importance of the individual work -1 – أهمية العمل الفردي

عرفنا من الدرس السابق أن العمل الفردي هو أن يقوم كل مؤمن حقيقي بتوصيل بشارة المسيح فردياً إلى كل نفس بعيدة عن المسيح، وهذه الخدمة عظيمة جداً وهناك عشرة أسباب على الأقل توضح أهمية العمل الفردي:

أولاً: المسيح أعظم مشجع للعمل الفردي
فرغم علمه أن مدة خدمته الجهارية ثلاثة سنين ونصف فقط إلا أنه كرس معظم هذا الوقت القصير للعمل الفردي
1-اختيار التلاميذ بالعمل الفردي:
“وفيما هو يمشي عند بحر الجليل أبصر سمعان واندراوس أخاه .. فقال لهما يسوع هلم ورائي فأجعلكما تصيران صيادي الناس” (مرقس1 :16) “وأقام اثني عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا” (مرقس 14:3) ، “في الغد أراد يسوع أن يخرج إلى الجليل فوجد فيلبس فقال له اتبعني” (يوحنا43:1) ، (متى 4 :21-22، 9 :9) .
2-قضى الأوقات الطويلة فى مقابلات العمل الفردي :
أغلب الأناجيل الأربعة كمثال “وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امرأة اسمها مرثا في بيتها” (لوقا 10: 38)، (يوحنا 3،4، 15 :1-9) ، (لوقا 7 :36-50) .
3-كشف أعمق الحقائق الروحية أثناء قيامه بالعمل الفردي: كمثال:
– أجاب يسوع وقال له “الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله” (يوحنا 3:3) .
– أجاب يسوع وقال لها “كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية” ( يوحنا 4: 13-14).
– “وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا3: 14-16) أنظر (يوحنا 7: 37-39)، (لوقا 7 :36-50).
4-أوصى من شفاهم أو خلصهم أن يقوموا بالعمل الفردي:
كمثال المجنون “فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب إلى بيتك وإلى أهلك وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك” (مرقس 5 :19) .
5-أغلب من شفاهم أو خلصهم قاموا بالعمل الفردي: مثال:
– السامريه: ” فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس” (يوحنا28:4) .
– الأبرص: ” فأتى إليه أبرص يطلب إليه جاثياً وقائلاً له إن أردت تقدر أن تطهرني” ( مرقس 1: 40).
– الأعمى: “فأجاب ذاك وقال أخاطئ هو لست أعلم إنما أعلم شيئاً واحداً أني كنت أعمى والآن أبصر” (يوحنا 9 :25) فنرى هنا الشهادة المزدوجة بالحياة والشفاه تقنع الإنسان وتبكم الشيطان.
6-وصف المسيح العمل الفردي بصيد النفوس:
ياله من تعبير هام وخطير ” .. فقال يسوع لسمعان لا تخف من الآن تكون تصطاد الناس” (لوقا 10:5) ، ونلاحظ أيضاً أن الشيطان صياد للنفوس “فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصتم لإرادته” (2تيموثاوس26:2) إما أن نصطاد النفوس للمسيح بالعمل الفردي فيحصلوا على الحياة الأبدية، أو يصطادهم إبليس بشهوات العالم والجسد للهلاك الأبدي.
7-المسيح أعظم مدرسة فى العمل الفردي :
لاحظ تنوع أسلوب وطريقة بداية الحديث مع نيقوديموس “أجاب يسوع وقال له الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله” (يوحنا 3:3) ، والسامريه “فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع أعطيني لأشرب” (يوحنا 4 :7) .
ثانياً : الكنيسة الأولى مارست العمل الفردي
“فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة” (أعمال2: 37)، “فقال بطرس ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش. وأمسكه بيده اليمنى وأقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه. فوثب ووقف وصار يمشي ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله. وأبصره جميع الشعب وهو يمشي ويسبح الله” (أعمال6:3-9) ، “فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة” (أعمال4:8) ، “ففتح فيلبس فاه وأبتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع” (أعمال 35:8) ، “فقال له الرب قم واذهب إلى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلاً طرسوسياً اسمه شاول لأنه هوذا يصلي” (أعمال 11:9) ، “أما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرس وانطاكية وهم لا يكلمون أحداً بالكلمة إلا اليهود فقط” (أعمال 19:11) ، “وابتدأ هذا يجاهر في المجمع فلما سمعه أكيلا وبريسكلا أخذاه إليهما وشرحا له طريق الرب بأكثر تدقيق” (أعمال 26:18) ، “لأنه من قبلكم قد أذيعت كلمة الرب ليس في مكدونية وأخائية فقط بل في كل مكان أيضاً قد ذاع إيمانكم بالله حتى ليس لنا حاجة أن نتكلم شيئاً” (1تسالونيكي 8:1) .لقد ذكرت كلمة كرازة ومشتقاتها فى العهد الجديد 112 مره .. ذكرت الخدمة الجهاريه 6 مرات فقط أما ال 106 الباقية فعن العمل الفردي, فكم هو هام جداً.
ثالثاً : كنيسة اليوم أيضاً تحتاج بشدة للعمل الفردي
فما زال تكليف الرب لنا لليوم “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر” (متى 28 :19-20) ، ” بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي” (يوحنا 8:15) ، “من أرسل ومن يذهب من أجلنا (فهل تقول) هاأنذا أرسلني” (اشعياء 8:6) ، إن الرب ينادي كل مسيحي حقيقي في كنيسة اليوم قائلاً : “يا ابني اذهب اليوم اعمل في كرمي” (متى 28:21) ، “إنه وقت للعمل” (مزمور 126:119) ، “أنقذ المنقادين إلى الموت والممدودين للقتل لا تمتنع. إن قلت هوذا لم نعرف هذا أفلا يفهم وازن القلوب وحافظ نفسك ألا يعلم فيرد على الإنسان مثل عمله” (أمثال11:24-12) . لقد ناقش والتر.أ.هنريكسن في كتابه الشهير “صناعة التلاميذ” أهمية العمل الفردي بالنسبة لكنيسة اليوم وقال إن خدمة العمل الفردي وحدها هي التي تولد قوة وطاقة لانتشار الإنجيل تفوق قوى الانشطار النووي.أول وصية أوصاها الرب للإنسان “اثمروا واملاؤا الأرض وأخضعوها” (تكوين28:1) ولقد نجح الإنسان جسدياً في تنفيذ هذه الوصية بصورة مذهلة أدت إلي مشكلة الانفجار السكاني أما روحياً فلقد نجحت الكنيسة قديماً في ذلك في أورشليم وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر (Multiplied k.j.v) جداً في أورشليم وجمهور من الكهنة يطيعون الإيمان (أعمال7:6) ولكن للأسف فشلت الكنيسة في وقتنا الحاضر في ذلك ولكن دعني أكون أكثر تفاؤل من والتر هنركسن فالتاريخ يقول أن د/كلاي ترمبل ربح وتلمذ عشرة آلاف تلميذ للمسيح بالعمل الفردي فقط، خلال 50 سنة في القرن التاسع عشر بأمريكا، ولقد قال د/ترمبل :أن الوصول إلي شخص واحد خلال وقت واحد هو أفضل طريقة للوصول للعالم كله في وقت واحد. والطاعة الروحية لهذه الآية تعني التكاثر الروحي والتضاعف، إن عدد سكان العالم يتزايد اليوم بالتكاثر والتضاعف ولكن للأسف الكنيسة تحاول أن تنشر الإنجيل بالإضافة وليس التكاثر فلن تستطيع الكنيسة أن تصل بالإنجيل إلا بالتضاعف وليس بالإضافة، دعونا نفترض أن مبشر يصيد بالشبكة في النهضات الكرازية ويربح كل يوم 1000 شخص للمسيح إذا سيربح للمسيح في العام الواحد 365.000 نفس وإن ظل يربح بهذا المعدل لمدة 25 عام سيكون ربح 9 مليون شخص، ولنفترض أن مؤمن بدأ يربح نفس واحدة كل عام (ليس كل يوم) للمسيح ويدرب هذه النفس أن تربح نفساً واحدة كل عام ففي العام التالي يكون المؤمن بالصنارة الروحية صار 2 ثم 4 ثم 8، 16، 32، 64، 128 ويكون عدد الذين رُبحوا بهذه الطريقة خلال 25 عام أكثر من 65 مليون نفس أي أكثر من 6 أضعاف العدد الذي ربحه المبشر الذي يربح 1000 في اليوم لمدة 25 عام. إن هذا يشبه الآب الذي يخير ولداه بين أن يأخذ كل منهم جنيه في الأسبوع لمدة 52 أسبوع أو أن يأخذ كل منهم قرش في الأسبوع الأول يتضاعف في الأسبوع الثاني وهكذا إلى 52 أسبوع، فإن أخذ الولد الأول جنيه كل أسبوع فسيجمع 52 جنيه في السنه أما الآخر إن اختار القرش المتضاعف كل أسبوع فسيكسب مليارات الجنيهات خلال السنة. منذ فترة كان هناك عرض في متحف العروض والصناعة في شيكاغو بأمريكا وفي المعرض لوحة شطرنج وضعوا في المربع الأول قمحه والثاني قمحتان والثالث 4، ثم 8، 16، 32 وتحت اللوحة سؤال كم عدد حبوب القمح التي توضع في المربع 64 إن ضغط على زر على المنضدة ستظهر الإجابة المذهلة على شاشة صغيرة ثبتت فوق المنضدة، والإجابة هي قمح يكفي لتغطية كل شبه الجزيرة الهندية بعمق نصف متر إن كنيسة اليوم تكتفي بالإضافة أي بإجراء نهضات روحية ودعوة خدام مبشرين وإقامة أيام كرازية، وهذا هام جداً وواجب ولكنه غير كاف على الإطلاق لأنه إضافة وليس تكاثر لكن العمل الفردي وتدريب من يربحون بالعمل الفردي على ربح الآخرين هذا هو التكاثر وهو أعظم بما لا يقاس، بل أقول إنها الوسيلة الوحيدة لوصول الإنجيل للعالم الذي يزداد بالتكاثر وليس بالإضافة، والآن زاد عدد سكان العالم عن 6 مليار نسمة فما أحوج كنيسة اليوم للعمل الفردي.لنتذكر ما قاله ازوالد سميث: أه يا أصدقائي لقد استنزفت المشغوليات الكنسية كل مجهوداتنا وإمكانياتنا وأوقاتنا حتى فقدنا غيرتنا لربح النفوس مع أن تبشير الخطاة وربح النفوس للمسيح هو عمل الكنيسة الأساسي.
رابعاً : الله يُقدر العمل الفردي
لأنه يهتم بخلاص النفوس من خطاياها وهذا نراه
1-بإعلانه عن اسمه كالمخلص: 
سبعة مرات فى العهد القديم “نسوا الله مخلصهم الصانع عظائم في مصر” (مزمور21:106) ، “لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك” (اشعياء 43 :3) ، انظر (اشعياء 45 :15؛ 45: 21؛ 49 :26؛ 16:60؛ 63 :8) وأعلن نفس هذا الاسم “المخلص” فى العهد الجديد “وتبتهج روحي بالله مخلصي” (لوقا 1: 47)، “.. بحسب أمر الله مخلصنا ..” (1تيموثاوس1:1) ، “.. الذي هو مخلص جميع الناس ولا سيما المؤمنين” (1تيموثاوس 10:4) ، “وإنما أظهر كلمته في أوقاتها الخاصة بالكرازة التي أؤتمنت أنا عليها بحسب أمر مخلصنا الله” (تيطس3:1) ، “.. لكي يزينوا تعاليم مخلصنا الله في كل شيء” (تيطس10:2) ، “الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان ..” (يهوذا 25).
2-بإظهاره أن الخلاص رغبة قلبيه عنده:
“قل لهم حي أنا يقول السيد الرب إني لا أسر بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا. ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة. فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل” (حزقيال11:33) ، “هل مسرةً أسر بموت الشرير يقول السيد الرب ألا برجوعه عن طرقه فيحيا. وإذا رجع البار عن بره وعمل إثماً وفعل مثل كل الرجاسات التي يفعلها الشرير أفيحيا كل بره الذي عمله لا يذكر في خيانته التي خانها وفي خطيته التي أخطأ بها يموت إذا رجع البار عن بره وعمل إثماً ومات فيه فبإثمه الذي عمله يموت. وإذا رجع الشرير عن شره الذي فعل وعمل حقاً وعدلاً فهو يحيي نفسه. رأى فرجع عن كل معاصيه التي عملها فحياة يحيا لا يموت. وبيت إسرائيل يقول ليست طريق الرب مستوية أطرقي غير مستقيمة يا بيت إسرائيل أليست طرقكم غير مستقيمة. من أجل ذلك أقضي عليكم يا بيت إسرائيل كل واحد كطرقه يقول السيد الرب توبوا وأرجعوا عن كل معاصيكم ولا يكون لكم الإثم مهلكة اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها واعملوا لأنفسكم قلباً جديداً وروحاً جديدة فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل. لأني لا أسر بموت من يموت يقول السيد الرب فارجعوا واحيوا” (حزقيال23:18-32) ، “ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك ..وارجعوا إلى الرب قولوا له ارفع كل إثم واقبل حسناً فنقدم عجول شفاهنا … أنا أشفي ارتدادهم أحبهم فضلاً ..” (هوشع14: 1-8)، “الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” (1تيموثاوس2: 4)، “لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة” (2بطرس9:3) .
3-بإرساليته العظيمة لابنه لكي يخلص العالم:
“ونحن قد نظرنا ونشهد أن الاب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم” (1يوحنا 4 :14) ، “ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس” (غلاطيه4:4) ، ..إذ أقام الله فتاه يسوع أرسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره ” (أعمال3 :26) ، ” لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم” (يوحنا 3 :17)
خامساً : العمل الفردي هو المسئولية العظيمة لكل مؤمن
يظن بعض المؤمنين خطأ أن العمل الفردي والشهادة بالحياة والشفاه مسئولية بعض المؤمنين الموهوبين ولكن يوضح الكتاب المقدس أن الشهادة والعمل الفردي مسئولية كل مؤمن وليست موهبة خاصة لبعض المؤمنين فالراعي والمبشر والمعلم والمدبر..الخ مسئول أن يشهد ويربح نفوس للمسيح كما ذكرنا في الدروس السابقة ولكن اسمح لي أن أدعوك وأنت راكع فى مخدعك أن تقرأ “يا ابن آدم كلم بني شعبك وقل لهم إذا جلبت السيف على أرض فان أخذ شعب الأرض رجلاً من بينهم وجعلوه رقيباً لهم. فإذا رأى السيف مقبلاً على الأرض نفخ في البوق وحذر الشعب. وسمع السامع صوت البوق ولم يتحذر فجاء السيف وأخذه فدمه يكون على رأسه. سمع صوت البوق ولم يتحذر فدمه يكون على نفسه. لو تحذر لخلص نفسه. فإن رأى الرقيب السيف مقبلاً ولم ينفخ في البوق ولم يتحذر الشعب فجاء السيف وأخذ نفساً منهم فهو قد أخذ بذنبه أما دمه فمن يد الرقيب أطلبه” (حزقيال 33 :1-6) ، “أيها الاخوة إن ضل أحد بينكم عن الحق فرده أحد فليعلم أن من رد خاطئاً عن ضلال طريقه يخلص نفساً من الموت ويستر كثرة من الخطايا” ، (يعقوب 5 :19) ، “أنقذ المنقادين إلى الموت والممدودين للقتل لا تمتنع” (أمثال 24 :11) ، انظر (1كورنثوس 9 :16-27) ثم اسأل نفسك هذه الأسئلة:
1-هل حقاً يريد الله أن يخلص الناس من خطاياهم؟
“لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله. الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” (1تيموثاوس2 :3-4) .
2-هل يستخدم الله الآنية البشرية لتوصيل بشارة هذا الخلاص؟
“قام بطرس وقال لهم أيها الرجال الأخوة أنتم تعلمون أنه منذ أيام قديمة اختار الله بيننا أنه بفمي يسمع الأمم كلمة الإنجيل ويؤمنون” (أعمال7:15) ، “مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد لأن كل جسد كعشب وكل مجد إنسان كزهر عشب العشب يبس وزهره سقط. وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد وهذه هي الكلمة التي بشرتم بها” (1بطرس23:1-25) ، ” ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع. وفيما هما سائران في الطريق أقبلا على ماء فقال الخصي هوذا ماء ماذا يمنع أن أعتمد. فقال فيلبس إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز فأجاب وقال أنا أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله” (أعمال 35:8-37) .
3-هل يريد الله أن يستخدمني أنا أيضاً في هذا العمل؟
“ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل ومن يذهب من أجلنا فقلت هاأنذا أرسلني” (اش 6 :8).
4-هل يقدر الله أن يستخدمني؟
“أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني” (فيلبي13:4) ، “فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل عليّ قوة المسيح .. لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي ” (2كورنثوس 12 :9-10، 6:3) .
5-هل أرغب أن يستخدمني الله فى هذه الخدمة؟
“لأنه إن كنت ابشر فليس لي فخر إذ الضرورة موضوعة عليّ فويل لي إن كنت لا أبشر. فانه إن كنت أفعل هذا طوعاً فلي أجر ولكن إن كان كرهاً فقد أُستؤمنت على وكالة. ما هو أجري إذ وأنا أبشر أجعل إنجيل المسيح بلا نفقة حتى لم أستعمل سلطاني في الإنجيل. فإني إذ كنت حراً من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين. فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس مع أني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح لأربح الذين بلا ناموس. صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوماً. وهذا أنا افعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه” (1كورنثوس16:9-23) ، “ولكن نحن لا نفتخر إلى ما لا يقاس بل حسب قياس القانون الذي قسمه لنا الله قياساً للبلوغ إليكم أيضاً. لأننا لا نمدد أنفسنا كأننا لسنا نبلغ إليكم. إذ قد وصلنا إليكم أيضاً في إنجيل المسيح. غير مفتخرين إلى ما لا يقاس في أتعاب آخرين بل راجين إذا نما إيمانكم أن نتعظم بينكم حسب قانوننا بزيادة لنبشر إلى ما وراءكم لا لنفتخر بالأُمور المعدة في قانون غيرنا، وأما من افتخر فليفتخر بالرب. لأنه ليس من مدح نفسه هو المزكى بل من يمدحه الرب” (2كورنثوس 10 :13-18) .منذ سنوات قال خادم الرب هنري فارلى: “سيرى العالم كم يستطيع الله أن يعمل من خلال إنسان أخضع نفسه بالكامل لله” ، فلما سمع شاب صغير هذا القول دخل إلى مخدعه وقال للرب فى الخلوة بكل اتضاع “هاأنذا أريد أن أكون هذا الإنسان” فصار هذا الشاب هو د. ل. مودى الذي ربح مئات الآلاف للمسيح فهل تصلي نظيرة هأنذا أرسلني؟ “ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل ومن يذهب من أجلنا فقلت هأنذا أرسلني” (اشعياء 8:6) ، “ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله” (أعمال20 :24) .

hunting by hook – الصيد بالصنارة له مكافئة أبدية

لقد خجلت عندما قرأت عن روبرت أرثنجتون وهو من سكان مدينة ليدذ وقد كان خريج متفوق من جامعة كامبردج الشهيرة كيف عاش روبرت حياته في حجرة واحدة وكان يطهى طعامه بنفسه ولقد قدم مليون جنيه إسترليني لخدمة توزيع الإنجيل للنفوس المحرومة لمدة خمسة وعشرين عاماً قد وفرها من ضروريات حياته، وبعد موته وجدت قصاصة من ورق كتب عليها (بكل الرضي والسرور أجعل من أرض الحجرة سريري وصندوقاً خشبياً كرسي لجلوسي وصندوق آخر كمائدة لطعامي لأوفر كل سنت لوصول الإنجيل للنفوس الغالية)، لقد كانت النفوس وخلاصها وتوصيل الإنجيل لها هي متعة واهتمام روبرت أرثنجتون الأول. وقيل أن د.ل. مودي كان يوماً علي قمة جبال الألب فلاحظ أحدهم أن السعادة تبدو علي وجهه فسأله هل استمتعت بقمة جبال الألب يا مستر مودي؟ فأجاب نعم إني استمتعت بخليقة الله الرائعة ولكن ما أبهجني أكثر الآن هي فكرة خطرت ببالي، سأل الأخ مستفسراً تري ما هي؟ أجاب مودي الآن أتخيل أن كل جبال الألب هذه كتلة ذهبية واحدة فأستفسر محدثه بشغف هل تتمنى أن تمتلكها؟ أجابه مودي: فقط أقدرها. ماذا تعني؟ سأله محدثه أجاب مودي أقول لنفسي وبكل إخلاص وصدق أن ربح نفس واحدة للمسيح أثمن وأغلي عندي من امتلاكي كل جبال الألب ككتلة ذهبية والسعادة التي أختبرها مع ربحي لكل نفس للمسيح أكثر جداً مما لو امتلكت كل جبال الألب ذهب. إن صيد السمك متعه وهواية رائعة ومفيدة فكم وكم تكون متعة صيد النفوس للرب يسوع. لقد أرتبط الفرح بخلاص النفوس في الكتاب المقدس “وإذا وجده يضعه علي منكبيه فرحاً ويأتي إلي بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم أفرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال أقول لكم أنه يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلي توبة .. وإذا وجدته تدعوا الصديقات والجارات قائلة أفرحن معي لأني وجدت الدرهم الذي أضعته هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب .. قدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح لأن أبني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد فابتدئوا يفرحون .. كان ينبغي أن نفرح ونُسر لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد” (لوقا 5:15-10، 23-24، 32).

صديقي القارئ صديقتي القارئة:
“الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه” (مزمور 5:126-6) هل اختبرت أن تزرع بالدموع؟ النتيجة المؤكدة أنك ستحصد بالابتهاج، أن من أختبر أفراح ومتعة ربح النفوس لا يستطع العيش دون هذه الفرحة “.. مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه .. والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمراً للحياة الأبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معاً” (يوحنا 36:4) وسيكون علي استعداد أن يخسر كل شيء ولا يحرم من هذه الفرحة حتى الحياة نفسها ستستمد قيمتها من مقدار ثمر عملي في ربح النفوس، اسمع الرسول العظيم بولس يقول : “لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح ولكن إن كانت الحياة في الجسد هي لي ثمر عملي فماذا أختار لست أدري لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً ولكن أن أبقي في الجسد الزم من أجلكم فإذ أنا واثق بهذا أعلم أني أمكث وأبقي مع جميعكم لأجل تقدمكم وفرحكم في الإيمان” (فيلبي 21:1-25) ويقول: “لأننا الآن نعيش إن ثبتم أنتم في الرب” (1تسالونيكي 8:3) . وإن كان الصيد بالصنارة الروحية أسلوب حياتك كما تكلمنا في الدرس السابق فهذا يعني أنك ستضحي لأجل الرب يسوع وبهذا ستكون طبقت في حياتك الآية الذهبية للتلمذة وهي الآية الوحيدة التي ذكرت 6 مرات في الأناجيل الأربعة: “من أراد أن يخلص نفسه يهلكها. ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها” (متي10 : 39، 16: 26)، (مرقس 35:8)، (لوقا 17: 33، 9: 24) (يوحنا 12: 25) وبالتالي ستتمتع بمكافأة التلميذ الحقيقي المضحي لأجل الرب. اسمع حديث الرب مع بطرس بخصوص هذا الأمر: “وأبتدأ بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتاً أو أخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلي ولأجل الإنجيل إلا ويأخذ مائة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتاً وأخوة وأخوات وأمهات وأولاداً وحقولا مع اضطهادات وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية” (مرقس 28:10-30) لاحظ مكافأة من يضحي لأجل الرب والإنجيل مائة ضعف في الحياة أي أن بنك التلمذة ونشر الإنجيل يعطي 10000 % هنا علي الأرض ويقول الرسول للعبرانيين “الله ليس بظالم حتى ينسي عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم .. لأنكم رثيتم لقيودي وقبلتم سلب أموالكم بفرح عالمين في أنفسكم أن لكم مالاً أفضل في السماوات وباقياً” (عبرانيين 10:7، 34:10) . بالإضافة للمكافآت الأبدية الخاصة بربح النفوس كما ذكرنا في الدرس السابق عن مكافأة رابح النفوس بالمفارقة مع عدم مكافأة أخيمعـص فرابح النفوس له إكليل خاص في السماء هو إكليل السرور والافتخار كما يقول الرسول بولس لمن ربحهم في تسالونيكي “من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا أم لستم أنتم أيضاً أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا” (1تسالونيكي2: 19) “الفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلي البر كالكواكب إلي أبد الدهور” (دانيال 12 : 3) “أيها الأخوة إن ضل أحد بينكم عن الحق فرده أحد فليعلم أن من رد خاطئاً عن ضلال طريقه يخلص نفساً من الموت ويستر كثرة من الخطايا” (يعقوب19:5) وهذه أسماء الأكاليل السبعة ولمن تعطي :
1- الإكليل العام:
لكل مؤمن باعتباره ملك “ورأيت علي العروش أربعة وعشرين شيخاً جالسين متسربلين بثياب بيض وعلي رؤوسهم أكاليل من ذهب .. يخر الأربعة والعشرون شيخاً قدام الجالس علي العرش ويسجدون للحي إلي أبد الآبدين ويطرحون أكاليلهم أمام العرش” (رؤيا 4:4-10) .
2- إكليل البر:
لمن يجاهد لأجل الرب “قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيراً قد وضع لي إكليل البر” (2 تيموثاوس 8:4) .
3- إكليل الحياة:
لمن يحتمل التجارب ويستشهد لأجل الرب “طوبىللرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تذكي ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه” (يعقوب 12:1) “كن أميناً إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة” (رؤيا 10:2) .
4 – إكليل المجد:
للرعاة “ارعوا رعية الله التي بينكم .. ومتي ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلي” (1بطرس 5: 2،4).
5- إكليل حفظ الكلمة:
لحافظي الكلمة منتظري مجيء الرب “لأنك حفظت كلمة صبري أنا أيضاً سأحفظك من ساعة التجربة العتيدة أن تأتي علي العالم كله لتجرب الساكنين علي الأرض. ها أنا أتي سريعا تمسك بما عنك لئلا يأخذ أحد إكليلك” (رؤيا3: 10،11).
6- الإكليل الذي لا يفنى:
لمن يركض ويثابر دون تردد “اركضوا لكي تنالوا وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلاً يفني وأما نحن فإكليلاً لا يفني” (1 كورنثوس 25:9) .
7- إكليل السرور والافتخار:
للمبشرين ورابحي النفوس “لأن من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا أم لستم أنتم أيضاً أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا” (1تسلونيكي 2: 19) “إذاً يا أخوتي الأحباء والمشتاق إليهم يا سروري وإكليلي أثبتوا هكذا في الرب أيها الأحباء” (فيلبي1:4) لهذا يقول الرسول يوحنا لمن ربحهم للرب: “والآن أيها الأخوة اثبتوا فيه حتى إذا أظهر يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه” (1يوحنا 28:2) .كان الحديث عن إكليل رابح النفوس سبب خلاص شابة بعيدة عن الرب وتقول القصة الواقعية الطريفة أنه بينما وقفت الشابة أمام المرآة وعلي رأسها إكليل خفيف مزين بنجوم فضية وهي تزين نفسها استعداداً لحضور حفلة رقص وقفت أختها الصغيرة نيللي البالغة من العمر خمس سنوات بجوارها تتحسس الإكليل والنجوم الفضية وقالت لأختها الكبرى أتمني أن أربح نفس للمسيح فاليوم عرفت في مدارس الأحد أن من يربح نفس للمسيح سيحصل علي إكليل مثل إكليلك وبه نجوم كالنجوم الفضية التي تزين إكليلك، ذهبت الأخت للحفلة ورغم الرقص والغناء لم تفارقها كلمات أختها نيللي أبداً ولما عادت إلي البيت كانت أختها الطفلة مستغرقة في نوم عميق أما هي فكان ضميرها قد أستيقظ فركعت وسلمت حياتها للمسيح بدموع غزيرة وبعدما شعرت بالسلام والغفران ذهبت إلي سرير نيللي وقبلتها وربتت علي شعرها وهي تقول لنيللي هنيئاً لك أيها الطفلة فلقد ربحتيني للمسيح وصار لك من الآن إكليل أعظم بما لا يقاس من إكليلي الفاني الذي كنت أظن أنني أزين به نفسي وأنا في خطاياي.
صديقي صديقتي
كان المبشر الشهير جون هاربر يعتبر العمل الفردي متعته ويدرك أهميته ومجازاته فبعد غرق السفينة تيتانك بأربع سنوات وقف شاب اسكتلندي في مدينة هاملتون بالولايات المتحدة الأمريكية وقال أنا آخر من خلص عن طريق خدمة جون هاربر إذ عندما غرقت السفينة نجا هاربر علي قطعة خشبية وكنت أنا متشبث بقطعة خشبية أخري فسألني هل عندك سلام تجاه الأبدية؟ فجاوبته كلا فقال (أعمال 31:16) فأجبته لا أعلم هذا الشاهد وفرقتنا الأمواج فدعوت الله أن يعطني فرصة أخري للتوبة وقبول المسيح فاستجاب الرب لي إذ قربتني موجة أخري من جون هاربر فقال لي الآية الشهيرة “آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك” وبالرغم من الأمواج العاتية وصوت الرياح الجبارة قال لي ردد هذه الصلاة فرددت وراءه وسلمت حياتي للمسيح ثم غرق بعدها في الحال وأما أنا فنجوت وها أنا أعطي كل حياتي وأتفرغ تماماً لخدمة الإنجيل فإني مديون بحياتي للمسيح ومديون أيضاً بها لجون هاربر الذي رغم صعوبة الأنواء والأمواج والمخاطر ربحني للمسيح قبل غرقه بثوان.
صديقي صديقتي
إن مكافأة ربح النفوس سواء هنا علي الأرض أو هناك في السماء أعظم من أن توصف فليس كل رابح نفوس سيكرم في حياته وموته كرابح النفوس الشهير وليم بوث مؤسس وقائد جيش الخلاص الذي يقال أنه ربح أكثر من 120 ألف نفس في حياته لقد أكرمه الرب في حياته وكان يعامل معاملة الملوك ورؤساء الدول في البلاد التي يزورها فقابله الملك إدوارد السابع وإمبراطور اليابان وأفتتح أحد مؤتمرات مجلس الشيوخ الأمريكي بالصلاة و تقابل مع رئيس أمريكا مقابلة رسمية وفي لندن منحته بريطانيا العظمي وقتها حرية مدينة لندن وحرية مدينة نوتنجهام ومنحته جامعة أكسفورد درجة الدكتوراه الفخرية في الشريعة المدنية وعند رقاده وذهابه للمجد في 20/8/1912 حضر جنازته أكثر من 10000 من أعضاء جيش الخلاص الذين كان ربحهم للمسيح من أوحال الخطية والرذيلة حيث كان مبدأه منذ أن صار مسيحي حقيقي هو (إذا أردت أن تحتفظ بفرح الخلاص في نفسك قوياً كما كان فعليك أن تسعي لربح الآخرين) وعند دفنه تعطلت حركة المرور في لندن ساعات طويلة أقول ليس كل رابح نفوس سيكرم من الناس عند حياته وموته مثل وليم بوث.أو مثل وليم كاري ذلك الإسكافي الذي صار أشهر مرسل للهند في التاريخ المعاصر إذ أصبح دكتور جامعي يدرس اللغات الهندية في الهند بعد أن ترجم الكتاب لأكثر من لهجة ولغة هندية الذي يوم رقاده وانتقاله للمجد في يونية 1834م نكست الحكومة الهندية أعلامها وقيل عنه بعد وفاته أنه أعظم شخص عرفته الهند دون استثناء ولكني أقول بثقة شديدة أن كل رابح نفوس سيكرم جداً في السماء عندما يقابل الرب عند مجيء الرب أو بالرقاد ويسمع منه المديح وهو يقول له “نعما أيها العبد الصالح والأمين. كنت أميناً في القليل فأقيمك علي الكثير أدخل إلي فرح سيدك” (متي21:25) “تاجروا حتى آتي .. ولما رجع .. فجاء الأول قائلاً يا سيد مناك ربح عشرة أمناء فقال له نعما أيها العبد الصالح لأنك كنت أميناً في القليل فليكن لك سلطان علي عشر مدن” (لوقا13:19، 16-17) ، كما قال القديس أستفانوس أول شهيد في المسيحية وهم يرجموه “ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله” (أعمال 55:7) قائماً للترحيب به وتكريمه يا لها من مكافأة “أمين تعال أيها الرب يسوع” (رؤيا 20:22) .

