الخشبة التي تنقذ من الموت! (1)

ما هذه التى فى يدك؟
دائماً ما تكون أعمال العظيم عجيبة وفوق كل تصورات البشر.. وهذا ما يعلنه داود النبي فى (مزمور 86 : 10 ):” ١٠ لأَنَّكَ عَظِيمٌ أَنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ”.. وفى (مزمور 139 :14) يقول :”١٤ أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذلِكَ يَقِينًا”… وأنا على يقين من أن كل الذين صاروا مع الله، أستمتعوا بظل القدير وأعلان حضوره، رأوا مجد الله وآياته الأعجازية التى صنعها معهم ..

هذا ما حدث مع موسى النبي سنة 1446 ق . م حينما لاقى الرب موسى” ٢ فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «مَا هذِهِ فِي يَدِكَ؟» فَقَالَ: «عَصًا».٣ فَقَالَ: «اطْرَحْهَا إِلَى الأَرْضِ». فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ فَصَارَتْ حَيَّةً، فَهَرَبَ مُوسَى مِنْهَا٤ ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَأَمْسِكْ بِذَنَبِهَا». فَمَدَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ، فَصَارَتْ عَصًا فِي يَدِهِ” (خروج 4 : 2 – 4)..

وهو نفس ما أقتبسه كاتب القرآن فى (سورة طه 20 : 17 – 21) حينما سأل الله سبحانه وتعالي النبي موسى قائلاً:” وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى(19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى {أى عصا كما كانت} (21)”..

بعدما أخذها موسى النبي من على الارض ذهب إلى مصر وواجه فرعون وطغيانه وصنع بها الآيات العجاب.. وتدور العجلة سريعاً ويقف النبي موسى ومعه كل بني إسرائيل أمام البحر،”… قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61).. فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66)” (سورة الشعراء 29 : 61 – 66)..

نعم لقد كانت هذه العصا هى الحل الإلهي لأنقاذ بني إسرائيل من الموت المحقق والقتل والسحق تحت عجلات فرعون وجنوده (أقوي جيش فى عصره) .. مع العلم أن بني إسرائيل كانوا عُزل ليملكون سيفاً ولا رمحاً .. ولكن الحل الألهي المحصور فى تلك العصا أنقذهم من الموت..
فهل تصدق عزيزي القاريء هذه القصة وتؤمن بما حدث فيها؟
بعد أن عبر بني إسرائيل البحر وغرق فرعون وكل جنوده ودخلوا إلى البرية التى كانت صحراء جرداء ليس بها قوتاً ولا ماء .. وفرغ الطعام و الماء من بني إسرائيل وقد حاصرهم العطش وخارت قواهم وحل كابوس الموت فوقهم.. ” وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ”(سورة البقرة 2 : 60) ..

بل وأنزل الله عليهم المن والسلوي ليأكلون..” وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”(سورة الأعراف 7 : 160).. وأيضاَ تنقذهم العصا من الموت عطشاً وتوفر لهم طعام من السماء.. وأيضاً أسئلك أخي العزيز:
هل تؤمن بأن العصا التى كانت فى يد موسى النبي أنقذت الشعب من الموت عطشاً مخرجاً ينابيع المياه من الصخرة ؟
نحن نؤمن بأن الحلول الإلهية دائماً تكون:
– فوق قدراتنا العقلية أى لا تدركها أذهاننا.
– فيها كسر للعادة كآية ربانية.
– عادتاً يأمر الله إنبياءه بأستخدام آلات مادية تتجلى فيها القدرا الإلهية.
– علينا أن نصدق الله ونؤمن بما يقوله وننفذ أوامره لتجرى المعجزات وتتم.

ولكن ماذا لو أن النبي موسى لم يصدق الله حينما وقف أمام البحر عندما قال له الله “أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ”؟
ماذا تكون النتيجة.. إليس الأبادة له ولكل شعبه (بني إسرائيل)؟
وهل إن كنت مكان النبي موسي هل كنت ستصدق هذا الحل الإلهي للنجاة؟

عزيزي المُسلم..
إذا كنت تصدق الآيات الربانية والحلول المعجزية لإنقاذ شعبه من الموت..
فلماذا أذا لا تصدق الحل الإلهي لخلاصك وهو أن يكفر الله عنك لله بالذبح العظيم الذى صلب من أجلك على خشبة الصليب..
ولماذا تتعجب هذه المرة وقد صدقت كل الحلول التى ترمز للصليب؟
فصدقت قصة الفلك التى أنقذت النبي نوح وأهله من الطوفان فلماذا لا تصدق بان عمل الصليب هو الحل لأنقاذك من طوفان غضب الله فى يوم الدين؟
عزيزي أعلم أن الأمر قد يبدو صعباً جداً.. ولكن دعنى أطمئنك بأن كل المعجزات الألهية هى السهل الممتنع بعدم تصديقه.. ولا تحدث إلا أذا أمنا بها آولاً.. ولنضع بعض الإستدلالات العقلية للصليب.. ولنبدء من القرآن:

