2- Thirty advice for healthy life – ثلاثون نصيحة لحياة صحية

تحدثنا فى الدرس السابق عن 15 نصيحة عامة وهنا نستكمل النصائح:

(للعودة إلى الجزء الأول يمكنك الانتقال مباشرة من هنا)

16- لا تستعجل
لم يستعجل فيلبس المبشر إذ قال للخصى “العلك تفهم ما أنت تقرأ؟” (أعمال 8 :30) وأفهمه بهدوء، تذكر أيضاً أحاديث الرب يسوع مع نيقوديموس (يوحنا 3) وبطرس (لوقا 5) وكذلك مع شاول الطرسوسى (أعمال 9) وكيف ظل ثلاث أيام قبل أن يعترف جهاراً باسم المسيح. إن العمل مع واحد بتأني ورفق أعظم من الحديث السطحي مع عشرة أشخاص “Slowly but sure ” وتذكر أن المزروع على الأرض المحجرة نما سريعاً ولكنه جف أيضاً سريعاً (متى 13 :5 ،6) ، (لوقا 8) فلا تستعجل النتائج.
17- لا تفقد أعصابك وأنت تقود نفس إلى المسيح
التعبير عن الغيظ واستشاطة الغضب يمنع من تتعامل معه عن قبول الرب بل أن البعض يحاول أن يثيرك لكي يهرب من تأثير الكلمة فلا تساعده على ذلك بل كن وديعاً “مؤدباً بالوداعة المقاومين ” (2تيموثاوس 2 :25) .
18- لا تتدخل فى خدمة الآخرين الفردية
حتى إن حسبت نفسك تستطيع أن تقوم بهذه الخدمة بطريقة أفضل وبالتالي لا تدع الآخرين يتدخلون فى خدمتك الفردية اعمل هذا بلطف، وإن شعرت باحتياج إلى شخص له خبرة أكثر منك ففي هذه الحالة يمكن مقابلته مع الذي تتحدث معه، تذكر الرب والسامرية وانصراف التلاميذ “لأن تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاماً” (يوحنا 8:4) والرب لا يحتاج إلي طعام يحمله 12 تلميذ ولم يأكل بعد أن أحضروه (يوحنا 31:4) كان الرب يقصد أن يكون على انفراد معها كما ذكرنا في النصيحة السادسة.
19- لا تقُل لمن صليت معه الآن أنت خلصت
إن سألك هو بعد الصلاة معه هل أنا خلصت؟ قدم له كلمة الله واسأله ماذا يقول الله عن ذلك “فقال للمرأة إيمانك قد خلصك اذهبي بسلام” (لوقا50:7).
20 – لا تيأس لأنك فشلت ذات مرة
بل ارجع إلى المخدع وراجع هذه الدروس واسأل نفسك إلي أي فئة ينتمي هذا الشخص وربما يكون حديثك حلقة فى سلسلة حلقات ستأتي بهذا الشخص إلى المسيح “لأنه في هذا يصدق القول إن واحدا يزرع وآخر يحصد. أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه آخرون تعبوا وأنتم قد دخلتم على تعبهم” (يوحنا 4 :37 ،38 ) ولا بد إنك ستحصد فى الوقت المناسب “فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل” (غلاطية 6 :9) مع ملاحظة أن الرب يقصد أحياناً أن يخفى عنك الثمر إلى حين ليحفظك من التعالي وتذكر أن الشجرة لا تسقط من أول ضربة ربما تكون أنت فى طريقك لإعداد هذه النفس لتصل من ( -10 ) إلى (-1) ثم شخص آخر يصل بها إلى المسيح بالكامل.
21 – لا تغلق باب الحديث
سواء من جانبك أو من جانبه وقل له إنني على استعداد لإكمال الحديث حينما ترغب. فربما يحتاج شخص واحد إلى عشرات الجلسات حتى يأخذ القرار ويبدأ مع المسيح ولاحظ أن قيمة النفس غالية جداً وأغلى من كل العالم “لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه” (متى 16 :26 ) ، لاحظ ثلاث مقابلات للرب مع بطرس في بداية حياة بطرس الرسول الروحية (يوحنا1: 41،42)، (مرقس1: 16-21)، (لوقا5: 1-11).
22- لا تخجل من أن تخبر من يتحدث معك انك لا تعرف
مثلاً إن سأل عن آية أو جزء كتابي لا تعرفه فليست جريمة إن كنت تقول لا أعرف لكن قل له أنا أعرف ما فعله المسيح في حياتي أنا شخصياً “..إنما أعلم شيئاً واحداً. أني كنت أعمى والآن أبصر” (يوحنا9 :25).
23- أظهر لطفاً مسيحياً دائماً
من المهم جداً أن تبدأ مع من تتحدث معه فيما يتعلق به وتشجعه على كل صدق فى حديثه كما في حديث الرب مع السامرية “حسناً قلت ليس لي زوج .. قلت بالصدق” (يوحنا 4 :17،18) واستمر فى الحديث ولاحظ ما فعله الرسول بولس فى أريوس باغوس “فوقف بولس ..وقال أيها الرجال الاثينويون أراكم من كل وجه كأنكم متدينون كثيراً. لأنني بينما كنت اجتاز وأنظر إلى معبوداتكم وجدت أيضاً مذبحاً مكتوباً عليه لإله مجهول فالذي تتقونه وأنتم تجهلونه هذا أنا أنادى لكم به. الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي” (أعمال17 :22-24 ).
24- احترم ثقافات الآخرين
لابد لنا من احترام ثقافات الآخرين تذكر الرسول بولس “فإني إذ كنت حراً من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح ألا كثرين. فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس. وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس مع أنى لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح لأربح الذين بلا ناموس. وهذا أنا افعله لأجل الإنجيل لأكون شريكاً فيه” (1كورنثوس 9 :19-23 ).
25- ممكن أن تشجع من تتحدث إليه أن يقرأ بنفسه
بهذا يستخدم أكثر من حاسة ويكون أكثر انتباهاً ولكن لا توبخه على عدم قدرته على القراءة السليمة أو عدم معرفته بالأجزاء الكتابية “وكان راجعاً وجالساً على مركبته وهو يقرأ النبي اشعياء” (أعمال28:8).
26- كن محترماً ووقوراً فى حديثك
فكلما أظهرت احتراماً كلما كنت جذابا للنفوس فى أن تأتى للمسيح ولا تُشعر من تتحدث معه أنك فى موقف الهجوم وتذكر رقة الرب يسوع وحنانه فى كل تصرفاته (مثال : بالصواب أجبت .. حسناً قلت) “أعطيني لأشرب.. حسناً هذا قلت بالصدق ” (يوحنا 4 :6،17) ، مع الوقار في ذات الوقت (1تيموثاوس 3: 4،8).
27- لتكن تعبيرات وجهك ولهجتك تتناسب مع أهمية ما تقول
فالممثل يجعل الناس يبكون ويضحكون بأشياء غير حقيقية فكيف ونحن الذين نتحدث بأمور حقيقية نقولها للسامع بطريقة تبدو أنها وهمية فنتحدث عن الجحيم بابتسامة أو نتحدث عن الفرح بعبوسة!! فتذكر “فإذ نحن عالمون مخافة الرب ( رعب الله ) نقنع الناس” (2كورنثوس 11:5) وتذكر أسلوب حديث الرسول بولس “لذلك اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لم أفتر عن أن انذر بدموع كل واحد” (أعمال20 :31) .
28 – اجتهد أن تأتى مع من تتحدث معه على ركبتيه للصلاة
أحياناً يصعب ذلك وفى مرات لا يكون هذا عملاً حكيماً، ولكن دائماً أن أرشدك الروح القدس لهذا فأعمله فكم من مشكلات حُلت بمجرد أن جاء الشخص بها للصلاة راجع إقامة الموتى وأهمية الصلاة فى “.. وقال يا رب إلهي لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه” (1ملوك 21:17) ، “فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلي إلى الرب” (2ملوك33:4) .
29 – تأكد من أنك قدمت لمن قبل الرب النصائح اللازمة
راجع النصائح الهامة لمن قبل الرب يسوع الموجود فى درس “مادة الكارز”.
30 – اعتمد على الروح القدس
وليس على هذا الكتاب ” الصنارة الروحية ” فالروح القدس يمكن أن يجعلك تصمت أو تتحدث بآية أو عبارة عكس الأسلوب المكتوب فى هذه الدروس(25 درس) وتكون النتائج عظيمة فهذه الدروس ليست ملزمة ولكنها وسيلة إيضاح “وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة” (1كورنثوس 4:2) .
قال الكاتب الشهير ف.ب.ماير عن قوة الروح القدس في العمل الفردي: “كثيراً ما كنت أستخدم كلام الحكمة الإنسانية المقنع لإقناع النفوس بأنها ستهلك بدون المسيح ولكن مع مرور الوقت علمني الرب أن أعتمد على الروح القدس وقوته وإرشاده أكثر من اعتمادي على المنطق، كما وعدني الرب أن تجري من بطني أنهار ماء حي (يوحنا31:7) ومن يومها قلت: رباه لن أنسى فيما بعد حلاوة وإنعاش وقوة هذه الأنهار بل سأصلي باستمرار لأكون قناة فارغة نظيفة مقدسة تجري من خلالها قوة أنهار الروح القدس للآخرين.

1- Thirty general Advice for healthy life – ثلاثون نصيحة عامة لحياة صحية

 

1- اهرب من مصيدة الاختلافات العقائدية
تذكر أن جميع المسيحيين يتفقون فى الأساسيات: الكتاب المقدس والمسيح ولاهوته وعمله الفدائي على الصليب وقيامته، فتعلم أن تتجنب المباحثات الغبية والسخيفة لأنها تولد خصومات “عبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقاً بالجميع” (2تيموثاوس24:2) وتعلم أن الهدف النهائي من العمل الفردي لا أن تربح النفس إلى كنيستك بل إلى المسيح، وبعد أن تربحه إلي المسيح شجعه على أن يواظب على الكنيسة التي سيجد فيها بناؤه الروحي والتي يجد أنها تسلك حسب الحق الكتابي، وراجع هذه الشواهد جيداً “.. لم أستطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح. سقيتكم لبناً لا طعاماً لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الآن أيضاً لا تستطيعون” (1كورنثوس3: 1-4)، “وقال -يوحنا-يا معلم رأينا واحداً يخرج الشياطين باسمك فمنعناه لأنه ليس يتبع معنا. فقال له يسوع لا تمنعوه لأن من ليس علينا فهو معنا” (لوقا 49:9-50) ، تذكر أن الانشقاق والتحزب والغيرة ..الخ من أعمال الجسد “وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان. وداعة تعفف ضد أمثال هذه ليس ناموس. ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات. إن كنا نعيش بالروح فلنسلك أيضاً بحسب الروح. لا نكن معجبين نغاضب بعضنا بعضاً ونحسد بعضنا بعضاً” (غلاطية22:5-26) صديقي إذا نجحت فى هذه النقطة سأتوقع ثمراً رائعاً لشهادتك. وأهم نصيحة على وجه الإطلاق، القاعدة الذهبية لربح النفوس: مدرسة الهجوم لم ينجح أحد. وإن تكلمت مع ملحد أو غير مسيحي فابدأ من نقاط الاتفاق. 
2- كن صادقا فى المحبة
بل صادقين في المحبة ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح ” (أفسس15:4) فلا تحاول أن تخدعه رغم شره بان حالته رائعة ” .. قائلين سلام سلام ولا سلام ” (أرميا11:8) فى محاولة الشفاء على عثم بل وبكل لطف وذوق مسيحي يمكنك أن تشخص حالته بإرشاد الروح القدس ” لأنه أمينة هي جروح المحب وغاشه هي قبلات العدو” (أمثال 27 :6) .
3- ساعده على اتخاذ القرار ولا تأخذه له
بالطبع لا تأخذ له أنت القرار ولكن أكد له أهمية اتخاذ قرار التوبة وقبول المسيح دون تأجيل الآن “لأنه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص” (2كورنثوس 2:6) .
4- تابع من ربحته
المتابعة أهم وأصعب وأطول من البداية وربح النفس، وليكن شعارك مع من ربحته مثل الرسول بولس “من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا التهب” (2كورنثوس29:11) تذكر أن الولادة تتم في ساعات بعد 9 أشهر حمل ولكن رعاية الطفل تحتاج لسنوات “.. أتحبني أكثر من هؤلاء. ارعى غنمي” (يوحنا 15:21) ولاسيما فى أول 48 ساعة بعد الصلاة مع النفس يجب أن تزوره أو على الأقل أن تتصل به تليفونياً أو ترسل له رسالة أو توصي خادم بزيارته، إلا لو لم يمكنك ذلك بسبب أنك لا تعرف عنوانه صلي لأجله.ذكر خادم الرب د/ بار الذي كان يخدم الرب في كنيسة ديترويت بالولايات المتحدة الأمريكية أن في بداية خدمته كان عدد أفراد الكنيسة 14 أخ وأخت فاجتمعوا للصلاة واقتنعوا بفكرة وضعها الرب على قلوبهم وهي أن يقسم وقت كل إجتماع إلى فترتين، الفترة الأولى للعبادة ودراسة كلمة الله، والفترة الثانية يزورون البيوت في المنطقة التي تقع الكنيسة فيها ويقومون بالعمل الفردي وتوصيل الإنجيل في البيوت وبعد سنة وصل العدد 300 وبعد سنة أخرى وصل العدد 500 وبعد 10 سنوات وصل العدد 10.000 بالإضافة إلى مدارس الأحد الذي تجاوز عددهم 4000 تلميذ وذكر د/ بار على سبيل المثال أن في عصر يوم الآحاد اجتمع بالكنيسة 7000 أخ وأخت ثم خرجوا حسب العادة للعمل الفردي في البيوت، واستطاعوا أن يوصلوا الإنجيل والبشارة السارة لأكثر من 10.000 نفس في ساعة ونصف تقريباً، ما أعظم نتائج العمل الفردي، والمتابعة في الزيارات.
5- ركز على الهدف وتجنب إظهار ذاتك في الحديث
وتذكر أن المسيح هو الهدف ولا تحاول أن تظهر ذاتك أو أن تستبد بآرائك وتذكر انه إذا ظهر ظل صياد السمك على المياه يجعل السمك يهرب “ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص” (يوحنا 30:3) ، “وكان كل جمهور الشعب يصلون خارجاً وقت البخور” (لوقا 10:1) .
6- تحدث على انفراد
فلا يوجد إنسان يرغب أن يظهر أعماقه أمام كل الناس فلاحظ أن حديث فرد مع اثنين فى وقت واحد يجعل كلاهما يخاف الآخر فلا يعبران بصدق عن احتياجهما ومشاكلهما وأيضاً ليس من الأفضل أن يحتشد جماعة من المؤمنين على إنسان خاطئ واحد للحديث معه عن المسيح فالطبيعي أن يأخذ جانب الدفاع لأنه يشعر أنها معركة وليست بشارة أو شهادة أليس هذا ما فعله الرب مع السامرية لأنه بالطبع لم يكن يحتاج أن الإثنى عشر تلميذ يحضروا له خبزاً ولكنه كان يريد أن يكلمها على انفراد “لأن تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاماً .. وعند ذلك جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة ولكن لم يقل أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها. فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس ..” (يوحنا 4 :8،27،28) كذلك مع أعمى بيت صيدا “فأخذ بيد الأعمى وأخرجه إلى خارج القرية وتفل في عينيه ووضع يديه عليه وسأله هل أبصر شيئاً” (مرقس 23:8) .
7- تعلم أن تسمع من تتحدث معه
مشكلة الناس أنهم يحتاجون من يسمعهم أكثر من أن يسمعوا فانك إن لم تسمعه طويلاً بصبر وحب لن يسمعك وأعتقد أن هذه النصيحة من أهم عوامل نجاح العمل الفردي “من يجيب عن أمر قبل أن يسمعه فله حماقة وعار” (أمثال 18 :13) آه ليعطنا الرب فن الاستماع.
8- القاعدة العامة ألا يكون العمل الفردي مع الجنس الآخر
فيتحدث الشاب إلى الشاب والشابة إلى الشابة وهذه القاعدة تطبق فى الشرق والغرب فكل جنس له متطلبات وأسئلة خاصة وهناك خطورة إن كسرت القاعدة باستمرار “كذلك العجائز في سيرة تليق بالقداسة غير ثالبات غير مستعبدات للخمر الكثير معلمات الصلاح. لكي ينصحن الحدثات أن يكن محبات لرجالهن ويحببن أولادهن” (تيطس 2 :3،4 ) .
9- يفضل أن يكون من تتكلم معه من سنك تقريبا
ولكن فى الإستثنائات فلتكن اللياقة والذوق المسيحي فى الحديث وطريقة التعامل مع المستويات الاجتماعية المختلفة هي المبدأ “ذوقاً صالحاً ومعرفة علمني لأني بوصاياك آمنت” (مزمور 119 :66) .
10- اعتمد على قوة كلمة الله وليس على اختباراتك فقط
وإن كان لابد من أن يتطرق الحديث فى الشهادة عن اختباراتك، ولكن دائماً حولهم عنك إلى كلمة الله التي هي أثبت من الاختبار (2بطرس 19:1) ولا تعتمد على حكمتك الشخصية .. “وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة. لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله” (1كورنثوس 2: 4،5) ولا تعتمد على خبرات الماضي بل على الله، فالذين انتصروا في أريحا العظيمة انهزموا وبشدة أمام عاي (يشوع 6،7).
11- يمكن استخدام شاهد واحد
إن تكرار شاهد واحد يجعل من تتحدث معه يحفظه ويكون له تأثير دائم “تفاح من ذهب فى مصوغ من فضة كلمة مقولة فى محلها” (أمثال 11:25) .
12- إحذر من التصرفات الغير لائقة
مثل وضع يدك على كتف أو رأس من تتحدث معه فربما يفهم من ذلك أنك تتعالى عليه ولذلك من المهم أن تسلك بتواضع وهذا الإتضاع لابد أن يظهر فى كل شئ مثل الرسول بولس الذي كان يخدم الرب بكل تواضع (أعمال20 :19) ولهذا كان ر. أ. توري ينصح بالجلوس بجانب من تتحدث معه أفضل من الجلوس أمامه لئلا يظن أنك تقدم له الأوامر أو العظات القاسية .. فى القرية أجلس على حصير أو على الأرض فأحياناً أهل البيت لا يمتلكون كرسي لتجلس عليه .. فلا مانع أن تجلس على أي شئ وتأكل أي شئ دون تعالي على من تتحدث معه,ألم يجلس الرب على البئر وهو يتحدث للسامرية (يوحنا 6:4).
13- لا تربط من ربحتهم للمسيح بك أكثر من ارتباطهم بالرب
فأحياناً نربط من ربحناهم للرب بنا لدرجة أنهم يعتمدون علينا فى كل الأمور الروحية وفي اتخاذ قراراتهم الحياتية المصيرية وبهذا يظلوا أطفال ولا يتعلموا المشي أو الطيران في الأجواء الروحية إذ تفقد أجنحتهم القدرة بسبب عدم التمرن لاتكالهم على من ربحهم ولا يعرفون السباحة في أمواج الحياة العاتية بمفردهم، وهذا يؤدى إلي خطرين :
1- نظل نحن محور نظرهم وليس الرب يسوع وبالتالي يفقدوا متعة الاتكال الكامل على الرب وأيضاً يراقبوا حياتنا فيعظموا نجاحاتنا ويهتزوا جداً ويتعثروا بأخطائنا .. لهذا دعنا نربطهم بالرب وليس بنا “ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله” (عبرانيين 12 :2) .
2- يظلوا أطفال دائماً ولا يتعلموا أن يعرفوا مشيئة الله بأنفسهم “لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة” (رومية2:12) وربما يتعصبوا لخدمتي كأطفال قائلين “فأنا أعني هذا أن كل واحد منكم يقول أنا لبولس وأنا لأبلوس وأنا لصفا وأنا للمسيح. هل أنقسم المسيح ألعل بولس صلب لأجلكم أم باسم بولس اعتمدتم” (1كورنثوس1: 12،13).
14- احذر الدوافع الخاطئة
فعلى كل شاهد أمين للرب وعلى كل خادم أن يصلي دائماً مع داود: “اختبرني يا الله واعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيَ طريقً باطلً واهدني طريقاً أبدياً” (مزمور 139: 23،24) ولقد لخص أحد القديسين الدوافع الخاطئة التي يمكن أن تحرك كل خادم أو شاهد أمين للرب في ثلاث أمور ليحفظني الرب منها وليحفظك :إشباع عواطف أو علاقات مع الجنس الآخر.المال.الشهرة وتحقيق الذات وليس مجد المسيح…كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلاً يفنى وأما نحن فإكليلاً لا يفنى .. بل أقمع جسدي واستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً” (1كورنثوس 9: 24-27).
15- احذر النجاح
عندما يستخدمك الرب في العمل الفردي في ربح كثيرين للمسيح فعليك أن تحذر خطورة النجاح وهذه بعضها :أ- إن تفكر كثيراً في ذاتك وتنسب نجاح الخدمة لإمكانياتك ومواهبك وحتى إن وجدت هذه فالفضل للرب وللروح القدس “فإن كان أحد يظن أنه يعرف شيئاً فإنه لم يعرف شيئاً بعد كما يجب أن يعرف” (1كورنثوس2:8 ) ، “إذاً ليس الغارس شيئاً ولا الساقي بل الله الذي ينمي” (1كورنثوس3:7) ، “لأنه من يميزك وأي شيء لك لم تأخذه وإن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ” (1كورنثوس 7:4) .ب- أن تتحول نيران أشواقك لربح النفوس إلي رماد كما قال وليم بوث قائد جيش الخلاص : من الطبيعي أن تتحول النار إلي رماد إلا إذا أزلت الرماد ووضعت لها وقوداً باستمرار. فيجب أن يكون نجاحك لربح نفس وقوداً لربح نفس أخرى دائماً ولاسيما بعد النجاح ولتعترف دائماً بأخطائك لإزالة الرماد “اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك لأن المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية لهيبها لهيب نار لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقاراً” (نشيد الإنشاد 8: 6،7).جـ أن يقل فرحك بربح الفرد .. وأن يقل تقييمك لقيمة الفرد ففي بداية شهادتك وخدمتك في العمل الفردي تمتعت بسعادة غامرة لربح نفس واحدة للمسيح ولكن بعد النجاح وربح عدد كبير للرب لم يعد يكفيك التمتع بأفراح السما لربح نفس واحدة ولكن تشعر أنك ستتمتع بهذا الفرح إن ربحت 5 أفراد ثم لن تفرح إلا إذا ربحت 30 ثم 50 إلخ .. هذا خطر من مخاطر النجاح يجب أن تظل تفرح جداً بربح نفس واحدة للرب دائماً نفرح مع الرب .. ومع السماء “أقول لكم أنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة” (لوقا 7:15) .د- أن تكون الشهادة مجرد عمل روتيني .. ولكن عمل الله لن يتحقق إلا بالأشواق الحقيقية والدوافع النقية “الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه” (مزمور6:126) .
انتقل مباشرةً إلى الجزء الثاني من هنا