Servants of Christ alike the teacher Jesus – خدام يشبهون المعلم يسوع

كل خادم ومؤمن لديه الرغبة ليكون مشابها للمعلم والسيد الرب يسوع المسيح في خدمته وسطنا نحن البشر علية أن يسير تابعا لخطوات المعلم:-

1.ثم أصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس. (Matthew 4:1)
لقد قاد الروح القدس يسوع في بداية خدمته.فهل تسمح للروح القدس أن يقودك؟
2.فبعدما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة جاع أخيرا. (Matthew 4:2)
هل تصوم وتصلي قبل أن تقوم بأي نشاط لمجد الرب؟
3.فتقدم إليه المجرب وقال له أن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا. (Matthew 4:3)
كن حذرا فالمجرب يستغل كل احتياج لديك ليقدم لك العروض السهلة والمغرية ليس لكي يشبع احتياجك بل ليحرف طريقك عن الطاعة لكلمة الله. كن دائما مستعد لتجيب مثلما أجاب السيد (وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. (Matthew 4:4)
4.ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل. وقال له أن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل. لأنه مكتوب انه يوصي ملائكته بك. فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك. (Matthew 4:6)
عندما تخدم الرب فلك وعود كثيرة من الرب لحمايتك ونموك وتنقيتك ولسعادتك ورجاءك,إبليس لن يتركك هكذا مصدقا بوعود الرب لك بل سيشكك ويجعلك تفقد إيمانك إذا لم تكن مسلحا بسيف الروح الذي هو كلمة الله فتقول مثلما(قال له يسوع مكتوب أيضا لا تجرب الرب إلهك. (Matthew 4:7)
5.ثم أخذه إبليس أيضا إلى قمة جبل عال جدا، وأراه جميع ممالك العالم وعظمتها، وقال له: «أعطيك هذه كلها إن جثوت وسجدت لي!» (Matthew 4:9)
سيأخذنك إبليس أيضا ويريك كل ما تشتهيه عيونك ويرغب به جسدك من طعام وجنس وكل ما يجعل معيشتك في تعظم فيعطيك السلطة يخضع لك الكثيرون ويرفعون من شأنك من خلال المناصب الدنيوية والروحية بثمن يبدوا بسيط هو أن تسجد لإبليس وتطيعه.فهل لديك الثقة والحزم لتقول لإبليس مثلما (قال له يسوع: «اذهب يا شيطان! فقد كتب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد! فتركه إبليس، وإذا بعض الملائكة جاءوا إليه وأخذوا يخدمونه. (Matthew 4:11) عندئذ ستختبر الغلبة والنصرة وتبدأ خدمتك منقادا بروح القدس وستختبر ذراع الرب القوية المقتدرة التي بها تقاوم إبليس فيهرب منك, وتحيى بعمق روحي جديد في العلاقة مع الرب, وتتمتع بخدمة ملائكته….
صلي معي..
يا رب علمتني اصلي طالبا من أن لا تدخلني في تجربة اعطني النصرة والغلبة على كل مكائد إبليس ومغرياته واثقا فيك أنت تسد كل احتياجي. اشبع من كلمتك فهي سيف الروح الذي أحارب فيه كل ما يقدمه إبليس, بها ارفض شهوة العيون وشهوة الجسد وتعظم المعيشة..روحك القدوس دائما يقود حياتي لتكون فياضة بالبركات على من اخدمهم لمجدك وامتداد ملكوتك..اسمع صلاتي يا أبي السماوي باسم يسوع المسيح آمين
Magdy Monir

2- Repair your spiritual hook – أصلح صنارتك الروحية

درسنا في الدرس السابق خمسة أفكار خاطئة عن العمل الفردي هي:

1- الموهبة        2- الدعوة       3- لم نعرف هذا        4- الشهادة بالحياة فقط      5- الاختيار
والآن نكمل هذه الأفكار الخاطئة والمعطلة ليحررنا الرب منها:
6- العبادة والتسبيح والسجود فقط 
هذا أيضاً فكر خاطئ مغلف بالتقوى يقول صاحب هذا الفكر كيف سقطت أسوار أريحا قديماً؟ (يشوع 6) هل بالتبشير أم بالتسبيح والهتاف؟ بالطبع بالتسبيح فلا داعي إذاً من العمل الفردي والشهادة ويكفينا أن نسبح ونرنم جيداً وأي نفس بعيدة عن الله تحضر الاجتماع ستخلص وتسقط أسوار الشر عنها. والبعض الأخر يقول أليس مكتوب “ولكن إن كان الجميع يتنبأون فدخل أحد غير مؤمن أو عامي فانه يوبخ من الجميع. يحكم عليه من الجميع وهكذا تصير خفايا قلبه ظاهرة وهكذا يخر علي وجهه ويسجد لله مناديا أن الله بالحقيقة فيكم” (1كورنثوس 24:14-25) ويقول يكفي أن يكون الروح القدس عامل في اجتماعاتنا الروحية والنفوس ستخلص دون كلمة. والبعض الآخر يعقد مقارنة عجيبة بين مرثا ومريم في (لوقا38:10-42) ويعتبرون أن مرثا الخادمة صورة للتبشير وأن مريم الساجدة صورة للسجود وحضور الاجتماعات الروحية ويخلصون للأسف لنفس هذا المبدأ الخاطئ السجود فقط دون خدمة أو كرازة و ينادون بأن هذا ما يطلبه الله الآن ولكن مرة أخري دعني أذكرك بخطورة التطرف وأخذ نصف الحقيقة أي أحد وجهي العملة فلا أحد يستطيع أن ينكر أهمية التسبيح في ربح النفوس للرب ولا ينكر أهمية الاجتماعات الروحية في ربح النفوس للمسيح ولا أهمية السجود للرب وأن نكون مثل مريم التي “جلست عند قدمي الرب وكانت تسمع كلامه” (لوقا39:10) ولكن إن نفذنا وجه العملة هذا بطريقة حقيقية مخلصة سنسمع الرب يدعونا أن ننفذ الوجه الآخر للعملة ونطيع كلامه ونذهب لنخبر الآخرين عن الرب وجماله وحبه وعمله. هل ينكر أحد أن الرسول بولس رجل صلاة وسجود ولكن أسمعه وهو في ميليتس يتحدث لقسوس كنيسة أفسس يقول: “كيف لم أؤخر شيء من الفوائد وأخبرتكم به جهرا و في كل بيت” (أعمال 20:20) وأنظره في أثينا “بينما بولس ينتظرهما في أثينا احتدت روحه فيه إذ رأي المدينة مملؤة أصناما فكان يكلم في المجمع اليهود المتعبدين و الذين يصادفونه في السوق كل يوم” (أعمال 16:17-17) أم كان فيلبس أقل سجوداً وعبادة عندما “أطاع الملاك وذهب نحو الجنوب علي الطريق المنحدرة من أورشليم إلي غزة ليتحدث مع الخصي الحبشي ويعمده و يربحه للمسيح” (أعمال 26:8-40) هل تتذكر إشعياء النبي عندما تمتع بسماع تسبيحات السرافيم؟ “رأيت السيد الرب جالساً علي كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير وهذا نادي ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض فاهتزت أساسات العتب وأمتلئ البيت دخاناً فقلت ويل لي أني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود فطار إلى واحد من السرافيم وبيده جمره قد أخذها بملقط من علي المذبح ومس بها فمي وقال أن هذه مست شفتيك فأنتزع أثمك وكفر عن خطيتك ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل ومن يذهب من أجلنا فقلت هاأنذا أرسلني فقال أذهب” (إشعياء 1:6-8) هل رأيت كيف أن السجود والتسبيح الحقيقي تنتج عنه إرسالية حقيقية إذ تسمع صوت الرب القائل من أرسل ومن يذهب من أجلنا وتقول عندها مع إشعياء هاأنذا أرسلني. إذا العبادة والتسبيح والسجود الحقيقي يولد في المؤمن شهادة وخدمة وإرسالية فهل تذهب؟.قال أحد المؤمنين في اجتماع حضره د.ل.مودي: منذ خمسة وخمسين عاما وأنا في شركة وعبادة لله حتى أني أشعر دائماً أنني علي جبل التجلي فسأله مودي كم نفس ربحت للمسيح طوال هذه السنين وماذا قدمت للمشاركة في الإنجيل؟ أجاب الرجل: لا أتذكر أني فعلت هذا. قال له مودي : لا أتمني أن أصعد مثل هذه الجبال وإن أصعدوني إليها سأنزل مسرعاً لأنقذ خاطئ علي فوهة الجحيم.
7- العمل الاجتماعي فقط 
ما أعظم أن ترتبط الشهادة بعمل الخير كما هو مكتوب عن الرب يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة “الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس” (أعمال 38:10) وهذا ما يسمي بالإنجيل الاجتماعي أي تقديم المساعدة المادية أو العلاج الطبي أو فتح مدارس خاصة أو المشاركة في حل مشاكل الأسر والعائلات مع تقديم بشارة الإنجيل وهذا أمر عظيم فيه تمثل بالرب وطاعة للوصية “فإذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان” (غلاطية 10:6) ولكن للأسف بعض الأفراد والهيئات المسيحية بدأت حسناً في تقديم الإنجيل الاجتماعي ولكن بعد ذلك تركت الإنجيل وتقديمه والبشارة، واكتفت بالعمل الاجتماعي فقط وفي هذه الحالة انحرفت عن الهدف الذي بدأت لأجله وصار شأن هؤلاء الأفراد أو الهيئات أو المدارس أو المستشفيات المسيحية شأن أي عمل اجتماعي محلي أو دولي بل ربما تكون أنت تعمل كعامل أو موظف أو مدير لإحدى هذه الهيئات أو في المكتبات المسيحية أو النوادي والأماكن التي تتبع الكنائس أو بيوت المؤتمرات أو مكتبات بيع الكتاب المقدس أو في سكن الطالبات أو الطلبة المغتربين التابع للكنيسة بالطبع حسنا أن نقدم الخير للجميع ولكن إن لم يصاحب هذا الخير تقديم الإنجيل والشهادة بالمسيح لا نكون شهدنا شهادة كاملة للنفوس فأن كنا نهتم بأجسادهم ونفوسهم من خلال فعل الخير وهذا جيد فعلينا بالأحرى جداً أن نهتم بأرواحهم التي هي أغلي بما لا يقاس وأخلد من أجسادهم “لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله” (متي4:4) فلنقدم لهم المسيح مع العمل الاجتماعي لأنه وحده الذي قال: “أنا هو خبز الحياة. من يقبل إليَ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً” (يوحنا 35:6 ) فلن يكن العمل الاجتماعي كافي أو مثمر لربح النفوس للمسيح إن لم يصحبه الشهادة بالإنجيل.
8- أخاف السخرية والاضطهاد
كثيراً ما أسمع هذا المعطل عند الحديث عن أهمية العمل الفردي يقول: في بداية حياتي مع المسيح حاولت أن أشهد عنه لجيراني وأصدقائي ولكنهم لم يقبلوا بل بعضهم سخر مني واحتقرني فقررت أن لا أشهد عن الرب مرة أخرى. أقول لك: أنه من الطبيعي أن تضطهد لأجل الرب “طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السماوات فأنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم” (متى 11:5-12) ، “وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون” (2تيموثاوس12:3) فمن الحتمي أن تحتمل الألم لأجل الشهادة بالمسيح حتى أن كلمة شهيدي التي ذكرت عن أنتيباس مشتقة من كلمة شهادة “وأنت متمسك باسمي ولم تنكر إيماني حتى في الأيام التي فيها كان أنتيباس شهيدي الأمين الذي قتل عندكم حيث الشيطان يسكن” (رؤيا2 :13) فعلي المؤمن أن يشهد عن الرب حتى الشهادة أي الاستشهاد “كن أميناً إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة” (رؤيا10:2) والألم والاضطهاد في طريق الشهادة للرب عطية عظيمة يجب أن نشكر الرب لأجلها ولا تجعلنا أبداً نصمت “لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله” (فيلبي 29:1 ) “ودعوا الرسل وجلدوهم وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع ثم أطلقوهم، أما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح” (أعمال 41:5-42).
9- حاولت سابقاً وفشلت – لم أرى نتائج 
أسمعك تقول بإخلاص نعم أعلم أن ربح النفوس بالعمل الفردي مسئولية كل مؤمن ولكني حاولت سابقاً وفشلت فقررت السكوت إلي أن أعرف أين العيب؟ هل فيّ؟ أم في الطريقة التي أتحدث بها؟ أم في الناس الذين أتحدث إليهم؟ أم في كل هذا معاً؟ لماذا لم أري أي نتائج لشهادتي السابقة؟! دعني أولاً أقول لك “الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح” (2تيموثاوس 7:1) فالفشل دائماً ليس من الله أما عن النتائج فهي مضمونة عند الرب وأحياناً يسمح الرب لنا أن يخفي بعض النتائج عنا بعض الوقت أو كل الوقت لحكمه عنده ربما ليحفظنا من الذات والكبرياء أما عن كلمة الله فقال الله: “هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إلي فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له” (إشعياء 11:55) تشجع معي بما قاله الجامعة: “من يرصد الريح لا يزرع ومن يراقب السحب لا يحصد كما أنك لست تعلم ما هي طريق الريح ولا كيف العظام في بطن الحبلى كذلك لا تعلم أعمال الله الذي يصنع الجميع، في الصباح أزرع زرعك وفي المساء لا ترخ يدك لأنك لا تعلم أيهما ينمو هذا أو ذاك أو أن يكون كلاهما جيدين سواء” (جامعة4:11-6) ، ولأننا نعرف أن “الزرع هو كلام الله” (لوقا11:8) . فلا يوجد أي احتمال أن تفشل كلمة الله لاحظ لم يقل الجامعة أو أن يكون كلاهما بدون ثمر سواء بالعكس أو أن يكون كلاهما جيدين سواء ولكني دعني أقول لك أن عدم وجود النتيجة يكون أحياناً بسبب قسوة النفوس التي نتعامل معها ألم يهلك الشاب الغني رغم أن الرب يسوع ذاته له المجد هو الذي كان يحدثه (مرقس17:10-22) وعلي أية حال علينا أن نشهد للنفوس سواء قبلت أو رفضت لأننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون لهؤلاء رائحة موت لموت ولأولئك رائحة حياة لحياة (2كورنثوس 15:2-16) ، ولكن دعني قبل أن أترك هذه النقطة أهمس في أذنك أنه ربما يكون السبب في ضعف النتائج عيب في الطريقة التي أحدث النفوس بها فلا يمكن أن نتجاهل أن “رابح النفوس حكيم” (أمثال 30:11) فبعد قراءتك باجتهاد لدروس هذا الكتاب إن وجدت خطأ في الطريقة التي كنت تستخدمها فلا تفشل وتذكر أن مرقس الرسول الذي بدأ ضعيفا (أعمال 37:15-40) صار في النهاية نافع إذ يقول الرسول بولس عنه “خذ مرقس وأحضره معك لأنه نافع لي للخدمة” (2تيموثاوس 11:4) تذكر الابن الأول الذي قال له أبوه “يا أبني أذهب اليوم أعمل في كرمي فأجاب وقال ما أريد ولكنه ندم أخيراً ومضي” بالطبع هو عمل إرادة الأب أفضل من الابن الثاني الذي قال لأبيه “ها أنا يا سيد ولم يمض” (متى28:21-31) والأفضل منهما أن نقل ها أنا ونذهب.
10-الكفاءة: سني صغير- الخجل- أنا بنت 
دعني أؤكد لك أنه لا يوجد إنسان علي الأرض عنده الكفاءة للشهادة للرب يسوع حتى أن الرسول بولس يقول: “ومن هو كفوء لهذه الأمور” (2كورنثوس16:2) ، ولكنه يكمل حديثه قائلاً: “ولكن لنا ثقة مثل هذه بالمسيح لدي الله ليس أننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئاً كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد” (2كورنثوس 4:3-6) . هل تشعر بضعفك وعجزك ارتمي علي نعمة المسيح واسمعه يقول لك: “تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح” (2كورنثوس9:12) ، ولتشجيعي وتشجيعك دعنا نتذكر الفتاة الصغيرة المسبيه وكيف بشهادتها التي هي 12 كلمة ربحت نعمان السرياني رئيس جيش ملك أرام عندما قالت: “يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة فأنه كان يشفيه من برصه” (2ملوك 3:5) ألم يمدح الرب يسوع هذه الفتاة الصغيرة ضمنياً عندما تحدث عن نعمان السرياني؟ إذ قال: “وبرص كثيرون كانوا في أيام أليشع النبي ولم يطهر واحد منهم إلا نعمان السرياني” (لوقا27:4) ، وماذا تقول عن الأربع البرص الذين كانوا خارج السامرة أين كفاءتهم؟ أين تدريبهم؟ أين دعوتهم؟ أين موهبتهم؟ أين خبرتهم؟ ولكن بعدما أكلوا وشربوا وحملوا فضة وذهب وثياب وطمروها قالوا شعارهم الرائع الذي كم نحتاج إليه بشدة اليوم، “قال بعضهم لبعض لسنا عاملين حسنا هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون فإن انتظرنا إلي ضوء الصباح يصادفنا شر فهلم الآن ندخل ونخبر بيت الملك فجاءوا ودعوا البواب وأخبروه ..” (2ملوك 8:7-10) فإن كنا غير أكفاء أو صغيري السن أو فتيات فلنعتمد علي الرب ونعمته لنقول “لأني لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن” (رومية16:1) . تذكر ما قاله أرميا قبل بداية خدمته وتشجيع الرب له “فقلت آه يا سيد الرب إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد فقال الرب لي لا تقل إني ولد لأنك إلي كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به ” (أرميا6:1،7) تذكر ما قاله يوناثان ابن شاول للغلام حامل سلاحه “لأنه ليس للرب مانع أن يخلص بالكثير أو بالقليل” (1صموئيل6:14) ولكنه يسر أن يستخدم القليل ليعود المجد له “لن يخلص الملك بكثرة الجيش الجبار لا ينقذ بعظم القوة باطل هو الفرس لأجل الخلاص وبشدة قوته لا ينجي” (مزمور16:33-17) ، “لا يسر بقوة الخيل لا يرضي بساقي الرجل” (مزمور10:147) ، وقديماً قال لجدعون عن جيشه الذي كان في الأصل قليل جداً ” الشعب الذي معك كثير عليّ لأدفع المديانيين بيدهم لئلا يفتخر علي إسرائيل قائلاً يدي خلصتني .. فرجع من الشعب اثنان وعشرون ألفا وبقي عشرة آلاف وقال الرب لجدعون لم يزل الشعب كثير .. بالثلاث مائة رجل الذين ولغوا أخلصكم وأدفع المديانيين ليدك” (قضاة 2:7-7) ألم يستخدم الرب غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان ليشبع آلاف الجموع؟ (يوحنا 9:6) ، وبمنساس بقر خلص إسرائيل؟ (قضاة 31:3) واستخدم إهود بن جيرا وهو أعسر (قضاة15:3) وبجرار فارغة مكسورة صنع الرب خلاصاً عظيماً (قضاة19:7-23) وبلحي حمار قتل شمشون ألف رجل (قضاة 15:15) وبخمسة حجارة ملس ومقلاع أنتصر داود الغلام الأشقر مع حلاوة العينين علي جليات (1صموئيل40:17) فهل بعد هذا تتحدث عن الكفاءة أو صغر السن أو الخجل أو إني ولد أو بنت ليست الفكرة في إمكانياتي كبيرة كانت أم صغيرة المهم تسليمها بالكامل في يد الله العظيم القادر الذي يسر أن يستخدم القليل.

1- Repair you spritual hook – أصلح صنارتك الروحية

من كتاب الصنارة الروحية

شبت النيران في سفينة لم تكن بعيدة جداً عن الشاطئ وكان بالسفينة تاجر مجوهرات من كاليفورنيا ومعه حقيبة مليئة بالمجوهرات هي كل ثروته التي تقدر بملايين الدولارات وقد ربط الحقيبة حول صدره ليسبح بها إلي الشاطئ ولكن قبل أن يقفز للماء إذ بيد صغيرة تمتد إلي كتفه وعندما نظر خلفه رأي طفلة صغيرة تبكي في فزع شديد وقالت له: أرجوك أنقذني واحملني للشاطئ فأنا لا أعرف أن أعوم وبابا وماما اختفوا في النيران وعندها اشتعلت في قلب الرجل معركة لهيبها أعلي من النيران التي تحرق السفينة فيجب عليه في لحظات أن يقرر ويختار إما أن ينقذ ثروته في حقيبة المجوهرات وإما أن يضحي بها لإنقاذ الطفلة وسريعاً اختار إنقاذ الطفلة فالقي بالحقيبة في مياه المحيط وحمل الطفلة علي ظهره وعندما وصل إلي الشاطئ بسلام كان فقد الوعي من الإعياء ولكنه أستيقظ علي ابتسامة الطفلة التي أنقذها وهي تمسح المياه من علي وجهه وشعره وعاش هذا الرجل طوال عمره وهو فخور بما فعل وقال أنه لم يندم لحظه علي ما عمل وعلي فقده لكل مجوهراته بل إنه كان سيظل نادم طوال عمره إن عمل العكس وظل دائماً يقول بفخر أن هذه الطفلة التي أنقذها وتبناها أغلى عنده من كل العالم وكنوزه وليس فقط من حقيبة المجوهرات التي ضحي بها لإنقاذها صديقي القارئ المسيحي الحقيقي صديقتي القارئة المسيحية: دعني أسألك ما هي حقيبة مجوهراتك التي تعيقك وتحرمك من إنقاذ ملايين بل مليارات من النفوس التي تهلك حولك بدون المسيح والإيمان الحقيقي به وبعمله الكفاري علي الصليب؟! فالعالم الآن تجاوز الستة مليار نسمة تلك النفوس التي تحترق بها سفينة الحياة لا لتغرق في بحر أو محيط من المياه بل ينتظرها غرق أبدي في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت وسيعذبون نهاراً وليلاً إلي أبد الآبدين .. هذا هو الموت الثاني “وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار” (رؤيا10:20،15) .إن ربح النفوس بالعمل الفردي أي بالشهادة الفردية لأفراد والكلام معهم عن عمل المسيح في حياتك وعمله لأجلك علي الصليب هو مسئولية كل مسيحي حقيقي وهو متعة أدعوك أن تختبرها وتمارسها فتتغير حياتك لتكون مثل الرب يسوع رابح النفوس الأعظم (لوقا 10:19) بل دعني أقول لك أن أشواقك لربح النفوس يمكن أن يكون ترمومتر ومقياس لمدي حبك للرب ولتتميم رغبة قلبه وشبعه بخلاص النفوس فبعد خلاص السامرية سأله تلاميذه قائلين “يا معلم كل فقال لهم أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم فقال تلاميذه بعضهم لبعض العل أحد أتاه بشيء ليأكل قال لهم يسوع طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله أما تقولون أنه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد. ها أنا أقول لكم ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول أنها قد ابيضت للحصاد والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمراً للحياة الأبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معاً” (يوحنا 31:4-37) .مرة أخري أسمح لي أن أسألك ما هي حقيبة مجوهراتك التي تحرمك من إطاعة الرب والشهادة للنفوس وربحها للمسيح بالعمل الفردي؟ ربما تكون الحقيبة هي أحد أو بعض أو كل هذه الأفكار الخاطئة العشرة التي أستخدمها الشيطان آلاف السنين وحرم بها ملايين المسيحيين الحقيقيين من متعة ربح النفوس للمسيح عن طريق العمل الفردي ولو فعلوا ذلك لكان تغير حال العالم اليوم. وهذه (10) أفكار خاطئة عن العمل الفردي:
1-الموهبة :
ربما تقول أنا غير موهوب في العمل الفردي فكيف يمكنني أن أربح النفوس وهذه موهبة أعطاها الرب لبعض المؤمنين؟ يجيب عليك الكتاب المقدس بوضوح فالمواهب الروحية وردت في 4 أماكن في العهد الجديد هي (رومية 6:12-21) ، (1كورنثوس 12)، (أفسس 11:4) ، (1بطرس 9:4-11) فلا توجد موهبة اسمها العمل الفردي أو الشهادة الشخصية للمسيح لأن ذلك مسئولية كل مسيحي حقيقي ستقول لي ألا توجد موهبة اسمها التبشير؟ أقول لك نعم توجد موهبة اسمها التبشير (أفسس 11:4) ولكن الفرق شاسع بين التبشير المنبري الجماعي في إستاد كبير في حضور الآلاف مثلما يقوم به خادم الرب المبشر الموهوب بلي جراهام وهذا ما نسميه الصيد بالشبكة وهو بالطبع يحتاج موهبة المبشر هذا يختلف تماما عما نتحدث عنه أي ربح الأفراد بالصنارة بالعمل الفردي بالشهادة “أمنت لذلك تكلمت” (مزمور11:116) ، “نحن أيضاً نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً” (2كورنثوس13:4)
ومن الأدلة التي تثبت أن ربح النفوس بالعمل الفردي هي امتياز ومسئولية كل مؤمن ما ذكر عن كنيسة أورشليم “وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل .. فالذين تشتتوا (أفراد الكنيسة) جالوا مبشرين بالكلمة” (أعمال 1:8،4) وما ذكر عن كنيسة تسالونيكي “لأنه من قبلكم قد أذيعت كلمة الرب ليس في مكدونية وأخائية فقط بل في كل مكان أيضاً قد ذاع إيمانكم بالله حتى ليس لنا حاجة أن نتكلم شيئاً” (1تسالونيكي8:1) ، يقول المرسل الشهير للهنود الحمر ديفيد برنارد ذلك الشاب الملتهب في حب الرب وربح النفوس له الذي كان كالشمعة التي اشتعلت وذابت سريعاً إذ رقد وأنهي خدمته في 9 أكتوبر عام 1747 ولم يكن تجاوز التاسعة والثلاثون من عمره يقول في مذكراته: بعض المؤمنين يظنون أن الله وهبهم فقط مواهب عظيمة من جهة تعليم المؤمنين ورعايتهم وأنا خدعت بهذه الفكرة مدة طويلة إلي أن تحنن الرب علي وفتح عيني وأراني خطأي الجسيم وأدركت حتى وإن كانت موهبتي الأساسية تعليم المؤمنين ورعايتهم ولكن أيضاً من امتيازي وامتياز كل مؤمن أيا كانت موهبته أن يعمل بالعمل الفردي ويرى النفوس تخلص من سلطان الشيطان والخطية ولا يوجد أمر يبني المؤمن ويقوده إلي العمق بمقدار ما يشارك أو يرى خلاص الخطاة، إن حضور المؤمن لاجتماعات يخلص فيها الخطاة يفيد المؤمن أكثر جداً من حضوره اجتماعات تعليمية لمدة سنة كاملة دون أن يكون قد خلص خلالها خاطئ واحد ودون أن يكون هو تشجع لربح النفوس.
بالطبع إن الاجتماعات التعليمية واجتماعات دراسة الكتاب المقدس لا غني لمؤمن عنها ولكن يجب أن تقوده هذه الاجتماعات أن لا يتجاهل مسئوليته تجاه النفوس البعيدة فحضور الاجتماعات التعليمية والعمل الفردي لا يتعارضان أو يتنافسان بل هما كجناحي طائر واحد فما أحلي وأمجد أن يري المؤمن عمل النعمة وقوة الروح القدس في خلاص الخطاة. ويقول ج.ن.داربي ذلك المعلم العظيم في كلمة الله: أن الذين يحرمون أنفسهم من التبشير بالإنجيل يحرمون أنفسهم من أعظم أمر علي الأرض مطلقاً ألا وهو قلب الله ومحبته للبشر. ويقول خادم الرب المعاصر الشهير ايفي هل: “أن الذين يقاومون التبشير تحت أي مسمى يخفون خطية رابضة في قلوبهم
2-الدعوة :
وربما تقول لي: آمين لقد اقتنعت أن العمل الفردي لا يحتاج إلى موهبة خاصة ولكني في انتظار دعوة خاصة من الرب لأشهد له. يجيبك الكتاب المقدس أن العمل الفردي لا يحتاج إلي دعوة خاصة من الرب لك لتشهد عنه لأنه سبق ودعا كل مؤمن لذلك وهو لا يغير كلامه بل يحتاج منك إلي طاعة لعشرات الوصايا التي أوصي الرب بها ألم يقل “أنتم شهودي يقول الرب” (إشعياء 10:43) “وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية وإلى أقصى الأرض” (أعمال 8:1) هل دعا الرب قديماً راحاب أن تشهد عنه؟ كلا لم يدعها دعوة خاصة لكنها خبرت عن الله وربحت كل عشائرها .. “فدخل الغلامان الجاسوسان وأخرجا راحاب وأباها وأمها وأخوتها وكل ما لها وأخرجا كل عشائرها وتركاهم خارج محلة إسرائيل وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها” (يشوع 23:6-24) هل طلب الرب من السامرية أن تشهد عنه؟ أنظر ماذا فعلت (يوحنا 28:4-42) ، أما الأبرص “فتحنن يسوع ومد يده ولمسه وقال له أريد فأطهر فللوقت وهو يتكلم ذهب عنه البرص وطهر فانتهره وقال له أنظر لا تقل لأحد شيئاً .. وأما هو فخرج و أبتدأ ينادي كثيراً و يذيع الخبر” (مرقس 41:1-45) ، الرب كالخادم المتضع في إنجيل مرقس لم يطلب لنفسه الشهرة فطلب من الأبرص الذي شفاه أن لا يقل لأحد ولكن كيف؟ كيف يستطيع أن يصمت وهو قد طهر؟ أنه عصى الرب وشهد وابتدأ ينادي كثيراً ويذيع الخبر أن هذا الرجل لم يحتاج أن الرب يدعوه للشهادة بل بالعكس بالرغم من انتهار الرب له ووصيته له أن لا يتكلم، تكلم وشهد وإن كان عصى الرب فهذا هو العصيان المقدس الوحيد في كل الكتاب المقدس أي حتى إن قال الرب لي لا تشهد عني (افتراض مستحيل) فاني لن أستطع أن أصمت وهذا يذكرني بأرميا النبي عندما قال: “قد أقنعتني يا رب فاقتنعت وألححت علي فغلبت صرت للضحك كل النهار كل واحد استهزأ بي لأني كلما تكلمت صرخت ناديت ظلم واغتصاب لأن كلمة الرب صارت لي للعار وللسخرة كل النهار فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه فكان في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي فمللت من الإمساك ولم أستطع” (أرميا7:20-9) فهل مازلت تحتاج لدعوة أخري من الرب للشهادة عنه؟ إن رأيت نيران تحترق في بيت فهل تحتاج لدعوة حتى تحذر سكان البيت من الحريق فمالك صامت وجالس والنفوس كل ثانية لا يحترق بيتها بل تحترق هي ذاتها بالخطية وتهوي بسرعة مذهلة إلي الجحيم الأبدي دون خروج إلي أبد الآبدين.
3- لم نعرف هذا؟ :
أسمعك تقول: ل أعرف هذا من قبل أن مسئولية كل مؤمن حقيقي بالمسيح أن يربح النفوس بالعمل الفردي وأن هذا لا يحتاج إلي موهبة أو دعوة خاصة وكوني لا أعرف إذاً أنا غير مسئول. يجيبك سليمان الحكيم قائلاً: “أنقذ المنقادين إلي الموت والممدودين للقتل لا تمتنع أن قلت هوذا لم نعرف هذا أفلا يفهم وازن القلوب وحافظ نفسك ألا يعلم فيرد علي الإنسان مثل عمله” (أمثال11:24-12) أي أن الله وازن القلوب وحافظ نفسك يفهم أنك حينما تقول لم نعرف هذا أنك تريد بذلك أن تتهرب من مسئولية إنقاذ النفوس كما حاول يونان قديماً فهرب إلي ترشيش (يونان 3:1) فماذا كانت النتيجة؟ يرد علي الإنسان مثل عمله، أرجعه بالحوت وعلمه باليقطينة هل تنتظر حوت لتشهد عن الرب؟ الكثير من الارتباك والجفاف والهزال والعقم الروحي في حياة الكثيرين من المسيحيين الحقيقيين بسبب إهمالهم أهم عمل تركهم الرب لأجله علي الأرض، إن الفرق بين المؤمن الذي يربح الآخرين للمسيح بالصنارة الروحية وبين المؤمن الذي يقول لا نعرف هذا كالفرق بين بحيرة طبرية والبحر الميت الذين يمكنك أن تراهما في الخريطة الموجودة في كتابك المقدس فبحيرة طبرية مليئة بالحياة والسمك والشبع (يوحنا 1:21-14) لأنها تستقبل فرع من نهر الأردن ويخرج منها فرع أما البحر الميت فقد مات لأنه يأخذ ولا يعطي فينطبق عليه القول فيرد علي الإنسان مثل عمله فهل أنت نظير بحيرة طبرية أم البحر الميت؟ “إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله” (2كورنثوس 20:5) .
4- الشهادة بالحياة فقط :
كثيرون خدعوا بهذه الفكرة الخاطئة تسمعهم يقولون لك الناس قد شبعوا من الوعظ لهذا أشهد بحياتك فقط ولا داعي للشهادة بالكلام ويدللون علي ما يقولون بقصص كثيرة يطول الحديث عنها لكن دعني أذكرك أن كلام هؤلاء ناقص وهو نصف الحقيقة ونصف الحقيقة خطر شديد فمع تشديد الكتاب المقدس علي أهمية الشهادة بالحياة المسيحية والتقوى يظل هذا وجه واحد من وجهي العملة ولابد من الوجه الثاني للعملة أقصد لابد من الشهادة بالكلام مع الشهادة بالسلوك لأنك ببساطة إن سلكت سلوك مسيحي دون أن تخبر الناس عن سر تميز حياتك سيمدحك الناس في ذاتك وأخلاقك وعائلتك وربما يقولون عنك أنك منضبط في حياتك وتهتم بعملك كاليابانيين تماماً، فلكي يرجع المجد للرب صاحب الفضل في تغيير حياتنا دعنا نطيع هذه الآية “وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم (الشهادة بالحياة) مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف (الشهادة بالكلام)” (1بطرس14:3-15) ولا تنسي المكتوب “كيف يدعون بمن لم يؤمنوا به و كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به وكيف يسمعون بلا كارز .. إذا الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله” (رومية 14:10-17) فهذا ليس ضد أهمية الشهادة بالكلام لأن الزوج سمع الكلمة مراراً وإلا كيف لا يطيعها إن كان لم يسمعها؟ إن الإنسان بإرادته يسمع ما يريد ويسد أذنيه عما لا يريد أن يسمعه فهل تخاف التضحية فلا تريد بإرادتك أن تعرف وتسمع سكان العالم الذين تجاوز عددهم الستة مليار وهم يصرخون إليك يا من عرفت الإنجيل قائلين: “اعبر إلي مكدونية (كل العالم يدعوك) وأعنا” (أعمال 9:16) .
5- الاختيار :
في بداية خدمتي للرب لاحظ أحد شيوخ الكنيسة في القرية التي أخدم فيها أنني أزور البيوت لدعوة الناس لحضور الاجتماعات الكرازية وبعد أن سألني عن كم أبلغ من العمر قال لي: أنت مازلت شاب صغير عندما تنضج في الإيمان ستعرف أن الله قد أختار المؤمنين قبل تأسيس العالم ويوجد معينين للحياة الأبدية وقرأ لي الشواهد الخاصة بموضوع الاختيار(رومية 9)، (أفسس3:1-4) ، (أعمال 48:13) وقال لي إذاً فلا داعي للتعب والزيارات والعمل الفردي إن كل هذا وسائل بشرية فاشلة والله سيحقق قصده واختياره بدون أي مجهود بشري وسألني هل الله محتاج لك لتساعده ليخلص من أختارهم؟. ولكنني كلما درست الكتاب المقدس أكثر كلما أدركت أن عكس ما قاله لي هذا الشيخ هو الصحيح وعرفت من كلمة الله أنه لا يوجد أي تعارض بين مبدأ الاختيار وبين أهمية الشهادة والكرازة بالإنجيل والتعب والركض لربح النفوس البعيدة، دعني مرة أخرى أقتبس الآية التي ذكرتها من قبل “كيف يدعون بمن لم يؤمنوا به وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به وكيف يسمعون بلا كارز .. إذا الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله” (رومية 14:10-17) ويكفيني أن أذكر لك ما قاله الرسول بولس في نهاية حياته وهو أعظم من نادي بالاختيار إذ قال : “إنجيلي الذي فيه أحتمل المشقات حتى القيود كمذنب لكن كلمة الله لا تقيد لأجل ذلك أنا أصبر علي كل شيء لأجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضاً علي الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجد أبدي” (2تيموثاوس 9:2-10) إن الاختيار ومسئولية الإنسان حقيقتان تقبلان بالإيمان دون تعارض بينهما ولا يوجد أي خادم علي مر العصور يعرف من هو الإنسان المختار لهذا لنطع وصية الرب الصريحة “اذهبوا للعالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها من آمن وأعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن” (مرقس 15:16،16) ، “.. وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلي التوبة” (2بطرس9:3) و (1كورنثوس 16:9-24) من يقول أن مبدأ الاختيار يجب أن يجعلنا لا نكرز أو نحد من التبشير يذكرني ببعض قبائل روسيا قديماً الذين كانوا لا ينقذون أي غريق اعتقاداً منهم أن إنقاذهم للغريق هو مخالفة للقدر وللسلطان الإلهي.

