجعل روحك القدوس يشفع لي بحسب مشيئتك. اغفر لي إن تذمّرت دون أي داعٍ. ساعدني كي أتصرف كما تقول كلمتك وأن أفعل كل شيء دون دمدمة أو مجادلة (فيلبي 2: 14). دعني أدرك وأثق أنّك دائمًا تسمعني بالرغم من مخاوفي بشأن أية مسألة. أشكرك لأنّك أب تهتمّ بأولادك وتهتم بي وبأدقّ التفاصيل. ساعدني كي أعيش حياة الصلاة وأشفع للآخرين بالصلاة من أجلهم ومن أجل ظروفهم. آمين.

الله كلّي القدرة

الخضوع لتوجيهات الرب وحمايته في حياتنا!

“فَخَرَّ الرَّجُلُ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ، وَقَالَ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي لَمْ يَمْنَعْ لُطْفَهُ وَحَقَّهُ عَنْ سَيِّدِي. إِذْ كُنْتُ أَنَا فِي الطَّرِيقِ، هَدَانِي الرَّبُّ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي.” تكوين 24: 26-27

يذكر سفر الأمثال 2: 6 إنّنا إذا عرفنا الله في كلّ طرقنا، فسوف يقوّم سبلنا. وفي ترجمة أخرى يقول: سيجعل طرقنا مستقيمة. وكما جاء في المزمور 23: 2 “في مراعٍ خضر يربضني،” أمنيتي هي أن يكون الرب هو المتحكم في حياتي بشكل كامل. كم أريد أن يكون هو من يقودني ويوجّهني.

الله لا يجبرنا على شيء. بل يعطينا الحرية لنصنع قرارات حياتنا. مع ذلك، ولحسن الحظ، هو يتدخّل لحمايتنا من أمور عديد قد لا نراها أو نشعر بوجودها. أنا ممتنّة كثيرًا من أجل الحماية التي يمنحني إياها.

غالبًا ما يعلمنا الرب من خلال السماح لنا أولًا بالمرور في التجربة ومن ثمّ تعلّم الدرس. وعلى عكسنا، هو لا يحتاج أن يتم تذكيره بأي شيء، لأنّه يعلم كل شيء. ولكن يمكننا بكل تأكيد أن نرسم البسمة على وجهه عندما نخضع لقيادته. ومن خلال قيامنا بذلك، سوف يرشدنا إلى تحقيق مستقبلنا وأهدافنا.

صلاة:

أيها الرب كلّي القدرة، يا من تعلم كل الأشياء حتى قبل أن تحدث، أشكرك لأنك أنت أفضل ابٍ في كل العالم. أنت تؤدّبنا كالأبناء من أجل خيرنا، وحتى نتمكن من أن نصبح شركاء لك في القداسة. (عبرانيين 12: 10). ساعدني كي أعرفك في كلّ طرقي. لكي أعبدك في أي مكان وفي أي وقت. أعطيك كامل الصلاحية لتمنعني من السير في الطريق الخطأ. لا تدخلني في تجربة، بل نجني من الشرير. كلّمني بصوتك الهادئ، وساعدني كي أخضع وأطيع توجيهاتك في حياتي. آمين.

الإعلان الذي سيغير حياتك

نحن مدعوون لنعيش حياة قوية بالرب يسوع المسيح. لقد وضع أمامنا أدواتٍ مذهلة لنحيا هذه الحياة الفعّالة: كلمته، الصلاة، الصوم، التسبيح والعبادة والشكر.

أن تصلّي من كلمة الرب يعني أن تصلي بحسب مشيئة الرب! وعندما تصلي لحياتك وحياة أحبائك على ضوء كلمة الرب تكون صلاتك مستجابة.

