تأملات الأربعين يومًا


 

 اليوم الأوّل: احصل على نار النّهضة الآن!

 

هل تعاني من موسم الجفاف أثناء مسيرك مع الله؟ هل أصبح قلبك قاسيًا من كثرة الإساءات والغدر والخداع؟ حيث أنّ الإساءة تولّد طبقةً جديدةً من القسوة في محيط قلبك. إنّ حالة قلبك مهمّة جدًا بالنسبة لله كيما يستخدمك لمجده. حيث أنّ المطلوب هو إلقاء البذار على التّربة التي حول قلبك، وليس على القسوة التي تعيق الحصاد. كيف يمكنك التخلّص من القسوة المتراكمة في قلبك؟

ارفع راية يسوع المسيح كلّ يوم! هل تعلم كيف تفعل ذلك؟ لا تنسى أبدًا كيف خلّصك. اطلب من الله نار قدسه! ليبقي لهيب قلبك مشتعلًا بالرب كي يحفظك ويحرسك. الصوم يحتاج إلى الانضباط، ومن الممكن أن يؤلمك في بعض الأحيان. إنّه يؤلمك لتتخلّى عن العالم وتلتفت بكلّ إخلاص إلى يسوع. إنّ هذه العمليّة تميت الجسد من أجل السلوك بالروح. كما أنّنا بحاجة إلى ضبط أنفسنا لنبقى سالكين بحسب مجد الله، ولنبقى في علاقة شخصية معه.

انظر إلى الله واطلب منه أن يزيل المواضع المتحجّرة والصلبة من قلبك. ادعو الروح القدس كي يخترق قلبك، ويجعلك أكثر خضوعًا لحضوره. انظر إلى الله واطلب منه أن يزيل المناطق المتحجّرة والصلبة من قلبك. ادعُ الروح القدس كي يخترق قلبك، ويجعلك أكثر خضوعًا لحضوره. اطلب منه المساعدة اليوم لكي تكون مدرّبًا في البحث أكثر عن يسوع..

 

لأَنَّ قَلْبَ هذَا الشَّعْب قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ.

متى 13: 15


 

اليوم الثاني: نار النهضة الشّخصيّة!!

 

الله يستجيب للصلوات الملِحّة (اللجوجة)!

 

كيف يحدث اليأس؟ لماذا يحدث اليأس؟ ما هي الغيرة المتّقدة؟

اليأس يقود إلى المثابرة!

إليك كلمتان، لنتأمّل بهما:

  1. اليأس المستميت: هو رغبةٌ في الاندفاع، والإلحاح المتهوّر. بحيث لا مجال لك لرفض رغبة صاحبها! راحيل قالت ليعقوب “هَبْ لِي بَنِينَ، وَإِلاَّ فَأَنَا أَمُوتُ!” (تكوين 30: 1) يعقوب تصارع مع الله فأصبح أمةً، حيث قال: “لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي”(يعقوب 32: 26)
  2. الغيرة المتّقدة: هي التفاني بسخاء وبحماسة لقضيّةٍ ما. هي أن تكون مبيعًا للقضيّة! لقد قال كلّ من إيليا وبولس وإرميا “إنّ كلمتك في قلبي كنارٍ، نار محصورة في عظامي. مللت من إمساكها. ولم أستطع.” لقد صمّمت أن أتبع يسوع؛ بلا رجوع. حتّى وإن لم يذهب معي أحدٌ، سأظلّ أتبعه. هذه هي الغيرة! هي ألّا تهتمّ بمن سيكون معك. أو من يكون ضدك في تبعيتك ليسوع.

فكّر في الحالة التي وصلت إليها أرضنا. لقد أضحى الناس يزدرون بيسوع المسيح!  وأصبح اليائسون يلجؤون إلى تدابير مليئة بالقنوط. لمَ لا نقوم الآن بإطلاق وابلٍ من الصّلوات بلجاجة نحو السماء. لكي نقف بمواجهة الكسل الروحي، ونقاوم ضدّ أرواح التشويش والإحباط.

 

فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي.

يوحنا 2: 17


 

 اليوم الثالث: صلاة النّهضة الفعّالة

 

إنْ كنت لا تصلّي فأنتَ تلهو! المسير بعمق مع الله يبدأ بحياة صلاة قوية ومتناغمة. ومشيئة الله هي أن تصلّي له في كل الأوقات، ليس فقط عندما تشعر بأن الظرف ملائم لك.

من الضروريّ أن تكرّس حياتك. وهذا يعني أنّه ينبغي عليك الانفصال عن الحياة الجسديّة والدّنيوية (حياة أهل العالم) والالتزام بحياة القداسة والتقوى. إنّ نمط الحياة هذا يمكنه تغيير الأجواء، والأقدار، حتّى أّنّه قادر على تغيير حياة الأشخاص الذين نحبّهم.

ربّما توجد بعض التحديات في بعض الأحيان، ورّبما تسرقك حالات التشويش لتحرفك عن مسارك، ولكنّ جسدك ينبغي أن يُمات. آثر أن تقف بحزم مع المسيح، وهو سيهبك القوّة التي تحتاجها. الصلاة هي أمرٌ اساسيٌّ لمسيرة حياة المسيحيّ، تساعده كي يحمل الكثير من الثمار، ويعطي المجد للرب.

تفاعل مع حياة الصلاة! اشعر بالحماس والحرارة عندما تصلّي! أَخضِع إرادتك بالتّمام واطلب أن تتمّ مشيئة الله على الدّوام. اليوم، اطلب من الرب أن يزيح عنك كل ما هو شرّير من أمور وأناس من شأنهم أن يمنعوك عن المسير معه. تذكّر أن يسوع قال: “اثبتوا فيّ وأنا فيكم.” امنحه كافة الصلاحيات للدخول إلى حياتك من خلال الصلاة، ثمّ راقبه وهو ينجز باقي المهمّة. للربّ إلهنا كلّ المجد!

 

بِسَبَبِ هذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ. لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ، لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ

أفسس 3: 14-17


 

اليوم الرابع: الانتقال إلى المرحلة التالية

 

أصدقائي الأعزاء، يذكر الكتاب المقدس أنّ مصارعتنا هي ليست مع لحمٍ ودمٍ، بل ضد الظلمة الروحيّة. عندما تبدأ بالشعور أنّ هنالك شيءٌ ما يسير بشكل خاطئ، التفت إلى الصلاة من أجل هذا الصراع. كن شديد البأس في صراعك. تذكّر أن الصوم يعزّزك من الداخل ويزيح الجبال من حياتك. أَخضِع ذاتك إلى الروح القدس وكن يقظًا بالروح. وفي حال شعورك بأن عزيمتك مثبّطة، تحوَّلْ إلى محاربٍ (مقاتِل) في الصلاة. استمت من أجل الرب!

سيسمح الله للحرب الروحية في بعض الأحيان بأن تُشنّ على حياتك، وذلك لكي يعيدك للتركيز نحوه. فإنّ شهوة قلبه لنا هي أن ننهض ونهزم أعدائنا بقوّة الصلاة الفعّالة. لذلك، ابدأ أولًا بربط (تقييد) كل شيء باسم يسوع المسيح. ولكن ما هو الربط؟ يقول الكتاب المقدس في (متى 18: 18) “كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.” إذًا إن حدث أمرٌ سيءٌ ما، فلَكَ السلطانُ بأن تربطه (تقيّده) باسم يسوع. صلّ من أجل مجتمعك، وراعيك، ومن أجل كنيستك. صلّ من أجل بلدك، وأعلن ملك وسلطان الرب يسوع على أرض بلدك! في الختام، إن الله يريدك أن تلتفت إليه في كل حيّز من حياتك.

 

إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ.

يوحنا 14: 14


 

اليوم الخامس: تعزيز إيمانك أنت

 

الله قادر على تحريك الجبال والسماح بحدوث أمورٍ خارقةٍ للطّبيعة، من خلال الصوم. ولكنّ الصوم في النهاية يهدف إلى تقريبك من الله أكثر. يتوجّب عليك السير مع الرّب بالإيمان، لا بالعيان. فعندما تنظر إلى الأمور بنظرة بشرية، تفقد إيمانك. لذا فأنت بحاجة للرؤية بمنظور الله. حيث لا يمكن للأمور الأرضيّة أن تزعزعك إذا كنت تسير بالإيمان. إنّ يسوع لم ينظر إلى السمك والخبز بشكلٍ مجرّد؛ لقد رأى أمورًا أكثر بكثير من خلال المنظور فوق الطبيعيّ.

إنّ الإيمان ليس أمرًا سلبيًّا، بل إنّه بالأحرى عبارة عن سلوكٍ وفعلٍ. فالانتظار هو أيضًا إيمان. وأنت بحاجة إلى البحث عن الرّب وانتظاره من أجل الحصول على الإيمان. وبالتالي، فالإيمان يأتي من خلال الاستماع إلى كلمة الله. أنا أشجّعك الآن أن تضع كلمة الرّب في بيتك، وسيّارتك، وسمّاعات رأسك…، وأن تسمح لكلمته بتوجيهك على الدّوام.

إنّ الله يريدك بالفعل أن تتأمّل وتلهج بكلمته. لقد أمَرَ الله يشوعَ بأن يلهج بكلمته (شريعته) نهارًا وليلًا: “لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ.” (يشوع 1: 8). كن على ثقة بأنّ الكتاب المقدس يحتوي على آياتٍ لكلّ مواقف الحياة وظروفها. ابحث عن الآية التي تتعلّق بظرفك وتأمّل بها. واطلب من الرّوح القدس أن يمنحك الفهمَ والإعلان الإلهي لهذه الآية. واسمح لهذه الآية بأن تصبح صخرة إيمانٍ لحياتك. وثبّت ناظريك بالتّمام نحو الرّب ونحو كلمتِه!

 

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.

رومية 8: 28


 

اليوم السادس: حياة مذهِلة؛ حقيقة مغيِّرة

 

إنّ الأوقات الصّعبة تتطلّب معاييرَ تضحيةٍ صعبةٍ. كُن متحمّسًا وشغوفًا متّقدًا من أجل وجود الله في حياتك! إن هدفك هو تمجيد الرّب! لذا، افحص أولويّاتك الآن.