How earn the deceived and protester to the kingdom – كيف تربح المخدوع والمعترض للملكوت

ثامناً : المخدوع

هذا الشخص قد خدع بتعاليم خاطئة مثل من يسمون أنفسهم شهود يهوه أو المارمون أو Jesus Only الخ وبالتالي يبتعد ذهنه تدريجياً عن الحق وُيخدع بالأخطاء التي تعميه، ويقول أنها حقائق لها أساس فى كلمة الله “كما في الرسائل كلها أيضاً متكلماً فيها عن هذه الأمور التي فيها أشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء وغير الثابتين كباقي الكتب أيضـاً لهلاك أنفـسهم” (2بطرس 3 :16) والتعاليم المغلوطة واحدة من علامات الأيام الأخيرة “ولكن الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين. في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم مانعين عن الزواج وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتـناول بالشكر من المؤمـنين وعارفي الـحـق” (1تيموثاوس 4: 1-3)، “ولكن إن كان إنجيلنا مكتوماً فإنما هو مكتوم في الهالكين. الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله” (2كورنثوس 4 :3-4) ، “ولكن اعلم هذا أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة. لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين. بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة لله. لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها فأعرض عن هؤلاء. فأنه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت ويسبون نسيات محملات خطايا منساقات بشهوات مختلفة. يتعلمن في كل حين ولا يستطعن أن يقبلن إلى معرفة الحق أبداً” (2تيموثاوس 3 :1-7) ، “احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً” (متى 7 :15-16) ، “لأني أعلم هذا أنه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية” (أعمال20 :29) والعجيب أن أصحاب هذه التعاليم الضالة يتحمسون لنشرها بأكثر غيرة من حماسة المسيحيين فى نشر الإنجيل وحقه.
ملاحظات عند الحديث مع المخدوع:
1- كن على دراية بقدر الإمكان بالإطار العام لملخص معتقداته .
2- تذكر أن المخدوع يتصور أحيانا بإخلاص انه على صواب وانه يريد أن ينقذك أنت من تعاليمك التي يرى أنها مغلوطة
3- لا تحاول إثارته؛ ليس الهدف صراع أو معركة ولكن محاولة إفادته وحتى لا تنزلق بأي خطاء أثناء النقاش فلا تفرط بلسانك
4- اسمعه بأدب وصبر “المحبة تتأنى وترفق” (1كورنثوس4:13) ، “عبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقا بالجميع صالحا للتعليم صبورا على المشقات مؤدبا بالوداعة المقاومين عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق” (2تيموثاوس 2 :24-26) .
5- تجنب مناقشات خارج الموضوع.
6- لاحـظ أنك عندما تتحدث معه فقط لعلاجه أما القاعدة الهامة مع مثل هؤلاء ولا سيما معلميهم هي “إن كان أحد يأتيكم ولايجئ بهذا التعليم ( الاب والابن والروح القدس ) فلا تقبلوه فى البيت ولا تقولوا له سلام لان من يسلم عليه يشترك فى أعماله الشريرة” (3يوحنا 10،11).
7- ملخص ما يؤمن به شهود يهوه واتباعهم هو :
أ – إنكار لاهوت المسيح الأزلي.
ب – إنكار القيمة الأبدية لذبيحة المسيح.
ج- إنكار قيامة المسيح بجسد حقيقي ممجد
د- إنكار الهلاك الأبدي لرافضي المسيح.
8- ملخص ما يؤمن به المارمون :يؤمنون بالعهد القديم والجديد ولكن يضيفون عليه كتاب مارمون وهو نبي لهم يورث نبوات لأنبياء فى كل العصور .
9- ملخص ما يؤمن به Jesus Only :وهم ينكرون الثلاث أقانيم يقولون إن وحدانية الله غير جامعة مانعة وأنها وحدانية مطلقة وأن الابن والروح القدس أسماء لشخص واحد هو يسوع ولا يعترفون بالأقانيم الثلاثة.
العـلاج عند الحديث مع شهود يهوه:
لأن هؤلاء المعلمون الكذبة ينكرون الحقائق المسيحية الأربعة التي ذكرناها من قبل عليك أن تكون على دراية بالكتاب المقدس الذي يؤكد هذه الحقائق وأذكر لك بعض الشواهد التي تفيدك أيضا :
1- حقيقة لاهوت المسيح الأزلي:
“لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام” (إشعياء 9 :6) ، “أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل” (ميخا 5 :2) ، “هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا” (متى1 :23) ، “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان” (يوحنا 1 :1-3) ، “الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته. الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا. الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل. وهو رأس الجسد الكنيسة الذي هو البداءة بكر من الأموات لكي يكون هو متقدماً في كل شيء” (كولوسي 1 :13-18) ، “والإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم أومن به في العالم رفع في المجد” (1تيموثاوس 3 :،16)، “.. الصانع ملائكته رياحاً وخدامه لهيب نار. وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أكثر من شركائك وأنت يا رب في البدء أسست الأرض والسماوات هي عمل يديك” (عبرانين1 :7-10) .
2- القيمة الأبدية لذبيحة المسيح الكفارية:
“كان يجب أن يتألم مراراً كثيرة منذ تأسيس العالم ولكنه الآن قد أظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه” (عبرانين 9 :26) ، “الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم” (1بطرس2 :24) ، “كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه” (أشعياء 53 :6-7) ، “بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح” (1بطرس1 :19) .
3- قيامة المسيح بجسد حقيقي ممجد:
“وقال يسوع لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه. فقال اليهود في ست وأربعين سنة بني هذا الهيكل أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه. وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده. فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا فأمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع” ( يوحنا2 :19-22) ، “انظروا يدي ورجلي إني أنا هو جسوني وانظروا فأن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي” (لوقا24 :39) .
4- الهلاك الأبدي لرافضي المسيح:
“..فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب ورأى إبراهيم من بعيد ولعازر في حضنه. فنادى وقال يا أبي إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب. فقال إبراهيم يا ابني أذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا والآن هو يتعزى وأنت تتعذب” (لوقا 16 :23-25) ، “لا تتعجبوا من هذا فأنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيآت إلى قيامة الدينونة” (يوحنا 5 :28-29) ، “فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية” (متى 25 :46) ، “في نار لهيب معطياً نقمة للذين لا يعرفون الله .. الذين سيعاقبون بهلاك أبدي ..” (2تسالونيكي 1 :8-9) .
وللرد على المارمون:
أهم آية “لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب أن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب” (رؤيا 18:22) ، “كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر” (2تيموثاوس 16:3) .
تاسعاً: المعـترض
واعتراضاته كثيرة تارة على وجود الله وتارة على وحي الكتاب المقدس ووجوده وتعاليمه، وادعائه أن به متناقضات. وتارة على الثالوث والوحدانية وأن هذا غير معقول أو مقبول .
العلاج:
المهم مع هذه النوعية إنك تقابل اعتراضاته بهدوء وأمانة من خلال كلمة الله وضع فى قلبك باستمرار أن هذه الاعتراضات غالباً ما تكون قناع يعميه ويخدره حتى يستمر فى خطاياه التي يحبها ويفضلها عن المسيح.
أ – المعترض الهازل:
بالطبع ليس من الحكمــة إضاعـة أوقاتنا الثمينة مع هزل هؤلاء ولكن لنقدم له علاج سهمي سـريع يوقظ ضميره من تخديـره “عريت قوسك تعرية سباعيات سهام كلمتك شققت الأرض أنهــاراً” (حبقوق3 : 9) ويمكن استخدام شاهد واحد تكرره مرات ثم تتركه لهذا الهازل ومن أفضل الشواهد التي يمكن استخدامها “فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله” (1كورنثوس 1 :18) ، وتستخدم أيضاً “وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته. في نار لهيب معطياً نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح. الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته” (2تسالونيكي 1 :7-9) لبيان نهاية من لا يطيعون الإنجيل ويمكن أيضاً استخدام “إن كان إنجيلنا مكتوماً فإنما هو مكتوم في الهالكين الذين فيهم اله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله” (2كورنثوس 4 :3-4) ، “الذي من الله يسمع كلام الله لذلك أنتم لستم تسمعون لأنكم لستم من الله” (يوحنا 8 :47) ، “.. لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب. لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم” (2تسالونيكي 2 :10-12) .
ب – المعترض على وجود الله: 
يختلف الملحدون في ما بينهم فمنهم من يتباهى بذلك مثل كارل ماركوس واتباعه ومنهم الملحد الحائر ومنهم اللاداري ومنهم الملحد الحزين على غياب العقائد والأساسيات ولكنهم ينطبق عليهم جميعاً القول “قال الجاهل فى قلبه ليس إله” ( مزمور 14 :1) وأيضاً “إذ معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى إنهم بلا عذر لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإلهٍ بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي” للرد على الملحدين نحتاج بالروح القدس استخدام بعض الحقائق :
شهادة الطبيعة: (مزمور19 :1) ، (رومية1 :20) أن الطبيعة تحدث بمجد الله ويمكن إدراك قدرة الله السرمدية من خلال عظمة الكون.
شهادة التاريـخ: توالى التاريخ وعزل وبقاء ملوك وشعوب دليل أن هناك قائد اعظم وهو الذي يغير الأوقات والأزمنة (دانيال20:2-22) .
شهادة العلم: ليس العلم الكاذب الذي يحاول أن ينكر وجود الله .. مثل نظرية التطور..الخ ” احفظ الوديعة معرضا عن الكلام الباطل الدنس ومخالفات العلم الكاذب الاسم” (1تيموثاوس 6 :20) إن العلم برهان على وجود خالق عظيم.
شهادة الوجدان: “قد رأيت الشغل الذي أعطاه الله بني البشر ليشتغلوا به. صنع الكل حسناً في وقته وأيضاً جعل الأبدية في قلبهم التي بلاها لا يدرك الإنسان العمل الذي يعمله الله من البداية إلى النهاية” (جامعة 3 :10،11) .
الظهورات المتكررة: “ثم إلي تسللت كلمة فقبلت أذني منها ركزاً. في الهواجس من رؤى الليل عند وقوع سبات على الناس أصابني رعب ورعدة فرجفت كل عظامي. فمرت روح على وجهي أقشعر شعر جسدي. وقفت ولكني لم اعرف منظرها شبه قدام عيني سمعت صوتاً منخفضاً” (أيوب4 :12- 16) ، “ثم نطق بمثله وقال وحي بلعام بن بعور وحي الرجل المفتوح العينين. ويتسلط الذي من يعقوب ويهلك الشارد من مدينة” (عدد 24 :15، 19) ، ظهور الله وملاك الرب لمئات البشر عبر العصور يؤكد وجود الله.
التجسد: “ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية” (1يوحنا 5 :20) .
الكتاب المقدس: الله موجود وقد تكلم “أيها الاخوة لست اكتب إليكم وصية جديدة بل وصية قديمة كانت عندكم من البدء الوصية القديمة هي الكلمة التي سمعتموها من البدء فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد” (2بطرس 1 :19-21 ) .
ج – المعترض على الأساسيات المسيحية:
مثل الكتاب المقدس وأن الله واحد مثلث الأقانيم، ولاهوت وناسوت المسيح، وموت المسيح وقيامته، والروح القدس، ووجود الملائكة، والشياطين ومجيء المسيح الثاني.ملحوظة: يمكن الرجوع لكتاب أساسيات مسيحية للكاتب حيث أن كتاب أساسيات مسيحية يناقش كل ما يلزم للرد على المخدوع والمعترض.