6- How do achieve the great commission – كيف تعمل على تحقيق المأمورية العظمى

ما هو المفهوم المتناقل؟

لما اوصى الرب الأحد عشر الذين اصطحبهم معه فى خدمته الارضية، أن يذهبوا الى العالم اجمع ويتلمذوا جميع الأمم، أمرهم ان يعملوا جميع ما أوصاهم به (مت 28 : 18 – 20).
وفيما بعد قدم الرسول بولس النصيحة نفسها الى تيموثاوس بقوله: وما سمعته منى … اودعه اناساً امناء يكونون اكفاء ان يعلموا آخرين أيضاً (2تى 2 : 2).
وقد أكتشف شركاؤنا فى العمل أثناء تقديمهم المشورة واحتكاكهم بربوات من الطلاب والعلمانيين والرعاة مده 20 سنه، أن أعضاء كنائس كثيرة ليسوا واثقين من خلاصهم وأن المؤمن الاعتيادى يعيش حياة الهزيمة والفشل ويجهل كيفية اعلان إيمانه بفعالية للآخرين.
لذلك حباً بسد هذه الحاجات الأساسية الثلاث وبنيان تلاميذ مسيحيين وضعت هيئة الخدمة الروحية سلسة من الكتيبات – المفاهيم المتناقلة أو “كيف تـ ……..” – التى تناقش الكثير من الحقائق الاساسية التى علمها المسيح وتلاميذه.
يمكن تعريف “المفهوم المتناقل” بفكرة او حق يمكن نقله من فرد الى آخر جيلاً بعد جيل دون تحريف او تخفيف لمعناه الأصلى.
ومتى توافرت حقائق الحياة المسيحية الأساسية هذه – المفاهيم المتناقلة بشكل كتب أو أفلام أو أشرطة مسجلة بلغات العالم الرئيسية فالله قادر ان يستخدمها لتغيير حياة الملايين فى العالم اجمع.
نشجعك على الألمام جيداً بكل من هذه المفاهيم حتى تصبح مستعداً لنقلها الى آخرين قادرين “أن يعلموا آخرين ايضاً”. فبعملك هذا تسهّل الوصول الى ملايين من البشر وتلمذتهم للمسيح وتسهم بقسط كبير فى اتمام المامورية العظمى فى جيلنا هذا.
المحتويات 
كيف تعمل على تحقيق المأمورية العظيم؟
أولاً : مـــــن؟
ثانياً: مــــاذا؟
ثالثاً: لمــاذا؟
رابعاًً: متــى؟
خامساً: أين؟
سادساً: كيف تتحقق المأمورية العظمى؟
دليل الدراسة
درس الكتاب المقدس
ملخص موسع
كيف تعمل على تحقيق المأمورية العظمى
خلق الله السموات والارض.. خلق النور والماء واليابس.. خلق النبات والحيوان والإنسان.. وحين رأى الله العالم الذى عمله وإذا هو حسن جداً.. استراح..  واليوم حين نتلفت حولنا ونتأمل ذلك العالم الذى خلقه الله هل لايزال حسن جداً؟
أم تغير شكله.. العالم اليوم امتلأ بالشر والظلم والفساد.. العالم يتفجر بالحقد والاضطرابات.. نرى فى العالم صراع وصدام بين الدول وبين الطبقات.. وبين البشر جميعاً.. ونرى الإنسان الذى خلقه الله على صورته.. نراه ممزقاً بالخوف والعجز واليأس.. نرى الشباب غارقاً فى الجريمة والانحراف والضياع.. هل هذا هو شكل العالم والإنسان كما خلقهما الله؟ تشوه شكل العالم وتشوه شكل الإنسان.. إذن لابد من تغيير العالم وإعادته إلى شكله الأول.. إلى شكله الحسن.. ولكى يتغير العالم لابد أن يتغير الإنسان أولاً.. وتدخل الله مرة أخرى وصنع شيئاً جديداً وعمل عملاً أخر بعد الخليقة.. صار الله إنساناً وجاء إلى العالم لأجل الإنسان … لأنه هكذا أحب الله العالم وأحب الإنسان حتى بذل نفسه ومات وقام لأجل خلاص العالم وخلاص الإنسان.. لأجل تغيير العالم وتغيير الإنسان.. وقبل أن يصعد إلى السماء جلس بين تلاميذه فوق أحد جبال الجليل، ليترك لهم أهم وأعظم خطة لإعادة شكل العالم، إلى الصورة التى رأها الله عند إتمام الخليقة إنها حسنة جداً.. لم يمر بالبشرية ولن يمر بها حدث أعظم من هذا الحدث.. لم يترك للبشر ولن يترك مهمة أعظم من هذه المهمة التى نسميها المأمورية العظمى.. قال يسوع لتلاميذه “دفع إلى كل سلطان فى السماء وعلى الأرض فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والأبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.. وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر (مت 28: 18 – 20).
هذه هى المأمورية العظمى.. أعظم خطة معطاة للبشر من أعظم شخص عاش على الأرض بشأن أعظم قوة على الاطلاق تشمل أعظم وعد ناله إنسان.
وحتى نتمكن من أن نوفى هذا الموضوع حقه من الدراسة نحتاج لأن نجيب على أسئلة ستة.. من؟ ماذا؟ لماذا؟ متى؟ أين؟ وكيف؟
أولاً: من؟ 
من هو ذاك الذى أعطى المأمورية العظمى؟ من الذى له الحق أن يأمر ويكلف ويوصى؟
ولمن أعطى هذه المأمورية؟ من الذى تقع عليه مسئولية تنفيذ المأمورية العظمى؟
ليس هناك من يستطيع أن يقول دفع الى سلطان فى السماء وعلى الأرض إلا يسوع المسيح ابن الله الوحيد الذى يملأ مجده كل السماء وعلى الأرض. لم يعرف التاريخ ولن يعرف شخصاً مثله عجيباً فى ولادته عجيباً فى حياته عجيباً فى موته عجيباً فى قيامته مثل الرب يسوع المسيح.. هو صورة الله غير المنظورة بكر كل خليقة.. فيه خلق الكل.. ما فى السموات وما على الارض.. المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم.. هو رأس كل رياسة وسلطان يسوع المسيح الذى قسم التاريخ إلى نصفين.. ما قبله وما بعده.. يسوع المسيح الذى حقق المصالحة بين السماء والأرض بدمه المسفوك على الصليب.. فأصبح ليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم أخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص.. هو وحده القادر على تغيير العالم وتغيير الإنسان لأنه هو الله نفسه فى صورة إنسان أعظم من فى السماء وأعظم من فى الأرض ..
هذا هو الذى أعطى المأمورية العظمى.. لم يعط هذه المأمورية العظمى لتلاميذه فقط  بل أعطاها لكل من يؤمن به.. كما كان لتلاميذ هم المسؤولون عن تنفيذ هذه المأمورية فى عصرهم.. انتقلت المسؤولية الأن إلى ايدينا نحن فى هذا العصر.. وكما اطلع التلاميذ وأمنوا بالسيد الذى وكلهم بتنفيذ هذه المهمة.. علينا نحن أيضاً أن نطيع ونؤمن بالسيد نفسه الذى يكلفنا اليوم نفس المهمة.. وكما تكرس التلاميذ وامتلئوا بالروح القدس روح القدرة والقوة والنصرة نستطيع نحن أيضاً بنفس القدرة والقوة أن نغير شكل العالم ونحدث فيه ثورة روحية شاملة كتلك التى حدثت فى القرن الاول المسيحى.
ثانياً: ماذا؟ 
ماذا هى تلك المأمورية؟ نقل لنا متى البشير هذه المأمورية فى الأصحاح الثامن والعشرين والعدد التاسع عشر من واقع كلمات الرب يسوع نفسه اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس.
كثيرون يجدون المهمة صعبة بل مستحيلة إذا كانت هذه المهمة لم تحقق فى العصر الذهبى للمسيحية فى القرن الأول الميلادى فكيف تتحقق فى عصرنا الهزيل هذا.. الامم التى علينا أن نذهب إليها أصبحت الأن أكثر من 210 دولة وعدد سكانها وصل إلى أكثر من ستة الاف مليون نسمه.
فكيف يمكن لرسالة المسيح أن تصل إلى هذا العدد الضخم؟.. صحيح أن عدد سكان العالم قد تضاعف عدة مرات منذ ذلك الحين لكن وسائل الاتصال وأساليب انتقال تضاعفت مئات المرات.. كانت الرسائل تنقل على ظهور الدواب والبغال التى تقضى الاسابيع والشهور تسير فى الارض الوعرة والطرق الخطرة.. أما الأن فإن الخبر يصل إلى أركان العالم جميعه فى دقائق بل ثوان من وقوع الحدث.. استطاع العالم مثلاً أن يشاهد مباريات كرة القدم المقامة فى الأرجنتين فى وقت واحد شرقه وغربه شماله وجنوبه.. استطاع العلم بعد دراسة لم تزد على 9 سنوات أن يجعل الإنسان يعبر ملايين الاميال فى الفضاء ليصل إلى القمر ويتمشى فوقه.. إذا كان الإنسان استطاع ذلك فهل يستحيل على الله شئ مثل هذا.. تحقيق المأمورية العظمى هو أن تصل رسالة الخلاص والبشارة بالمسيح إلى كل الأمم وكل الأفراد الذين يعيشون على الأرض.. هل هذا مستحيل فى جيل سخر كل هذا التقدم العلمى والتكنولوجى لخدمته؟ الله يأمر أن نخبر ونتلمذ وهو الذى يعمل ويغير ويخلص.. نحن نلقى بذرة الكلمة فى كل الأرض وهو الذى يجعلها تثبت وتثمر وهو لا يعطى امره لنا اعتباطاً وبطريقة عشوائية غير واعية بل هو حين يأمر بشئ يضمن إمكانيه حدوثه ويوفر الامكانيات اللازمة لتحقيقه هو يضع أمامنا أمراً يجب أن يطاع ويضع فيه ما يجعله مستطاعاً.
ثالثاُ: لماذا؟ 
لماذا يجب أن نعمل على إتمام المأمورية العظمى؟
المسيح يأمرنا ذلك.. وأمره واجب الطاعة ما دمت مسيحياً فأنت خاضع للمسيح ولتعاليمه مادمت ضمن الفريق فأنت خاضع للقائد وللقانون.. مادمت فرداً فى الجيش فأنت تطيع الأوامر وتخضع للتعليمات هذا أمر من الرب وعلى كل مؤمن حقيقى أن لا يستخف بأمر الرب.. تجاهل أمر القائد عين العصيان، خيانة عظمى عقوبتها الموت.. تجاهل أمر الرب عين العصيان وخطية لها عقوبتها.. لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور أوامر فإن قتلت أو سرقت أو شهدت زوراً عصيت الأوامر وكنت مستوجباً للعقاب.. أذهب، خبر، تلمذ هى أوامر فإن لم تذهب ولم تخبر ولم تتلمذ تكون تكون قد عصيت الأوامر وكنت مستوجباً للعقاب.
أيضاً يجب أن أطيع هذا الأمر لأنه صادر إلى من أبى.. أبى السماوى الذى أحبنى ومات لأجلى.. أبى الذى أحبه وأريد أن أرضيه.. أنا أطيعه لا بدافع من رهبة وخوف بل تعبيراً عن محبتى له اعترافاً بجميله.. كثيرون لا يأخذون الموضوع بجدية.. وكأنهم أطفال يلهون ويلعبون لعبة المسيحية بينما العالم حولهم يتحرق.. يجب اطاعة مأمورية الله هذه الأن فى الحال لا حين نجد الوقت المناسب أو حين نكون فى المزاج المناسب الله ينادى وينذر ويقول قد جاءت الساعة للحصاد إذ قد يبس حصيد الأرض “العالم ينادى ويصرخ مع الغنى ويقول يا ابنى ابراهيم ارحمنى وارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ويبرد لسانى لانى معذب فى هذا اللهيب” البشر حولك ينظرون إليك من بين السنة النار ويمدون ايديهم لك مستعطفين متوسلين قائلين: أعبر إلينا وأعنا.. عد إلينا وأعنا.. من يستطيع أن يسد أذنيه عن استغاثة كهذه.. من يقدر أن يغمض عينيه عن غريق يهوى إلى الاعماق ويمد ذراعيه مستنجداً العالم يستنجد وفى يدك خلاصه ونجاته.. يسوع هو الطريق والحق والحياة وليس أحد يأتى إلى الأب إلا به.. يكذب الشيطان وهو يدعى أن العالم لا يحتاج إلى المسيح ولا يطلب المسيح ولا يبحث عن المسيح.. هو كذاب وابو الكذاب.. الناس فى جوع وعطش شديدين إلى المخلص.. تشمل برامج التدريب التى نقدمها فرصاً عملية للكرازة والتبشير فيخرج الشباب إلى الطرقات والحدائق يشهدون للمسيح ويحجم كثيرون فى أول الأمر ويخشون الصد والرفض والمقاومة.. لكنهم ما يكادون يبدأون حتى يفاجأون بالإقبال العظيم لأن الناس فى جوع وعطش للمسيح.. الروح القدس يولد فى القلوب الاحساس بالإحتياج والجفاف فيقبل الجميع بنهم يسمعون ويفتحون الأبواب للمخلص. العالم يحتاج للمسيح ويريد المسيح ويبحث عن المسيح وحين يجده يقبل إليه ويشرب من الينبوع الحى الذى لا يجعله يعطش إلى الأبد.
رابعاً: متى؟ 
متى تتحقق المأمورية العظمى؟
مادام الله قد كلفنا نحن بهذه المأمورية العظمى فالوقت الذى يحدده لتحقيق هذه المهمة هو الوقت الذى نعيش فيه.. الجيل الذى نعيش فيه.. هذا الجيل… هو أعطانا الوصية وهو وعدنا أن يكون معنا لنحققها ونحن بكل ما فى قلوبنا من إيمان نعتبر أنه يريدنا أن نتمم وصيته فى هذا الجي.. كثيرون من المؤمنين فى العالم ونحن منهم يشعرون بالرغبة والمسئولية أن تحقق المأمورية العظمى عام 2000 نحن نثق ونؤمن انه بقوة الروح القدس وبموازرة المؤمنين فى كل الكنائس نستطيع أن نحمل رسالة المسيح وبشارة الخلاص إلى العالم أجمع فى تلك التاريخ.. تحديد الموعد يبدو للبعض مجازفة.. إلا أننا نرى أن هذا التحديد يجعلنا نكرس كل الجهود وكل الإمكانيات لنصل إلى الهدف فى الوقت المحدد.. لو طلب من المتسابقين فى أى سباق رياضى أن يجروا دون تحديد الهدف الذى يجرون نحوه أو الوقت المحدد للوصول إلى الهدف لما أتم أحد من المتسابقين السباق.. تحديد الوقت يجعلنا نحس بقيمة الدقائق ونسعى لنستغل كل دقيقة للوصول إلى الهدف.. أنا واثق تماماً أنه لو استغل كل مسيحى مؤمن ممتلئ بالروح القدس وقته استغلالا جيداً واستثمره فى توصيل رسالة الخلاص إلى من لم يسمع بها بعد فى الوسط الذى يقطن فيه والمكان الذى تستطيع يده أن تصل إليه فان المأمورية العظمى لابد أن تتحقق قبل ذلك التاريخ.. إبلاغ البشارة وبالأسلوب السهل الواضح المختصر لا يحتاج إلى وقت ابعد من ذلك. صدقونى أن هذا ممكن جداً فى حالة ما إذا وضع كل المؤمنين ايديهم فى ايدى بعض فى اتفاق ورفعوا اصواتهم المخلصة ببشارة الخلاص.
خامساً: أين؟ 
إلى أين نذهب لنعمل على تحقيق المأمورية العظمى؟ ظهر يسوع بعد قيامته لتلاميذه الأحد عشر ووبخ عدم إيمانهم وقال لهم: أذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها.. وهكذا حدد السيد لهم المكان.. هنا نجد الرد على السؤال أين؟
العالم أجمع.. الخليقة كلها.. جميع الأمم هو مجال ومكان تحقيق المأمورية العظمى. فى القديم طلب الله من ابراهيم أن يترك بيته وأهله وأرضه وعشيرته ويخرج إلى أرض لم يعرفها ولم يحددها ولم يذكرها الله له.. لكن ابراهيم بالإيمان اطاع وخرج وهو لا يعلم إلى أين؟ أما نحن فالله يضع امامنا المكان ويشير بإصبعه إليه.. وحتى يجعل الأمر واقعياً يضع لنا مخططاً للوصول إلى العالم أجمع.. يضع امامنا خطوات مسلسلة متتابعة فيقول: “ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لى شهوداً فى أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض” أورشليم ثم اليهودية والسامرة ثم إلى أقصى الأرض.. ولكل منا أورشليم واليهودية والسامرة وأقصى الأرض الخاصة به.. هل تشهد للرب فى اورشليمك ؟.. بيتك؟.. أهلك أخوتك زملائك اصدقائك جيرانك وكنيستك؟ أن حققت المأمورية العظمى فى أورشليم هذه فإنك سوف تنقل تلقائياً إلى المجال التالى.. إلى اليهودية.. المجتمع الذى حولك الذى تعيش فيه.. المدينة التى تسكنها.. فإن تحققت المأمورية العظمى فى هذا المكان ستنقل إلى المكان التالى.. إلى السامرة.. إلى البلاد والمدن والقرى التى حولك.. الله يدعوك إلى تلك الأماكن أيضاً لتذهب إليها مبشراً كارزاً مخبراً برسالة المسيح ثم يأتى دور أقصى الأرض.. لا يوجد مكان فى العالم الأن بعد التقدم الهائل فى وسائل الأتصال يعتبر بعيداً أو قاسياً يستحيل الوصول إليه.. قد يريدك الله أن تنتقل وتذهب وتشهد.. قد يريدك الله أن تصل إلى أقصى الأرض بصلواتك أو بأموالك.. أن سلمت للرب نفسك فسوف يحدد لك المكان الذى تذهب إليه.
سادساً: كيف؟ كيف تحقق المأمورية العظمى؟ 
وهذا أهم سؤال.. كثيرون يعرفون إجابات الأسئلة الخمس السابقة لكن قليلون يحولون المعرفة إلى تنفيذ.. قد تكون مقتنعاً تماماً أن العالم هالك بدون المسيح.. وأن الناس فى كل ركن من اركانه متعطشون ومستعدون لقبوله مخلصاً.. وقد تكون مستعداً ورغباً فى اطاعة أمر السيد وتحقيق المأمورية العظمى… لكنك فى حيرة تقف متسائلاً فى اخلاص.. يارب ماذا تريد أن افعل؟ تحتاج أن تعرف كيف تبدأ بالخدمة الروحية وكيف تستمر حتى تصل إلى هذا الهدف العظيم.. تحقيق المأمورية العظمى.. لإتمام هذا العمل العظيم يجب أن يضع كل مؤمن من ملايين المؤمنين فى العالم المقتنعين به المستعدين لإطاعة أمر الرب، خطة شخصية خاصة له تتفق مع خطة الله للوصول إلى العالم أجمع.. وقد تختلف خطة كل شخص عن خطة الأخر إلا أن الخطط جميعها تدخل فى مخطط الله الواسع للوصول إلى الهدف..
ونحن نقرأ ونسمع ونرى أن الكثير من المؤمنين المثقلين بالخدمة والكثير من الهيئات والمؤسسات والجماعات التى تعمل فى حقل الرب وكل منهم له خطة خاصة ورؤية خاصة واسلوب خاص للعمل على تحقيق المأمورية العظمى.. وحتى يمكن أن تلحق بالركب وتضع لنفسك خطة معينة دعنى اضع امامك صوراً لبعض الخطط والوسائل التى نستخدمها للوصول إلى تحقيق المأمورية العظمى.
منذ اكثر من عشرين سنه وضع الله لنا خطة للرؤية التى لدينا.. أشار الله إلى الاف الجامعات والكليات التى حولنا والتى تضم ملايين الطلاب. هذا غير الطلاب فى المراحل الثانوية الذين يشكلون معاً أضخم وأوسع مورد للطاقة البشرية فى أفضل وأعظم مرحلة من مراحل عمر الإنسان هذا الطاقة قادرة لو أحسن تدريبها وإعدادها أن تبدل وتغير شكل العالم وتحدث ثورة روحية تجرف امامها كل التيارات الأخرى التى تعوق إنتشار بشارة الخلاص فى العالم.. والعمل بين الطلاب يسير بشكل رائع.. لا تخلو جامعة من جامعات الغرب من متطوعين ومتفرغين لحمل البشارة إلى كل طالب ثم تلمذة كل من يتجاوب مع الرسالة ليصبح رابع نفوس وصياداً ايضاً وينتظم الطلاب المؤمن الجدد فى مجموعات للدراسة لينموا فى معرفة المسيح والحياة المسيحية ثم ينتقلون من برامج دراسى إلى أخر حتى يصلوا إلى مجموعات للتلمذة هدفها خلق جيش من التلاميذ المكرسين المؤهلين سيكون هو رأس الحربة لتحقيق المأمورية العظمى فى العالم.. وتوسعت الرؤية امامنا وانتقلنا تعمل وسط العلمانيين.. بدأنا حملة مكثفة من التدريب للوصول إلى العلمانى فى مكان عمله أو سكنه.. واتصلنا بالكنائس وعملنا على تدريب القادة والمهتمين بالخدمة حتى يقوموا هم بدورهم بتدريب كل عضو أو متردد على الكنائس ليكون تلميذاً مثمراً رابحاً للنفوس.. وتشكلت الدورات التدريبية والمؤتمرات والحملات التبشيرية لتقديم المسيح للمجتمعات المختلفة.. فلقد وضعنا لخدمة الكنيسة وتدريب اعضائها برامج ووسائل فعالة بالكتب والتسجيلات والأساليب الأخرى لتخريج الخادم الكفء للعمل ولجأنا السنوات الأخيرة إلى حملات مكثفة فى المدن المختلفة بحيث يتم الوصول إلى كل فرد فى المدينة فى فترة محددة اسبوع أو اثنين مثلاً.. ونقوم بالاتصال أولاً بكل الكنائس والطوائف والهيئات العامة فى حقل الرب لتحدد معا للمساهمة فى برنامج موحد وندرب الأعضاء العاملين على كيفية مشاركة الاخرين بالرسالة ثم متابعتهم وتلمذتهم.. وبعد أن يتم التدريب تبدأ الحملة المكثفة ويطرق كل باب ويقابل كل شخص ونتلقى الوف الاتصالات التليفونية وترسل الوف الرئاسل للرد على استفسارات المحتاجين.. ومن مدينة إلى مدينة استخدمنا الرب لنصل إلى عشرات المدن والوف الأفراد برسالة الخلاص والحياة.
ولا تقتصر خطتنا للخدمة  على المدن الكبيرة لكننا نرى أن القرية مجال كبير لخدمتنا.. لدى سكان القرى والمدن الكبيرة لكننا نرى أن القرية مجال كبير لخدمتنا.. لدى سكان القرى والمدن الصغيرة متسع من الوقت لا يعرفون كيف يستغلونه ولو وضع أمامهم هدف كبير لاستثمروا كل امكانياتهم للوصول إلى ذلك الهدف ورأينا كيف ساعدت طبيعة أهل الريف من بساطة واخلاص وامانة  على النجاح فى إنتشار الرسالة وبسهولة كبيرتين.. وهناك فرق معدة إعداداً خاصاً للخدمة .. فرق ترنيم وموسيقى وتمثيل وفرق رياضية تتدرب إلى جانب امكانياتها الفنية والرياضية تدريباً روحياً خاصاً على طرق التبشير والمتابعة والتلمذة.. وتخرج هذه الفرق فى جولات تقدم فيها قدرتها المميزة فى الاماكن المحتاجة وتقدم أيضاً رسالة الخلاص لسكان المناطق المختلفة.. ولدينا مخطط خاص لتلك الفرق بحيث انهم دائماً يتركون خلفهم أفراداً لمتابعة النفوس التى قبلت المسيح مخلصاً وتدريب القادة فى تلك الاماكن على الاستمرار فى المتابعة والتلمذه بعد رحيلهم.. ونقوم أيضاً باستخدام وسائل الاعلام المتاحة لتوصيل الرسالة إلى الاماكن النائية.. تستخدم الكلمة  المكتوبة فى النبذ والكتب والصحف والمجلات وتستخدم الكلمة المسموعة فى التسجيلات والإذاعات والكلمة المرئية فى العروض السينمائية والتليفزيون لتصل كلمة الخلاص إلى كل نفس فى كل مكان يمكن الوصول إليه.
لاشك أن دول العالم تختلف اختلافاً بينا فى التقاليد والثقافة والحضارة.. إلا أن خطتنا تنحصر بكل ما فيها نحو ربح النفوس ثم بنيان تلك النفوس فى الإيمان ثم تلمذتها لنرسلهم إلى العالم حاملين بشارة محبة المسيح وغفرانه للجميع .. وهكذا تدور الدورة من جديد من ربح إلى بناء إلى تلمذة وإرسال وهكذا.
اعتاد راع فى إحدى بلاد وسط افريقيا أن يقدم إلى أعضاء كنيسته كل ما يستطيع من خدمات ومساعدات إجتماعية وصحية ومالية محاولاً أن يجعلهم يدركون أنه يشعر بالامهم ويحاول أن يخفف عنهم متاعبهم متصوراً أن ذلك سوف يجذبهم أيضاً لله ولكنيسته لكن لدهشته وجد أن عدد الذين يحضرون إلى الكنيسة يتناقص اسبوعاً بعد اسبوع وحين وجد أن الحضور فى بعض أيام الأحاد لم يصل إلى عدد اصابع اليد فكر فى ترك المكان والانتقال إلى مكان أخر واعلن فى الجرائد عن بيع الكنيسة تحت عنوان كبير “كنيسة للبيع” وكان العنوان غريباً فى عينى مرسل نيوزيلندى فى تلك البلاد افزعت الفكرة المرسل العجوز فبادر بالاتصال بالراعى.. بدأ الراعى يصف الكنيسة للمرسل مغرياً إياه بالشراء إلا أن المرسل طلب مقابلته.. وفى اللقاء استمر الراعى فى ترويج الكنيسة للمراسل قائلاً: إن  المبانى قديمة لكننى ادخلت عليها الكثير من التجديدات وزودتها بالمراوح الكهربائية إننى دائماً اسعى أن أجعل الكنيسة مكاناً مريحاً حتى يقبل الناس على الحضور.
وسأل المرسل: وهل يقبلون؟
أبداً بالرغم من كل الجهد الذى ابذله فى إعداد العظات ودرس الكتاب وإقامة الاحتفالات وتقديم المرطبات إلا أن العدد فى تناقص مستمر.
وسأله المرسل: هل تقوم بزيارات للبيوت
كل يوم.. وقد أعددت نشرة بمواعيد إجتماعات الكنيسة وأنشطتها اوزعها فى وقت الزيارة؟
هل تسمح لى أن اصحبك فى بعض زياراتك؟
طبعاً تفضل الأن
وخرج الرجلان يزوران وطرق الراعى الباب الأول وحدث السيدة التى فتحت له الباب عن الكنيسة وخدماتها الإجتماعية والصحية والروحية وترك لها نشرة المواعيد ووعدته بالحضور وكان البيت الثانى من نصيب المرسل طرق الباب وطلب السماح له ولرفيقه بالدخول جلس وتحدث عن الرب يسوع المسيح المخلص لخطايا العالم أجمع وخطايا أهل ذلك البيت الملتفين حوله واستخدم فى تقديم الرسالة نبذة المبادئ الروحية الأربعة التى كان قد تدرب على استخدمها جيداً واستجاب رب البيت وزوجته لعمل الروح القدس وصليا وقبلا يسوع المسيح رباً ومخلصاً وقضى المرسل مع الراعى وقتاً يدربه على تقديم المسيح بهذه الطريقة البسيطة السهلة للناس واقنعه أن يقدم المسيح مخلصاً للنفوس وينادى به أولاً قبل أى شئ أخر وخرجا فى حملة كرازة منظمة يطرقان الأبواب ويدعوان الناس إلى المسيح لا إلى الكنيسة.. ونجحت حملتهما واقبل المئات إلى المخلص وضاقت الكنيسة بالذين جاءوا ليسمعوا عن المخلص ويتعلموا منه وعنه لا ليتمعوا بخدمات ويحصلوا على معونات إجتماعية وصحية ومالية. نخطئ حين نقدم للعالم مسكنات بينما العالم يحتاج إلى علاج ولدينا فى المسيح علاج العالم المريض.
وأنا أضع امامكم الأن دعوة لكى تشاركوا فى تحقيق مأمورية الله العظمى لكم.. ولتصلوا إلى ذلك يجب أن يكون لكل منكم خطة شخصية وأسلوب واضح محدد. ابدأ من الأن فى أن تعيش حياة التكريس الكامل للمسيح وامتلئ بالروح القدس كل يوم وصل بإيمان لله ليرشدك إلى السبيل لتحقيق هدفك وتحديد دورك فى خطة الله للوصول إلى العالم أجمع.
وأحب أن أوجه اهتمامك إلى مبدأ التكاثر الروحى فأنت حين تربح فرداً للمسيح تقوم بعملية جمع روحى أى تضيف فرداً إلى جماعة المسيح.. هذا لا يكفى بل يجب أن نتابع هذا الفرد وتبنيه فى الحياة المسيحية وتعده فى الحياة المسيحيه وتعده تلميذا يعمل معك ويربح الأخرين مثلك للمسيح بهذا تقوم بعملية ضرب ومضاعفة وتكاثر روحى.. وهذا يجعل تحقيق المأمورية العظمى ممكناً. كم عدد سكان العالم اليوم ستة الاف مليون وأكثر قليلاً كيف يمكن أن نصل إلى هؤلاء جميعاً برسالة المسيح؟ كم عدد الجيش اللازم لغزو العالم ببشارة الخلاص؟ مليون؟ اثنان؟ ثلاثة؟ خمسة ملايين؟ تعال وأنظر إلى هذه الأرقام.. الأرقام أبلغ وأوضح معبر عن أسلوب التلمذة والتكاثر والمضاعفة الذى وضعه بولس الرسول أمام تلمذة تيموثاوس وأمامنا فى رسالته الثانية إليه الإصحاح الثانى والعدد الثانى “وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه اناساً أمناء يكونان أكفاء أن يعملوا أخرين أيضا اثنان فقط من التلاميذ المؤمنين المخلصين مثل ثيموثاوس لو بدأ عملية ضرب وتكاثر روحى يستطيعان أن يصلا إلى العالم أجمع كما تقول الأرقام 2- 4- 8- 16- 32- 164 – 328- 356- 5.502  خمسة الاف وخمسمائة مليون شخص بدأ باثنين فقط.. اثنان فقط يستطيعان لو ربحاً اثنين أخرين ثم تلمذاهما ثم أرسلاهما ليربحا مثلهما أيضاً ويتلمذواهما ويرسلاهما ثم هؤلاء الأربعة يربحون أربعة مثلهم ثم يتلمذوهم ثم يرسلوهم وهكذا باستمرار يصلان إلى خمسة الأف وخمسمائة مليون شخص.. وليست المعجزة أن نصل إلى هذا العدد الكبير باثنين فقط بل المعجزة أن الوصول إلى هذا العدد الكبير يتم فى اثنين وثلاثين مرحلة.. أى أنه لو ربح كل واحد وتلمذ وارسل شخصاً واحدا كل شهر لامكن إشباع العالم كله برسالة المسيح فى اثنين وثلاثين شهراً ولو ربح تلمذ وأرسل شخصاً واحداً كل سنة لامكن إشباع العالم كله برسالة المسيح فى اثنين وثلاثين سنة أى فى هذا الجيل الذى فيه وهكذا تتحقق المأمورية العظمى فى جيلنا.
هل تؤمن بإمكانية ذلك؟ هل تؤمن؟ إذا كنت تؤمن فأنا أدعوك لتنضم إلينا وتقدم نفسك لهذا الهدف النبيل الذى يأمرنا الله به؟
دليل الدراسة
1- اقرأ هذا الكتيب أو استمع إلى تسجيله لستة أيام متتالية فقد بينت الأبحاث التربوية أنه من الضرورى أن تقرأ أو تسمع هذا المفهوم من 6- 10 مرات قبل أن تتمكن من فهمه جيداً وبتطبيق الأسس المستخرجة من هذا المفهوم ستتمكن من الأشتراك فى تحقيق المأمورية العظمى فى هذا الجيل.
2- استظهر المأمورية العظمى كما هى فى إنجيل متى 28: 18- 20 ف”تقدم يسوع وكلمهم قائلاً: “دفع إلى كل سلطان فى السماء وعلى الأرض فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بأسم الأب والأبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر”.
تكون عملية الاستظهار اسهل وارسخ إن كنت تراجع يومياً ما تريد استظهاره عوض أن تحاول استظهاره فى يوم واحد. راجع كذلك الأيات التى حفظتها من مفاهيم سابقة.
3- قم بما يتطلبه درس الكتاب المقدس على الصفحة 32 وذلك بقراءتك للأسئلة واطلاعك على الشواهد الكتابية وملء الفراغ بالأجوبة الصحيحة.
4- اشترك فى حلقة مداولة على أساس الدرس الكتابى. إن كنت لم تشترك بعد إجتماع لدرس الكتاب المقدس أو فى حلقة عاملة تدرس المفاهيم المتناقلة، فباستطاعتك تشكيل حلقة خاصة بك بدعوتك الأخرين لمشاركتك وحين تناقشون أجوبة درس الكتاب المقدس، تداولوا فى علمكم إياه الله عن تحقيقها تبادلوا الأراء فى كيفية التخطيط لتطبيق مبادئ هذا المفهوم فى حياتك وتوصيلها إلى الأخرين.
5- أجعل هذا المفهوم “كيف تعمل على تحقيق المأمورية العظمى” نهجاً لك فى الحياة وذلك بممارسة ما يلى:
أ‌- يستحيل تحقيق المأمورية العظمى بمعزل عن عمل الروح القدس والتخطيط والعمل الشاق. اختر يوماً معيناً وعين بضع ساعات للصلاة والتخطيط. اختل بالله فى مكان بعيد عن الضوضاء واصرف وقتاً طويلاً فى الصلاة لله اسأله أن يقودك ويرشدك بشأن استخدام ما لديك من وقت ومواهب وأموال فى تحقيق المأمورية العظمى. ثم خذ قلماً وورقة وابدأ بوضع خطة مبدئية لما يريدك الله أن تفعله قد يكون لخطتك صلة بمحيطك أو بعملك أو بكنيستك المحلية وبمجتمعك أو بوطنك أو بالعالم أجمع. دع الرب يقودك فهذا التخطيط هو بداية ليس إلا. لاشك انك ستعيد النظر فيه، بيد أنه من الضرورى أن تبدأ.
ب‌- ابدأ بتنفيذ مخططك. فقد يشمل ذلك على أن تخاطب بعض الناس عن المسيح أو قد يشمل على تجنيد الآخرين لمساعدتك على بلوغ أهدافك ومخططاتك الخاصة. وإذ تحقق مخططاتك تجد أن بعضاً من أرائك عملى وبعضها الأخر لا. لا تخف أن تجرب وتخفق، فلسوف تتعلم من أخطائك. تعلم أن تحذف الأشياء غير العلمية وتواصل استخدامك للأمور العلمية، أذكر أنه كلما ازداد عدد المتدربين والمشتركين فى تحقيق المأمورية العظمى، ازدادت وتضاعفت جهودك الخاصة. التكاثر هو المفتاح.
ت‌- ضع فى فكرك أن تحصل على كل ما تحتاجه من التدريب الشخصى الإضافى لكى تكون أفضل أهلية لتحقيق خططك. فالتدريب يمكنك أن تتعلم من اختبارات غيرك، ولذلك وجب أن يدوم دوام الحياة.
ث‌- استخدام المخلص الموجز فى مطلع هذا الكتيب والمخلص الموسع فى أخره أو شريط مسجل لهذا المفهوم لإطلاع الأخرين على هذا الحق الحيوى تحدث عنه قدر ما تستطيع خلال الأسبوع. أحصل على كتيب أو ربما شريط مسجل للذين تتباحث وإياهم بهذا المفهوم كيما تتسنى لهم أيضا دراسة هذه المادة بتعمق وإيصالها بالتالى إلى الأخرين.
درس الكتاب المقدس
ترد المأمورية العظمى بأشكال متعددة فى الأماكن التالية من العهد الجديد: متى 28: 18 -20، مرقس 16: 15، لوقا 24 : 46 – 48 ، اعمال الرسل 1: 8، أقرأ هذه المقاطع ثم أجب على الأسئلة التالية:
1- من أعطى المأمورية العظمى؟
……………………………………………………………………………………………………….
2- إلى من أعطيت أصلاً؟
……………………………………………………………………………………………………….
3- إلى من يجب المناداة بالرسالة؟ (مرقس 16 : 15، لوقا 24 : 47، اعمال 1 : 8).
4- …………………………………………………………………………………………………….
5- أيه مادة جوهرية فى الرسالة كان عليهم أن ينادوا بها؟ (مر 16 : 15، لو 24 : 27، اع 1 : 8).
……………………………………………………………………………………………………….
6- إلى أى مدى جغرافى كان عليهم أن يتلمذوا؟
……………………………………………………………………………………………………….
7- فى أثناء عملية التلمذة ماذا كان عليهم أن يعملوا التلاميذ؟ (متى 28 : 20)؟
……………………………………………………………………………………………………….
8- لماذا تظن أن عملية التلمذة هى مفتاح المناداة برسالة المسيح إلى العالم أجمع؟
……………………………………………………………………………………………………….
9- يجادل الكثيرون بأن المأمورية العظمى هى فقط للرسل الذين أعطيت لهم اصلاً وليس لنا نحن اليوم. أذكر شيئين من (متى 28: 20) يثبتان أن المأمورية العظمى هى للمؤمنين اليوم.
……………………………………………………………………………………………………….
10- ما السبب فى أن عملية التكثير المبينة فى 2 تيموثاوس 2: 2 هى المفتاح لتحقيق المأمورية العظمى اليوم؟
……………………………………………………………………………………………………….
11- ما السبب فى أن نوعية التكريس المبينة فى رومية 12: 1، 2  لازمة لتحقيق المأمورية العظمى؟
……………………………………………………………………………………………………….
12- من المقاطع التالية كيف تستطيع أن تثبت إن مؤمنى العهد الجديد كانوا هجوميين فى سعيهم لتحقيق المأمورية العظمى؟ (أعمال 5: 14، 6: 7، 8: 4، 11، 21، 14، 1: 16: 5، 17: 6)؟
……………………………………………………………………………………………………….
13- أذكر بعض أسباب النجاح الرائع الذى حققته كنيسة العهد الجديد (1 تسالونيكى 1: 5- 10)؟
……………………………………………………………………………………………………….
14- لماذا من الأهمية بمكان كبير أن ينبع تبشيرنا الهجومى من حياة مقدسة بفعل قوة الروح القدس (1تسالونيكى 1: 5، 6 ، 2 : 10- 12)؟
……………………………………………………………………………………………………….
15- ضع قائمة بما لا يقل عن عشرة أمور تنوى فعلها لتحقيق المأمورية العظمى فى هذه الجيل (بحدود عام…)؟
……………………………………………………………………………………………………….
ملخص موسع
مأمورية ربنا العظمى هى أعظم خطة معطاة للبشر على الإطلاق، من أعظم شخص عاش على الإطلاق، بشأن أعظم قوة معلنة على الإطلاق، مقرونة بأعظم وعد مكتوب على الإطلاق.
(1) من أعطى المأمورية العظمى ولمن أعطاها؟
أ‌- وحده المسيح استطاع أن يقول “دفع إلى كل سلطان فى السماء وعلى الأرض”.
1. أنه ابن الله الفريد.
2. مات على الصليب وأقيم من الموت ليخلص البشر من الخطية ويهب الحياة الأبدية لكل من يقبله.
3. كان أكثر من أحداث تغييرات طيبة فى تاريخ البشرية جمعاه.
4. أنه يغير الأفراد والأمم.
5. فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً. هو رأس كل رياسة وسلطان (كولوسى 2 : 9، 10).
ب‌- أعطيت المأمورية العظمى للتلاميذ ولسائر المؤمنين.
1- بقوة الروح القدس خرج التلاميذ بجرأة للمناداة برسالة محبة الله وغفرانه بالمسيح مخاطرين بحياتهم. وكان أن فتنوا المسكونة.
2- علينا أن نثق نحن أيضاً بربنا المقام لكى يملأنا بروحه ويستخدمنا لقلب العالم راساً على عقب لأجل المسيح.
(2) ما هى المامورية العظمى؟ 
أ‌- أنها تشتمل على تلمذة جميع الأمم (متى 28: 19) لكى يشبعواهم بدورهم بلدانهم بالإنجيل ويدربوا أخرين أيضاً.
ب‌- أنها وصية بتقديم الإنجيل لكل فرد بطريقة سليمة مقرونة بالصلاة.
1- لأسباب عقلية أو صحية لن يتمكن بعضهم أن يسمعوا وإذا سمعوا لن يفهموا.
2- ثم وإن كان ليس جميع السامعين يؤمنون فن الكثيرين يستجيبون للرسالة وبعضهم من أول مرة (كولوسى 1: 6).
(3) لماذا يجب أن نتكرس كلياً للعمل على إتمام المأمورية العظمى؟ 
أ‌- لأن المسيح أمرنا أن نذهب (متى 28 : 19).
ب‌- لأن الناس هالكون بدون المسيح (يوحنا 14 : 6).
ت‌- لأن الروح القدس ولد جوعاً إلى الله فى قلوب البشر فى كل مكان، وذلك بدليل استجابة الكثيرين عند الكرازة بالإنجيل بقوة الروح القدس.