إن “الله تعالى” يجب أن يكون أساس أولويّاتك. أقبِل إلى الصلاة حالما تستيقظ صباحًا. برهِن لله أولويّته في حياتك. إذا طلبت الله أولًا، فإنّ كلّ شيء آخر سيغدو في مكانه المناسب. اطلب من الله أن يمنحك الغيرة والحماسة لتتبعه! اطلب مجد الله ثمّ وجّه نمط حياتك للسير وراء برّ يسوع المسيح.

 

لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.

متى 6: 33

 

وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ.

إرميا 29: 13

 

فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ.

متى 22: 37-39


 

اليوم السابع: النّهضة الشخصية تحدث بهذا الشّكل

 

لقد قال الرّب يسوع: متى صمتم أي عندما تصومون، ولم يقل إذا صمتم! (متى 6: 16)، ينبغي على الصوم أن يكون جزءًا من أسلوب حياتك كمسيحيّ. فعندما تصوم، سيكشف لك الله أمورًا في حياتك بحاجةٍ إلى التّوبة. وسيتيح الفرصة للرّوح القدس كي يبكّت قلبك.

عليكَ أن تسعى لتكونَ فقيرًا في الرّوح. والفقر بالرّوح يعني أن تكون محتاجًا لله ومتّكلًا عليه بالكامل وملتصقًا به. ارتمِ بين يديّ الله. فمن نحن بدون الله؟ إن خضوعك وتسليمك لله يؤكّد له أنه كل شيء بالنسبة لك. لقد صرّح يوحنّا المعمدان بأن الرّب ينبغي أن يزيد وأنّه هو ينقص. لقد كان اتكّاله على الله وحد. كما كانت مريم – أخت لعازر – دائمًا مرتمية عند أقدام الرّب يسوع تطلب منه المزيد، لقد كانت في عطشٍ وجوعٍ ليسوع.

إن الفلاسفة يجعلون من الأمور البسيطة أكثر تعقيدًا. ولكنّ المسيح الذي هو يمتلك كلّ المعرفة، جاء وبسّط الأمور أكثر ما هي عليه. التمس معرفة الله. حيث أنّ جهل الله خيرٌ من حكمة الإنسان. إن الله يدعوك اليوم أن تُقبل إلى الرّب بلهفةٍ وبروح فقيرة. فهو يرغب في أن يؤثّر في حياتك.

 

طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.

متى 5: 3


 

اليوم الثامن: لنكن على حقيقتنا أمام الله

 

هل تشعر بالقوة في صُلب مواطن ضعفِك؟ اسمح لنفسك أن تكون عرضةً للهجوم. أنت غيرَ مُلزمٍ بإخفاء أخطائك لتبدو قويًا. بل إنك حينما تُخرج نقاطِ ضعفك إلى النور، تصبح في منتصف طريقك نحو الخلاص. التّكلّم عن صراعاتك يجعلك أكثر قوّةً. كن على حقيقتك مع الآخرين، وكذلك مع الله! فهو يعرف كلّ شيء عنك.

أخبر الله عن مشاكلك. تخلَّ عن الأمور الشّريرة. إنّ إمكانيّة خلاص نفسك تكمن في كونك على أتمّ الاستعداد للوقوف أمام الله. كن مثابرًا على ذلك والله سيخلّصك. اعترف وتُب، اخضع لمشيئة الله! واجعل كل شيء تحت سلطانه. تذكّر أنّ مشكلتك ليست هي المشكلة؛ بل إنّ إنكارك للمشكلة هو المشكلة بحدّ ذاتها! كن حقيقيًّا مع الله ومع الآخر. اسمح لله بأن يزيد هو في حياتك.

 

فَقَالَ لِي: تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ. فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ.

2كورنثوس 12: 9


 

اليوم التاسع: قوة الصوم

 

إنّ النهضة الرّوحية هي بمثابة رجوعنا إلى محبّتنا الأولى. وهي تحمل التّعبير الكامل عن عودة حضور الله إلى كنائسنا وإلى حياتنا اليوميّة. الصوم هو عبارة عن صلاة صامتة: إنّه دعوة داخلية لالتماس الرّب. إنّه تصريحٌ لله بأنك تتخلّى عن مقوّمات الحياة الأرضيّة لقاء الحصول عليه، هو وحده وليس سواه. فعل الصّوم هذا يصرخ فيك “يا ربّ، إنّني في أمسّ الحاجة إليكَ!” وهنا سيقف الشيطان ضدّك وسيعترضك كي يُثنيك عن طلب الرّب، ولكنْ حتّى وإن فشلت في مسيرك لبُرهة، قِف بثباتٍ في المسيح واستمرّ!

الصوم لا يَهَبُك الخلاص. إلّا أنّ ممارسته يجب أن تكون بمحض اختيارٍ وعن طيب خاطرٍ. الصوم هو الفعل الرّوحي من خلاله تلقي صراعاتك وأوزارك تحت قدمي يسوع، وتندفع نحوه بكلّ إخلاص. عندما تصوم، فإنّ الله يعمل بشكل يفوق مستوى إدراكك. في غمار هذه الرّحلة، تأكّد أن تطلب من الرّب أن يذلّل قلبك. يجب أن يكون قلبك بالكامل مليئًا بالرّب. أعلن له أنّك تريده أن يسود على كل شيء آخر، لأن ذلك هو كلّ ما يعنيه الصوم.

 

فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.

2 أخبار 7: 14


 

اليوم العاشر: عمليّة قلب مفتوح

 

إن حالة قلبك أمرٌ يثير اهتمام الله. هل تلاحظُ أيَّ شيء في قلبك يحزن روح الله؟ هل يراك العالم وكأنك تمتلكه كلّه بالكامل، ولكن من الداخل، الأمرُ معاكس تمامًا؟ هل تمتلك قلبًا منكسرًا؟ إنّ الله هو أعظم جرّاح قلبٍ على الإطلاق. لذا، فاسمح لله أن يُجري عمليّة قلب لك اليوم. أنت شخصٌ ذو قيمة بالنّسبة لله. وهو مستعدٌّ ليجري لك العديد من عمليات القلب، على قدر ما أنت تحتاج منها! اطلب من الرّب يسوع أن ينقّي قلبك. فهو يريد أن يقدّم لك الشفاء العاطفي اليوم.

اخدم الله بكلّ أمانة وإخلاص. لقد التمس داود قلبَ الله بكلّ جوارحه. التمس الله أنت أيضًا بالشغف والتفاني ذاتِه. وعندما تنتظر الله وتثق به، فإنّك تجعله ربًّا ومخلّصًا لك. كُن متيّمًا بالرّب يسوع المسيح! واطلب من الله أن يمنحك قلبًا نقيًا. تُب إليه واطلب منه أن يعينك للتخلّص من الأوثان التي في حياتك. واكشف له ما في قلبك. اغفر لأولئك الذين قد أساؤوا لك. واسمح لله بأن يشفي قلبك المنكسر ويَهَبَك حياة جديدة فيه!

 

لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا.

متى 6: 21


 

اليوم الحادي عشر: من تكون أنت في الحقيقة؟

 

هل تدرك حقيقةَ أنّك ابنًا محبوبًا لذاك الملك الصالح؟ أنت طاهرٌ ومقدّسٌ في عينيّ أبيك. وهذا مهمٌّ جدًا من أجل تجديدك. إنّ الثّقةَ بهويّتك في المسيح تؤسّسك وتثبّتك حتّى بقيّة حياتك. إن بقيت تسمع أمرًا ما أكثر فأكثر، فإنّك ستبدأ بالإيمان به، أيًّا كان الأمر. كن حذرًا مما قد تبدأ بتصديقه حول نفسك (هويّتك). ومن جهة أخرى، كن مطمئنًّا فيما يتعلّق بالهويّة المعطاة لك من قبل الله. تذكّر أن الكتاب المقدس يقول لك أن تحبَّ الله ولكن أيضًأ أن تحبّ قريبك كنفسك. فإذا لم تكن في سلام مع نفسك، فلن تتمكّن من محبّة قريبك كنفسك بصدق.

إنّ الله يرغب في أن يعيد لك هويتك ويشفيها. وهو يريدك أنت تدرك من أنت في المسيح يسوع. أنت شخصٌ مميّزٌ وذو قيمة بالنّسبة لله. أنت قرّةُ عينه. وهو يحبّك على الرّغم من كل النّقائص، لأنك كما يقول هو من أنت في نظره، وليس الآخرين. وهو لن يتركك أبدًا. بإمكانك اليوم أن تختار الإيمان بمن أنت في المسيح وأن تتبنّى هويّتك الجديدة فيه. إنّه يحبّك، وأنت مهمٌّ جدًّا بالنّسبة له!
لأَنَّكَ أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي. أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذلِكَ يَقِينًا.

مزمور 139: 13-14


 

اليوم الثاني عشر: حال الكنيسة اليوم

 

مع الأسف، إنّ الكنيسة في هذه الأيام أصبحت تعتمد على البشر بدلًا من الرّوح القدس في نهضتها. لا يمكن للنّهضة أن تحدث لأجل مجدٍ شخصيٍّ، بل يجب أن تكون لمجد الله وحده. إنّ التغيير يبدأ من على مستوى القيادة. ارفع صلاتك من أجل راعيك ومن أجل كنيستك. صلّ من أجل نهضة للقداسة! صلّ للقلوب من أجل أن تلين وتصبح منكسرة كيما تحصل أنت وكنيسة على لمسة منعشة من حضور الرّب.

تذكّر أنّ المسيح لم يأمر باتّباع طائفة معيّنة أكثر من أخرى؛ بل أمرنا بكلّ بساطة أن نتبعه هو. يسوع يدعوك لكي تفكّر، وتحبّ، وتهتم، وتصلّي، وتحيا، وتتكلّم كما فعل هو تمامًا. سوف يحُبطك النّاس كثيرًا، ولكنّ يسوع دومًا أمين. لذا فاطلب منه أن يساعدك لتبدأ بعيش حياة القداسة والمسيح وحده هو محورها.

 

وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ.
وَصَارَ خَوْفٌ فِي كُلِّ نَفْسٍ. وَكَانَتْ عَجَائِبُ وَآيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُجْرَى عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مَعًا، وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا. وَالأَمْلاَكُ وَالْمُقْتَنَيَاتُ كَانُوا يَبِيعُونَهَا وَيَقْسِمُونَهَا بَيْنَ الْجَمِيعِ، كَمَا يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ احْتِيَاجٌ. وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ، كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ، مُسَبِّحِينَ اللهَ، وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ. وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ.

