ما هي النعمة

النعمة هي مصطلح عميق وغني وهو أحد أعمدة الأساس للمسيحية. من الصعب التعبير عنها بعبارة واحدة لكن الكتاب المقدس يقول الكثير عن النعمة.

النعمة هي القوة التي خلصتنا. تقول أفسس 2: 8: ’’ لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ‘‘. وهبنا الله النعمة. نحن لا ننتجها بأنفسنا. فهي ليست بشيء نكسبه، بل هي أمر نناله بالإيمان.

تُعطينا النعمة القوة لنحيا بحرية من الخطيئة. تقول رومية 6: 14: ’’ فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ‘‘. نحن أحرار لنحيا بدون قيود بفضل النعمة.

في كورنثوس الثانية 12: 8-9: تحدث بولس عن محادثة بينه وبين الله. طلب من الله ثلاث مرات أن ينزع الشوكة التي كان يقاومها. ’’فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ‘‘. هذه صورة عمل النعمة. مكَّنت قوة الله الخارقة للطبيعة بولسَ من أن يغلب رغم التحديات التي يواجهها.

النعمة هي صانعة الفارق. جميعنا بمراحل مختلفة وبنقاط قوة مختلفة وبأماكن مختلفة في رحلنا مع الله. تأخذ النعمة قصورنا وعجزنا وتدعونا أبرارًا، أو بلا ذنب. رومية 3: 20-24 تقول: ’’ أَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ، مَشْهُودًا لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ، بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ‘‘.

تُمكِّننا النعمة من أن نتجاوز مقدراتنا الطبيعية. تقول أعمال الرسل 6: 8 أن استيفانوس كان قادرًا على اجتراح معجزات وآيات بسبب امتلائه بنعمة الله وقوته. النعمة هي العامل المُمكن الذي يؤهلنا لنشترك مع قوة الله لنحدث التغير الذي يربط الطبيعي بالسماء.

النعمة هي المكون الذي يجعلنا في مكانة سليمة مع الله، وهي العنصر الذي يمكننا من القيام بأعمال عظيمة باسم الله. لا يمكن أن نخلص من دون نعمة، ولا يمكننا النصر دون النعمة. باستلامنا نعمته وخضوعنا لها، يمكننا أن نسير باستقامة في كل شيء زودنا به الله.