I wish that you were cold or hot – ليتك كنت باردا أو حارا

نحن نعيش في عصر تكثر فيه العوامل التي قد تطفئ الروح وتنقلنا من وضعية الحرارة الروحية الى حالة يسميها الوحي الكتابي بالفتور الروحي. أذا رجعنا ألى التشبيه نفسه، نجد أن الماء الفاتر يكاد لا يصلح لشيء، فهو لا يروي غليل العطشان في الطقس الحار ولا يدفئ الجسم في الفصل البارد، أنه حالة ال- “بين بين” …

أن الكلمات الواردة في العنوان مأخوذة من سفر الرؤيا 3 : 15، فيها يكلّم الروح كنيسة اللاودكيين قائلا: “ليتك كنت باردا أو حارا”، ثم يكمل في العدد الذي يليه ويقول الروح للكنيسة: “هكذا لأنك فاتر ولست باردا ولا حارا أنا مزمع أن أتقيأك من فمي” (ع 16)، ومن هنا نفهم غاية خطورة الفتور الروحي، فهو حالة روحية تشوبها علة ومرض روحي مزمن أو كالجسم الغريب في “معدة الله” أذا صحّ التعبير، واستمرار وجود هذا الجسم الغريب سوف يأتي بنتيجة سيئة بل وفي غاية من البشاعة: “التقيؤ”، فالله لا يحتمل المؤمن الذي يتخذ حياة الفتور الروحي أسلوب حياة، ويحذرنا من عواقب هذه الحالة المرضية، وينعتها الوحي في سفر الرؤيا بخمس عواقب صعبة للغاية لحياة كهذه: شقاء، بؤس، فقر، عمى وعري (ع 17).

أن أسباب الفتور الروحي كثيرة ومتعددة، أولها قد يكون حياة الاكتفاء الروحي واللامبالاة، وفي هذا المطب وقعت كنيسة اللاودكيين (رؤ 3 : 17)، سبب آخر هو كثرة الأثم المحيط فينا الذي يؤدي ألى برود المحبة وبالتالي الفتور، بالذات في هذه الأيام الأخيرة حيث مجيء الرب قريب جدا على الأبواب (مت 24 : 12)، وعلاج هذا النوع من الفتور هو الصبر ألى المنتهى (مت 24 : 13)، أسباب أخرى تأتي بالفتور هي مثلا حياة المساومة والرخاء، محبة العالم والأشياء التي في العالم من شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، عدم قمع الجسد أو صلب الذات، الأبتعاد عن الكنيسة والجسد الواحد، العرج بين الفرقتين وغير ذلك (1 يو 2 : 15، 16، 1 كو 9 : 27، عب 10 : 25، أع 2 : 42، 46، 1 مل 18 : 21)…

من أهم العوامل التي تأتي بالانحدار الروحي وحياة الفتور هو الابتعاد عن محضر الله، كيف لا والله ألهنا “نار آكلة” (خر 24 : 17، تث 4 : 24، أش 30 : 31) وهو المصدر الحراري الذي يضرم الروح فينا (1 تس 5 : 19، 2 تي 1 : 6) وهو شمس البر الذي ينعش حياتنا، ويعدنا الوحي بفم النبي ملاخي: “ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها فتخرجون وتنشأون كعجول الصيرة” (مل 4 : 2)، فلا يمكن أن نحيا حياة منتصرة بدون الاقتراب ألى الله يوميا بواسطة وسائط النعمة التي منحنا أياها: حياة الصلاة اليومية وقراءة الكلمة المقدسة، بالأضافة ألى الانضمام لجسد الرب الواحد، الكنيسة الحية التي قال الرب عنها: “أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” (مت 16 : 18).

في القطعة التي قرأناها من سفر الرؤيا يعطي ملاك كنيسة اللاودكيين تلخيصا لعلاج مشكلة الفتور التي عرضها الوحي ويقول: “أشير عليك أن تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني وثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك وكحّل عينيك بكحل لكي تبصر” (ع 18)، فحياتنا بدون نار الروح القدس اليومية لن تصفو أو تتنقى، وبدون لبس المسيح سوف يظهر عرينا وعرضتنا للخطية تزداد، كذلك لن نسير في طريق الخطة الألهية بدون البصيرة الروحية السليمة، هي هي النتائج الوخيمة التي ذكرها الوحي في العدد 17.

نلاحظ قول الوحي: “… أنا مزمع أن أتقيأك …”، فألهنا أله الفرص، وهو الذي لا يقصف قصبة مرضوضة ولا يطفئ فتيلة مدخنة “حتى يخرج الحق ألى النصرة” (أش 42 : 3، مت 12 : 20)، فأذا دخلنا في حالة الفتور الروحي، وهذا عادة يتم تدريجيا، يبدأ الله بمعالجتنا لأبرائنا من هذا المرض “حتى يخرج الحق ألى النصرة” كما يقول، فما أعظم هذا الأله المحب والعادل في ذات الوقت. أن العلاج الألهي لمرض الفتور هو التوبيخ والتأديب (قبل التقيؤ)، فيقول في عدد 19: “أني كل من أحبه أوبخه وأؤدبه”، ويحثنا على الغيرة والتوبة والرجوع ألى الله بعد الابتعاد المضني والمؤلم (ع 19).