أعمال 2: 42-47


 

اليوم الثالث عشر: الشّغف (الرّغبة المتّقدة) لتغيير العالم

 

بِوسعِ الصوم أن ينقل الجبال، وأنّ يكسرَ ويحلَّ قيودًا في حياتك. إنّ صومك يترقّب أمرًا عظيمًا لمجد الله وحده، وليس لمجدك أنت. إنّ اختيار فعل الصّوم يُنتِج ذهنيةً ونظرةً متحوّلة (متغيّرة) بالكامل. حيث ينتقل المرء من التفكير والعيش بطريقة جسديّة إلى الاعتماد الكامل على الروح القدس. فتجدَ نفسك مُخضِعًا ومسِلّمًا إرادتَك، وحكمتَك، وكبرياءَك قبل الدّخول إلى موضعِ عرش الله القدير.

هل تمتلك الشّغف والرّغبة المتّقدة؟ أنتَ بحاجة إلى امتلاك هذا الشّغف لكي تقوم بتغيير العالم! الشّغف هو رغبة مشتعلة ومستنزِفة لقضيّة ما، أو لشخصٍ ما، أو لفكرةٍ ما. يمكنك أن تكون شغوفًا للأمور الصّالحة، كما للأمور السيئة. لذا فمن المهمّ أن يكون شغفُك متّجهًا نحو الله ونحو الأمور الصّالحة. فبدون هذا الشّغف لا يمكنك أن تحمل ثمارًا أبديّة. كما أنّه يتوجّب عليك قبل هذا أن تشعر بأنّك مثَقَّل (مكلّف بالعبء)، والتّثقُّل يعني رفع حِمْلٍ ما، حيثُ تزوَّدُ بحِملٍ روحيّ. وحينما يكلّفك اللهُ بهذا الثّقل، فإنّه سيولّد الشّغفَ في حياتك. إنّ صلواتِك المليئةَ بالشّغف ستنعكس على الأثقال الّتي كلّفك بها الله. وكذلك، قبل أن تُثَقَّل، ينبغي أن تشعر بالشّفقة والتّحنّن، أي الشّعور العميق بالأسف والحزن من أجل أمرٍ ما أو شخصٍ ما يشعر بالأذى، أو يتألّم، أو في حالةٍ يرثى لها.

اطلب من الله أن يساعدك أن تركّز على تحنّن الرّب يسوع المسيح ورحمته. الذي كان شديدَ الاهتمام بالنّاس. ولكي يحدث هذا كلُّه، ينبغي أن تمتلك أيضًا ذاك الحبَّ غيرَ المشروط (Agape)، والشّعور العميق بالأسف والحزن على من يشعر بالأذى، أو الألم، أو من هو في حالة مؤسِفة. اسأل الله اليوم أن يليّن قلبك ويغيّره وذلك حين يمنحك حبّه غير المشروط، ويضع في قلبك التّثقّل، والتّحنّن، والشّغف، والرّغبة المتّقدة، من أجل الذين هم أعظم اهتماماته!

 

الرَّبُّ حَنَّانٌ وَصِدِّيقٌ، وَإِلهُنَا رَحِيمٌ.

مزمور 116: 5


 

اليوم الرّابع عشر: أَمِت جسدَك، وعش للمسيح!

 

إنّ إماتة الجَسد تعني حرفيًّا أن تكون الذات ميتة، ويُقصد بهذا أن تكونَ حيًّا من أجل يسوع المسيح وحده. من الممكن أن تكون إماتة الجسد أمرًا شاقًّا، وهي أكثر من مجرّد فكرة تجنّب الخطايا الكبيرة. حينما ذهب يسوع إلى بستان جثسيماني، قال للآب: لتكن لا إرادتي بل إرادتك. وهذه هي الصّورة الكاملة لما تعنيه إماتة الذّات! لقد كان يسوع على وشك أن يموت على الصليب وهو راضٍ باجتياز هذا الطريق بما أنه مشيئة الله له، على الرغم من أنّ هذا الطريق يعني ألمًا مميتًا ومعاناةً مروّعة.

هناك ثمن للتجديد ينبغي أن يسدَّد. فالتجديد سيؤلمنا لأنّه سيغيّرنا بشكل كبير. وسينقلنا من حالة العيش في جسد مادّي (شهواني) إلى حالة انعكاس لصورة الله الرّوحية. إنّ السّعي للتجديد سيتطلّب منك المجازفة في حياتك، وفي مواردك، وفي كلّ شيء يكوّن هويّتك بالجسد. وسيمنحك هويّتك الجديدة في المسيح يسوع. إنّك ستعلن لله من خلال تجديدك أّنك لا تريد شيئًا سواه. فهل يسوع هو كلّ شيء بالنّسبة لك؟ وهل أنت مستعدٌّ لصلب جسدِك وشهواته؟ هل ستقول للرّب: لتكن لا إرادتي بل إرادتك؟

بمجرّد أن تقوم بإماتة جسدِك، ستصبح متّقدًا بالرّب وستحمل ثمار الرّوح! افحص نفسك اليوم، هل قمت بصلبِ جسدِك بأكمله؟

 

مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.

غلاطية 2: 20


 

اليوم الخامس عشر: من هو إلهُك؟

 

إنّ المسيحيّين يعبدون الله، الإله الواحد الحقيقيّ وحدَه. ومن الضّلال المبين القول أنّ “كلّ الأديان تعبد الإله نفسه”. فهذا هو تمامًا ما سيبشّر به المسحاءُ الكاذبون (أضدادُ المسيح) للعالمِ يومًا ما. وهذا الإيمان هو تعليمٌ شيطانيّ من إبليس.

إن الله له اسم: “أنا هو” الذي هو إلى الأبد. فعندما تقول كلمة الله: “أهيه الذي هو أهيه/ أنا هو الذي أنا هو/ أنا هو الكائن، وسأبقى الكائن إلى أبد الآبدين” فإنّ هذا سيكشف الغطاء عن كامل أزليّة الله وأبديّته. نحن نعلم في صلواتنا إلى من نصلّي، ولكن من الجيّد أن نعلن اسمه خلال الصلاة لأن الاسم يحمل سلطانًا! من المهمّ أن نسبّح الله بمناداته باسمه خلال الصّلاة. صلِّ واطلب من الخالق أن يكشف نفسه لك إذا كنت لا تعرفه كمخلّص شخصي لحياتك!

 

وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ

أعمال 4: 12

 

أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.

(رؤيا 1: 8)


 

اليوم السادس عشر: إنّ أيامَ إيليّا آتيةٌ

 

في سفر الخروج 3، عندما ظهر الله لموسى على هيئة علّيقة محترقة، سأل موسى الله سؤالًا غايةً في الأهمّية. لقد سأله عن اسمه. فأجاب الله موسى أن يُبلغ الآخرين أنّ (أهيه/أنا هو) هو الذي أرسله. إنّ هذا الاسم ليس اسمًا زمنيًّا، بل هو أبديٌّ. فلا يوجد زمنٌ يحدّ الله، هو كائنٌ إلى الأبد. والآن، صلِّ إلى الله لتحصل على إدراكٍ صحيح لهذه الحقيقة!

نحن بحاجةٍ إلى قوّة “إيليا” في الكنيسة. فالنّاس يستخدمون عقلهم بمفرده في كلامهم ولا يستخدمون قلبهم. قال أحدُهم أنّ الكنيسة لم تكن مطلقًا مجهّزةً بهذا الشّكل ومتطوّرة تقنيًّا، ولم تكن أكثر غنًى، ومع ذلك لم تكن أقلَّ قوّةً. ولكنّ الأزمنةَ آتيةٌ حيث ستتزعزع الكنيسة. وسيوضع إيمانُك على المحكّ.

هنالك تكلفة يجب أن تُدفع بُغية الامتثال بإيليّا. لقد وقف أمام الناس وسألهم حتّى متى سيظلّون يعرّجون بين الفرقتين. والأنبياء الكذبة كانوا 460 شخصًا يسجدون لإله مزيّف (بعل). ولكنّ إيليا كان نبيًّا لوحده يسجد للإله الحقيقي. تذكّر دائمًا أنّ شخصًا واحدًا مع الرّب يكون هو الأكثريّة.

حينما تخضع لله، فإنّك تكون الأغلبية حتى وإن كنت واقفًا لوحدك. عندما تسمع كلمة الله، يجب عليك أن تطيعها أيضًا. حيث أنّ إيليّا لم يشأ أن يعطي المجدَ لنفسه بل لله وحده. لذلك، عندما ترفع الصّلاة الفعّالة، ارفعها لمجد الله!

 

فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: لَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لله. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.

فيلبي 2: 5-8


 

اليوم السابع عشر: عِش بحسب الرّوح، لا بحسب الجسد

 

بقدرِ ما يبدو الأمرُ صعبًا، فإنّك تتمكّن أحيانًا من أن تبدأ عملًا ما بحسب الرّوح ولكنّك تكمله بحسب الجسد. وما يحدث في الخدمة في أغلب الأوقات، هو أنّ الناس يستسلمون، سواءً إلى أهواء الجسد أو إلى صوت إبليس. ويتمّمون مسلكهم بحسب الجسد. يجب على كلّ شيء أن يبدأ بحسب الرّوح، ويستمرّ بحسب الرّوح، وينتهي بحسب الرّوح. وهذا ما يُرضي الرّب أي حينما نُخضع شهواتنا الجسديّة، ونَخضع نحن للروح القدس. وهذا الأمر ينقل تركيزَك من على نفسِك ويوجّهه نحو الله. وعلى هذا النّحو، يجب على كلّ شيء أن يُنجَز لأجل مجده، لا مجدِنا نحن.

ولكي تحصل على سلطان الله الفائق، يجب عليك الاتكال على الله والتمسّك به. فهو يقول: “اثبتوا فيَّ وأنا فيكم” إن فعلتَ هذا، يقول الرّب ستأتي “بثمر كثير”. حتّى وإن سقطتَ، فهنالك رجاءُ دائمٌ في المسيح يسوع لكي تحاول مجدّدًا!