5- How you make jesus known to others – كيف تعرف الاخرين بيسوع

ما هو المفهوم المتناقل؟

لما أوصى الرب الأحد عشر الذين اصطحبهم معه فى خدمته الارضية، أن يذهبوا الى العالم اجمع ويتلمذوا جميع الأمم، أمرهم ان يعملوا جميع ما أوصاهم به (مت 28: 18- 20).

 

وفيما بعد قدم الرسول بولس النصيحة نفسها الى تيموثاوس بقوله: وما سمعته منى … اودعه اناساً امناء يكونون اكفاء ان يعلموا آخرين أيضاً (2تى 2 : 2).

 

وقد أكتشف شركاؤنا فى العمل أثناء تقديمهم المشورة واحتكاكهم بربوات من الطلاب والعلمانيين والرعاة مده 20 سنه، أن أعضاء كنائس كثيرة ليسوا واثقين من خلاصهم وأن المؤمن الاعتيادى يعيش حياة الهزيمة والفشل ويجهل كيفية اعلان إيمانه بفعالية للآخرين.

لذلك حباً بسد هذه الحاجات الأساسية الثلاث وبنيان تلاميذ مسيحيين وضعت هيئة الخدمة الروحية سلسة من الكتيبات – المفاهيم المتناقلة أو “كيف تـ ……..” – التى تناقش الكثير من الحقائق الاساسية التى علمها المسيح وتلاميذه.

 

يمكن تعريف “المفهوم المتناقل” بفكرة او حق يمكن نقله من فرد الى آخر جيلاً بعد جيل دون تحريف او تخفيف لمعناه الأصلى.

 

ومتى توافرت حقائق الحياة المسيحية الأساسية هذه – المفاهيم المتناقلة بشكل كتب أو أفلام أو أشرطة مسجلة بلغات العالم الرئيسية فالله قادر ان يستخدمها لتغيير حياة الملايين فى العالم اجمع.

 

نشجعك على الألمام جيداً بكل من هذه المفاهيم حتى تصبح مستعداً لنقلها الى آخرين قادرين “أن يعلموا آخرين ايضاً”. فبعملك هذا تسهّل الوصول الى ملايين من البشر وتلمذتهم للمسيح وتسهم بقسط كبير فى اتمام المامورية العظمى فى جيلنا هذا.

 

المحتويات

كيف تعرف الأخرين بيسوع

أسباب قلة الثمر

لماذا نشهد

كيف نشهد

اقتراحات

المتابعة

دليل الدراسة

درس الكتاب المقدس

ملخص موسع

 

كيف تعرف الأخرين بيسوع

“لاشك أنك جلبت الكثير من السعادة إلى العالم”.

صدرت هذه الكلمات من أحد رجال الأعمال بعد أن قبل المسيح وصلى معى مسلماً حياته للرب، قال أنه ظل يبحث هو وزوجته عن الله سنين طويلة دون جدوى، أما الأن وبعد أن وجد الله فسوف يذهب إلى زوحته يقدم لها المسيح بواسطة نفس الكتيب الذى قاده للمسيح “كتيب المبادئ الروحية الاربعة”.

 

كلما استعدت هذه العبارة وتذكرت السعادة التى كانت تغمر وجه الرجل كلما امتلاء قلبى بالبهجة والفرح. على مدى 25 عاماً وأكثر وأنا أجلب السعادة للعالم بتبشيرى بالرب يسوع المسيح مخلصاً للعالم. كتب بولس الرسول اختباره فى هذا المجال فقال الذى ننادى به منذرين كل إنسان ومعلمين كل إنسان بكل حكمة لكى نحضر كل إنسان كاملاً فى المسيح يسوع (كو 1: 28).

نحن مسيحيو القرن العشرين لنا امتياز عظيم وفرصة لم يتمع بها أحد قبلنا. نحن مدعوون لتحقيق المأمورية العظمى فى هذا الجيل. حين خلق الله العالم، خلقه على أكمل وأجمل صورة “ورأى الله كل عمله فإذا هو حسن جداً” (تك 1: 31). لكن الخطية دخلت العالم وشوهت وخربت شكله.

 

وما يزال العالم حتى اليوم مشوهاً مخرباً بالخطية. ولا سبيل إلى إعادة العالم إلى صورته الأولى الحسنة جداً إلا بتغيير الفرد. تغيير الأفراد يؤدى إلى تغيير العالم. يسوع المسيح وحده هو القادر أن يغير الفرد. وأنت أن قدمت يسوع المسيح للأفراد وتغيروا تكون قد غيرت العالم. يكذب الشيطان ويخدعنا وهو يضع فى اذهاننا أن العالم لا يحتاج إلى الله ولا يريد التعرف بالمسيح هو كذاب وابو الكذاب وهذا الافتراء ليس غريباً منه الغريب هو أننا نحن أولاد الله نصدقه وننخدع بكلامه. العالم فى أتون الخطية والعذاب يمد يديه مستعطفاً مستغيثاً يصرخ ويقول مع الغنى “يا أبى ابراهيم.. ارحمنى وارسل لعازر ليبل طرف أصبعه بماء ويبرد لسانى، لأنى معذب فى هذا اللهيب” (لوقا 16 : 24).

 

العالم يحتاج إلى الراحة من هذا العذاب ويعرف تماماً أن تلك الراحة لن يجدها إلا فى يسوع المسيح وهو يسعى بكل ما فى قلبه من جوع إلى الله مندفعاً بالروح القدس يبحث عن يسوع.

 

نحو منتصف الليل سمعت طرقات متتابعة على باب غرفتى. كنت مشتركاً بمؤتمر روحى للطلبة بإحدى جامعات غرب انجلترا . فتحت الباب لاجد شاباًُ وشابة يستأذنان فى الدخول للحديث معى. قالاً انهما زوجان يدرسان بالجامعة يعدان لدرجة الدكتوراه لم يكونا من أعضاء المؤتمر وكانا يدينان بديانة أخرى. سألتهما عن الخدمة التى يريدان أن أقدمها لهما قالاً: الرب يسوع المسيح. لم تصدمنى إجابتهما فقد تعودت أن أسمع ذلك كثيراً من الشباب الذى يبحث عن الراحة لكنى اخذت بما رأيته فى اعينهما من شوق ولهفة وجوع كانا كغريقين يتمسكان بأخر أمل لهما فى الحياة. سمعا أن هذا المؤتمر يعلم عن المسيح ولم يستطيعاً الانتظار إلى الصباح فطرقا بابى. لم يريدا أن تضيع الفرصة فقد انتظراً طويلاً فرصة كهذه للتعرف عن يسوع المسيح. تحدثنا طويلاً وعند الفجر سلما نفسيهما للمسيح وتغيرت كل حياتهما وكل مستقبلهما. الالوف من البشر بل الملايين تتلوى عذاباً وجوعاً وشوقاً لمعرفة الرب.

 

اسباب قلة الثمر:

فى جولاتى فى البلاد الكثيرة التى زرتها كنت أوجه إلى الكثيرين السؤالين الآتين:

 

السؤال الاول:

ما هو أعظم اختبار مر بك فى حياتك؟

وكان الجواب الغالب: معرفتى بيسوع المسيح مخلصاً شخصياً لى.

 

السؤال الثانى:

ما هو أعظم شئ يمكن أن تفعله للآخرين؟

وكان الجواب الغالب أيضاً هو ان أساعدهم ليتعرفوا بيسوع المسيح مخلصاً شخصياً لهم لا يوجد شئ اخر اعظم من هذين الامرين فى حياة الإنسان إلا أنه بالرغم من أهمية ذلك وبالرغم من أن كثيرين يعرفون هذه الحقيقة لكن كثير من المؤمنين لم يحدث لهم أن ساعدوا أحداً ليعرف المسيح لماذا؟ لذلك فى نظرى سببان.

 

السبب الاول: أن المؤمن العادى يعيش حياة جسدية ضعيفة انهزامية لأنه لا يسلك فى ملء وسيطرة الروح القدس. والثانى أن المؤمن العادى لم يتدرب ويتعلم كيف يعرف الأخرين بيسوع لا يعرف كيف يتحدث عن المسيح ولا كيف يقدم رسالة الإنجيل ولا كيف يقود شخص ليتخذ قرار قبول المسيح بالإيمان.

 

المشكلة الاولى:

تمت معالجتها فى الكتب رقم 2 من هذه السلسلة  “كيف تختبر محبة الله وغفرانه” والكتيب رقم 3 “كيف تمتلئ بالروح” والكتيب رقم 4 “كيف تسلك فى الروح” والكتيب رقم 5 “كيف تشهد بالروح”.

 

المشكلة الثانية:

فسوف نناقشها فى هذا الكتيب. سنبدأ بدراسة الأسباب والدوافع التى تحتم علينا أن نشهد، ثم دراسة الأساليب والطرق للشهادة.

 

أولاً: لماذا نشهد؟

هناك سبعة أسباب للشهادة:

1- المحبة المحاصرة:

بعد أن تذوق محبة المسيح لا يمكنك أن تكتمها فى قلبك، بل هى تدفعنا وتحركنا لكى نعرف الأخرين بتلك المحبة بعد أن أختبر بولس الرسول محبة الله وغفرانه فى حياته أراد أن يرى الجميع يختبرون المحبة نفسها لأن محبة المسيح تحصرنا (2 كو 5 : 14).

 

2- وصية المسيح:

يوصينا يسوع أن نشهد. قال لتلاميذه “هلموا ورائى فأجعلكم صيادى الناس” (متى 4 : 19) وهو بعد أن وهبنا الإيمان والبنوه يريدنا أن نستثمر ذلك فى أن نربح ونثمر. ويقول أيضاً “ليس أنتم اخترتمونى بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم” (يو 15: 16).

 

3- بدون المسيح البشر هالكون:

لا حياة إلا بالمسيح وبدونه العالم يتردى فى الضياع والهلاك. قال يسوع “أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتى إلى الأب إلا بى” (يو 14 : 6) وكما يعلن بطرس الرسول بالروح القدس أن ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص (اع 4: 12).

 

4- بركات معرفة المسيح:

يتمتع كل من يقبل المسيح مخلصاً ببركات كثيرة ويجنى فوائد عديدة حين يقبل المسيح يصبح ابناً لله (يو1: 12)، ويصبح جسده هيكلاً مقدساً لله (2 كو 6: 16)، وتغفر كل خطاياه الماضية والحاضرة والمستقبلة (كو1: 14)، ويبدأ فى اختبار سلام الله (يو 14 : 27)، ويتمتع بإرشاد الله ويدرك قصد الله لحياته (مز 37 : 23)، وتختبر قوة الله التى تغير حياته (2 كو 5 : 17).

 

5- الشهادة تساعد على النمو الروحى:

ليست فائدة الشهادة قاصرة على الذين تشهد لهم وتقودهم إلى معرفة المسيح، بل هى لازمة لنا لننمو روحياً، الشاهد كالسيف كلما زاد استخدامه كلما زادت حدته وقدرته، بينما يعلوه الصدأ ويتأكل كلما احتفظ به بدون استعمال، كما زادت شهادتنا، كلما قضينا وقتاً أطول فى الصلاة وقراءة كلمة الله المعزية وزاد اعتمادنا واتكالنا على المسيح. حين نشهد نزرع الحب والبهجة والسلام، وكلما زاد زرعنا زاد وتكاثر وتضاعف حصادنا من الحب والبهجة والسلام قال يسوع لتلاميذه وهو يشهد للسامرية “طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى وأتمم عمله” (يو4 : 34) ويا له من طعام يساعد على النمو.

 

6- شرف وامتياز كبير:

مغبوط ذاك الذى يعمل لله العظيم المجيد القدير. شرف وامتياز يهبنا الله أيانا حين يختارنا للخدمة والشهادة. يقول بولس الرسول عن عمل الذين يشهدون وهو واحد منه “نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله” (2 كو 5: 20).

 

السفير يمثل الملك. أو الرئيس ويتكلم بلسانه ويتعامل باسمه. الكل ينظر إلى السفير ويحترمه ويبجله نفس الاحترام والتبجيل للملك أو الرئيس، هذا شرف يتمناه كل إنسان نحن المؤمنون سفراء وممثلين لملك الملوك ورب الارباب. فى شهادتنا نتحدث نيابة عنه وباسمه.

 

7- القوة المعطاه للشهادة:

الروح القدس فى داخلنا يقوينا ويحركنا ويعمل فينا لنشهد. وعدنا يسوع قائلاً “تنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لى شهوداً” (اع 1: 8). عدم الشهادة إنكار لقوة الروح القدس وقمع وتقييد لروح الله فينا الذى يعيننا لأن نشهد لابن الله الآخرين.

 

ثانياً: كيف نشهد

يجب أن نذكر أنفسنا طول الوقت أن التدريب والمواد والأساليب والتخطيط وكل الوسائل المادية التى بين أيدينا لا قيمة لها البتة بدون قوة الروح القدس ومساندته لنا. التدريب لازم فى كل مجالات الحياة. كل المخلوقات مهما كان نوعها وعملها والامكانيات التى لديها لا تكف عن التدريب منذ الولادة وحتى نهاية العمر لانجاز ما عليها أن تنجزه فى الحياة.

 

معرفة الكيفية:

جرح المزارع ذراعه وهو يعمل فى الحقل وكان عليه أن يذهب إلى الطبيب ليخيط له الجرح. بعد أن اتم الجراح عمله طالبه بمائة درهم أجر العملية. احتج المزارع البسيط وقال: إنك لم تستخدم مواداً ولم تقضى وقتاً بمائة درهم. وافقه الطبيب مبتسماً وقال: لقد تقاضيت عشرة دراهم أجرة المواد والوقت وتسعين درهماً مقابل معرفتى ودرايتى بإجراء العملية الجراحية.

 

معرفة كيفية الشهادة وأصولها وأساليبها تؤدى إلى الشهادة الفعالية الناجحة، وعدم المعرفة يؤدى إلى الفشل. نحن نشهد بطريقتين: حياتنا وأقوالنا. الكتاب المقدس يأمرنا بأن نستخدم الكلام فى الكرازة والشهادة. قال يسوع للرجل الذى كان به الجنون بعد أن شفاه: “إرجع إلى بيتك وحدث بكم صنع الله بك” (لو 8 : 39) قبل أن تبدأ بتقديم المسيح للآخرين يجب أن تتأكد أولاً أنك مسيحى حقيقى مولود من الله نلت الحياة الابدية، وهذا تم بحثه فى الكتيب رقم 1 من هذه السلسلة. بعد تأكدك أنك مسيحى لابد أن تعرف عمل الروح القدس وتدرك مدى قوته وهذا أيضاً تم بحثه فى الكتيبات ارقام 2، 3، 4، 5 من نفس السلسة. بعد ذلك يجب أن تدرك ما يحتاج أن يعرفه الناس من حقائق عن الله والمسيح والانجيل حتى يقبلوا المسيح مخلصاً لهم.

 

فى تدريبنا للشباب على الكرازة كنا نطلب منهم إعداد قائمة بالأشياء التى يرون أنه يجب أن يدركها الإنسان قبل أن يتخذ قراره بإتباع المسيح. وكنا نكتب هذه الإقتراحات على اللوحة. غالباً ما كانت الاقتراحات تبلغ من 25 الى 50 اقتراحاً مثل:

– الله يحبنا.

– الإنسان خاطئ.

– الله أحبنا حتى بذل ابنه.

– المسيح مات لأجل خطايانا.

– المسيح قام من الموت.

– يسوع المسيح يرغب أن يدخل القلب.

– يجب أن نتوب.

– يجب أن نولد من الروح.

– يجب أن نقبل يسوع المسيح مخلصاً.

– أما جميع الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله.

 

بعد ذلك كنا نقدم للمشتركين الكتيب الذى نستخدمه فى الكرازة والذى عنوانه “هل سمعت بالمبادئ الروحية الاربعة؟”، ونطلب منهم قراءة ما به ثم يطلبوا منا شطب أى فكر يجدونه على اللوحة ويرون أنه قد ورد بالكتيب. وفى غالبية المرات كنا نجد بعد هذا العمل أن كل ما على اللوحة قد شطب أى أن كل اقتراح ذكروه وجدوه مدوناً بالكتيب مما يؤكد أن هذا الكتيب الصغير يحتوى على جوهر رسالة الإنجيل وكل ما تحتاج إليه لتعريف المسيح للآخرين.

 

بدأت تجميع محتويات هذا الكتيب أثناء تدريب صيفى للعاملين بالهيئة عام 1956. وكان ضمن المتكلمين أحد كبار رجال الأعمال المتخصص فى المبيعات. ذكر الرجل فى حديثه أن البائع الناجح هو الذى يعد لنفسه مادة بسيطة واضحة مفهمومة يعرضها على المشترين مرة بعد الأخرى. وشبه هذا العمل بما يجب أن يعمله الكارز بالمسيح، وأهتم بالتنبيه على ضرورة إعداد مادة بسيطة منطقية واضحة تعرض رسالة الإنجيل وتكون مفهومة ومقبولة من الجميع. وذكر الرجل أن كل من يخدم الرب (وذكر إسمى ضمن الخدام). ليس لديه إلا رسالة واحدة يقدمها ويكرر تقديمها فى كل مكان يخدم فيه. ما أن انتهى حديثه حتى شعرت بألم داخلى فقد مس وتراً حساساً فى قلبى. بدأت أعيد النظر فيما اقوله للناس، ووجدت أن الرجل على حق فما اتحدث به للناس هو هو لا يتغير بتغير المكان أو الأشخاص. جلست ذلك اليوم وبدأت أجمع المواد التى نخاطب بها الناس ووصلت إلى شكل مناسب سميناه “خطة الله لحياتك” وهو عبارة عن عرض لأقوال المسيح مدته 20 دقيقة، يوضح من هو المسيح، ولماذا جاء، وكيف يستطيع الناس أن يعرفوه معرفه شخصية. استظهر كل واحد من العاملين معى هذه الخطة وبدأنا نستخدمها فى كرازتنا.

 

وجدنا أنه بعد أن استخدمنا هذا العرض البسيط بقوة الروح القدس نمت خدمتنا وتضاعفت مائة ضعف. ومن واقع التجربة اتضح لنا أن المؤمن الاعتيادى ليس فى حاجة لمن يقنعه بأن عليه أن يكون ممتلئاً بالروح القدس لكنه يحتاج أن يعرف كيف يمتلئ بالروح القدس. والخاطئ لا يحتاج إلى من يقنعه بحتمية قبول المسيح بل يحتاج أن يتعلم كيف يقبل المسيح.

 

نص موجز:

بالرغم من أن خطة الله كانت فعالة جداً، إلا أننا شعرنا باحتياجنا إلى نص موجز، أعددت المخلص وزودته بالآيات الكتابية والرسوم وجعلنا كل فرد يستظهره. كنا عندما نقدمه للاخرين نكتبه امامهم كلمة كلمة من الذاكرة لما زاد عدد الذين ينتظمون فى برامجنا التدريبية، وجدنا الحاجة ملحة لان نطبقه.

 

هكذا ظهر كتيب المبادئ الروحية الاربعة ونحن لا ندعى انه هو الطريقة الوحيدة أو الطريقة المثلى لتعريف الناس بالمسيح، لكننا رأينا الالوف يقبلون إلى المسيح باستخدمنا ذلك الكتيب البسيط. تم توزيع أكثر من 50 مليون نسخة منه بجميع لغات العالم. حضر احد الرعاة برنامجاً تدريبياً واعجب بالكتيب ولما عاد إلى كنيسته اطلع كنيسته عليه وكذلك الراعى المساعد له. لم يعجب المساعد به إذ كان لا يحب استخدام النبذ والنشرات الروحية فلما اعطاه اياه الراعى وضعه بدون اهتمام على مكتبه. بعد ايام زارته موظفة حكومية فى مهمة تفتيشية وقبل أن تغادر الكنيسة تذكر الراعى المساعد انه لم يحدثها عن المسيح تلفت حوله يبحث عن شئ يقدمه لها وإذا به يرى الكتيب الصغير تناوله بسرعة واعطاها اياه لتقرأه. فهمت أنه يريد أن تقرأه فى ذات اللحظة فبدأت تقرأ الكتيب بصوت عال. ما أن وصلت إلى المبدأ الرابع حتى امتلأت عينيها بالدموع وصلت بصوت مرتفع واقتادت نفسها للمسيح. تأثر الرجل جداً حتى انه جاء إلينا ليحصل على تدريبنا وعلى مزيد من ذلك الكتيب. شخص اخر حدثه الكثيرون عن المسيح وحاولوا مساعدته ليقبله رباً ومخلصاً إلا انه عاند وقاوم وشك كثيراً فى حديثهم. جاءه صديق يحمل الكتيب واخذ يشهد له عن المسيح. قرأ له الكتيب ولما راه مصغياً سأله أن كان هناك ما يمنعه من قبول المسيح مخلصاً. لم يكن هناك اى مانع فركع وصلى وطلب أن يدخل يسوع إلى قلبه وحياته بعد أن نهض من الصلاة وكان وجهه فرحاً متهللاً ثم فاجأ صديقه قائلاً: أهذا ما كنتم تريدون أن تقولوه لى لسنوات عديدة؟ أجابه بنعم. قال: لماذا لم تقولوا لى ذلك. إن هذا الكلام واضح ومفهوم ومباشر من يفهم هذا الكتيب ولا يقبل المسيح جاهل .

 

اقتراحات تساعد على تعريف الاخرين بالمسيح:

1- ابدأ كل يوم بالصلاة واسأل الروح القدس أن يملأك بالقوة ويقودك إلى القلوب التى أعدها للاستماع إليك (ادرس كتيب كيف تصلى رقم 9).

 

2- اتصل بالناس بطريقة طبيعية دون تكلف، وبقلب ممتلئ بالمحبة. لا يوجد إنسان يقدر أن يرفض المحبة. حين تسلك فى المحبة مع الاخرين يقتنعون انك صادق ومخلص تحدثهم عن يسوع لأنك تحبهم حينئذ يذوب منهم كل عناد ومقاومة.

 

3- لن نجد الجميع مستعدين لقبول المسيح أو يتجاوبون معك بسرعة ستجد بينهم المقاومين. الله يريدك أن تزرع البذرة وتساعد فى الحصاد وليس عليك أن تنمى ما زرعت. الله هو وحده القادر أن يعمل ما يريده بك وفيك.. الثمر فى الحقل لا ينضج كله فى وقت واحد. كذلك الناس بعضهم ينضج بسرعة والبعض يتأخر.

 

4- حين نشهد، اعتبر أن ذلك امتيازاً لا واجباً ثقيلاً عليك. اجعل التحدث عن يسوع اسلوب حياتك اليومى واهتمامك الدائم.

 

فوائد استعمال الكتيب:

– يمكنك بدء الحديث به بسهولة.

– يبدأ الكتيب بعبارة إيجابية مقبولة لا يمكن إنكارها.

– يقدم الحقائق الكتابية ببساطة ووضوح.

– يجعلك مستعداً دائماً للشهادة وهو معك ولا يجعلك تتردى فى موضوعات جانبية تبعدك عن الهدف الأساسى.

– يجعلك بعيداً عن الإفاضة والتطويل ملتزماً الموضوع.

– يشمل اقتراحات للنمو ويوضح أهمية الكنيسة.

– يمكن أن يستخدمه من استخدمته معه للشهادة فهو اسلوب متنقل. كثيرون لهم خدمات فردية لكن يصعب عليهم نقل أسلوب خدمتهم لتلاميذهم. حدث بولس تلميذه تيموثاوس وأوصاه أن يكون ناقلاً للرسالة حتى تنتشر وتتسع فقال “وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء اأن يعملوا آخرين أيضاً” (2 تى 2 : 2).

 

أنا انتهز كل فرصة للشهادة، للحاملين والسعاه وسائقى التاكسى والموظفين والعمال. كيف تبدأ الكرازة مشكلة تواجه الكثيرين وهذا الكتيب يشجع لبدء حديث أظهره. ثم إقرأ العبارة الأولى: هل سمعت؟ هل سمعت بالمبادئ الروحية الاربعة؟ ويبدأ الحوار مع من تريد الحديث معه. إلا أننى مرة أخرى أؤكد لك انه لا يمكن أن تشهد إلا بقوة الروح القدس ولا يمكن أن ينجذب أحد إلى المسيح إن لم يكن الروح القدس قد أعد قلبه لقبول الرسالة.

 

حين تقترب إلى شخص بالرسالة اقترب إليه بالمحبة. لا تخجل من الحديث فأنت تقدم له خدمة عظيمة وفرصة للحياة قد لا تعوض. حين تتحدث لا تتشعب وتتوسع وتتوه فى الأحاديث الجانبية والايضاحات والمناقشات والخلافات العقائدية. التزم بما هو مكتوب وكن فى نفس الوقت حساساً لإرشاد روح الله واحتياجات السامع. لا ترفض اجابة سؤال يحيره. ولا تقع فى خطأ الاهتمام بإجابة السؤال واهمال باقى محتويات الكتيب. إبليس لن يتركك مستريحاً تشهد بل سوف يتدخل ويحارب ويقاوم. سوف يقول لك ان هذا أسلوب ساذج وأن الناس اذكى من ذلك ولن يقبلوا هذه البساطة. سيوحى إليك أن الناس ستظنك مجنوناً وأنت تأتى اليهم سائلاً: هل سمعت؟ هل سمعت؟ انت قوى وتستطيع أن تقاوم إبليس فيهرب لأن “الذى فيكم أعظم من الذى فى العالم” (1 يو 4 : 4).

 

يشمل الكتيب رسم الدائرتين اللتين تمثلان نوعى الحياة.

 

هذا الرسم يساعدك أن تكشف فكر الشخص الذى تتحدث معه. وبعد أن تعرف اتجاهه ورغبته تستطيع أن تساعده أن يقبل المسيح ويسلمه حياته. إلا أنه من اللازم وأنت تقوم بذلك أن توضح له أن قبول المسيح يعتمد على الإيمان الذى يؤدى إلى الحياة الجديدة والنبوة لله. وحين تأتى إلى النقطة الحماسة حين تشرح له أسلوب وطريقة قبول المسيح. حين تريه ماذا يجب أن يعمل ليدخل المسيح إلى حياته. إقرأ الصلاة بصوت عال واسأله أن كانت كلماتها تعبر عما يشعر به فعلاً. إن استجاب لك دعه يصلى بكلمات من ذهنه أو يردد الصلاة المكتوبة أو يكرر الكلمات ورائك. إن لم يستجب لا تلح أو تضغط أو تدفعه إلى ذلك دفعاً. نحن لا نجذب الناس إلى المسيح، الله هو الذى يجذبه “لا يقدر أحد أن يقبل إلى أن لم يجتذبه الاب الذى أرسلنى” (يو 6 : 44) عليك أن تكون زارعاً أميناً فى زراعتك فقط “أنا غرست وأبولس سقى لكن الله كان ينمى إذا ليس الغارس شيئاً ولا الساقى بل الله الذى ينمى” (1كو 3: 6 ،7) ولابد أن تعرف أن (النجاح فى الكرازة هو تقديم يسوع المسيح ببساطة بقوة الروح القدس وترك النتائج لله).

 

التأكيد:

من الامور الهامة جداً فى الشهادة أن تؤكد للمؤمن الجديد أنه قد نال الحياة الابدية وأصبح ابناً لله. كثيرون ينهضون من الصلاة وهم ممتلئون بالسعادة والبهجة لكن سرعان ما تهاجمهم الشكوك والمتاعب وإذا بثقتهم تهتز، فإن لم يكن لهم أساس ثابت من التأكيد فسوف يواجهون المتاعب. يشمل كتيب المبادئ الروحية الأربعة مواداً تساعدك لتأكيد إيمان المؤمن الجديد. كل ما يلى الصلاة فى الكتيب من صفحات يؤدى إلى يقين الحياة الجديدة.

 

لا تعتمد على الشعور:

بين واشرح أهمية الإيمان وراجع المعانى الواردة فى (أفسس 2، 8،9). حذر من خطر الإعتماد على الشعور. من الأكاذيب الشيطانية الخطرة القول أنه عند قبول المسيح تحدث اضطرابات واختبارات وهزات عاطفية وبدون ذلك لا يكون يسوع قد دخل إلى القلب. كلمة الله تؤكد أننا نعتمد ونحيا بالإيمان. لشرح ذلك استعن بالرسم الموجود فى الكتيب للقطار.

 

المتابعة:

الولادة الروحية أهم ما يحدث للإنسان روحياً. إلا أن متابعة الإنسان الحديث الولادة شئ حيوى جداً وهام، وإلا فإن المؤمن سوف يتوه فى خضم الحياة وضجتها ويتردى فى حروب روحية عنيفة دون استعداد. لابد أن تتابع المؤمن حتى ينمو ويتقوى ويواجه تبعات الحياة الجديدة التى قبلها. قابلة اليوم التالى مباشرة ورتب معه لقاءات، ثم اجعله ينضم إلى مجموعات متابعة منتظمة ويكون له عملاً روحياً داخل كنيسته. إن لم تسمح ظروفك للاستمرار فى متابعة المؤمن الحديث شخصياً تابعه بالرسائل.