ليتنا في هذي الأيام نضرم حياتنا بالاقتراب ألى الله، فنكون كأبراهيم الروحي الذي سار مع الله وأطاعه بالكامل فكانت حياته مليئة بالانتصارات الألهية فنال المواعيد والامتيازات له ولنسله، بخلاف لوط الجسدي الذي سار مع ابراهيم

وسكن بين الاشرار معذبا نفسه البارة بالنظر والسمع ألى الافعال الأثيمة، فكانت نهايته الهزيمة، الشقاء، السبي من أرضه والعار (تك 13 : 1 – 18، 14 : 12 – 16، 15 : 5، 19 : 1 – 22، 30 – 38، 2 بط 2 : 7، 8).

a mother stance – موقف أم

واعجبا يا سمعان، أيها الرجل التقي البار، المقاد بالروح القدس، أنا أم شابة، فرحة بابني البكر، نعم، أعلم أنه مولود خاص، اسمه خاص، “عمانوئيل، الله معنا”، ” يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم”، و ها أنت الآن توسع الصورة معلنا أنه “نور هداية للأمم، ومجدا لشعبك، اسرائيل”، ألا يكفي إلى هنا! لمَ أفحمتني أنا قائلا أنه سيجوز في نفسي سيف؟ كيف يتناسب هذا مع باقي الإعلانات، وماذا علي أن أحفظ في قلبي، هل بإمكاني حفظ كل هذه الأخبار، المجيد منها مع المؤلم لي؟ إني مجرد امرأة، شابة، أختبر بداية الأمومة بأسلوب لم أسمع عنه من قبل، ليت قلبي، ما لي ولك يا سمعان الشيخ، ألا يكفي أن تباركنا، كيف تقدر أن تحمل هذا التنوع من الإعلانات، و كيف لي أن أتعامل معها مقابل طفلي الصغير الذي له من العمر بضعة أيام؟

آه يا رب، يا من أمامك أعلنت أني أمتك، ليكن لي كقولك، أجدد إعلاني هذا بأيمان وثقة، و مهما كانت النبوآت والإعلانات، أقول: “أنت سيدي، أنا أثق بك، حتى لو كنت لا أفهم، وأجدد إعلاني ملمعة اياه بالأيمان والمحبة، مستودعة طفلي بين يديك، وأقول هئنذا أمة الرب ليكن لي كقولك، ليس فقط لي بل لعائلتي الصغيرة هذه، فهي لك، أنت ربها وسيدها، لذا إن جاز سيف أو أشرقت شمس، أثق بحبك، بعنايتك، وأؤكد تبعيتي لك، و يا نعم المصير.

أما ما يخص طفلي، فهو لك، انت تعرف الصورة كاملة، شرفتني و أكرمتني بهذه العطية، وأنت وحدك عارف المستقبل، كل المستقبل،فهو منك ولك، لذا لا أخاف عليه لأني قد آمنت بك.

Pure nard perfume – طيب الناردين

في مثل هذه الأيام، قبيل الصلب بقليل، يسرد لنا الوحي عدة قصص حدثت بمحاذاة صلب رب المجد، متركزة بالذات في إنجيل يوحنا، ابتداء من الإصحاح الحادي عشر، كقصة إقامة لعازر من الموت (يو 11)، قصة سكب الطيب على قدمي السيد (يو 12 : 1 – 8)، قصة دخول السيد المسيح إلى أورشليم (يو 12 : 12 – 19)، قصة غسل الأرجل (يو 13 : 1 – 20) وغيرهم، وكون هذه القصص حدثت في فترة ما قبل الصليب فهي في غاية من الأهمية، وتحمل معان وتعابير روحية جمة، من خلالها أراد الرب أن يوصينا بزبدة تعاليمه وجوهرها، فكما أن الموصي يقول الكلمات الأهم قبيل مفارقته الحياة فكم وكم هو الحال بالنسبة لرب المجد في ساعاته الأخيرة على أرض الشقاء. نعم، كانت لهذه الأحداث أهمية رئيسة التي واكبت مسيرة السيد في آخر أيامه قبل صلبه وصعوده للسماء.

في هذا المقال سنقف على إحدى هذه الأحداث وهي قصة سكب الطيب على قدمي السيد، الواردة في إنجيل يوحنا 12 : 1 – 8. بعد قراءة القطعة والتأمل فيها، نلاحظ وجود فريقين من الناس: الفريق الأول هو فريق محبة الله من كل القلب والنفس والفكر والقدرة الممثّل في مريم أخت مرثا ولعازر، والفريق الآخر هو فريق محبة المال الممثّل في يهوذا، الذي كان أحد تلاميذ الرب الإثني عشر.