إذا أحسست يومًا ما وكأنّك قد تهدر الوقت في حياتك، فإنّ تحمُّل المسؤولية هو الخطوة الأولى للتّوبة والرّجوع. وإن رجعت إلى الله بكلّ إخلاص، فبإمكانه أن يشفيك ويفتدي السنين الضائعة من حياتك، بل سيقوم بذلك فعلًا. فقط اثبت في الرّب، وتمسّك به، واصرف الوقت معه. كن في انسجامٍ معه. وهو سيشفيك. الجأ إلى الرّوح القدس كلّ يوم لكي تحصل على الامتلاء الدائم وتحمل ثمر الرّوح القدس!

 

وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ.

غلاطية 5: 22-23


 

اليوم الثامن عشر: ليس إلهنا من يسيطر، بل الشيطان والآخرون هم من يفعلون

 

إذا كنت تسعى إلى النهضة والتجديد في حياتك، فعليك أن تتخلّى عن السيطرة (السيادة) الكاملة. إنّ السيطرة الشخصية هي شيءٌ خطيرٌ، وتحرمنا من الحرّية التي في الرب. سواء أكان شخصٌ آخر يسيطر عليك، أو كنت أنت تسيطر عليه. في كلتا الحالتين لا يوجد هناك حرّية. كما أنّ السيطرة تسلب منك السّلام والفرح. تذكّر دائمًا أنّ السيطرة هي كأعمال السّحر.

إن كنت تحاول أن تسيطر، هذا يعني أنّك لا تتصرّف وفقًا للروح القدس. تحقّق دائمًا من أنّ كلّ ما تفعله هو بحسب الروح القدس. صلّ إلى الرّوح القدس وقل: “أيّها الروح الحق، املأني. فأنا لا أريد شيئًا سوى الحق. أنا أنتهر روح الخداع والكذب باسم يسوع!” ينبغي فقط أن تكون تحت قيادة الروح القدس وليس سواه.

وأخيرًا، اطلب مجد الله وبرّه. وهذا البرّ يتجلّى في أسلوب سلوك يسوع، وكلامه، ومحبّته. وحيث يكون روح الرّب عليك، هناك تكون حرّية. وإذا كنت تحت سلطان الرّوح القدس، تقدّم إلى الله. فهو يريد أن يحرّرك!

 

وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ.

2 كورنثوس 3: 17


 

اليوم التاسع عشر: المصالحة العجيبة

 

هل تفتقر إلى المصالحة في علاقاتك؟ ربما، وربّما تعاني من التوتّر والمرارة في عائلتك أيضًا. إنّ عدم الغفران ليس ضمن خيارات المؤمن. ففي بعض الأحيان تكون المشاكل الجسديّة والأمراض هي عواقب لعدم وجود المغفرة في قلوبنا. ويأتي فعل الغفران من خلال اعترافك بمسؤوليتك كمؤمن التي تتجلّى في مغفرتك للآخرين كما غفر لك المسيح. إن التجديد يُنشئ مصالحةً وشفاءً عجيبين. وعندما يحلّ حضور الرّب. يصبح كل شيء أكثر إشراقًا.

يقول الكتاب المقدس: بهذا يعرف الجميع (غير المؤمنين) أنّكم تلاميذي: إن كان لكم حبٌّ بعضًا لبعض. لذا، عليك المواظبة والإلحاح على الله أن يكشف لك كيف تحبّ قريبك كنفسك. اطلب منه أوّلًا أن يملأ قلبك بمحبّته غير الباذلة غير المشروطة (Agape). واحسب الآخرين أفضل من نفسك، وأمتِ نفسك. فيجب أن تصلب طبيعتك القديمة. كما يجب عليك أن تكون لجوجًا على التغيير! أؤمر الحصون بأن تُقتلَع من أمامك، وكن مستعدًّا لكلّ هذا! سيكون الأمر مؤلمًا حينما يكشف الرّوح القدس لك بعض المسائل، ولكنّ الله سوف يشقُّ طريقًا للمصالحة في حياتك.

ربّما أنت الآن بحاجة إلى أن تدعو أحد والديك أو أحد أولادك للمصالحة. فلا يمكن للناس الصمود أمام المحبّة الباذلة (Agape). كن مثابرًا على المصالحة. إنّ التسليم (الخضوع/الطاعة) والاستسلام هما أمران مختلفان تمامًا. فالاستسلام هو ليس من الله، ولكنّ التسليم هو من الله. الاستسلام هو خضوع للشيطان. ولكنّك عندما تخضع أو تسلّم فبذلك تتّكل على الله وتعوّل عليه. أنت تمتلك الرجاء بالإضافة إلى قوّة الله. أثناء قيامك بالمصالحة، كن رحيمًا. لا تدِن أحدًا. احرص دائمًا على اختيار المغفرة. داوم على طلب الرّوح القدس ليعينك في التماس المصالحة والسلام مع الآخرين، وليسكن في حياتك!

 

 

طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ.

متى 5: 9


 

اليوم العشرون: الانتصار في حروبك ضد الشيطان

 

إنّ ممارسة عبادة الشيطان أخذت تنبلج وتنبعث من وسط الصدوع! إنها سامّةٌ جدًّا وعليك أن تقاوم ضدّها بكلمة الله ودم يسوع المسيح. لم يَعُدْ بإمكانك الصمت بعد الآن. سواء صدّقت أم لم تصدّق، فأنت في حربٍ ضد الشيطان. إنّها معركةٌ وصراعٌ حقيقيّ.

في البداية، تقدّم إلى الله وذلّل نفسك. اطلب منه المعونة لكي تفوز في معركتك الرّوحية. يوجد لدى الله سلاحان لك لتقاتل بهما. سيف الروح (الكلمة)، والصلاة. إذا كنت ترغب بأن يقف الله في صفّك، فعليك أن تقف في صفّه. لا تفقد عزيمتك ولا تخف. عليك أن تقف ثابتًا في إيمانك. ارتمِ أمام الرّب واسجد له أولًا! اجعل نفسك لا شيءَ أمامه. استسلم له. التفت كلّيًا إلى الله!

هل هناك حربٌ تدور بداخل منزلك؟ لديك الآن السلطان لكي تطرد إبليس باسم يسوع! شغّل بعض ترانيم العبادة، وسبّح الله من خلال الترنيم عندما تشعر بهذه الحرب! باشر بالإعلان عن الله، وصرّح أنّه هو ملك الملوك، وربّ الأرباب. جاهر بكلمات الكتاب المقدس! ومن خلال قيامك بهذا، أنت تُضعف قوات الظلام. إنّ اليوم هو يومُ تطهيرٍ لبيتك من كل الأوثان ومن كلّ ما يُبعدك عن الله! احترس من الأمور العالمية الشرّيرة التي تسمح لها في حياتك. غالبًا ما توجد أرواحٌ خلف هذه الأمور وهي تفتح بابًا للظلمة. تأمّل في الكلمة واسجد للرّب بدلًا من السماح لهذه الأمور من اختراق حياتك. غطِّ بيتك بدم يسوع المسيح! استمرّ في التماس دم المسيح حيثما تذهب خلال يومك! تذكّر أنك ابن الله وابن النور، لست ابن الظلمة! والله يريد أن يباركك طالما تنأى عن العالم وتجعل الله هو محور حياتك والجزء الأهم فيها!

 

أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ.

أفسس 6: 10-11


 

اليوم الحادي والعشرون: مواجهة العدو في ساحة المعركة

 

لا يمكنك الهرب من إبليس. ربّما في طفولتنا تعلّمنا أن نواجه مضايقينا، ولكن في حالتنا هذه الأمرُ مختلف. فنحن ننهض نهضة جنودٍ في المسيح لنهزم العدوّ. عليك أن تخوض معاركك بالإيمان بأنّ الله يدعمك ويسندك وأنّك لست لوحدك. وإذا كانت كلمة الله هي نَهجُك، فإنّك ستصبح أعظم محارب ليسوع المسيح، وستصبح مواجهتك للعدوّ في كلّ معركة أسهل من سابقاتها.

إنّ قصص الكتاب المقدّس هي أحداثٌ حقيقيّة. لذا صلِّ إلى الرّب كي تصبح مثل رجال ونساء الإيمان، هؤلاء المذكورين في الكتاب المقدس … لقد كان جُليات جبّارًا وعملاقًا أمام الجميع إلّا أمام داود الفتى الصغير. قد يبدو حجم خصومك الجبابرة هائلٌ، ولكنّهم في النهاية ليسوا بشيءٍ إن جعلت الله ترسًا لك. لقد بقي داود ثابتًا في أرض المعركة ولم يلُذ بالفرار. وأنت أيضًأ، اجتهد في سبيل الحصول على إيمانٍ كإيمان داود! فلا يُمكن أن تُهزم إن كنت تطيع الله وتتبعه. فالبس سلاح الله الكامل. واتخذ زمام المبادرة، قوِّ إرادتك، نادِ على نفسك بصومٍ وصلاة. وهكذا يمكنك أن تقف إلى جانب الله وتقاتل!

جميعنا لدينا مسارٌ محدّد وواضحٌ في المسيح. لذا لا تسمح لأحدٍ – بما فيهم المؤمنين –  أن يوقفك من اتّباع مسارك. هل قوَّتُك ورجاؤك هما في المسيح؟ إذا زرع الله رغبةً في قلبك، ثق تمامًا بأنّ هذه مشيئته لك كي يرى البركة تجري في حياتك. وبالتّالي فيمكنك أن تنجز أيّ شيءٍ يكون في انسجامٍ مع خطته. ألحَّ على الله، ثابر على الصوم والصلاة واطلب منه المزيد، اثبت فيه، وتمسّك به. فهو الكرمة؛ وأنت الغصن. ليس من المهمّ ماذا الذي تفعله من أجل الله، إنّما المهم هو كيف تقوم به! كيف تخوض حروبَك، وكيف تسير ضمن خطة الله؟ اطلب من الله أن يكشف لك الآن كيف يراكَ وأنت في ساحة المعركة.

 

فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: لاَ يَسْقُطْ قَلْبُ أَحَدٍ بِسَبَبِهِ.