 

لا يكفى أن تقرأ وتسمع وتقتنع بأهمية تعريف الآخرين بيسوع المسيح، المهم أن تبدأ عملياً فى ربح النفوس. اسأل الله كل يوم أن يقودك إلى إنسان أعد الله قلبه للاستماع لك. كل اجتماع تجتمعه مع شخص آخر هو من تدبير الله. تحدث إليه بروح الصلاة وبقوة الروح القدس وقدم الإنجيل كما هو بكل أمانة. سلم قيادة لسانك وقلبك لله وهو يستخدمك اقصى استخدام لا يوجد عمل اهم واعظم وافضل من تعريف الآخرين بالمسيح بذلك تجلب الكثير من السعادة إلى العالم.

 

ان كانت الصلاة التالية تعبر عن شوق قلبك، فالرجاء أن تصليها كما لو انها صلاتك أنت: “أيها الرب يسوع أشكرك لاجل حبك لى. أشكرك لأننى بموتك وقيامتك نلت غفراناً لخطاياى واصبح فى مقدورى أن اعيش حياة منتصرة مثمرة لك يومياً. وتعبيراً عن حبى لك ولجميع البشر واطاعة لامرك، سأعطى الافضلية يومياً لتعريف لناس بك شكراً لأجل وعدك لى بحياة مثمرة ان داومت على اتباعك والسير وراءك آمين”.

 

دليل الدراسة

1- اقرأ هذا المفهوم أو اصغ إلى شريط مسجل عنه لسته ايام متتالية. لقد أظهرت الأبحاث التربوية أن من الضرورى قراءة المفهوم أو الاستماع إليه من 6 الى 10 مرات ليفهم فهماً صحيحاً. وتطبيق المبادئ المعددة فى هذا المفهوم سيعلمك كيف تؤمن بالمسيح مخلصاً لك أن كنت لم تفعل حتى الساعة ويساعدك على التأكد من خلاص نفسك إن كنت غير متأكد بعد.

 

2- استظهر الأيات والشواهد التالية:

(رؤيا 3 : 20) “هأنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى”.

 

(1يوحنا 5: 11- 13) “وهذه هى الشهادة أن الله اعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هى فى ابنه. من له الابن له الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة”.

 

يكون استظهارك للآيات أكثر سهولة ودواماً أن كنت تراجعها يومياً طيلة الأسبوع عوض أن تحاول الانتهاء منها فى يوم واحد. داوم على مراجعة هذه الآيات حتى وأنت تدرس مفاهيم أخرى وتستظهر آيات أخرى.

 

3- أنجز درس الكتاب المقدس على الصفحة 27 بقراءتك الاسئلة والتنقيب عن الشواهد الكتابية وملئ الفراغ بالاجوبة المطلوبة.

 

4- اشترك فى نقاش جماعى مبنى على درس الكتاب المقدس. أن كنت حتى الآن غير مشترك فى حلقة لدرس الكتاب المقدس أو حلقة عامة تدرس المفاهيم المتناقلة، ففى وسعك أن تشكل حلقة بنفسك وذلك بدعوتك الاخرين للاشتراك معك فى برنامجك الدراسى. وفيما تناقشون أجوبة درس الكتاب المقدس قدم شهادتك الشخصية عن اختبارك فى المسيح. تحدث عن كيفية تعرفك شخصياً بالمسيح وأن كنت قد قابلت المسيح لحظة ذاك فتحدث عن ذلك. وأن كنت فى طور التعرف به فقل لهم ذلك. وتحدث كذلك عن تأكيدك لخلاص نفسك.

 

5- تأكد من كونك مسيحياً.

 

6- اجعل المفهوم (1) “كيف تتأكد أن لك حياة ابدية” نهجاً حياتياً لك.

أ‌- تأكد من كونك مسيحياً ولك حياة أبدية. أن كنت غير واثق من أن يسوع المسيح قد حل فيك، فخير لك أن تتأكد من ذلك. ادع المسيح، بفعل ارادتك وتصميمك ليدخل إلى حياتك ويكون رباً ومخلصاً لك. راجع الصلاة على الصفحة 27 واجعلها صلاتك الشخصية. وحالماً تقبل المسيح بالإيمان ابدأ بتقديم الشكر له يومياً لأجل سكناه فيك. أن كنت مازلت فى حيرة من جهة تأكيد الخلاص فأنى انصحك بأن تطلع أحد المؤمنين الاقوياء على ذلك وتطلب مساعدة فى الأمر.

 

ب‌- حالماً تتأكد أن المسيح ساكن فيك أخبر احداً ما بذلك. تحدث بذلك إلى أفراد فريق درس الكتاب المقدس أو الحلقة العاملة التى تنتمى إليها. أخبر اصدقاءك أيضاً. أن مناداتك بإيمانك تجعلك تجاهر به أمام الجميع. ويكون ذلك حافزاً على نموك.

 

ت‌- اصرف وقتاً كل يوم فى درس الكتاب المقدس والصلاة من المفضل تخصيص وقت معين لذلك يومياً والاعتياد عليه. وقد تجد فى نفسك الرغبة فى البدء بدراسة هذه السلسلة من المفاهيم المتناقلة.

 

ث‌- كن على اتصال بمؤمنين نشيطين. اشترك فى حلقة صغيرة للدرس تناقشون فيها الكتاب المقدس وتستفيدون من اختبارات غيركم من المسيحين المؤمنين. أن كنت لم تفعل ذلك بعد فابدأ بحضور الاجتماعات بانتظام فى كنيسة قريبة يمجد فيها المسيح ويكرز بكلمته. أن كنت لم تعتمد بعد فصمم على المعمودية كتعبير خارجى لارتباطك بالمسيح.

 

ج‌- استعمل الملخص الموجز فى مطلع هذا الكتيب، والملخص الموسع فى آخره، أو شريط تسجيل لهذا المفهوم بغية نقل هذا الحق الهام إلى الآخرين. تحدث عنه قدر المستطاع خلال الأسبوع. وقدم كتيباً وربما شريطاً إلى الذين يشاركونك دراسة هذا المفهوم كى يتمكنوا هم بدورهم من درسه بتعمق ونقله من ثم إلى آخرين أيضاً.

 

درس الكتاب المقدس

1- من الآيات التالية اذكر الأسباب المختلفة التى تحتم علينا كمؤمنين أن تكون شهوداً للمسيح:

(متى 28 : 18 – 20) ………………………………………………………………………….

 

(يوحنا 14 : 21) ……………………………………………………………………………….

 

(يوحنا 1 : 12) …………………………………………………………………………………

 

(2 كورنثوس 5 : 18 – 20) ……………………………………………………………………

 

2- بناء على ما ورد فى (رومية 10: 13 – 15)، كيف يحصل البشر على خلاص الله من دون أن يحمل أحد الرسالة إليهم؟

………………………………………………………………………………………………….

 

3- ما هو أحد الأهداف الأساسية فى حياة بولس حسبما هو وارد فى (كولوسى 1 : 28، 29)؟

………………………………………………………………………………………………….

 

من أين جاء بالقوة لينجز هذا العمل؟

………………………………………………………………………………………………….

 

4- ما العلاقة بنى معرفة بولس بأن البشر هالكون وكون الإنجيل هو الوسيلة الوحيدة للخلاص وبين جرأته فى الشهادة (رومية 1: 14 – 17)؟

………………………………………………………………………………………………….

 

5- ما العلاقة بين الامتلاء بالروح والجرأة فى الشهادة فى الكنيسة الأولى (اعمال 4: 28 – 31)؟

………………………………………………………………………………………………….

 

6- ما العلاقة بين قوة الروح القدس وفعالية الرسالة المنادى بها (1 تسالونيكى 1: 5)؟

………………………………………………………………………………………………….

 

7- ما الذى يدفع الناس إلى المسيح مهارتنا فى الكلام أم المناداة بإنجيل المسيح (1 كورنثوس 17- 24، 2 : 1- 5)؟

………………………………………………………………………………………………….

 

8- ما الحقائق الجوهرية المتضمنة فى الإنجيل (1كورنثوس 15: 1- 4)؟

………………………………………………………………………………………………….

 

9- ما هى خطة الشيطان (اله هذا الدهر) الرئيسية بالنسبة للذين لا يعرفون المسيح (2 كورنثوس4: 3، 4)؟

………………………………………………………………………………………………….

 

10- ماذا فعل الله ليقهر قوة الشيطان (كولوسى 1 : 13 ، 14)؟

………………………………………………………………………………………………….

 

11- كيف تستخدم (يوحنا 1 : 12 ورؤيا 3 : 20) لتشجيع إنساناً على طلب الرب بالصلاة وقبوله فى حياته رباً ومخلصاً؟

………………………………………………………………………………………………….

 

12- لماذا لا يكفى أن تصلى صلاة تسأل فيها يسوع أن “يدخل” إلى حياتك؟ ما هو دور الإيمان فى الخلاص (افسس 2 : 8 ،9)؟

………………………………………………………………………………………………….

 

13- كيف تستعمل (1يوحنا 5: 11 – 13) لتساعد امراً على التأكد من خلاص نفسه؟

………………………………………………………………………………………………….

 

14- لماذا من المهم أن نتعلم تقديم المسيح إلى الآخرين بطريقة متناقلة، طريقة يتعلم الآخرون نقلها إلى غيرهم (2 تيموثاوس 2: 2)؟

………………

4- How you witnessing in the spirit – كيف تشهد بالروح

ما هو المفهوم المتناقل؟ 

لما اوصى الرب الأحد عشر الذين اصطحبهم معه فى خدمته الارضية، أن يذهبوا الى العالم اجمع ويتلمذوا جميع الأمم، أمرهم ان يعملوا جميع ما أوصاهم به (مت 28 : 18 – 20).
وفيما بعد قدم الرسول بولس النصيحة نفسها الى تيموثاوس بقوله: وما سمعته منى … اودعه اناساً امناء يكونون اكفاء ان يعلموا آخرين أيضاً (2تى 2 : 2).
وقد أكتشف شركاؤنا فى العمل أثناء تقديمهم المشورة واحتكاكهم بربوات من الطلاب والعلمانيين والرعاة مده 20 سنه، أن أعضاء كنائس كثيرة ليسوا واثقين من خلاصهم وأن المؤمن الاعتيادى يعيش حياة الهزيمة والفشل ويجهل كيفية اعلان إيمانه بفعالية للآخرين.
لذلك حباً بسد هذه الحاجات الأساسية الثلاث وبنيان تلاميذ مسيحيين وضعت هيئة الخدمة الروحية سلسة من الكتيبات – المفاهيم المتناقلة أو “كيف تـ ……..” – التى تناقش الكثير من الحقائق الاساسية التى علمها المسيح وتلاميذه.
يمكن تعريف “المفهوم المتناقل” بفكرة او حق يمكن نقله من فرد الى آخر جيلاً بعد جيل دون تحريف او تخفيف لمعناه الأصلى.
ومتى توافرت حقائق الحياة المسيحية الأساسية هذه – المفاهيم المتناقلة بشكل كتب أو أفلام أو أشرطة مسجلة بلغات العالم الرئيسية فالله قادر ان يستخدمها لتغيير حياة الملايين فى العالم اجمع.
نشجعك على الألمام جيداً بكل من هذه المفاهيم حتى تصبح مستعداً لنقلها الى آخرين قادرين “أن يعلموا آخرين ايضاً”. فبعملك هذا تسهّل الوصول الى ملايين من البشر وتلمذتهم للمسيح وتسهم بقسط كبير فى اتمام المامورية العظمى فى جيلنا هذا.
المحتويات
كيف تشهد بالروح
تأكد من انك مسيحى مولود ولادة جديدة
تأكد انك تعيش حياة الطهارة
تأكد انك مملوء بالروح القدس
كن مستعداً للتكلم مع الأخرين عن ايمانك بالمسيح
صل
اذهب
تحدث عن يسوع
توقع نتائج
اسئلة للتامل
دليل الدراسة
ملخص موسع
كيف تشهد بالروح
أعظم اختبار يحصل عليه الإ نسان هو قبول يسوع المسيح رباً ومخلصاً له. وأعظم عمل يقوم به الإنسان هو أن يساعد شخصاً أخر ليقبل يسوع المسيح رباً ومخلصاً له. كثيرون يتفرغون للخدمة لكنهم ينشغلون فى كثير من الواجبات والمهام فلا يجدون الوقت لقيادة شخص للمسيح.
قال أحدهم: عملت فى الخدمة المسيحية أكثر من خمسة وعشرين سنة دون أن أقود شخصاً واحداً للمسيح. وهذا الاسبوع فقط وضع امامى أحد رجال التحدى للشهادة للافراد وتفرغت لذلك هذا الاسبوع. واستطعت بقوة الله أن أقود شخصين أثنين الى المسيح .
كثيرون من الخدام هكذا.. لا يرون فى الشهادة مسؤولية مباشرة لهم.. يكون هذا عمل الشباب أو المبتدئين فى الخدمة ليست هذه مسؤوليتهم هم.. هذا بينما الالوف حولهم يعيشون فى ضلال ويسيرون نحو الهلاك الأبدى.. بينما يسوع المسيح نفسه ينادى الجميع قائلاً: “الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصد أن يرسل فعلة لحصاده”.
وأنا أعتقد أن هذه المشكلة لها سببين: 
الأول: أن المسيحى العادى لا يعرف كيف يحيا الحياة المنتصرة لكى يسيطر عليها الروح القدس.
الثانى: أن هذا المسيحى  يعرف كيف يوصل رسالة الخلاص إلى الأخرين بطريقة صحيحة فعالة.
قابلت كثيرين من المسيحيين المخلصين يدرسون الكتاب المقدس دراسة منتظمة ويعيشون حياة الصلاة باستمرار إلا أنهم لا يعيشون بالسعادة والبهجة فى علاقتهم بالرب.
وقابلت كثيرين من المسيحيين يشهدون للأخرين ويتحدثون معهم عن إيمانهم دائماً بقوة الروح القدس ورأيت كيف أن حياتهم تطفو بالسعادة والفرحة.
رأى يسوع سفينيتين رأسيتين عند بحيرة جنيسارت والصيادون قد خرجوا وغسلو شباكهم بعد ليلة غير موفقة فى الصيد. ودخل الرب سفينة سمعان بطرس وعلم الجموع من السفينة. ثم التفت إلى بطرس وقال: “أبعد إلى العمق والقوا شباككم للصيد”. ولعل بطرس قال له بصوت واهن مرهق “يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً” ثم انتبه انه يكلم الرب الذى شفى حماته من الحمى منذ بضعة أيام فقال: “ولكن على كلمتك القى الشبكة” ولما فعل ذلك امسك سمكاً كثيراً حتى كادت الشبكة تتخرق وملأوا السفينتين حتى اخذتا فى الغرق وقال يسوع لبطرس الذى امتلأ دهشة… من الأن تكون تصطاد الناس.. ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر تركوا كل شئ وتبعوه.
ربما أنت مثل بطرس تعبت العمر كله ولم تأخذ شيئاً.. ربما تعيش وسط اناس معاندين مقاومين لا يسمعون.. ربما تعمل فى مكان صعب يستحيل فيه التبشير والكرازة.. إلا أن بطرس حين امره الرب أن يبعد إلى العمق اطاع فامسك سمكاً كثيراً جداً فترك كل شئ وتبعه.. أنت أيضاً أن اطعت الرب سوف يهبك صيداً كثيراً وقد تترك كل شئ وأنا اقدم لك الأن صيغة روحية للشهادة لو اتبعتها سوف تجد أن شبكتك تكاد تتخرق من كثرة الصيد الروحى الذى بها.. وهناك ثمانية مقومات لهذه الصيغة تقودك إلى أن تكون مسيحياً مثمراً دائماً.
أولاً: تأكد انك مسيحى مولود ولادة جديدة
لا يمكنك أن تساعد الآخرين للحصول على شئ لم تتأكد أنت بعد انك قد حصلت عليه.. لا يمكن أن تدعو الآخرين أن يقبلوا المسيح مخلصاً لهم وفادياً وأنت لست متأكداً انك مسيحى متجدد.. عندما نعرف أن يسوع قد دخل حياتنا نعرف انه سوف يعطينا القدرة لنقود الآخرين إليه. قد يكون ايمانك بالمسيح عقلياً وقد يكون لك نشاط وخدمة فى الكنيسة وقد يكون سلوكك وتصرفاتك وسمعتك ممتازة.. ولكنك لم تختبر الولادة الجديدة.
كان نيقوديموس رئيساً لليهود معلماً وقائداً دينياً كان يذهب إلى المجمع أربع مرات يومياً ليصلى علاوة على الصلاة ثلاث مرات يومياً فى بيته لكنه رغم ذلك كان يشعر بفراغ روحى بداخله. فجاء إلى يسوع واخبره انه يعلم انه معلم وانه آت من قبل الله. وطلب منه اشباعاً لنفسه العطشى. فوضع يسوع امامه الحقيقة كاملة “أن كان احد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح” لا يكفى أن تؤمن بالمسيح عقلياً انه ابن الله ولا أن تعجب به وتحبه.. بل يجب أن يأتى بعد هذا الاقناع العقلى والشعور العاطفى عمل ارادى، أن تقبله مخلصاُ وسيداً على حياتك.. انه يقف وينادى ويقول:
“هأنذا واقف على الباب واقرع أن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه اتعشى معه وهو معى”. فإن كنت قد سمعت صوته وفتحت الباب فهو لابد قد قام بوعده ودخل قلبك يجب إلا تشك ابداً فى ذلك اياك أن تهينه وتدعوه للدخول مرة اخرى. أما إذا لم تكن متأكداً من دخوله حتى لو كنت تؤمن بأنه قد مات عن خطايا البشر وحتى لو كنت قد اعتمدت فى الكنيسة وحتى لو كنت تعمل وتخدم فيها وحتى لو كنت تصلى وتقرأ الكتاب يومياً. إذا ما لم تكن متأكداً من دخوله قلبك فإن الفرصة امامك الأن لكى تقبله ارفع قلبك إلى الله وصلى قائلاً:
ربى يسوع انى احتاج إليك.. أننى الأن افتح باب قلبى لك واقبلك رباً ومخلصاً لى.. اشكرك لأنك قد غفرت لى خطاياى..  امتلك يارب عرش قلبى.. اجعل منى يارب الشخص الذى تريدنى أن اكون أمين.
أن كنت قد صليت الأن بإيمان تأكد انه قد استجاب طلبك اشكره على ذلك لأنه “بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله  ليس من أعمال كى لا يفتخر احد” اشكره أيضاً لانك بذلك أصبحت ابنا لله عضواً فى عائلة المسيح “وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله”.
ثانياً: تاكد انك تعيش حياة الطهارة 
لا يمكن أن توصل الحياة إلى الأخرين أن كانت هناك خطية تفصلك عن الله.. إذا امتلأت انبوبة أو ماسورة بالتراب والطين والحصى يسدها ذلك كله ويعوق سير السوائل فيها ولا يجعلها صالحة لتوصل أى شئ خلالها.. تماماً كما يقول الكتاب المقدس “اثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم” (أش 59: 2) كيف اشهد للناس عن الله وانا منفصل عنه بسبب خطية تعوق اتصالى به؟ يتصور البعض انه من المستحيل الوصول الى الحياة الطهارة. وان الوحيد الذى عاش حياة القداسة والبر والطهارة هو الرب يسوع المسيح يسوع نفسه هو الذى جعل المستحيل ممكنا. وذلك بأنه مات عن خطايانا وقدم ذاته ذبيحة كفارة عنا على الصليب وبذلك دفع ثمن خطايانا وقام ليهبنا الحياة الطاهرة يقول يوحنا الرسول فى الإصحاح الثانى من رسالته الأولى “يا أولادى اكتب اليكم هذا لكى لا تخطئوا وأن اخطأ احد فلنا شفيع عنه الاب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضاً (1 يو 2 :1 ،2).
لم تعد هناك حاجة إلى ذبائح وليس علينا أن نضيف شيئاً. ما عمله المسيح عنا فقط نأتى معترفين بخطايانا وهو “أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” بهذا يمكن أن نعيش حياة الطهارة والبر فأننا حين نعترف لله بخطايانا فنحن نتفق معه أن الخطية تحزنه وأننا نأتى إليه نادمين على عملنا ونقر ونعترف أن يسوع قد دفع أجرة كل خطايانا على الصليب ثم نتوب ونغير اتجاهنا بقوة الروح القدس.
وبعد ذلك نسوى حسابنا مع الآخرين ونقوم بالتعويض اللازم. أن كان هناك شئ يجب التعويض عنه هكذا كان موقف زكا امام يسوع حين اعترف بخطيته وتاب وندم ورد ما اختلس فحصل خلاص لبيته فأصبح هو ايضاً ابن ابراهيم.
ثالثاً: تأكد انك مملوء بالروح القدس 
لم يرسل يسوع تلاميذه للشهادة دون أن يسلحهم بالقوة اللازمة  لذلك. فقال لهم “اقيموا فى اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالى” ثم قال لهم قبل صعوده “ستنالو قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لى شهوداً” وخرج تلاميذه برسالة الخلاص للعالم بعد أن نالوا الامتلاء بالروح القدس يوم الخمسين فانتشروا واثمروا وفتنوا المسكونة.
لا يمكن أن ينتقل إنسان من الموت إلى الحياة أو يحصل على الولاده الجديدة والحياة الأبدية بدون قوة الروح القدس وتدخله الشخصى المباشر. وأنت لا يمكن أن تقود أحدا إلى هذا الاختبار بدون الروح القدس.. أنت تشهد وهو يشهد بك. لهذا امرنا الله “امتلئوا بالروح” ووضع امامنا السبيل إلى ذلك بالإيمان بوعده انه أن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا وبهذه يمكنك أن تمتلئ دائماً وباستمرار بالروح القدس بالإيمان.
رابعاً: كن مستعداً للتكلم مع الآخرين عن إيمانك بالمسيح
لا اقصد بذلك أن تقضى السنين فى الدراسة والتدريب لتكون مبشراً مرموقاً وكارزاً محنكاً مشهوداً.. ليس كل واحداً موهباً
فى التبشير ولكن كل مؤمن مدعو ليعمل عمل المبشر.. كلنا مطالب بأن يسلم كل ما لديه للرب فيقود الله حياتنا يمشى بأرجلنا ويفكر بعقولنا ويحب بقلوبنا ويتكلم بشفاهنا عندئذ يستطيع الله أن يغير حياة الناس.. علينا أن نثبت فيه كما يثبت فى الغصن فى الكرمة وحينئذ نثمر من ثمار الكرمة. نحن مسؤولون ان نتبع يسوع ونسلمه كل حياتنا ومسؤوليته هو ان يجعلنا صيادى الناس. لقد اختار الله الإنسان لتصل رسالته إلى العالم لذلك يجب علينا أن نكون مستعدين دائماً للشهادة.. الكرازة والشهادة والتبشير ليست شيئاً اختيارياً بل أمر من السيد لنا اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها.. اكرز بالكلمة اعكف على ذلك فى وقت مناسب وغير مناسب استعد استعداداً دائماً وتجهز تجهيزاً كاملاً لتكون تحت تصرف الله كل الوقت.
خامساً: صل 
لا تستطيع ان تتحدث عن الله مع الناس قبل أن تتحدث مع الله عن الناس… فى الصلاة تأتى إلى الله الذى يهب الحياة للناس. وتضع هؤلاء الناس امامه وتطلب منه لأجلهم هو يريد أن “الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” فإن طلبت منه بالصلاه خلاص أحد الناس الذى يرشدنا روح الله لتصلى من أجله لابد أن يستجيب لانه “أن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا”. كم من قلوب لانت وقبلت المخلص بعد سنوات من العناد والمقاومة والتحجر بواسطة الصلاة.. الصلاة تفتح خزان قوة الله فيعمل فى اعتى واصلب واقسى القلوب. عندما تخور قدرتك وتشعر بعجزك ترى أن ما تسعى إليه مستحيلاً. صل فالصلاة مفتاح المعجزات ناقلة الجبال محققة المستحيل.
سادساً: أذهب 
أكبر مشكلة ستواجهك هى البداية.. البدء فى الشهادة.. الانطلاقة الأولى.. نقف وقد طوبنا ايدينا وضممنا ارجلنا واقفلنا افواهنا معتذرين بأننا مشغولون وليس لدينا الوقت لذلك. بينما لدينا وقت لكل شئ إلا هذا الشئ الذى هو أعظم واهم شئ.. نعتذر قائلين أننا ننتظر إرشاد الروح واشارة البدء. بينما الامر واضح وقد اصدره السيد إلينا منذ البداية منذ الفى عام.. نعتذر بأن هذا تدخل فى شئون الغير واقتحام فى حياتهم الخاصة، وهل يعتبر انقاذ البشر من وسط النيران أو من بين الامواج تدخل فى شئونهم او اقتحام فى حياتهم؟
قال يسوع: “اذهبوا إلى العالم اجمع..” لا تنتظر حتى يأتى الناس إليك بل اذهب أنت اليهم تحرك وبادر واشهد.
سابعاً: تحدث عن يسوع 
أى موضوع يستحق الحديث أهم وأجمل وأعظم من يسوع المسيح؟ لو سجلت كل ما تتحدث عنه خلال يوم من أيام حياتك واحصيت الوقت الذى تتحدث فى كل موضوع على حده ترى كم من الوقت ستجده انقضى فى الحديث عن يسوع؟ هل ربع وقتك؟ هل خمس الوقت؟ أو عشر؟ أو اقل من ذلك؟ وحين تتحدث… تحدث عن يسوع وحده… المخلص.. المحب… الفادى… الطريق والحق والحياة… لا تتشعب وتنحرف وتتوه وتجادل وتناقش مشاكل وعقائد وخلافات… إذا فعلت ذلك فأنت حينئذ لا تتحدث عن يسوع ولا تبشر بيسوع بل تتحدث عن نفسك وتبشر بنفسك حتى لو كنت لا تريد ذلك أنت بذلك تسعى لتربح مناقشة لا لتربح نفساً. كثيراً ما يحولنا عدو الخير إلى أمور ومواضيع كثيرة تافهة ليبعدنا عن الحديث عن أهم أمر وأعظم موضوع ونحن مسوقون برغبة الحديث وحب الكلام نقضى الساعات فى ذلك ونخرج من معركة الجدل والمناقشة لنجد انفسنا كسبنا النقاش وخسرنا الفرصة لربح نفس للمسيح .
ويحجم البعض عن الحديث معتقدين أن الإنسان بحياته وسلوكه يكفى على جذب الناس منه بالحديث. وأنا لا اقلل من شأن السلوك والحياة المسيحية إلا أننى أعتقد أن السلوك لابد أن يصاحبه الحديث فالسلوك يقوى ويؤكد شهادتنا. بعدما شفى يسوع المجنون الذى كان به اللجئون جاء الناس ورأوه جالساً وعاقلاً.. فآمنوا.. وأما الذين لم يؤمنوا طلبوا من يسوع أن يخرج من تخومهم وقال يسوع للرجل أذهب وحدث بكم صنع الرب بك ورحمك.. كانت حياة المجنون العاقل شهادة كبيرة فى حد ذاتها لكن يسوع أراده أيضاً أن يتحدث عن الله به.
أراد مؤمن أن يقود صديقه إلى الإيمان بسلوكه وتصرفه المسيحى امامه فقط وبعد وقت قضاه على ذلك دعاه مرة إلى بيته للعشاء واستمرار للاسلوب الذى يستخدمه لربح صديقه للمسيح اهتم فى تلك الليلة بأن يظهر لصديقه كيف يعيش ويسلك كمسيحى مؤمن بدأ بالصلاة على الطعام وكان دائم الابتسام رقيق المعشر حلو الحديث معه ومع جميع الجلوس على المائدة كان بين الحين والاخر يختلس النظرة إلى صديقه فيجده يراقب كل حركاته وسكناته أثناء العشاء وكان سعيداً بذلك جداً. انتهى العشاء وبينما يتناول القهوة قال له صديقه:
لقد قضيت الوقت كله اراقبك أثناء العشاء.
فرح المضيف جداً بذلك بينما أكمل الضيف حديثه قائلاً:
وقد لا حظت من مراقبة سلوكك بدقة انك – وخفق قلبه لنجاح خطته –
لاحظت انك نباتى لا تأكل اللحم …
كثيراً ما يحدث ذلك لا تصل الرسالة دائماً إلى الناس إذا ما لم تتحدث بوضوح وصراحة عن يسوع المسيح .
ثامناً: توقع النتائج  
مادام الله يأمرنا بالشهادة فهو يضمن أيضاً النتائج. لذلك مادمت تطيع الله وتشهد بأمانة له تأكد انه سوف يقوم بدوره ويجعل شهادتك مثمرة ويحقق النتائج المتوقعة. عليك أن تنتظر الكثير.. لا تستهن بعمل الله ولا تشك فى قدرة الله وعلى قدر ايمانك وانتظارك تكون النتائج إذا كانت انتظاراتك متواضعة فستكون النتائج عظيمة ايضاً. وإذا كانت انتظاراتك متواضعة هزيلة ستكون النتائج متواضعة هزيلة مثلها.
ذهب شاب إلى معلمه يشكى إليه أنه بالرغم من حماسه فى الشهادة وبالرغم من مقابلاته العديدة مع الناس واهتمامه بالحديث معهم عن المسيح فهو لا يرى ثماراً ولا يجد احداً ممن يحدثهم قد تجاوب معه وصلى طالباً الخلاص وكانت يتكلم بحزن ومرارة ويأس.. سأله المعلم :
منذ متى وأنت تشهد؟
منذ أكثر من شهر.
ولم تر نتائج كثيرة؟
لم ار نتائج بالمرة.
هل تتوقع يا ولدى انك كل من تشهد له سيخلص؟
بالطبع لا
هذا هو سبب عدم تحقيق الثمر بحسب ايمانك يكون لك على قدر ايمانك يكون ثمرك أيضاً.
لابد أن تثق فى الله وتثق فى قوة كلمته وتثق فى النتائج العظيمة التى يقدر أن يحققها فيك وبك. قد لا تتحقق النتائج حالاً الأن لكن لابد أن تتحقق لان كلمة الله لا تخيب “لانه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطى زرعاً للزارع وخبزاً للأكل. هكذا تكون كلمتى التى تخرج من فمى لا ترجع إلى فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما ارسلتها له”.
العالم يحتاج إلى المسيح.. يكذب الشيطان وهو كذاب وابو الكذاب حين يقول أن الناس لا تريد أن تسمع أو تعرف أو ترى يسوع.. لا تصدقه فالحقول قد ابيضت للحصاد وتنتظر الفعلة العالم يئن ويصرخ وينادى مع الغنى “يا أبى ابراهيم ارحمنى وارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ويبرد لسانى لانى معذب فى هذا اللهب” (لو16 : 24). العالم معذب فى المادية، فى الشهوات، فى الحروب، فى الشرور، فى الاضطرابات، فى عدم الاستقرار، فى الضياع، فى الحيرة، فى الخوف، فى الشك. العالم يحترق ويبحث عن المسيح وقد جرب كل المسكنات بالرغم من التقدم العلمى الذى وصل بالإنسان إلى القمر..  بالرغم من الثقافة التى دخلت كل بيت.. وبالرغم من الاتجاه إلى دراسة الأديان والفسلفات المختلفة وبالرغم من المال والسلطة والقوة والحضارة.. بالرغم من ذلك كله لم يصل العالم إلى مخلص من متاعبه لانه “ليس بأحد غيره الخلاص لأنه ليس اسم أخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص” يسوع المسيح وحده هو الحل لمشاكل العالم كلها وفى يدك أنت ذلك الاسم وعندك الفرصة لتغير العالم وتقوده الى الخلاص.
عليك المسؤولية.. عليك اظهار الطريق.. عليك قيادة العالم للخلاص. “لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به.. وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به وكيف يسمعون بلا كارز.. ما أجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات” (رو 10: 13 – 15).
أن أردت أن تشهد بالروح.. أن تطيع وتنفذ مأمورية الله العظمى ارفع قلبك حالا للرب وقل.. هأنذا يارب ارسلنى.. ونفذ هذه النصائح للشهادة، كن مولوداً من الله، مطهراً بدم المسيح مملوءاً بالروح مستعداً للشهادة مصلياً.. وذاهباً ومتحدثاً عن يسوع منتظراًُ عجائب عظيمة.
ان اتبعت ذلك اؤكد لك ان شبكتك سوف تمتلئ بصيد ثمين وفير.
اسئلة للتأمل
1- لماذا باعتقادك يندر عدد المؤمنين الذين يقودون الاخرين إلى ايمان شخصى فى المسيح؟
2- هل أنت واثق من انك مؤمن؟ وانك اختبرت ولادة روحية جديدة؟ وأن لك حياة ابدية؟ ماهو اساس ثقتك هذه؟ متى تأكدت اولاً من أن المسيح فى حياتك؟
3- كيف تعطل الخطية شهادة المرء للمسيح؟
4- هل أنت متأكد فى هذا الوقت انك مملوء بالروح القدس؟ على اى اساس تعرف هذا؟
5- ما السبب فى ضرورة التعلم عن كيفية مشاركة الاخرين بايمانك بالمسيح؟ هل أنت مهيأ لمشاركة الاخرين بالإنجيل؟ إذا أجبت سلباً، فيما هو الأمر الذى تشعر أن عليك القيام به لتصبح مهيئاً أكثر؟
6- ما هو دور الصلاة فى ربح الاخرين للمسيح؟
7- ما هى مسؤليتك فى الشهادة؟ وماهى مسؤولية الرب؟
8- ما هو النجاح فى الشهادة؟ ولماذا يعتبر الامتلاء بالروح القدس ضرورياً جداً فى نجاح الشهادة؟
9- هل اعاقك الخوف عن الشهادة للاخرين عن المسيح؟ ما هو علاج الخوف؟
10- لماذا من المهم التحدث عن يسوع وشخصيته وعمله وحقوقه فى حياتنا لا عن المسائل الثانوية؟
11- إن كنا مملوئين بالروح القدس وذهبنا للتبشير بروح الصلاة فعلى أى اساس يمكننا توقع قبول الاخرين للمسيح تجاوباً مع شهادتنا؟ وهل سيقبل المسيح كل شخص نحدثه بهذا الامر؟
12- فيما تكتسب خبرة فى مشاركة الاخرين بالمسيح هل يمكنك أن تتوقع اكتساب فعالية متزايدة لربح الاخرين للرب؟ لماذا ؟ لماذا يكون من الافضل ان تذهب برفقة شخص اعمق تجربة منك عندما تريد ان تتعلم كيفية الشهادة للمسيح؟
13- ما هى الطريقة الفضلى التى يمكنك بها تعليم الشهادة للاخرين؟
14- ما هو أهم شئ تستطيع فعله كمسيحى لسواك من الناس؟ولماذا؟
15- ما هو دور الايمان فى مشاركة الاخرين بالمسيح ؟
دليل الدراسة
1- أقرأ هذا المفهوم أو استمع إليه مسجلاً على شريط أو كاسيت، على ستة ايام متتالية. لقد بينت الابحاث التربوية انه من الضرورى لاستيعاب مفهوم ما جيداً أن تقراه أو تسمعه من ست مرات إلى عشر.
إذا كنت شخصاً مؤمناً تذكر أن أهم ما قد حدث لك لغاية الآن انما هو تعرفك بالمسيح شخصياً كما أن أهم شئ يمكنك أن تعمله لأخر هو أن تخبره كيف يستطيع بدوره أن يتعرف بالمسيح كمخلص وسيداً له. وأن تطبيق الصيغة الكتابية فى هذا المفهوم سيؤهلك لتكون شهادتك العملية عن ايمانك مظهر طبيعياً من مظاهر حياتك ما حييت.
2- احفظ غيباً هذا العدد والشاهد والعبارة الرئيسية التابعة له: (اعمال 1: 8) “ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لى شهوداً فى اورشليم وفى كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض”.
العبارة الرئيسية: النجاح فى الشهادة هو ببساطة تقديم المسيح بقوة الروح القدس وترك النتائج لله. ولكى يسهل عليك الحفظ غيباً ويرسخ لمدة اطول راجع ما ذكر اعلاه يومياً لمدة اسبوع كامل بدلاً من ان تحاول اتمام الامر بيوم واحد فقط.
3- ادرس الاسئلة للتأمل.
4- اشترك فى حلقة مناقشة تستعمل الاسئلة التأملية. وإذا كنت حتى هذا الوقت لا تواظب على أحد اجتماعات درس الكتاب المقدس او تشترك فى فريق عمل يدرس المفاهيم المتناقلة فباستطاعتك ان تشكل فريقاً خاصاً بك بدعوتك اخرين لمشاركتك بهذا البرنامج الدراسى. وبالاضافة إلى مناقشة الاسئلة التحدث عن ايمانكم بقوة الروح القدس. كذلك اطلعوا بعضكم البعض على الاختبارات التى تكونون قد مررتم بها فى حديثكم مع الاخرين عن ايمانكم بالمسيح منذ ان بداتم بدراسة هذا المفهوم الحيوى وعندما يكون ممكنا اشهدوا معاً كفريق أو اثنين اثنين.
5- ختاماً اجعل هذا المفهوم “كيف تشهد بالروح” شيئاً طبيعياً فى حياتك بممارستك الامور التالية :
– اذا كنت لم تطلع بعد ولم تعتد على استعمال كتيب المبادئ الروحية الاربعة لنشر ايمانك بالمسيح فاسحصل الان على نسخة منه وتدرب على قراءته بصوت عال كما لو انك تقراه لشخص اخر واقرا ببساطة الكتيب كلمة كلمة بما فيه الدعوة للصلاة فى خاتمته وكذلك المواد التى تبين لك كيف تعرف ان المسيح فى حياتك.
– اعمل لك قائمة باسماء الذين تعرفهم ويمكنك ان تشهد لهم عن ايمانك. صل من اجلهم ثم اذهب اليهم واطلعهم على الاخبار السارة كما جاءت فى المبادئ الروحية الاربعة .
– استعمل الموجز القصير فى مطلع هذا الكتيب والملخص الموسع فى اخره او شريط تسجيل لهذا المفهوم بغية توصيل هذا الحق الحيوى للاخرين. تحدث عنه باكثر ما تستطيع خلال الاسبوع واعط كتيباً للذين يشاركونك دراسة هذا المفهوم كيما يدرسونه جذرياً ويتابعون من ثم توصيله الى اخرين كذلك .
ملخص موسع
مقدمه 
أ‌- أن مغامرة اخبار الأخرين عن المسيح هى الاختبار الاكثر اثارة وفائدة على الصعيد الروحى.
ب‌- عدد قليل فقط من المؤمنين يبشرون بالمسيح. ومما يذكر انه يلزم اكثر من الف علمانى وستة رعاة لربح شخص واحد فى السنة للمسيح.
ت‌- هناك سببان رئيسيان لكون اكثريه المؤمنين قد تقاعست عن ربح نفوس للمسيح.
1- أن المؤمن الاعتيادى لا يعيش حياة منتصرة حية تحت سيطرة الروح.
2- أن المؤمن الاعتيادى لا يعلم كيف يوصل عملياً ايمانه بالمسيح للاخرين.
د‌- أن المؤمن الفرح حقيقة هو ذاك الذى ينشر ايمانه. ومع ان درس الكتاب والصلاة ضروريان للغاية فلا يمكن ن يقوما مقام الشهادة.
ذ‌- نقرأ فى الاصحاح الخامس من إنجيل لوقا أن بطرس اصطاد كمية ضخمة من السمك بإتباعه تعليمات الرب. وهذا ما يشجعنا على الاعتقاد بأنه يمكننا أن نكون فعالين فى صيد الناس إذا ما اتبعنا الصيغة الروحية المقترحة هنا، والتى تستند إلى تعاليم الكتاب المقدس الواضحة.
أولاً: تأكد انك مسيحى مؤمن 
أ‌- ليس بكاف أن تكون صالحاً ومتأدباً ومتديناً، أو حتى عضواً فى كنيسة.
1- كثيرون من أعضاء الكنائس المخلصين والمكرسين الذين اتوا إلى معاهد تدريب ليتعلموا كيف يوصلون رسالة المسيح افادوا انهم خلال التدريب أما صلوا لطلب المسيح وأما حصلوا على التأكد من خلاصهم.
2- كان جون وسلى، مؤسس الميثودية، ابنا لقسيس وكان قدم خدم كمرسل قبل أن يصبح، هو بذاته، مؤمنا.
ب‌- قبولنا المسيح يتم بالايمان (افسس 2: 8-9).
ت‌- نظير نيقوديمس، الذى كان رجل متديناً جداً ومع هذا قيل له أنه عليه يولد ثانية، هكذا كل واحد منا يحتاج لأن يولد ثانية روحياً (يوحنا 3: 2 – 6).
1- يوضح تحول دودة القز إلى فراشة التغيير الكامل أو الحالة الروحية التى يجب أن تحصل فى حياتنا.
2- التسليم للمسيح كالزواج يتناول كامل الكيان العقل العاطفة والارادة.
د‌- حتى فى هذا الوقت بالذات، تستطيع أن تصلى ليأتى الرب إلى حياتك إذا كنت لم تفعل هذا من قبل.
ذ‌- بعد أن تكون قد قبلت الرب، لا تهنه بسؤالك إياه الدخول إلى حياتك ثانية، بل أشكره يومياً لأنه فى حياتك.
ثانياً: تأكد من عدم وجود خطية فى حياتك لم تعترف بها للرب 
أ‌- الخطية تمنعك من أن تكون مؤمناً سعيداً أو شاهداً أميناً للمسيح.
ب‌- جاء المسيح ليكون ذبيحة الله الكاملة عن خطايانا الماضية والحاضرة والمستقبلة.
ت‌- عندما نعترف بخطايانا (نقر بها أمامه)، يصبح لموت المسيح عن الصليب معنى فى حياتنا.
يتجلى الاعتراف الصادق بما يلى: 
1- الأقرار أمام الله ما عملناه خاطئ.
2- التوافق مع كلمة الله بأن تلك الخطية بشكل خاص وكذلك كل خطايانا، قد سد حسابها على الصليب.
3- تؤدى التوبة – تغيير موقفنا من الخطية – بواسطة قوة الروح القدس العاضدة، إلى تغيير فى أعمالنا.
ث‌- مع أن موت المسيح على الصليب قد سدد دين خطايانا الماضية والحاضرة والمستقبلة ومع أنه ما من شئ يمكن اضافته لذبيحته، يبقى الاعتراف بخطايانا ضرورياً وكتابياً (1يوحنا 2: 1- 6).
1- ليس هناك من دينونة علينا إذا كنا فى المسيح (رومية 8: 1).
2- فى مطلق الأحوال، فأن الإمتناع عن الاعتراف بالخطية يعطل شركتنا مع الله (مز 66: 18).
ثالثاً: تأكد انك مملوء بالروح القدس 
أ‌- أننا مملؤون بالروح القدس بالإيمان، بناء على أمر الله ووعده (اف 5: 18 وا يو 5: 14-15).
ب‌- الإمتلاء بالروح القدس وقيادته ضروريان حتما لكل شاهد فعال للمسيح (أعمال 1: 8).
ج‌- الخدمة التى تؤدى للمسيح بقوة الروح القدس هى وحدها التى ترضى الله (1كور 3: 12-15).
ح‌- الامتلاء بالروح القدس هو مسألة إيمان لا انفعالات عاطفية : “أما البار فبالإيمان يحيا”. وكل ما ليس من الإيمان فهو خطية” (رومية 14: 23).
خ‌- الإنفعالات العاطفية المجدية هى التى تنتج عن عيشنا بالإيمان والطاعة لله (يوحنا 14: 23).
رابعاً: كن مستعداً للتكلم مع الآخرين عن إيمانك بالمسيح 
أ‌- بإمكانك أن تتعلم فى غضون بضع ساعات من التدريب المكثف، كيف يمكنك عملياً أن توصل إلى الأخرين إيمانك بالمسيح فقط بواسطة تقديم المبادئ الروحية الاربعة ومواد أخرى.
ب‌- مسؤوليتنا هى أان نتبع المسيح، مسؤولية الله هى أن يجعلنا صيادى الناس.
خامساً: صل
أ‌- لا يشاء الله أن يهلك أحد (2بطرس 3: 9، 1تيموثاوس 2: 4).
ب‌- إذا سألنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا ويستجيب لصلواتنا (1يوحنا 5: 14-15).
ت‌- اعمل لائحة الصلاة.
ث‌- بينما أنت تصلى أطلب من الروح القدس أن يوجه الناس نحو المسيح (يوحنا 6: 44).
1- مع إن الله كامل السيادة، فقد اعطى الانسان ممارسة إرادته الحرة.
2- مع هذا يعلم الكتاب المقدس بوضوح عن عظم محبة الله، وحيوية مبادرته فى البحث عن الهالك (يوحنا 3: 16، رومية 5: 8، بطرس 3: 9، 1 تيموثاوس 2: 3 -4).
ج‌- علينا أن نكون سالكين بالروح لنتأكد أن الله يوجهنا لكى نصلى لأجل ما يتفق وإرادته وما سيستجيب له (فيلبى 2: 13، 1 يوحنا 5: 14- 15).
ح‌- لا تصل من أجل خلاص الناس وحسب، بل أيضاً من أجل المؤمنين ونموهم الروحى وخدمتهم (خذ المثل من ربنا فى إنجيل يوحنا 17).
سادساً اذهب 
أ‌- لا تنتظر الناس حتى يأتوا إليك.