نلاحظ أن كلا الفريقين كانوا تابعين للرب، بل ومن تلاميذه ونواة أتباع السيد، واللذين عاينا عجائبه ومعجزاته، ربما الأخيرة منها، وقد تكون الأعظم في معجزات الرب على الأرض قبل الصليب هي حادثة إقامة لعازر من الموت، والتي حدثت قبل حادثة سكب الطيب بأيام قليلة. ليس ذلك فقط، بل أن كلا الفريقين خدما الرب بل واستخدمهما السيد في صنع المعجزات وإخراج شياطين (لو 10 : 17)، ولكن، ولشدة الأسف، لم يكن الجميع أمناء، حتى إن الكثير من تلاميذ الرب رجعوا للوراء ولم يعودوا يمشون معه (يو 6 : 66). كذلك نلاحظ أن لكلا الفريقين محبة وغيرة، ولكن شتان ما بين محبة هذا وذاك، بين المحبة الصادقة والطاهرة وبين المحبة الغريبة الشريرة. كما ويبدو وجه شبه آخر بين الفريقين ألا وهو ما نسميه ب”صورة التقوى”، فيهوذا وفريقه يبدون اهتماما بالفقراء، ولكن بالداخل مشحونون رياء وشرا، فهم لهم صورة التقوى ولكن منكرون قوتها (2 تي 3 : 5، مت 23 : 28).

لقد أحبت مريم سيدها بلا حدود أو قيود أو شروط، فسكبت عند قدميه أثمن ما تملك تعبيرا عن تلك المحبة المتفانية، وهذا ليس بالأمر الغريب بالنسبة لمريم، فقد عرفناها كيف جلست عند قدمي الرب لتسمع كلامه منسبية بمحبته، عالمة أن الحاجة ليس للأمور المادية الأرضية الفانية، “ولكن الحاجة إلى واحد، فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها” (لو 10 : 38 – 42).

لقد كان طيب الناردين “خالص كثير الثمن” بقيمة معاش لسنة كاملة، وكان يستورد من الهند واستخدم لمسح الملوك في تلك الأزمنة، وبالتالي فقد اعتبرت مريم سيدها بأنه الملك وعملت عملا نبويا كما قال الرب: “إنها ليوم تكفيني قد حفظته”، ولا حاجة أن نسهب بمدى محبة وتضحية مريم لسيدها بهذا العمل الذي قدّره رب المجد كثيرا، بل وخصّصه بمرتبة ذي أولوية عالية قائلا: “الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها” (مت 26 : 13، مر 14 : 9). ليس ذلك فقط، فمريم التي كانت منسبية بحب سيدها تخطت بمحبتها العادات في ذاك الوقت، التي كانت تقضي أن يقدم صاحب البيت ماء كي يغسل أرجل ضيوفه، ورأس الضيف كان يوضع عليه العطر.

 لكن مريم رأت أن العطر ينبغي أن يُسكب ليس فقط على رأس الرب يسوع بل على رجليه أيضًا، ولم تمسح رجليه بالطيب فقط بل نشفته بشعرها، لم تستخدم منشفة بل أرادت أن تعبد الرب بكل كيانها. أن تكون بكل كيانها ليسوع. لقد اخترقت العادات والتقاليد فلم تأخذها بعين الاعتبار في سبيل تعبيرها عن فيض المحبة لسيدها.
أما بالنسبة ليهوذا وفريقه، فالوحي لم يترك لنا أي مجال للشك بالنسبة لنوايا يهوذا الشريرة، فقال عنه: “قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه” (يو 12 : 6). لقد كانت غاية قلب يهوذا شريرة كونه محبا للمال، بل سارقا ولصا، لذلك لم يحتمل هذا الشرير عمل محبة وتضحية مريم لسيدها، فأطلق من كنانة قلبه الشرير سهما من سهام إبليس مسديا نصيحة تبدو صالحة ولكنها بالحقيقة في غاية من الشر كما قرأنا.

لقد “استكثر” يهوذا هذا الطيب على الرب، كيف لا وهو الذي أسلم سيده بضعة أيام بعد هذه الحادثة. يعلمنا الكتاب أن “محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الأيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة” (1 تي 6 : 10). إن محبة الله لا يمكن أن تجتمع مع محبة المال، وأعلن الرب ذلك جليا عندما قال: “لا تقدرون أن تخدموا الله والمال” (مت 6 : 24، لو 16 : 13).
إن محبة مريم للسيد الرب جعلتها تخدمه بكل كيانها وإمكانياتها بلا حدود أو خجل، واضعة إياه الأول في حياتها، وبالتالي فازت بالسباق متممة الوصية التي وضع لها الرب الأولوية الأولى بين سائر الوصايا: لقد أحبت سيدها من كل القلب والنفس والفكر والقدرة وكانت بمثابة رائحة المسيح الذكية لكل من حولها (لو 10 : 27، 2 كو 2 : 15).
ليتنا نكون من فريق مريم، حتى كل ما نعمل ونقول ونفكر أن يكون من منطلق محبتنا للرب من كل القلب والنفس والفكر والقدرة، وبالتالي سوف نسكب الغالي والنفيس عند قدمي السيد وحالنا حال بولس الرسول عندما هتف قائلا: “ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله” (أع 20 : 24).