هل أنكر القرآن موت المسيح مصلوباً ؟
يقول النص القرآني الذى يدعى الفقهاء والمفسرون أنه نافي لصلب المسيح؟
” وَقَوْلِهِمْ {أى قول اليهود} إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا “( سورة النساء 4 : 157 – 159).
النص القرآني بهذا الشكل لا ينفي صلب المسيح، لآن الفقهاء يبترون النص مقتطعينه من سياقه ويفسرون نصفه فقط وكأن النص يقول:” وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ” ، كمن فسر” لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ ” دون أن يكمل ” وَأَنْتُمْ سُكَارَى ” فيُفهم من النص المنع عن الصلاة …
ومن سياق النص نلاحظ الأتى:
أولاً – النص يتكلم عن وقعة قتل وصلب وهو ما يسمى جد الحرابة الإسلامية:
فالنص يقول”وَ مَا قَتَلُوهُ” قبل ” وَ مَا صَلَبُوهُ”.. و من المعروف أن القتل ثم الصلب للقتيل هو للتشهير بجثة القتيل لم يعرف الرومان هذا النوع من العقوبات، وكان من المفروض أن يقول “وما صلبوه ثم يقول وما قتلوه”، لأن عقوبة الرومان كانت صلب الانسان وهو حى ونتيجة للصلب يقتل و يموت وعندما تكلم القرآن عن القتل ثم الصلب فهو تكلم عن ما يسمى بــ “حد الحرابة” وهو عقوبة إسلامية عربية يتم فيها قتل الانسان ثم صلبه والتمثيل بجثته كما تنص الآية القرآنية: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (سورة المائدة 5 : 33).. وأمثلة لعقوبة الصلب بالإسلام:
أ – فى (سنة 118 هـ) كتب الأمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير فى كتابه البداية والنهاية ‏جـ 9 / صــ 351 ” تقطيع أجزاء من الجسم قبل الصلب لخالد بن عبد الله القسري أمير العراق وخراسان، فأمر بعقاب عمار بن يزيد فقطعت يده وسل لسانه ثم صلب بعد ذلك.

ب – فى (سنة 156 هـ) كتب الأمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير فى كتابه البداية والنهاية ‏جـ 10 / صــ 123 .. ضرب العنق ثم صلب الجثة – ظفر الهيثم بن معاوية نائب المنصور على البصرة ، بعمرو بن شداد الذي كان عاملاً لإبراهيم بن محمد على فارس، فقيل‏ :‏ ” أمر فقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه ثم صلب.‏
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1159&idto=1159&bk_no=59&ID=1326

جـ – قتل زيد بن علي – عليه السلام – يوم الجمعة في صفر سنة 122هـ بعث الحجاج بن القاسم فاستخرجوه (من قبره) على بعير قال هشام فحدثني نصر بن قابوس قال : فنظرت والله إليه حين اقبل به على جمل قد شد بالحبال وعليه قميص اصفر هروي فألقي من البعير على باب القصر فخر كأنه جبل فأمر به فصلب بالكناسة وصلب معه معاوية بن إسحاق وزياد الهندي ونصر بن خزيمة العبسي (كتاب : ” مقاتل الطالبيين ” ابو الفرج الاصفهاني ص 90).
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=755&idto=755&bk_no=59&ID=829

ثانياً يبدء النص بالكلام عن اليهود الذين يقولون:
“وَقَوْلِهِمْ إِنَّا {نحن} قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ”.. أى أنهم يقولون نحن الذين قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، فرد عليهم كاتب القرآن قائلاً:
“وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا” (سورة النساء 4 : 157).. ونلاحظ فى رد كاتب القرآن أن النفى ينفى الفاعل فى “وَمَا قَتَلُوهُ” “وَمَا صَلَبُوهُ”، حيث أن “قتلوه” جملة فعلية مكونه من:
قتل: فعل
الواو: فاعل تعود على اليهود.
الهاء: مفعول به عائد على المسيح عيسى بن مريم.
ومثلها الجملة الفعلية “صَلَبُوهُ”.
ومن السياق النصي نلاحظ أن كاتب القرآن يُأكد فعل القتل والصلب، كما يُأكد أن المفعول به {أى المسيح عيسى بن مريم رسول الله كما يقول القرآن} تم قتله وصلبه، والنفى عائد على الفاعل وهم اليهود.

ثالثاً ما السبب الرئيسي وراء أصرار اليهود على صلب المسيح وقتله رغم تأكيدهم أنه رسول الله؟
أ – القرآن يقول أن اليهود يتفاخرون بقتلهم للمسيح مع علمهم انه رسول الله: “إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ”.. وهو إتهام لليهود بأنهم قتلة الإنبياء لمجرد أنه مُرسلين من الله.. وهو كلام فى فيه تجني على اليهود وعاري من الصحة.

ب – إله القرآن أتهم المسيح بأنه قال لليهود أتخذوني وأمي إلهين من دون الله:
“وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ {رد عيسى رداً غريباً فيتكلم مع الله بأسلوب حاد مملوء بالهجاء} سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”(118)” (سورة المائدة 5: 116– 118).. ولا نعرف من أين أتى كاتب القرآن بهذه القصة الغريبة ومتى طلب المسيح من اليهود أن يعبدون أمه؟

جـ – يشهد القرآن للمسيح أنه عمل أعمال الله {الأعمال المختص بها الله} فلماذا يقتله اليهود؟
من هذه الأعمال على سبيل المثال لا الحصر:
1 – المسيح هـوالخالق لكل البشر:
فالقرآن يقول على الله: “ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ..” (سورة الأنعام 6: 102).
ويأمر محمد : “.. قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ” (سورة الرعد 13 : 16).
” هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ..” (سورة الحشر 59 : 24).
ويتحدى إله القرآن قائلاً:
” هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ..” (سورة فاطر 35 : 3).
فيقول المسيح عن نفسه فى القرآن:
“أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ” (سورة آل عمران 3 : 49).
ويشهد له إله القرآن قائلاً:
” وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي”(سورة المائدة 5 : 110).

ثم يؤكد كاتب القرآن بأن من يحي العظام وهى رميم هو الذى أنشأها أول مرة. فيقول فى (سورة يس 36: 78 – 79):
“وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)”.
أذا الذى له القدرة على أحياء الموتي بعد أن يتحولوا لعظام رميم هو خالقها أى هو الله سبحانه وتعالَّ فقط ولا شريك له فى ذلك.

الأخ مجدي تاد
كنيسة كلمة المصالحة

حضور الله

أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟
وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟
إِنْ صَعِدْتُ إِلَى ٱلسَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ،

وَإِنْ فَرَشْتُ فِي ٱلْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ.
إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ ٱلصُّبْحِ،
وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي ٱلْبَحْرِ،
فَهُنَاكَ أَيْضًا تَهْدِينِي يَدُكَ
وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ.