3- How to fill with the spirit – كيف تمتلأ بالروح

ما هو المفهوم المتناقل؟ 

لما اوصى الرب الأحد عشر الذين اصطحبهم معه فى خدمته الارضية، أن يذهبوا الى العالم اجمع ويتلمذوا جميع الأمم، أمرهم ان يعملوا جميع ما أوصاهم به (مت 28 : 18 – 20).
وفيما بعد قدم الرسول بولس النصيحة نفسها الى تيموثاوس بقوله: وما سمعته منى … اودعه اناساً امناء يكونون اكفاء ان يعلموا آخرين أيضاً (2تى 2 : 2).
وقد أكتشف شركاؤنا فى العمل أثناء تقديمهم المشورة واحتكاكهم بربوات من الطلاب والعلمانيين والرعاة مده 20 سنه، أن أعضاء كنائس كثيرة ليسوا واثقين من خلاصهم وأن المؤمن الاعتيادى يعيش حياة الهزيمة والفشل ويجهل كيفية اعلان إيمانه بفعالية للآخرين.
لذلك حباً بسد هذه الحاجات الأساسية الثلاث وبنيان تلاميذ مسيحيين وضعت هيئة الخدمة الروحية سلسة من الكتيبات – المفاهيم المتناقلة أو “كيف تـ ……..” – التى تناقش الكثير من الحقائق الاساسية التى علمها المسيح وتلاميذه.
يمكن تعريف “المفهوم المتناقل” بفكرة او حق يمكن نقله من فرد الى آخر جيلاً بعد جيل دون تحريف او تخفيف لمعناه الأصلى.
ومتى توافرت حقائق الحياة المسيحية الأساسية هذه – المفاهيم المتناقلة بشكل كتب أو أفلام أو أشرطة مسجلة بلغات العالم الرئيسية فالله قادر ان يستخدمها لتغيير حياة الملايين فى العالم اجمع.
نشجعك على الألمام جيداً بكل من هذه المفاهيم حتى تصبح مستعداً لنقلها الى آخرين قادرين “أن يعلموا آخرين ايضاً”. فبعملك هذا تسهّل الوصول الى ملايين من البشر وتلمذتهم للمسيح وتسهم بقسط كبير فى اتمام المامورية العظمى فى جيلنا هذا.
المحتويات : 
كيف تمتلئ بالروح
سبباً جديداً
اسئلة للتأمل
دليل الدراسة
ملخص موسع

كيف تمتلئ بالروح
أستمع أحد المؤمنين إلى هذه الرسالة “كيف تمتلئ بالروح” فصرخ بعد ذلك قائلاً: “لمن تبقى حياتى على ما كانت عليه بعد هذه الليلة”. لقد مضى على فى خدمة الرب ما يزيد على العشرين عاماً ولكنى لم أفهم إلا اليوم كيف يمكننى اأن اتقوى بالروح القدس. واكون تحت سيطرته كل يوم من أيام حياتى. أنا الأن على أحر من الجمر حتى أطلع أخوتى المؤمنين على هذا الاختبار.
أن لم تكن قد تعلمت بعد كيف تمتلئ (أى تقاد وتتقوى) بالروح القدس. فسيكون تعلمك هذا أهم أكتشف عرفته فى حياتك المسيحية.
لقد أوصى الرب يسوع تلاميذه بأن يذهبوا إلى العالم أجمع ويكرزوا بالإنجيل ويتلمذوا جميع الامم وقبل أن يفعلوا ذلك أوصاهم ألا يبرحوا من أورشليم حتى يمتلئوا بالروح القدس. قال لهم “ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لى شهوداً فى اورشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض” (أع 1: 8).
أنه المسيح الموعود به، وأبن الله. وخير من عرفوه ماتوا شهداء وهم يشهدون ببشارة إفتقاد الله لهذا الكوكب الذى نعيش عليه بواسطة يسوع الناصرى، تعبيراً عن حبه وغفرانه لجميع البشر.
2- أتى المسيح ليعطينا حياة فضلى (فياضة)
قصد الرب يسوع المسيح أن تكون الحياة المسيحية مغامرة مثيرة وفضلى. فهو الذى قال: “أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل” أى الملء البالغ حد الفيضان. حين نسلك فى ملء الروح القدس وتحت سيطرته، يمتلئ كل يوم بالروعة والمعنى  والقصد والثمر. فالحياة الغنية المشبعة هى ميراث لكل مؤمن، ومن حقه كأبن الله أن يتمتع بها “لأن ثمر الروح هو محبة، فرح، سلام، طول أناة، صلاح، لطف، إيمان، وداعة تعفف (غلاطية 5: 22).
لقد استطاع مسيحيو القرن الأول المؤيدون بالروح القدس والمملؤون بقوته وبمحبة الرب، أن يقبلوا العالم رأساً على عقب. ولما امتلاء التلاميذ من الروح القدس نالوا قوة مقدسة وخارقة غيرتهم من رجال جبناء الى شهود للمسيح فرحين، وقد استخدمهم الله لتغيير مجرى التاريخ. هذه القوة المطلقة، قوة الروح القدس متوفرة لك لتؤهلك حتى تعيش حياة مقدسة ومثمرة ليسوع المسيح.
 إلا أن المأساه الكبرى هى أن كثيرين من المؤمنيين لا يعرفون حتى من الروح القدس، وإذا عرفوا لا يعرفون كيف يحصلون على قوته.
إذا كنت لم تختبر حتى الأن الحياة الفضلى التى وعد بها الرب يسوع. والتى هى ميراثك كمسيحى، أى من حقك أن تحصل عليها كأبن الله، وإذا لم يكن حتى الأن ربح النفوس أسلوب حياتك فإليك هذه البشارة .
أسئلة عن الروح القدس 
إن إجابات الأسئلة الخمسة التالية تقودك إلى معرفة واختبار حياة الملء بالروح القدس:
أولاً: من هو الروح القدس؟ 
الروح القدس هو روح الله، هو الله ليس هو شيئاًُ من الأشياء ولا فكرة من الأفكار ولا مفهوماً من المفاهيم ولا قوة إلهية فحسب، بل هو الله نفسه – المتمتع بكل الصفات الإلهية هو الأقنوم الثالث المساوى لله الآب والله الأبن. إله واحد فى ثلاثة أقانيم الآب والابن والروح القدس.
ليس الروح القدس مجرد قوة يحصل عليها المؤمن ليستخدمها حسبما يشاء. بل الروح القدس شخصية إلهية يمتلكنا ليستخدمنا كما هو مشيئته هى لخيرنا ولسعادتنا نحن.
أنا لا أستطيع أن أعطى تعريفاً كاملاً للثالوث ولا أحد سواى يستطيع. ذلك قال أحد أساتذة اللاهوت مرة “الإنسان الذى ينكر الثالث يخسر نفسه، أما الإنسان الذى يحاول أن يفهم الثالوث فيخسر عقله”. ذلك لأن الإنسان محدود أما الله فغير محدود.
وإذا كان الله غير محدود فمن المستحيل إدراك ماهية الله تماماً بعقولنا المحدودة. وكما أننا لا نستطيع أن ندخل البحر فى زجاجة صغيرة بل الزجاجة تأخذ من البحر ما يملؤها، كذلك نحن لا نستطيع أن ندرك الله بكاملة بل نفهم الله على قدر إمكانياتنا العقلية والروحية. هناك بعض الأمثلة التى تساعدنا على فهم التثليث وتوضيحه لنا.
مثلاً: 
1- الإنسان: فرد واحد مستقل لكنه مكون من ثلاثة عناصر إن جاز التعبير – الروح والجسد. فأى من الثلاثة هو الإنسان.
2- الماء: يوجد فى حالات ثلاث سائل وجامد وغاز. فأى من الثلاثة هو ماء. وكل شاب يمكن أن زوج وأب وأبن فى أن واحد. رغم ما تقدم من أمثلة، لا يوجد شئ يوضح الله إلا الله ذاته.
ثانياً: لماذا أتى الروح القدس؟
1- ليمجد المسيح: 
لقد أتى الروح القدس إلى عالمنا لكى يمجد المسيح. فالروح القدس يظهر لنا صفات المسيح وشخصيته وقوته ومحبته لكى يجذبنا إلى المسيح – قال الرب يسوع عن الروح القدس، ذاك يمجدنى لأنه يأخذ مما لى ويخبركم (يو 16: 14).
2- ليعلمنا جميع الحق: 
أتى الروح القدس ليقود المؤمنين إلى جميع الحق فى الليلة التى أسلم فيها الرب يسوع قال لتلاميذه: “خير لكم أن أنطلق لأنه أن أنطلق لا يأيتكم المعزى، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم.. وأما متى جاء ذلك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور أتية” (يو16: 13).
3- أوحى بالكتاب المقدس:
لقد أوحى الروح القدس إلى خدامه ليكتبوا الكتاب المقدس – كلمة الله. فعندما نقرأ الكتاب يكشف الروح القدس لنا حقائقه الثمينة. وكثيراً ما يكشف الروح القدس لنا معانى جديدة حسب حاجتنا الروحية من فقرات قراناها قديماً عدة مرات. ذلك لأن كلمة الله حية والروح القدس يجعلها ذات صلة ومعنى لحياتنا عندما نحتاج إليها.
4- أتى ليقدسنا:
أتى الروح القدس ليقدسنا أى ليعطينا القوى الروحية لكى نحيا حياة القداسة. ا”لقداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب”. ولا يطلب الرب أمراً ما دون أن يؤمن لنا القوة لفعله. فهو اله عادل.
أن عمل الروح القدس مهم جداً بعد صعود المسيح إلى السماء. فلا نقدر أن نعرف المسيح بدون عمل الروح القدس. لا نقدر أن نحيا الحياة المسيحية بدون الروح القدس. لا نقدر أن نصلى أو نشهد بدون الروح القدس. لا يوجد شئ نعمله من أجل الرب يسوع ولا يوجد شئ  يعمله الرب يسوع لأجلنا بدون الروح القدس.
ثالثاً: ما معنى أن نمتلئ بالروح القدس
1- الامتلاء بالمسيح: 
الامتلاء بالروح القدس يعنى الامتلاء بالمسيح- بصفات المسيح وأعماله، أن أكون تحت سيطرة المسيح الذى يحيا فى حياة قيامته، قال بولس “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى” (غلاطية 2: 20).
أن مقياس الحياة المسيحية مقياس عال، يستحيل بلوغه كما تقول كلمة الله. شخص واحد فقد استطاع ذلك، هذا الشخص هو الرب يسوع المسيح. فبحضوره وسكناه فى الإنسان يريد المسيح أن يؤهل كل من يضع ثقته فيه لكى يحيا هذه الحياة الخارقة للطبيعة.
2- الامتلاء بالثمر: 
(أ‌)أولاد بالإيمان: 
إن كان المسيح يحيا فينا فسوف نثمر روحياً، وذلك بصورة طبيعية كما تحمل شجرة نشيطة فيضاً من الثمر. قال الرب يسوع “هلما ورائى فأجعلكما صيادى الناس” مسؤوليتنا إذا أن نتبع المسيح. وأن نثبت فيه، ومسؤوليته أن يجعلنا صيادى الناس. وقال أيضاً “بهذا يتمجد أبى، أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذى” فكل من لا يعيش على هذا المستوى الروحى من الأثمار- (يحيا حياة القداسة ويربح نفوس المسيح) فلا يكون مملوءاً ولا مقوداً بالروح القدس وفقاً لما جاء فى كلمة الله .
يقول البعض نحن نشهد للمسيح بواسطة حياتنا الصالحة التى نحياها. هذا لا يكفى علينا أن نشهد بكلامنا وحياتنا فهذه هى قوة رسالتنا.
ويعتمد هذا التعليم على أساس كلمة الله التى تقول أن مخلصنا له المجد قد جاء لكى “يطلب ويخلص ما قد هلك” وقد “أختارنا وأقامنا” لكى ننقل بشارة محبته وغفرانه لجميع البشر “فكيف يسمعون بلا كارز” لذلك فالضرورة موضوعة علينا كما قال بولس “فالويل لى أن كنت لا أبشر”.
ثانياً الروح: 
عندما نمتلئ بالروح لا يتقصر الأمر على حصولنا على قوة فائقة للطبيعة حتى نشهد وإنما تبتدئ شخصية كل منا كذلك بالتغير. وفيما نحن نتابع السير بقيادة الروح القدس يتزايد ثمر الروح وضوحاً فى حياتنا كما يقول بولس الرسول “وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناه لطف صلاح إيمان وداعة تعفف …” (غلاطية 5: 22).
3- الامتلاء بالإيمان:
إن علاقة المؤمن بالروح القدس علاقة دقيقة بمعنى أن الشخص يتعلم أن الحياة المسيحية هى حياة إيمان أكثر منها حياة أعمال ولا دخل فيها للتأثيرات العاطفية “أما البار فبالإيمان يحيا” والأعمال هى ثمرة الإيمان. أى هى نتيجة حتمية وطبيعية له. وبمقدار ما تؤمن أن المسيح يستطيع أن ينتصر فيك ومن خلالك. لأنه بحسب إيمانك يكن لك.
لابد من كلمة تحذير: لا تبحث عن إختيار عاطفى أو وجدانى ولا تعتمد على الإختبارات الصوفية الغامضة. بل يجب أن تكون كلمة الله هى الأساس لنمونا الروحى.
يحكى أن لاعب السلك المشهور “بلونديل” سار على حبل ممدود فوق شلالات نياجارا، وهو يدفع عربة صغيرة يجلس بها رجل. فصفق له الجمهور طويلاً إعجاباً بهذا العمل الخارق. التفت بلونديل إلى شاب يقف بجواره غارقاً فى التصفيق وقال له اتؤمن أننى أقدر أن أنقلك فى هذه العربة إلى الضفة الثانية على هذا الحبل. أجاب بكل تأكيد فقال له بلونديل تفضل إذاً أصعد إلى العربة. فرفض الشاب بخوف قائلاً كلا كلا شكراً لا أريد. هل تؤمن بأن المسيح يستطيع أن يحيا فيك حياة الانتصار. أن نعم، سلم نفسك له بثقة وهو يفعل ذلك.
رابعاً: ما السبب فى كون المؤمن العادى غير مملوء بالروح القدس؟ 
اولاً: عدم المعرفة 
إننى واثق أن كثيرين من غير المؤمنين لو عرفوا الطريق إلى الإيمان لما تأخروا عن ذلك. غير المؤمن يستمر فى حياة العصيان رافضاً محبة الله وغفرانه لأنه لا يفهمها. هكذا هى الحال مع المؤمن الجسدى فأنه يستمر فى حياة الفشل والعقم الروحى لأنه لا يدرك من هو الروح القدس ولا ماهى الحياة المسيحية بكل غناها وملئها وخصبها. ولو علم المؤمن الجسدى كم يحبه الله وماهى القوة حين يختبر حياة الملء لما رضى أن يبقى جسدياً.
يصف بولس فى الإصحاح السابع من رسالة رومية مشكلة المؤمن الجسدى بقوله “لأنى لست أعرف ما أنا أفعله، إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فإياه أفعل… ويحى أنا الإنسان الشقى من ينقذنى من جسد هذا الموت”.
والمؤمن الجسدى الذى يصفه بولس فى رسالته الأولى الى أهل كورنثوس الفصل الثالث هو شخص تعيس – أنه أتعس من غير المؤمن. فبعد أن أختبر الشركة مع الله فقدها بسبب الحسد والخصام والانشقاق. فهو لا يعرف كيف يرضى الحياة القديمة. ولا يعرف كيف يعيش بالإيمان – فهو يعيش بالمشاعر. هو يسعى لكى لا يثق. لا يعلم كيف يكف عن أن يكون جسدياً. ولا كيف يصبح مؤمناً روحياً. فلا يستطيع أحد أن يغيره سوى الروح القدس.
أن الحياة المسيحية الحقيقية هى حياة فوق طبيعية معجزية فهى ليست ما نعمله نحن فى سبيل الله بل ما يعمله الله فى سبيلنا. وكما أنه بإيماننا بالمسيح نصبح مؤمنين كذلك بالايمان والاتكال عليه لحظة فلحظة نستطيع أن نحيا الحياة المسيحية فى نصرة دائمة. فعندما نكون ممتليئن من الروح القدس يعيش المسيح حياته الخارقة فينا وبنا. أما المؤمن العادى فلا يعرف كيف يستمد بالإيمان حاجته من موارد قيامة المسيح فيعيش نتيجة لذلك فى فقر روحى جاهلاً ما له من غنى جزيل وموارد طائلة فى المسيح.
كان أحد المزارعين يملك أرضاً واسعة ترعى فيها الماشية، ولكنه لم يجن من مرعاه ما يكفى لسد حاجات عائلته.
وفى أحد الأيام جاء إلى تلك المنطقة فريق من المهندسين للتنقيب عن البترول. وطلبوا من المزارع أن يسمح لهم بالتنقيب عن البترول فى أرضه فوافق على ذلك ووقع العقد بينهما.
وما أن وصلوا فى الحفر إلى عمق 350 متراً إذا بهم يكتشفون خزان بترول هائل وقد بلغت الكمية المستخرجة من البئر الأول 80000 برميل فى اليوم. كان المزارع يملك كل هذا إلا أنه كان يعيش فقيراً محتاجاً والسبب لأنه لم يكن يعرف أن هذه الثروة الطائلة من البترول موجودة فى ارضه.
هذا مثال واضح لحياة الإيمان فى اللحظة التى نصبح فيها أولاد الله بالإيمان بالمسيح. نصبح ورثة له وتصير كل موارده تحت تصرفنا.
ومع ذلك نرى أكثر المؤمنين يعيشون فى فقر روحى يفرضونه على أنفسهم. لأنهم لا يعملون كيف يستخدمون هذه الموارد الروحية التى سبق أن امتلكوها فى المسيح. ونظير هذا المزارع قبل إكتشاف البترول تراهم يعيشون جاهلين مدى غناهم فى المسيح.
ثانياً: عدم الايمان 
أن السبب الثانى لعدم الامتلاء بالروح القدس هو عدم الإيمان بالله الذى يريد ويقدر أن يهبنا روحه القدوس ليحيا فينا بقوته الإلهيه. كثيرون من المؤمنين قبلوا الحق والخلاص بالمسيح لكنهم عجزوا عن أن يدركوا محبة الله فهم يخافون منه وبكل بساطة لا يثقون به.
الثقة كلمة مرادفة للإيمان “وبدون إيمان لا يمكن ارضاء الله”. تصور شعورك لو أتى ولدك يومياً إليك قائلاً: يا أبى أنا لا أحبك ولا أثق بك، هل تتصور شيئاً يمكن أن يجرحك بأعمق من هذا؟. من جهتى، لا أستطيع. كذلك نفعل نحن مع الله. فبمواقفنا وتصرفاتنا نقول مثل هذا الكلام لله. نعيش وكأن الله غير موجود مع أننا نخدمه بشفاهنا. كثيرون من الناس يخشون أن يصبحوا مؤمنين خوفاً من أن يطلب الله منهم أن يغيروا خططهم، أو يفوض عليهم التخلى عن بعض ثروتهم أو ينزع المرح من حياتهم ويجعلهم يقاسون المأسى والمشاكل.
لنفرض أن أولادى أتوا إلى قائلين: “بابا نحن نحبك كثيراً وقد قررنا أن نفعل كل ما تريده منا من الأن فصاعداً” فماذا يكون موقفى حسب أعتقادك؟ هل اقول لهم أنى كنت أنتظر هذه الفرصة لانزع عنكم كل الفرح والسعادة وأجبركم على فعل كل شئ تكرهونه واحرمكم مما تملكون. كثيرون من الناس يظنون أن هذا ما يفعله الرب عندما  نكرس أنفسنا له؟ أنهم لا يعرفون عظم محبة الله لهم لو جاءنى أولادى قائلين لى شيئاً كهذا لكنت اطوقهم بذراعى قائلاً: وأنا احبكم جداً وأقدر من أعماق قلبى هذا التعبير عن حبكم لى، أنها أعظم هدية يمكنكم أن تقدموها إلى.
أيكون الله أقل محبة واهتماماً بأولاده منى؟ حتما لا. فقد برهن المرة بعد المرة أنه إله محب، وأنه مستحق أن يكون موضع ثقتنا. ويؤكد لنا يســوع ذلك بقوله “فإن كنتم وأنتم أشـرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحـرى أبوكم الذى فى السمـاوات يهب خيرات للذين يسألونه” (متى 7: 11).
يجب أن نثق بالرب ونخاف منه. يقول الكتاب “لا خوف فى المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج لأن الخوف له عذاب، وأما من خاف فلم يتكمل فى المحبة “. إن كلمة الله، بالإضافة إلى اختبارات الكثيرين عبر القرون تعطينا تأكيداً تاماً بأننا نستطيع أن نأتمن الله على حياتنا وعلى كل مالنا وما فينا.
عندما كنا أنا وأخوتى صغاراً ذهبنا بصحبة والدى إلى بستان تفاح على سفح أحد الجبال فكنا نأكل التفاح فرحين وضاحكين. ولما حان وقت الذهاب إلى البيت نادانا والدى فركضنا إليه. ولما وصلت وجدت نفسى أقف على مرتفع عال، سألت والدى كيف يمكننى أن أنزل إليك. فتح ذراعيه وقال لى أرم بنفسك بين يدى. قلت له إياك أن تدعنى أسقط من بين ذراعيك إلى الارض. فنظر إلى بعتاب قائلاً: وهل يمكن أن أفلتك من بين يدى؟
خجلت من نفسى لأنى جرحت والدى بعدم ثقتى فيه، ولكى اثيبت ثقتى به ومحبتى له أغمضت عينى ورميت بنفسى إليه وكلى ثقة أنه لن يتركنى أسقط أرضاً. فضمنى إلى صدره وقبلنى ثم انزلنى بكل رفق إلى الارض.
أخى المؤمن وأختى المؤمنة:
الق بنفسك بين يدى الله فأبوك السماوى لن يدعك تسقط أبداً. 
خامساً: كيف يستطيع الإنسان أن يمتلئ بالروح القدس؟ 
بالإيمان نمتلئ بالروح القدس. كيف أصبحت مؤمناً؟ بالإيمان. “لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان، وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد”. “فكما قبلتم المسيح الرب اسلكوا فيه” قبلنا المسيح بالإيمان ونسلك وكل شئ نناله من الرب من تاريخ ولادتنا الروحية نناله بالإيمان.
تستعطف الله ليملأك بروحه القدوس ولا تقايض الله بصومك أو بكائك أو التماسك. لقد صليت وصمت أياما كثيرة وبكيت وتضرعت وكنت أفكر أنه على أن أرفع صلاة وصوماً وبكاء، لكى اقتنى الروح القدس بها. إلا أننى تعلمت أخيراً من الكتاب المقدس أن الروح القدس يقبل بالإيمان نحن لا نحصل على الروح القدس بأعمالنا، نحن نقبله بالإيمان .
عندما تقدم شيكاً لأحد البنوك لا تستعطف الموظف بل تقدم الشيك له بثقة ثم تستلم المبلغ مع الشكر وتذهب فرحاً. البعض يسعى إلى اختيار عاطفى لكى يتأكد أن الله أعطاه الروح القدس. هذه اهانة لله وعدم ثقة بمواعيده وأمانته. أن السعى وراء اختبار عاطفى فقط هو انكار لمبدأ الإيمان.
تحضير القلب: 
أن الامتلاء بالروح القدس يتم بالإيمان وبالإيمان وحده، لكنه من المهم جداً أن نعرف أن عدة عوامل تساهم فى تحضير قلبك لهذا الامتلاء.
العامل الأول: 
هو أن ترغب من كل القلب أن تعيش حياة ترضى الرب. ولنا وعد مخلصنا حين يقول طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون (متى 5: 6).
العمل الثانى:  
هو أن تكون على استعداد لتسليم حياتك للمسيح حسبما يأمر الرب. فيقول على فم بولس الرسول “فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هى إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة” (رومية 12: 1 ،2).
العامل الثالث:
هو أن تعترف بكل خطية تعرفها أو يذكرك بها الروح القدس لتختبر التطهير والغفران اللذين يعد الله بهما. “أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” (ايو 1: 9).
لقد اعطى الرب يسوع وعداً إذا قال “الذى عنده وصاياى ويحفظها فهو الذى يحبنى، والذى يحبنى يحبه أبى، وأنا احبه وأظهر له ذاتى”.
كل هذه العوامل تجعلنا مستعدين لقبول الروح القدس بالإيمان.
أمر ووعد الله: 
الأول: هو أمر الله يأمرنا الله أن نمتلئ بالروح القدس إذ يقول “لا تسكروا بالخمر الذى فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح” فاذا لم نفعل ذلك نكون قد عصينا الله.
الثانى: هو وعد الله والوعد يجعل الامر قابل التنفيذ “وهذه هى الثقة التى لنا وان كنا نعلم انه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم لنا الطلبات التى طلبناها منه” (1يو: 5 :14).
هل إرادة الله أن يملأك ويقودك؟ طبعاً نعم لأنها امره. يمكنك الأن بالذات أن تسأل الرب أن يملأك بناء على وعده.
إذا كنت مؤمناً بالمسيح فالروح القدس موجود فيك لأنك ولدت الولاده الجديدة بالروح القدس. والامتلاء هو أن يستلم الروح القدس كل مرفاً من مرافئ حياتك. وهذا الامتلاء يبدأ فى لحظة ما لكنه يجب أن يستمر كل الحياة. فالامتلاء لا يتم مرة واحدة فقط. بل هناك انفتاح مستمر على الروح القدس لكى نحصل على امتلاءات منه حسب الحاجة والنمو والخدمة التى نقوم بها. وكلمة امتلؤا باللغة اليونانية تعنى أن يكون المرء باستمرار ودون انقطاع ممتلئاً ومقوداً ومؤيداً بالروح القدس كنهج لحياته اليومية. ونرى أن التلاميذ بعد أن امتلئوا بالروح القدس كان الله يملاءهم لمواجهة العدو أو لتحمل مسئولية جديدة.
الامتلاء بالروح (1 يو 5 : 14، 15) وعد القدس يتم بالايمان. والصلاة تعبير عن هذا الإيمان. لذلك اقترح عليك أن تصلى وتطلب من الرب أن ينفذ مشيئته بك بأن يملأك بروحه القدوس. لن يكون امتلاؤك لأنك صليت بل لأنك وثقت به وأمنت بوعده.
سيداً جديداً: 
لا يمكنك أن تصلح ذاتك بل عليك أن تموت مع المسيح عن العالم وتقبل سيداً جديداً يحيا فيك وهو الرب يسوع. قال بولس “مع المسيح  صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى” فما أحياه الأن فى الجسد فإنما أحياه فى الإيمان إيمان ابن الله الذى أحبنى واسلم نفسه لاجلى. وقال الرب يسوع “أن أراد أحد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى”. وأن لم تقع حبه الحنطة فى الارض وتمت فهى تبقى وحدها ولكن أن ماتت تأتى بثمر كثير.
لا تعتمد على المشاعر: 
لا تعتقد أنه يجب عليك أن تمر باختيار شعورى، أو أن يحصل لك أمراً غريب.  كيف قبلت المسيح بالشعور؟ أو بالإيمان؟ طبعاً بالإيمان ولم يكن الشعور الشئ الجوهرى بل النتيجة لإيمانك بالمسيح. والبعض من الناس قبلوا المسيح دون أن تخبروا اختباراً عاطفياً. “لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان”.
أن الغرض من إعطاتنا الروح القدس هو لكى نعيش حياة مقدسة ونكون شهوداً مثمرين للمسيح، وليس لكى تختبر اختباراً عاطفياً فقط. فنحن نمتلئ بالروح القدس بالإيمان أن كان هناك اختبار عاطفى أم لم يكن.
هل وفيت شروط الله؟ هل أنت جائع وعطشان إلى البر؟ هل ترغب بإخلاص أن تكون مقوداً ومؤيداً بالروح القدس؟ فإذا كان جوابك بالإيجاب. احن رأسك الأن أمام الله وارفع قلبك إليه بالصلاة اسأله أن يملأك بالروح القدس قائلاً: “يا أبى السماوى الحبيب أنا محتاج إليك. أنا أقر أننى كنت مسيطراً على حياتى، وهذا بالتالى ما جعلنى اخطئ إليك. أشكرك لأنك غفرت خطاياى بواسطة موت المسيح على الصليب من أجلى. وها أنا أن أدعو المسيح ليتسلم عرش حياتى املاءنى بالروح القدس حسبما أمرتنى أن امتلئ وحسبما وعدت فى كلمتك بأنك تستجيب إذا ما سألت بالإيمان. أننى اسأل هذا بسلطان اسم الرب يسوع المسيح. وكتعبير عن إيمانى أنا أشكرك الأن لأنك ملأتنى بروحك القدس ولأنك تسلمت قيادة حياتى. أمين”.
إن كانت هذه الصلاة قد عبرت عما فى قلبك وصليتها باخلاص فأنت الأن مملوء بالروح القدس بالإيمان حسب وعد الله وأمره. فعش حياة القداسة يوماً فيوماً شاهداً للمسيح بحياتك وكلامك.
أسئلة للتأمل 
1- من هو الروح القدس؟
2- لماذا أتى الروح القدس؟
3- ما معنى أن تكون ممتلئاً بالروح القدس؟
4- بالإشارة إلى غلاطية 5: 22، 23، أى نوع من الأثمار ينتج الروح القدس فى حياة شخص مستسلم لقيادته؟ أى هذه المزايا تحتاجها بشكل خاص فى حياتك؟
5- ما السبب فى ضالة عدد المؤمنين الذين يختبرون الامتلاء بالروح القدس؟
6- ماهى العلاقة بين أن تكون مملؤاً بالروح القدس وأن تصبح ناضجاً مؤمن؟
7- ماهى الفوائد العملية التى تستطيع أن تتوقعها نتيجة كونك مملؤاً بالروح القدس؟
8- كيف يكمل كل من هذين المفهومين الآخر:
– كونك مملؤاً بالروح القدس. وأيضاً.
– جعلك كلمة المسيح تسكن فيك بغنى؟
راجع (أفسس5: 17 – 21، كولوسى 3: 16، 17).
9-هل الامتلاء بالروح القدس يتم مرة واحدة وكفى أم أنه يتكرر؟ لماذا من المهم فهم هذا واستذكاره؟
10- هل يصبح الشخص الممتلئ بالروح القدس كاملاً؟
11- أشرح سبب الإحتياج إلى كل من العوامل التالية كتحضير للقلب فى سبيل الامتلاء بالروح القدس؟
– الرغبة فى أن تعيش حياة ترضى الله.
– الاستعداد لتسليم قيادة حياتك إلى الله.
– الاعتراف بأية خطية معروفة فى حياتك.
12- كيف يمتلئ المرء بالروح القدس؟
13-ما علاقة الأمر فى افسس 5: 18 والوعد فى 1 يوحنا 5: 14،15 بمعرفتك انك مملؤ بالروح القدس؟
14- لماذا من الأهمية الحيوية بمكان التحقق من أننا مملوؤن بالروح القدس على أساس إيمان وحده وليس على أساس الأعمال من أى نوع كان؟
15- ما هى العلاقة بين الإيمان والحق والشعور فى ما يتعلق بالامتلاء بالروح القدس؟
16- على ضوء الاقوال الواضحة فى افسس 5: 18 وفى 1 يوحنا 5: 14، 15 لماذا يعتبر طلب الحصول على اختبار عاطفى أو صوفى نكرانا لمبدأ الإيمان؟ وبالإشارة إلى عبرانيين 11: 6 هل يرضى الله أمر كهذا؟ لماذا؟
دليل الدراسة 
– اقرأ هذا المفهوم أو اصغ إلى شريط مسجل عنه لسته أيام متوالية. لقد أظهرت الأبحاث التربوية أن من الضرورى قراءة المفهوم أو الاستماع إليه من 6- 10 مرات ليتم فهمه فهماً صحيحاً. وتطبيق المبادئ المتعددة فى هذا المفهوم ستعلمك كيف تحصل على الامتلاء بالروح القدس. وكيف تبدأ حياتك المسيحية تحت سيطرته الكريمة. وسيمكنك الفهم الصحيح لهذا المفهوم من أن تنقله بأكثر فاعلية إلى الاخرين.
3- استظهر الايات والشواهد التالية:
(افسس5: 18) “ولا تسكروا بالخمر الذى فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح”.
(1 يوحنا 5: 14، 15) “وهذه هى الثقة لنا عنده أنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا. وإن كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا. وإن كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم إن لنا الطلبات التى طلبناها منه”.
يكون استظهارك للآيات أكثر سهولة ودواماً أن كنت تراجعها يومياً طيلة الأسبوع عوض أن تحاول الأنتهاء منها فى يوم واحد. راجع كذلك الآيات المستظهرة فى مفاهيم سابقة.
4- ادرس أسئلة على الصفحة 29.
5- اشترك فى حلقة مداولة تستعمل اسئلة التأمل.
وإذا كنت حتى هذا الوقت لا تواظب على أحد اجتماعات درس الكتاب المقدس أو تشترك فى حلقة عامة تدرس المفاهيم المتناقلة، فباستطاعتك أن تشكل حلقة خاصة بك بدعوتك أخرين لمشاركتك بهذا البرنامج الدراسى وفيما أنتم تناقشون اسئلة التأمل حاول أن تطلع الأخرين على ما يعلمك إياه الله عن كيفية الامتلاء بالروح القدس. اخبرهم ايضا عن خطتك لتطبيق مبادئ هذا المفهوم فى حياتك ولإطلاع أخرين عليها.
6- ختاماً اجعل هذا المفهوم كيف تمتلئ بالروح  نهجاً حياتياً لك بممارستك الأمور التالية: 
– خصص وقتاً لتكون بمفردك مع الرب كل يوم وتأكد من أن الرب يسوع المسيح مسيطر على حياتك وأنك مملؤ بالروح القدس فيما تبدأ كل يوم بيومه اشكر الرب على ما سيفعله فى حياتك وعلى الطريقة التى سيستخدمك فيها فى حياة الأخرين واسأله أن يرشدك إلى أولئك المحتاجين إلى محبة المسيح وغفرانه.
– تعود أن تتنفس روحياً كلما أدركت احيتاجك لذلك. أزفر باعترافك بخطيتك واشهق بامتلاكك ملء الروح القدس بالإيمان.
– استعمل الموجز القصير فى مطلع هذا الكتيب والملخص الموسع فى أخره أو شريط تسجيل لهذا المفهوم بغية نقل هذا الحق الحيوى للأخرين. تحدث عنه بأكثر ما تستطيع خلال الأسبوع، وقد كتيباً أو ربما شريطاً إلى الذين يشاركونك دراسة هذا المفهوم كى يتملكنواهم بدورهم من دراسته بعمق ونقله من ثم إلى أخرين ايضاً.
ملخص موسع
1- أن التعلم عن كيفية الامتلاء (الانقياد والتأكد) بالروح القدس هو أعظم اكتشاف فى الحياة المسيحية.
– بإمكانك أن تختبر حياة الملء التى وعد بها يسوع.
– بإمكانك الاتيان بآخرين إلى المسيح.
2- مع أن التلاميذ كانوا مع الرب طيلة ثلاث سنين إلا أنهم لم يكونوا مؤهلين لحمل تبعات مأمورية الرب العظمى حتى ملئوا بالروح القدس.
3- وعد يسوع بأننا سنعمل أعمالاً أعظم من التى عملها هو (يوحنا 14: 12- 14).
– من الواضح اننا لا نستطيع إنجاز هذه الاعمال الأعظم بأنفسنا.
– أبن الإنسان الذى جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك هو الذى سينجزها عاملاً بواسطتنا.
– أن مسؤوليتنا هى أن نتبع المسيح ومسؤوليته أن يجعلنا صيادى الناس (متى 4: 19).
– أن نفس القوة التى نالها التلاميذ فى يوم الخمسين عندما امتلا بالروح القدس التى اهلتهم لتغيير مجرى التاريخ هى متوفرة لنا.
– بكل أسف نرى أن آلوف المسيحيين لا يعرفون كيف يمتلئون بالروح.
1- من هو الروح القدس؟
– أنه الله.
– أنه الاقنوم الثالث من الثالوث المساوى لله الاب ولله الابن.
2- لماذا أتى الروح القدس؟
– لقد أتى ليمجد المسيح وليرشدنا إلى حق كلمة الله (يوحنا 16: 13، 14).
– أنه يعطينا قوة لنشهد.
– من المستحيل أن نعرف المسيح دون الروح (يوحنا 3: 5).

