منفعة الحكمة

قال الحكيم فى سفر الجامعة خلاصة ما وصل إليه فى حياته وتجاربه، فى قصرهِ الملكي وبين قادة جيوشه وعبيده وجواريه، فى رغد وغنى لم يكن مثله، يُلقي نظرة إلى الوراء وينظر إلى جميع أعماله وتعبه ويُقيّم الحياة بعدما جرب كل شىء وتمتع بكل شىء وجِدَ فى حيز وجوده،

فكانت الخلاصة أن الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس، وأن ختام الأمر كله هو تقوي الله ومخافته، وأي منفعة  تقف ضدا للتقوي فهي خسارة، وهنا يقوده الروح القدس ليخط بيديه هذه الكلمات فيقول

“فَرَأَيْتُ أَنَّ لِلْحِكْمَةِ مَنْفَعَةً أَكْثَرَ مِنَ الْجَهْلِ، كَمَا أَنَّ لِلنُّورِ مَنْفَعَةً أَكْثَرَ مِنَ الظُّلْمَةِ.”  ( جامعة 2 : 13 )

ففي الظلام يسير الإنسان متخبطا لا يعرف أين هو وإلى أين يذهب، وينحدر الإنسان الى قاع الظلام بالخطايا، فهي كالحجارة المربوطة بعنق الإنسان كلما كثرت زادت سرعة هبوطه وازداد معها الظلام، فيكشف مقارنا الحكمة بالنور،

وكلما زادت الحكمة إشتد النور والبصيرة، وقمة تلك الحكمة هي مخافة الرب، ففيها يشتد النور ويهرب الظلام وفى النور يسير الإنسان ويعرف أين هو وإلى أين يذهب، فتصير الحكمة طريق المنفعة في هذا العالم الباطل الفارغ.

تذكر قول الحكيم: ” أَنَّ لِلْحِكْمَةِ مَنْفَعَةً أَكْثَرَ مِنَ الْجَهْلِ، كَمَا أَنَّ لِلنُّورِ مَنْفَعَةً أَكْثَرَ مِنَ الظُّلْمَةِ.”

عماد مجدي – inarabic.org

‫شَوكةً في الجسَدِ‬

‫«أُعطِيتُ شَوكَةً فِي الجَسَدِ … مِن جِهَةِ هَذا تضَرَّعتُ إِلَى الرَّبِّ»‬ ‫ ( 2كورنثوس 12: 7 ، 8)

هناك ما هو أكثر بركة من مجرَّد إزالة الشوكة، أو الشفاء من مرض أو ألم. هناك قوة نعمة الله التي تتداخل وترفع النفس فوق الألم وفوق الضيق. قد يستمر المرض وقد تبقى الشوكة، ولكن النفس ترتفع فوق كل ذلك. ونحن نعتقد أن هذا الأسلوب الإلهي هو الذي به ينتصـر الله في المؤمنين بصفة خاصة، وبعد تعلُّم الدرس تتداخل أيضًا يد الله لتقهر كل هذه العوامل الضاغطة، إن كانت هذه هي مشيئته. ‬

‫ إنه أمر مبارك وطيب لنفوسنا أن توافينا نعمة الله لترفع أرواحنا فوق المتاعب، حتى ولو استمرت ظروفها. كانت الشوكة في جسد بولس تجربة قاسية بالنسبة له، وعند كل أحبائه، لأنها كانت شوكة تُثير احتقار الناس له ( غل 4: 14 ). وكانت في نظر بولس، وفي نظر أحبائه، كأنها مُعطّلة للكرازة، وأنها شوكة جاءت عليه، ولم تكن عنده قبل الإيمان. وكأن من شأنها أن تجعل أولئك الذين يتطلَّعون إلى الشكل الظاهري، في خطر الابتعاد عنه، وفقدان الاحترام له. ونحن لم نُخبَر بماهية هذه الشوكة، ولا ينبغي أن نُضيف إلى كلمة الله شيئًا من عندياتنا، فنقول إنها كذا أو كذا، لكننا نعرف أن الغلاطيين والكورنثيين تأثروا بها، ولعل بعضهم تذرَّع بها ليتقوَّل على إرسالية بولس. وربما صوَّره البعض بأنه كان واقعًا تحت غضب الله. أما بولس نفسه فقد كان مُجرَّبًا بشدة بسببها، ولم يُخفِ ذلك عن الكورنثيين. ‬

‫ لكن الرسول تعلَّم درسًا عميقًا من بقاء هذه الشوكة مع تداخل نعمة الله الرافعة، إذ كانت له مناظر الرب وإعلاناته، والمعرفة العميقة بمحبة الله الفائقة المعرفة. كل هذا دون رفع الشوكة، ودون جواب سريع من جانب الله، بل كانت الشوكة مستمرة، ولكن كانت النعمة ترفع روح الرسول فوقها بالتمام. وكلَّما شعر بوطأتها تعلَّم كيف يُمَات كل النهار ( رو 8: 36 ). وهكذا تعلَّم أن مع الشوكة هناك ما هو أفضل «تَكفِيكَ نِعمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعفِ تُكْمَلُ» ( 2كو 12: 9 ).‬

‫ أين لنا بإيمان مثل هذا نُطبّقه في وسط ظروفنا ومتاعبنا وعجزنا عن إصلاح الأحوال من حولنا. ليتنا نثق في الله وفي أن خلاصه كامل، وأن محبته كاملة، فنهدأ ونطمئن. إن الرب قريب المجيء، لكن قبل أن يأتي لن يكف عن أن يكون رأس الكنيسة المُعتني بها، والمتعهد سلامتها من كل وجه.‬

طعام وتعزية

‫احفَظوا أَنفُسَكُم‬

‫«احفَظُوا أَنفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ»‬ ‫(يهوذا21)‬