How to earn the skeptical to the kingdom – كيف تربح المتشكك واللا يقيني للملكوت

خامساً : المستعـفي

وهو الذي يقدّم لك سيل من الاعتذارات التي يغطى بها الحقيقة التي هي أنه لا يريد الرب يسوع حقاً فى حياته ويستخدم هذا المستعفي أحياناً بعض الآيات الكتابية كقناع يحاول أن يخفي به الحقيقة التي هي انه لا يثق فى خلاص المسيح أو على الأقل إن الرب يسوع ليس من أولوياته “وفيما هم سائرون في الطريق قال له واحد يا سيد أتبعك أينما تمضي. فقال له يسوع للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه. و قال لآخر اتبعني فقال يا سيد ائذن لي أن أمضي أولا وأدفن أبي. فقال له يسوع دع الموتى يدفنون موتاهم وأما أنت فاذهب وناد بملكوت الله. وقال آخر أيضاً اتبعك يا سيد ولكن ائذن لي أولاً أن أودع الذين في بيتي. فقال له يسوع ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله” (لوقا 9 :57-62) ، والفرق بين المستعفي والمهمل أن المستعفي يدرك احتياجه للمسيح ولكنه يخفي رفضه للتوبة وقبول الرب يسوع بالطبع لأنه يحب الخطية والاستقلال عن الله.
العـلاج من كلمة الله:
أن ما قاله أبوينا في الجنة قديما يمكن أن تذكر به هذا المستعفي وكيف أنه يكرر ما قاله أبونا الأول “فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت. فقال الرب الإله للمرأة ما هذا الذي فعلت فقالت المرأة الحية غرتني فأكلت” (تكوين 3 :12،13) وكذلك فى مثل العشاء العظيم ” .. فقال له إنسان صنع عشاءً عظيماً ودعا كثيرين. وأرسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين تعالوا لأن كل شيء قد أُعد. فابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون. قال له الأول أني اشتريت حقلا وأنا مضطر أن أخرج وأنظره أسألك أن تعفيني. وقال آخر أني اشتريت خمسة أزواج بقر وأنا ماض لامتحنها أسألك أن تعفيني. وقال آخر أني تزوجت بامرأة فلذلك لا أقدر أن أجيء.فأتى ذلك العبد واخبر سيده بذلك حينئذ غضب رب البيت وقال لعبده اخرج عاجلاً إلى شوارع المدينة وأزقتها وأدخل إلى هنا المساكين والجدع والعرج والعمي. فقال العبد يا سيد قد صار كما أمرت ويوجد أيضاً مكان. فقال السيد للعبد اخرج إلى الطرق والسياجات وألزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي. لأني أقول لكم انه ليس واحد من أولئك الرجال المدعوين يذوق عشائي” (لوقا 14 :16-24) رد واضح وقوي فإن اختلفت الاعتذارات فهي تحت مسمى واحد ألا وهي رفض المسيح “وابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون” (متى 38:13) فالحقل صورة للعالم وأزواج البقر صورة للتجارة ومحبة المال والزواج بامرأة صورة للارتباطات الأسرية ولكن تذكر دائماً أن مبدأ الله واحد وهو ” لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان” (رو 2 :1) بعض أقوال المستعفي :-
1- إن شاء الله سأخلص .. ليس العيب فى مشيئة الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون (1تيموثاوس 2 : 4) الله لا يشاء أن يهلك أناس (2بطرس 3 :9) وهو يريدك انك تخلص (مر 1 : 40 ،41) فالان المسئولية عليك فهل تريد “إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض وإن أبيتم وتمردتم تُوكلون بالسيف” (إشعياء 1 : 19 -20) قارن “فنظر إليه يسوع وأحبه وقال له يعوزك شيء واحد أذهب بع كل ما لك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملاً الصليب. فأغتم على القول ومضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة” (مرقس 10 :21-22) الشاب الغني هلك رغم حب الرب يسوع له.
2- سأحاول بعد نهاية المرحلة الحالية من حياتي أن أفتح صفحة جديدة .. الإنسان لن يستطيع أن يغير نفسه أبداً “هل يغير الكوشي جلده أو النمر رقطه فأنتم أيضاً تقدرون أن تصنعوا خيراً أيها المتعلمون الشر” (أرميا 13 :23) ، “لأن من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة فقد صار مجرما في الكل” (يعقوب 2 :10) ثم ماذا عن الماضي “فقلت في قلبي كما يحدث للجاهل كذلك يحدث أيضاً لي أنا وإذ ذاك فلماذا أنا أوفر حكمة فقلت في قلبي هذا أيضاً باطل” (جامعة 2 :15) وفى “ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم” (رؤيا 20 :12 ) لا يفتح صفحات جديدة بل سفر الحياة وأسفار الأعمال.
3- ربنا يرتب فرصة .. الله لا يتعامل مع الفرص لكن مع الحقائق فهل ترمي نفسك أمام القطار وتطلب فرصة نجاة من الله “لأنه حينما يقولون سلام وآمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون” (1تسالونيكي5 :3) ، “فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره قد ابتدأ الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من الذين سمعوا .. بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين” (عبرانين 2 :3، 10 :27) ، “قال لهم يسوع أيضاً أنا أمضي وستطلبونني وتموتون في خطيتكم حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا” (يوحنا 8 :21 ) .
4- الوقت لا يزال موجود .. الله عنده وقت مقبول واحد وهو الآن “لأنه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص” (2كورنثوس 6 :2) ، “لذلك كما يقول الروح القدس اليوم إن سمعتم صوته. فلا تقسوا قلوبكم كما في الإسخاط يوم التجربة في القفر” (عبرانين 3 :7،8) .
سادساً: المؤجـل
المؤجل أكثر صدقاً من المستعفي فهو فعلاً يدرك احتياجه للمسيح ويريد أن يأتي إلى الرب ويريد أن الرب يأتي إلى حياته ويرغب فى التوبة ولا يضع العربة أمام الحصان كالمستعفي ولكنه يؤجل هذا إلى وقت يظن أنه أفضل وأنسب .. ولكن ربما لا يأتي هذا الوقت.وهذه بعض صور المؤجل:
1-المؤجل للتمتع بإمكانياته ..وأقـول لنفسي لك خيرات كثيرة موضوعه لسنين كثيرة استريحي وكلى وأشربي وأفرحي فقال له الله ياغبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون ..؟ (لوقا 12 : 18،19).
2- المؤجل حتى يستقر اقتصادياً .. هلم الآن أيها القائلون نذهب اليوم أو غدا إلى هذه المدينة أو تلك وهناك نصرف سنة واحدة ونتجر ونربح أنتم الذين لا تعرفون أمر الغد “لأنه ما هي حياتك إنها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل” ( يعقوب 4 :13،15) بالمقارنة مع المكتوب “فلا تهتموا للغد. لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره” (متي 6 :34) .
3- المؤجل لأجل أعماله الزمنية .. ويقف على رأس قائمة هؤلاء مثال فليكس الوالي الشرير لقد قال لبولس الرسول ” .. أما الآن فاذهب ومتى حصلت على وقت أتستدعيك. وكان أيضا يرجو أن يعطيه بولس دراهم ليطلقه” (أعمال 24 :25 ،26) ولم يحصل على وقت ..
4- المؤجل تحت ادعاء إنني مازلت صغيراً .. ” افرح أيها الشاب في حداثتك وليسرك قلبك في أيام شبابك واسلك في طرق قلبك وبمرأى عينيك واعلم أنه على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة. فانزع الغم من قلبك وأبعد الشر عن لحمك لأن الحداثة والشباب باطلان. فاذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي أيام الشر أو تجيء السنون إذ تقول ليس لي فيها سرور” (جامعة 11 :9 ،10، 12 :1) ، نرى كيف هلك الشاب الغنى (متي 19 :14) تذكر ألم تمت ابنة يايرس 12 سنة (مرقس 5 :42) وابن أرملة نايين فى شبابه (لوقا 7 :14) العـلاج : التأجيل خطير جداً وأتصوره أعظم أسلحة الشيطان وأدهى كذبة يكذبها على من يتأثر ويقرر أن يقبل الرب يقول له الشيطان نعم لا بد أن تخلص ولكن غداً .. ثم غداً .. قال الكتاب ” اطلبوا الرب مادام يوجد وادعوه وهو قريب” (أشعياء 55 :6) فالآن يوجد وربما غداً لا يوجد بالنسبة لك لأن الباب يغلق. إما بالموت كالطوفان “كل ما في أنفه نسمة روح حياة من كل ما في اليابسة مات” (تكوين 7 :22) بعد أن ” ..وأغلق الرب عليه” (تكوين 16:7) أو بمجيء الرب الثاني “والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأغلق الباب” (متي 25 :10) أخبره أن الغد ليس فى يده “لا تفتخر بالغد لأنك لا تعلم ماذا يلده اليوم” (أمثال 27 :1) وأن الهلاك يأتي بغتة “الكثير التوبخ المقسي عنقه بغتة يكسر ولا شفاء” (أمثال 1:29) ، “لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان” (متي 24 :44) ، “فقال لهم يسوع النور معكم زماناً قليلاً بعد فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب .. فقال لهم يسوع أنا معكم زماناً يسيراً بعد ثم امضي إلى الذي أرسلني. ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا” (يوحنا 12 :35، 7 :33-34) .ومن أهم الآيات التي تستخدم مع المؤجل بالإضافة للآيات السابقة وقصة فيلكس (أعمال 24: 25-26) يمكن استخدام هذه الآيات الهامة جداً:
“في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك هوذا الآن وقت قبول هوذا الآن يوم خلاص” (2كورنثوس 2:6) فانسب وقت للتوبة الآن.
“الله الآن يأمر جميع الناس فى كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدماً للجميع إيماناً إذ أقامه من الأموات” (أعمال 17: 30-31) وفي هذه الآية
صاحب الأمر: الله
ميعاد تنفيذ الأمر: الآن
لمن يوجه الأمر: جميع الناس حدود الأمر: فى كل مكان
ماهية الأمر: أن يتوبوا
تشجيع لتنفيذ الأمر: متغاضياً عن أزمنة الجهل
رفض الأمر: لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل ديان رافض الأمر: الرب يسوع “برجل قد عينه”
وسيلة تنفيذ الأمر: مقدماً للجميع إيماناً
برهان الأمر: إذ أقامه من الأموات
“فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون” (لوقا20:12) .
“أم تستهين بغني لطـفه وإمـهاله وطـول أناته غير عالم أن لطـف الله إنما يقـتادك إلي التوبة ولكن من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة” (رومية 2: 4،5).
“فأنه وقت لطلب الرب حتى يأتي ويعلمكم البر” (هوشع12:10) .
“استعد للقاء إلهك” (عاموس12:4) .
“باطنهم أن بيوتهم إلي الأبد مساكنهم إلي دور فدور ينادون بأسمائهم في الأراضي والإنسان فى كرامة لا يبيت يشبه البهائم التي تباد مثل الغنم للهاوية يساقون الموت يرعاهم ويسودهم المستقيمون غداة وصورتهم تبلى الهاوية مسكن لهم” (مزمور 49: 11-14).
“عرفني يا رب نهايتي ومقدار أيامي كم هي فأعلم كيف أنا زائل هوذا جعلت أيامي أشباراً وعمري كلا شئ قدامك إنما نفخة كل إنسان قد جعل إنما كخيال يتمشى الإنسان إنما باطلاً يضجون يذخر ذخائر ولا يدري من يضمها” (مزمور4:39-6)
“وفي تلك الليلة قُتل بيلشاصر ملك الكلدانيين” (دانيال30:5) .
” ففي يوم معين لبس هيرودس الحلة الملوكية وجلس على كرسي الملك وجعل يخاطبهم فصرخ الشعب هذا صوت إله لا صوت إنسان ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله فصار يأكله الدود ومات” (أعمال 12: 21-23).
“كما وضع للناس أن يموتوا مرةً ثم بعد ذلك الدينونة” (عبرانيين 27:9) .
هذا ملخص حياة الإنسان:
قصة (مزمور9:90)
بخار (يعقوب14:4)
أشبار (مزمور5:39) نفخة (مزمور5:39)
خيال (مزمور6:39)
حلم (مزمور20:73)
عشب (مزمور15:103)
سابعاً : اللا يقـيني
هو الشخص الذي عندما تكلمه عن خلاص المسيح يخبرك بأنه لا يعلم إن كان قد حصل عليه أم لا، وهو يؤمن تماماً بالكتاب المقدس ويصدق موت المسيح وقيامته ولكنه يحكي لك عن عشرات المرات التي طلب منها أن الرب يسوع يسكن فى قلبه ولكنه لا يدرى إن كان سكن أم لا وأيضا يخبرك أن الخطايا التي كان يعملها منذ القديم مازال يعملها .. ربما يكون قد تحسن (حسب كلامه) لكنه غير متيقن من اى شئ .. انه لا يشعر بالخلاص ولا يحس به.
العلاج :
1- اللا يقيني بسبب عدم المعرفة ..
يقول لا أعلم .. وربما يكون قد اختبر الرب ولكنه غير متمسك بالكلمة من المهم مع هذا الشخص أن تكلمه عن أن اليقينية هي على أساس كلمة الله وليس على أساس المشاعر فقط “فالكلمة اثبت” (2 بطرس 1 :19) عرفه إن شهادة الروح القدس لمن يقبل الرب فى حياته لا بد أن تصاحبها المعرفة الكتابية التي تؤكد نوال الحياة الأبدية “الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضاً إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس” (أفسس 1 :13) ، “الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله” (رومية 8 :16) ، “كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله” (1يوحنا 5 :13) ، “من له الابن فله الحياة ومن ليس له الابن فليست له الحياة” (1يوحنا 12:5) أكد له أن يثق فى أقوال الله أكثر من ثقته فى شعوره ثم لابد أن يأتي الشعور بعد الإيمان.
2- اللا يقيني بسبب خطية متكررة فى الحياة ..
إنه مازال بعد الإيمان يكرر خطية معينة فى الحياة .. عرفه الفرق بين الغفران الأبدي الذي يحصل عليه الخاطئ عند توبته “من أجل ذلك أقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً والذي يغفر له قليل يحب قليلاً. ثم قال لها مغفورة لك خطاياك” (لوقا 7 :47-48) ، “من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم” (أمثال 28 :13) والغفران الأبوي ورد الشركة بالنسبة للمؤمن “اعترف لك بخطيتي ولا اكتم إثمي قلت اعترف للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيتي” (مزمور 32 :5) ، “إن اعترفنا بخطايانا فهو آمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل آثم” (1يوحنا 1 :9) والشاهد الشهير “يا أولادي اكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وأن اخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً” (1يوحنا 2 :1 ،2) والغفران الأخوي لمن يسامح أخيه “احترزوا لأنفسكم وإن أخطأ إليك أخوك فوبخه وإن تاب فأغفر له. وإن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم ورجع إليك سبع مرات في اليوم قائلاً أنا تائب فأغفر له” (لوقا 17 :3 ،4) ذكره أن لعازر مر بثلاث مراحل :
ميت قد أنتن
حي مربوط
حي محلول جالس وساجد
(يوحنا 11،12) وربما يكون هو في المرحلة الثانية أي مؤمن حقيقي ولكن مربوط ببعض أكفان الماضي ويحتاج لمعرفة الكتاب ليتحرر “تعرفون الحق والحق يحرركم” (يوحنا32:8) وللتوبة الصادقة عن خطايا الماضي “فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض الزنى النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع الذي هو عبادة الأوثان” (كولوسي 5:3) ، “فأذكر من أين سقطت وتب وأعمل الأعمال الأولى وإلا فأني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب” (رؤيا 5:2) .
3- اللايقيني بسبب الشك الشيطاني ..
للمؤمنين الأحداث الذين يشككهم الشيطان ولمثل هؤلاء نقول له أنه يخاف السرقة فى الأتوبيس المزدحم مثلاً إذا كان يملك أشياء ثمينة ولا يخاف عندما لا يحمل شئ ثمين فالشك هذا قد يكون دليل الامتلاك فإبليس يشكك المؤمن ولكنه لا يحاول أن يشكك الخاطي حتى لا يوقظ ضميره “وأراني يهوشع الكاهن العظيم قائماً قدام ملاك الرب والشيطان قائم عن يمينه ليقاومه. فقال الرب للشيطان لينتهرك الرب يا شيطان لينتهرك الرب الذي اختار أورشليم أفليس هذه شعلة منتشلة من النار” (زكريا1:3) .
4- اللايقيني لعدم تغيره .. 
فهو يقول أنه حاول من قبل أن يتغير وظل أيام ورجع مرة أخرى للوراء وهذا الشخص يجب التركيز معه على مثل الزارع (متى13: 1-9، 18-23) وسؤاله من أي نوع أنت؟! هل سقطت البذرة على الطريق أم الأرض المحجرة أم بين الشوك أم هل أتيت بثمر 30 أو 60 وأنت ترغب فى 100%. هذا الإنسان ربما يكون كالشاب الغني الذي لم يتغير لأنه أحب المال ومضى حزيناً لأنه كان ذو أموال كثيرة (مرقس 22:10) وبالطبع هلك. وربما يكون مؤمن حقيقي ولكنه يظن أن المؤمن الحقيقي صار معصوم من الخطية وهذا خطأ. “إن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا” (1يوحنا 8:1) “إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل آثم. إن قلنا أننا لم نخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا” (1يوحنا 1: 8-10) أذكر له بالطبع “إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً” (2كورنثوس 17:5) .وأذكر له السبع صفات التي للطبيعة الجديدة في المؤمن:
“المولود من الله يصنع البر” (1يوحنا 29:2)
“كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية” (1يوحنا 9:3)
” .. كل من يحب فقد ولد من الله و يعرف الله” (1يوحنا 7:4)
” .. المولود من الله و يعرف الله” (1يوحنا 7:4)
“لان كل من (ولد) من الله يغلب العالم .. ” (1يوحنا 4:5)
” .. المولود من الله يحفظ نفسه .. ” (1يوحنا 18:5)
” المولود من الله الشرير لا يمسه” (1يوحنا 18:5)
ولكن وجود الطبيعة الجديدة لا ينفي وجود الطبيعة القديمة أي الجسد فى المؤمن “وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون” (غلاطية 5: 16،17) ساعده لاكتشاف هل هو مؤمن حقيقي ويشك لأنه غير مدرك وجود الطبيعة القديمة في المؤمن؛ أم هو مؤمن حقيقي ويشك بسبب خطية متكررة كما ذكرنا من قبل أم هو مازال خاطي مثل الأرض التي وقعت عليها بذور الكلمة على الطريق أو الأرض المحجرة أو بين الشوك كمثل الزارع.