عَبْدُكَ يَذْهَبُ وَيُحَارِبُ هذَا الْفِلِسْطِينِيَّ

(1 صموئيل 17: 32)


 

اليوم الثاني والعشرون: صديق الله المفضّل

 

إنّ الرب يشتاق بلهفة إلى أن تقبل يده الممدودة إليك. إنّنا في أوقاتٍ كهذه، لا تستطيع أن نحارب بمفردنا. فالحرب الروحية مستمرّةُ في حياتنا اليوميّة. والفائدة الأعظم التي تدفعك للقتال ضدّ الشيطان هو كونك صديقًا حميمًا لله. فهو يرغب بأن يسكن في مركز حياتك، حتّى قبل أسرتك! ليس بوِسعِك أن تأخذ شأنًا في الملكوت ما لم تكن خادمًا لله بالدرجة الأولى. تذكّر أنّ خادم الرّب لا يهتم بما يجب عليه فعله، بل هو يتمّم فقط ما يريده الله منه، ويسعى دائمًا ليطلب مجد الآب. إنّ تركيزك كابنٍ للرّب يجب أن ينحصر فقط في إرضائه وتحقيق مسرّته.

لم يفُت الوقت بعد لكي تكونَ صديقًا مفضّلًا لدى الله! اخضع لمحبّته ونعمته، واسأله أن يعطيك قلب الخادم. اطلب منه مساعدتك لتحقيق مسرّته. فالخادم يعطي، وليس يأخذ. اتّضع لتخدم السيّد بأفضل الإمكانيّات المتاحة لديك. لقد كان يسوع المثال الأعظم عن الخادم. فقد غسل أرجل تلاميذه وخدمهم. ولذلك فإنّ اللقب الأسمى الذي يمكن لله أن يعطيه لأي شخصٍ هو لقب “الخادم”.

هل تقوم بخدمة الناس الذين يرتادون إلى كنيستك؟ جرّب أن تصطحب معك زائرًا جديدًا لاحتساء القهوة، أو ادعُ شخصًا تراه يجلس على مقعده وحيدًا لتناول الغداء معك! اسأل نفسك، هل أنا أعامل الناس كما يعاملني الرّب يسوع. اطلب من الله أن يكشف لك كيف يمكنك أن تخدم الناس من حولك. اسأله أن يعطيك قلبًا مليئًا بالمحبّة والتواضع. صلّ واطلب من الله أن يعطيك قلبَ الخادم!

 

لِيُؤْخَذْ قَلِيلُ مَاءٍ وَاغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ وَاتَّكِئُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَآخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ، فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ، لأَنَّكُمْ قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ. فَقَالُوا: هكَذَا تَفْعَلُ كَمَا تَكَلَّمْتَ.

تكوين 18: 4-5


 

اليوم الثالث والعشرون: صوت الله مقابل صوت إبليس

 

صديقي العزيز، هل تعلم أنّك عادةً لا تسمع صوت الرّب فحسب، بل أيضًا صوت العدوّ؟ لذا عليك أن تميّز بين ما هو من الله وما هو من الشيطان، حيث أن كلاهما سيتكلّمان إلى أذنك. كثيرًا ما يستخدم إبليس الآخرين، كأحبّائك، ليتكلّم بالباطل كلصٍّ متسلّلٍ إلى حياتك، وليحرّفك عن مسيرك مع الله. وينبغي عليك في هذه الأوقات أن تتمسّك بالحق الذي أعلنه لك الله في البداية.

اسأل نفسك أثناء اتخاذ القرارات، هل هذا الأمر من الله أم من إبليس؟ إنّ المقدِرة على التمييز أمرٌ مهمٌّ جدًا في سبيل إبقائك قويًّا في الإيمان. فسيحاول الشيطان مرارًا أن يلوي نصوص الكتاب المقدس. وبالمقابل سيردّ يسوع عليه بعبارة “مكتوبٌ أيضًا… “. إذا حاول الشيطان أن يفعل بك هكذا، أجِبْه بكلمة الله! تحقّق من أنّك تقضي وقتًا مع يسوع يوميًا، فهو قال أنّ خرافه ستعرف صوته. اطلب من الله أن يعطيك بصيرة التمييز!

يريد الله اليوم أن يحرّرك من كلّ الأكاذيب التي سبّبت لك الأذى. أما الشيطان فسيسعى لمهاجمة قيمتك الشخصية، وهويّتك في المسيح، وعلاقاتك الشخصية. لأنّ هدفه هو تضليلك وتدميرك. حيث كلّما امتلأت من ذاتك، ازداد استياؤك وابتعادُك عن الآخرين. وكلّما امتلأت من الرّوح القدس، أظهرت نعمةً، وإخلاصًا، ومسامحةً. التمس صوت الله، وليس صوت الأكاذيب. تذكّر أن صوت الله مختلفٌ! إنّه ناعم لطيف رقراق، ويحمل دينونة في الوقت نفسه. ولكنّ الرّب يسوع يدينك بطرح الأسئلة عليك، ولا يدينك بالطريقة التي يستخدمها إبليس معك. خذ وقتًا اليوم مع الله لتطلب منه أن يحرّرك من كلّ كذب وضلال. واستبدل هذه الأكاذيب بحقِّ كلمة الله!

 

وَسَيَفْعَلُونَ هذَا بِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي.

يوحنا 16: 3


 

اليوم الرابع والعشرون: نبيٌّ لله أم للشيطان

 

إنّ كلمة الله تحذّرنا في الأزمنة الأخيرة من الأنبياء الكذبة الذين يبشّرون بإنجيل كاذب! إن الروح القدس سيساعدك لكي تكون مدركًا لكلّ ما يتوافق مع كلمة الله. فلا تجرِ وراء العقائد الباطلة والمضلّة، مهما كانت تبدو صالحة! لا تحاول التنازل عن مبادئك ومعاييرك لتتناسب مع معايير الزمن “الحديث”. إنّ الله لا يتغيّر، وعلى إيماننا بكلمته ألّا يتغيّر أيضًا.

كم يبدو الأمرُ سهلًا وجيّدًا للمرء ألّا يكون مستقيمًا باستمرار! صلّ للرّب من أجل قلبٍ ثابتٍ لا يتزعزع، حيث لا يمكن للشيطان أن يقترب ويزرع الشكّ في ذهنك. ابقَ على تواصلٍ مع الرّوح القدس، حتى إذا ما راودتك الأسئلة المسبوقة بـ “ماذا لو”، ستدرك مباشرةً أنّها من الشيطان. حيث يمكن لإبليس أن يجرّبك من خلال محاولته لتزييف صوت الله وصوتك. إن غايته القصوى هي أن يسرق ويذبح ويُهلك. ربّما ستواجه تجارب وضيقات مادّية (ماليّة). وسيسمح الله بحدوث هذه التجارب لك لكي تنمو بقوّةٍ في إيمانك وتتّكل عليه.

ما هي الأكاذيب والضلالات التي دخلت إلى حياتك؟ التمس من الروح القدس أن يحرّرك منها اليوم. فالروح القدس يتكلّم إليك دائمًا. اسأله كي يفتحَ أذنيك لتسمع. اطلب منه أن يكشف لك ما هي الأمور التي تجتاح قلبك ونفسك. أعلن على الدّوام أنّك ابن الله الحي وأنّك تابعٌ ليسوع المسيح. فهو مخلّصك ومنقذك وشافيك. أَخضِع مشيئتك تحت مشيئة الله. وأعلن يسوع المسيح بسلطانه المطلق على حياتك. اشكره من أجل عمله على الصليب ليغفر خطاياك. أَطلِق كل ما يأسرك ويستعبدك، اذكرها بالاسم. ضع كلَّ شيء تحت دم يسوع المسيح. تُب عن إيمانك بالأكاذيب. انتهر إبليس والأرواح النجسة التي تحاول مهاجمتك، انتهرها باسم يسوع المسيح. أؤمرها بأن تخرج منك. واشكر الرّب يسوع من أجل إطلاقك، واحصل على حرّيته! في اسم الرب يسوع المسيح، آمين.

 

كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضًا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ “أَنَاثِيمَا”! أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ.

غلاطية 1: 9-10


 

اليوم السابع والعشرون: قُل كفى للبدائل

 

ما هي أنواع البدائل التي قد أذِنتَ لها أن تحلّ محلّ كلمة الله في حياتك؟ هل تشعر بأنّ حقّ الله بدأ ينحرِف بداخل أفكارك، بحيث يتناسب تفكيرك مع المغريات الدّخيلة، والتي لا توفّر سوى التسلية لكيانك، وهي في الحقيقة لا قيمة أبديّة لها؟ إنّ أسلوب عيشك للحياة وتفاعلك مع الذين من حولك، سيكشف لك ما إذا كنت تختار الله، أو كنت تستمع إلى تعاليم كاذبة وإنجيلٍ كاذب. إذا كنت تسعى إلى نهضةٍ حقيقيةٍ في حياتك، عليك أولًا أن تتخلص من كلّ البدائل ومن كلّ ما هو مزيّف! تعطّش إلى ما هو حقيقي، تعطّش إلى الروح القدس ولا شيء آخر مهما بدا جيّدًا!

جوِّع نفسك للأمور الحقيقية في كلمة الله! وتأكّد من أنّك تنهلُ من الله وحده، طالبًا مشيئته هو، لا مشيئتك أنت. ثق به فهو الملك والسيد. اتّحد مع سلطان الله. واجعله هو مصدر قوّتك. إنّ الصلاة وإعلان كلمة الله سيحفظانك في حقّه العجيب، وبعيدًا عن أكاذيب العدوّ. اثبت في الحق! أكرِم الملك ومجّده في كل لحظةٍ في حياتك، وذلك من خلال سلوكك في المسيح. تأكّد دائمًا من أنّ الكلام الذي تنطقه والتعليم الذي تتلقّاه يعطيان مجدًا لله وبنيانًا للآخرين. وارفض كلّ أشكال البدائل، واختر فقط إله الكتاب المقدّس الحقيقيّ في كلّ موقف من مواقف حياتك!

 

لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.  بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟  فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!