Blessings of God – بركات الله

ينعم الله على أولاده ببركات أرضية، هذا بالإضافة للبركات الروحية التي حصلنا عليها بالمحبوب يسوع (أف 1 : 3). إن الرب يرغب بإشباع أولاده من دسم بيته على كل الأصعدة، فهو رب الخير والبركة، ووعده لنا بتسديد احتياجاتنا بحسب غناه في المجد (في 4 : 19).

في اعتقادي أنه من الطبيعي أن كل شخص يتمنى البركة لحياته وعائلته، وقد نحصل أحيانا على بركات كبيرة ووفيرة، فتكبر “الثروة” ويتضاعف “المعاش” وقد نحصل على ارتقاء بالوظيفة وما إلى ذلك … طبعا لا نقول هنا أن هذا يحصل دائما لكل ابن لله من ناحية “كبر” الثروة، ولا نقول أيضا أنه إذا لم يحصل ذلك فهناك “مشكلة” في إيمان الشخص … حاشا … هذا يذكرنا بصلاة يعبيص في العهد القديم، الذي صلى قائلا: “ليتك تباركني وتوسّع تخومي وتكون يدك معي وتحفظني من الشر حتى لا يتعبني، فأتاه الله بما سأل” (2 أخ 4 : 10).

الحديث في هذا المقال سيتمحور حول أولئك الذين يحصلون على البركات الأرضية الوفيرة من لدن الرب، والسؤال كيف يتعامل هؤلاء مع تلك البركات التي في حيز أيديهم ؟! سنحاول في السطور القليلة القادمة الإجابة باختصار على هذا التساؤل مستعينين بأمثلة لشخصيات كتابية، أولئك الذين كثرت ثروتهم وكيفية تعاملهم مع ما حصلوا عليه من بركات غزيرة.

بما أننا بدأنا بصلاة يعبيص، نلاحظ تركيبة صلاته، فيطلب من الرب البركة وتوسيع التخوم، ثم يليها بطلب لا يقل أهمية عن البركة، ألا وهو أن يحفظه من كل شر كي لا يتعبه، فيعبيص علم وأدرك أن البركة قد تزيغ قلبه عن مصدر الخير والبركة، فاستجاب له الرب. في هذا الخصوص نقرأ كذلك عن سليمان الحكيم، الذي كان من أغنياء سكان الأرض، إن لم يكن أغناهم، الذي أدرك أن البركة قد تزيغ قلب الإنسان وتبعده عن الله، وللأسف فهو نفسه وقع في هذا المطب، فصلّى قائلا: “لا تعطني فقرا ولا غنى. أطعمني خبز فريضتي، لئلا اشبع واكفر واقول من هو الرب أو لئلا افتقر واسرق واتخذ اسم الهي باطلا” (أم 30 : 8 – 9).

من الجدير بالتأكيد أن البركة الأرضية، بدرجاتها المتفاوتة، تأتي على حياتنا كنتيجة لاتباعنا للرب، والخطر كل الخطر أن تصبح البركة هدفا نصبو إليه بكل حواسنا، عندها سنفقد الرسالة وسنزيغ عن الهدف الحقيقي، فيبدأ الشر باجتياح حياتنا فيتعبنا، ونطعن أنفسنا بأوجاع كثيرة (1 تي 6 : 10). إن الرب يمنحنا البركة كي نتمتع بها (1 تي 6 : 17)، وليس كي نتمسك بها وننساه، فتفتر حياتنا الروحية ونصبح أناسا ماديين خادمين للمال، والأسوأ من ذلك قد يكون إعطاء ذلك صبغة روحية عن طريق استعمال آيات كتابية، ولكن بالمكان الخطأ، وذلك كي نقنع أنفسنا، وربما الآخرين أيضا، أن الرب هو هدفنا الأسمى، بينما حياتنا الفعلية تقول عكس ذلك تماما.

تعامل الملك داود مع بركات الرب بشكل رائع وصحيح، ولكن وقع في خطية الزنى والقتل عندما لم يخرج مع الشعب للحرب، وبقي في بيته (2 صم 11). بالرغم من أن داود وضع الرب بالمكان الأول ولم يحد عن طرقه، بل ووُجد بحسب قلب الله (أع 13 : 22)، إلا أنه أخطأ عندما وضع سلاحه جانبا فانقض عليه الشيطان وغلبه. عندما نحصل على البركة، أو البركات، يجب أن نبقى حاملين سلاح الله الكامل فنحفظ أنفسنا وقلوبنا من الشر ومن الشرير (أف 6 : 10 – 20). أما سليمان الملك فقد أزاغت قلبه البركات وابتعد عن الله عابدا آلهة أخرى (1 مل 11 : 1 – 4). نقرأ كذلك عن حزقيا الملك، كيف أن الله باركه بإضافة خمس عشرة سنة على حياته وملكه بعد أن صلّى بدموع، إلّا أنه، وللأسف، لم يستثمر هذه المدة بشكل صحيح وأساء استعمال هذه البركة التي منحه إياها الله (من فضلك قراءة 2 مل إصحاح 20). كذلك شمشون النبي، الذي منحه الله قوة خارقة لإنقاذ شعب الرب، زاغ قلبه والتصق بامرأة خاطئة فخسر رسالته وحياته (قض 16). بالمقابل، نقرأ عن أيوب كيف تمسك بالرب في حالة اليسر والعسر، فأبقى الله دائما نصب عينيه، بالرغم من كل البركات التي كانت له، وكذلك كان حاله عندما سمح الله بسحب البركة من حياته، فنال الطوبى والإكرام المضاعف من قبل الله.