المقصود بحفظ أنفسنا في محبة الله هو التمتع الشخصـي الواعي بمحبة الله كنصيبنا الأكيد، مهما كان الشـر المُتكاثر حولنا. وهذا يتضمن معرفة الله كما أعلن نفسه لنا في المسيح، والشـركة معه على هذه الصورة. وهو ملجأ النفس وحصنها الحصين كلَّما اشتد الظلام وازدادت المتاعب والمضايقات. فالأُمم قد تتقاتل، ونذر الحرب قد تدوي من كل حدب وصوب، والمسيحية الإسمية قد تكون سائرة في مراحل الارتداد المُتعددة، ولكن مخبأ النفس وسط منازعات الأُمم وانقسامات الكنيسة، هو محبة الله غير المتغيّرة. ويستطيع الإيمان أن يهتف في غير شك أو ريب قائلاً: هذه هي محبته لي التي بسببها لم يدخر شيئًا، ولم يُمسك عني حتى ابنه الوحيد، لكي أطهُر من جميع خطايايّ، وأنال الحياة الأبدية، واتمتع بمحبته الكاملة الأبدية. ومهما حدث في تاريخ الكنيسة أو تاريخ إخوتنا، فالرب هو هو لا يتغيَّر، والنفس التي تبقى أمينة صادقة وسط الفشل العام، لن تجد تغييرًا أو تبديلاً في ملجأها الأمين؛ محبة الله الثابتة غير المتغيرة.‬

طعام وتعزية

‫ ولكن علينا قبل كل شيء أن نعرف الله لنعرف محبته «لأَنَّ المحَبَّةَ هيَ من الله، وكُلُّ مَن يُحبُّ فقَد وُلِدَ من اللهِ ويَعرِفُ اللهَ. ومَن لا يُحِبُّ لَم يَعرفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ محَبَّةٌ» ( 1يو 4: 7 ، 8). إن الطبيعة الإلهية هي المحبة، والمؤمن صار شريكًا في هذه الطبيعة. فعلينا أن نملك الطبيعة التي تُحبّ، لكي نعرف ما هي المحبة «كُلُّ مَن يُحبُّ فقَد وُلِدَ من الله ويَعرفُ اللهَ»، فالابن يجب أن يكون من نفس الطبيعة كأبيه. وهذا حق فيما يتعلَّق بجميع المولودين من الله. فنحن شركاء الطبيعة الإلهية أدبيًا، وهي الطبيعة التي من خواصها المحبة والنعمة والسلام والقداسة والرحمة والصبر وطول الأناة والرأفة .. إلخ. هذا هو الحق الأساسي المطلوب معرفته إذا أردنا معرفة الله كملجأنا وموضوع بهجتنا.‬

‫ ليتنا نُعطي انتباهًا خاصًا لهذا الحق العظيم الذي هو من حقوق أولاد الله وامتيازاتهم الأساسية. إن الحياة الأبدية التي كانت عند الآب قد أُظهِرت وأُعطِيت لنا، وبهذا صرنا شركاء الطبيعة الإلهية. ومن شأن هذه الطبيعة العاملة فينا بقوة الروح القدس بالشركة مع الله الذي هو مصدرها، أن تضعنا في هذه العلاقة بالله؛ نثبت فيه وهو فينا. ‬

‫ حينما نُدرك هذه الحقائق العميقة الغنية ببركاتها يُمكننا عندئذٍ أن ندرك قوة وقيمة تحريض يهوذا «احفَظُوا أَنفُسَكُم فِي محبَّة الله».‬

‫إِلهُ الأمانة‬

إني لا أعرف كلمة تبعث استقرارًا في النفس مثل القول العظيم «أَمِينٌ هوَ اللهُ». فأمانة الله هي صِدقه غير المتغير، ووفاؤه الدائم لمواعيده. ولأن الله ”أمين“ فنحن ”آمنون“، فلنا فيه ملجأ أمين لا يقربه عدو، ولا تدنو منه ضربة أو دينونة.‬

‫ (1) أمانة الله هي أساس دعوتنا إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا «أَمينٌ هوَ اللهُ الذي به دُعِيتُم إِلَى شَركةِ ابنهِ يَسُوعَ المسيحِ ربِّنَا» ( 1كو 1: 9 ). فلقد دُعينا – نحن المؤمنين – لنأخذ مركز البنين ونُشارك المسيح مجده العتيد. والذي دعانا لا بد أن يوصلنا إلى رجاء الدعوة «أَمينٌ هوَ الذي يَدعُوكُم الذِي سيَفعَلُ أَيضًا» ( 1تس 5: 24 ). ولسوف تظهر أمانة الله بصورة جليَّة حين يظهر جميع المؤمنين مع ربنا يسوع المسيح في المجد دون أن يُفقَد منهم أحد.‬

‫ (2) أمانة الله هي أساس اليقين الراسخ بأن الله سَيُثَبِتُ المؤمن إلى النهاية، وسيحفظه من الشـرير «أَمينٌ هوَ الرَّبُّ الذِي سَيُثبِّتكُم ويَحفَظُكُم منَ الشِّـريرِ» ( 2تس 3: 3 ).‬

‫ (3) أمانة الله هي أساس اليقين الراسخ بأن الله سيحفظ المؤمن في التجربة «لَم تُصِبكُم تجربةٌ إِلَّا بشَـريَّةٌ. ولكنَّ الله أَمينٌ، الذي لا يدَعُكُم تُجَرَّبُون فوقَ ما تستطيعُونَ، بل سيَجعَلُ معَ التجرِبةِ أَيضًا المَنفَذ، لتستطِيعُوا أَن تحتمِلُوا» ( 1كو 10: 13 )، فالرب «يَعرِفُ جبلَتنَا» ( مز 103: 14 )، ولا يمكن أن يُحمِّلنا فوق طاقتنا، وإذا دعَت الضـرورة فهو يُجزل لنا النعمة ( 2كو 12: 7 -10)، و«يُعطِي المُعييَ قُدرَةً، ولعَديمِ القُوَّة يُكَثِّرُ شِدَّةً» ( إش 40: 29 ). ‬

