2- Factors of success individual work – عوامل نجاح العمل الفردي

أولاً: معرفة اختباريه بالمسيح يسوع كالمخلص

يحكى أن بائع أعشاب طبية لعلاج السعال كان يتجول فى قرية لصعيد مصر وبينما هو ينادي ويدعو الناس أن يشتروا منه الدواء كان يسعل بشدة وينادي ويقول عندي الدواء لشفاء الناس من السعال والكحة والبرد، وكان يخرج من فمه الكثير من البلغم الأخضر والأصفر فتجمع الأولاد من حوله وهم يقولون بصوت عال يا كذاب اشف نفسك أولاً ثم تعال لتبيع العلاج ويقولون:
يا أيها الرجـــل المعـلم غيره — هلا لنفسك كان ذا التـعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي العنا — كيما يصح به وأنت سقيم
يجب أننا نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا “الحق الحق أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا ولستم تقبلون شهادتنا” (يوحنا 11:3) ، ومعروف أن فاقد الشيء لا يعطيه، فيجب على من يقوم بهذا العمل أن يكن قد أختبر خلاص المسيح وتأكد من نواله الحياة الأبدية “كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله” (1يوحنا 13:5)، فلقد قال الرسول بولس “فإذ لنا روح المكتوب عينه حسب المكتوب آمنت لذلك تكلمت نحن أيضاً نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً” ( 2كورنثوس 13:4 ).
ثانياً: جعل العمل الفردي أسلوب حياة
تكلمنا عن هذا العامل في الدرس 24 ولكن لأهمية هذا الأمر سأشاركك مرة أخرى عنه. كان المريض الشيخ ينام بمفرده على فراش الموت في دار الرعاية ولما زاره صديقه القديم حزن الصديق وفوجىء بتدهور صحة صديقه فقال له: لقد تغيرت كثيراً في هذه الشهور الأخيرة، أجابه صديقه المريض: نعم، بل كل يوم أتغير وربما بعد ساعات سأموت ويكفنوني بعد أن يغسلونني ويضعونني في صندوق وأدفن ليوارى جثماني الثري هذه قصة حياتي القصيرة يا صديقي وأنا أعلم ذلك جيداً. صمت الصديق وخيم الوجوم على وجهه وهو يسمع ذلك من صديقه الذي كان يحتضر، ولكن صديقه المريض أبتسم أبتسامة يملؤها الرجاء الحي وقال: دعني أكمل لك الجزء الأهم من قصة حياتي: فبعدما أرقد هنا وفي نفس لحظة موتي سأذهب للسماء، للفردوس مع المسيح لأبقى معه إلي أبد الآبدين، هذا الجزء الأهم والمعزي في القصة وبعد أن يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله (أيوب26:19) وهناك في السماء سيغير الرب جسدي هذا ليكون على صورة جسد المسيح (فليبي21:3) ، صمت الصديق المريض من حديثه، ثم ركز نظره عليه وسأله بنبرة جدية ممتلئة بالحنان: صديقي الغالي لقد كنا هنا أصدقاء دائماً فهل ستلحقني وأراك لنكون معاً مع المسيح هناك في السماء؟؟، وصلى صديقه معه وربحه للمسيح، وبعدها بساعات قليلة سافر ليكون مع المسيح. كان كلاي ترمبل لمدة 50 عاما، يعتبر أن كل مره يكون فيها على انفراد مع أي إنسان فرصه رائعة وهكذا ربح هذا المؤمن الكثيرين للمسيح “نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس” (1بطرس 9:1) .ولقد روى ر. أ. توري عن مؤمن ملتهب بالأشواق تجاه ربح النفوس، وكان العمل الفردي أسلوب حياته تحدث مع سيده عن الرب يسوع وخلاصه فقبلت السيدة الكلمة بفرح وصلّت وسلمت حياتها للرب يسوع ولما أخبرت زوجها بالتغير العجيب الذي حدث في حياتها والفرح الغامر التي اختبرته بعد الخلاص وكيف أنها تمتعت بالغفران الأبدي، قال لها زوجها أين هذا الرجل الذي وعظك؟ لو رأيته! قالها وهو يشيط غضباً، لأفهمته أن ينصرف إلى عمله ويترك الآخرين لحالهم، فأجابته الزوجة قائله: لو كنت سمعته لأدركت أن البشارة عن الرب يسوع والإنجيل هو عمله فعلاً لقد أدركت هذا في كل كلامه وتعبيراته أنه يحب الرب جداً، ويشفق على النفوس الهالكة. وأتذكر إني دعيت في أحد الكنائس بالقاهرة لأتحدث إلى مجموعة من الطلبة المؤمنين بكلية الصيدلة عن العمل الفردي وطلبوا مني أن أقدم كل موضوع العمل الفردي في ساعتين – ساعة كل أسبوع فوضع الرب في قلبي فتحدثت في الساعة الأولى كلها عن أهميه أن تجعل العمل الفردي من أولويات حياتك أي أسلوب حياه وفي بداية الأسبوع التالي قال أحد الطلبة لقد تضايقت إنك أخذت نصف الوقت المحدد للحديث عن موضوع العمل الفردي في هذه الجزئية ولكني أردت أن أطبق هذا الأسبوع الماضي وقررت أن أتحدث عن الرب يسوع وعمله مع كل مسيحي أقابله على انفراد واعترف الآن إنني تحدثت مع العشرات خلال هذا الأسبوع وأظن إنني ربحت 4 منهم وإني آسف لأني تذمرت على كونك تحدث ساعة كاملة عن هذه الجزئية التي هي أهم عامل من عوامل نجاح العمل الفردي أي أن يكون العمل الفردي أسلوب حياة يومي وليس موسمي .. ففرحت جداً باختبار هذا الشاب.لقد كان ربح النفوس هو أسلوب حياة جون وسلي فكتب قائلاً: لا يكن لك أي هدف في الحياة سوى ربح النفوس ليس الغرض أن تعظ عدد أكثر من العظات ولكن العبرة أن تربح أكبر عدد ممكن من البشر سواء بالعمل الفردي أو العظات الكرازية. فمع الأخذ في الاعتبار كل عوامل العمل الفردي الأخرى يبقى هذا العامل من أهم عوامل النجاح، فكم من مؤمنين حقيقيين رجال صلاة ودارسين الكتاب المقدس ولكنهم لا يربحون النفوس لأنهم لم يجعلوا العمل الفردي أسلوب حياة إما جهلاً بأن هذه مسئوليتهم العظمى أو إهمالاً لهذه الخدمة العظيمة جداً أو بسبب ال(10) أفكار الخاطئة التي درسناها في الدرس 22 و 23.
اسمح لي مرة أخرى أن أكرر لك أن أهم عامل على وجه الإطلاق لنجاح العمل الفردي هو أن تكن منشغل بهذا العمل ويكون على قلبك من الصباح للمساء كل يوم.
أي أن العمل الفردي يكون أسلوب حياة “كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح” (أعمال20:20-21) ، “لذلك اسهروا متذكرين أنى ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد” (أعمال 31:20) وأن لا يفتر هذا الشوق أبداً، هذا ما يسمى بلهيب رابح النفوس فإن كان الرب “الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة” (مزمور 104 : 4)، وهذه الملائكة الملتهبة التي تخدمه لم يمت الرب لأجلها فكم بالأحرى يجب أن نكن نحن ملتهبين فى حبنا للرب وغيرتنا له “اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك لأن المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية لهيبها لهيب نار لظى الرب” (نشيد 8 :6 ).
ثالثاً: محبه قلبيه للمسيح وللنفوس
سأل الجنرال وليم بوث مؤسس جيش الخلاص أحد المؤمنين الشيوخ الأتقياء: لا أدري ماذا أفعل لهذا المكان لقد جربت الوعظ والصلاة والترنيم ولا يزال الناس قساة جداً فماذا أفعل؟!، فأجابه الشيخ: جرب الدموع وكم من نفوس جاءت للمسيح بالعمل الفردي إذ رأت دموع من يتحدث معها. لو كانت محبتنا للمسيح حقيقية فسوف نحفظ وصاياه ونطيعه (يوحنا 15:14 (يوحنا 10:15) (1كورنثوس 8:13) (2كورنثوس 14:5) . ولقد أوصانا أن نذهب ونخبر النفوس بالمسيح وعمله “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس” (متى 19:28) ، (مرقس 15:16) ، “لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس” (روميه 5:5) فيجب أن هذه المحبة تنسكب. كتب الدكتور يوسف كلارك بأمريكا ترنيمة المحبة لربح النفوس على نمط (1كورنثوس13) فقال: أن كنت أتكلم بألسنة العلم الكتابي واللاهوتي وأن استعملت أحدث طرق الوعظ، وفشلت في ربح النفوس للمسيح فأنا كصوت زئير الرياح في الصحراء، ولو حصلت على كل الدورات التدريبية في الخدمة وأفهم كل أسرار علم النفس والمشورة ولو كان ليَ أدراك بكل العقائد والمعتقدات الكنسية ولا أبذل نفسي في ربح الآخرين للمسيح فأنا كمجرد سحاب أو ضباب يتحرك فوق البحار، ولو قرأت كل ما كتب عن عوامل نجاح الخدمة الروحية وحضرت كل المجامع والمؤتمرات الكونية وسمعت أشهر الوعاظ والمبشرين والمعلمين وتقابلت مع أشهر رجال الدين المسيحي في العالم ولم أربح النفوس للمسيح فلا أنتفع شيئاً، إن رابح النفوس يحتمل كل شئ ولا يحسد من يربح نفوس أكثر منه ولا يطلب راحته ولا يحتد ويحتمل كل شئ ويرجو كل شئ ويصبر على كل شئ أما الآن فتثبت المعرفة الكتابية والوسائل