2- Factors of success individual work – عوامل نجاح العمل الفردي

أولاً: معرفة اختباريه بالمسيح يسوع كالمخلص

يحكى أن بائع أعشاب طبية لعلاج السعال كان يتجول فى قرية لصعيد مصر وبينما هو ينادي ويدعو الناس أن يشتروا منه الدواء كان يسعل بشدة وينادي ويقول عندي الدواء لشفاء الناس من السعال والكحة والبرد، وكان يخرج من فمه الكثير من البلغم الأخضر والأصفر فتجمع الأولاد من حوله وهم يقولون بصوت عال يا كذاب اشف نفسك أولاً ثم تعال لتبيع العلاج ويقولون:
يا أيها الرجـــل المعـلم غيره — هلا لنفسك كان ذا التـعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي العنا — كيما يصح به وأنت سقيم
يجب أننا نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا “الحق الحق أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا ولستم تقبلون شهادتنا” (يوحنا 11:3) ، ومعروف أن فاقد الشيء لا يعطيه، فيجب على من يقوم بهذا العمل أن يكن قد أختبر خلاص المسيح وتأكد من نواله الحياة الأبدية “كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله” (1يوحنا 13:5)، فلقد قال الرسول بولس “فإذ لنا روح المكتوب عينه حسب المكتوب آمنت لذلك تكلمت نحن أيضاً نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً” ( 2كورنثوس 13:4 ).
ثانياً: جعل العمل الفردي أسلوب حياة
تكلمنا عن هذا العامل في الدرس 24 ولكن لأهمية هذا الأمر سأشاركك مرة أخرى عنه. كان المريض الشيخ ينام بمفرده على فراش الموت في دار الرعاية ولما زاره صديقه القديم حزن الصديق وفوجىء بتدهور صحة صديقه فقال له: لقد تغيرت كثيراً في هذه الشهور الأخيرة، أجابه صديقه المريض: نعم، بل كل يوم أتغير وربما بعد ساعات سأموت ويكفنوني بعد أن يغسلونني ويضعونني في صندوق وأدفن ليوارى جثماني الثري هذه قصة حياتي القصيرة يا صديقي وأنا أعلم ذلك جيداً. صمت الصديق وخيم الوجوم على وجهه وهو يسمع ذلك من صديقه الذي كان يحتضر، ولكن صديقه المريض أبتسم أبتسامة يملؤها الرجاء الحي وقال: دعني أكمل لك الجزء الأهم من قصة حياتي: فبعدما أرقد هنا وفي نفس لحظة موتي سأذهب للسماء، للفردوس مع المسيح لأبقى معه إلي أبد الآبدين، هذا الجزء الأهم والمعزي في القصة وبعد أن يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله (أيوب26:19) وهناك في السماء سيغير الرب جسدي هذا ليكون على صورة جسد المسيح (فليبي21:3) ، صمت الصديق المريض من حديثه، ثم ركز نظره عليه وسأله بنبرة جدية ممتلئة بالحنان: صديقي الغالي لقد كنا هنا أصدقاء دائماً فهل ستلحقني وأراك لنكون معاً مع المسيح هناك في السماء؟؟، وصلى صديقه معه وربحه للمسيح، وبعدها بساعات قليلة سافر ليكون مع المسيح. كان كلاي ترمبل لمدة 50 عاما، يعتبر أن كل مره يكون فيها على انفراد مع أي إنسان فرصه رائعة وهكذا ربح هذا المؤمن الكثيرين للمسيح “نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس” (1بطرس 9:1) .ولقد روى ر. أ. توري عن مؤمن ملتهب بالأشواق تجاه ربح النفوس، وكان العمل الفردي أسلوب حياته تحدث مع سيده عن الرب يسوع وخلاصه فقبلت السيدة الكلمة بفرح وصلّت وسلمت حياتها للرب يسوع ولما أخبرت زوجها بالتغير العجيب الذي حدث في حياتها والفرح الغامر التي اختبرته بعد الخلاص وكيف أنها تمتعت بالغفران الأبدي، قال لها زوجها أين هذا الرجل الذي وعظك؟ لو رأيته! قالها وهو يشيط غضباً، لأفهمته أن ينصرف إلى عمله ويترك الآخرين لحالهم، فأجابته الزوجة قائله: لو كنت سمعته لأدركت أن البشارة عن الرب يسوع والإنجيل هو عمله فعلاً لقد أدركت هذا في كل كلامه وتعبيراته أنه يحب الرب جداً، ويشفق على النفوس الهالكة. وأتذكر إني دعيت في أحد الكنائس بالقاهرة لأتحدث إلى مجموعة من الطلبة المؤمنين بكلية الصيدلة عن العمل الفردي وطلبوا مني أن أقدم كل موضوع العمل الفردي في ساعتين – ساعة كل أسبوع فوضع الرب في قلبي فتحدثت في الساعة الأولى كلها عن أهميه أن تجعل العمل الفردي من أولويات حياتك أي أسلوب حياه وفي بداية الأسبوع التالي قال أحد الطلبة لقد تضايقت إنك أخذت نصف الوقت المحدد للحديث عن موضوع العمل الفردي في هذه الجزئية ولكني أردت أن أطبق هذا الأسبوع الماضي وقررت أن أتحدث عن الرب يسوع وعمله مع كل مسيحي أقابله على انفراد واعترف الآن إنني تحدثت مع العشرات خلال هذا الأسبوع وأظن إنني ربحت 4 منهم وإني آسف لأني تذمرت على كونك تحدث ساعة كاملة عن هذه الجزئية التي هي أهم عامل من عوامل نجاح العمل الفردي أي أن يكون العمل الفردي أسلوب حياة يومي وليس موسمي .. ففرحت جداً باختبار هذا الشاب.لقد كان ربح النفوس هو أسلوب حياة جون وسلي فكتب قائلاً: لا يكن لك أي هدف في الحياة سوى ربح النفوس ليس الغرض أن تعظ عدد أكثر من العظات ولكن العبرة أن تربح أكبر عدد ممكن من البشر سواء بالعمل الفردي أو العظات الكرازية. فمع الأخذ في الاعتبار كل عوامل العمل الفردي الأخرى يبقى هذا العامل من أهم عوامل النجاح، فكم من مؤمنين حقيقيين رجال صلاة ودارسين الكتاب المقدس ولكنهم لا يربحون النفوس لأنهم لم يجعلوا العمل الفردي أسلوب حياة إما جهلاً بأن هذه مسئوليتهم العظمى أو إهمالاً لهذه الخدمة العظيمة جداً أو بسبب ال(10) أفكار الخاطئة التي درسناها في الدرس 22 و 23.
اسمح لي مرة أخرى أن أكرر لك أن أهم عامل على وجه الإطلاق لنجاح العمل الفردي هو أن تكن منشغل بهذا العمل ويكون على قلبك من الصباح للمساء كل يوم.
أي أن العمل الفردي يكون أسلوب حياة “كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح” (أعمال20:20-21) ، “لذلك اسهروا متذكرين أنى ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد” (أعمال 31:20) وأن لا يفتر هذا الشوق أبداً، هذا ما يسمى بلهيب رابح النفوس فإن كان الرب “الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة” (مزمور 104 : 4)، وهذه الملائكة الملتهبة التي تخدمه لم يمت الرب لأجلها فكم بالأحرى يجب أن نكن نحن ملتهبين فى حبنا للرب وغيرتنا له “اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك لأن المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية لهيبها لهيب نار لظى الرب” (نشيد 8 :6 ).
ثالثاً: محبه قلبيه للمسيح وللنفوس
سأل الجنرال وليم بوث مؤسس جيش الخلاص أحد المؤمنين الشيوخ الأتقياء: لا أدري ماذا أفعل لهذا المكان لقد جربت الوعظ والصلاة والترنيم ولا يزال الناس قساة جداً فماذا أفعل؟!، فأجابه الشيخ: جرب الدموع وكم من نفوس جاءت للمسيح بالعمل الفردي إذ رأت دموع من يتحدث معها. لو كانت محبتنا للمسيح حقيقية فسوف نحفظ وصاياه ونطيعه (يوحنا 15:14 (يوحنا 10:15) (1كورنثوس 8:13) (2كورنثوس 14:5) . ولقد أوصانا أن نذهب ونخبر النفوس بالمسيح وعمله “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس” (متى 19:28) ، (مرقس 15:16) ، “لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس” (روميه 5:5) فيجب أن هذه المحبة تنسكب. كتب الدكتور يوسف كلارك بأمريكا ترنيمة المحبة لربح النفوس على نمط (1كورنثوس13) فقال: أن كنت أتكلم بألسنة العلم الكتابي واللاهوتي وأن استعملت أحدث طرق الوعظ، وفشلت في ربح النفوس للمسيح فأنا كصوت زئير الرياح في الصحراء، ولو حصلت على كل الدورات التدريبية في الخدمة وأفهم كل أسرار علم النفس والمشورة ولو كان ليَ أدراك بكل العقائد والمعتقدات الكنسية ولا أبذل نفسي في ربح الآخرين للمسيح فأنا كمجرد سحاب أو ضباب يتحرك فوق البحار، ولو قرأت كل ما كتب عن عوامل نجاح الخدمة الروحية وحضرت كل المجامع والمؤتمرات الكونية وسمعت أشهر الوعاظ والمبشرين والمعلمين وتقابلت مع أشهر رجال الدين المسيحي في العالم ولم أربح النفوس للمسيح فلا أنتفع شيئاً، إن رابح النفوس يحتمل كل شئ ولا يحسد من يربح نفوس أكثر منه ولا يطلب راحته ولا يحتد ويحتمل كل شئ ويرجو كل شئ ويصبر على كل شئ أما الآن فتثبت المعرفة الكتابية والوسائل المفيدة في الخدمة وربح النفوس للمسيح هذه الثلاثة ولكن أعظمهن ربح النفوس للمسيح لأن لهذا الغرض أبقانا الرب على الأرض وهذا الغرض نتيجة أبدية، وهذا أعظم ترجمة للحب للرب وللنفوس من قلوبنا للآخرين فليست هناك قوه رابحه للنفوس أكثر من المحبة التي لا تسقط أبدا. فإن امتلئ قلبي بالمحبة للرب فسأحب النفوس وإن أحببت النفوس فلن تهدأ نفسي وأنا أراهم يهلكون أبديا وحبي لهم سيجعلهم هم أيضا ينجذبون إلى ليسمعوا عن الله ومحبته “وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة ويأكل معهم” (لوقا1:15،2) ، “محب للعشارين والخطاة” (لوقا 34:7).
رابعاً: الدراسة العميقة والإختباريه لكلمة الله
“لأن كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي فى البر لكي يكون إنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح” (2تيموثاوس 16:3، 17) فكلمة الله كالصنارة لصياد الناس (لوقا 10:5 ) ، وكالبذرة للزارع فى القلوب (مرقس14:4) .
وهناك 7 أسباب تجعل دراسة الكتاب المقدس هامة جداً لرابح النفوس:
1- لأنها وحدها حينما تستخدم بقوة الروح القدس تبكت الخطاة:
“فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الاخوة” (أعمال 37:2) ، (أعمال 54:7) (1تسالونيكي 5:1) .
2- لأن بها بذرة الحياة فهي التي تولد الإنسان:
“لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء .. يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعا .. هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إلىّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما أرسلتها له” (اشعياء 10:55-11) ، “مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلي الأبد” (1بطرس 23:1) ، ( يعقوب 18:1) .
3- لأنها تدخل إلى الأعماق الداخلية للإنسان:
“لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته. وليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا” (عبرانيين 12:4 ) .
4- لأنها تحطم قوة الظلمة داخل الإنسان:
فهي سيف الروح “وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله” (أفسس 17:6) ، وكالنار التي تحرق كل مقاومه والمطرقه التي تحطم كل عناد “أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر” (أرميا 29:23) .
5-لأنها تعلم طريق الخلاص:
“ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع” (أعمال 8 :35) .
6- لأنها تعطى يقينية الخلاص:
“من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة” (1يوحنا 12:5) لأن كلمة “هكذا قال الرب” وحدها تعطى الأمان تجاه:
أ ) الخلاص التام:
“لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت” ( روميه 9:10)، (يوحنا 24:5) ، (1يوحنا 13:5) ، “لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم” ( لوقا77:1) .
ب) السلام الأبدي:
“خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي. أبى الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد” (يوحنا27:10-30 (روميه 35:8 -39).
ج) بركات المستقبل:
“لا تضطرب قلوبكم انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة وإلا فإني كنت قد قلت لكم أنا امضي لأعد لكم مكاناً وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إلى حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً” (يوحنا 1:14-3) (أفسس 3:1) .
7- لأنها تعطى الإرشـاد:
فهي سراج للحياة بعد الخلاص “سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” ، “فتح كلامك ينير يعقل الجهال” (مز 105:119، 130) ، (أمثال 20:6-23) .
ملحوظة هامة:
لا انتظر حتى أدرس الكتاب المقدس جيداً وبعدها أبدأ في العمل الفردي ولكن أعمل وأنا ادرس الكتاب فلا رحاب (يشوع 23:6) ، ولا السامرية (يوحنا 29:4) ، ولا الأبرص (مرقس 45:1) ، ولا المجنون (مرقس 20:10) كانوا قد درسوا كل الكتاب المقدس عندما شهدوا للآخرين ، لكن بعد ذلك أكيد أنهم درسوا الكلمة جيداً..
خامساً : حياة الصلاة فى كل حين
“قال لهم أيضاً مثلا في أنه ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل” (لوقا 1:18) الصلاة من أهم عوامل نجاح رابح النفوس “فالذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج” (مزمور5:126) ، وبالإضافة لصلواتنا المختلفة هناك على الأقل 4 أمور يجب أن أصلى لأجلها كل يوم فيما يتعلق بربح النفوس:1- أن نطلب من الرب أن يرشدنا إلى الشخص المقصود – قال روح الرب لفيلبس- “تقدم ورافق هذه المركبة” (أعمال 29:8) .2- أن نطلب من الرب أن يرشدنا للكلمات المناسبة لهذا الشخص بالذات “تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها” (أمثال 11:25) .3- أن نطلب من الرب أن يعطى قوة للكلمات التي أرشدنا بالتحدث بها “وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم” (أعمال 4 : 33).4- نصلى إلى الرب أن يواصل عمله فى القلب “الآن أستودعكم يا اخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثا مع جميع المقدسين” (أعمال32:20) .ويجب أن يدرك رابح النفوس إنه لن تحدث ولادة طبيعية دون تمخض هكذا لن تحدث ولادة روحية دون تمخض حيث يسأل الرب قديماً مستعجباً “قبل أن يأخذها الطلق ولدت قبل أن يأتي عليها المخاض ولدت ذكرا. من سمع مثل هذا من رأى مثل هذه هل تمخض بلاد في يوم واحد أو تولد أمة دفعة واحدة فقد مخضت صهيون بل ولدت بنيها. هل أنا أُمخض ولا أُولد يقول الرب أو أنا المولد هل اغلق الرحم قال إلهك” (اشعياء7:66-9) ، ويقول الرسول بولس لأخوة غلاطيه “يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم” (غلاطيه19:4) ، والتمخض بالنفوس في الصلاة معناها الصلاة لأجلها بلجاجة لكي يخلصها الرب يسوع ويغيرها .. والآيه الذهبية في الصلاة لأجل النفوس هي “الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع – الكتاب المقدس- مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه – النفوس التي قبلت الكلمة” (مزمور6:126) .
وهذه قصة صلاة جميلة عن – جوني اكستوبي: كان شاب صغير السن وكان مشهور باسم جوني المصلي وطلب من الكنيسة أن تسمح له بالذهاب إلى قرية صغيرة تسمى “فايلي” وكانت مشهورة بالشر والفساد وكان الوعاظ يذهبون إليها الواحد بعد الآخر دون أي نتيجة أو نجاح لقد كانت هذه القرية تحت نفوذ الشيطان وقد أعترف الكثير من الخدام الموهوبين بالتبشير وقتها بأنه لا فائدة ترجى من فايلي -ضيعة الشيطان- وسافر جوني اكستوبي إليها وعندما اقترب من القرية وهو صاعد على أحد الجبال الذي كان يفصل بين ماستون وفايلي، رأى من بعيد ضيعة الشيطان وشعر بقلبه يأس في داخله فترجل عن حصانه وجثا على ركبتيه تحت شجرة مورقه على سطح الجبل وأخذ يصلي إلى الله في جهاد وصراع ودموعه تنهمر من عينيه وقطرات العرق على جبينه وعلا صوته في صراعه وصلاته علواً شديداً لدرجة أن أحد الأخوة وكان صاحب طاحونة على سطح الجبل الآخر سمع صوته وهو يقول: “أيها الرب يسوع إني آمنت بقدرتك على خلاص النفوس في فايلي ولقد أخبرت الأخوة في براير لينجتون إنك ستحيي عملك في ضيعة الشيطان .. أنت تعلم يا سيد إنه ليست فيّ قوة البتة ولكني أتيت مؤمناً بقدرتك .. واستمر جوني في الصراع والصلاة حتى الفجر وقد جعل من ضعفه أساساً لتوسلاته وهو يطلب قوة الروح القدس وفي الصباح ظل يرنم بقدرة الرب يسوع ويقول سقطت سقطت فايلي وذهب إلى القريـة وفي شوارعها رنم الترنيمة المشهورة: ارجعوا للرب حال-واطلبوا منه الخلاص واجتمع من حوله الكثيرون الذين ظلوا يسمعوه وصلى معهم أفراداً وجماعات فبكى أقسى الخطاة وارتعب أشجع المستهزئين وسقطت فايلي لتكون فيها كنيسة قوية شاهدة.إن نسيت كل هؤلاء فلا تنسى الرب يسوع له المجد الذي كان لسان حاله ” أما أنا فصلاة” (مزمور 4:109) أنظره كيف كان يبكي على (لوقا 19: 41-44).