How to earn the Pharisee to the kingdom – كيف تربح الفريسي للملكوت

ثالثاً: الفريسي

هذه النوعية من أصعب النوعيات إنه صاحب البر الذاتي وستجده في كل مكان وكنيسة مهما اختلفت عقائدها وهو يبدي اهتمامه الديني دائماً ولكن بدون إيمان حقيقي وقد كان للرب يسوع حديث طويل مع مثل هؤلاء الفريسيين يمكن الرجوع إليه فى الأناجيل الأربعة ولاسيما (متى 23) وإن كان هذا الفريسي المسيحي فى منصب ديني سيكون أصعب من الفريسي العادي، الفريسي تجده دائماً يتفاخر بنفسه رغم إنك تدري عدم أحقية هذا التفاخر إذ تسمعه دائماً ينتقد الآخرين حتى يبرر نفسه اسمعه يقول “أنا أفضل من غيري” ، “أنا أفضل من أي عضو فى الكنيسة” ، “أنا وعائلتي بنينا هذه الكنيسة” ، “ولا أريد أن أقول أنا لكن الحمد لله قلبي أبيض” وهذا الشخص دائما يتحدث عن أهمية الأعمال الصالحة وأنها هي الطريق الوحيد للسماء فى نظره رغم ما يُعرف عنه أن أعماله ليست صالحة. الرب يعطيك نعمة يا عزيزي الدارس فى التعامل مع هذه النوعية وتذكر معنى كلمة فريسي أي فريزي فهو الذي يدعى بصلاحه ويفرز نفسه عن كل الآخرين وشرورهم حسب ادعائه الكاذب.العلاج: الروح القدس هو الوحيد القادر على تبكيت مثل هذا الفريسي فلنوضح له:
1- الفرق بين الادعاء والحقيقة:
إنجيل متى 23 مثال رائع للفرق بين الادعاء والحقيقة: “حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه. قائلاً على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون. فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون. فإنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم .. لكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون. ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تأكلون بيوت الأرامل ولعلة تطيلون صلواتكم لذلك تأخذون دينونة أعظم .. ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. أيها القادة العميان الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل. ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تنقون خارج الكأس والصحفة وهما من داخل مملوءان اختطافاً ودعارة. أيها الفريسي الأعمى نق أولاً داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضاً نقياً. ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تشبهون قبوراً مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضاً من خارج تظهرون للناس أبراراً ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثما” (متى23: 1-4، 13-14،23-28) وكذلك يمكن استخدام الادعاءات السبعة فى رسالة يوحنا الأولى “إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق .. أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا .. أن قلنا أننا لم نخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا .. من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه .. من قال أنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً .. من قال أنه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة ..إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره” (1يوحنا 1 :6، 8، 10 &2 :4، 6، 9 & 4 :20) تذكر “لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة البخور هو مكرهة لي رأس الشهر والسبت ونداء المحفل لست أطيق الإثم والاعتكاف. رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسي صارت علي ثقلاً مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم وأن كثرتم الصلاة لا أسمع أيديكم ملآنة دماً. اغتسلوا تنقوا اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني كفوا عن فعل الشر. تعلموا فعل الخير اطلبوا الحق انصفوا المظلوم اقضوا لليتيم حاموا عن الأرملة. هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج أن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف. إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض. وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لأن فم الرب تكلم” (إشعياء1 :13-20) ، “ذبيحة الشرير مكرهة فكم بالحري حين يقدمها بغش” (أمثال 21 :27) .
2- طريق الأعمال دون الإيمان الحقيقي قد فشل:
“فويل لمن يسلك فى طريق قايين” (يهوذا 11)، (تكوين 4) فلقد فشل الجميع فى إتمام الناموس “لأن من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة فقد صار مجرماً في الكل” (يعقوب 2 :10) قارن “إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله. متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح. الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله. لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع” (رومية 3 :23-26) ، “.. لأنه إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر ولكن ليس لدى الله. لأنه ماذا يقول الكتاب فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً. أما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين. وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً” (رومية1:4-5) فالأعمال تبرر الإنسان أمام الإنسان كما تبرر إبراهيم بالأعمال (يعقوب21:2) ، ولكن ليس أمام الله ” لأنه إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر ولكن ليس لدى الله” (رومية 2:4) أي يتبرر الإنسان أمام الناس بالأعمال أما أمام الله فالإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس “لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها” (أفسس8:2-10) ، “لست أبطل نعمة الله لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذاً مات بلا سبب” (غلاطية 21:2) فالأعمال هي ثمر الإيمان والعكس غير صحيح.
3- خطورة الكبرياء الروحية:
كان الأبرص يتطهر عندما يمتلئ من البرص بالكامل* “ورأى الكاهن و إذا البرص قد غطى كل جسمه يحكم بطهارة المضروب كله قد ابيض انه طاهر لكن يوم يرى فيه لحم حي يكون نجسا” (لاويين13 :13 ،14) ، “من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جرح وأحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت” (إشعياء 6:1) هكذا لن يقبل الله الإنسان إلا إذا اعترف بمرضه وخطيته ومثل الفريسي والعشار مفيد جداً “قال لقوم واثقين بأنفسهم أنهم أبرار ويحتقرون الآخرين هذا المثل. إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصليا واحد فريسي والأخر عشار. أما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا اللهم أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. أصوم مرتين في الأسبوع وأعشر كل ما اقتنيه. وأما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا اللهم ارحمني أنا الخاطئ. أقول لكم أن هذا نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك” (لوقا 18 :9-14) وكذلك الابن الأكبر فى مثل الآب المحب “كان أبنه الأكبر في الحقل فلما جاء وقرب من البيت سمع صوت آلات طرب ورقصاً … فأجاب وقال لأبيه ها أنا أخدمك سنين هذا عددها وقط لم أتجاوز وصيتك وجديا لم تعطني قط لأفرح مع أصدقائي. ولكن لما جاء أبنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المسمن. فقال له يا بني أنت معي في كل حين وكل ما لي فهو لك. ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد” (لوقا15: 25-32) وسمعان الفريسي والخاطئة (لوقا36:7-50). هذه الآيات تقدم علاج عظيم لحالة هذا الفريسي.
رابعاً: المستبيح
وهو الذي يقول الله محبة، الله رحيم، ونعمة الله واسعة جداً لذلك الله لن يدين أحد، ومستحيل أن -الله محبة – يرمي الإنسان الذي خلقه فى الجحيم وأن الجحيم هي للشياطين فقط .. إن النار هي الحياة الحالية، الله لن يحرمنا من الملذات وإشباع الغرائز بأي طريقه والله خلقنا هكذا. والزنا عنده حرية وتعريف الزنا عنده هو الاغتصاب أو الخيانة فقط ولكن كل علاقة غير ذلك حسب رأيه ليس فيها مشكلة والسرقة شطارة وتجارة والخمور فرح .. الخ انه يحوّل نعمة إلهنا إلى الدعارة (يهوذا 4) وإن كنا نجد المستبيح كثيراً فى البلاد الغربية ولكن نجده أيضاً فى بلادنا.العلاج من كلمة الله:
1- أن كل صفات الله بل طبيعته أعلنت فى الكتاب المقدس فلماذا تتحدث أن الله محبة (1يوحنا 4 :8،16) وتنسى أن الله نور (1يوحنا5:1) فهو قدوس وقداسته لن توافق على الشر “لأن هذه هي إرادة الله قداستكم. أن تمتنعوا عن الزنا أن يعرف كل واحد منكم أن يقتني إناءه بقداسة وكرامة. لا فى هوى شهوة … لا يتطاول أحد ويطمع على أخيه فى هذا الأمر لأن الرب منتقم لهذه كلها كما قلنا لكم قبلا وشهدنا لأن الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة إذاً من يرذل لا يرذل إنسانا بل الله الذي أعطانا أيضاً روحه القدوس” (1تسالونيكي4 :3-8) ، “لكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات” (غلاطيه 24:5)، “فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض الزنى النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع الذي هو عبادة الأوثان. الأمور التي من وأجلها يأتي غضب الله على أبناء المعصية” (كولوسي 5:3،6 )
2- الاستباحة تؤدي للهلاك: الاستباحة نفسها وحتى إن إدعت أن الله لا يدين أحد نهايتها الهلاك “لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته فإنكم تعلمون أنه أيضاً بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رفض إذ لم يجد للتوبة مكاناً مع أنه طلبها بدموع” (عبرانين 16:12،17) تذكر ما قاله عيسو “ها أنا ماض إلى الموت فلماذا لي بكورية” (تكوين 32:25) ، “آخذين أجرة الإثم الذين يحسبون تنعم يوم لذة ..” (2بطرس 13:2) .
3- إن رفض صلاح الله ومحبته التي تتكلم عنها تؤدي حتماً إلى الهلاك “يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة ويحفظ الأثمة إلى يوم الدين معاقبين. ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها. حيث ملائكة وهم أعظم قوة وقدرة لا يقدمون عليهم لدى الرب حكم افتراء” (2بطرس3 :9-11) ، “ولا تريدون أن تأتوا إلي لتكون لكم حياة” (يوحنا 5 :40) ، “قل لهم حي أنا يقول السيد الرب أني لا أسر بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل” (حزقيال 33 :11) .
4-نعمة الله لا تعلمنا الاستباحة بل القداسة “لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى-في العالم الحاضر” (تيطس 2 :11 ، 12) .
5- إمهال الله وأناته ليست فرصة للاستباحة ولكن للتوبة “أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة ولكن من أجل قساوتك وقلبك الغير التائب تذخر لنفسك غضباً فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة” (رومية 5:2) .
6- تاريخ معاملات الله فى الماضي تكذب ادعاء المستبيح – تذكر الطوفان وحريق سدوم وعمورة “لأنه إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء. ولم يشفق على العالم القديم بل إنما حفظ نوحاً ثامناً كارزاً للبر إذ جلب طوفاناً على عالم الفجار. وإذ رمد مدينتي سدوم وعمورة حكم عليهما بالانقلاب واضعاً عبرة للعتيدين أن يفجروا” (2بطرس2 :4-6) ، “لأن هذا يخفى عليهم بإرادتهم أن السماوات كانت منذ القديم والأرض بكلمة الله قائمة من الماء وبالماء. اللواتي بهن العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء فهلك. وأما السماوات والأرض الكائنة الآن فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار إلى يوم الدين وهلاك الناس الفجار. يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة يحفظ الأثمة إلى يوم الدين معاقبين. ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج تنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها” (2بطرس3 :5-10) .
7- قضاء الله على شعبه القديم دليل على قداسته التي تستدعى القضاء “أرسل الرب إله آبائهم إليهم عن يد رسله مبكراً ومرسلاً لأنه شفق على شعبه وعلى مسكنه. فكانوا يهزأون برسل الله ورذلوا كلامه وتهاونوا بأنبيائه حتى ثار غضب الرب على شعبه حتى لم يكن شفاء. فأصعد عليهم ملك الكلدانيين فقتل مختاريهم بالسيف في بيت مقدسهم ولم يشفق على فتى أو عذراء ولا على شيخ أو أشيب بل دفع الجميع ليده. وجميع آنية بيت الله الكبيرة والصغيرة وخزائن بيت الرب وخزائن الملك ورؤسائه أتى بها جميعاً إلى بابل. واحرقوا بيت الله وهدموا سور أورشليم واحرقوا جميع قصورها بالنار وأهلكوا جميع آنيتها الثمينة. وسبى الذين بقوا من السيف إلى بابل فكانوا له ولبنيه عبيداً إلى أن ملكت مملكة فارس. لإكمال كلام الرب بفم ارميا حتى استوفت الأرض سبوتها لأنها سبتت في كل أيام خرابها لإكمال سبعين سنة” (2أخبار36 :15-21) .
8- كلمات الرب يسوع الواضحة عن هلاك المستبيح “.. إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون” (لوقا 13 : 3 ، 5) .
9- السلام الوهمي الناتج من نظرية المستبيح لن يعفيه من الهلاك “يفاجئهم الهلاك بغتةً” (1تسالونيكي 5 :3).
10- النفس والجسد تهلك معا فى الجحيم وليس الجسد فقد الذي يتألم هنا كما يدعى المستبيح “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقـدرون أن يقـتلوها بل خافـوا بالحري من الذي يقـدر أن يهــلك النفـس والـجـسد كلــيهما في جهنم” (متي28:10)، “ويبرد لساني لأنى معذب في هذا اللهيب” (لوقا24:16).

How to earn the Idler and Christian inborn to the Kingdom – كيف نربح المهمل للملكوت

أولاً: المهمل

هذا الشخص يُعتبر أكثر النوعيات التي نتقابل معها. حيث عدم الاهتمام واللامبالاة بخصوص كل الأمور الروحية فهو مغموس فى عمله وبيته وحياته الخاصة أو مسراته وإشباع شهواته فتلك هي آفاقه، وهو لا يرغب غير ذلك فإن جاءته أفكار عن الله والخطية والموت والأبدية-لتخترق وعيه أحياناً- ويحاول أن يبعدها عن عقله بأسرع ما يستطيع ولكنه من الناحية الأخرى لا يقول أنه ينكر وجود الله أو أنه يتمرد عليه وفي الوقت نفسه تجده رتب كل حياته وكأن الله غير موجود فهو يغلق ذهنه وعينه تماماً أمام الأمور الروحية وشعاره لنفسه “استريحي وكلي واشربي وافرحي” (لوقا 12 :19) أو “لنأكل ونشرب لأننا غداً نموت” (1كور 15 :32) وبالتأكيد ينطبق عليه المكتوب “الذين نهايتهم الهلاك الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الأرضيات” (في 3 :19) فى هذه الحالة يجب أن نوقظ إحساسه بالاحتياج إلى المسيح كأننا مع رئيس النوتية نقول له كما قال ليونان “مالك نائما قم اصرخ إلى إلهك” (يونان 1 :6) .

كيف نتحدث معه:

إن عدم المبالاة غالباً ما يكون قناع لإخفاء حقيقة ما بداخله من الاضطراب وعدم الشعور بالسلام ولكنه يخدّر ضميره ويحاول أن يُظهر سعادته بضحكة مصطنعه، والعلاج من كلمة الله:

1- إيقاظ شعور الاحتياج:- هذا لا يتم بكلام الحكمة الإنسانية المقنع أو البراهين ولكن بكلمة الله التي هي كالسيف “لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته.وليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا” (عبرانين12:4-13) “وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله” (أفسس 6 :17) .

أ- الخطية وموقفه منها: وضح له انه ليس بار ولا واحد .. إذا فهو خاطئ ” ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معاً ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد .. لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله” (رومية 3 :10-12،23) وإن مقاييس الله فى الناموس لا يمكن للإنسان أن يحققها “إذا ناموسي قام يجربه قائلاً يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية. فقال له ما هو مكتوب في الناموس كيف تقرأ. فأجاب وقال تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك. فقال له بالصواب أجبت أفعل هذا فتحيا. وأما هو فإذ أراد أن يبرر نفسه قال ليسوع ومن هو قريبي” (لوقا 10 :25-29) لهذا أراد الناموسي أن يبرر نفسه عندما وجد نفسه أمام مطاليب الناموس، إنه بعدم حبه لله من كل القلب والنفس يكون أشر خاطي لأنه كسر أعظم وأول وصية “يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولي والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء” (متي 22 :36-40) وبهذا توضح للمهمل إنه خاطئ في نظر الله ولا يستطيع بذاته أن يبرر نفسه ويمكن استخدام “كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا” (اشعياء 6:53) ، “لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة زنى فسق قتل .. جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الإنسان” (مرقس7 :21-23) ، “..أنكم تموتون في خطاياكم لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم .. الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله” (يوحنا 8 :24 ،3 :36)

ب- الموت والدينونة التي تليه: يمكن استخدام هذه الآيات “..وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة” (عبرانين 9 :27) ، “لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم” (رومية 1 :18) ، “لأن أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا” (رومية 6 :23) ، “لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدماً للجميع إيماناً إذ أقامه من الأموات” (أعمال31:17) “ثم رأيت عرشاً عظيماً ابيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع. ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله وانفتحت أسفار وأنفتح سفر أخر هو سفر الحياة ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم وسلم البحر الأموات الذي فيه وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب أعماله. وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار هذا هو الموت الثاني. وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار” (رؤيا 20 :11-15) ويمكن الحديث معه عن المصير الأبدي للخاطئ كما ذكر فى الدرس 30. كن صادقاً فى المحبة إلى أن تقوده ليكون بين يدي الرب يسوع (أفسس 4 :15) ، فالجراح الماهر إذ يقول للمريض الق نظرة أخيرة على الجرح أو الدمل أو الورم ثم يقول له بعد ذلك ثبت نظرك عليَ وليس على الخراج حتى انتهى من أستأصله لذلك دع المهمل ينظر نظرة صادقة إلى حال كونه خاطئ وميت ثم هالك أبديا ليثبت نظره بعد ذلك والى الأبد على الجراح الماهر والمخلص العظيم الرب يسوع المسيح، الذي جال يصنع خيراً ويشفي (أعمال 38:10)

ج- خطورة الإهمال: يمكن استخدام “فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره قد ابتدأ الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من الذين سمعوا” (عبر 2 :3) ، “..كم عقاباً أشر تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنساً وازدرى بروح النعمة” (عبر 10 :28 ، 29)، “لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد” (يوحنا 3 : 17،18)، “..الكثير التوبخ المقسي عنقه بغتة يكسر ولا شفاء” (أمثال 1:29) .

2- ركز على المسيح: عندما تطمئن إن علامات اهتمامه بالأمور الروحية ظهرت عليه ركز ولتكن إشارتك باستمرار إلى الرب يسوع وذبيحته وبر الله فى خلاصه للخاطي “الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم” (1بطرس 24:2)، “لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه” (2كورنثوس 21:5) ، “وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا” (اشعياء 53 :5،6) ، “متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح. الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله. لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع” (رومية 3 :24- 26) ، “التفتوا إليَ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر” (اشعياء 45 :22) فكثيرا ما يكون الحديث عن محبة الله وصليب المسيح اكثر تأثيراً عليه من الحديث عن الدينونة.