صلاتنا إلى الرب أنه مهما كان حجم البركة التي نحصل عليها من الله، أن نتعامل معها بقلب متواضع، أن يحفظ الله قلوبنا لئلا تزيغ عن الهدف الرئيس والمأمورية التي دعينا إليها، حاملين سلاح الله الكامل كل حين ومثبتين انظارنا نحو رئيس الإيمان ومكمله.

One accord – بنفس واحدة

بعد ما قام الرب من الأموات مكث أربعين يوما على الأرض قبل صعوده للسماء، فيها أظهر ذاته لتلاميذه وبرهن لهم قيامته من الموت متمما النبوءات لخطة خلاصه للبشر ، كما واستشهدهم على ذلك واعدًا إياهم بموعد الآب قائلا: “فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي” (لو 24: 44 – 49). لم يحدد الرب لتلاميذه فترة الانتظار لموعد الآب، أي الروح القدس، بل مجرد أن ينتظروا “إلى أن” يأتيهم موعد الآب (أع 1 : 3 – 14، 2 : 1 – 4).

كما نعلم، فهذه الفترة، ما بين الصعود وحلول الروح القدس، حدثت بعد عملية صلب رب المجد بحوالي أربعين يوما، وأحداثها الأليمة ما زالت تطن في ذاكرة التلاميذ، فمنذ أيام قليلة فقط تشتت التلاميذ ولم يقفوا إلى جانب

سيدهم في أصعب لحظاته، لا بل أنكروه ولم ينبسوا ببنت شفة للمدافعة عنه أو مساندته بأي شكل من الأشكال، بل هربوا كل واحد إلى حدة، ولا بد أن هذا الإنكار طعن في صميم قلوبهم، فتعلموا درسا لم ينسوه كل أيام حياتهم، فلم يعودوا لينكروا السيد بعد لأنهم تعلموا كيف يتّحدوا بنفس واحدة متحدّين أقسى الظروف، مهما كانت صعوبتها، ولذلك فعلوا كما أوصاهم الرب، فكانوا معا بنفس واحدة منتظرين موعد الآب، مهما كلّف ذلك من تعب أو ألم أو وقت.

لقد أخبر الرب التلاميذ، قبيل صعوده، أنه بإمكانهم نيل القوة التي ستجعلهم أبطال إيمان حتى يشهدوا ويكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها (أع 1 : 8). ولكن هناك شرط لنيل هذه القوة: “متى حل الروح القدس عليكم”. إن الرب خاطبهم وأوصاهم كجماعة وليس أفرادا: “لكنكم… عليكم…”، لذلك لم يكن هناك منفذ آخر للتلاميذ إلا أن يتّحدوا ويكونوا جميعا معا بنفس واحدة لنيل القوة من الأعالي. لقد أدركوا المعادلة البسيطة والتي هي في غاية من الأهمية: “بنفس واحدة”، أن ينسبي فكرهم ويمتلئ قلبهم لهدف واحد.

لقد تكررت هذه العبارة: “بنفس واحدة” بضع مرات في العشر أيام التي انتظروا فيها موعد الآب، فبدون وحدة لا قوة، وبدون قوة الروح القدس لا فاعلية لكلمة الله في النفوس، وقد وبّخ الرب الصدوقيين قائلا: “تضلّون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله” (مت 22 : 29)، وشدّد الرب على أهمية الوحدة بصلاته قائلا: “ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني” (يو 17 : 21).

من الواضح أن الرب ربط ربطا لا يحتمل الشك بين وحدة أولاده بعضهم ببعض مع الآب والابن من جهة بإيمان العالم بالرب نفسه من جهة أخرى. بكلمات أخرى، يقول الرب إن عدم الوحدة سوف يضعف إيمان الناس بالرب يسوع، وهذا يتطابق مع وصية الرب الشهيرة: “بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض” (يو 13 : 35)، فمعرفة الناس أننا تلاميذ الرب سيأتي بالمجد للرب ذاته، ولذلك أوصانا بأن يحب بعضنا بعضا كما هو أحبنا، كيف لا والمحبة هي الوجه الآخر للوحدة، توأمان متشابكان لا يمكن فصلهما.