1- How do ensure that you have eternal life – كيف تتاكد أن لك حياة أبدية

ما هو المفهوم المتناقل؟ 
لما اوصى الرب الأحد عشر الذين اصطحبهم معه فى خدمته الارضية، أن يذهبوا الى العالم اجمع ويتلمذوا جميع الأمم، أمرهم ان يعملوا جميع ما أوصاهم به (مت 28 : 18 – 20).
وفيما بعد قدم الرسول بولس النصيحة نفسها الى تيموثاوس بقوله: وما سمعته منى … اودعه اناساً امناء يكونون اكفاء ان يعلموا آخرين أيضاً (2تى 2 : 2).
وقد أكتشف شركاؤنا فى العمل أثناء تقديمهم المشورة واحتكاكهم بربوات من الطلاب والعلمانيين
والرعاة مده 20 سنة، أن أعضاء كنائس كثيرة ليسوا واثقين من خلاصهم وأن المؤمن الاعتيادى يعيش حياة الهزيمة والفشل ويجهل كيفية اعلان إيمانه بفعالية للآخرين.
لذلك حباً بسد هذه الحاجات الأساسية الثلاث وبنيان تلاميذ مسيحيين وضعت هيئة الخدمة الروحية سلسة من الكتيبات – المفاهيم المتناقلة أو “كيف تـ ……..” – التى تناقش الكثير من الحقائق الاساسية التى علمها المسيح وتلاميذه.
يمكن تعريف “المفهوم المتناقل” بفكرة او حق يمكن نقله من فرد الى آخر جيلاً بعد جيل دون تحريف او تخفيف لمعناه الأصلى.
ومتى توافرت حقائق الحياة المسيحية الأساسية هذه – المفاهيم المتناقلة بشكل كتب أو أفلام أو أشرطة مسجلة بلغات العالم الرئيسية فالله قادر ان يستخدمها لتغيير حياة الملايين فى العالم اجمع.
نشجعك على الألمام جيداً بكل من هذه المفاهيم حتى تصبح مستعداً لنقلها الى آخرين قادرين “أن يعلموا آخرين ايضاً”. فبعملك هذا تسهّل الوصول الى ملايين من البشر وتلمذتهم للمسيح وتسهم بقسط كبير فى اتمام المامورية العظمى فى جيلنا هذا .
المحتويات 
كيف تتأكد ان لك حياة ابدية
1- التسليم العقلى؟
2- التسليم العاطفى؟
3- التسليم الارادى؟
4- اربع حقائق اساسية
5- دليل الدراسة؟
6- درس الكتاب المقدس
7- ملخص موسع
كيف تتأكد أن لك حياة أبدية: 
كانت السيارة تسير بسرعة كبيرة وسط الصحراء. لم يكن هناك طريقاً محدداً ظاهراً ذلك الذى تسير فيه، فكل طرقات الصحراء صفراء مغطاه برمال لا حدود لها. كان صوت محرك السيارة عالياً منتظماً واطاراتها قوية منتفخة بالهواء وخزانها ممتلئاً بالوقود. بعد ساعتين أوقف السائق السيارة وأخذ يتلفت حوله فى جميع الاتجاهات. تعالت أصوات الركاب متسائلة عن سبب توقفه وسط الصحراء. نظر إليهم ووجهه يحمل كل مظاهر الحيرة والخوف وقال:
– “ولست متاكداً من الطريق وأعلم إن كان سيقودنا الى وجهتنا أم لا”.
كان محقاً فى خوفه وحيرته فسرعة السيارة وسلامة محركها وامتلاء خزانها لن يصل به الى هدفه لابد أن يتأكد من وجهته ليضمن الوصول . كثير من الناس يندفعون فى الحياة بسرعة دون أن يعرفوا الى أين هم ذاهبون .
حتى المسيحيون كثير منهم ليس لديهم اليقين بصحة الطريق الذى يسلكون فيه.
لست بعيداً عن ملكوت الله: 
جاء أحد الكتبة الى يسوع وسأله عن الوصية الاولى فى الناموس وأجابة يسوع أنها: “الرب الهنا رب واحد، وتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك”.
وان الثانية مثلها وهى: ” تحب قريبك كنفسك”. واعجب الرجل برد السيد واتفق معه أنه لا توجد أهم من هاتين الوصيتين وأن محبة الله الواحد ومحبة القريب أفضل من جميع المحرقات والذبائح وقال له يسوع بعد ان رآه أجاب بعقل : “لست بعيداً عن ملكوت الله” (مرقس 12 : 28 – 34) وأوضح له الرب أنه بهذه الإجابة يسير بالقرب من ملكوت الله، لكنه ليس على الطريق نفسه. هو قريب من ملكوت الله لكنه ليس فى ملكوت الله. وهكذا كثيراً من المسيحيين يعتقدون ان لهم حياة ابدية لسبب أو آخر بينما هم بمقاييس الله ليسوا كذلك وهو قريبون من الحياة الأبدية ولكنهم ليسوا حاصلين عليها.. قريبون فقط.
ما هى المسحية؟
الشك وليد عدم المعرفة. وهذا النقص فى تأكيد هؤلاء الأشخاص يرجع إلى عدم معرفتهم للحقائق الكتابية. المسيحية ليست فلسفة ومجموعة نظريات، ليست حفنة مثل ومبادئ وسلوك وخلفيات. المسيحية علاقة شخصية بين الله الإنسان. الله الذى أظهر ذاته للإنسان فى الرب يسوع المسيح. لو جردنا آية ديانة من مؤسسها لتغير بعضها قليلاً ولم يتغير فى البعض الآخر شئ، بينما لو جردنا المسيحية من المسيح لما بقي منها شئ، ذلك لأن المسيحية هى علاقة المؤمن الشخصية بالمسيح الحى نفسه. لن تحصل على الحياة الأبدية ولن تقدر أن تدخل ملكوت الله لأنك تحمل اسماً مسيحياً، مولود من أبوين مسيحيين… ولن يكون لك ذلك لأنك تقرأ الكتاب المقدس وتحضر إلى الكنيسة أحياناً لتصلى…. ولا يمكن أن تضمن أبديتك وتطمئن إلى مصيرك لأنك طيب القلب رقيق الخلق لا تؤذى الآخرين. أراد السيد الرب ان يضع هذا المفهوم أمام نيقوديموس الذى جاء إليه ليلاً ليطمئن قلبه، فقال له يسوع: الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله (يوحنا 3 – 1 : 7).
عمل الله أم عمل الإنسان : 
لو كان دخول ملكوت الله يعتمد على عمل الإنسان وصلاحه وتقواه لعاش حياته كلها ممزقاً بالشك معذباً بعدم اليقين فمهما كانت محاولات الإنسان فأنه لن يتأكد أنه قد أرضى الله. قالوا “لو دخلت الجنة بيمناى ما ضمنت دخول بيسراى” ذلك فى حالة أن دخولها يعتمد على الانسان وأعماله بينما لو كان دخول الملكوت الله يعتمد على المسيح فان اليقين يتم بناء على الكمال وكفاية ما قدمه الله للإنسان فى المسيح ويمكن أن تتأكد من أننا أولاد الله نلنا الخلاص وتبررنا أمام عدالته وصارت لنا الحياة الأبدية، إذا كنا بالإيمان قد قبلناه واعترفنا بصليبه. يقول الله فى ( يوحنا 1 : 12 ): “وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه ويقول يسوع فى (يوحنا 5 : 24) من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى فله حياة أبدية ولا يأتى إلى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة ويقول بولس فى (رومية 5: 1) “فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح”.
وفى (رومية  8 : 1): “إذا لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح يسوع”.
التسليم المثلث: 
فان كنت قد قبلت يسوع المسيح رباً ومخلصاً وسيداً، فأنت قد سلمته حياتك تسليماً مثلنا: تسليماً عقلياً وتسليماً عاطفياً وتسليماً ارادياً .
أولاً: التسليم العقلى: 
المسيحية ليست قفزة إيمان عمياء، بل هى مبينة على حقائق ثابتة قوية ولابد أن تقتنع عقلياً أن المسيح يستحق أن تسلمه حياتك. يعترف العالم أن يسوع المسيح هو أعظم شخص فى التاريخ وأنه قد شق التاريخ جزئين ما قبل المسيح وما بعده، والذى يقول عنه بولس الرسول أن الله جمع كل شئ فيه، وأخضع كل شئ تحت قدمه وجعله رأساً فوق كل شئ فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة. يسوع المسيح هذا ولد بالروح .
القدس من العذراء مريم تحقيقاً لنبوات العهد القديم وهو الذى جال فى الأرض يصنع خيراً جعل العمى يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون وهو الذى تألم ومات على الصليب كفارة لخطايانا ولخطايا العالم. وقام غالباً الموت مكسراً شوكته ليقيمنا معه ويجلسنا معه فى السماويات. ابن الله الوحيد الذى أعلن بنفسه أنه هو والآب واحد الله ظهر فى الجسد وصار إنسان ليتمم المصالحة بين الله والإنسان “فانه إذ الموت بإنسان، بانسان ايضاً قيامة الاموات لانه كما فى آدم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيحيا الجميع” (1كورنثوس 15: 21- 22) ولكى تصبح مسيحياً حقيقياً. عليك أن تؤمن بعقلك أن يسوع المسيح هو الله نفسه، اتخذ جسداً بشرياً ليموت لأجل خطاياك ويدفن ويقوم محرراً إياك من سلطان الخطية واهباً لك الحياة الأبدية، عليك أن تقتنع أن ذبيحة المسيح كاملة كافية لكى تبررك من كل خطية وتنقلك من الموت إلى الحياة كما أكد المسيح ذلك بنفسه مراراً عليك أن تعرف أن الحياة الأبدية هى هبة من الله وهبنا إياها بالايمان بيسوع المسيح “وأما هبة الله فهى حياة أبدية بالمسيح يسوع”.
(رومية 6 : 23) وان قبولك لهذه الهبة يعنى حصولك حتماً عليها. فلو امنت بيسوع المسيح وقبلت هبة الله لابد أن تتأكد عقلياً أنك قد حصلت على الحياة الابدية.
ثانياً: التسليم العاطفى: 
الانسان كتلة عواطف وكل ما نقوم به من أعمال وتصرفات تدفعنا إليه عواطفنا، العواطف مشاعر وردود أفعال لأعمال أو حوادث أو اختبارات معينة إلا أن اختلاف الأشخاص يجعل مدى تأثير العواطف وردود الافعال عليهم مختلفاً قد تكون مندفعاً ترفعك الأحداث إلى قمة السعادة أو تهبط بك إلى منتهى الحزن، وقد تكون متزناً لا تنفعل أو تندفع بسهولة وبحسب عواطفك يكون رد فعل قبول المسيح رباً ومخلصاً وسيداً على حياتك أما بشكل انفعالى حاد شأن بولس الرسول حين التقى بالرب أو بشكل هادئ تلقائى شان تيموثاوس الذى تعلم عن المسيح من أمه وجدته ثم أخذت معرفته تنمو تدريجياً بنموه الجسدى والروحى قد يعرف البعض المسيح باختبار انفعالى درامى فى يوم وساعة يستطيعون تحديدها وقد يعرف البعض الاخر المسيح بطريقة هادئة بسيطة سلسة، ولا يستطيعون تحديد الساعة واليوم الذى عرفوا فيه المسيح. كلاهما ولد بالروح لكن كل بأسلوب مختلف. معرفة وتحديد الوقت الذى تم فيه التغيير حسن جداً، لكن عدم معرفته لا يعنى عدم التغيير وحتى لا نحمل العواطف أكثر مما يجب، احب ان انوه ان الولادة بالروح مثلها مثل الولادة بالجسد بعضها تصاحبه انفعالات واختبارات عاطفيه حادة وبعضها لا تصاحبه ايه انفعالات، كما ان بعض حالات الولادة الجسدية تصاحبها آلام ومتاعب وعمليات جراحية، والبعض لا تصاحبه كل تلك المتاعب لذلك فنحن لا نحتاج إلى انفعالات حادة معينة لنتأكد من حصولنا على الحياة الابدية.
كلمة الله تضع أمامنا تأكيداً مثلثاً: 
1- ان كنا نقبل شهادة الناس فشهادة الله اعظم لان هذه هى شهادة الله التى قد شهد بها عنه ابنه من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة فى نفسه من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً لانه لم يؤمن بالشهادة التى قد شهد بها الله عن ابنه وهذه الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هى فى ابنه من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة كتبت هذا إليكم انتم المؤمنين باسم ابن الله لكى تعلموا ان لكم حياة ابدية ولكى تؤمنوا باسم ابن الله (1 يوحنا 5 : 9 – 13).
2- التأكيد الثانى فى الروح القدس: الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله (رومية 8 : 16) ويؤكد بولس الرسول أهمية برهان الروح القدس لنا بقوله: “أن إنجيلنا لم يصر لكم  بالكلام فقط بل بالقوة أيضاً وبالروح القدس وبيقين شديد كما تعرفون أى رجال كنا بينكم من أجلكم (1تسالونيكى 1: 5).
3-  والتأكيد الثالث هو الحياة التى تغيرت. سلوكنا الجديد وحياتنا الجديدة دليل على وجود الله فينا “وبهذا نعرف أننا قد عرفناه أن حفظنا وصاياه من قال أنه ثابت فيه ينبغى انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً” (1 يوحنا 2 : 3 ،6).
ثالثاُ: تسليم الارادة: 
ما لم تكن راغباً فى طاعة الحق فلن تعرف الحق. ومالم تكن راغباً فى السلوك فى النور فلن ترى النور قال يسوع أن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم (يوحنا 7 : 17).
تسليم الإرادة هو الخطوة الإيجابية اللازمة لتسليم الحياة ليسوع المسيح. لابد أن تقرر وتقبل بدون إرغام، بل بإرادة حرة واعية كاملة، أن يسود المسيح حياتك “كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاداً لله” (يوحنا 1: 12) بدون تسليم الإرادة لله لا يمكن التاكد أنك قد حصلت على الحياة الأبدية.
هناك قيود على إرادة الإنسان تجعله يحجم عن التمتع بالشركة مع الله. أولها الخوف: البعض يخاف من هذا النوع من الحياة التى تفرضه المسيحية يتصورنها جافة خالية من كل سعادة ومتعة. يخافون أن يطلب الله منها أن يتنازلوا عن أشياء يعتبرونها حيوية فى حياتهم فيرفضون تسليم إرادتهم.
مثل الشاب الغنى الذى أتى ليسوع يسأله عن الطريق ليرث الحياة الأبدية، ولما رآه يسوع يحفظ الوصايا أحبه وقال له “اذهب بع كل مالك وتعال اتبعنى”. فاغتم على القول ومضى حزيناً (مرقس 10 : 17-22). خاف أن يتبعه ويسلم إرادته وحياته وماله، تمسك بذلك وخسر الحياة الأبدية.
فى غابات السودان يصطادون القرود حية بطريقة بسيطة، فيثقبوا ثمر جوز الهند، ويفرغون داخلها ويتركون الغطاء الخارجى الجاف فقط ويضعون داخل الثمرة المفرغة بعض الحصى الملونة، ويربطونها بحبل طويل ويعلقونها فى الشجرة وياتى القرد وبينما هو يقفز على الأغصان يسمع صوت الحصى وهو ترتطم داخل الثمرة المفرغة ينظر من الثقب فيرى حصى جميلة ملونة ويشتهى الحصول على هذا الكنز الثمين فى نظره يدخل يده بصعوبة من الثقب الضيق ويقبض بأصابعه على الحصى. يجذب الصيادون الحبل ويجرون الثمرة والقرد مجرور معها وقبضته محبوسة داخلها. وبسبب أنه لا يريد أن يرخى قبضته بل يظل متمسكاً بالحصى، يفقد حريته وقد يفقد حياته معها. كل ذلك فى سبيل بعض الحصى الملونة. البعض يفقد الحياة الأبدية ويخسرها فى سبيل اشياء تافهة لا يريد ان يتخلى عنها.
ثانى قيد الكبرياء: البعض الآخر لا يقبل أن يخضع إرادته لله ويعيش حياة الطاعة له بسبب الغرور والكبرياء هؤلاء  المتكبرين يواجهون المشاكل العديدة وهم يعانون الله ويعصونه ويتعالون عليه “يقاوم الله المستكبرين أما المتواضعون فيعطيهم نعمة (يعقوب 4 : 6) من يستطيع مواجهة موقف صعب كهذا كما قال الرب لشاول الطرسوس صعب عليك أن ترفس مناخس (أعمال 9 : 5).
ثالث قيد هو عدم اعطاء الله المركز الاول فى الحياة: كثيرون لا يحسنون تقييم الأولويات ويسيئون ترتيب موازينهم. هناك أشياء كثيرة فى حياتهم تنافس الله. أشياء تتزاحم وتتدافع لتقف فى المقدمة ويقول يسوع المسيح عن ذلك فى (متى 16: 26) ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. العالم كله لا يساوى شيئاً مقابل الحصول على الحياة الابدية. زكا رجل الأعمال الناجح حين التقى بيسوع وأعاد تقييم أوليات حياته كان ذكياُ حكيماً، حين تنازل عن نصف أمواله ورد كل ما اختلسه ووشى به مقابل الحصول على اللؤلوة الكثيرة الثمن الحياة الأبدية.
رابع قيد ابليس العدو: الذى لا يتوقف عن محاربتنا وخداعنا، ويستخدم كل ما لديه من خداع ليحجز على إرادتنا ويقيدنا ويسيطر علينا. ويقول الكتاب المقدس عنه أنه: “الذى قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضئ لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذى هو صورة الله” (2 كورنثوس 4:4).
4 حقائق أساسية
هناك أربعة حقائق أساسية يريدك الله أن تعرفها: 
1- الله يحبك ولديه خطة رائعة لحياتك:
ليس هناك شك ان الله يحبك، وقد أعلن ذلك بنفسه حين قال يسوع: “لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية (يوحنا 3 : 16) ولأنه يحبك فهو يفكر فيك دائماً ويخطط لحياتك شأن كل أب يحب أبنه وأعلن المسيح خطة الله للإنسان حين قال: “أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل” (يوحنا 10:10).
2- الانسان خاطئ ومنفضل عن الله لذلك لا يستطيع أن يعرف ويختبر محبة الله له وخطته لاجل حياته: وهذه حقيقة مؤلمة لايمكن تجاهلها “فكلنا بالطبيعة أبناء الغضب” (أفسس 2: 3) والجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله (رومية 3 :23) “ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد” (مزمور 14 :3) وبسبب خطية الإنسان نتجت هوة كبيرة فاصلة بين الله البار القدوس والإنسان الخاطئ “آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم” (إشعياء 59 :2).
3- يسوع المسيح هو الطريق الوحيد ليصل الانسان الى الله وبواسته تستطيع ان تعرف وتختبر محبة الله وخطته لحياتك.
ومنذ البدء والله يدبر ويرتب وسيلة لخلاص الانسان من مشكلة الخطية وجعل يسوع المسيح هو الطريق الوحيد ليعبر الانسان الهوة ويصل إلى الله لأن الله جعل الذى لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه وأعلن يسوع أنه هو: “الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى” (يوحنا 14 : 6) “لأنه كما فى آدم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيحيا الجميع” (1كورنثوس 15 : 22) وليس بأحد غيره الخلاص.
4- ينبغى على كل واحد منا يقبل الرب يسوع المسيح مخلصاً شخصياً لحياته وبذلك يمكن أن يعرف ويختبر محبة الله وخطته لحياته.
لا يكفى أن نعرف الحل بل أن نقبله لا يكفى أن نعجب بالمسيح بل أن نؤمن به لا يفيد أن نوافق مع الجماعة على قدرة المسيح أن يهبنا حياة أبدية بل يجب أن تتخذ موقفاً وقراراً واضحاً فتفتح له القلب وتعلن سيادته على حياتك يقول الكتاب فى (سفر الرؤيا 3: 20): “هاأنذا واقف على الباب وأقرع أن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى”. لابد من فتح الباب حتى تكون لك شركة معه.
بالايمان الذى هو عطية الله: 
وحتى يتم لنا فتح باب القلب والشركة مع الله لابد أن يكون لنا بالإيمان به والثقة فى كلامه والتأكد أنه سيدخل القلب فعلاً حين نفتحه تحقيقاً لوعده ويقول الرسول بولس فى (أف2: 8 -9): “لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد”. هذا الإيمان هو عطية الله كثيرون يجاهدون ويعرقون ويبحثون عن الإيمان بينما هو عطية الله. كثيرون يصلون ويلحون ويطلبون هذا الإيمان بلجاجة بينما هو عطية الله فى متناول الجميع. سمعت سمكة صغيرة حواراً بين صيادين علمت منه أن الماء الذى هو عطية الله المجانية للإنسان هو أساس الحياة للإنسان والحيوان والنبات وأنه بدونه تفنى الخليقة ويموت الإنسان والحيوان والنبات. فزعت السمكة الصغيرة جداً وابتعدت مسرعة لتبحث عن هذا الماء لئلا تموت سألت اول سمكة قابلتها عن المكان الذى تستطيع أن تجد فيه الماء. قلبت السمكة شفتيها فى عدم فهم، وهزت زعانفها وقالت أنها لم تسمع من قبل عن هذا الذى تسميه ماء. سألت سمكة أخرى أظهرت جهلاً أيضاً عن الشئ الذى تسأل عنه.. واستمرت تسأل وتبحث عن الماء بلهفة خوف الموت. بعد سفر طويل فى الأنهار والبحور وصلت إلى المحيط ووجدت سمكة عجوز جداً تجعد جلدها واسمر لونها وانزوت فى قاع المحيط. قالت السمكة العجوز مجيبة السمكة الملهوفة أنت تعيشين فى ذلك الماء منذ ولدت.. الماء حولك من كل اتجاه. هكذا الإيمان الذى اعطاه الله لنا لا نحتاج أن نبحث عنه، أن نستفيد بعطية الله ونستخدمه. الله يريدنا أن نؤمن به ونثق فى كلامه ووعوده، وندعوه الى قلوبنا ليدخلها ويسكن فيها وتكون لنا الحياة الأبدية.
مجمل الامر كله: 
إن كنت أمنت بكلامه ووثقت بوعوده ودعوته إلى حياتك … تأكد أنك ابن الله، وأن لك حياة أبدية تأكد أن مسيحيتك حقيقية. هذا التأكيد يرجع إلى أنه يحفظ عهوده وينفذ وعوده. أما إذا كنت لم تؤمن به بعد ولم تدعه للدخول بعمل إرادى واضح بعد اقتناعك العقلى والعاطفى، فإنى اقترح عليك أن تقوم بذلك الآن، أتخذ القرار وارفع قلبك لله، وادعوه بكلمات بسيطة واضحة مباشرة كأن نقول مثلاً:
ربى يسوع.. أنى محتاج إليك من كل القلب. أشكرك لأنك مت لأجل خطاياى وجعلت الحياة الأبدية ممكنة فيك .
انا أفتح باب قلبى وحياتى لك وأدعوك للدخول لتكون ربى وسيدى ومخلصى. استلم حياتى يارب واجعلنى على الصورة التى تريدنى ان أكونها…. آمين .
أو خاطبه بأى كلمات أخرى.. الله لايهتم بالكلمات بل يهتم برغبة القلب أن فعلت ذلك بإيمان كامل وثقة تامة فانى اؤكد لك، وأنت تستطيع بنفسك أن تطمئن وتثق أن يسوع المسيح قد دخل حياتك وغفر خطيتك وأن أسمك الآن ضمن أولاد الله المستحقين للحياة الأبدية هنيئاً لك.
دليل الدراسة
1- أقرأ هذا المفهوم أو أصغ إلى شريط مسجل عنه لسته أيام متوالية. إذ قد أظهرت الأبحاث التربوية أن من الضرورى قراءة المفهوم أو الاستماع اليه من 6 – 10 مرات ليتم فهمه فهما صحيحاً. وتطبيق المبادئ الواردة فى هذا المفهوم سيعينك على الإيمان بالمسيح مخلصاً لك، إن كنت حتى الآن لم تقم بذلك كما سيعينك على التأكد من خلاصك أن كان يعوزك هذا التأكد فى الزمن الحاضر.
2- استظهر ما يلى من الآيات وشواهدها: (رؤيا 3 : 20) “هآنذا واقف على الباب وأقرع أن سمع أحد صوتى وفتح الباب، أدخل اليه، واتعشى معه وهو معى” .
(1يوحنا 5 : 11- 13): “وهذه هى الشهادة: أن الله اعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هى ابنه. من له الابن فله الحياة، ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة. كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم أبن الله لكى تعملوا أن لكم حياة ابدية. يكون استظهارك للآيات أكثر سهولة ودواماً إن كنت تراجعها يوماً طيلة الأسبوع، عوض أن تحاول الانتهاء منها فى يوم واحد. وفيما تقوم بدراسة مفاهيم لاحقة وتستظهر مزيداً من الآيات داوم على المراجعة هذه الايات.
3- قم بدراسة “درس الكتاب” على صفحة 28 بأن تقرأ السؤال أولاً ثم تملأ الفراغات بالرجوع إلى المقاطع الكتابية المقدسة بحسب الشواهد المبينة.
4- اشترك فى حلقة مداولة تستعمل أسئلة التأمل. وإذا كنت حتى الساعة لا توظب على أحد اجتماعات درس الكتاب المقدس أو تشترك فى حلقة عامة تدرس المفاهيم المتناقلة فبإمكانك أن تشكل حلقة خاصة بك بدعوتك آخرين لمشاركتك فى هذا البرنامج الدراسى وفيما أنتم تناقشون الأجوبة عن أسئلة التأمل، حاول أن تطلع الآخرين على اختبارك الشخصى للمسيح وكيفية تعرفك به شخصياً. إن كنت قد قبلت المسيح منذ عهد قريب فأطلعهم على ذلك. ثم إن كنت فى طور تعرفك به، فأطلعهم على ذلك أيضاً. ولا تنس أن تشاركهم فى اختبارك الخاص لكيفية تأكدك من الخلاص.
5- ختاماً أجعل هذا المفهوم “كيف تتأكد أن لك حياة أبدية” نهجك فى الحياة، وذلك بأن:
أ‌- تاكد من كونك مسيحياً. فإن كنت لم تتأكد من أن يسوع المسيح قد دخل حياتك، فتأكد من ذلك: ادع المسيح، بفعل إرادة وتصميم ليدخل حياتك ويكون المخلص والرب. راجع الصلاة على صفحة 22 وخصصها بك. وحينما تقبل المسيح بالإيمان مرة واحدة تعود أن تشكره يومياً لأنه فى حياتك. ثم إن كنت فى شك من جهة يقين الخلاص فاتصل بأحد الأخوة المسيحيين الأقوياء وأطلب أن يعينك على تدبر الأمر.
ب‌- تشارك الآخرين فى تأكدك من وجود المسيح فى حياتك. أطلع أفراد حلقة دراسة الكتاب المقدس أو الحلقة العامة التى تنتمى إليها على يقينك. وشارك أصدقاءك بهذه الحقيقة. إن عملية مشاركة إيمانك تحفزك على جعله معروفاً عند الجميع، مما يشكل محرضاً لنموك.
ت‌- تخصص يومياً بعض الوقت لدرس الكتاب المقدس والصلاة. ومن الخير أن يكون ذلك الوقت وقفاً على هذا الأمر وأن يكون عادة تكتسب. ولعلك تشعر بحاجة إلى البدء بالدراسة عن طريق سلسلة كتيبات المفاهيم المتناقلة هذه .
ث‌- تنضم إلى جماعة من المسيحيين الحقيقيين. أن تشترك فى حلقة للدراسة بحيث تتمكن من البحث فى الكتاب المقدس والتعلم من المسيحيين الآخرين. وإن كنت حتى الساعة لا تواظب على الاجتماع مع كنيسة قريبة تكرم المسيح وتعلم كلمته، فالأفضل أن تشرع بذلك بكل انتظام. ثم أن كنت لم تعتمد حتى هذا الوقت، فأعقد العزم على ذلك، وأعتمد كتعبير علنى عن اتحادك بالمسيح .
ج‌- تستعمل الموجز القصير فى مطلع هذا الكتيب، والملخص الموضع فى آخره، أو شريط تسجيل لهذا المفهوم بغية نقل هذا الحق الهام إلى الآخرين. تحدث عنه أكثر ما أمكن خلال الأسبوع، وقدم كتيباً أو ربما شريطاً إلى الذين يشاركونك دراسة هذا المفهوم كى يتمكنوا هم أيضاً من دراسته بتعمق ونقله من ثم إلى آخرين ايضاً.
درس الكتاب المقدس
1- بحسب الشواهد التالية من هو يسوع المسيح؟ 
مرقس 1: 1  ……………………………………….
يوحنا  1: 1، 14  ………………………………….
يوحنا  10 : 30  …………………………………….
يوحنا  14 : 6 …………………………………………
2- ماذا فعل بخطايانا، الأمر الذى لا يستطيع غيره أن يفعله؟ 
(1 كورنثوس 15 :3-1 بطرس 2: 24) ………………….
3- ما معنى قيامة المسيح من بين الأموات ومغزها بالنسبة إلينا؟ 
(رومية 1 : 4) …………………………………………..
(1 كورنثوس 15 : 17) ………………………………….
(1 بطرس 1 : 3) ………………………………………..
4- ما علاقة إرادة الإنسان بتأكده من حق ادعاءات الكتاب المقدس فى المسيح؟ 
(يوحنا 7 : 16 ، 17) ………………………………………
5- لا تكفيك المعرفة العقلية البسيطة لهذه الحقائق. فماذا يعوزك بعد لتختبر المسيح مخلصاً شخصياً؟ (رومية 10 : 9 ، 10) 
………………………………………………………………………
6- هل الخلاص ثواب لأعمال الإنسان الصالحة؟ (افسس 2 : 8 ، 9) 
………………………………………………………………………
وكيف يتم الحصول على الخلاص …………………………….
7- أى أناس يصيرون فى عداد عائلة الله، حسب ( يوحنا 1 : 12 ، 13 ) 
……………………………………………………………………….
ما العلاقة بين الكلمتين “قبلوه” و”المؤمنين” فى الأية 12؟ 
……………………………………………………………………….
8- ما هى نتيجة الإيمان الحقيقى بيسوع المسيح؟ (يوحنا 20 : 30 ، 31) 
……………………………………………………………………….
9- إن كنت، إتماماً لما جاء فى (رؤيا 3 : 20)، قد فتحت باب قلبك بالإيمان ودعوت الرب يسوع ليدخل حياتك رباً ومخلصاً لك فهل يدخل؟ 
………………………………………………………………………………………..
وهل قبلت المسيح فى حياتك بهذه الشاكلة ………………………………
إن نعم، فأين هو يسوع المسيح الآن بالنسبة لك؟ 
وكيف تتأكد من ذلك بناء على هذه الاية ؟ 
……………………………………………………………………….
10- أقرأ (1 يوحنا 5 : 9 ، 13) أين توجد الحياة الابدية بحسب هذا المقطع؟ 
………………………………………………………………………..
وإن كان المسيح فى حياة شخص ما فأى شئ آخر يمتلك؟ 
………………………………………………………………………..
وهل يقدر المرء من التأكد بأن له حياة أبدية؟ 
……………………………………………………………………….
أتعلم أنت أن لك حياة أبدية علم اليقين؟ 
……………………………………………………………………….

 

ما هو أساس علمك هذا؟ 
……………………………………………………………………….
ملخص موسع
1- هناك فى الواقع كثيرون من مرتادى الكنائس الطيبين الأمناء قد قبلوا المسيح بدعوته فى الصلاة لاستلام حياتهم، إلا انهم مازالوا غير متأكدين من كونهم مسيحيين بسبب افتقارهم إلى المعلومات الصحيحة .
2- إن التأكد من كونك مسيحياً – أشبه بالزواج – يتضمن تسليم الفرد لكامل كيانه – الفكر والعواطف والإرادة .
أ‌- تأكدك من كونك مسيحياً ينطوى على الفكر .
1- المسيحية ليست قفزة إيمان عمياء.
2- المسيحية قائمة على حقائق تاريخية تؤيدها قرون من البحث والدراسة.
3- المسيح هو اعظم شخص عرفه الناس على الاطلاق .
4- الحياة التى عاشها المسيح والمعجزات التى أتاها، والاقوال التى تكلم بها، وموته على الصليب وقيامته، وصعوده الى السماء جميعها – تشير إلى حقيقة كونه لا إنساناً وحسب، بل هو الله كذلك.
ب‌- تأكد من كونك مسيحياً ينطوى على العواطف.
1- العاطفة هى رد فعل تجاه عمل أو حادثة أو خبرة ما.
2- التشديد المغلوط به على العواطف قد أوصد على العديدين باب التأكد من صلة حية شخصية بالله.
3- الانسان مخلوق عاطفى بالطبيعة وكل ما يفعله له صلة بعواطفه.
4- بسبب الفروقات الشخصية، لا يحصل كل من يقبل المسيح على الاختبار العاطفى نفسه .
أ‌- فبعضهم، كالرسول بولس، قد يحصل لهم اختبار مثير.
ب‌- وآخرون، كتيموثاوس، قد يصيرون على نحو هادئ للغاية .
5- من الضرورى قبول الحياة المسيحية وعيشها بالإيمان لا على أساس عاطفى.
6- يقوم التأكيد:
أولاً: على شهادة خارجية، وهى سلطان كلمة الله (يوحنا 5 : 9 ،13).
ثانياً: على شهادة أو بينه داخلية، وهى الروح القدس (رومية 8 : 16).
ثالثاً: على التغيير الحاصل فى حياة احد ما بعد قبول المسيح (1يوحنا 2 : 3 ،6).
رابعاً: تأكدك من كونك مسيحياً ينطوى على الارادة:
1- لن تعرف الحق إلا إذا كنت راغباً فى إطاعته ولن ترى النور إلا إذا كنت راغباً فى السلوك به (يوحنا 7 : 17).
2- يتردد الكثيرون فى تسليم حياتهم إلى المسيح بفعل إرادى لأسباب عديدة منها:
أ‌- يتخوف بعضهم من أن المسيح قد يغير مشاريعهم ويسلب المتعة والبهجة من حياتهم غير عارفين بمدى حبه لهم وإرادته لما هو الأفضل لهم.
ب‌- ولدى الاخرين عائق الكبرياء الفكرية وإرادة الذات.
ج‌- وآخرون يحجمون عن ذلك ظناً منهم بأن عليهم أن يبيعوا كل ممتلكاتهم .
د- ويتخوف غيرهم من استئمان الله على حياتهم.
3- الخطيئة المتعمدة من شأنها أن تسبب شك المرء فى صحة إيمانه بالله.
4- ومن الممكن أيضاَ أن يخدع الشيطان الإنسان مستعبداً إرادته له.
5- وبالاجمال، كيف تستطيع أن تقبل المسيح أو تعلم بالتأكيد أنه فى حياتك؟
أ – عليك اولاً أن تستوعب بضع حقائق أساسية:
1- أن الله يحبك وقد وضع لحياتك خطة رائعة (يوحنا 3 : 16 ، 10 : 10).
2- أن الإنسان خاطئ منفصل عن الله، فلا يستطيع بالتالى أن يعرف محبة الله وخطته ويختبرهما (رومية 3 : 23 ، 6 :23).
3- أن يسوع المسيح هو علاج الله الوحيد لخطية الإنسان. فيه تستطيع أن تعرف محبة الله وخطته وتختبرهما (رومية 5 : 8 ، 1 كورنثوس 15 :3 -6، يوحنا 14 : 6).
4- إنه علينا أن نقبل المسيح فردياً مخلصاً ورباً، عندئذ نتمكن من معرفة محبة الله وخطته واختبارهما (يوحنا 1 : 12، افسس 2 : 8و 9، رؤيا 3 : 20).
ت‌- ليس كافياً لك أن تدعو الرب يسوع المسيح ليدخل حياتك وحسب. لابد لك من الإيمان – الإيمان بأنه سيدخل بحسب وعده (افسس 2 : 8 ،9).
ث‌- لا تعتمد على المشاعر. فان مرجعنا وسلطاننا هو كلمة الله لا شعورنا.

2- training as Christ method – التدريب بطريقة المسيح

قد كان المعلم الأعظم يعلم تلاميذه بـ1 (المشاهدة)، حيث يشاهدون حياته، أعماله، كما  يلفت نظرهم للطبيعة، الأشخاص، والأشياء التي حوله لتوضيح وتثبيت التعليم.   وسنتعلم هنا مهارات الخطوة الثانية في التدريب الأكثر فاعلية وهو تقديم التعليم “بالمشاركة” لا التلقين.
إن مشكلتنا في التعليم هي اننا نتحمس كثيرا (خاصة في المحاضرات) لصب كل ما جمعناه من معلومات ومعارف على المستمعين دفعه واحدة. وكأننا نملأ خزان من المياه ثم نصبه كله على المستمعين في اقصر وقت ممكن ونجري مسرعين خارجاً. وفي الحقيقة غالبا ما تسقط المعلومات على المستمعين تماما مثلما تسقط مياه الخزان الباردة على عطشان في قلب الصحراء. قد تنعشه ولكن لا ترويه. ولم يكن المسيح يفعل هذا بل كان له طريقة فريدة في نقل المعارف بطريقة “تروي، وتغير، وتضمن استمرارها”
1-انتظر .. و عمل على توليد الاحتياج لدى المتعلم
عندما يرى المتعلم أنه في احتياج لتعلم شيء، ويبادر بطلبه.. تتضاعف فرص التعلم الحقيقي والتطبيق
– متى 17: 15 – 21 ( ولما جاءوا إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثيا له وقائلا: «يا سيد ارحم ابني فإنه يصرع ويتألم شديدا ويقع كثيرا في النار وكثيرا في الماء. وأحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه». …. ثم تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا: «لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه؟» … )
– لو11: 1: 13 (وإذ كان يصلي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه: «يا رب علمنا أن نصلي …»)
– مر 12: 28 (فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون فلما رأى أنه أجابهم حسنا سأله: أية وصية هي أول الكل؟)

 

 

2- كان يسأل، ويستمع فيُعَلِم (تعليم بالمشاركة وليس بالتلقين)
– اقرأ لو 2: 46 – 47 (وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين”يسمعهم ويسألهم.”وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته.)
– اقرأ مت 16: 13 – 19 (.. سأل تلاميذه: «من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟» فقالوا: «قوم يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء». قال لهم: «وأنتم من تقولون إني أنا؟» فأجاب سمعان بطرس: «أنت هو المسيح ابن الله الحي». فقال له يسوع: «طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحما ودما لم يعلن لك لكن أبي الذي في السماوات. وأنا أقول لك أيضا: أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات. وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات».)
– لو 10: 29 – 37 (وأما هو (رجل ناموسي) فإذ أراد أن يبرر نفسه سأل يسوع: «ومن هو قريبي؟» فأجاب يسوع: «إنسان كان نازلا من أورشليم إلى أريحا فوقع بين لصوص … فأي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص؟» فقال: «الذي صنع معه الرحمة». فقال له يسوع: «اذهب أنت أيضا واصنع هكذا». )
ماذا يمكن أن تلاحظ من طريقة يسوع في التعليم في هذه الايات ؟ والى أي مدى تستخدم هذه الطريقة في تعليمك؟
3- استخدم الأمثلة التوضيحية (من الواقع المعاش، والبيئة المحيطة)
ان تقدم تعليم عظيم شيء، وأن تقدم تعليم يلمس حياة المتعلمين اليومية شيء اخر. أن تقدم تعليم عظيم شيء، وأن تقدم تعليم يفهمه ويدركه المتعلمون، ويلمس حياتهم اليومية شيء اخر. لذلك كان يستخدم المسيح الأمثلة والقصص التوضيحية بكثرة في التعليم.
يقول الكتاب:
– مر4: 33 (وبأمثال كثيرة مثل هذه كان يكلمهم حسبما كانوا يستطيعون أن يسمعوا)
– مت13: 34 (هذا كله كلم به يسوع الجموع بأمثال وبدون مثل لم يكن يكلمهم)
وأنت؟ هل تقدم في تعليمك في صورة معلومات مجردة؟ ام تستخدم أمثلة؟ والى أي مدي تجد أن امثلتك لها علاقه بجمهورك؟ لأي درجة يستطيعوا الربط بين ما تقول، وبين حياتهم اليومية؟
اذا كنت ما زلت في اشتياق لتعلم المزيد من طريقة المسيح في التعليم التي صنعت تلاميذ فتنوا المسكونة
اقرأ يو 4: 4 – 26 …واستخرج مع المجموعة .. دروس أخرى من طريقة المسيح في توصيل رسالتك للمتدرب. ثم حدد ما اكير نقطة تحتاج للتدريب شخصيا عليها.