3- قدم له معاني الإيمان: كما فى الدرس 34 و 35، كان جون فاسار وهو شاب من مدينة بوكبيس يحب الرب يسوع جداً ويحب النفوس أيضاً ويخاف عليها من الهلاك الأبدي ويرغب أن يوصل إليها بشارة الإنجيل الرائعة ولكنه أدرك بعد التجربة عدة مرات أنه لا يمتلك موهبة التبشير من على منابر الكنائس وتأكد أن الرب دعاه ليربح النفوس بالعمل الفردي في الأماكن البعيدة التي ليس فيها كنائس، وكان جون فاسار يطلق على نفسه لقب كلب الراعي وكان يقول أنا أتبع الراعي الصالح في سبيل إنقاذ الغنم التي ضلت وإرجاعها وسأذهب مع الراعي إلى القفار والتلال للبحث عن الخروف الضال ولكن هذا الاسم لم يعجب كثيرين حتى من المسيحيين، وسمعت سيدة أيرلندية شريرة عن جون فاسار ولقب كلب الراعي وقالت باستهزاء لو جاء إلىَ هذا الكلب فسأغلق الباب في وجهه ولن أرمي له حتى بقطعة من العظم ولما جاء الدور على منزلها وقرع فاسار على الباب فتحت الباب وشتمته وأغلقت الباب في وجهه لكنه جلس على عتبة الباب وأخذ يرنم ترنيمة تقول:

أن الإساءات الكثيرة التي تلحقني – لا توازي ولا قطرة من المحبة التي تغمرني

وها أنا يا ربي يسوع أصلب ذاتي – فآلامي أقوى من نيران الغيرة التي تلهبني 

وبعد أقل من أسبوعين كانت هذه السيدة تقف لتشهد في أحد الاجتماعات التبشيرية وفي وسط دموعها وقالت: أن المحبة التي غمرت قلب جون فاسار الذي في أتضاع شديد أطلق على نفسه لقب كلب الراعي هي التي قادتني للمسيح المصلوب والآن قد حصلت على الخلاص، لقد أيقظني الرب عن طريقه من إهمالي الشديد الذي عشت فيه عمري الماضي.

ثانياً: الوراثي

هو الذي يقول لك أنا مسيحي إذا فأنا مؤمن فلقد ورثت الإيمان وعُمدت فى الكنيسة ويستعجب من أنه يجب عليه أن يؤمن وهو مسيحي.كيف نتحدث معه: الولادة فى بيت مسيحي تهيئ تربه خصبة للإيمان المسيحي “إذ أتذكر الإيمان العديم الرياء الذي فيك الذي سكن أولا في جدتك لوئيس وأمك أفنيكى ولكنى موقن انه فيك أيضاً” (2تيموثاوس5:1) وأيضاً “وإنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع” (2تيموثاوس 3 :15) ولكن هذا لا يعنى إطلاقاً أن الإيمان المسيحي يورث، لذلك يهمنا أن نؤكد له الفرق بين الإيمان الحقيقي المثمر والإيمان الشيطاني والإيمان الميت “أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون. ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت” (يعقوب 2 :19-20) ، فالإيمان الحقيقي لا بد أن يكون إيمان عامل ولذلك لا بد من الولادة الجديدة التي هي اختبار فردى يتم بعد التوبة الحقيقية وينتج عنها التغيير الكامل فى الحياة “إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً” (2كورنثوس 5 :17) ولهذا “كل واحد منا سيعطى عن نفسه حساباً لله” (رومية 14 :12) ويمكن الرجوع لمعاني الإيمان فى الدرس 34 وكلها ليست وراثيه فالولادة الجديدة تتم بعد سماع كلمة الله وقبولها “مولودين ثانيةً لا من زرع يفني بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد” (1بطرس23:1).

2- the Evangelist – مادة الكارز

خامساً: المسيح المقام من الأموات هو المحرر

“الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا” (رومية 4 :25) والتبرير أسمى من غفران الخطايا ومعناه أن الله يراني بار وكأني لم افعل خطية واحدة من قبل وهذا التبرير يتحقق لي بالوجود فى المسيح “وأُوجد فيه وليس لي بري الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح البر الذي من الله بالإيمان” (فيلبي3 :9) ففي قيامة المسيح لا أحصل على التبرير فقط ولكن على قوة التحرير العملية من الخطية أيضاً كما يقول الرسول بولس فى (فيلبي3 :10) قوة قيامته وكذلك فى صلاته “مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين. وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته” (أفسس1 :18،19) فالرب يسوع الذي قام من الأموات له القوة على التحرير من الخطية “كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية – فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً” (يوحنا 8 : 36،34) قارن “أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته. عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية. لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية. فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضاً معه. عالمين أن المسيح بعدما أقيم من الأموات لا يموت أيضاً لا يسود عليه الموت بعد. لأن الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرة واحدة والحياة التي يحياها فيحياها لله. كذلك أنتم أيضاً احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا” (رومية 3:6-12) ، “والقادر أن يحفظكم غير عاثرين و يوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج” (يهوذا 24)، “فتقدم يسوع وكلمهم قائلا دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض” (متى 28 :18) أخبر من تحدثه بقدرة المسيح اللا محدودة على تكسير وتحطيم كل سلاسل وقيود العادات والإدمان والخطية. ذكره كيف أقام لعازر من الأموات وهو مكفن ولكن الرب قال “حلوه ودعوه يذهب” (يوحنا 44:11) فصار جالساً والطيب يفيح من البيت “وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه” (يوحنا 2:12) .
سادساً: يسوع هو الرب والمسيح
الرب معناها السيد والمسيح تعنى الممسوح ملك فأخبر كل من تحدثه عن وجوب أن يخضع لسلطان الرب السيد ويطيعه ويملك المسيح كملك متوج على حياته وفى كل تصرف “فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً” (أعمال 2 :36)، “الكلمة التي أرسلها إلى بني إسرائيل يبشر بالسلام بيسوع المسيح. هذا هو رب الكل” (أعمال 10 :36)، “لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت” (رومية 10 :9).
سابعاً: قدم تأكيد الخلاص لكل من يقبل
قدم تأكيد الخلاص لكل من يقبل “لتعطى شعبه معرفة الخلاص” (لوقا1: 77) ما أحلى أن نُعرّف من نتحدث معه عن يقينية الخلاص وضـمانات الله إلى كل من يؤمن كما قال الرب يسوع للتائبة فى (لوقا 7 :50) “إيمانك قد خلصك اذهبي بسلام ” أرجو أن تتذكر “الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله” (يوحنا 3 :36) ، “الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة” (يوحنا 5 :24) ، “فقال لها ثقي يا ابنة إيمانك قد شفاك اذهبي بسلام” (لوقا 8 :48) ، “ثم قال له قم وامض إيمانك خلصك” (لوقا 17 :19) ، “من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن” (مرقس16:16) ، ” لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد. لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها” (أفسس 8:2-10).
و هذه تشبيهات يستخدمها الكتاب لتؤكد أن الله يغفر الخطايا ولا يعود يذكرها (أش 43 :25):
1- الغسل من القذارة: “الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه” (رؤيا1 :5).
2- التطهير من الأوبئة والنجاسة: “دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية” (1يوحنا 1 :7 ).
3- الإبعاد اللا نهائي: “كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا” (مزمور 103: 12).
4-الاختفاء التام: “قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك” (أشعياء44 :22)
5-عدم إمكانية عودتها: “..وتطرح فى أعماق البحر جميع خطاياهم” (ميخا19:7)
6-التحطيم والإفناء: “يعود يرحمنا يدوس آثامنا” ( ميخا 7 :19 ) .
7-عدم إمكانية رؤيتها: “..طرحت وراء ظهرك كل خطاياي” (إشعياء 17:38) وفى حالة قبول من تحدثه لكلمة الله لا تنسى أبدا أن ترفع الصنارة أو تشد الشبكة بمعنى الصلاة مع من يعلنون قبولهم للإنجيل من جهة خلاص نفوسهم وبعد الصلاة معهم التي يمكن أن تساعدهم عليها أو حتى أحيانا تقترح عليهم المعاني التي يصلوها أو أن يرددوا خلفك هذا الصلاة التي فيها إعلان عن الإيمان والرجوع وقبول الرب ثم بعد الصلاة لا تنسى أن تقدم لهم النصائح الهامة.
ثامناً: نصائح هامة لمن قبل الرب يسوع
1- الاهتمام بوسائط النعمة: الصلاة – الكتاب المقدس – الارتباط بالكنيسة – ترك ما يتعلق بالماضي – الشهادة للمسيح والخدمة.
2- شجع المبتدئ حديثاً أن يعترف بالفم أمام الآخرين “آمنت لذلك تكلمت” (مزمور116 :10) ، (2كورنثوس13:4) إما بالشهادة أو بالصلاة فاعتراف الفم يسبق إيمان القلب “إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت” (رومية 10 :9) ، “فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف أنا أيضاً به قدام أبى الذي في السماوات” (متي 32:10) .
3- قدم له التوجيهات اللازمة فى كيفية السلوك فى الحياة المسيحية مثل الموعظة على الجبل (متي 5 :7) وثلاث بوابات للسلوك المسيحي “كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق، كل الأشياء تحل لي لكن لا يتسلط علي شيء” (1 كورنثوس 12:6) ، “كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء تبني” (1 كورنثوس 23:10) .
4- شجعه على العطاء لأجل عمل الله والإنجيل فكلام الرب لشعبه القديم “هاتوا جميع العشور إلى الخزانة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا افتح لكم كوى السموات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع” (ملاخي 3 :10) “هذا وإن من يزرع بالشح فبالشح أيضاً يحصد. ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضاً يحصد. كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار. لأن المعطي المسرور يحبه الله. والله قادر أن يزيدكم كل نعمة لكي تكونوا ولكم كل اكتفاء كل حين فى كل شئ تزدادون فى كل عمل صالح” (2كورنثوس 9 :6-8 ) .
5- عرّف من قبل خلاص المسيح انه لم يصير معصوم من الخطية بعد الإيمان فالطبيعة القديمة مازالت موجودة فينا “.. إن قلنا انه ليس لنا خطية نضل أنفسنا و ليس الحق فينا .. إن قلنا إننا لم نخطئ نجعله كاذبا و كلمته ليست فينا” (1يوحنا 1: 8،10)، ” يا أولادي اكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار .. إن قلنا أننا لم نخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا” (1يوحنا 2: 1،2) وإن سقط في خطية فعلّيه أن يقوم سريعاً “لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي” (ميخا 8:7) ، “لأن الصديق يسقط سبع مرات ويقوم أما الأشرار فيعثرون بالشر” (أمثال 16:24) .
6- أخبره انه صار عضو حي فى جسد المسيح وكل أعضاء المسيح تعمل فكل مؤمن حتى ولو كان حديث الإيمان يمكنه أن يخدم الرب حسب الموهبة التي أعطيت له ولا يوجد مؤمن واحد بدون موهبة “.. نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضا لبعض كل واحد للآخر. ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا ..” (رومية 12: 5)، (أفسس 4 :9-16) ، (1كورنثوس 12)، وساعده على اكتشاف موهبته وخدمة الرب “ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله وان كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شيء” (1بطرس 4: 10-11).
7- صارحه بحقيقة الحرب الروحية ضد إبليس والعالم والجسد وعرفه إنه صار جندي صالح ليسوع المسيح “فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح” (2تيموثاوس 2 :3) لذلك عليه أن يلبس سلاح الله الكامل “البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس” (أفسس 6: 10).

the Evangelist -1 – مادة الكارز

نبدأ من هذا الدرس الحديث عن: كيف نربح الذين يدركون حاجتهم للرب يسوع ويرغبون فى قبوله وهذه العينة كأنها سمكة تلقى بنفسها فى شبكة أو صنارة رابح النفوس (لوقا 10:5) وعلى رابح النفوس أن يتعلم ما هو المطلوب أن يقوله ويوصله ولا يكون كالطبيب الفاشل الذي لا يعرف أن يشّخص المرض فيصرف للمريض كل الأدوية ويطلب منه كل التحاليل والأشعات على مبدأ أنه إن لم يصلح دواء يصلح الآخر أما الطبيب المتدرب الماهر فيشّخص المرض وبالتالي يحدد العلاج لذلك أدعوك وأنت تدرس هذه الدروس أن تضع خطاً فى كتابك المقدس تحت كل آية نذكرها وحاول أن تحفظها غيبا متذكراً أن كلمة الله هي طُعم صنارة رابح النفوس مع ملاحظة أن هذه الدروس وضُعت لك لتدرسها كرابح للنفوس وتخرج منها ما يلزم فربما يحتاج الشخص آية واحدة من عشرات الآيات التي نذكرها الآن :