‫ (4) وأمانة الله تتجلَّى أيضًا في علاقة الله كالخالق بالإنسان، والتي يجعلها الرسول بطرس أساس التعزية في وقت الاضطهاد والآلام. فالذين يتألمون كمسيحيين بحسب مشيئة الله، عاملين الخير، لهم أن «يَستودِعُوا أَنفُسَهُم، كما لخَالِقٍ أَمينٍ» ( 1بط 4: 15 -19). ‬

‫ (5) ورجاؤنا للحياة الأبدية يستند إلى حقيقة أن الله المُنزه عن الكذب قد وعد بها قبل الأزمنة الأزلية «بُولُس، عَبدُ الله، ورسولُ يسوعَ المسيح … على رجَاءِ الحياةِ الأَبديَّة، التي وعدَ بهَا اللهُ المُنَّزهُ عنِ الكَذِبِ، ..» ( تي 1: 1 ، 2). إننا نتطلَّع إلى الحياة الأبدية في شكلها النهائي عندما نحصل على أجسادنا المُمجَّدة، ونتحرَّر إلى الأبد من الخطية، والحزن، والألم، والموت ( في 3: 20 ، 21؛ تيطس3: 7). وهذا الرجاء مؤكَّد ويقيني، لأن الله هو الذي وعد به، ولا شيء يقيني كالكلمة التي فاه بها الله المُنزه عن الكذب.‬

طعام وتعزية

الإجهاض

الإجهاض هو في طليعة الأخبار هذه الأيام. فهناك معركة محتدمة لحياة الأجيال الجديدة. فالشيطان يخدع الكثيرين ويدفع بالناس لرفض الأطفال الذين خُلقوا ونموا في أرحام أمهاتهم. الإجهاض ليس مجرد إزالة نسيج بل هو إنهاء للحياة.

ثمة تحديات ممكنة تبرز من وجود طفل غير مخطط له. قد يخبرنا الخوف أنَّنا عاجزين عن رعاية هذا الطفل. قد يكون هناك خوف من قلة الموارد. قد يكون هناك خوف من والد فقير. ثمة العديد من الهجمات على ذهننا تأتي من مملكة الظلمة. هل تعلمي أن كل طفل خُلق لهدف. يخبرنا مزمور 139 أن الله يرانا عند تشكُّلنا، وهو صنع كل جزء حساس داخلي فينا. فكيف يمكن لنا إذًا أن نعتقد بأنَّ تدمير ما خلقه الله هو أمر بريء؟ لربما نحن نعرف أنه تصرف خاطئ ونريد أن نخضع لهذه المخاوف التي همس لنا بها العدو. يريد الشيطان أن يوقف غرض الله من وجود نسل على الأرض. تمامًا مثل ولادة موسى، أراد الشيطان أن يُدمر الأولاد.

إن كنتِ قد مررتي بتجربة الإجهاض، فلتعلمي أن ما فعلتهِ هو خاطئ بنظر الله. ولكن اعلمي أيضًا أنَّه سيسامحكِ. كل ما عليكِ فعله هو أن تأتي إليه وتتوبي. ما من أحد مرَّ بتجربة الإجهاض إلا وتأثر بهذا الفعل الشنيع. ستحتاجين أيضًا للشفاء ليس فقط جسديًا بل عاطفيًا أيضًا. افسحي في المجال لنفسكِ لأن تنوح وتُشفى. الله آمين ليرعاكِ في هذه العملية.

إذا كنتِ تُفكري بالإجهاض، توقفي واطلبي الله. لقد وعد بأن يساعدكِ. يُخبرنا أشعياء 41: 10: ’’لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي‘‘. هو الله الكلي الوجود. وعوده حقيقية وحيَّة. اصرخي له الآن. اطلبي منه أن يفض عليكِ بمحبته للطفل الذي تحملينه. اطلبي منه أن يُظهر لك سبب حياتك وحياة طفلك. لن تندمي من اختيار الحياة.

المواعدة في الكتاب المقدس

اتخاذ قرارات حكيمة في علاقات المواعدة هو المفتاح لتجنب الحسرة مدى الحياة. سيؤثر اختيارك لشريك الحياة على جزء كبير من مستقبلك. لذا من المحتم أن تصرف وقتًا لتعرف ماذا يقول الكتاب المقدس عن العلاقات والمواعدة وتستخدم هذه الحكمة لاتخاذ قرارات جيدة.

2 كورنثوس 6: 14 واضحة حول ما هي أنواع العلاقات التي يجب تجنبها. ’’لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟‘‘ لربما يغرينا أن نواعد شخصًا ليس مسيحيًا إن كان هذا الشخص لطيفًا ومعطاءً أو يظهر صفات مشابهة للمسيح. لكن إن لم يكن لهذا الشخص ذهنًا تغيَّر لذهن المسيح بسبب الخلاص رائيًا بعينه ذلك يكون كتواصل مع شخص من كوكب آخر. التغير الذي سيأتي بخضوعنا للمسيح هو تغير ثوري.

يجب علينا ألَّا نواعد شخصًا ما لم يكن هناك احتمالية ليكون شريكًا للحياة. المواعدة بغرض ’’التسلية‘‘ دون التفكير بالمستقبل هي متهورة وتفتقر للحكمة. لا يمكن ائتمان قلوبنا ألَّا تنجذب لأحدهم لمجرد أن ترى أذهاننا مشكلة. لا تُعد نفسك للحزن بارتباطك العاطفي بشخص لن يكن شريك حياة جيدٍ.

