حضور الله

أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟
وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟
إِنْ صَعِدْتُ إِلَى ٱلسَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ،

وَإِنْ فَرَشْتُ فِي ٱلْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ.
إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ ٱلصُّبْحِ،
وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي ٱلْبَحْرِ،
فَهُنَاكَ أَيْضًا تَهْدِينِي يَدُكَ
وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ.

هل وجود الله معك طول الوقت لعنة أم نعمة؟ هل هو أمر أنت ممتن لوجوده أم ناقم عليه؟

نعيم السجن:

في يوم وجدت على الفيس بوك صورة لسجين وحيد في زنزانة مظلمة ولكن تخترق هذه الزنزانة حديقة جميلة ونور شمس منبعهم الكتاب المقدس الذي يحمله السجين؟ فكرت في هذا كثيراً ولم أنسي ألوان ولا شكل الصورة وفكرت هل لو سُجنت ستكون الزنزانة جميلة بهذا الشكل؟ تُرى ما السر وراء هذا النعيم؟ هل لمجرد قراءته للكتاب أم لأنه موقن أن الرب بذاته رفيق وحدته وسجنه؟

حضور الرب :

إن أروع ما في علاقتنا بالله أننا لا يفصلنا عنه أماكن، فدخولنا إلى حضرة الرب ما هو إلا قرار وليست حركة دخول إلى مكان معين،

الخليقة كلها تشهد عن حضور الله بداية من الطبيعة (رومية19:1)، وصولاً إلى أمور حياتك الخاصة فكل خير يشهد عن وجود الله ووجودك حياً حتي الآن دليل على حضور الله الذي حفظك وشملك إلى الآن. ما أمتع الوجود مع شخص يستمع لكل ما لا تقوله ويفهم كل ما لا تفصح عنه ويعرف كل ما تتوق إليه وتخفيه ويُثمن كل تأوه ويختزن كل دمعة كي لا تُهدر، فلا عجب أن تصير الزنزانة نعيم والبالوعة حديقة والمواصلات فترة تسبيح وانتظار الأصدقاء تعمق في علاقتنا بالرب، لا عجب أن يسبح التلاميذ في السجن وأن يتوب النبي في بطن الحوت.

إن دعوة الله لمحضره هي دعوة لأن نحيا، من خلال العالم الحاضر، حياة مختلفة لا نهاية لها ولا يحدها أي شيء، حياة بمقاييس مختلفة. فهناك نتطهر ونُحب ونفرح فيتعجب جداً من حولنا من هدؤنا وفرحنا فيسألونا ماذا يجري؟! فنشهد أننا نحيا حياة مختلفة بفضل ذاك الذي سكن فينا وسكنا فيه.

عزيزي إن كان حضور الله ليس بهذه السعادة بالنسبة لك فلا تفوت على نفسك تلك النعمة أكثر من ذلك وصلي لأجل فهم صحيح فهو ليس بمحيط بك لدينونة لكن لحياة، فالأم لا ترافق إبنها في كل مكان لتترصد له بل لتساعده وتسعده.

lifeinchrist.tv