هل وجود الله معك طول الوقت لعنة أم نعمة؟ هل هو أمر أنت ممتن لوجوده أم ناقم عليه؟

نعيم السجن:

في يوم وجدت على الفيس بوك صورة لسجين وحيد في زنزانة مظلمة ولكن تخترق هذه الزنزانة حديقة جميلة ونور شمس منبعهم الكتاب المقدس الذي يحمله السجين؟ فكرت في هذا كثيراً ولم أنسي ألوان ولا شكل الصورة وفكرت هل لو سُجنت ستكون الزنزانة جميلة بهذا الشكل؟ تُرى ما السر وراء هذا النعيم؟ هل لمجرد قراءته للكتاب أم لأنه موقن أن الرب بذاته رفيق وحدته وسجنه؟

حضور الرب :

إن أروع ما في علاقتنا بالله أننا لا يفصلنا عنه أماكن، فدخولنا إلى حضرة الرب ما هو إلا قرار وليست حركة دخول إلى مكان معين،

الخليقة كلها تشهد عن حضور الله بداية من الطبيعة (رومية19:1)، وصولاً إلى أمور حياتك الخاصة فكل خير يشهد عن وجود الله ووجودك حياً حتي الآن دليل على حضور الله الذي حفظك وشملك إلى الآن. ما أمتع الوجود مع شخص يستمع لكل ما لا تقوله ويفهم كل ما لا تفصح عنه ويعرف كل ما تتوق إليه وتخفيه ويُثمن كل تأوه ويختزن كل دمعة كي لا تُهدر، فلا عجب أن تصير الزنزانة نعيم والبالوعة حديقة والمواصلات فترة تسبيح وانتظار الأصدقاء تعمق في علاقتنا بالرب، لا عجب أن يسبح التلاميذ في السجن وأن يتوب النبي في بطن الحوت.

إن دعوة الله لمحضره هي دعوة لأن نحيا، من خلال العالم الحاضر، حياة مختلفة لا نهاية لها ولا يحدها أي شيء، حياة بمقاييس مختلفة. فهناك نتطهر ونُحب ونفرح فيتعجب جداً من حولنا من هدؤنا وفرحنا فيسألونا ماذا يجري؟! فنشهد أننا نحيا حياة مختلفة بفضل ذاك الذي سكن فينا وسكنا فيه.

عزيزي إن كان حضور الله ليس بهذه السعادة بالنسبة لك فلا تفوت على نفسك تلك النعمة أكثر من ذلك وصلي لأجل فهم صحيح فهو ليس بمحيط بك لدينونة لكن لحياة، فالأم لا ترافق إبنها في كل مكان لتترصد له بل لتساعده وتسعده.

lifeinchrist.tv

الفشل

الخوف من الفشل من أصعب المشاعر التي قد تمر بك يوماً، فحينها تشعر أنك في منتصف طريقك ولا تستطيع الرجوع ولا المُضي قدماً. وتبدأ تتساءل إن كان هذا طريقك بالفعل؟ أم أنك إرتكبت خطأً من البداية؟ والسؤال الأصعب أحياناً: أين ذهب الله؟

في الحقيقة أن الله لم يذهب في أي مكان، ولكن كل ما يقوله أن تتحرك وأنت لا تثق به ولا تريد أن تتحرك لئلا تفشل أو ربما لئلا يفشل هو، فأنت لا تثق به.

خطوة واحدة للراحة:

أخبرتني صديقتي عن كيف أصبح المكان الذي تعمل فيه مكاناً صعباً جداً وكنت أشجعها، أنا و مرشدها الروحي، أن تتركه وأنها غير مجبرة على البقاء و أكدنا لها مِراراً أننا نرى أن هذه الخطوة مُهمة و صحيّة جداً لحياتها الروحية ولكنها كانت دائماً تقول كيف أنها تخشى أن تُمضي يوماً بدون عمل لأنها تحتاج للمال بشدة.

لم أكن أعرف ماذا ينبغي أن ُيقال، فأنا لست بالثقة الكافية في الله أنه يعول لهذه الدرجة حتى أنها لا تمُر ب “يوم واحد” بدون عمل ولست بهذه المحبة كي أتحمل لومها على فشل شيء شجعتها عليه.

كانت متعبة جداً وتعاني أوقات مرعبة في العمل ولا تستطيع أن تشكوا أو تطلب أو تعترض علي أي شيء، كانت فقط عبدة مرتاعة، إلى أن أقنعتها أن التقديم على وظيفة أخرى لن يجعلها بلا عمل وبعد خلافات وصراعات كثيرة قدمت أخيراً.

ذهبت هناك ووجدت أن المكان هاديء ومريح جداً، قالت لي أنها لم تكن تظن أن مكان مثل هذا يمكن أن يكون موجوداً أبداً و كيف أن الله دبّر هذا المكان لها بالأسم وليس لأي شخص آخر وأخيراً بدأت رحلة سلامها.

لم يكن الله بعيداً عنها كما تصورت، لم يكن الفشل مصيرها كما توهمت، كان كل ما في الأمر خطوة إيمان لترى مجد الله كما قال المسيح لأخت لعازر: “إن آمنت ترين مجد الله”

الإله الوهمي الفاشل:

المشكلة أننا أحياناً نرى الله فاشل، لايقدر أن يفعل لنا كل ما نرجوه فنحن نطلب أمور كبيرة وهو لا يقدر أن يفعل كل شيء لكل الناس بنفس العظمة والقدرة، فتتجلى مشكلة أننا لا نعرف من هو الله.

إن كان الله فاشل بالنسبة لنا فبالتاكيد تابعيه فشلة مثله كما أرسى المبدأ: «ليس التلميذ أفضل من المعلم، ولا العبد أفضل من سيده. يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه، والعبد كسيده».

أحيانا أخرى نرى أن الله شخص حازم ومرعب مثل روؤساءنا في العمل، كما كانت صديقتي تظن أحياناً، نظن أن لنا عدد معيّن من الطلبات أو على الأقل لن ينفذ الله الأمور التي خارج خطته لحياتنا التي نحن سجناء فيها.