ما الذي نتوقعه من المواعدة؟ قبل كل شيء، لا أن يعترف هذا الشخص أنه مسيحي فحسب بل أن يظهر صفات المسيح أيضًا. اتخاذ قرار الخلاص ليس ضمانًا أن الشخص يسير بنضج مع الله. هل يُظهر هذا الشخص ثمار الروح؟ هل يتخذ هذا الشخص من الله أولوية في حياته؟ هذه مفاتيح تخبرنا إن كان هذا الشخص متسقًا بصورة صحيحة مع إيمانه أو إيمانها.

والأهم من كل شيء، علينا أن نغتنم كل فرصة لأن نطلب الله في قراراتنا. يعدنا الروح القدس بأنه سيقودنا إلى كل الحق، كما يقول في يوحنا 16: 13. كمؤمنين نسير مع الله، ونقرأ كلمته، ونتواصل معه، علينا أن نميِّز صوته. في يوحنا 10: 27، يُخبرنا يسوع أن خرافه تسمع صوته. من الضروري أن نتبع السلام وأن نطلب مشيئة الله. إن لم نسمعها بأنفسنا، اطلب من مُرشد موثوق أو صديق يستطيع سماع الله. تأكد من أن تستمع لآراء آخرين قبل أن تتواعد مع شخص ما. اطلب الله واسعَ وراء السلام.

التحرر من الإدمان

الإدمان مشكلة تؤثر في الكثير من الأشخاص. الإدمان هو اعتماد على مادة أو شخص أو نشاط يُغذى بالحاجة لعلاج أو أفكار تُعذب بصمت أو حزن مستتر. يُسمي العالم الإدمان بأنه مرض عقلي. لكن الإدمان يولد من الصدمة. فالإدمان ليس الطريقة التي خلقنا الله لنعيشها. بل هي آلية تأقلم. هي خدعة من العدو ليصل بنا إلى مكان العبودية والدمار.

مات يسوع على الصليب، راضيًا أن يمر بالضرب والكدمات، ومن ثم قام ثانية لنتحرر من الموت والجحيم والقبر. لكن لا يعني ذلك أنه عندما نقبل ذبيحة المسيح أننا سننتقل لنعيش مع الله للأبد، لكنها تعني بأننا قادرين على العيش بحرية من الخطيئة والعبودية هنا على الأرض. في لوقا 4: 18، يقول يسوع: ’’رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ‘‘. هذا يعني تحررًا من الإدمان.

إن كنت مستعدًا لتتحرر، فلقد أعدَّ طريقة لك. اطلب من الروح القدس أن يحضر الشفاء لأي مكان مكسور في قلبك. افسح في المجال له أن يلمس هذه الأماكن التي تسبب الألم. افسح في المجال لله أن يخدم قلبك ويجلب التعزية والسلام.

تخبرنا كورنثوس الأولى 10: 13-14: ’’ لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا‘‘. فلتعلم أنك لست بمفردك.

ليست الإدمان بمجهولة، لكنها فخ منصوب من العدو. خطة الشيطان هي في أن يخدع ويدمر، لكن الله أعد طريقةً لنا لكي نتحرَّر بالكامل. وهي تبدأ بالقدوم إلى الله وإخضاع كل شيء له. وهو وعد أن يُتمم ما قد بدأ.

مجد الله

ما الذي يخبرنا به الكتاب المقدس عن مجد الله؟ كيف يمكننا أن نصف المجد؟ يُوصف مجد الله أحيانًا بأنه حضوره المتجسِّد. مجده يطغى، متضمنًا قداسة الله وقوته وعظمته ونوره.

كتب داود عن المجد في المزامير. يخبرنا المزمور 19: 1 أن السموات تعلن مجد الله. مزمور 63: 2 يقول: ’’ لِكَيْ أُبْصِرَ قُوَّتَكَ وَمَجْدَكَ. كَمَا قَدْ رَأَيْتُكَ فِي قُدْسِكَ‘‘. أشعياء 60: 1-2 يقول ’’ قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. لأَنَّهُ هَا هِيَ الظُّلْمَةُ تُغَطِّي الأَرْضَ وَالظَّلاَمُ الدَّامِسُ الأُمَمَ. أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ الرَّبُّ، وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى‘‘. يخبرنا هذا بأن مجده يُمكن أن يرى، أو أن ينظر في عالمنا هذا. يخبرنا أشعياء 6: 3 ’’ وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ»‘‘. يقول حبقوق 2: 14: ’’ لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَجْدِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ‘‘. لا يمكن أن نقرأ هذه النصوص الكتابية دون إدراك أن مجد الله قد تجسد من حولنا. لكن كيف نعلم متى قابلنا مجد الله؟

قاد موسى الإسرائيليين عن طريق اتباع عمود سحاب مجد الله. تقف على قمم الجبال وتسكن في خيمة الاجتماع. في خروج 40: 35، يُخبرنا الكتاب المقدس أن موسى لم يكن قادرًا على الدخول إلى خيمة الاجتماع، لأن سحابة المجد قد خيمت فوقه، ومجد الرب ملأ خيمة الاجتماع. في خروج 24، ظهر مشهد المجد كنار آكلة على قمة الجبل. يخبرنا خروج 34: 29-35 أنه بعد أن نزل من الجبل، وجب عليه تغطية وجهه لأن النور الآتي من وجه أفزع الناس.

مجد الله رائع وظاهر للكل. لا يمكن أن يختفي أو يختبئ. يقول سفر الرؤيا 21: 11: ’’ لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ‘‘.

