منفعة الحكمة

قال الحكيم فى سفر الجامعة خلاصة ما وصل إليه فى حياته وتجاربه، فى قصرهِ الملكي وبين قادة جيوشه وعبيده وجواريه، فى رغد وغنى لم يكن مثله، يُلقي نظرة إلى الوراء وينظر إلى جميع أعماله وتعبه ويُقيّم الحياة بعدما جرب كل شىء وتمتع بكل شىء وجِدَ فى حيز وجوده،

فكانت الخلاصة أن الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس، وأن ختام الأمر كله هو تقوي الله ومخافته، وأي منفعة  تقف ضدا للتقوي فهي خسارة، وهنا يقوده الروح القدس ليخط بيديه هذه الكلمات فيقول

“فَرَأَيْتُ أَنَّ لِلْحِكْمَةِ مَنْفَعَةً أَكْثَرَ مِنَ الْجَهْلِ، كَمَا أَنَّ لِلنُّورِ مَنْفَعَةً أَكْثَرَ مِنَ الظُّلْمَةِ.”  ( جامعة 2 : 13 )

ففي الظلام يسير الإنسان متخبطا لا يعرف أين هو وإلى أين يذهب، وينحدر الإنسان الى قاع الظلام بالخطايا، فهي كالحجارة المربوطة بعنق الإنسان كلما كثرت زادت سرعة هبوطه وازداد معها الظلام، فيكشف مقارنا الحكمة بالنور،

وكلما زادت الحكمة إشتد النور والبصيرة، وقمة تلك الحكمة هي مخافة الرب، ففيها يشتد النور ويهرب الظلام وفى النور يسير الإنسان ويعرف أين هو وإلى أين يذهب، فتصير الحكمة طريق المنفعة في هذا العالم الباطل الفارغ.

تذكر قول الحكيم: ” أَنَّ لِلْحِكْمَةِ مَنْفَعَةً أَكْثَرَ مِنَ الْجَهْلِ، كَمَا أَنَّ لِلنُّورِ مَنْفَعَةً أَكْثَرَ مِنَ الظُّلْمَةِ.”

عماد مجدي – inarabic.org