الله ليس فاشل! وأنت لن تكون هكذا طالما أنت سائر معه، وإن كنت تطلب ما هو عكس مشيئته فلن يعاقبك بل سيشرح لك ما يريده لحياتك حتي تفهم ماذا هو فاعل معك في حياتك.

تذكر أن في خطوة الإيمان مع الله تقع القيود وتتعرف على نفسك التي كانت مرتعبة وترى الله شخص لا يؤتمن على حياتك، ترى أيضاً كيف أنه أحق شخص بهذه الأمانة التي هي أصلاً هبة منه وقادر أن يحفظها.

lifeinchrist.tv

القلق

ما هي أكثر الأمور إقلاقاً لك؟
هل هو فقدان شخص عزيز؟
هل الطرد من عملك؟
نختلف كل واحد منا عن الآخر فيما يقلقه ولكن في أغلب الأحيان يتوحد السبب.

خوفه الأكبر وخطة الله:

كان يخاف كثيراً من أن يفقد أمه وكان هذا سبب جعل حياته كلها مؤلمة وضاغطة، كان يطلب دوماً بدون إيمان، على حد قوله، من الله أن يستبقيها حية قدر الإمكان ولكن لم يطلب أبداً منه أن يملأ هذا الإحتياج ولا أن يكشف له سبب قلقه الشديد تجاه هذا الأمر، ثم حدث أمر غريب جداً! هاجرت والدته وتركته وحده بالرغم من أنها لم تمت ولكنه عانى وقت مرير جداً وكان في عداوة مع الله مدة كافية، كان يلومه طول الوقت ولكن الرب كان يعلم سبب كل هذا الألم و أجابه: أنا من يرعاك وأنا من يهتم بك ارفع عينيك علىَّ فتبصر وتهدأ،

أترك خلفك فكرة أنها تركتك وركز بالتمام على أنه كانت هناك مشكلة دفينه بداخلك: أن تجد من يهتم لأمرك فهأنذا، هل تفتح لي الباب؟

تعلَّم أن هناك في أعماقه أمور لا يعرف عنها شيئا وأن بالرغم أنه يعرف الآية التي تقول أن “بدون إيمان لايمكن إرضاؤه” إلا أنه كانت لديه مشكلة إيمان وثقة في الله كانت هي سبب كل ألم.

طلبات أمم أم طلبات بنين؟

نحتاج أن نكُف عن طلب طلبات سطحية من الله فالأعماق منكشفة أمامه ويرى أسوأ ما فيها وله خطة حياة لأجل كل واحد فينا.

عندما تجد أن طلباتك من الله سطحية وتشبه طلبات العالم قل له: “يارب لماذا أطلب هذا؟ لماذا أنا قًلِق من هذا؟” فالأمم أو العالم يطلب مأكل وملبس ومشرب وزواج فهل تطلب مثلهم؟ لا أنصحك بذلك بل أن تطرح طلبك أمام الله وتجلس معه تتفحص طلبك وتكشف الجذور معه ثم “تعمق طلبك أو تُرفعّه إلى فوق”.

الرب يعلم أننا قليلي الإيمان وأيضاً يعلم كل الإحتياجات ويعلم أننا لا نذكر الإحسانات، فعندما أراد الرب يسوع أن يحول أنظار التلاميذ إلي مدى إهتمامه بهم أشار لهم على أمور موجودة في الطبيعة لا تغيب

تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو! لا تتعب ولا تغزل.
ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها.
فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غداً في التنور يلبسه الله هكذا
أفليس بالحري جداً يلبسكم أنتم يا قليلي الايمان؟
فلا تهتموا قائلين: ماذا ناكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟
فإن هذه كلها تطلبها الأمم. لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها.

كلما تقلق أصمت دقيقة ولاحظ الطبيعة والكائنات التي ليس لها أحد يرعاها وكيف أنها مازالت تحيا بقوة وتَذَكر أنك أفضل.

lifeinchrist.tv

كنت أعمى والآن أبصر

نحن نرى الناس فقط من خلال ما نؤمن به وليس في صورتهم الحقيقة.

أدخلني:

وجدت رسمة معبرة جداً لبنت تقتحم “نيني عين” أحدهم ومكتوب على الرسمة ما معناه أننا نضع الآخر في قوالبنا أسهل بكثير من أن نسمع منه ونتعلم عنه وبُناء عليه نتوقع أفعاله وردود أفعاله وتفكيره من ناحيتنا، لذا فعلينا أن نسألهم أن يدعونا ندخل داخلهم مهما كانت التكلفة، تكلفة الفهم والرؤية بطريقة صحيحة من ما يمكن أن يصدر عنهم. هذه مشكلة، أننا ننظر للناس بمنظورنا نحن. هذه المشكلة ليست مع الناس فقط، فنحن ننظر لكل شيء حولنا من خلال ما يجول في خاطرنا وما يدور في عقولنا، بهذه نُدمر أنفسنا ومن/ما حولنا بالتمام لأننا ببساطة نحيا أنانيتنا ولا نَدع فرصة لأي شيء أن يُوجد في قيمته التي خُلق عليها.

أنانية منظوري:

إن كنت أنا أرى حياتي من خلال المال فسأرى الكل يبحث عن مصلحته من خلالي، فهكذا كل من يسعون إلى المال، يبحثون عن مصلحتهم فقط، سأرى الكل يريد أن يستلف مني نقود أو يريد أن يكون معي لأن كل همه أن يُفرغ جيبي لأجل صالحه الخاص، فأنا أفعل هذا.

إن كنت أرى حياتي من خلال البحث الشرس عن الإهتمام فسأرى أن كل المحيطين بي يطالبونني بالإهتمام ويريدوني أن أهتم بهم فيصيبني الذعر والهلع وأبدأ في رفض الناس التي لم تثبت أنها هنا لتعطيني في حين أنه من الممكن أن يكون المحيطين بي كلهم مشفقون عليَّ ويريدون أن يساعدوني على الشفاء، هذا بجانب من هم بحق في حاجة إلىَّ وليس لديهم شخص آخر يلجأوا إليه فأرفضهم بسبب وهم ويتوهون و يتألمون بسببي.