المفيدة في الخدمة وربح النفوس للمسيح هذه الثلاثة ولكن أعظمهن ربح النفوس للمسيح لأن لهذا الغرض أبقانا الرب على الأرض وهذا الغرض نتيجة أبدية، وهذا أعظم ترجمة للحب للرب وللنفوس من قلوبنا للآخرين فليست هناك قوه رابحه للنفوس أكثر من المحبة التي لا تسقط أبدا. فإن امتلئ قلبي بالمحبة للرب فسأحب النفوس وإن أحببت النفوس فلن تهدأ نفسي وأنا أراهم يهلكون أبديا وحبي لهم سيجعلهم هم أيضا ينجذبون إلى ليسمعوا عن الله ومحبته “وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة ويأكل معهم” (لوقا1:15،2) ، “محب للعشارين والخطاة” (لوقا 34:7).
رابعاً: الدراسة العميقة والإختباريه لكلمة الله
“لأن كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي فى البر لكي يكون إنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح” (2تيموثاوس 16:3، 17) فكلمة الله كالصنارة لصياد الناس (لوقا 10:5 ) ، وكالبذرة للزارع فى القلوب (مرقس14:4) .
وهناك 7 أسباب تجعل دراسة الكتاب المقدس هامة جداً لرابح النفوس:
1- لأنها وحدها حينما تستخدم بقوة الروح القدس تبكت الخطاة:
“فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الاخوة” (أعمال 37:2) ، (أعمال 54:7) (1تسالونيكي 5:1) .
2- لأن بها بذرة الحياة فهي التي تولد الإنسان:
“لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء .. يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعا .. هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إلىّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما أرسلتها له” (اشعياء 10:55-11) ، “مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلي الأبد” (1بطرس 23:1) ، ( يعقوب 18:1) .
3- لأنها تدخل إلى الأعماق الداخلية للإنسان:
“لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته. وليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا” (عبرانيين 12:4 ) .
4- لأنها تحطم قوة الظلمة داخل الإنسان:
فهي سيف الروح “وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله” (أفسس 17:6) ، وكالنار التي تحرق كل مقاومه والمطرقه التي تحطم كل عناد “أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر” (أرميا 29:23) .
5-لأنها تعلم طريق الخلاص:
“ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع” (أعمال 8 :35) .
6- لأنها تعطى يقينية الخلاص:
“من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة” (1يوحنا 12:5) لأن كلمة “هكذا قال الرب” وحدها تعطى الأمان تجاه:
أ ) الخلاص التام:
“لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت” ( روميه 9:10)، (يوحنا 24:5) ، (1يوحنا 13:5) ، “لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم” ( لوقا77:1) .
ب) السلام الأبدي:
“خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي. أبى الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد” (يوحنا27:10-30 (روميه 35:8 -39).
ج) بركات المستقبل:
“لا تضطرب قلوبكم انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة وإلا فإني كنت قد قلت لكم أنا امضي لأعد لكم مكاناً وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إلى حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً” (يوحنا 1:14-3) (أفسس 3:1) .
7- لأنها تعطى الإرشـاد:
فهي سراج للحياة بعد الخلاص “سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” ، “فتح كلامك ينير يعقل الجهال” (مز 105:119، 130) ، (أمثال 20:6-23) .
ملحوظة هامة:
لا انتظر حتى أدرس الكتاب المقدس جيداً وبعدها أبدأ في العمل الفردي ولكن أعمل وأنا ادرس الكتاب فلا رحاب (يشوع 23:6) ، ولا السامرية (يوحنا 29:4) ، ولا الأبرص (مرقس 45:1) ، ولا المجنون (مرقس 20:10) كانوا قد درسوا كل الكتاب المقدس عندما شهدوا للآخرين ، لكن بعد ذلك أكيد أنهم درسوا الكلمة جيداً..
