hunting by hook – الصيد بالصنارة له مكافئة أبدية

لقد خجلت عندما قرأت عن روبرت أرثنجتون وهو من سكان مدينة ليدذ وقد كان خريج متفوق من جامعة كامبردج الشهيرة كيف عاش روبرت حياته في حجرة واحدة وكان يطهى طعامه بنفسه ولقد قدم مليون جنيه إسترليني لخدمة توزيع الإنجيل للنفوس المحرومة لمدة خمسة وعشرين عاماً قد وفرها من ضروريات حياته، وبعد موته وجدت قصاصة من ورق كتب عليها (بكل الرضي والسرور أجعل من أرض الحجرة سريري وصندوقاً خشبياً كرسي لجلوسي وصندوق آخر كمائدة لطعامي لأوفر كل سنت لوصول الإنجيل للنفوس الغالية)، لقد كانت النفوس وخلاصها وتوصيل الإنجيل لها هي متعة واهتمام روبرت أرثنجتون الأول. وقيل أن د.ل. مودي كان يوماً علي قمة جبال الألب فلاحظ أحدهم أن السعادة تبدو علي وجهه فسأله هل استمتعت بقمة جبال الألب يا مستر مودي؟ فأجاب نعم إني استمتعت بخليقة الله الرائعة ولكن ما أبهجني أكثر الآن هي فكرة خطرت ببالي، سأل الأخ مستفسراً تري ما هي؟ أجاب مودي الآن أتخيل أن كل جبال الألب هذه كتلة ذهبية واحدة فأستفسر محدثه بشغف هل تتمنى أن تمتلكها؟ أجابه مودي: فقط أقدرها. ماذا تعني؟ سأله محدثه أجاب مودي أقول لنفسي وبكل إخلاص وصدق أن ربح نفس واحدة للمسيح أثمن وأغلي عندي من امتلاكي كل جبال الألب ككتلة ذهبية والسعادة التي أختبرها مع ربحي لكل نفس للمسيح أكثر جداً مما لو امتلكت كل جبال الألب ذهب. إن صيد السمك متعه وهواية رائعة ومفيدة فكم وكم تكون متعة صيد النفوس للرب يسوع. لقد أرتبط الفرح بخلاص النفوس في الكتاب المقدس “وإذا وجده يضعه علي منكبيه فرحاً ويأتي إلي بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم أفرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال أقول لكم أنه يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلي توبة .. وإذا وجدته تدعوا الصديقات والجارات قائلة أفرحن معي لأني وجدت الدرهم الذي أضعته هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب .. قدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح لأن أبني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد فابتدئوا يفرحون .. كان ينبغي أن نفرح ونُسر لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد” (لوقا 5:15-10، 23-24، 32).

صديقي القارئ صديقتي القارئة:
“الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه” (مزمور 5:126-6) هل اختبرت أن تزرع بالدموع؟ النتيجة المؤكدة أنك ستحصد بالابتهاج، أن من أختبر أفراح ومتعة ربح النفوس لا يستطع العيش دون هذه الفرحة “.. مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه .. والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمراً للحياة الأبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معاً” (يوحنا 36:4) وسيكون علي استعداد أن يخسر كل شيء ولا يحرم من هذه الفرحة حتى الحياة نفسها ستستمد قيمتها من مقدار ثمر عملي في ربح النفوس، اسمع الرسول العظيم بولس يقول : “لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح ولكن إن كانت الحياة في الجسد هي لي ثمر عملي فماذا أختار لست أدري لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً ولكن أن أبقي في الجسد الزم من أجلكم فإذ أنا واثق بهذا أعلم أني أمكث وأبقي مع جميعكم لأجل تقدمكم وفرحكم في الإيمان” (فيلبي 21:1-25) ويقول: “لأننا الآن نعيش إن ثبتم أنتم في الرب” (1تسالونيكي 8:3) . وإن كان الصيد بالصنارة الروحية أسلوب حياتك كما تكلمنا في الدرس السابق فهذا يعني أنك ستضحي لأجل الرب يسوع وبهذا ستكون طبقت في حياتك الآية الذهبية للتلمذة وهي الآية الوحيدة التي ذكرت 6 مرات في الأناجيل الأربعة: “من أراد أن يخلص نفسه يهلكها. ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها” (متي10 : 39، 16: 26)، (مرقس 35:8)، (لوقا 17: 33، 9: 24) (يوحنا 12: 25) وبالتالي ستتمتع بمكافأة التلميذ الحقيقي المضحي لأجل الرب. اسمع حديث الرب مع بطرس بخصوص هذا الأمر: “وأبتدأ بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتاً أو أخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلي ولأجل الإنجيل إلا ويأخذ مائة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتاً وأخوة وأخوات وأمهات وأولاداً وحقولا مع اضطهادات وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية” (مرقس 28:10-30) لاحظ مكافأة من يضحي لأجل الرب والإنجيل مائة ضعف في الحياة أي أن بنك التلمذة ونشر الإنجيل يعطي 10000 % هنا علي الأرض ويقول الرسول للعبرانيين “الله ليس بظالم حتى ينسي عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم .. لأنكم رثيتم لقيودي وقبلتم سلب أموالكم بفرح عالمين في أنفسكم أن لكم مالاً أفضل في السماوات وباقياً” (عبرانيين 10:7، 34:10) . بالإضافة للمكافآت الأبدية الخاصة بربح النفوس كما ذكرنا في الدرس السابق عن مكافأة رابح النفوس بالمفارقة مع عدم مكافأة أخيمعـص فرابح النفوس له إكليل خاص في السماء هو إكليل السرور والافتخار كما يقول الرسول بولس لمن ربحهم في تسالونيكي “من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا أم لستم أنتم أيضاً أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا” (1تسالونيكي2: 19) “الفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلي البر كالكواكب إلي أبد الدهور” (دانيال 12 : 3) “أيها الأخوة إن ضل أحد بينكم عن الحق فرده أحد فليعلم أن من رد خاطئاً عن ضلال طريقه يخلص نفساً من الموت ويستر كثرة من الخطايا” (يعقوب19:5) وهذه أسماء الأكاليل السبعة ولمن تعطي :
1- الإكليل العام:
لكل مؤمن باعتباره ملك “ورأيت علي العروش أربعة وعشرين شيخاً جالسين متسربلين بثياب بيض وعلي رؤوسهم أكاليل من ذهب .. يخر الأربعة والعشرون شيخاً قدام الجالس علي العرش ويسجدون للحي إلي أبد الآبدين ويطرحون أكاليلهم أمام العرش” (رؤيا 4:4-10) .
2- إكليل البر:
لمن يجاهد لأجل الرب “قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيراً قد وضع لي إكليل البر” (2 تيموثاوس 8:4) .
3- إكليل الحياة:
لمن يحتمل التجارب ويستشهد لأجل الرب “طوبىللرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تذكي ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه” (يعقوب 12:1) “كن أميناً إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة” (رؤيا 10:2) .
4 – إكليل المجد:
للرعاة “ارعوا رعية الله التي بينكم .. ومتي ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلي” (1بطرس 5: 2،4).
5- إكليل حفظ الكلمة:
لحافظي الكلمة منتظري مجيء الرب “لأنك حفظت كلمة صبري أنا أيضاً سأحفظك من ساعة التجربة العتيدة أن تأتي علي العالم كله لتجرب الساكنين علي الأرض. ها أنا أتي سريعا تمسك بما عنك لئلا يأخذ أحد إكليلك” (رؤيا3: 10،11).
6- الإكليل الذي لا يفنى:
لمن يركض ويثابر دون تردد “اركضوا لكي تنالوا وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلاً يفني وأما نحن فإكليلاً لا يفني” (1 كورنثوس 25:9) .
7- إكليل السرور والافتخار:
للمبشرين ورابحي النفوس “لأن من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا أم لستم أنتم أيضاً أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا” (1تسلونيكي 2: 19) “إذاً يا أخوتي الأحباء والمشتاق إليهم يا سروري وإكليلي أثبتوا هكذا في الرب أيها الأحباء” (فيلبي1:4) لهذا يقول الرسول يوحنا لمن ربحهم للرب: “والآن أيها الأخوة اثبتوا فيه حتى إذا أظهر يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه” (1يوحنا 28:2) .كان الحديث عن إكليل رابح النفوس سبب خلاص شابة بعيدة عن الرب وتقول القصة الواقعية الطريفة أنه بينما وقفت الشابة أمام المرآة وعلي رأسها إكليل خفيف مزين بنجوم فضية وهي تزين نفسها استعداداً لحضور حفلة رقص وقفت أختها الصغيرة نيللي البالغة من العمر خمس سنوات بجوارها تتحسس الإكليل والنجوم الفضية وقالت لأختها الكبرى أتمني أن أربح نفس للمسيح فاليوم عرفت في مدارس الأحد أن من يربح نفس للمسيح سيحصل علي إكليل مثل إكليلك وبه نجوم كالنجوم الفضية التي تزين إكليلك، ذهبت الأخت للحفلة ورغم الرقص والغناء لم تفارقها كلمات أختها نيللي أبداً ولما عادت إلي البيت كانت أختها الطفلة مستغرقة في نوم عميق أما هي فكان ضميرها قد أستيقظ فركعت وسلمت حياتها للمسيح بدموع غزيرة وبعدما شعرت بالسلام والغفران ذهبت إلي سرير نيللي وقبلتها وربتت علي شعرها وهي تقول لنيللي هنيئاً لك أيها الطفلة فلقد ربحتيني للمسيح وصار لك من الآن إكليل أعظم بما لا يقاس من إكليلي الفاني الذي كنت أظن أنني أزين به نفسي وأنا في خطاياي.