أنا حتماً أرى الله بنفس الصورة التي أرى بها الناس بسبب فكرتي عنهم التي نبعت من ما يجول طول الوقت بذهني، فقد أراه سادي ويريد نقودي.

فأنا محتاج أن أعترف أن هناك مشكلة كبيرة بداخلي فأنا أحتاج أن تسقط كل النسخ التي طبعتها في ذهني ولصقتها على وجوه من حولي وقلت عليهم أنهم أشخاص معينيين ولكن الحقيقة كانت غير ذلك، وأحتاج أن يتطهر عقلي وقلبي من هذا الأمر الذي تملكني بالكامل لأن في هذا خطيتين: أولهما أني لست للرب وليس له فيَّ مكان وثانيهما أن ما تملكني عذب آخرين وأتعبهم بشدة ومن هنا يمكن أن أبدأ في فهم نفسي وكبح جماحها عن طريق وضعها بين يدي الرب وكنتيجة أكون شخص رقيق وعطوف وأبدأ في مساعدة من حولي عوض عن إيلامهم.

lifeinchrist.tv

النميمة

“عندما كُنا صغار كانت من أشهر الألعاب التي نلعبها لعبة تُسمى “التليفون الخربان حيث يبدأ أول شخص اللعبة فيقول كلمة واحدة فقط للذي يجلس بالجوار ثم ينقلها هذا
الشخص لشخص آخر بجواره حتى تنتهي الدائرة ثم نسأل كل شخص عن ما سمع.. فنجد أن كل شخص سمع الكلمة بطريقة ونقلها حسبما سمعها ولكنها ليست الكلمة الصحيحة…

يجرحون أنفسهم

“الفاضي يعمل قاضي” إنه مثل شعبي ساخر نقوله لمن يحكم على الناس دائماً بإعتبار أن ليس لديه ما يفعله فيحكم على غيره.. فمع الأسف قد كبرنا ومازلنا نلعب نفس اللعبة.. فجميعنا نعاني في مجتمعاتنا العربية من النميمة والإشاعات.. فنحن نعاني ونحن أيضاً اللذين نسبب المعاناة.. مثل الأطفال حينما يجرحون أنفسهم..

الأخبار الزائفة

فالنميمة ليست فقط عادة عند النساء والفتيات.. فأجد حينما نجلس الشباب معاً في النادي أو الكنيسة إنهم ينمون وينقلون أخبار غيرهم حتى يظهرون إنهم هم اللذين يملكون كل الأخبار الجديدة.. بل ويصنعون أيضاً الأخبارالزائفة ثم نبدأ في أن نحكم على تصرفات غيرنا.. نحكم من أعلى الموقف نحكم وكأننا عُيننا قضاة على غيرنا!

نتدخل بقوة

فبالنميمة نصنع الشجارات ونقيم الصراعات ونصنع الأخبار الزائفة ونزرع الشك في قلوب الناس نحو بعض.. وبالنميمة نتعدى على حقوق غيرنا في كونهم لا يريدون الإفصاح عن مشاكلهم.. إذ أشعر أننا نريد أن نتدخل بقوة ونخترق حياة الآخرين رغماً عن إرادتهم.. فأرى الكثير من الناس لا يستطعون حتى أن يعلنوا شكواهم من أتعابهم أمام الناس خوفاً من النميمة وصنع القصص الزائفة.. فإلى هذه الدرجة تصل الناس في تعاملها أمامك.. يخافون من الكلام في حضورك!!

ولكن الأذى يلحق بنا مثلما يلحق بغيرنا! فالكتاب يقول “كل ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً” .. فإن كنت تزرع نميمة وخصام وتشيع مزمات وتهيج السخط فبالتأكيد سوف تحصد هذا “فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء” (متى12:7).. فالمسيح قال حينما كان على الأرض بيننا.. “حب قريبك كنفسك” (متى 19:19 ) فما أعمق هذه الوصية وأجملها.. حيث ما يضرني لا أفعله مع غيري حتى لا أضره ولا أستطيع أن أتعدى على حقوق الآخرين لأني لا أريد أن يعتدي الناس على حقوقي.. فهذه هى المحبة العملية التي لا تطلب ما لنفسها ولا تفرح بالإثم ولا تظن السوء..

يالله ساعدني أحب قريبي مثلما أحب نفسي فأحترم الحدود التي وضعتها لي وأكون الإنسان الأمين الذى يحب الناس أن يقتربون منه ولا يتجنبون حضوره..

lifeinchrist.tv

اهدأ يا صديقي

هل تشعر بالخوف ؟ هل كل الامور مضطربة من حولك ولا تجد أى أمان لا في ظرف او إنسان ؟ هل الرياح تعصف بداخلك ومن حولك ؟ أدعوك لقراءة هذه الأيات في بشارة متى الاصحاح الثامن 23 وَلَمَّا دَخَلَ السَّفِينَةَ تَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. 24 وَإِذَا اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ فِي الْبَحْرِ حَتَّى غَطَّتِ الأَمْوَاجُ السَّفِينَةَ، وَكَانَ هُوَوَ نَائِمًا. 25 فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ:«يَا سَيِّدُ، نَجِّنَاا فَإِنَّنَا نَهْلِكُ!» 26 فَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟» ثُمَّ قَامَ وَانْتَهَررَ الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ، فَصَارَ هُدُوٌّ عَظِيمٌ

ربما تكون انت الان تشعر بما شعر به التلاميذ في وسط البحر والأمواج تغطى سفينة حياتك ، لا يوجد منفذ او طريقة للنجاة الموت يقترب اليك من كل الجوانب والظروف تكشف مدى صعوبة الأمر، تشعر انك وحيد ولا يشعر بك إنسان، فقدت التوازن واصبح كل شىء من حولك ضباب. من حقك تخاف فعلا اذا كنت وحيد فى سفينك، أما إذا كان رب الحياة معك فكيف تهلك؟! كيف يأتى الموت وانت مربوط بطوق النجاة؟! فقط أمن بالرب وثق فى قدرته ، وتأكد ان الذى معك أقوى من أي ظروف ومشاكل وعقبات، الرب وبخ أيمانهم فى البداية ليهدّء الاضطراب الداخلي أولا ثم انتهر الرياح من حولهم فسكنت، صديقي العزيز الإيمان هو أن تصدق ما لا تراه ومكافئة هذا الإيمان هو أن ترى ما صدقته فإهدء يا صديقي

عماد مجدي – inarabic.org

صوما مقبولًا

هل تصوم وتصلي ولا تجد إستجابة لصياماتك وصلاتك؟!