منذ سنوات، تعلّمت أن أصلي كلمة الرب من كتيب “قوّة المؤمن” لـ “كينيث هاجين” كتاب صغير ولكنه قوي جدًا. لقد كان يروي في كتابه كيف أن الصلاة من رسالة أفسس قد غيرت حياته من خلال إعلان خارق وذكر كيف كان يتلقّى إعلانات خارقة ومدهشة ويرى معجزات. تبعًا لمثاله، شاهدت أنا أيضًا هذه النتيجة المذهلة نفسها.

كما أنّه ذكر أيضًا أنّك إذا وضعت اسمك أو أسماء الذين تحبهم، وأعلنت كملته، فسوف ترى أعمال الرب العجيبة.

لقد أعددتُ صلاة لك من مجمل رسالة أفسس لتعلنها كلّ يوم، مرّتين أو ثلاث أو ربما أكثر. أنا أؤمن أنّك ستشهد فرقًأ كبيرًا في حياتك.

يمكنك أن تبدأ في عيش حياة مسيحية قويّة واستثنائية، بدءًا من اليوم من خلال إعلان كلمة الرب:

أفسس 1

3 مبارك الله أبو ربّي يسوع المسيح، الذي باركنيفي كلّ بركة روحية في السماويات في المسيح. 4 لأنه اختراني فيه قبل تأسيس العالم لأكون قديسًا بلا لومٍ قدامه في المحبة. 5 إذ سبق فعينني للتبني بيسوع المسيح، حسب مسرة مشيئته 6 لمدح مجد نعمته التي أنعم بها عليّ في المحبوب. 7 الذي فيه لي الفداء بدمه، غفران الخطايا، حسب غنى نعمته، 8 التي أجزلها لي بكل حكمة وفطنة،9  إذ عرفني بسر مشيئته، حسب مسرته التي قصدها في نفسه،10  لتدبير ملء الأزمنة، ليجمع كل شيء في المسيح، ما في السماوات وما على الأرض، 11 الذي فيه أيضا نلتُ نصيبًا، معينًا سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته، 12 لأكون لمدح مجده، أنا الذي قد سبق رجائي في المسيح. 13 الذي فيه أيضا أنا، إذ سمعتُ كلمة الحق، إنجيل خلاصي، الذي فيه أيضا إذ آمنتُ خُتمتُ بروح الموعد القدوس، 14 الذي هو عربون ميراثي، لفداء المقتنى، لمدح مجده. 17 تأييدًا لصلاة بولس أنا أقبل روح الحكمة والإعلان فأعرفه أكثر في المسيح يسوع، آمين. 18 مستنيرة عيون ذهني، لأعلم ما هو رجاء دعوته، وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين،19 وما هي عظمة قدرته الفائقة نحوي كمؤمن حسب عمل شدة قوته20  الذي عمله في المسيح، إذ أقامه من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماويات،21  فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضا،22  وأخضع كل شيء تحت قدميه، وإياه جعل رأسا فوق كل شيء للكنيسة،23  التي هي جسده، ملء الذي يملأ الكل في الكل.

أفسس 2

وأنا، إذ كنتُ ميتًا بالذنوب والخطايا، 2 التي اعتدتُ أن أسلك بها حسب طرق هذا العالم وحسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية. 3 الذي أنا أيضًا عشتُ قبلًا بينهم في شهوات جسدي عاملًا مشيئة الجسد والأفكار. وكنتُ بالطبيعة مستحقًا للغضب. 4 ولكن الله الذي هو غني في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبني بها، 5 أحياني مع المسيح وأنا ميتٌ بالخطايا، صرتُ مخلّصًا بالنعمة. 6 وأقامني معه، وأجلسني معه في السماويات في المسيح يسوع، 7 ليُظهِر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق، معبّرًا عنه باللطف عليّ في المسيح يسوع. 8 لأنني بالنعمة مخلّص بالإيمان، وذلك ليس منّي، هو عطية الله. 9 ليس من أعمال كي لا أفتخر. 10 لأنني عمله، مخلوق في المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق فأعدّها لي لكي أسلك فيها.