سيُغيِّر مجد الله كل مناخ ويبدل كل شيء فيه كما يرغب. قد لا نكون قادرين على رؤية المجد بأعيننا المادية ولكن متى ما أتى المجد لا نستطيع أن ننكر أن الله قد كان معنا. فمجده لا لُبس فيه.

ما هي النعمة

النعمة هي مصطلح عميق وغني وهو أحد أعمدة الأساس للمسيحية. من الصعب التعبير عنها بعبارة واحدة لكن الكتاب المقدس يقول الكثير عن النعمة.

النعمة هي القوة التي خلصتنا. تقول أفسس 2: 8: ’’ لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ‘‘. وهبنا الله النعمة. نحن لا ننتجها بأنفسنا. فهي ليست بشيء نكسبه، بل هي أمر نناله بالإيمان.

تُعطينا النعمة القوة لنحيا بحرية من الخطيئة. تقول رومية 6: 14: ’’ فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ‘‘. نحن أحرار لنحيا بدون قيود بفضل النعمة.

في كورنثوس الثانية 12: 8-9: تحدث بولس عن محادثة بينه وبين الله. طلب من الله ثلاث مرات أن ينزع الشوكة التي كان يقاومها. ’’فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ‘‘. هذه صورة عمل النعمة. مكَّنت قوة الله الخارقة للطبيعة بولسَ من أن يغلب رغم التحديات التي يواجهها.

النعمة هي صانعة الفارق. جميعنا بمراحل مختلفة وبنقاط قوة مختلفة وبأماكن مختلفة في رحلنا مع الله. تأخذ النعمة قصورنا وعجزنا وتدعونا أبرارًا، أو بلا ذنب. رومية 3: 20-24 تقول: ’’ أَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ، مَشْهُودًا لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ، بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ‘‘.

تُمكِّننا النعمة من أن نتجاوز مقدراتنا الطبيعية. تقول أعمال الرسل 6: 8 أن استيفانوس كان قادرًا على اجتراح معجزات وآيات بسبب امتلائه بنعمة الله وقوته. النعمة هي العامل المُمكن الذي يؤهلنا لنشترك مع قوة الله لنحدث التغير الذي يربط الطبيعي بالسماء.

النعمة هي المكون الذي يجعلنا في مكانة سليمة مع الله، وهي العنصر الذي يمكننا من القيام بأعمال عظيمة باسم الله. لا يمكن أن نخلص من دون نعمة، ولا يمكننا النصر دون النعمة. باستلامنا نعمته وخضوعنا لها، يمكننا أن نسير باستقامة في كل شيء زودنا به الله.

الشفاء والتطهير العاطفي

يمكن أن تكون الحياة صعبة أحيانًا. في هذه الأوقات الصعبة، يمكن أن ننجرح ونتأثر بمشاعرنا. يمكن لجروح الطفولة التي لم نشفَ منها أن تؤثر علينا لبقية الحياة. لكن الله يريد لنا الكمال. لقد دفع الثمن لأجل شفاءنا الجسدي وشفاءنا الذهني وشفاءنا الوجداني. ما من مكان في حياتنا لا يمكن أن يُلمس بقوة الله.

كيف يمكن لنا أن نختبر الشفاء من ماضٍ مؤلم؟ أولًا، علينا أن ندرك أن حقيقة وجود هذه الجروح وأنها تؤثر فينا. إن طلبنا منه أن يرينا ما يختبئ في الأماكن المظلمة من أرواحنا، فسيأتي بروحه القدوس ويبدأ بكشف هذه الأمور المخفية التي تُعطي العدو مدخلًا وتجلب لنا العذاب.

بينما الروح القدس يكشف لنا، قد يجلب لنا ذكريات أو حوادث مؤلمة. لا تهرب من هذه الذكريات، بل اطلب منه أن يكشف أماكن كذب العدو عليك في هذا الحدث. سيريك كيف خدعك لتصدق كذب مثل ’’لقد رفضوك‘‘ أو ’’لقد تخلوا عنك‘‘. نحن نعلم أن كلمة الله تقول في تثنية 31: 6 ’’ تَشَدَّدُوا وَتَشَجَّعُوا. لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْهَبُوا وُجُوهَهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ مَعَكَ. لاَ يُهْمِلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ‘‘. كلمة الله حقيقية. إن فهمنا الكذبة التي صدقناها، علينا أن نتوب ونكسر اتفاقنا مع تلك الكذبة. حتى وإن لم نشعر بذلك، علينا أن نفعل ذلك بالإيمان. الآن اعترف بكلمة الله على كل وضعك. أعلنها. طبقها. هي الحق. علينا أن نفسح في المجال لكلمة الله أن تبني حياتنا الفكرية حول هذا الموقف ومواقف مشابهة له. هذه هي المنهجية التي يمكننا أن نستخدمها لنتحرر من كل ذكرى واختبار مؤلم وعاطفي اجتزنا بها.  علينا أن نقف مع كلمة الله، فاسحين في المجال للروح القدس أن يقود هذه العملية، لنتحرر من القيد العاطفي الذي يريدنا العدو أن نحمله.  

لقد أعدَّ الله سبيلًا للحرية. أعدَّ سبيلًا للشفاء. رغبته لك هي الكمال. يخبرنا المزمور 147: 3: ’’ يَشْفِي الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيَجْبُرُ كَسْرَهُمْ‘‘. نحن لسنا بمتروكين.

تعال إلى الله واطلب منع أن يقودك في رحلة الشفاء. هو يدعونا إليه. متى11: 28 يخبرنا ’’ تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ‘‘ هو أمين ليفعل ذلك.