هل تشعر أن الله لا ينظر اليها ولا يلتفت إليك عمداً،

ربما تكون أحد الأسباب ما ذُكر فى سفر إشعياء النبي اصحاح 58، فهذا نفس ما شعر به البعض فيذكر اشعياء النبي “يَقُولُونَ: لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ، ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟“، فيرد عليهم الله أنهم فى صومهم ينشغلون

بملذاتهم، يتشاجرون ويخاصمون ويفعلون شروراً،

فهل الله يسر بمثل هذا الصوم؟!

يقول القديس يوحنا ذهبي الفم أن ” كرامة الصّوم لا في الامتناع عن الطّعام بل في الانسحاب من الأعمال الشّريرة.” وهنا فى إشعياء 58 لا يطالبنا فقط بالانسحاب عن الأعمال الشرير بل ايضا يحفزنا على الأعمال الصالحة،

فنراه يعطي تعريف أعمق من الانقطاع عن الطعام وترك الشر بل يقول ” أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ.” اش 58 : 6 ، 7

– صديقي العزيز الصوم المقبول عند الله هو ان تترك الشر وتلتصق بالخير قبل أن تنقطع عن الطعام، هو أن تعطي نفسك للأخرين، أن تعمل الأعمال التى سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها، أن تبذل وتنفق وتضحي من أجل الرب، تذكر أن المسيح قال “ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ.” متى 25 : 40.
هل عرفت ما هو الصوم الذي يختاره الله؟!

عماد مجدي – inarabic.org

هل من مبرر للألم؟!!

كل المجادلات الخاصة بتبرير الألم تثير استياءً مريرًا تجاه كاتبها. فأنت تود أن تعرف كيف أتصرف عندما أختبر الألم، وليس أن أكتب كتبًا عن ذلك. لكنك لا تحتاج أن تُخمن، لأني سأُخبرك؛ إنني جبان جدًا.

لكن ما علاقة هذا بالغرض الذي أتحدث بشأنه؟ عندما أفكر في الألم – في القلق الذي يلتهم مثل النيران وفي الوحدة التي تمتد وتنتشر كالصحراء، وفي روتين البؤس الممل الذي يكسر القلب، أو مرة أخرى في الأوجاع الكئيبة التي تُظلم الأفق بأكمله أو في الآلام المفاجئة المثيرة للغثيان التي تُسقِط قلب الإنسان بضربة واحدة، في الآلام التي تبدو بالفعل غير محتملة ثم تتزايد فجأة بعد ذلك،

عندما أفكر في الآلام المثيرة للحنق التي تُشبه قرصة العقرب والتي تباغت الإنسان في حركة جنونية، الإنسان الذي كان يبدو بالفعل نصف ميت من عذاباته السابقة – فإن هذا “يُرعب روحي تمامًا”. لو كنت أعرف أية طريقة للهرب كنت سأزحف عبر البالوعات لكي أجدها. لكن ما جدوى إخبارك من مشاعري؟ إنك تعرفها بالفعل: إنها نفس مشاعرك. إنني لا أجادل أن الألم غير مؤلم. الألم موجع. فهذا هو ما تعنيه الكلمة. لكني أحاول فقط أن أوضح لك أن العقيدة المسيحية القديمة “بتكميل الإنسان من خلال الآلام” (عب 2: 10) ليست عقيدة غير قابلة للتصديق. لكن أن أثبت أنه يمكن قبولها فهذا أمر يتخطى مقصدي.

في تقييم مدى مصداقية هذه العقيدة. يجب مراعاة مبدأين. في المقام الأول. لابد أن نتذكر أن اللحظة الفعلية للألم الحالي هي فقط مركز ما يمكن أن يُطلق عليه نظام المعاناة الكلي الذي يُمدد نفسه بواسطة الخوف والحزن. مهما كانت الآثار الجيدة لهذه الخبرات فهذا يعتمد على المركز؛ بحيث أنه حتى لو كان الألم نفسه ليست له قيمة روحية،

إلا أنه إذا كان للخوف والحزن هذه القيمة الروحية، سيكون على الألم أن يتواجد لكي يكون هناك شيء يجب الخوف منه والحزن لأجله. ويجب ألا نشك في أن الخوف والحزن يساعداننا في عودتنا إلى الطاعة وعمل الخير. جميعنا اختبرنا أثر الحزن إذ ييسر لنا محبة من هو غير محبوب – بمعنى أن نحب الناس ليس لأنهم مقبولين لدينا بأية طريقة طبيعية بل لأنهم إخوتنا.

كما أن معظمنا قد تعلم فعل الخير وقت الخوف خلال فترة “الأزمات” والتي قادتنا إلى الحرب الحالية. تُشبه خبرتي الشخصية شيئًا من هذا. فأنا أتقدم عبر طريق الحياة بحالتي العادية الراضية الساقطة الغير بارة، منغمس في لقاءات سعيدة مع أصدقائي لليوم التالي أو في قليل من العمل الذي يداعب غروري اليوم، في عطلة أو كتاب جديد، عندما أشعر فجأة بضربات ألم في عمودي الفقري تهدد بمرض خطير، أو بعنوان في الصحيفة يهددنا جميعنا بالهلاك، مما يجعل كل هذه الحزمة من البرامج تنهار.