صديقي صديقتي
كان المبشر الشهير جون هاربر يعتبر العمل الفردي متعته ويدرك أهميته ومجازاته فبعد غرق السفينة تيتانك بأربع سنوات وقف شاب اسكتلندي في مدينة هاملتون بالولايات المتحدة الأمريكية وقال أنا آخر من خلص عن طريق خدمة جون هاربر إذ عندما غرقت السفينة نجا هاربر علي قطعة خشبية وكنت أنا متشبث بقطعة خشبية أخري فسألني هل عندك سلام تجاه الأبدية؟ فجاوبته كلا فقال (أعمال 31:16) فأجبته لا أعلم هذا الشاهد وفرقتنا الأمواج فدعوت الله أن يعطني فرصة أخري للتوبة وقبول المسيح فاستجاب الرب لي إذ قربتني موجة أخري من جون هاربر فقال لي الآية الشهيرة “آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك” وبالرغم من الأمواج العاتية وصوت الرياح الجبارة قال لي ردد هذه الصلاة فرددت وراءه وسلمت حياتي للمسيح ثم غرق بعدها في الحال وأما أنا فنجوت وها أنا أعطي كل حياتي وأتفرغ تماماً لخدمة الإنجيل فإني مديون بحياتي للمسيح ومديون أيضاً بها لجون هاربر الذي رغم صعوبة الأنواء والأمواج والمخاطر ربحني للمسيح قبل غرقه بثوان.
صديقي صديقتي
إن مكافأة ربح النفوس سواء هنا علي الأرض أو هناك في السماء أعظم من أن توصف فليس كل رابح نفوس سيكرم في حياته وموته كرابح النفوس الشهير وليم بوث مؤسس وقائد جيش الخلاص الذي يقال أنه ربح أكثر من 120 ألف نفس في حياته لقد أكرمه الرب في حياته وكان يعامل معاملة الملوك ورؤساء الدول في البلاد التي يزورها فقابله الملك إدوارد السابع وإمبراطور اليابان وأفتتح أحد مؤتمرات مجلس الشيوخ الأمريكي بالصلاة و تقابل مع رئيس أمريكا مقابلة رسمية وفي لندن منحته بريطانيا العظمي وقتها حرية مدينة لندن وحرية مدينة نوتنجهام ومنحته جامعة أكسفورد درجة الدكتوراه الفخرية في الشريعة المدنية وعند رقاده وذهابه للمجد في 20/8/1912 حضر جنازته أكثر من 10000 من أعضاء جيش الخلاص الذين كان ربحهم للمسيح من أوحال الخطية والرذيلة حيث كان مبدأه منذ أن صار مسيحي حقيقي هو (إذا أردت أن تحتفظ بفرح الخلاص في نفسك قوياً كما كان فعليك أن تسعي لربح الآخرين) وعند دفنه تعطلت حركة المرور في لندن ساعات طويلة أقول ليس كل رابح نفوس سيكرم من الناس عند حياته وموته مثل وليم بوث.أو مثل وليم كاري ذلك الإسكافي الذي صار أشهر مرسل للهند في التاريخ المعاصر إذ أصبح دكتور جامعي يدرس اللغات الهندية في الهند بعد أن ترجم الكتاب لأكثر من لهجة ولغة هندية الذي يوم رقاده وانتقاله للمجد في يونية 1834م نكست الحكومة الهندية أعلامها وقيل عنه بعد وفاته أنه أعظم شخص عرفته الهند دون استثناء ولكني أقول بثقة شديدة أن كل رابح نفوس سيكرم جداً في السماء عندما يقابل الرب عند مجيء الرب أو بالرقاد ويسمع منه المديح وهو يقول له “نعما أيها العبد الصالح والأمين. كنت أميناً في القليل فأقيمك علي الكثير أدخل إلي فرح سيدك” (متي21:25) “تاجروا حتى آتي .. ولما رجع .. فجاء الأول قائلاً يا سيد مناك ربح عشرة أمناء فقال له نعما أيها العبد الصالح لأنك كنت أميناً في القليل فليكن لك سلطان علي عشر مدن” (لوقا13:19، 16-17) ، كما قال القديس أستفانوس أول شهيد في المسيحية وهم يرجموه “ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله” (أعمال 55:7) قائماً للترحيب به وتكريمه يا لها من مكافأة “أمين تعال أيها الرب يسوع” (رؤيا 20:22) .