لقد وعظ بولس الرسول عن موضوع الوحدة بشكل خاص في رسالته إلى أهل فيلبي (2 : 1 – 11)، فقال إنها بمثابة الفكر الواحد، المحبة الواحدة والنفس الواحدة (ع 2)، ويقدّم لنا السبيل لهذه الوحدة: فكر المسيح (ع 5)، هو هو الفكر الذي قاد الرب ذاته أن يخلي نفسه ويأتي لأرضنا في شبهنا، طائعا حتى موت الصليب. الفكر الواحد بالنفس الواحدة هو أن أفضّل الآخرين على نفسي وأن أهتم بما هو للآخرين أيضا (ع 3 – 4)، وهذا يتطلب التواضع واضعا نصب عينيّ الصليب كما فعل رب المجد، ولذلك رفّعه الله لأنه هو الذي يرفع المتضعين (ع 9، لو 1 : 52).

النفس الواحدة هو أن يكون في نفسي حكم الموت كما كان في نفس الرب (2 كو 1 : 9)، فعندما يكون لكل منا فكر المسيح سيتوحّد فكري بفكر أخوتي في “منطقة فكر المسيح”، وبالتالي سوف يكون لنا جميعا الفكر الواحد بالواحد يسوع المسيح، وعندها لن يكون فكري أو طريقتي أو خدمتي أو رسالتي أو موهبتي أو قدراتي أو آرائي، بل كل ذلك سوف ينصب في فكر المسيح، وعندها سنكون في وحدة حقيقية لأجل هدف واحد للواحد يسوع رب المجد: ليؤمن العالم بالرب وإرساليته فيتمجد اسم الرب.

عندما أطاع التلاميذ الرب متحدين معا بنفس واحدة، حصلوا على القوة التي حوّلت بطرس من جبان ناكر للمسيح إلى بطل مغوار لا يعرف للخوف سبيلا، وأولئك التلاميذ الذين تركوا الرب وهربوا في أحلك لحظاته إلى جبابرة بأس لا يهابون الاضطهاد أو الموت جائلين مبشرين بالكلمة في أنحاء المعمورة حتى فتنوا المسكونة بالإنجيل، فيا ليتنا نحذو حذو التلاميذ فنفتن المسكونة بالإنجيل، فقط عندما نكون “بنفس واحدة”.

Finish the race completely – انهي السباق تماما

نهاية أمر خير من بدايته”، كذا قال الملك سليمان في سفر الجامعة 7 : 8، ولكن، للأسف، فبالرغم من مقولته هذه الموحى بها من الروح القدس فقد أنهى الملك سليمان حياته بالبعد عن الله واتباعه الهة غريبة (1 مل 11 : 4 – 6).
كثيرون يبدأون الحياة الروحية بنجاح وفرح وابتهاج ونصره وتوبه وطاعه ونمو … ولكن للأسف قليلون هم الذين ينهونها بنفس الطريقة، فيخورون في الطريق. نلاحظ ان أغلبية ملوك إسرائيل ويهوذا لم ينهوا السباق بنجاح، والأمثلة كثيره على ذلك.

قال يسوع: “كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون” (مت 20 : 16، 22 : 14)، ونقرأ في انجيل يوحنا كيف ان كثيرين لما سمعوا كلام يسوع قالوا هذا الكلام صعب، من يستطيع ان يسمع، اي ان يعمل ويطبق هذا الكلام، عندها رجع كثيرون إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه (يوحنا 6 : 60). 

نعم، لقد صدق هؤلاء عندما توصلوا للنتيجة ان الحياة مع الرب ليست بسهله، ولكن مشكلتهم أنهم لا يريدون ان يضحوا لأجل الرب ولا يريدون ان يدفعوا الثمن بالسير وراء السيد وترك كل شيء واتباعه. 

الكتاب يعلمنا أن الحياة مع الرب ليست بسهله، فمعنى اختيار السير مع الرب هو ان نسير ضد تيار الخطية والشر والعالم، وهذا ليس بالأمر السهل ونحن بحاجه إلى معونة ونعمة الرب كي نقدر ان نعيش بنجاح في حياتنا مع الرب للنهاية، لأنه هو نفسه قال: “لأنكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا” (يو 15 : 5)، وكذلك قال: “ما اضيق الباب وأكرب الطريق المؤدي إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه” (مت 7 : 14).

هناك جهاد وضيق وصعوبات وآلام في هذه الطريق وما علينا إلا ان نصبر ونثبت انظارنا نحو السيد، كيف لا ومكتوب بوضوح انه “بضيقات كثيره ينبغي ان ندخل ملكوت السموات” (أع 14 : 22). قال يسوع وأكّد قائلا: “في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم” (يو 16 : 33). الرب يريدنا ان نعرف وان ندرك ثلاثة أمور مهمه: 1) حقيقه: ضيق في العالم 2)  وصيه: ان نضع ثقتنا بالرب 3) وعد: الرب غلب العالم، فبالرغم من الضيق فالرب يعدنا انه قد غلب العالم، وما علينا إلا ان نثق فيه.  من المهم ان ندرك ان وجود الضيق في العالم لا يعني ان أعيش متضايق، فالضيق يحيط بكل العالم في كل مكان، ولكن طوبى لنا أننا نعرف الرب، وهو يحثنا أن نضع ثقتنا فيه لأنه غلب العالم.