في البداية سأشعر بالارتباك، وكل الأشياء الصغيرة التي تسبب لي السعادة ستبدو مثل اللعب المكسورة. ثم بعد ذلك، ببطء وامتعاض، رويدًا رويدًا، أحاول أن آتي بنفسي إلى الإطار الفكري الذي يجب أن أكون عليه في كل الأوقات. فأُذكّر نفسي بأن كل هذه اللعب لم يكن من المفترض لها مطلقًا أن تمتلك قلبي، وأن خيري الحقيقي هو في عالم آخر وأن كنزي الوحيد الحقيقي هو المسيح.

وربما بنعمة الله، أنجح، ولمدة يوم أو اثنين، أصبح مخلوقًا معتمدًا عن وعي على الله ويستمد قوته من المصادر الصحيحة. لكن في اللحظة التي يتوارى فيها التهديد، تعود طبيعتي بأكملها للقفز مرة أخرى نحو اللعب: بل أشعر حتى بالتلهف، وليسامحني الله، أن أزيل من عقلي الشيء الوحيد الذي ساندني وقت التهديد لأنه الآن مرتبط بتعاسة تلك الأيام القليلة. وهكذا تتضح تمامًا الآن الضرورة الشديدة للألم والمعاناة. لقد امتلكني الله لمدة ثمان وأربعين ساعة فقط، وقد حدث ذلك عندئذ فقط بفضل انتزاع كل شيء آخر مني. دع الله فقط يضع ذلك السيف في غمده للحظة وعندها سأتصرف مثل الجرو الصغير عندما ينتهي فرض الاغتسال البغيض، أهزّ نفسي حتى أجف قدر الإمكان وأتسابق لكي أعيد الحصول على نجاستي المريحة، إن لم يكن في أقرب تل من الروث، على الأقل في أقرب مشتل أزهار. وهذا هو السبب في أن المعاناة والضيقات لا يمكنها أن تنتهي إلا عندما يرى الله إما أننا قد تشكلنا من جديد أو أن إعادة تشكيلنا قد أصبح الآن ميئوسًا منه.

هناك مفارقة بشأن المعاناة في المسيحية. طوبى للمساكين، لكن بواسطة الحكم (أي العدالة الاجتماعية) والتبرعات الخيرية يجب علينا أن نُزيل الفقر حيثما أمكن. طوبى لنا إذا عُيِّرنا، لكننا يمكن أن نتجنب الاضطهاد بالهرب من مدينة إلى مدينة، ويمكن أن نُصلي لكي نكون بمنأى عنه، كما صلى ربنا في جثسيماني. لكن إذا كان الألم جيدًا، أليس من المفترض أن نسعى إليه بدلاً من أن نتجنبه؟ لكني أُجيب بأن الألم ليس جيدًا في حد ذاته.

فالأمر الجيد في أية تجربة مؤلمة، بالنسبة للمتألم، هو خضوعه لإرادة الله، وبالنسبة لمن يشاهدونها، التعاطف الذي ينشأ عن ذلك وأعمال الرحمة التي تقود إليها. في الكون الساقط والمفدي جزئيًّا يمكننا أن نُميز

(1) الخير البسيط الذي ينزل إلينا من عند الله،

(2) الشر البسيط الناتج من المخلوقات المتمردة،

و(3) استغلال ذلك الشر بواسطة الله لأجل غرضه الفدائي،

مما يُنتج (4) الخير المُركًّب الذي يُسهم فيه قبول الألم والتوبة عن الخطية. حقيقة أن الله يمكنه أن يصنع خيرًا مركبًا من الشر البسيط لا تُبرِّر

–  رغم أنها بالرحمة يمكن أن تُخلِّص- أولئك الذين يصنعون الشر البسيط. هذا التمييز محوري. لابد أن تأتي العثرات، لكن ويل لمن تأتي بوساطتهم العثرة. نعم، الخطايا تجعل النعمة تكثر جدًا، لكننا يجب ألا نجعل ذلك عذرًا ومبررًا للاستمرار في الخطية. الصَّلب نفسه هو أفضل، وبالمثل أسوأ، كل الأحداث التاريخية، لكن يظل دور يهوذا هو ببساطة شر.

يمكننا أن نطبق هذا أولاً على مشكلة آلام الآخرين. الإنسان الرحيم يهدف إلى خير أخيه وهكذا أيضًا تهدف “إرادة الله”، وبذلك فإنه يتعاون عن وعي مع “الخير البسيط”. الإنسان القاسي يظلم أخيه، وهكذا يفعل الشر البسيط. لكن بفعل هذا الشر، فإن هذا الإنسان يُستخدم بواسطة الله، بدون معرفته أو موافقته، لكي يُنتج الخير المُركّب، بحيث يخدم الإنسان الأول الله كابن له، بينما يخدمه الثاني كأداة. لأنك بالتأكيد ستحقق غرض الله، بأية طريقة تتصرف بها، لكن الاختلاف يمكن بالنسبة لك فيما إذا كنت تخدمه مثل يهوذا أم مثل يوحنا.

سي. إس. لويس
من كتاب “الله – الإنسان، والألم” – inarabic.org

عاقبة الإنفلات وإتباع الشهوات!

يحذر الحكيم فى سفر الأمثال فى الاصحاحات 5 و 6 و 7 من خطية الزنا ويسرد لنا عواقب ونتائج تلك الخطية المريعة فلعل هذا التحذير هو بوق إنذار رادع لنا ومقوّم لتفكيرنا فلا نعبث مع هذه الخطية.
سليمان النبي وصف الشخص الزاني بأنه أحمق لأنه يدمر نفسه وحياته كلها وقد يؤدي به الأمر الى الموت ولا مفر من العقاب فيقول

“الشِّرِّيرُ تَأْخُذُهُ آثَامُهُ وَبِحِبَالِ خَطِيَّتِهِ يُمْسَكُ. إِنَّهُ يَمُوتُ مِنْ عَدَمِ الأَدَبِ، وَبِفَرْطِ حُمْقِهِ يَتَهَوَّرُ.” أمثال 5 : 22 ، 23

وأيضا يقول بولس الرسول فى الرسالة الأولى لأهل كورنثوس

“اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ، لكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ.” 1 كورنثوس 18:6

وهذه الخطية يبدء علاجها من الذهن والقلب لذلك يضع المسيح يده على موطن الداء، فيعالج الداخل قبل الخارج فيدعوا الى نقاء الذهن والقلب الذى اذا كان طاهر يقود ويوجه الحواس الى الطهارة والبر واذا كان غير طاهر استخدمها ليتمم شهوته ورغبته!