13 ولكن الآن في المسيح يسوع، أنا كنتُ قبلًا بعيدًا، صرتُ قريبًا بدم المسيح. 14 لأنّه هو سلامي الذي جعل الاثنين واحدًا، ونقض حائط السياج المتوسط 17 فجاء وبشرّني بسلامٍ، أنا الذي كنتُ بعيدًا وبشّر القريبين أيضًا. 18 لأنّ به لي قدومًا في روحٍ واحدٍ إلى الآب. 19 إذًا، لستُ بعدًا غريبًا ونزيلًا، بل من الرعيّة مع القديسين وأهل بيت الله، 20 مبنيًا على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية. 21 الذي فيه كل البناء مركبًا معًا، ينمو هيكلًا مقدسًا في الرب 22 الذي فيه أنا أيضًا مبنيًا مع الآخرين، مسكنًأ لله في الروح.

أفسس 3

4 ومن قراءة هذا، أقدر أن أفهم دراية بولس بسرّ المسيح. 12 الذي به لي جرأة وقدوم بإيمانه بحرية وثقة.

صلاة لأهل أفسس

أرفع هذه الصلاة للآب متحدًا معه باسم يسوع المسيح: 16 أصلي كي يؤيّدني الرب بحسب غنى مجده بالقوة بروحه في إنساني الباطن، 17 ليحلّ المسيح بالإيمان في قلبي، 18 وأنا متأصل ومتأسس في المحبة، حتى أستطيع أن أدرك مع جميع القديسين، ما هو العرض والطول والعمق والعلو، 19 وأعرف محبة المسيح الفائقة المعرفة، لكي أمتلئ إلى كل ملء الله. 20 والقادر أن يفعل فوق كل شيء، أكثر جدًا مما أطلب أو أفتكر، بحسب القوة التي تعمل فيّ، 21 له المجد في الكنيسة في المسيح يسوع إلى جميع أجيال دهر الدهور. آمين.

أفسس 4

سأسلك كما يحقّ للدعوة التي دعيتُ بها. 2 بكلّ تواضع ووداعة، وبطول أناة، أحتمل الآخرين في المحبة. 3 سأجتهد أن أحفظ وحدانية الروح برباط السلام. 14 لن أعود فيما بعد طفلًا مضطربًا ومحمولًا بكلّ ريح تعليم، بحيلة الناس، بمكرٍ إلى مكيدة الضلال 15 بل متكلّمًا بالصدق في المحبة. سأنمو في كلّ شيء إلى ذاك الذي هو الرأس: المسيح.

إرشادات للحياة المسيحية

22 سأخلع من جهة التصرف الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، وأتجدد بروح ذهني، وألبس الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق. 25 سأطرح عني الكذب، وأتكلم بالصدق مع قريبي. لأنني أنا عضو في الجسد الواحد. لن أقع في الخطية بسبب غضبي. لن تغرب الشمس على غيظي، 27 ولن أبليس مكانًا. 29 لن تخرج كلمة رديّة من فمي، بل كلّ ما كان صالحًا للبنيان، حسب الحاجة، كي يعطي نعمة للسامعين. 30 لن أُحزِن روح الله القدوس الذي به خُتِمتُ ليوم الفداء. 31 سأرفع عني كلّ مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كلّ خبث. سأكون لطيفًا وشفوقًا ومتسامحًا مع الآخرين كما سامحني الله أيضًا في المسيح.