لقد شبه الكتاب الحياة الروحية بانها كسباق في ميدان هذا العالم، فيقول بولس في رسالته الاولى الى اهل  كورنثوس 9 : 24: “ألستم تعلمون ان الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحدا يأخذ الجعالة. هكذا اركضوا لكي تنالوا” وما علينا إلا ان نركض لكي ننال، لا كأننا نضرب في الهواء (ع 26).

لماذا قد لا يكمل البعض السباق ؟ (1) الخوران في الطريق: غير حاملين سلاح الله الكامل، جسديون، يتفكرون في الأرضيات، عيونهم للوراء وليس على الهدف – الرب، لذلك فعند التجربة يرتدون، هؤلاء الذين زرعت كلمة الله في ارض غير جيده في حياتهم: في الطريق، بين الشوك، على الصخر، اساساتهم الروحية ضعيفة، غير ثابتين في المسيح ضد تيار العالم والخطية والشر (لقد ربط الرب موضوع الثبات بالضيق الذي في الأرض، فكي نصمد في هذا الضيق علينا أن نثبت في الرب – أنظر من فضلك يو 15 : 5). (2) الفتور الروحي: مؤمنون مخلصون ولكنهم مغلوبون ويعيشون حياة الهزيمة: يتغيرون بحسب الظروف، عضلاتهم الروحية ضعيفة، سائرين في مهب الريح، مع التيار، يريدون التمتع ببركات الخلاص دون دفع الثمن والتضحية لأجل الرب، يعرجون بين الفرقتين (1 مل 18 : 21). الفتور الروحي هو مرض روحي يشبّهه يوحنا الرائي بالجسم الغريب في معدة الله، فيقول: “هكذا لأنك لست باردا ولا حارا أنا مزمع أن أتقياك من فمي” (رؤ 3 : 16). (3) السقوط: أخطر مجموعه، عادة هؤلاء يكونون مستخدمين وبدرجات روحيه عميقه ولكن يقعون في تجربة وفخ إبليس إذا لم ينتبهوا لحياتهم الروحية، فخ مثل الكبرياء أو الغرور أو جنون العظمة، أو حتى الزنى (“طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء” – أم 7 : 26).  

كي نكمل السباق بنجاح نحتاج إلى: (1) الإيمان: شعب إسرائيل لم يقدر ان يستمر ويدخل ارض الموعد لعدم الإيمان، فتذمر ونظر إلى الوراء: “فنرى أنهم لم يقدروا أن يدخلوا لعدم الايمان” (عب 3 : 19)، وبولس يقول: “أكملت السعي، حفظت الإيمان …” (2 تي 4 : 7)، وبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب 11 : 6). (2) الطعام الروحي: يجب ان ننمو ونأكل الطعام للبالغين كي نقوي عضلاتنا الروحية – الذين بسبب “التمرن” تصير لنا الحواس مدربه على التمييز بين الخير والشر (عب 5 : 14). إيليا اكل أكله من السماء وامشته أربعين يوما، يجب أن نأكل الطعام السماوي كل يوم كي نستطيع ان نصمد في الطريق، فمع طلة كل صباح أمامنا تحديات مع الخطية والعالم والجسد، حرب مستمرة لا تعرف الراحة أو التوقف. (3) ان يكون لنا فكر المسيح: عب 12 : 3: “فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم” ان يكون في نفسي حكم الموت (2 كو 1 : 9)، “فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا …” (في 2 : 5)، وإذا اتممنا قراءة الآية نرى أن فكر المسيح هو فكر التواضع والبذل والمحبة والعطاء. يجب أن نضع في فكرنا ونتذكر دائما أن الرب احتمل المشقات من الخطاة قبلنا، وهذا يسهل علينا إتمام السباق بنجاح وقوة وألا نخور في الطريق.

للسباق مبادئ / قوانين: “ألستم تعلمون ان الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحدا يأخذ الجعالة. هكذا اركضوا لكي تنالوا” (1 كو 9 : 24).