معجزة شفاء الأبرص

لوقا ٥ : ١ – ١١

أن معظم معجزات يسوع ليست معجزات شفاء جسدي فقط لكن هي شفاء النفس الداخلية واهتداءها. غاية الرب أن يعلن بأن يهتدي الإنسان إلى شخص الله ويؤمن ويثق به.

مرض البرص: هو مرض مخيف سريع العدوى يسبب تحطيم أنسجة الجسم وتدمير بعض الأعضاء مثل الأصابع أو الأنف والمريض تتقدم به الحالة فيفقد الكثير من أنسجة الجسم ويعتبر مرض خطير ليس له علاج ذلك الوقت.إن هذا المرض ليس موجود في الوقت الحالي لكنه يوازي بخطورته مرض الإيدز في هذا العصر ولكون عدم وجود علاج للمرض لذلك ينفى المريض من بيته ومن مدينته ليعيش في مكان بعيد مع غيرهُ من البرص إلى أن يشفى أو يموت.

معاملة البرص: كان الأبرص يعتبر نجس لا أحد يقترب منه خوفاً من العدوى ولا أحد يمسه لأن في شريعة اليهود من يلمس نجساً يتنجس أيضاً فكانوا يلقون الحجارة على البرص ليبعدوهم عنهم مسافة معينة. لذلك فالأبرص كان مرفوضاً لا يسمح له بالاشتراك في الأنشطة الدينية أو الاجتماعية أو دخول الهيكل.

إحساس الأبرص: أن هذه المعاملة تجعله يحس بالرفض لا أحد يحبه إضافة إلى الإحساس باليأس والخوف والقلق فمرضه الجسدي تحول إلى نفسي أيضاً. ومع كل ذلك عندما رأى يسوع أصبحت لديه الثقة بيسوع بأنه قادر أن يشفيه وتغيير حياته فقرر أن يذهب إلى يسوع ” تقدم إليه وسجد له ” حيث سلم حياته للرب ليعمل بها. ثم طلب من يسوع بتوسل وبرغبة حقيقية صادقة وبإيمان حقيقي وبثقة بقدرة يسوع على شفائه معترفاً بضعفه وبأنه غير قادر على أي شيء بجهوده الذاتية إلا بتدخل يسوع في حياته.
لكن طلبه هذا ورغم كونه برغبة حقيقية لكن الأبرص أراد أن يعرف هل أن طلبه موافق لإرادة الله؟ فنراه يسال يسوع (أن أردتَ ) يعني أن الأبرص يريد الشفاء لكن يسال الرب ( يا رب بطريقتك ومشيئتك أنت وليس بطريقتي فإذا أردت لي الشفاء فليكن وأن كان ذلك مخالف لمشيئتك فأنا راضي وصابر وانتظر وقتك يا رب ) حيث يقول ليسوع (آنت قادر أن تطهرني ) ولكن ( أن أردت ) حيث لديه الثقة أن الرب قادر على المستحيل ( أن تطهرني ) قادر على الشفاء الكامل ليس الجسدي فقط. فمن المهم أن نخضع لمشيئة الله فأحيانا نطلب طلبات لا تتحقق. هذا لأن خطة الله لنا مختلفة عن طرقنا ولكن بلا شك أعمق بكثير.

دور يسوع

يسوع حنون، عطوف، محب، مساعد يعرف قيمة الإنسان الحقيقية هي في داخله وليست في خارجه، فرغم إصابة الأبرص بالمرض والتشوه لكنه بنظر الله ذا قيمة كبيرة ولا إنسان يرفض يسوع أن يلمسه أو يمد له يد المساعدة، يسوع يمد يده ويلمس الأبرص الذي يرفض الكل لمسه حيث أن يسوع قبله كما هو. لأنه يعرف بأن في داخل الإنسان بذرة فيما لو اعتنى بها سوف تنبت ثمرة جديدة، فهو يدخل إلى أعماق قلوبنا ويعالج جذر المشكلة وليس فقط السطح (المشكلة الظاهرية ). إن يسوع يريد مساعدتنا دائماً كيف لا يساعدنا ونحن نطلب منه ذلك. فحينما رأى يسوع الأبرص يطلب ويريد التغيير بين له ” أني أريد فاطهر “.
فشرط حدوث المعجزة هي تطابق إرادة الإنسان مع إرادة الله. فعندما تكون للإنسان الرغبة في التغيير فالرب واهب الحياة يعطي الحياة كما أعطى الشفاء للأبرص جسدياً ونفسياً.

دور الإنسان

  1. (الإرادة) أن تكون للإنسان الرغبة في التغير
  2. أن تكون لديه الثقة بأن يسوع هو الحل مهما كانت المشكلة أو الخطيئة.
  3. أن يعترف بضعفه وعجزه في شفاء نفسه بجهوده الشخصية ويطلب العون من الرب المخلص
  4. أن يقبل بمشيئة الله ( يا رب اشفني أن كنت تريد بطريقتك ) أي وضع المشكلة تحت نظر الرب وانتظار تدبيره وخطته الخلاصية. أن البرص يمثل الخطية ولا يمكننا أن نتخلص من خطايانا بقدراتنا الشخصية لكن الروح القدس الساكن فينا هو القوة الدافعة للتغيير في داخلنا، هو البذرة الإلهية التي تساعدنا على الشفاء. وبدونه نتعثر ونسقط في الخطية من جديد.

كما أن الله لديه طرق عجيبة لخلاصنا تختلف عن طرقنا “لا أفكاري أفكاركم ولا طرقي طرقكم كما علت السماوات عن الأرض علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم ”
فيجب عدم تحديد الله بحلول نضعها نحن البشر بل أن نطلب الخلاص باسم يسوع ” إن طلبتم شيئاً باسمي فأني أفعله ” باسمه يعني مطابق لشخصيته وإرادته فالله لا يتخذ شيء ضد طبيعته ولا يلبي طلباتنا الأنانية لكن أن طلبنا إرادته فستكون طلباتنا متفقة مع ما يريده ومع مشيئته وهو سيلبيها لنا. قد يؤخر الله استجابته لطلباتنا لكن هذا التأخير له دائماً أسبابه القوية فيجب أن لا نخلط بين التأخير والتجاهل لأن الرب يستخدم هذا الوقت لتنمو فيه شخصيتنا وإيماننا ورجاءنا.