أفسس 5

سأكون متمثّلًا بالله كأولاده الأحباء، 2 وسأسلك في المحبة كما أحبني المسيح أيضًا وأسلم نفسه لأجلي، قربانًا وذبيحة لله رائحة طيبة. 3لن يكون هناك في حياتي أي أثر زنا أو نجاسة أو طمع لأنني مختارٌ كي أكون مقدسًا. 4 ولن يكون هناك قباحة أو كلام سفاهة أو هزل لا يليق، بل بالحري الشكر 6 لن أسمح لأحدٍ أن يغّرني بكلامٍ باطل، لأنّه بسبب هذه الأمور يأتي غضب الله على أبناء المعصية. 7 لذلك لن أكون شريكًا لهم. 8 لأنني كنتُ قبلًا ظلمةً، وأما الآن فأنا نور في الرب. وأسلك كابنٍ للنور. 9 لأنّ ثمر الروح هو في كلّ صلاح وبرّ وحق. 10 سأختبر ما هو مرضي عند الرب 11 ولن أشترك في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري أوبّخها. 15 سأنظر كيف أسلك بالتدقيق، لا كجاهل بل كحكيم، 16 وأفتدي الوقت لأن الأيام شريرة. 17 من أجل ذلك لن أكون غبيًا بل فاهمًا ما هي مشيئة الرب. 18 ولن أسكر بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل أمتلئ بالروح. 19 مكلّمًا الآخرين بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مترنّمًا ومرتّلًا في قلبي للرب. 20 شاكرًا كلّ حين على كل شيء في اسم ربّي يسوع المسيح.

أفسس 6

سلاح الله

10 سأتقوّى في الرب وفي شدة قوته 11 وألبس سلاح الله الكامل لكي أقدر أن أثبت ضد مكايد إبليس 12 فإنّ مصارعتي ليست مع لحم ودم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات. 13 من أجل ذلك سأحمل سلاح الله الكامل لكي أقدر أن أقاوم في اليوم الشرير، وبعد أن أتمّم كل شيء أن أثبت. 14 سأثبت ممنطقًا حقويّ بالحق، وألبس درع البر، 15 وأحتذي باستعداد إنجيل السلام. 16 وأحمل فوق الكل ترس الإيمان، الذي به أقدر أن أطفئ جميع سهام الشرير الملتهبة. 17 سآخذ خوذة الخلاص، وسيف الروح الذي هو كلمة الله. 18 سأصلّي بكلّ صلاة وطلبة كل وقت في الروح، وأسهر لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة، لأجل جميع القديسين، 19 وأصلي لكي يُعطى لي كلامٌ عند افتتاح فمي، لأعلّم جهارًا بسرّ الإنجيل. 20 وأجاهر فيه كما يجب أن أتكلم. في اسم يسوع المسيح، آمين.

الصلاة بشكلٍ محدد

كيف نكون متنبّهين لصلواتنا ونطلب الرب ومشيئته وخططه العظيمة لحياتنا.

“وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ، يَسِّرْ لِي الْيَوْمَ وَاصْنَعْ لُطْفًا إِلَى سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. هَا أَنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ، وَبَنَاتُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ خَارِجَاتٌ لِيَسْتَقِينَ مَاءً. فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي أَقُولُ لَهَا: أَمِيلِي جَرَّتَكِ لأَشْرَبَ، فَتَقُولَ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا، هِيَ الَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِكَ إِسْحَاقَ. وَبِهَا أَعْلَمُ أَنَّكَ صَنَعْتَ لُطْفًا إِلَى سَيِّدِي. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَفْرَغْ بَعْدُ مِنَ الْكَلاَمِ، إِذَا رِفْقَةُ الَّتِي وُلِدَتْ لِبَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ امْرَأَةِ نَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ، خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا.” سفر التكوين 24: 12-15

تولّى خادم إبراهيم مهمة إيجاد زوجة لإسحاق. لقد كان هذا قرارًا صعبًا لأنّ هذه الزوجة ستكون جزءًا من عائلة إبراهيم. من الواضح أنّ خادمه كان متيقّنًا لأهمية هذا القرار عندما كان يصلي من أجل إشارة تساعده على الاختيار. وبالنتيجة، أكرم الله صلاته وأرسل له رفقة لتحيّيه. وكانت هي الفتاة المختارة من الله ليكون لها دورٌ في ميراث ونسل إبراهيم.