متى 7: 21-23


 

اليوم الثامن والعشرون: فقدان الوزن بطريقة خارقة

 

إنّ الانضمام إلى جيش الله يتطلب منك لياقةً روحيّةً وبدنيّةً أيضًا! لا يمكنك أن تحارب ضد إبليس وأنت تشعر بالخمول إلى جانب الثّقل الروحي. إن أحد الأساليب التي يتّبعها عدوّ النفوس ليسرق ويذبح ويُهلك، هو أن يهاجم صحّتك، ويدفعك للتّركيز في هواجس “الغذاء غير الصحي”.  من المحتمل أن تشعر بأنّك تعاني من مشكلةً في الوزن، ولكنّها في الحقيقة مشكلة روحيّة تسلبك من الشعور بالفرح. حوّل تركيزك نحو الالتزام أسلوب حياةٍ يرضي الرب، وأحد أعمدته هو الاعتناء بجسدك. إنّ الله قادرٌ على تحريرك من قيد العبوديّة الذي يحرمك من هويّتك كجنديٍّ للرّب متمتّعٍ بصحّة جيّدة ومنتصرٍ!

ما هو الأمر الذي تصبو إليه؟ أهو الحب؟ الاهتمام؟ التقبّل؟ فكّر في أن تكرّس نفسك بفترةٍ للصوم. التمس من الرب خلالها أن يكشف لك العادات الغذائية غير الصحيّة، والتي تحاول من خلالها أن تسدَّ جوعك. أنت بحاجة إلى التحرّر والتخلّص من عبوديّة “الطعام”. والرب يرغب بشفائك! طالبه بذلك، قدّم توبةً والتمس منه أن يحرّرك! لقد نال يسوع رضا قلبه من خلال إتمامه لمشيئة الآب. تذكّر أنّ “طعامك” هو أن تعمل مشيئة الآب وتتمّم عمله. اطلب من الرّب أن يشبعك ويساعدك لكي تلتفت إلى كلمته وتُشبع شهوات قلبك.

 

لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ.

1 يوحنا 2: 16

 

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا.

يوحنا 6: 35


 

اليوم التاسع والعشرون: التحرّر من الغضب

 

هل تعاني اليومَ من جرحٍ ما بسبب وجود حالة من الغضب وعدم الغفران في قلبك؟ هل أنت ذلك الشخص الذي يسيء للآخرين بتصرّفاته وكلامه بسبب مشاعر داخليّة عالقة؟ الله يرغب أن يطلقك من هذه القيود التي تسبّب لك الجرح. ربّما تظنّ أنّ التغلّب على غضبك هو أمرٌ مستحيل؛ فربّما يخبرك إبليس بأنّك لن تتغيّر مطلقًا. ولكنّ الله يريد أن يصنع معجزةً في قلبك اليوم. هل أنت مستعدٌّ للحصول عليها؟

هل تعيشُ مع شخصٍ انفعاليٍّ (غاضب) بطبعه؟ إذا كنت ترى نفسك مجبرًا على التصرّف بحذر شديدٍ إرضاءً لمزاج أحدٍ ما، فاعلم أنّ هذا الأمر شيطانيٌّ وليس من الرّب. فالله لا يريدك أن تحيا بهذه الطريقة، متوجّسًا باستمرار من انفجار شخصٍ آخر. إنّ الخوف هو أحد أنماط الإساءة العاطفيّة والذهنيّة. يمكنك التحرّر من الخوف اليوم! قد تكون أنت هو من يجرح الآخرين بسبب تجاربك السابقة مع الغضب والإساءة. إن كنت أنت المعتدي، وكان المعتدى عليه شخصٌ آخر، أنا أدعوك اليوم أن تُخرج كلَّ الغضب من قلبك أمام الرب. باشر في عمليّة شفائك.

تذكّر أنّ لديك الحقّ في أن تغضب من أجل الأمور السيئة التي تحصل لك، ولكنّك مدعوٌّ أن تكشف عن غضبك وتوضّح أسبابه الجذريّة. عرّض نفسك للمواجهة من خلال التنفيس عن شعورك الداخلي لله. لا مزيد من الاختباء والأقنعة! ذلّل نفسك لتتمكن من الحصول على قوّة شفاء يسوع المسيح. افتح الباب أمام الروح القدس ليجري عمليّةٍ جراحيّةٍ لك اليوم، ويُظهر جذور أوجاع الماضي التي كانت تغذّي شعورك بالغضب. اغفر لمن دفعوك إلى الغضب. واطلب المسامحة من أولئك الذين جرحتهم. اطلب من الرب أن يغفر لك ويعيدك من شخصٍ غضوب إلى شخصٍ محبٍّ في المسيح!

 

اِرْتَعِدُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. تَكَلَّمُوا فِي قُلُوبِكُمْ عَلَى مَضَاجِعِكُمْ وَاسْكُتُوا.

مزمور 4: 4

 

اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ، وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً.

أمثال 16: 32


 

اليوم الثلاثون: التخلص من “عدم الأمان”

 

صديقي العزيز، هل تحاول باستمرار أن تثبت أهمّيتك وجدارتك؟ إنّ الشعور بعدم الأمان (التقلقل) يعني أن تجد نفسك لستَ جديرًا بما فيه الكفاية، أو الشعور بأنّك أقلّ من الآخرين، ولستَ ملائمًا لشيء، وفي غير مكانك. ولكنّ الحقيقة هي أنّك لست مجبرًا على إثبات نفسك للآخرين، حيث أنّ كفايتك هي من الله! فهو يريد أن يعتِقَك من الشعور بعدم الأمان، وذلك من خلال قوة شفاء الروح القدس. فحيث يوجَد الروح القدس، هناك شفاء حرّية. والحرّية تولّد فرحًا!

يجب أن يكون الله هو مصدر ثقتك الوحيد، لا ثقتك نفسك! فينبغي عليك ألّا تسعى وراء إظهار قيمتك الذاتية في أسرتك، أو تعليمك، أو عملك، إلّا في الرّب وحده. قد تحاول أن تعوّض شعورك بعدم الأمان بواسطة الآخرين أو بواسطة أمور هذا العالم. لماذا تملأ احتياجك بأمور العالم، في الوقت الذي فيه يقدّم لك الملكوت كلّ الكمال؟ إنّ الله يرغب اليوم أن يحرّرك من الشعور بعدم الأمان! لذا دع الروح القدس يعمل في قلبك. إنّ التقلقل وعدم الأمان هو شعورٌ مؤلم؛ عليك ألّا تتعلّق بهذا الشعور. وبما أنّ الرب يسوع يرى دموعك ويعرف قلبك، اعثر على أهمّيتك من خلال هويتك التي أعلنها لك هو. حتّى لو كنت الشخص الوحيد على الأرض، فمن شأن يسوع أن يأتي إليك ويموت من أجلك. اطلب الآن من الروح القدس أن يشفيك من التقلقل الذي تحاول كبته في قلبك. أعلن عن الآيات التي يمنحك إياها الله، والتي تكشف عن هويّتك في المسيح والتي لا تقدّر بثمن، سِر اليوم بأمانه وطمأنينته.

 

لَيْسَ أَنَّنَا كُفَاةٌ مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئًا كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ اللهِ،

2كورنثوس 3: 5

 

لأَنَّنَا نَحْنُ الْخِتَانَ، الَّذِينَ نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَدِ.

فيلبي 3: 3


 

اليوم الحادي والثلاثون: التحرّر من التشاؤم، والاضطهاد، والاكتئاب

 

هل توجّه التركيز في أفكارك نحو العوائق والمشاكل التي تعترض حياتك؟ هل ترى أنّك تتذمّر وتشتكي كثيرًا؟ هل تلاحظ بأنّ الأوضاع الصعبة تبدو لك وكأنّها مستحيلة؟ إذا كنت ترغب بالتمتّع بشركة طيّبة مع الرب، فلا يمكنك التفكير بهذه الطريقة السلبية. وإن كنت حقًّا تعيش وتسلك بحسب الرجاء في يسوع المسيح، فلن تكون هنالك مساحة للمشاعر السّلبية في داخلك! هل تنظر اليوم إلى النصف الفارغ من كأسك أم الممتلئ؟ لنناقش هذا معًا!

ليس بمقدورك أن تشعر بالامتنان وبعدم الرضا في الوقت نفسه. إنّ الشعور بالامتنان يأتي من الروح القدس، بينما يأتي الرفض وعدم الرضا من إبليس. إن كنت تشعر أنّك تجرَّب من خلال الشعور بالسلبية والرفض، فإنّ السبب هذا يعود إلى أنك تحيا في عالم ملعون. هل تشعر بالتشاؤم، أو بالقهر من الاضطهاد، أو بالاكتئاب؟ إنّ هذه المشاعر تأتي من أرواح اليأس الشيطانية. ولكنّ الله سيمنحك الوسيلة لتحارب هذه الأرواح على الدوام! سبّح الله ومجّده عندما تشعر باليأس يحيط بك. ارتدِ رداء تسبيحه، وسترى أن هذه الأثقال سوف تتلاشى!

ابدأ بإعلان حقّ الله فوق أكاذيب إبليس. فكلمة الله هي أمضى من كلّ سيف ذي حدين، ويمكنها أن تخترق الظلام! وكلّ شيء مستطاع لدى الله، ولا شيء غير مستطاع. آثر لمحاربة الأفكار الشريرة حالما تجول في ذهنك! اختر فرح الرب! جاهد ضد إثارة الشكوى! تطلّع إلى كلّ الإمكانيات المشرِقة التي تنتظرك. إنّ روح الرب يمنحك الآمال والرؤى؛ فتمسّك بها! انظر بعينيك إلى الإيمان والثقة اللذَين سيُظفرك الله بهما!

 

اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.

يوحنا 10: 10

 

لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ.

2تيموثاوس 1: 7

 

هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ الرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ.

