السير بحسب مشيئته

إنّ خيار المسير مع الرب يطلق العنان لدعوتك في الحياة!

“فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ، فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ، وَقَالَ: «انْظُرْ! رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْل قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ. فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ. وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ، وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّدًا لإِخْوَتِكَ، وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ.” تكوين 27: 27-29

أحيانًا يقوم الله بأشياء نراها بلا معنى في عقلنا البشري. إشعياء 55: 8 يشرح هذا الأمر بوضوح كامل: “لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ.”

بالرغم من أنّ يعقوب خدع أخيه عيسو وأبيه إسحاق، إلّا أنّ الله كان قد اختار إسحاق من قبل. ليكون أبًا لشعب إٍسرائيل. الله هو قادر على كل شيء وهو له الكلمة الأخيرة. إنّ منطق الله في اختيار الأفراد هو خارج نطاق تصوّرنا.

بكل تأكيد، لا يوجد خطأ في استمرارنا بالصلاة. الله لا يتغير، ولكن يمكنه أن يغير الوقائع كنتائج لأفعالنا ووفقًا لمشيئته. لقد حصل عيسو أيضًا على البركة، ولكن عندما باع بكوريته لأخيه، كان يخرج عن نطاق إرادة الله. لذلك، مرّرها لأخيه يعقوب. يشرح لنا بولس الرسول تفاصيل هذه الأسرة بشكل جيد في رسالة رومية 9: 10-16

“وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ رِفْقَةُ أَيْضًا، وَهِيَ حُبْلَى مِنْ وَاحِدٍ وَهُوَ إِسْحَاقُ أَبُونَا. لأَنَّهُ وَهُمَا لَمْ يُولَدَا بَعْدُ، وَلاَ فَعَلاَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا، لِكَيْ يَثْبُتَ قَصْدُ اللهِ حَسَبَ الاخْتِيَارِ، لَيْسَ مِنَ الأَعْمَالِ بَلْ مِنَ الَّذِي يَدْعُو، قِيلَ لَهَا: إِنَّ الْكَبِيرَ يُسْتَعْبَدُ لِلصَّغِيرِ. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ.”

فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْمًا؟ حَاشَا!


لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ، وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ.


فَإِذًا لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى، بَلْ للهِ الَّذِي يَرْحَمُ.

صلاة:

يا رب، اغفر لي عندما أظنّ نفسي أعرف كل شيء. قدني يا رب إلى الحق الكامل الذي عليّ أن أتبعه. أشكرك لأنك اخترتني. ساعدني كي أستجيب لدعوتك كي أخدمك. ساعدني كي أتعلم من كلمتك وأطبقها في حياتي. ساعدني كي أسير بقلبٍ نقي، لأنني أريد أن أخطو خطىً ثابتة عندما تهبّ عواصف الحياة في وجهي. باسم يسوع أصلي، آمين.