الرب يكمن في التفاصيل الصغيرة. دعونا نكون أكثر تحديدًا عندما نصلي. فعندما نصلي لنبارك أحدًا ما، نركّز صلاتنا على “كيف” سيباركه الرب. وحين نكون أكثر إدراكًا لمحتوى صلواتنا، يعود الأمر علينا بالفائدة أيضًا حيث نمضي المزيد من الوقت مع الرب.

لقد كان إبراهيم محدّدًا في صلاة خادمه كما هو مذكور في النص أعلاه. كما أنّهم حلفوا أيضًا “بالرّب”. أنا أؤمن أنّه علينا أن نصلي بشكل محدد من أجل الشريك المناسب، سواءً من أجلنا أو من أجل أولادنا. والأهم من ذلك كله، علينا ألّا نساوم حتى تستوفى جميع التفاصيل المذكورة في صلواتنا. نحن نريد الخطة “أ” لحياتنا من الرب، لأنّ الرب لديه الخطة الأفضل دائمًا!

صلاة:

ربي الحبيب، أشكرك من أجل كلمتك التي تعطينا أمثلة ونماذج نقتدي بها. إنّها أمثلة عن رجال ونساء لم يكونوا كاملين، ولكن لديهم إله كامل. لقد صنعت الكثير من القرارات في حياتي دون أن ألتجئ إليك. أرجوك اغفر لي. أدعوك الآن كي تتدخل في كلّ قراراتي التي يجب عليّ اتخاذها اليوم وفي المستقبل. أرجوك أعطني الحكمة كي أصنع قراراتٍ صالحة. يا رب، إنت عظيم وممجّد من خلال إيماننا الطفولي فيك حتى تفعل ما هو أعظم مما يمكننا تصوّره. ساعدني كي أصلي: “لتكن مشيئتك” خصوصًا عندما لا أكون متأكدًا من التفاصيل. ساعدني كي أعيش بالإيمان، لا بالعيان. آمين.

سماع صوت الله

وسط ضجيج هذا العالم وتشتيته، من الضروري ليس فقط أن نستمع إلى الرب، بل أيضًا أن نجيبه ونتكلّم إليه.

“فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ! فَقَالَ: هأَنَذَا.” تكوين 22: 11

عندما نتعرف إلى إلهنا بشكل أفضل وأفضل، سنتعرف إلى صوته من خلال هذه العلاقة القوية. هناك الكثير من الأصوات والتشويش في هذا العالم من شأنها أن تمنعنا عن سماع صوت الله، بما فيها صوت العدو!

نحن نحمل في ذواتنا أجسادًا بشرية، لذلك علينا أن نتوخى الحذر الشديد للاستماع إلى “صوت الله” من خلال ضبط آذاننا الروحية. لقد كشف الله عن نفسه من خلال رؤى وظهورات بارزة في العهد القديم. وهذا الأمر هو ممكن حتى الآن! اليوم، بالإيمان، يمكننا أن نسمعه يتكلّم. ليتنا نستمع إليه باهتمام وعناية ونكون متنبّهين جدًا لصوته.

“خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. يوحنا 10: 27

صلاة:

أبي السماوي، أشكرك لأنك لا تتغير. أشكرك لأنك أرسلت يسوع، وسيطنا وشفيعنا أمامك. أشكرك لأنني أستطيع أن أسمع صوتك أيضًا كما فعل إبراهيم. ساعدني كي أتمكن من التمييز بين صوت الملائكة والشياطين، بين الخير والشر. أشكرك لأنك تعطيني هذه الموهبة، لأنّ هذه هي مشيئتك. فكلّ الأشياء ممكنة عندك للذين يؤمنون. آمين.

تكريس حياتنا للرب

لقد أصبحنا نحن المؤمنون أفرادًا في عائلة الله بالتبنّي. وبالتالي فهو سيباركنا عندما نسلّم له في كلّ قراراتنا.