مزمور 33: 18


 

اليوم الثاني والثلاثون: خلاص النفس من العبودية وقِوى الشيطان

 

نحن معرّضون في كلّ لحظة من حياتنا في هذا العالم للكثير من الأرواح الشرّيرة. فهي تتغلغل في البشر وفي المادّة، وتسكن في العديد من الأماكن. إنّ المسّ والاستيلاء الشيطاني هو أمرٌ حقيقيٌّ وواقعيّ للغاية؛ فكونك لا تستطيع رؤية هذا الأمر بشكل ملموس، لا يعني أنّها غير موجودة. والمصارعة ضد القوى الرّوحية هذه هي حربٌ يوميّة. لذا، ما هي حالات الإدمان التي تسيطر على روحِك؟ هل يوجد هناك نير عبوديّةٍ يقيّد حياتك؟ هل تحاول أن تتنصّل من هذه الحرب بهدف الرجوع إلى دائرة حياتك نفسها؟ أم لديك التصميم والإصرار على الحرّية؟

إن وجدت نفسك تتحوّل من حالة السعادة إلى الغضب المفاجئ، فقد يكون هذا أحد مظاهر وجود الروح الشيطانية. واجه هذه المسألة من خلال تحمّلك المسؤوليّة تجاه تحمله من أرواح. في بعض الأحيان نعيش في حالة إنكار للقضايا التي تواجهنا، وذلك لأنّ عدوّ النفوس يخبرنا بأننا على ما يرام. ولكي نتخلّص من هذا، علينا أوّلًا الاعتراف أنّنا بحاجة يوميّةٍ إلى التحرّر. ليس هناك مسألةٌ مستحيلةً أو ميؤوس منها! ولكنّ الشياطين ترغب أن تسلب دعوتك وتسرق سنواتٍ من عمرك. ولكن، تذكّر أنّ يسوع مات على الصليب من أجل حرّيتك، وأنّه دفع ثمنها.

ينبغي عليك أوّلًا أن تتحلّى بالإصرار وتتقدّم بثقة نحو المكان الذي تريد أن تخلّصه بالفعل! قيّد كلّ المصاعب التي تثبطك! خذ بعين الاعتبار أنّ قضيّتك ليست مستحيلة، فكلّ شيء مستطاعٌ بمعونة الله! التمس الروح القدس. تصارع مع الله واهتف لخلاصه. صرّح عن مشاكلك واعترف بها! تُب عن خطاياك وارجع عنها بالكامل. اخلع عنك الأرواح الشريرة واطردها خارجًا باسم يسوع! ارفع ترانيم الحمد والتسبيح لله واقرأ في كلمة الرب جهارًا وبصوتٍ عالٍ. اعقد العزم وتحرّر اليوم!

 

فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.

أفسس 6: 12


 

اليوم الثالث والثلاثون: التنقية الخارقة

 

هل قمت بفتح الباب لإبليس؟ هل تشعر بثقل في قلبك؟ إنّ حالة قلبك هي إمرٌ في غاية الأهمّية. اسأل نفسك الآن ماذا يوجد بداخل قلبك؟ هل تشعر أنّ قلبك بحاجة إلى التنقية؟ تذكّر أنه من فضلة قلبك يتكلّم لسانك، وأنّ كل ما هو كامنٌ في قلبك سينكشف من خلال تصرّفاتك وكلماتك.

إنّ وعيَك لحالة قلبك هو أمرٌ جوهريٌّ. فحالما تشعر بالإحباط، اسأل نفسك: متى بدأ هذا الأمر بالحدوث؟ ما الخطأ فيّ؟ هل أنا قابعٌ تحت هجوم روحيّ؟ هل قال لي أحدهم شيئًا مؤلمًا؟ عليك يوميًّا أن ترمي كل النفاية التي تشوب قلبك، لا تتوانَ! فقد يكون في قلبك الكثير من الأمور التي تحتاج أن تُلقى أمام الرّب، وربّما هناك بعض المشاعر والعواطف الناتجة عن تجارب مؤلمة قد حصلت لك منذ أعوام مضت، ولكنّها مازالت تؤثر بك حتى الآن.

إن الله يرغب الآن بأن يجري لك عملية تطهير من السموم (روحيًّا). فهو من مات على الصليب من أجل رفع كلّ ما يُثقِل على قلبك ويرهقه. والآن، لستَ بحاجةٍ إلى الاستمرار في حمل هذه الأوزار الثقيلة على عاتقك. تعالَ والقِها أمام الرّب. اتّزن روحيًّا وكن مستعدًّا لإبليس عندما يهاجم قلبك. وحالما تتبادر فكرةٌ ما إلى ذهنك، اسأل نفسك إن كانت هذه من العدوّ أم من الله؟ اعترف واسمح لله أن ينقّي قلبك ويطهّره من كلّ إثمٍ. إنّ يسوع يريد أن يلمس قلبك، بغضّ النّظر عمّا تخفي بداخله. وهو يرغب أن يشفيك وينقّيك! فهل ستكشف عمّا في داخلك للملك؟

 

مَنْ يَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ؟ وَمَنْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ قُدْسِهِ؟ اَلطَّاهِرُ الْيَدَيْنِ، وَالنَّقِيُّ الْقَلْبِ، الَّذِي لَمْ يَحْمِلْ نَفْسَهُ إِلَى الْبَاطِلِ، وَلاَ حَلَفَ كَذِبًا.

مزمور 24: 3-4

 

كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ.

1 يوحنا 1: 9


 

اليوم الرابع والثلاثون: التعويض (التجديد) المعجزيّ

 

كيف كانت تجري حياتك في السابق وحتى هذه اللحظة؟ هل كنت تدمج سلوكك الرّوحي مع نمط حياةٍ جسديّ؟ هل تشعر وكأنّ الأيّام والسنين تضيع منك وأنت ما تزال تصارع؟ لديّ أخبارٌ سارّةٌ لك: إن اللّه بصدد خطة عظيمة لإصلاحك وتجديدك، وهو يريد أن يعوّض لك السنين الفائتة من عمرك! ليس فقط أن يعوّض لك الماضي، بل أن يعطيك مستقبلًا مفعمًا بالرّجاء. فلا تفوّت يومًا آخر، ماذا تنتظر؟ اليوم هو يوم تجديدٍ لك!

 

إنّ التجديد سيأخذك إلى مرحلةٍ لن تعود بعدها للالتفات إلى الماضي. ولكن، إن كنت ما تزال تجد نفسك مستقرًّا وسط ماضيك، فإنّك لم تحصل على هذا الإصلاح بعد. إنّ التجديد سيمكّنك من الالتفات للوراء فقط لكي تقدّر ما فعله الله لك وكيف أحضرك إلى هنا. وخلال هذه المرحلة، افتح قلبك واعقد العزم على السماح لله بأن يشفيك ويطهّرك. اطلب منه أن يرفع عن قلبك التمرد والعصيان والتكبّر. لأنّ هذه الأمور تعطّل عمل الرّب في شفائك وتجديدك. اتّضع وتذلّل، وتب عن كلّ هفوة ارتكبتَها وتحمّل المسؤولية. التمس المغفرة، واحصل عليها من الله، وأعلن لله أنّك تريد الحصول على كل ما أعدّه لك، واحصل على الشفاء والتعويض!

لا تنتظر! ناشد الله اليوم واطلب منه أن يبدأ بإجراء عملية التجديد الشافية لك. إنّ الله لا يحابي الوجوه. ولا يقول أنّك صغيرٌ جدًّا أو كبيرٌ جدًّا، ولا يحاربك بماضيك. بل هو يرغب بأن يعوّضك عن كل الأمور التي سُلبت منك بما فيها السنين الفائتة. لدى الله خطّةٌ رائعة لحياتك، فهل أنت مستعدٌّ للحصول على التجديد؟

 

فَتَرَى الأُمَمُ بِرَّكِ، وَكُلُّ الْمُلُوكِ مَجْدَكِ، وَتُسَمَّيْنَ بِاسْمٍ جَدِيدٍ يُعَيِّنُهُ فَمُ الرَّبِّ. وَتَكُونِينَ إِكْلِيلَ جَمَال بِيَدِ الرَّبِّ، وَتَاجًا مَلِكِيًّا بِكَفِّ إِلهِكِ.

إشعياء 62: 2-3


 

اليوم الخامس والثلاثون: خطيةٌ من داخل المحلّة

 

هل سبق وتعرّضت إلى حالة من الكسل الروحي طيلة سنين أو ربّما عقودٍ كثيرة؟ هل تعيش يومًا بعد يوم في حالة جحود وعصيان في قلبك؟ لكي تحصل على فيض من البركات الإلهيّة، عليك أوّلًا أن ترفع كلّ اللعنات التي تعيش معها. إنّ الرّب رحيمٌ وصبور، ولكن، لا تأخذ رحمة الله على محمل الاستهتار. كنٍ شغوفًا وجادًّا في إزالة هذه اللعنات من حياتك حالًا. وبمجرّد أن تُرفع هذه اللعنات، سيستبدلها الله ببركاتٍ عجيبةٍ قد أعدّها من أجلك.

أنت تعلم بأنك ستحيا حياةً ملؤها البركة حين يكون ثمر الروح واضحًا في حياتك. لا تبقَ متذمّرًا خلال وجودك في البرّية، بينما يريد الله أن يأخذك إلى أرض الموعد! لن يكون مصيرك الدّوران حول دائرة مفرغة في الجبل نفسه، ومع القلب الجاحد والعاصي نفسه. فإنّ الله صبور ورحوم، ولكنّه ينتظرك كي تلتفت إليه. وعندما تكون طائعًا بالكامل لله وخادمًا له، سيفيض بالبركة على حياتك.

ما هي اللعنات التي تريد أن يكشفها لك الله ويرفعها عنك؟ اسأل الروح القدس اليوم عمّا يُمسكك عن الحصول على الانتصار في حياتك. اطلب منه أن ينزع الخطايا والعوائق في حياتك، والتي تمسكك عن الاستمتاع ببركاته. قد تكون روحُك ملتصقة في مكانٍ مؤلمٍ ريثما يتمّ التغيير في قلبك. عد إلى نقطة اليأس واتخذ قرارك مرّةً واحدةً وإلى الأبد، أنّك سوف تستدير 180 درجة ولن تعود مطلقًا إلى حيث كنتَ. تعلّم درسًا من كلّ هذا، لتتمكّن من التقدّم باتجاه كلّ البركات الإلهيّة المعدّة لك!

 

فَلَمْ يَتَمَكَّنْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِلثُّبُوتِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ. يُدِيرُونَ قَفَاهُمْ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ لأَنَّهُمْ مَحْرُومُونَ، وَلاَ أَعُودُ أَكُونُ مَعَكُمْ إِنْ لَمْ تُبِيدُوا الْحَرَامَ مِنْ وَسَطِكُمْ.