وهنا يأتى السؤال
ماذا يوجد فى قلبك ؟! وما الذى يشغل فكرك ؟!
هل تُجدد وتُطهر فكرك بكلمة الله أم تترك العنان لخيالك ليعبث فى ملذات باطلة تأتي بك إلى الدينونة؟!

طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ. متى 8:5

عماد مجدي – inarabic.org

تحت السيطرة

يا ترى ما الذى تبادر إلى ذهنك عندما قرأت عنوان هذا المقال “ تحت السيطرة ” هل توقعت أننا سنتكلم عن أن  كل الأمور والظروف تحت سيطرة الله او سيطرتك؟! ليس هذا فى الحقيقة الذي سوف نتحدث عنه فى هذا المقال،

نعم الله صاحب سلطان ويستطيع التدخل فى تغيير الظروف والأمور، قد يفعل وقد لا يفعل إذا تعارض فعله مع حريتك التى منحك هو إياها، لكن ما سنتحدث عنه اليوم هو الأمر الذى أنت مطالب فيه بأن تكون مسيطر وهذه السيطرة هي على ” ذاتك “، يقول الكتاب عن الإنسان الفاقد السيطرة على نفسه أنه كالمدينة التي بلا أسوار،” مَدِينَةٌ مُنْهَدِمَةٌ بِلاَ سُورٍ، الرَّجُلُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى رُوحِ ” أمثال 25 : 28 .

وما أسوء حال تلك المدينة التى ليس بها سور فهي عرضة للخطر وللعدو وللصوص، معرضة للهزيمة بكل سهولة، فهل تشعر أنك فقدت سلطانك على ذاتك، لم تعد لديك القدرة على ضبط النفس وأصبحت مثل العصافة التى تذريها الريح؟!

فى مزمور 1 يتكلم عن فئتين او نوعين من الناس

أحدهما ثابت فى الكلمة يحفظ الوصية، يضحي بكل ما يحرمه من حياة القداسة يلهج فى ناموس الرب القادر ان يثبته ويبنيه، فهو كالشجرة المغروسة عند مجاري المياة متأصل فى الارض وجزوره ثابتة ،

والنوع الثاني هو نوع كالقشة التى تطوح بها الريح حيثما تشاء، يعاني من عدم الثبات، ضعيف ومتزعزع وليس له أصل فى ذاته

هل فهمت المغزى من المزمور؟

بداية الثبات وضبط النفس هو كلمة الله التي كالصخر، ليس فقط أن تعرفها وتحفظها بل تسير بمقتضاها، تتبعها فتعلمك ضبط النفس، تأكلها فتُبني كالحصن، تصونها فتصونك، تضبطها فى قلبك فتمنحك سلطانها.

عماد مجدي – inarabic.org

حامل كل الأشياء

“الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته…” (عبرنيين 3:1)

الأصدقاء الأعزاء: من هو الذي يستطيع أن يحمل كل شيء ومن هو الذي يستطيع أن يتسلط على كل الأمور المنظورة والغير منظورة، هو صاحب الطبيعة الإلهية الذي خلق الكون من عدم وبكلمة حيث قال كن فكان كل شيء، يسوع المسيح الذي انتظره الكثير في العهد القديم وشاركه الكثر في حياته اليومية هو نفسه:

حامل الكون: “كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء ممّا كان، ففيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس” (يوحنا 2:1)، هو الذي يحرك كل المجرّات بدقة وعمق، فيجعل المسافات لها أهمية تقنية بشكل رهيب، فإذا ابتعدت الأرض مترا واحد عن الشمس يتغير كل شيء، يسوع حامل الكون بحكمته وسلطانه ويسيره كما يشاء، وكل تلك النجوم التي تضيء في سماء الليل هي من صنع يديه “السموات تحدّث بمجد الله. والفلك يخبر بعمل يديه” (مزمور 1:19)، ما أعظم هذه الحكمة المميزة وما أجمل تواضعك يا الهي وأنت حامل كل الأشياء.

حامل خطايانا: “…هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (يوحنا 29:1)، هو نفسه الذي حرّك كل شيء تعلق بين الأرض والسماء على صليب الجلجثة لكي يحمل هو خطايانا، فهو صاحب الدم الثمين الذي بلا عيب أصبح لعنة وسحق من الآب مباشرة لكي يفتدينا، كان علينا نحن أن نتحمل هذه الآلام العميقة، لكنه ارتضى وبكل تواضع ومحبة بعد أن كان جالسا على عرشه تنازل لكي يحمل عنا آثامنا “هكذا المسيح أيضا بعد ما قدّم مرّة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه” (عبرانيين 28:9)، هذا هو يسوع المتواضع الذي حمل خطايانا.

حامل همومنا: “لذلك لا نفشل بل وإن كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدّد يوما فيوما” (2 كورنثوس 4:16)، من يهتم بك وأنت ملىء بالهموم والمشاكل من ينظر إلى قلبك المجروح وأنت تأن تحت حمل الأحزان التي ظهرت عبر السنين ومن يريد أن يبلسم هذه الجراح النازفة، ومن غير المسيح يهتم بالخاطىء كما اهتم باللص الذي كان عن يمينه في الصلب وصياد سمك مثل بطرس وجابي ضرائب كمتى العشار وأيضا هو اليوم يريد أن يهتم بك لكي يحمل عنك كل همومك فهل تقبل إليه.

elhaq.com