“وَغَرَسَ إِبْرَاهِيمُ أَثْلًا فِي بِئْرِ سَبْعٍ، وَدَعَا هُنَاكَ بِاسْمِ الرَّبِّ الإِلهِ السَّرْمَدِيِّ.” سفر التكوين 21: 33

لقد أدّت التعاملات والاتفاقيات التي جرت بين إبراهيم وأبيمالك إلى حدوث معاهدة. لقد وصلا إلى اتفاق حول البئر التي كان إبراهيم قد حفرها، ووافق إبراهيم أن يطلب حماية وسلامة لأسرة الملك ونسله.

“اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ.” عبرانيين 12: 14

بعد أن تمّ هذا العهد بينهما، غرس إبراهيم شجرةً ويقول الكتاب المقدس أنّه “دعا هناك باسم الرب الإله السرمدي.” لقد كان يدعو إبراهيم باسم الرب في كلّ قرارٍ يتخذه وكان الرب يباركه من أجل ذلك. ثمّ بقي إبراهيم في أرض الفلسطينيين أيّامًا كثيرة.

يجب علينا أن نسى كي نكرّس كلّ ما نفعله للرب. وكما تقول كلمة الرب في المزمور 24: 1 “للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكلّ الساكنين فيها.” نحن لا نمتلك شيئًا. نحن فقط موكلين وخدام على ما هو للرب.

دعي إبراهيم أبا الإيمان مراتٍ عديدة. ونحن كمسيحيين ننظر إليه بهذه الطريقة، “كما آمن إبراهيم بالله فحسب له برا، اعلموا إذا أن الذين هم من الإيمان أولئك هم بنو إبراهيم.” (غلاطية 3: 6-7). كلّموا الآخرين أنكم تنتمون إلى عائلة الله! ليكن لكم هذا الإيمان أيها المؤمنون! أنتم أولاد الله.

صلاة:

ربي الحبيب، أشكرك لأنك تبنّيتني وضممتني إلى عائلتك وأعطيتني أفضل النسب الأفضل. فأنا أحد حبات الرمل الممتدة على شاطئ الحياة. أمجدك لأنك أظهرت ابنك يسوع لي. أشكرك لأنّك صنعت عهدًا معي. ساعدني كي أسير معك كلّ أيام حياتي. أصلي لك كي تقويني كي أقدّم وعودًا صادقة معك ومع شريك/شريكة حياتي، وأصدقائي وأولادي. كلّ شيء لمجد الرب، الإله السرمدي. أصلي كلّما نظرت إلى شجرة مغروسة على جانب الطريق كيما أتذكّر الحلف الذي قطعه يسوع لنا ضمانًا لعهد أفضل. آمين.

التعلّم من أخطائنا

كيف نصلي بقوّة، حتى عندما نكون قد ارتكبنا خطأً ما، وكيف نسير مع الرب لكي نصبح مشابهين لصورته!

“فَصَلَّى إِبْرَاهِيمُ إِلَى اللهِ، فَشَفَى اللهُ أَبِيمَالِكَ وَامْرَأَتَهُ وَجَوَارِيَهُ فَوَلَدْنَ.” تكوين 20: 17

نحن دائمًا لدينا الفرصة مع الرب لنضع الأمور في نصابها الصحيح. الصلاة أولًا هي الحل الأفضل دائمًا! عندما نسير مع الرب ونعلم طرقه، فسنصبح مشابهين أكثر لصورة المسيح. إنّ صلواتنا وكلامنا ستتماشى مع مشيئة الله، وسنرى الأمور تتغير عندما نصلي.

أنا أعتقد أنّ هذا الاختبار قد أخضع إبراهيم وعلّمه أشياء كثيرة. لقد عاش إبراهيم في عهد مع الله، والله باركه وضاعف نصيبه في كلّ ما فعل. وحين صلى إبراهيم إلى الله لأجل أبيمالك، استجاب الرب إلى صلاته وشفى عائلته.