يشوع 7: 12


 

اليوم السادس والثلاثون: خطيّة الشيطان

 

تفحص روحك واعرف ما الذي تحمله في داخلك. إن كنت تحمل كلمات افتراء على أخٍ أو أختٍ لك في المسيح، تمييز، أو احتياج لفحص ذاتي؟ هل أنت منفتح للإصلاح، أو هل وبخِتَ وأصبحت في وضعية الدفاع عن نفسك في الماضي؟ هذه بذور لخطيئة الكبرياء التي سيحاول العدو استخدامها لتدميرك. إنها مخادعة جدًا، وتجعلك تبدو حكيمًا في عيون نفسك. ولكن بشكلٍ تدريجي سيدمر الكبرياء زواجك، مهنتك، نجاحك، صداقاتك، أطفالك، صحتك، أمورك المالية، ودعوة الله لحياتك. إن كان فيك كبرياء، فأنت في طريقك للدمار وتحتاج للمساعدة!

إن عطف الله يسود على المتواضعين. فقد جاء ابنه الوحيد إلى الأرض لكي يخدم الآخرين، لا لكي يُخدَمَ هو شخصيًا. هل تتطلّع نحو إيجاد طرقٍ لتخدم عائلتك، وأصدقاءك، وزملاء عملك؟ اجعل هدفك أن تكون خادمًا لله، الذي كان على الأرض هو الأكثر تواضعًا. ولا يمكن لهذا أن يحدث إلا عندما تنزع الكبرياء من حياتك. إن لم تتضع، فسيضعك الله. وسيكون هذا أمرًا أشد صعوبة وألمًا من أن تتواضع من تلقاء نفسك. كن منفتحًا للآخرين عن نقاط ضعفك وصراعاتك مع الكبرياء. فعندما يقوم شخص ما بتوبيخك أو تقويمك بدافع المحبة، تذكر أنه يهتمّ لحالة نفسك، ويساعدك على أن تتشكل للشخص التقي الذي يريدك الله أن تكونه. أسأل الله أن يعطيك اليوم قلبَ خادمٍ راغبًا بالتعلم ومتواضعًا!

 

“فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.

2أخبار الأيام 7: 14.


 

اليوم السابع والثلاثون: المحاربة ضد الله

 

هل أنت عدو لله؟ هل فكرت مرةً أنك قد تكون عدو نفسك؟ هل تخبر الآخرين مدى روحانيتك، ولكن في الواقع أنّ قلبك ليس في المكان الصحيح مع الله؟ يمكن للكبرياء أن يعميك روحيًا. إن كان فيك كبرياء، فعندها أنت في صف العدو وتحارب ضد الله. وهنا يجب لهذا الكبرياء أن يزول من حياتك!

ضع نفسك قبل أن يضعك الله! هل بمقدورك التخلي عن الكبرياء؟ لا تجبر الله بأن يستمر بإخضاعك للامتحانات لكي تتضع، تعلم درسك! فالله يريد منك أن تضع نفسك لكي يستطيع أن يستردك! ألا تفضل أن تمتلك المسيح على امتلاك أي شيء آخر؟ هل أنت مكتفٍ به وحده؟ بماذا تحاول أن تملأ فراغ قلبك؟ بأمورٍ زائلةٍ عديمة المعنى؟ أم بيسوع المسيح؟

ستأخذك شخصيتك، ومواهبك، وإمكانياتك لنقطة معيّنة. إنّما الأمر الذي سيبقيك عند هذه النقطة هو هويّتك المسيحية وسلوكك الراسخ في يسوع. ليس من الضروري بلوغ قمة الروحانية، بل المهم هو البقاء هناك من خلال صرف الوقت في طلب الرّب ومعرفته بشكل يومي. تذكر أن الامتحانات والمحن ستستمر في تشكيل شخصيتك المسيحية وتعليمك. فكن قابلًا للتعلم، وكن قابلًا للتدريب. كن متواضعًا، واستبدل كبرياءك بالتواضع وعُدّ للوقوف في صفّ الله اليوم!

“الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي.  يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ.” مزمور 23: 1-3.

 

لَيْسَ حِكْمَةٌ وَلاَ فِطْنَةٌ وَلاَ مَشُورَةٌ تُجَاهَ الرَّبِّ.

 أمثال 21: 30.


 

اليوم الثامن والثلاثون: نفخة الله

 

هل تشعر بالجفاف الروحي؟ هل تشعر بأنك مهزومٌ من العدو؟ إن لم تكن تسلك في شركة حميمة مع الله وأو تفسح له المجال ليشبعك، فقد تبدأ في ملء الفراغ الذي بداخلك من خلال المتع الأرضية. إن كنت سائرًا في طاعة الله وضمن مشيئته، فستمتلئ بقوته ولن تحتاج النظر إلى شهوات العالم. تذكر أنك تسلك بشكل مذهل كلّ يوم كمؤمنٍ. إنّ الحياة المسيحية هي حالة من الإيمان المثير، إيمانٌ بأن الله ممسكٌ بزمام الأمور وهو يوجه طريقك. فهو يريد أن يبارك حياة في الإيمان به بكثرة!

إن أخضعت إرادتك كليًا لله وعشتَ كما عاش يسوع، فستكون حياتك مجيدةً ومرضية! ارفض أن تكون حياتك المسيحية مملة! كن كالأرملة اللجوجة (لوقا 18: 1-8)، واصل في إطلاق صلواتك نحو السماء! اطلب الله أن يشبع اشتياق روحك. اذهب لكلمة الله واقرأها، فلن تكون مملة! ابدأ بعيش حياة الإيمان مؤمنًا أن لدى الله خطة رائعةً لحياتك تفوق حتى حدود أحلامك!

 

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا. وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ

يوحنا 20: 21-22

 

قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟

يوحنا11: 25-26


 

اليوم التاسع والثلاثون: رفع اللعنات عن حياتك

 

هل ترى حياتَك بلا ثمرٍ باستمرار؟ هل كنت عالقًا في مكانٍ ما على الدوام؟ هل هناك موت متكرّر في عائلتك؟ هل لديك مشاكل بالأمور المادية أو مع الناس الآخرين؟ هل عائلتك مفككة؟ لربما أنت تحيا تحت لعنة حتى وإن كنتَ مسيحيًّا. إن كان هناك لعنة في حياتك، فلن تحيا حياةً مباركةً. عليك أن ترفع اللعنات التي جلبتها لحياتك من خلال عدم طاعتك وخطيّتك. من بعدها فقط يمكنك أن تحيا حياة مباركة بحق!

لقد علق الإسرائيليون في البرية لمدة أربعين سنة بسبب عدم طاعتهم. كذلك عدم طاعتك لله سيبقيك بعيدًا عن أرض الموعد التي أعدّها الله لك. ثمة خياران أمامك: أن تحيا بعدم الطاعة وفقًا لمشيئتك، أو أن تسير بخضوع لمشيئة الله. إن اقترفت خطأً، فلن تكون في ظل لعنة. لكن إن كنت في واقعًا في فخ الخطيّة بشكل مستمر دون أن تتوب، فوقتئذ أنت تعيش تحت اللعنة. إن كنت تحب الله والآخرين، فأنت تحت بركة. إن لم يكن الأمر كذلك، فأنت تحت لعنة. تذكر أنّك إن كنت تحت دم المسيح وتسير طائعًا معه، فلن يكون بمقدور أحدٍ أن يلعنك. أمّا إن كنت تسير بعدم الطاعة، فأنت دائمًا تحت اللعنة. هل أنت مستعد لتتحرر من لعناتك وتسير في ظل البركات الإلهيّة؟

يمكنك اليوم أن تقطع حبال الحمض النووي جسديًّا وروحيًا، وذلك إذا صلّيت بغية رفع لعنة خطاياك وخطايا أبيك وأجدادك عنك. اسأل الله أن يزيل أي شكٍّ يمنعك من التفكير بأنه يمكنك التحرّر من اللعنة. عليك الإيمان أنّه من الممكن التحرر من اللعنات! تُبْ عن خطيّتك وخطيّة أبيك وأجدادك. صحح الأمور مع الله والآخرين. أعلن كلمة الله واقرأ غلاطية 3: 13-14. اكسر اللعنة واسلك بحرّية وسط الرّب!

 

اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ. لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ.

 غلاطية 3: 13-14.


 

اليوم الأربعون: صفحة جديدة في حياتك

 

اليوم هو يوم جديد وبداية فصل جديد لك! ابدأ بعيش كل يوم بهدف تمجيد الله! اترك طرق العالم وراءك كلّيًا. تخلص من الأشياء التي لا تمجد الله في حياتك. حان الوقت لترفض الشهوة ولتبتغي حياةً مكرسة. اتخذ قرارًا نهائيًا اليوم أن تحيا حياة مقدسة ومكرسة وتعتمد على قوة الروح القدس ليفحصك أثناء اتخاذ قرارك!

استمر بالنمو في مسيرتك، واستمر في تلمذتك للآخرين، وتلمذة الآخرين لك وبالتالي تتعلّمون سويّة باستمرار. اجعل حياتك بسيطة وانهِ الفوضى منها.  انزع من حياتك كل ما يعطّلك ويبعدك عن الرب. اطلب من الروح القدس أن يُطهِّرَك. إنّ عيش حياة القداسة هو أن تعيش حياة التضحية. ولكن إن اخترت أن تحيا حياة مقدسة وأن تعيش كلمته على أرض الواقع، فما من شيء يمكنه هزّك! وستتمكن من تجاوز عواصف الحياة تلك التي تأتي وتذهب، مدركًا أن الله سيبقى متحكمًا بزمام الأمور.

كن ثابتًا ومركزًا. اصرف على الأقل ساعة مع الله كل يوم. يمكنك أن تتحدث معه أينما كنت! كل لحظة هي فرصة للصلاة. تأكد من تخصيص أوقات تلتزم فيها بالصلاة كل يوم. لا تستهن بحياة الصلاة لديك ولا تسمح للعدو أن يلهيك. سترى عجائب الله في حياتك وسيتقوّى إيمانك. ستتغير نظرتك للحياة! تذكر أنّ عبادة الله هي أسلوب حياة ، وأنّ كل لحظة في الحياة هي فرصة لعبادته وطلبه!

 

اجْمَعُوا إِلَيَّ أَتْقِيَائِي، الْقَاطِعِينَ عَهْدِي عَلَى ذَبِيحَةٍ.

مزمور 50: 5

 

اِفْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ.

1تسالونيكي 5: 16-18