أولاً : نحن جميعاً نعمل الخطية لأننا خطاة
تذكر إننا جميعاً خُطاةً ليس لأننا نعمل الخطية فقط ولكن نحن نعمل الخطية لأننا خُطاة، إن الإنسان مولود بالخطية ولهذا يفعل الخطية “هأنذا بالإثم صُورت وبالخطية حبلت بي أمي” (مزمور 5:51) ، “وزاغ الأشرار من الرحم ضلوا من البطن متكلمين كذباً” (مزمور 3:58) ، “من البطن سُميت عاصياً” (إشعياء 8:48) ، “المولود من الجسد جسد هو” (يوحنا 6:3) ، “من أجل ذلك كأن بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا أجتاز الموت إلى جميع الناس إذ اخطأ الجميع” (رومية 12:5) ، “الذين نحن أيضاً جميعاً تصرفنا قبلاً بينهم فى شهوات جسدنا عاملين مشيئة الجسد والأفكار وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً” (أفسس 3:2) ، “أما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفرا -الحمار الوحشي- يولد الإنسان” (أيوب 12:11) ، “قال الجاهل في قلبه ليس إله فسدوا ورجسوا بأفعالهم ليس من يعمل صلاحاً .. الكل قد زاغوا معاً فسدوا ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد” (مزمور1:14-3) ، انظر (مزمور 1:53-3، اشعياء 6:53، رومية3، أشعياء 5،6، مزمور 21:7-23) ونتيجة للخطية صار الإنسان ميت فى نظر الله “.. لأن نهاية تلك الأمور هي الموت” (رومية 21:6).
أ – أدبيــاً: ” .. لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد” (لوقا 32:15) ، “وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا. التي سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء .. ” (أفسس1:2،2).
ب- جسدياً: “بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها لأنك تراب وإلى تراب تعود” (تكوين 19:3) ، “لأنه كما إن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمال ميت” (يعقوب 26:2).
ج- أبدياً: “طرح الموت والهاوية في بحيرة النار هذا هو الموت الثاني .. أما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني” (رؤيا 14:20 ،8:21).
ثانياً: فشل الإنسان من جهة إصلاح نفسه من الخطية
كل إنسان فاشل تماما من جهة إصلاح أو علاج أو إقامة نفسه من الخطية حتى ولو افترضنا فيه النية الحسنة، ولنذكر له دائماً “لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذاً مات بلا سبب” (غلاطية 21:1) فالابن الذي كان ضالاً لم يستطع أن يُصلح نفسه أو يشبع إلا بعد رجوعه إلى الأب والإنسان النازل من أورشليم إلى أريحا (لوقا25:10-37 ) (رومية 17:7-25) ، وكل ما نعمله بدون المسيح لإرضاء الله لا يُرضيه (إشعياء 10:1-17، 4:66 ، 6:59 ، 6:64 ) (متى 9-13:12) فالإنسان الخاطئ يحتاج بعمل المسيح لتغيير كامل وليس إصلاح “إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً” (2كورنثوس 17:5) ، “قلباً نقيا اخلق في يا الله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي” (مزمور 10:51) .
ثالثاً:العلاج في المسيح المصلوب
ظل د.ل.مودى طوال حياته يشعر بالندم لأنه قبل حريق شيكاغو الشهير وعظ عن الخطية وآثارها ودينونتها وقال لآلاف الحاضرين يوم الأحد القادم سأتحدث عن علاج الخطية فى صليب الرب يسوع. ولكن قبل أن يأتي يوم الأحد حدث الحريق الشهير ومات الآلاف دون أن يعرفوا الطريق الوحيد للخلاص من الخطية ألا وهو الإيمان بالبديل المصلوب، لهذا ليكن الصليب محور حديثك دائما فبدون الصليب كأنك تقدم للنفوس إله منزوع القوه للخلاص “لأن كلمه الصليب عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهي قوه الله” ( 1كورنثوس18:1) . فلقد مات المسيح حاملا كل خطايانا ودينونتنا وقال قد اُكمل وفى عمله “الرحمة والحق التقيا .. البر والسلام تلاثما” (مزمور 10:85) فلو كان الله رحمنا بدون الصليب لكان اظهر محبته ولكنه سيكون غير عادل بل وكاسر لقوانينه التي وضعها هو نفسه “.. لأن نهاية تلك الأمور هي الموت” (رومية 21:6) ، “وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت” (تكوين 17:2) ، أما إذا ألقى بنا فى الجحيم سيكون عادلاً ولكن أين محبته فى هذه الحالة إذ أن الله محبة “ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة” (1يوحنا 8:4) فالصليب أظهر محبة الله كما هو مكتوب هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد (يوحنا 16:3) وأظهر عدل الله إذ اقتص العدل كل دينونتنا من المسيح فى الصليب “المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا” (غلاطية 13:3) ، “الله جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه” (2كورنثوس 21:5) ولقد تألم المسيح على الصليب:
أ – آلام جسدية
ب- آلام نفسية 
ج- آلام كفارية: ومعنى الآلام الكفارية انه كالإنسان الإلهي احتمل فى جسده كل العذابات التي كنا سنحتملها نحن “فالرب وضع عليه إثم جميعنا” (إشعياء 6:53) لذلك صرخ “إلهي إلهي لماذا تركتني” (مزمور1:22) . احترق مثل ملايين الذبائح التي كانت تُحرق “صار قلبي كالشمع قد ذاب فى وسط أمعائي” (مزمور 14:22) ، ونراه يصرخ وهو يحتمل لهيب جحيمنا قائلاً “لويتُ انحنيت إلى الغاية اليوم كله ذهبت حزينا لأن خاصرتي امتلأتا احتراقا وليست فى جسدي صحة” (مزمور 6:38) ، “من العلاء أرسل ناراً إلى عظامي فسرت فيها” (مراثي 13:1) ، “أحشائي غلت” (مراثي 20:1) نعم إن الله فى عدله “الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين” (رومية 32:8 ) ،هكذا رأينا محبة الله وعدله “ليكون بارا (عادلا) ويبرر من هو من الإيمان بيسوع” (رومية 26:3) .
ومن المهم أخي الدارس أن تعرف شروط الفادى ولماذا حتمية الصليب؟ لأن الصليب هو قوة الله للخلاص (1كورنثوس 18:1).
بعد عظه في إستاد كبير للمبشر الشهير بلي جراهام وجه الدعوة للحاضرين لقبول المسيح فلم يتقدم لطلب الخلاص وقبول المسيح إلا عدد قليل مما جعل بلي جرهام يدخل مخدعه في بكاء شديد لماذا يارب لم اربح نفوس في هذه الليلة؟ وبينما هو في هذه الحاله دخل إليه أحد شيوخ الكنيسة الذين يساعدوه ويصلون لأجله قال له لا تحزن يا خادم الرب ولكن تذكر إنك اليوم تحدثت عن الخطية ودينونتها ولم تتحدث مطلقا عن المصلوب ولا الصليب مع أن الصليب هو قوه الله للخلاص (1كورنثوس 18:1) وهو الطريق للسماء فكيف كانت النفوس ستخلص دون الصليب؟ وكتب بلي جراهام هذا في كثير من كتبه ينصح كل رابح نفوس أن لا يهمل ذكر الصليب والمصلوب في كل خدمه من خدماته أو حتى فى العمل الفردي ففي الصليب تلاقت كل صفات الله:
1-صدق الله: “أتظن أنى لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة” (متى 53:26) ، “فقال لهما أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا و يدخل إلى مجده. ثم أبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب” (لوقا 24: 25-27) لو لم يصلب المسيح فكأن الله غير صادق في مئات النبوات والرموز في العهد القديم عن صلب المسيح.
2- عدل الله: “الرحمة والحق التقيا البر والسلام تلاثما” (مزمور10:85) ، “لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع” (روميه 26:3) بدون المسيح الله غير عادل وغير بار.
3- محبه الله: 
الآب :
“لأنه هكذا أحب الله العالم ..” (يوحنا16:3) ، “الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء” (رومية 32:8) ، “ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة 0 بهذا أُظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا و أرسل أبنه كفارة لخطايانا” (1يوحنا4: 8-10).
الابن:
“أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها” (أفسس 25:5) ، ” .. إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم أحبهم إلى المنتهى” (يوحنا1:13) .
الروح القدس:
“فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي” (عبرانين14:9) ، “والرجاء لا يخزي لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا” (رومية 5:5) ظهرت المحبة الأزلية في الصليب.
4- قداسه الله: “وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض. فاهتزت أساسات العتب من صوت الصارخ وامتلأ البيت دخانا” (اش 6: 3-4)، “إلهي إلهي لماذا تركتني بعيدا عن خلاصي عن كلام زفيري وأنت القدوس الجالس بين تسبيحات إسرائيل” (مزمور 22: 1- 3)، “لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس” (لوقا49:1) أن الله لم يبذل المسيح لكان غير قدوس.
5- مجد الله: “فلما خرج قال يسوع الآن تمجد ابن الإنسان وتمجد الله فيه” (يوحنا31:13) ، “أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب اعتز مستهلكي أعدائي ظلماً حينئذ رددت الذي لم أخطفه” (مزمور4:69) لان مجد الله أهين بالخطية “لماذا أهان الشرير الله لماذا قال في قلبه لا تطالب” (مزمور13:10) والمسيح بعمله رد المجد.
6- حكمة الله: “وأما للمدعوين يهوداً ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله” (1كورنثوس24:1) ، “بل نتكلم بحكمة الله في سر الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا. التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد. بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه. فأعلنه الله لنا نحن بروحه لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله” (1كورنثوس 2: 7-10) كان الصليب يستوجب كل حكمة الله.
7- قوه الله: “فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله” (1كورنثوس18:1) الصليب والإيمان بالمصلوب يغير أقسى القلوب العاصية.
رابعاً: الإيمان هو الوسيلة للتمتع بفداء المسيح
واليك اثني عشر معنى للأيمان :-
1- النظر: “التفتوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر” (إشعياء 22:45) ينظر الطفل إلى والديه نظرة واثقة ثقة مطلقة منتظراً تسديد كل أعوازه وينظر إنسان إلى صديقه الذي وعده بتسديد دينه ولكن النظر للمسيح أسمى من ذلك بكثير فهو يعطي الخلاص.
2- الطلب: “اطلبوا الرب مادام يوجد” (اشعياء 6:55) وهنا مسئولية الإنسان فى طلب الرب من منطلق إرادته.
3- الدعاء: “لأن كل من يدعو باسم الرب يخلُص” (رومية 13:10) .كطفل ينادى والديه، وغريق يصرخ لمن ينقذه .. لماذا يصرخ؟ لأنه لا يستطيع أن يخلّص نفسه ولا بد لآخر إن يخلّصه.
4- المجيء للرب: “تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. لأن نيري هين وحملي خفيف” ( متي28:11-30) فالإيمان يعنى التحرك بالقلب تجاه المسيح ومرة أخرى نرى حتمية الإرادة فالطفل يرتمي فى أحضان أمه بثقة إذ تدعوه، “فمن ثم يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم” (عبرانين 25:7) ، “وأرسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين تعالوا لأن كل شيء قد أعد” (لوقا 17:14 ) .
5- التذوق: “ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب” (مزمور 8:34) هذا يعنى أن يشارك الخاطئ فى الإحساس بحلاوة المسيح فلا فائدة أو قيمة للطعام دون تذوقه وأكله.
6- الأخـذ: “من يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً” (رؤيا 17:22) يشبه هذا بحفل الزواج فبعد قبول العروس وموافقتها على الارتباط بالعريس يتم الزفاف وفي حفل الزفاف تلبس الخاتم في يديها الذي هو دليل على قبولها الزواج من هذا الرجل فهل تقبل المسيح كماء الحياة ليأخذك إليه قريباً؟.
7- التعرف: “وتعرّف به واسلم” (أيوب 21:22) نحن نتعرف على الناس بأن نقدم بعضنا بعضاً لهم فالمسيح يقدم نفسه لتعرفه فهل تقبل أن تتعرف عليه معرفة شخصية؟.
8- القبول: “أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد لله” (يوحنا 12:1) هل يستطيع إنسان مقطوع الذراعين أن يتسلم عطية ؟ نعم بأن يقبلها ويشكر عليها دون أن تلمسها يداه، ولكن الله أعطانا فم نعترف به وقلب نؤمن به “لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص” (روميه10:10) .
9-الخضوع: “فأخضعوا لله” (يعقوب 7:4) الخضوع معناه طاعة وقبول شخص لسلطان آخر، الله يطلب منا طاعة غير مشروطة له.
10-التسليم: “لهذا السبب أحتمل هذه الأمور أيضاً لكنني لست أخجل لأنني عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم” (2تيموثاوس 12:1) ، “سلم للرب طريقك واتكل عليه وهو يُجرى” (مزمور 5:37) إن المريض يسلم نفسه للطبيب حتى أثناء التخدير والعملية وهو يثق فى عنايته، ألا نثق نحن في طبيبنا الأعظم؟!.
11-التصديق: ” آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك” (أعمال 31:16) الإيمان ليس هو الثمن ولكنه الوسيلة التي أقبل بها الرب يسوع وعمله الفدائي لأجلي إذ أصدق الله (روميه 4:3)، (عبرانيين 18:6) .
12-الثقـة: “هوذا الله خلاصي فأطمئن” (إشعياء 2:12) إن الملايين يثقون ويطمئنون فى أن يضعوا أموالهم فى البنوك ومن يجلس على كرسي يثق بقدرة الكرسي على حمله وهكذا يثق الطفل أن يقفز من أعلى إلى حيث أحضان أبوه .. وهل تثق يا عزيزي فى المسيح .. في عام 1859 وقف الفرنسي الشهير بلوندون على خيط من السلك يعبر به شلالات نياجرا وقال للجماهير هل تؤمنون بقدرتي على العبور على هذا السلك فأجابوا بهتاف نعم، فقال من يأتي لأحمله على كتفي وأعبر به، الكل خاف ورفض إلا شخص واحد وثق في بلوندون فعبر به من فوق السلك فوق شلالات نياجرا ونحن علينا أن نؤمن قلبيا ونرتمي على الرب فيعبر بنا بحر الدينونة، دعونا نثق بالرب ليعبر بنا لاشلالات نياجرا بل لينقذنا من البحيرة المتقدة بالنار والكبريت..

2- How to start dialogue as a individual work – كيفية بداية الحديث في العمل الفردي

تحدثنا في الدرس السابق عن الطريقة المباشرة والغير مباشرة في بداية الحديث في العمل الفردي وفي هذا الدرس نتحدث عن الطريقة الثالثة وهي الطريقة الإعتدالية، وهى طريقة وسطى تجمع بين الطريقتين السابقتين فهي مثل الطريقة المباشرة من حيث السرعة عندما يكن الوقت المتاح لك للحديث مع الشخص ضيق (ربما فى المواصلات أو الشارع أو السوق أو المستشفى .. الخ) ومثل الطريقة الغير مباشرة فى إنك لا تبدأ بأسئلة روحية صريحة مع النفس التي تتحدث معها ولكن سريعاً ما تصنع كوبري من المحبة المسيحية والصداقة مستخدماً أى موضوع من مواضيع الحياة مثل وباء منتشر أو كارثة طبيعية أو الجنائز أو أبحاث علمية وما هو رأى الكتاب المقدس فيها أو رأى الدين فى مواضيع الساعة وسريعا تصنع الكوبري الروحي وبعدها تتحدث مباشرة عن الهدف ألا وهو عمل المسيح وفى هذا الشق الثاني نجد إنها تشبه الطريقة الغير مباشرة ويمكن أن تتم هذه الطريقة بان تعطى للشخص الذي تتحدث إليه نبذه أو كتيب أو شريط كاسيت مسجل عليه ترنيم أو وعظ ومنها تصل للهدف إذ نسأله عن رأيه ونبدأ الحديث.

أهمية النبذ في ربح النفوس: 
قرأ هيدسون تايلور نبذة في مكتبة أبيه وكانت تتكلم عن عمل المسيح الكامل غيرته ليصير أعظم مرسل للصين في العصر الحديث ونبذة أخرى كتبها لوثر فقرأها يوحنا بنيان فخلص وصار أشهر كاتب مسيحي إذ كتب أشهر كتاب مسيحي بعد الكتاب المقدس وهو كتاب سياحة المسيحي وكان بعض المسيحيين من صيادي الإوز في شمال أوروبا يثبتون النبذ المسيحية في أرجل الإوز الذي يصطادونه ويطلقوه ليطير إلى الإسكيمو وكم من نفس في الإسكيمو اصطادت إوزة وقرأت النبذة المثبتة في رجلها فاصطادتها الإوزة للمسيح من خلال كلمة الله التي في النبذة. ليت الرب يعيد العادة الجليلة التي كانت تميز أغلب المسيحيين في الماضي أي توزيع النبذ.
الطريقة الأعتدالية: 
وأبدع مثال لهذه الطريقة الاعتدالية هو حديث فيلبس المبشر مع الخصي الحبشي في (أعمال 8: 26- 40).
اقترب إليه فيلبس: دون تفاخر بعلم أو ازدراء بالخصي لجهله ودون إهماله لأهمية الفرد مثل الجماعة لقد كان فيلبس راجع من نهضة روحية يتكلم فيها لآلاف ولكنه لم يحتقر أن يقوده الروح القدس لترك الجماهير والحديث مع فرد “فقال الروح لفيلبس تقدم ورافق هذه المركبة” (أعمال 8: 29).2
كان غيورا فى أن ينفذ مشورة الله: لذلك ركض ولم يضيع الوقت وتمسك بالفرصة التي أتاحها الروح القدس بكل حماس “فبادر إليه فيلبس .. ” (أعمال 8: 30).
لم يعظ مباشرة بل سأله: ” .. ألعلك تفهم ما أنت تقرأ” (أعمال 30:8) وهذا ما أسميناه بالكوبري لإظهار اللطف المسيحي لذلك سمينا هذه الطريقة بأنها اعتداليه فهو لم يضع الوقت ولكنه لم يبدأ بالحديث عن الرب قبل أن يسأله الخصي، مع العلم أن فيلبس كان يمكنه أن يعظه مباشرة من سفر اشعياء كله.
جلس معه: “وطلب إلى فيلبس أن يصعد ويجلس معه” (أعمال 8: 31) أي أنه وضع نفسه فى مكانه كما لبس هدسون تيلور المرسل إلى الصينيين ملابسهم القومية ليقترب منهم. ويقول ت0ر0تورى يفضل أن تجلس بجوار من تتحدث معه فى العمل الفردي وليس أن تجلس أمامه وكأنك المدرس وهو التلميذ وقال آخر يفضل أن لا تضع يدك على كتفه لئلا يشعر وكأنك تشعر في داخلك بالعظمة وانه طفل وبالتالي لا يصح أن تتحدث إليه وأنت جالس وهو واقف.
لم يستخدم اختباراته: فى السامرة ولكنه استخدم المكتوب وبشره بيسوع “ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع” (أعمال 8: 35) وهذا هو الهدف.
تمم الخدمة معه: بعد أن استنار وآمن أن المسيح هو ابن الله عمده “وفيما هما سائران في الطريق أقبلا على ماء فقال الخصي هوذا ماء ماذا يمنع أن اعتمد فقال فيلبس إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز فأجاب وقال أنا أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله. فأمر أن تقف المركبة فنزلا كلاهما إلي الماء فيلبس والخصي فعمده” (أعمال 8: 36-38).
أستودعه للكتاب المقدس والروح القدس: بعد أن أنهى عمله معه ابتعد عن طريق هذا المؤمن الحديث “والآن أستودعكم يا إخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثاً مع جميع المقدسين” (أعمال 32:20) ، “لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم .. بعد قليل لا تبصرونني ثم بعد قليل أيضاً ترونني لأني ذاهب إلى الآب” (يوحنا 7:16، 16) ، “خطف روح الرب فيلبس فلم يبصره الخصي أيضاً وذهب فى طريقه فرحاً” (أعمال 39:8) لكي يتعلق الخصي برب فيلبس وليس بفيلبس ذاته لهذا ذهب الوزير فى طريقه فرحاً رغم أنه لم يعد يبصر فيلبس.
ثالثاً: في طرق البداية الثلاثة ما أن تبدأ الحديث اجتهد أن تكتشف حالة الشخص الذي تتحدث إليه
فالتشخيص بالنسبة للطبيب أهم شئ وبذلك يمكنك معرفة نوعية الشخص الذي تتحدث معه بالأسئلة مع ملاحظة أن الإجابة باللسان ليست دائما ما تكون الصادقة إما للجهل أو الخجل أو التضليل ولكن فى كل الأحوال ستعطيك الإجابة نور عن حالة الشخص.
بمراقبة الوجه: فوجه الإنسان كثيراً ما يعلن ما تخفيه الكلمات مهما كان هذا الإنسان غامض (mask face) وهذا لا يتعارض أبداً مع “لا تدينوا لكي لا تدانوا” (متى 7: 1) ولكنه يتفق مع “احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم ” (متى 7: 15،16) فالغرض ليس أن أدينه بل بالعكس أساعده عندما أعرف حالته لأقدم له العلاج من خلال كلمة الله.
بملاحظة الصوت والتصرفات: فهي أكثر إعلاناً من الكلمات لاحظ إجابات الشاب الغنى فى (متى 19-22:16) فمثلاً إن غضب أحدهم من أسئلتك فهذا دليل على أنه في مرارة الخطية وتعب الضمير ويحاول خداعك أو الهروب.
إرشاد الروح القدس هو أهم كل شيء: فإن تدربنا أن نعتمد على صوت الروح القدس فى داخلنا فلا شك إنه ينير عقولنا ويكشف لنا شخصية من أمامنا ويرشدنا إلى الفصل الكتابي أو ربما الآية أو حتى الكلمة أو ربما الصمت الذي يتناسب مع هذه الحالة.
رابعاً: عندما تعرف حالة الشخص فلتسرع إلى قيادته للمسيح
وهذا ما سنناقشه فى الدروس القادمة.
خامساً: عندما تقود النفس للمسيح
يجب أن تشد الصنارة بمعنى أن تصلى معه ليعلن قبوله للمسيح.
سادساً: اكشف له من الكتاب بركات غفران الخطايا
“له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا (أعمال 43:10)، ” الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله .. الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلي الحياة” (يوحنا 36:3، 24:5).
سابعاً : قدم له وسائط النعمة الخمسة وتابع من ربحتهم
الصلاة: “فقال له الرب قم واذهب إلى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلاً طرسوسياً اسمه شاول لأنه هوذا يصلي” (أعمال 9: 11)
قراءة الكتاب المقدس: “وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به” (1بطرس 2: 2).
الارتباط بالكنيسة التي ينتمي إليها: “كانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات” (أعمال2: 42) “غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضاً وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب” (عبرانين 10: 25).ملاحظة : يجب أن لا يكون هدفي في العمل الفردي ضم هذا الإنسان إلي الكنيسة التي أنتمي إليها بل هدفي أن يقبل المسيح وبعد ذلك يعبد الله حسب النور والمكان الذي يقنعه به الرب.
ترك ما يتعلق بالماضي: تركت المرأة جرتها “فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس” (يوحنا 4: 28)
الشهادة للمسيح وربح آخرين: “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر آمين” (متى 28: 19-20) وينصح بمتابعة الشخص الذي ربحته للمسيح قبل مرور 48 ساعة لوقايته فى فترة الحضانة من هجوم إبليس “والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا” ( لوقا 12:8) .
ذكرنا أن الدكتور ترمبل من أشهر من قاموا بالعمل الفردي خلال القرن التاسع عشر وكيف أنه بنعمة الرب ربح أكثر من 10 آلاف نفس للمسيح خلال 50 عام بالعمل الفردي وأنه قال أن الوصول إلي شخص واحد في وقت واحد هو أفضل طريقة لربح العالم كله فى الوقت المناسب ولكن هل تعلم صديقي القارئ .. صديقتي القارئة كيف تقابل ترمبل مع المسيح؟، يحكي هو ذلك في أحد كتاباته فلقد كان له صديق شاب وكان صديق ترمبل مسيحي حقيقي فأرسل إليه الخطاب يدعوه فيه إلي تسليم حياته للمسيح فسخر ترمبل من خطاب في بادئ الأمر وكان في ذلك الوقت يعمل موظفاً في السكك الحديدية في أمريكا على أنه لم ينس أن يقول في جنازة صديقه هذا: “أني مدين أمام الله بكل شئ أتمتع به في هذه الحياة وفي السماء أيضاً لصديقي المخلص الذي في حبه لي جاهد معي حتى ربحني للمسيح من خلال الخطاب الذي أرسله ليَ.
صديقي القارئ العزيز .. صديقتي القارئة الفاضلة
لا تتوانى من أن ترسل الآن خطاب أو نبذة تبشيرية لكل من تعرفهم لتدعوهم فيها أن يعطوا حياتهم للرب يسوع بالكامل وثق أن النتائج ستكون عظيمة.