خامساً : حياة الصلاة فى كل حين
“قال لهم أيضاً مثلا في أنه ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل” (لوقا 1:18) الصلاة من أهم عوامل نجاح رابح النفوس “فالذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج” (مزمور5:126) ، وبالإضافة لصلواتنا المختلفة هناك على الأقل 4 أمور يجب أن أصلى لأجلها كل يوم فيما يتعلق بربح النفوس:1- أن نطلب من الرب أن يرشدنا إلى الشخص المقصود – قال روح الرب لفيلبس- “تقدم ورافق هذه المركبة” (أعمال 29:8) .2- أن نطلب من الرب أن يرشدنا للكلمات المناسبة لهذا الشخص بالذات “تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها” (أمثال 11:25) .3- أن نطلب من الرب أن يعطى قوة للكلمات التي أرشدنا بالتحدث بها “وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم” (أعمال 4 : 33).4- نصلى إلى الرب أن يواصل عمله فى القلب “الآن أستودعكم يا اخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثا مع جميع المقدسين” (أعمال32:20) .ويجب أن يدرك رابح النفوس إنه لن تحدث ولادة طبيعية دون تمخض هكذا لن تحدث ولادة روحية دون تمخض حيث يسأل الرب قديماً مستعجباً “قبل أن يأخذها الطلق ولدت قبل أن يأتي عليها المخاض ولدت ذكرا. من سمع مثل هذا من رأى مثل هذه هل تمخض بلاد في يوم واحد أو تولد أمة دفعة واحدة فقد مخضت صهيون بل ولدت بنيها. هل أنا أُمخض ولا أُولد يقول الرب أو أنا المولد هل اغلق الرحم قال إلهك” (اشعياء7:66-9) ، ويقول الرسول بولس لأخوة غلاطيه “يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم” (غلاطيه19:4) ، والتمخض بالنفوس في الصلاة معناها الصلاة لأجلها بلجاجة لكي يخلصها الرب يسوع ويغيرها .. والآيه الذهبية في الصلاة لأجل النفوس هي “الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع – الكتاب المقدس- مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه – النفوس التي قبلت الكلمة” (مزمور6:126) .
وهذه قصة صلاة جميلة عن – جوني اكستوبي: كان شاب صغير السن وكان مشهور باسم جوني المصلي وطلب من الكنيسة أن تسمح له بالذهاب إلى قرية صغيرة تسمى “فايلي” وكانت مشهورة بالشر والفساد وكان الوعاظ يذهبون إليها الواحد بعد الآخر دون أي نتيجة أو نجاح لقد كانت هذه القرية تحت نفوذ الشيطان وقد أعترف الكثير من الخدام الموهوبين بالتبشير وقتها بأنه لا فائدة ترجى من فايلي -ضيعة الشيطان- وسافر جوني اكستوبي إليها وعندما اقترب من القرية وهو صاعد على أحد الجبال الذي كان يفصل بين ماستون وفايلي، رأى من بعيد ضيعة الشيطان وشعر بقلبه يأس في داخله فترجل عن حصانه وجثا على ركبتيه تحت شجرة مورقه على سطح الجبل وأخذ يصلي إلى الله في جهاد وصراع ودموعه تنهمر من عينيه وقطرات العرق على جبينه وعلا صوته في صراعه وصلاته علواً شديداً لدرجة أن أحد الأخوة وكان صاحب طاحونة على سطح الجبل الآخر سمع صوته وهو يقول: “أيها الرب يسوع إني آمنت بقدرتك على خلاص النفوس في فايلي ولقد أخبرت الأخوة في براير لينجتون إنك ستحيي عملك في ضيعة الشيطان .. أنت تعلم يا سيد إنه ليست فيّ قوة البتة ولكني أتيت مؤمناً بقدرتك .. واستمر جوني في الصراع والصلاة حتى الفجر وقد جعل من ضعفه أساساً لتوسلاته وهو يطلب قوة الروح القدس وفي الصباح ظل يرنم بقدرة الرب يسوع ويقول سقطت سقطت فايلي وذهب إلى القريـة وفي شوارعها رنم الترنيمة المشهورة: ارجعوا للرب حال-واطلبوا منه الخلاص واجتمع من حوله الكثيرون الذين ظلوا يسمعوه وصلى معهم أفراداً وجماعات فبكى أقسى الخطاة وارتعب أشجع المستهزئين وسقطت فايلي لتكون فيها كنيسة قوية شاهدة.إن نسيت كل هؤلاء فلا تنسى الرب يسوع له المجد الذي كان لسان حاله ” أما أنا فصلاة” (مزمور 4:109) أنظره كيف كان يبكي على (لوقا 19: 41-44).