كان إبراهيم على خطأ، ولكنّ بصفته صديقًا للرب كان مجبرًا على الصلاة. ونحن كمؤمنين، يجب دائمًا أن تكون خطوتنا الأولى هي تصحيح الخطأ. علينا ألّا نفترض أبدًا أنه على الشخص الآخر أن يبادر أولًا.

صلّ هذه الصلاة:

ربي الحبيب، أشكرك لأنّ كلّ ما أحتاج إليه هو مكتوب في كلمتك، في الكتاب المقدس، من أجلي لكي أتعلم منه. إنّه دليل التعليمات الخاص بي. إنّه رسالة الحب المرسلة منك إليّ وإلى العالم أجمع. كما أنّه درس تاريخ أيضًا! أرجوك ساعدني كي أتعلم من التاريخ، حتى لا أتعرض إلى تكرار أي أخطاء أو أساليب سلبية. أشكرك لأنني أعلم أنك لا تسمعني فحسب بل أيضًا تستجيب إلى صلواتي. أرى كيف إنّ إبراهيم قد وجد نعمة في عيون الآخرين وفي عيونك، كما كان يسوع أيضًا. أصلي أن أكون مشابهًا ليسوع، المثال الأكمل والأروع. ساعدني كي أسير بحسب هذه النعمة الإلهية أيضًا. حتى أوجد فيك وفي كلمتك. فكلمتك هي سراج لرجلي ونور لسبيلي.  أعنّي كي أخبئ كلامك في قلبي حتى لا أخطئ إليك. آمين.

رحمة الله بالرغم من أخطائنا

“وَلكِنْ لَمْ يَكُنْ أَبِيمَالِكُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: يَا سَيِّدُ، أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟ أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي: إِنَّهَا أُخْتِي، وَهِيَ أَيْضًا نَفْسُهَا قَالَتْ: هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هذَا.” تكوين 20: 4-5

لقد كان إبراهيم خائفًا، لذلك كذب قائلًا عن سارة زوجته أنّها أخته. ولهذا السبب، جاء الله إلى أبيمالك في حلمٍ وقال له أنّه في عداد الأموات لأنّه أخذ سارة من إبراهيم. وبما أنّ الله وعد بنسلٍ لإبراهيم وسارة، فقد تدخّل لحماية سارة على الرغم من أن إبراهيم أخطأ وكذب، كما منع أبيمالك من أن يخطئ إليه.

تخيّل، لم يكن الله غاضبًا من إبراهيم على كذبه، بل من أبيمالك وأهل بيته. ومع ذلك، كان هناك أرواح في خطر بسبب تدخّل إبراهيم. في تأملنا السابق، كان إبراهيم يتشفّع من أجل حياة الآخرين. أما الآن، فإنّ الموت يطرق الباب.

وهذا يرينا أن هناك عواقب لقراراتنا الخاطئة. عندما نتخذ قراراتٍ خاطئة بسبب مخاوفنا وقلقنا في ظلّ ظروفٍ حياتية صعبة، فقد نتسبّب معاناة لا داعٍ لها لأنفسنا أو للآخرين. علينا دائمًا أن نسعى لنكون أمناء، وأن نثق ونطيع.

صلاة:

ربي الغالي، أشكرك من أجل رحمتك لي عندما أفشل. ساعدني كي لا أخذلك ثانية، ولكن عندما أفعل ذلك، سوف أنظر إليك كي أنال رحمتك وعونك في وقت حاجتي. أصلي كي تمنحني إيمانًا راسخًا. وأصلي ألّا أكون حجر عثرة لأي شخصٍ آخر بسبب أي قرارٍ خاطئ. ساعدني كي أكون أكثر وعيًا للمواقف التي تحدث، وأن أصلي باستمرار وفي كل الظروف. أصلي كي تكون حياتي بركةً للآخرين. ساعدني كي أقول الحقيقة دائمًا وبمحبة. أنا أنتهر روح الخوف من حياتي، وأسألك أن تملأني بروحك القدوس. آمين.