How to start dialogue as a individual work -1 – كيفية بداية الحديث في العمل الفردي

قرأت قصة طريفة عن مؤمن حقيقي يمتلك صالون حلاقة ووضع فى قلبه أن يتحدث عن المسيح وخلاصه وعن الأبدية مع أي شخص يأتي إلى الصالون ليحلق شعره وجهز الكتب والنبذ ووضعها على كرسي بجوار كرسي الحلاقة ولكنه كان يتردد ولا يعرف كيف يبدأ الحديث وهكذا قارب اليوم أن ينتهي دون أن يتحدث مع أحد، وأخيراً قرر أن يتحدث مع أول رجل سيدخل الصالون الآن لأنها كانت آخر فرصة وسيغلق الصالون بعدها ـ فدخل رجل طلب من صاحب الصالون أن يحلق له شعره ولحيته وبعدما وضع المؤمن الصابون على لحية الرجل وكان قص نصف شعر رأسه، أخذ المؤمن يحد الموس الكبير فى جلده كانت فى الصالون وقال للرجل بصوت عالي مرتعش: هل أنت مستعد للموت ؟.. فظن الرجل أن صاحب الصالون سيقتله فهرب دون أن يكمل قص شعره .. بالطبع هذه القصة الطريفة تظهر لنا أن هذا المؤمن لم يبدأ الحديث بطريقة مناسبة وتؤكد أهمية بداية الحديث. ولأننا نعلم أنه لا يوجد شخصان متشابهان تماماً فى كل شئ لذا على رابح النفوس أن يدرس فى ضوء كلمة الله وبالصلاة أفضل الطرق التي تجعل النفوس تقبل المسيح وكما قال الرسول بولس: “ليس أننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئا كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهدٍ جديدٍ. لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي” (2كورنثوس 5:3-6) ولكن كيف تبدأ

1- أن تجد الشخص الذي تتحدث إليه:
ويمكن أن تلتقي به بعد الاجتماعات الروحية “.. ثم حضر أيضاً إلى الهيكل ..” (يوحنا 8) أو فى البيوت “كيف لم أؤخر شيئا من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهراً وفي كل بيت” (أعمال 20:20) ، “ارجع إلى بيتك وحدث بكم صنع الله بك” ( لوقا 39:8 ) أو فى الشوارع والأسواق “كان يكلم في المجمع اليهود المتعبدين والذين يصادفونه في السوق كل يوم” (أعمال 17:17) أو في المواصلات “فقال الروح لفيلبس تقدم ورافق هذه المركبة فأمر أن تقف المركبة فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمده” (أعمال 8: 29، 38 ) أو فى مكان العمل “وفيما هو مجتاز رأى لاوي بن حلفى جالساً عند مكان الجباية فقال له اتبعني فقام وتبعه” (مرقس 14:2) أو حتى فى السجن ( رسالة فليمون ).
2-إن وجدت الشخص تحدث معه وهناك على الأقل ثلاث طرق للبداية: 
أولاً : الطريقة المباشرة
سمع أحد المؤمنين صوت الروح القدس في داخله يدعوه ليكلم شخصاً عن المسيح بالطريقة المباشرة وعندما تقابل معه في الشارع قال له: يا أخ فلان أشعر بدافع قوي أن أسألك ما هو موقفك الشخصي من الرب يسوع؟ فأجابه الرجل: أني أشكرك على هذا السؤال فمنذ 20 عاماً وأنا في انتظار أحد يسألني هذا السؤال وأرغب أن أتقابل شخصياً مع المسيح ولا أعرف كيف وأخجل أن أسأل أحد فهل تأتي معي إلي البيت لتحدثني وأسرتي عن المسيح؟، وذهب معه وربحه وأسرته للرب يسوع وتحقق الوعد لهذا الرجل آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك (أعمال31:16) .
والطريقة المباشرة هي أن أسال الشخص أسئلة مباشرة تتعلق بقبوله المسيح مثل:
1 – هل حصلت على الحياة الأبدية ؟
2 – هل تمتعت بالولادة الجديدة ؟
3 – هل حصلت على السلام الأبدي بعد نهاية الحياة؟
4 – هل سلمت حياتك وكل شئ للمسيح؟
5 – هل تمتعت بفداء المسيح؟
6 – هل لك ثقة أن لك مكان فى السماء ؟
7 – عندما يأتي المسيح ثانية هل ستخطف إليه مع الكنيسة؟ وأوضح صورة لهذه الطريقة المباشرة حديث الرب مع نيقوديموس فى (يوحنا3):
1- لقد تقابل معه: “كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيس لليهود هذا جاء إلى يسوع ليلاً وقال له يا معلم نعلم انك قد أتيت من الله معلما لان ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه” (يوحنا3: 1-2).
2- قال له مباشرة: ” إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله” (يوحنا 3:3) .
3- وضح له أن الولادة بالماء الذي يشير إلى كلمة الله: لقد كان نيقوديموس رئيس لليهود وهو يعلم من العهد القديم أن الماء إشارة إلى كلمة الله “لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلىّ هناك بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعا للزارع وخبزاً للأكل هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إلىّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما أرسلتها له” (أشعياء 55 : 10-11) ، “وأرُش عليكم ماء طاهراً فتطهرون من كل نجاستكم ومن كل أصنامكم أطهركم وأعطيكم قلباً جديداً وأجعل روحاً جديدة في داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم .. وأجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها” (حزقيال 36: 24-27)، (يعقوب18:1) ، (1بطرس 23:1) ، (يوحنا 3:15 ) ، (أفسس 16:5) قارن (1كور15:4) مع (1كو16:14) فالولادة بكلمة الله والروح القدس ” .. وقال له أن المولود من الجسد جسد هو” (يوحنا 6:3) .
4- ذكر له مثل الريح: “الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتى ولا إلى أين تذهب هكذا كل من ولد من الروح” (يوحنا 3: 8).
5- سأله “أنت معلم إسرائيل ولست تعلم هذا” (يوحنا 3: 10).
6- ذكره بحادثة موسى :عندما رفع الحية وهكذا قاده للصليب “كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 14-16).
7- أكد له أن “الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد” (يوحنا 18:3) – وإن كان نيقوديموس جاء إلى الرب يسوع ليلاً (يوحنا 2:3) ولكن بهذا العمل الفردي وبالطريقة المباشرة نراه يشهد فى المجمع بالمسيح “قال لهم نيقوديموس الذي جاء إليه ليلاً وهو واحد منهم. ألعل ناموسنا يدين إنسان لم يسمع منه أولاً ويعرف ماذا يفعل” (يوحنا50:7،51) بعد موت المسيح جاهر بإيمانه إذ شارك فى دفن الرب “وجاء أيضاً نيقوديموس الذي أتى أولاً إلى يسوع ليلاً وهو حامل مزيج مر وعود..” (يوحنا39:19) . ولقد اشتهر رابح النفوس العظيم جون فاستر إنه كان على طول الخط يستخدم هذه الطريقة المباشرة لعدم إضاعة الوقت حسب رأيه. ولقد شهد واحد من الذين ربحهم فاستر للمسيح بالطريقة المباشرة انه امتعض فى البداية بسبب هذه الطريقة ولكنه أكد أن الروح القدس استخدم فاستر معه بهذه الطريقة المباشرة بقوة وحسب قول هذا الشخص لولا أن فاستر أيقظني بهذه الأسئلة المفاجئة ما كنت أفقت من خمار خطاياي.
وبالطبع أكثر المناسبات لاستخدام الطريقة المباشرة بعد الاجتماعات الكرازية إذ تكون النفوس تحت تأثير روحي قوى أو أحياناً إذا كان الخادم مدرب على استخدامه هذه الطريقة بعمل الروح القدس لأنها مباشرة وسريعة.
ملاحظات:
1- لا يصلح أن نسأل من نتحدث إليه بالطريقة المباشرة أسئلة عامة مثلاً هل أنت مؤمن؟ .. هذا سؤال عام .. فالكل يؤمن بشخص أو شيء .. حتى الملحد يؤمن بإلحاده .. الأسئلة الأجدر التي ذكرناها في البداية.
2- في بداية خدمتي بالعمل الفردي كنت لا أقدر ولا أفضل الطريقة المباشرة لصعوبتها ولخوفي من ضيق الناس من هذه الأسئلة المباشرة ولكن بعد مرور أكثر من 25 عام وأنا استخدم هذه الطريقة أفضلها وغالباً ما أستخدمها أكثر من الطريقتين الأخيرتين.
ثانياً : الطريقة الغير مباشرة
فى بعض الأحيان تستغرق البداية وقتا يمكن أن يصل إلى سنين لبناء كوبري من المحبة المسيحية مع هذا الشخص إلى أن تحين الفرصة ويربحهم للمسيح وهو ما يسمى (Friendship Evangelism) أي تكوين عنصر من المودة والمقصود بالطريقة الغير مباشرة أن تبدأ الحديث بأمور الحياة اليومية كالطقس أو الإقتصاد أو الزلازل أو المجاعات أو الحوادث .. إلى أن تصل بالنفس إلى المسيح ومن أبدع وأروع أمثلة استخدام هذه الطريقة حديث المسيح مع السامرية (يوحنا4).
1- ذهب إلى مدينتها: لمقابلتها “فأتي إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه” (يوحنا 4: 5).
2- لم يكن هذا صدفة: “كان لا بد له أن يجتاز السامرة” (يوحنا 4:4) .
3 – تقابل معها الساعة السادسة: (أي الثانية عشر ظهرا بتوقيتنا الحالي) أي فى الوقت التي لم تكن فى الخطية في ذات الفعل ” .. فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر وكان نحو الساعة السادسة” (يوحنا6:4) فمهم أن تقول الكلمة فى وقتها “تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها” (أمثال 11:25) .
4- أوجد نفسه فى طريقها: عندما جلس على البئر لأنه كان يعلم أنها ستأتي إلى البئر فى هذا الوقت “.. فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء ..” (يوحنا 4: 7).
5- تعامل الرب معها بكل حكمة:
أ – تقابل معها على انفراد لأن تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاماً (يوحنا 4: 8) لكي يسهل عليها الاعتراف له.
ب- لم ينتقدها أو يشعرها بالحقارة أو العار بل بالعكس مدحها كثيراً “حسناً قلت .. هذا قلت بالصدق” (يوحنا 4: 17-18).
ج – طلب منها ماء وكأنه هو المحتاج إليها “.. فقال لها يسوع أعطيني لأشرب” (يوحنا 4: 7).
د -واجه الحق الروحي واحتياجها الحقيقي مستخدماً الحديث عن الماء المادي (يوحنا 4: 10).
هـ – شرح لها أن شهوات العالم لن تروى “كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد بل .. يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية” (يوحنا 4: 13-14).
و – بدأ الرب استحضار ضميرها أكثر عندما قال لها ادعى زوجك “قال لها يسوع أذهبي وادعي زوجك و تعالي إلى هنا” (يوحنا 4: 16).
ل- استمر فى حديثه عن الهدف النهائي: وهو أن تعرفه كالمسيا ورفض الدخول إلى مناقشات عقائدية طائفية عن السامرة والسجود “قالت له المرأة يا سيد أرى أنك نبي آبائنا سجدوا فى هذا الجبل وأنتم تقولون فى أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه” (يوحنا 4 :19-20) .
ن- لم يحتقر الأسئلة التي ذكرتها عن النبى الآتي والسجود (يوحنا4: 20- 25).
6- قادها فى الوقت المعين: للاعتراف له بخطاياها واحتياجاتها “قالت له المرأة يا سيد أرى أنك نبي” (يوحنا 4: 19).
7 -أعلن إليها نفسه كالمسيا: “قال لها يسوع أنا الذي أكلمك هو” (يوحنا 4: 26 ) وهذا هو الهدف الرئيسي من عمله الذي أتمه بنجاح.
أدعوك أيها الدارس العزيز وأيتها الدارسة الفاضلة: 
أن تركع أمام هذا المبشر العظيم الرب يسوع لتقول له علمني يا رب وأعطني حكمة “المسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله و براً و قداسة و فداء” (1كورنثوس 1: 30).
ملحوظة هامة 
ليس معنى بناء كوبري من المودة بيني وبين النفس للحديث معها بالطرقة غير المباشرة أن أنغمس في صداقة مع الأشرار لربحهم فالمعروف “أن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة” (1كورنثوس 33:15) “.. أما خاطئ واحد يفسد خيراً جزيلاً” (جامعة 18:9) ولكن المقصود إظهار المودة ومساعدة الآخرين وإظهار اللطف المسيحي إلى أن تتاح الفرصة المناسبة للحديث، وليس معنى أن بناء الكوبري يحتاج لوقت طويل أن هذه قاعدة فيمكن أن يتم بناء كوبري المحبة هذا في دقائق معدودة فالرب يسوع، أعظم مبشر “.. كان محب للعشارين والخطاة” (لوقا 34:7) “وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه” (لوقا 1:15) وذهب ليبيت عند زكا “فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين أنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ” (لوقا 7:19) ، ولكن في نفس الوقت مكتوب عنه “.. هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة ..” (عبرانين 26:7) “.. في طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس” (مزمور1:1) .