كذلك فان الله في إعطاءه الشفاء لنا يشفي كل جوانب حياتنا روحاً ونفساً وجسداً. فبعد أن كان الأبرص مرفوضاً انطوائيًا أرسله يسوع إلى الكاهن ليعلن عن شفاءه وليعيد له قيمته الحقيقية أمام الناس كما هي أمام الله ليواصل حياته في الأنشطة الدينية والاجتماعية وفي الهيكل بعد أن حُرم منها نتيجة المرض حيث كانت الشريعة تقضي بأن يفحص الكاهن الأبرص ليتأكد من شفائه فيسوع طلب من الأبرص الذهاب للكاهن لإثبات شفاءه ليستطيع أن يعود إلى المجتمع ويقدم ذبيحة شكر في الهيكل، فيسوع ألتزم بهذه الشرائع كي يؤكد بأنه ” ما جاء ليلغي الشريعة بل ليكمل ”

دور الإنسان للإنسان:- ما هو دورنا عندما نلتقي بإنسان خاطئ ؟ هل نتصف بصفات يسوع ونمد له يد المساعدة بمحبة ؟ أم نشعر بالنفور لأنه خاطئ ؟
أن دور الإنسان هو أن ينظر بنفس نظرة الله الخاطئ. فالله يحب الخاطئ لكن يكره الخطيئة.
دور الإنسان تجاه أخيه هو توجيه نظره إلى الله ليعرفه بحب الله ورحمته وخلاصه. فأن قبِلَ الدعوة سيتغير ويصل إلى الاهتداء ويسير بحياة جديدة مع الله.

حياة المحبة

لماذا أعطانا الله أربعة أناجيل؟

في ما يلي بعض الأسباب التي لأجلها أعطانا الله أربعة أناجيل بدلاً من إنجيل واحد فقط:

1) تقديم صورة أكثر إكتمالاً عن المسيح. في حين أن كل الكتاب هو موحى به من الله (تيموثاوس الثانية 16:3)، فقد إستخدم الله أشخاص لهم خلفيات وشخصيات مختلفة لتحقيق أهدافه من خلال كتاباتهم. كان لكل ممن كتبوا الأناجيل هدف مميز من الإنجيل الذي كتبه، وللوصول إلى ذلك الهدف قام كل منهم بالتركيز على جوانب مختلفة في شخصية وخدمة الرب يسوع المسيح.

كان متى البشير يكتب لجمهور من اليهود، وكان أحد أهداف رسالته أن يظهر من خلال سلسلة نسب المسيح وتحقيقه لنبوات العهد القديم أنه هو المسيا المنتظر منذ الأزل، وبالتالي يجب أن يؤمنوا به. وركز متى على حقيقة أن المسيح هو الملك المنتظر، وهو “ابن داود” الذي سوف يجلس على عرش إسرائيل إلى الأبد (متى 27:4؛9:21).

وكان مرقس، وهو إبن عم برنابا (كولوسي 10:4)، شاهد عيان على أحداث حياة المسيح بالإضافة إلى كونه صديق لبطرس الرسول. وقد كتب مخاطباً الأمم، كما يظهر من عدم ذكره أموراً تهم القاريء اليهودي (سلسلة النسب، خلافات المسيح مع قادة اليهود في يومه، الإشارات المتكررة إلى العه القديم، الخ.) يركز مرقس على المسيح الخادم المتألم، والذي جاء ليخدِم وليس ليُخدَم، وأعطى نفسه فدية عن كثيرين (مرقس 45:10).

كما أن لوقا البشير، “الطبيب الحبيب” (كولوسي 14:4)، وهو أيضاً رفيق خدمة الرسول بولس، قد قام بكتابة كل من إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل. وهو الكاتب غير اليهودي الوحيد من كتَّاب للعهد الجديد. ويعتبر لوقا مؤرخاً عظيماً من قبل الذين قاموا بإستخدام كتاباته في الدراسات التاريخية ودراسة الأنساب. وكمؤرخ، قال أنه يعتزم كتابة قصة حياة المسيح كما أخبرها شهود العيان (لوقا 1:1-4). ولأنه كتب بصورة خاصة من أجل فائدة ثاوفيلوس، وهو أممي ذو مكانة رفيعة، فمن الواضح أن كتابته كانت مهدفة للأمم، وأن الغرض من كتابته كان تقديم الإيمان المسيحي المبني على حقائق تاريخية وأحداث موثوق في مصداقيتها. وكثيراً ما يشير لوقا للمسيح بـ “إبن الإنسان”، إذ أنه كان يحاول إظهار الناحية البشرية للمسيح ويستعرض الكثير من التفاصيل غير المتوافرة في الأناجيل الأخرى.