individual work success – نجاح العمل الفردي

أن يعرف من هو الإنسان بالطبيعة في نظر الله

سأل جراح كبير تلاميذه: من هي الشخصية المحورية في العملية الجراحية؟ واختلفت إجابات الأطباء وطلبة الطب فالبعض قالوا الجراح الرئيسي والبعض قال الممرضة والآخر قال مساعد الجراح، وأجمع آخرون على أن طبيب التخدير هو الشخصية المحورية في العملية، والبعض أصر أن الطبيب المتابع هو محور نجاح العملية. ولكن الجراح الكبير أجاب: كلا، بل المريض نفسه هو الشخصية المحورية في العملية الجراحية فلأجله تتم العملية. لقد كان الخاطئ هو هدف مجيء المسيح إذ قال الرب: “ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك” (لوقا 10:19) فهل لنا فكر وقلب نظير قلب الرب يسوع تجاه النفس الهالكة؟.
فالطبيب الماهر لابد أن يعرف علم تشريح الإنسان Anatomy وما هو الإنسان حسب الطبيعة:
1- ميت يحتاج للحياة:
أ- موت أدبي: “ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد” (لوقا15: 32)، “أنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا” (أفسس1:2) .
ب- موت جسدي: “لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمال ميت” (يعقوب26:2) .
ج- موت أبدي: “ولكن عندي عليك قليل أن عندك هناك قوماً متمسكين بتعليم بلعام الذي كان يعلم بالاق أن يلقي معثرة أمام بني إسرائيل أن يأكلوا ما ذبح للأوثان ويزنوا” (رؤيا 14:2) .
2- فاسد يحتاج للولادة الثانية:
“الجميع زاغوا وفسدوا معاً” (روميه 12:3) ، “ولكن إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة” (2كورنثوس 17:5) .
3- خاطئ يحتاج للخلاص:
فهو أخطأ عن الهدف “إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله” (روميه 23:3) ويحتاج إلى:
أ- الخلاص من دينونة الخطية: “فقال للمرأة إيمانك قد خلصك اذهبي بسلام” (لوقا50:7) ، “من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن” (مرقس16:16) .
ب- الخلاص من سلطان الخطية: “فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضاً معه” (روميـة 7:6) .
ج- الخلاص من جسد الخطية: “فإن سيرتنا نحن هي في السماوات التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح” (فيلبي20:3) ، “أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير” (1بطرس 5:1) ، “.. فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين أمنا” (روميه11:13).
4- نجس يحتاج للتطهير:
الخاطي مثل الأبرص نجس “يوم يرىفيه لحم حي يكون نجساً” (لاويين14:13) ودم يسوع هو المطهر الوحيد “دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية” (1يوحنا 7:1) ، (عبرانيين1: 3).
5- مديون يحتاج للغفران:
“لأن أجرة الخطية هي موت” (روميه 23:6) ولكن الرب سدد الدين (لوقا 41:7،48) .
6- عدو يحتاج للمصالحة:
الإنسان في عداوة مع الله “لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه ..” ( روميه 5: 10)، “ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة أي أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة” (2كورنثوس18:5-20) .
7- أعمى يحتاج للإبصار:
“.. إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين” (2كورنثوس 4:4) والمسيح يغير الإنسان “النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان” (يوحنا 1: 9).
8- عاصي ومتمرد يحتاج للتسليم:
مثل شاول “أنا الذي كنت قبلا مجدفاً ومضطهدا و مفتريا ..” (1تيموثاوس13:1) ولكن ما أحلى الخضوع لله “فقال .. يارب ماذا تريد أن أفعل” (أعمال 9 :6) .
9- ضال يحتاج للاسترداد:
كالخروف الضال والدرهم المفقود والابن الضال ( لوقا 15 ).
10-عبد يحتاج للعتق والفداء:
“.. من يعمل الخطية هو عبد للخطية والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد أما الابن فيبقى إلى الأبد. فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا” (يوحنا 8 :34-36 ) .
11- مجرم يحتاج للتبرير:
“إذ الجميع أخطاوا وأعوزهم مجد الله. متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح” (روميه 23:3،24) .
12- هالك يحتاج للإنقاذ:
“قد جاء الرب ليطلب ويخلص ما قد هلك” (لوقا 19: 10).
أربعة عشر: أن يدرك المصير الأبدي للإنسان البعيد عن الله
أ- سيُدان أمام العرش العظيم الأبيض:
“ثم رأيت عرشاً عظيما أبيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض و السماء و لم يوجد لهما موضع. و رأيت الأموات صغاراً و كباراً واقفين أمام الله وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. و سلم البحر الأموات الذين فيه و سلم الموت و الهاوية الأموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب أعماله” (رؤيا 11:20-13) .
1- العرش العظيم : ومخيف “مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي” (عبرانيين 10: 31).
2- أبيض : يكشف فيه كل الأسرار “في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع المسيح” (روميه 16:2) .
3- المسيح جالس عليه: صار أسداً بعد أن كان حملاً “وفي وسط السبع المناير شبه ابن إنسان متسربلا بثوب إلى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب. وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج وعيناه كلهيب نار ورجلاه شبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون وصوته كصوت مياه كثيرة ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه ووجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها” (رؤيا 13:1-16) ، “هوذا الأسد الذي من سبط يهوذا..” (رؤيا 5:5) .
4- هروب السماء والأرض: لن يستطيع الخاطي الهروب “ونحن نعلم أن كل ما يقوله الناموس فهو يكلم به الذين في الناموس لكي يستد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله” (روميه 19:3) .
5- ظهور نتيجة سفر الحياة: وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة “ولكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماوات” (لوقا 20:10) ، “..الذين أسماؤهم في سفر الحياة” (فيلبي 3:4) .
6- إدانة غير المكتوبين في سفر الحياة من الأسفار: “لكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة .. اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي بيسوع المسيح” (روميه5:2، 16) .
7- الطرح في بحيرة النار: “فهو أيضاً سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفاً في كأس غضبه ويعذب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف” (رؤيا 10:14)
ب – سيطرح في بحيرة النار:
كان جورج الشاب المؤمن يبحر على ظهر سفينة تتجه إلى مونتيفيديو MONTEVIDEO وتقابل على سطح السفينة مع زميله القديم في الدراسة وليم ولما تحدث جورج لوليم عن الرب يسوع وخلاصه العجيب استهزأ وليم بالإنجيل وقال لصديقه القديم هل مازلت تصدق هذه الخرافات القديمة عن الله والصليب؟! إن الدين أفيون الشعوب وتلك الأوهام كانوا يقولوها لأجدادنا في العصور القديمة ليخيفوهم بها .. ولم تمضي ساعات قليلة حتى دق جرس الإنذار وأعلن القبطان أن راكب سقط في البحر وحاول البحارة بكل جهدهم أن يعودوا بالسفينة في اتجاه صوت الغريق وغيروا مسار السفينة عدة مرات وأخيراً رموا له طوق النجاة وأنقذوه وكان الغريق الذي أُنقذ هو وليم الذي كان يستهتر بالله والأبدية منذ ساعات قليلة وفي صباح اليوم التالي ذهب جورج إلى زميله القديم وليم ليسأل عن صحته فوجده يعاني من مرض وحمى وإعياء شديد بسبب الغرق وبادره وليم قائلاً: كنت أنتظرك يا جورج بفارغ الصبر لتأتي وتحدثني عن المسيح وعمله وكيف يمكنني أن أتمتع بخلاصه لأصل عنده في السماء، أندهش جورج وقال لزميله: لكنك بالأمس كنت تسخر من الكتاب المقدس بل من الله ووجوده، أجابه وليم والدموع تملئ عينيه: يا جورج يوجد فرق كبير وأنا أتحدث بكبرياء عن الله على ظهر السفينة وبين أن تكون بين الأمواج الهائجة في الظلام؛ لم أكن أصدق أبداً أنني سأنجو والآن الله قد نجاني من الغرق في البحر فأخبرني الآن من الإنجيل كيف أنجو أيضاً من بحيرة الكبريت. وتقابل وليم مع المسيح وتمتع بالسلام الإلهي عندما صلى مع جورج وترك جورج وليم في مونتيفيديو وبعد أيام قليلة رقد وليم في سلام ليتقابل مع مخلصه الحبيب الرب يسوع الذي لم ينجيه من الغرق في البحر فقط بل أيضاً من الغرق الأبدي في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت فما أغلى قيمة النفس في ضوء الأبدية اللانهائية. وهذه بعض أوصاف بحيرة الكبريت:
1- أتون النار: لا حدود لحرارة هذا الأتون “ويطرحونهم في آتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان” (متى13: 42)، “.. والآتون قد حمي جداً قتل لهيب النار الرجال الذين رفعوا شدرخ وميشخ وعبد نغو” (دانيال22:3) .
2- بحيرة بلا قرار: مكان متسع مخيف ومرعب “وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار” (رؤيا 20: 15).
3- كبريت يزيدها استعار: أمواج البحيرة من كبريت ملتهب “فهو أيضاً سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفاً في كأس غضبه ويعذب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف” (رؤيا 10:14) .
4- دود يملأها مرار: “حيث دودهم لا يموت ونار لا تطفأ” (مرقس44:9) .5-الشياطين والأشرار: هذا المكان به شياطين والأشرار معاً “ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته” (متى41:25) .
6- ظلمة بلا فنــار: هذه البحيرة مظلمة للأبد “والعبد البطـال اطرحـوه إلي الظلمة الخـارجية” (متى 30:25) .
7-أبدية بإستمرار: “.. سيعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين” (رؤيا 10:20) .
ج – أما النازل إلى هذا المكان فإلى أبد الآبدين يشعر بأنه:
1- مذبوح: “أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلىَ هنا واذبحوهم قدامي” (لوقا27:19) .
2- مربوط من يديه ورجليه: “حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان” (متى 3:22) .
3- عطشان: “فنادى وقال يا أبي إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب” (لوقا 24:16) .
4- يشرب من كأس غضب الله: “فهو أيضاً سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفاً في كأس غضبه ويعذب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف” (رؤيا 10:14) .
5- هناك البكاء: “فيقطعه ويجعل نصيبه مع المرائين هناك يكون البكاء وصرير الأسنان” (مت 51:24).
6- صرير الأسنان والندم: “والعبد البطال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان” (متى30:25) .
7- دخان العذاب يصعد إلى أبد الآبدين: “ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين ولا تكون راحة نهاراً وليلاً للذين يسجدون للوحش ولصورته ولكل من يقبل سمة اسمه” (رؤيا11:14) .
قال سبرجن: للأسف ينظر الجاهل للعالم بالميكروسكوب فيعطيه أكبر من حجمه مع أنه سيمضي وشهوته (1يوحنا 17:2) وينظر للأبدية بالتلسكوب فيراها بعيدة مع أنها قريبة جداً وخالدة كما قال الله للغني الغبي: “يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك” (لوقا20:16) أما الحكيم فيفعل العكس فين
ظر للعالم بالتليسكوب فيراه بعيد ولا يحبه (1يوحنا15:2) وينظر للأبدية بالميكروسكوب فيراها قريبة فيكنز لنفسه كنوزاً في السماء (متى 6: 19-20).

2- importance of the individual work – أهمية العمل الفردي

سادساً: وصف الله من يقومون به أنهم حكماء

“رابح النفوس حكيم” (أمثال 30:11) والتعبير “رابح” يستخدم:
1-مصطلح للعمل أو الحرفة:
فكم يحتمل الصياد من تعب وسهر لصيد سمكة والتاجر كم يكد لكي يربح؟
2- مصطلح عسكري:
والذي يربح مدينة ويأخذها كم يحتاج إلى الصبر والمهارة والشجاعة والمثابرة.
3- مصطلح للخطوبة:
فلكي يربح العريس عواطف خطيبته يحتاج إلى قدر كبير من الحكمة والحب والتضحية بالإضافة إلى الهدايا (تكوين 24) فان طبقت هذه المعاني الثلاثة على ربح النفوس سترى أهمية هذا العمل.
ومن الحكمة أن لا نهاجم أي معتقد أو ثقافة لمن نتحدث معه، فمدرسة الهجوم لم ينجح أحد، ولكن نبدأ بحكمه من نقط الاتفاق ونقدم المسيح حسب المثل الصيني الشهير “بدلاً من أن تلعن الظلام أضيء شمعه” .
سابعاً: قيمة النفس البشرية غالية جداً لذلك العمل الفردي هام جداً
بينما كان القديس الكاثوليكي أكسافير يحتمل أعنف الاضطهاد والآلام من أجل خدمته الأمينة للرب يسوع وهو على ظهر سفينة هولندية صرخ وقال: بكل الحب أحتمل يا رب أكثر من هذا لو كنت أربح نفس واحدة لك لتنقذ من الهلاك الأبدي وتحصل على الحياة الأبدية.وكان أيضاً القديس الكاثوليكي المرسل فرانسيس كاسافاريوس في طريقه للتبشير في اليابان وكان يقول: يعصرني الألم والخجل لأن التجار وصلوا إلى اليابان قبلي ليتاجروا ببضائعهم بينما أنا أصل متأخر عنهم رغم أن لديَ الكتاب المقدس الذي هو أثمن من أغلى كنوز العالم. “لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه” (مرقس 36:8-37) ، “وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت إلى الدهر” (مزمور 8:49) ، “ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم” (متى 28:10) .قال الكاتب الشهير فيكتور هيجو يوجد أعظم من المحيط .. السماء ويوجد أعظم من السماء نفس الإنسان.قال أحدهم لبلي براي: لو كانت لي أجنحة لخطفت النفوس التي تعيش في خطاياها والتي ستذهب إلى الجحيم وذهبت بهم إلى السماء إلى المخلص، فأجاب بلي براي: أما أنا فكنت تركتهم في السماء ورجعت إلى الأرض لآخذ شحنه أخرى .. وهكذا فما أغلى النفس البشرية؟!.
ولكي تقدر قيمة النفس البشرية فكر في:
1- طبيعتها ونشأتها:
الإنسان كائن ثلاثي الخلق (روح ونفس وجسد) “وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية” (تكوين 7:2) ، “فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهم” (تكوين 27:1) ، “وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح” (1تسالونيكي 23:5) .
2- إمكانياتها وقوتها:
تكمن فى النفس البشرية طاقات هائلة جداً إما تستخدم لمجد الله “لمجدي خلقته وجبلته وصنعته” (إشعياء 7:43) أو للشر بعمل الشيطان “الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية” (أفسس 3:2) .
3- دم المسيح ثمنها :
فيا للغلاوة، لقد دفع المسيح دمه فى الصليب لأجل النفس البشرية “عالمين أنكم أُفتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة .. بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح” (1بطرس18:1 -19) ، “أيضاً يشبه ملكوت السماوات كنزاً مخفي في حقل وجده إنسان فأخفاه ومن فرحه مضى و باع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل. أيضاً يشبه ملكوت السماوات إنساناً تاجراً يطلب لآلئ حسنة. فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها” (متى44:13-46) ، “وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمه” (رؤيا 9:5) .
4- لانهاية لأبديتها:
إما فى السماء أو البحيرة الجهنمية “لا تضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة وإلا فإني كنت قد قلت لكم أنا أمضي لأعد لكم مكاناً وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إلي حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً” (يوحنا 1:14-3) ، “وإن أعثرتك يدك فاقطعها خير لك أن تدخل الحياة اقطع من أن تكون لك يدان و تمضي إلى جهنم إلى النار التي لا تطفأ حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ وإن أعثرتك رجلك فاقطعها خير لك أن تدخل الحياة أعرج من أن تكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفأ حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ وإن أعثرتك عينك فاقلعها خير لك أن تدخل ملكوت الله أعور من أن تكون لك عينان وتطرح في جهنم النار. حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ” (مرقس 43:9-48) ، (لوقا 19:16-31) قال تشارلس استاد المرسل الشهير: يريد بعضهم أن يعيشوا داخل جدار الكنيسة يسمعون صوتها ويدقون أجراسها، أما أنا أريد أن أركض لأنقذ نفس على بعد متر من جهنم حيث النيران والشقاء إلى أبد الآبدين والمعروف أن الذي قاد تشارلس استاد للتفرغ كمرسل للصين مقال كتبه أحد الملحدين قال فيه: لو كنت أؤمن بما يؤمن به المسيحيين من أن معرفة المسيح في الحياة يقرر المصير في الحياة الآخرة لجعلت الدين كل حياتي ولحسبت كل تمتع نفاية وكل هموم الأرض حماقة وكل فكر وشعور في العالم باطل، لكنت أجعل ربح النفوس للمسيح هو أول فكر في فجر يومي وآخر صورة قبل أن أنام، وتكون هي كل أحلام يومي ونومي وكنت أقدر أن ربح نفس واحدة للمسيح يعادل أبدية لا نهائية من العذاب في جهنم إلى أبد الآبدين، وما كان يعطل يدي أو يغلق فمي أو يقيد لساني أي عواقب أرضية فالأرض بأفراحها وأتراحها بمدح البشر لي أو ذمهم لا أعطيها لحظة من تفكيري بل كنت سأسعى إلى النفوس الخالدة حولي وقد أوشكت على أبدية لا نهاية لها في هناء أو شقاء كنت سأكرز في وقت مناسب وغير مناسب متخذاً آية شعاري ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.
5-معركة ملكيتها:
النفس هي أرض المعركة بين الله والشيطان “حينما يحفظ القوي داره متسلحاً تكون أمواله في أمان. ولكن متى جاء من هو أقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق” (لوقا 21:11-23) ، “فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصتم لإرادته” (2تيموثاوس 26:2) ونحن كمؤمنين فى المعركة فى صف الله ضد إبليس لأجل هذه النفوس “البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات” (أفسس 11:6-12) ومن يدرى ربما تربح شخص يصبح مبشر كمودي أو فني أو وسلى أو اسبرجن أو معلم كداربى أو القديس يوحنا ذهبي الفم أو مرسل مثل هيدسون تيلور أو روبرت موفات.
ثامناً: العمل الفردي هام لأن الأبدية اللانهائية حقيقية
(متى 41:13-43، 49-51، 30:25-46) لقد قال الجنرال وليم بوث رئيس جيش الخلاص: كم أتمنى أن يرسل الله كل مسيحي حقيقي إلى الجحيم لمدة أسبوع واحد لتصبح أبدية الخاطئ حقيقة حية أمامه فيقضى باقي عمره على الأرض وهو يسعى ليحذر وينقذ النفوس من الهلاك بواسطة عمل المسيح.
تاسعاً: العمل الفردي هام لأن وقتنا على الأرض قصير
“ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل” (يوحنا 4:9) ، “لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة” (أفسس 14:5-16) ، “فإذ نحن عاملون معه نطلب أن لا تقبلوا نعمة الله باطلاً لأنه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص” (2كورنثوس1:6-2) ، “اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب وبخ انتهر عظ بكل أناة وتعليم لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعه” (2تيموثاوس 2:4-3) ، “هذا وإنكم عارفون الوقت إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور” (روميه 11:13-12) فالوقت هو نسيج عمرنا أو ورقة نتيجة حياتنا .. الوقت مجمع هو كل حياتنا .. وهو أغلى شئ فأدعوك أن تهتم بالوقت فى حياتك، لقد رقد (ديفيد برنارد) المرسل إلى الهنود الحمر وكان عمره 39 سنة وكتب فى مذكراته أريد أن أفنى كل ثانية من عمري القصير فى خدمة الرب يسوع وربح النفوس له لا ولن أهتم كيف أو أين أعيش أو أي سفينة صعبة سأبحر فيها لأربح النفوس الخالدة للمسيح.
عاشراً: العمل الفردي هام لأن أعظم القديسين ربحوا بواسطته
فالرسولان بطرس وبولس أشهر خادمان فى المسيحية وأغلبية الرسل ونيقوديموس والسامرية وزكا وأنسيمس ومودى وغيرهم من أعظم القديسين على مر العصور قد أتوا للمسيح عن طريق هذه الخدمة . لهذا نجد أن كل الخدمات التي ذكرت عن القديس أندراوس الرسول فى الإنجيل كانت هي خدمة العمل الفردي (يوحنا 40:1-42) ، (يوحنا 8:6-9) ، (يوحنا 22:12).
استنتاج هام جدا” :
ترجع أهمية العمل الفردي في أنه:
1- يمكن أن يقوم به كل المؤمنين فهذه مسئوليتهم.
2- فى أي مكان.
3- فى أي زمان.
4- لمختلف نوعيات الناس.
5- لمختلف أعمار الناس.
6- مكافأته عظيمة.
7- يصيب الهدف عندما تفشل الطرق الأخرى للخدمة.
8- فيه عنصر المواجهة.
9- نتائجه باهرة.
10- يعالج العقد والمشاكل التي تفشل الطرق الأخرى فى علاجها.