أما إنجيل يوحنا الذي قام بكتابته يوحنا الرسول، فهو يتميز عن الأناجيل الثلاثة الأخرى، وبه قدر كبير من التعليم اللاهوتي المتعلق بشخص المسيح ومعنى الإيمان. يطلق على أناجيل متى ومرقس ولوقا إسم “الأناجيل الإزائية” وذلك لتتشابهها في الأسلوب والمحتوى ولأنها تقدم سرداً متشابهاً عن حياة المسيح. أما إنجيل يوحنا فلا يبدأ بميلاد المسيح أو خدمته الأرضية، ولكن بنشاط وصفات ابن الله قبل أن يصير إنساناً (يوحنا 14:1). ويركز إنجيل يوحنا على ألوهية المسيح، كما نرى من إستخدامه عبارات مثل “كان الكلمة الله” (يوحنا 1:1)، “مخلص العالم” (42:4)، “ابن الله” (تكرر استخدامها) “ربي والهي” (يوحنا 28:20) في الحديث عن يسوع. ونجد أيضاً أن المسيح يؤكد ألوهيته من خلال إستخدامه المتكرر لعبارة “أنا هو”، ومن أكثر العبارات الواردة هي العبارة الموجودة في يوحنا 58:8 حيث يقول “قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ” (قارن مع خروج 13:3-14). ولكننا نجد أن يوحنا يقوم أيضاً بالتركيز على الجانب البشري للمسيح، إذ كان يرغب من ذلك توضيح الخطأ الذي وقعت فيه طائفة دينية معاصرة له وهى طائفة الغنوسيين، الذين لم يؤمنوا بناسوت المسيح. ويوضح إنجيل يوحنا الهدف من كتابته للإنجيل في نهاية البشارة: “وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ” (يوحنا 30:20-31).

وهكذا، فإن وجود أربعة روايات مختلفة لكنها متساوبة في الدقة عن حياة المسيح، يظهر لنا جوانب مختلفة عن شخصيته وخدمته. فيصبح كل إنجيل من الأناجيل مثل خيط ذو لون مختلف في لوحة منسوجة للحصول على صورة كاملة لذلك الشخص الذي يسمو عن كل وصف. وبينما لن نستطيع أبداً أن نفهم كل شيء عن يسوع المسيح (يوحنا 30:20)، فمن خلال الأناجيل الأربعة يمكننا أن نعرف ما يكفي عنه لكي نفهم من هو وما صنعه من أجلنا حتى تكون لنا حياة من خلال إيماننا به.

2) حتى نتيقين بصورة موضوعية من مصداقية ما هو مكتوب. يقول الكتاب المقدس، أنه منذ القدم، لا ييمكن أن يصدر الحكم على شخص ما في ساحة القضاء بالإعتماد على شاهد عيان واحد بل، على أقل تقدير شاهدين أو ثلاثة (تثنية 15:19). ولهذا فإن وجود روايات متعددة عن حياة يسوع وخدمته تجعلنا نتأكد من دقة المعلومات التي لدينا عنه.

وقد قام القاضي المعروف سام جرينليف Sam Greenleaf بفحص الأناجيل الأربعة من وجهة نظر قانونية. وقد لاحظ أن روايات شهود العيان الموجودة في الأناجيل الأربعة — والتي نجد فيها إتفاقاً برغم تنوع إختيار الكاتب بشأن إضافة أو حذف تفاصيل مختلفة عن الآخرين – إلا أنها تعتبر روايات موثوق بها ويمكن قبولها في أي ساحة من ساحات القضاء كأدلة قوية. ولو كانت الأناجيل تحتوي على نفس المعلومات وبنفس التفاصيل، وكتبت من نفس وجهة النظر، لكانت أظهرت أن الكتاب قد إجتمعوا معاً “لتوحيد قصصهم” في محاولة لدعم مصداقية ما قاموا بكتابته. ولكن الإختلافات بين الأناجيل، حتى ما يبدو وكأنه تناقضات في التفاصيل للوهلة الأولى، يدل على إستقلالية الكتابات. وهكذا فإن الطبيعة المستقلة لروايات الأناجيل الأربعة، والإتفاق بينها في المعلومات مع تنوع وجهات النظر، ومقدار التفاصيل، والأحداث التي تم تسجيلها، تدل على أن السجل الكتابي الموجود بين يدينا اليوم عن حياة وخدمة الرب يسوع كما تقدمه الأناجيل هو سجل دقيق وموثوق به.

3) لمكافأة الباحثين الأمناء. يمكننا تحقيق إستفادة كبيرة من خلال دراسة كل إنجيل على حدى. ولكن تعظم تلك الإستفادة عند مقارنة ومقابلة الروايات المختلفة الموجودة عن نفس الحدث في خدمة يسوع. فعلى سبيل المثال، نجد أن متى 14 يقص حدث إشباع الخمسة آلاف، وسير المسيح على الماء. وفي متى 22:14 يقول أنه “أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الْعَبْرِ حَتَّى يَصْرِفَ الْجُمُوعَ”. وربما نتسائل عن سبب ذلك؟ حيث أنه لا يوجد سبب واضح مدون في إنجيل متى. ولكن عندما نضيف إليها ما هو موجود في مرقس 6، ترى أن التلاميذ كانوا قد عادوا للتو من مهمتهم لإخراج الشياطين وشفاء المرضى بالسلطة المعطاة لهم عند إرسالهم إثنين إثنين. ولكنهم رجعوا وقد ملأهم الكبرياء، فنسوا مكانتهم وبدأوا في توجيه المسيح نفسه (متى 14:15)! لهذا، فإن إرسال المسيح لهم في المساء إلى الجانب الآخر من بحر الجليل، يعلن لهم أمرين. فبينما هم يصارعون الريح والأمواج متكلين على ذواتهم حتى الهزيع الرابع من الليل (مرقس 6: 48-50)، بدأوا يرون (1) أنهم لا يستطيعون أن ينجزوا شيئاً لله بقوتهم الشخصية، (2) لا يوجد شيئ مستحيل إن إتكلوا عليه وعاشوا معتمدين على قوته. وهناك مقاطع عديدة تحتوي “جواهر” مماثلة يكتشفها الدارس الجاد لكلمة الله والذي يأخذ وقتاً لمضاهاة المواضع المختلفة من كلمة الله.

gotquestions.org