(1) مبدأ / قانون الركض – الركض يحتاج إلى مجهود ونفس طويل، لياقه بدنيه، في البداية يكون الأمر صعب ولكن مع التدريب يصبح أسهل وأسهل. كما ذكرنا أعلاه، نحتاج ان نتدرب في حقل السيد، “الذين بسبب التمرن…”، بولس يقول: “جاهدت الجهاد الحسن …” (2 تي 4 : 7) هناك مجهود يجب ان نبذله وليس ذلك فقط بل ان نجاهد بحسب قانون الكتاب. بولس يقول بشكل واضح “وأيضاً ان كان أحد يجاهد لا يكلل ان لم يجاهد قانونيا” (2 تي 2 : 5). كذلك يستمر مشجعا تيموثاوس قائلا: “اجتهد ان تقيم نفسك لله مزكى عاملا لا يخزى مفصلا كلمة الحق بالاستقامة” (ع 15). هناك حرب روحيه مستمرة يجب ان نقف فيها كل يوم وكل لحظه، كيف لا والكتاب يعلمنا أن “الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون” (غل 5 : 17) وكذلك “للرب حرب مع عماليق من دور إلى دور” (خر 17 : 16)، لا يوجد استراحة أو هدنة مع عدو الخير، ولكن لا نخاف، “لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم” (2 مل 6 : 16)، “الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون” (خر 14 : 14)، “لأن الرب الهكم سائر معكم لكي يحارب عنكم أعداءكم ليخلصكم” (تث 20 : 4)، “بالرجوع والسكون تخلصون، بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم” (أش 30 : 16). 
(2) في الميدان – في ساحة العالم. يجب أن نركض في الميدان أي في العالم بين الناس وليس في عزلة عنهم. في هذا العالم / الميدان حيث الجميع يركضون ولكن نحن نركض داخل إطار كلمة الله وقوانينها، يجب ان نعرف وندرك كلمة الله جيدا كي نحارب بحسب القوانين المكتوبة ونكون داخل اطار مشيئة الله المعلنة بكلمته الحية، الصالحة، المرضية والكاملة (رو 12 : 2). من المحزن أن كل الناس الذين لا يعرفون الرب يركضون ولكن يضربون الهواء وليس لكي ينالوا (1 كو 9 : 26)، فهم يصارعون هواء ويركضون وراء سراب وفي النهاية يسقطون في الهاوية والنتيجة – لا ينالون شيئا. ليس كذلك نحن، ويا ويلنا إن كنا كذلك. في صلاة الرب بإنجيل يوحنا 17 صلى قائلا “لست أسال ان تأخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير” (يو 17 : 15)، وبولس يقول: جاهدت الجهاد الحسن، اي بحسب قوانين الله ومشيئته، ان نكون اعضاء داخل كنيسة الله، حجاره حيه فيها، ان نكون داخل القطيع الواحد وهكذا يمكننا أن نحارب بشكل حسن في ميدان هذا العالم.
(3) لكي ننال – يوجد هدف وراء الركض: كي ننال الجعالة، الإكليل، الغرض. بولس يقول: “أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع” (في 3 : 14). “جعالة” أي أجرة، منفعة. جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع، أي ان الأجرة والمنفعة الأعظم لله لنا هي في المسيح يسوع، أي ان يسوع هو الغرض الأعظم والاسمى لله لنا الذي ينبغي ان نسعى له واليه وليس لأي شيء آخر. هذا يتطابق مع الآية: “لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا، ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله” (عب 12 : 1 – 3). وهكذا كان بولس يفعل: “افعل شيئا واحداً، أنسى ما وراء وامتد إلى قدام، أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع” (في 3 : 14). 

اذا نحن شاعرون اننا تعبنا في الطريق فلنفحص حياتنا الروحية ولندقق فيها، اذا سقطنا او انغلبنا في ناحيه او اكثر فلنذكر من اين سقطنا ولنتب (رؤ 2 : 5)، وفي كل الأحوال لنثبت انظارنا نحوه ولنتفكر في الذي احتمل المشقات والآلام لئلا نخور في نفوسنا. 

كي نكمل السباق بنجاح ليتنا نحذو حذو بولس الرسول، الذي استطاع أن يقول في نهاية مسيرته على الأرض:

“فاني انا الان اسكب سكيبا ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن، اكملت السعي، حفظت الايمان واخيرا قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا” (2 تي 4 : 6 – 8).

Depths without borders – أعماق بلا حدود

أليفاز التيماني، واحد من اصدقاء ايوب الثلاثة، يقول لأيوب في بداية هذه الفقرة: “تعرف به واسلم، بذلك يأتيك خير”،// أيوب 22: 21 // أي انه يقول لأيوب: هناك عمل يجب ان نعمله فنسلم وعندها سيأتينا خير. بكلمات أخرى، أليفاز يعيّر ايوب ويقول له بانه لو أنك عرفت الرب ووصلت إلى الأعماق بالطريقة التي سأقولها لك فسوف تسلم لا محالة وسيأتيك الخير، وكأن أليفاز يقول لأيوب: “يظهر يا أيوب انك لم تصل إلى هذه الأعماق، ولذلك فأتى كل هذا الشر على حياتك…”، وفي الأسطر القليلة المقبلة سنكتشف أن أليفاز أخطأ في تعييره لأيوب وحكمه عليه.

أليفاز يقدم لأيوب عظة عن الأعماق الروحية التي يجب أن نعبرها في حياتنا مع الله، يتكلم عن ثلاثة مراحل أساسية للدخول إلى العمق الروحي، تصاعده ونتائجه، وسنساعد أليفاز في عظته مقارنين كلماته مع الفقرة المذكورة من سفر حزقيال.

العمق الأول: المياه إلى الكعبين. أيوب 22 : 22 – 25، حز 47 : 3.

مرحلة التوبه – القبول والبناء (الألفيه الأولى): تبدأ هذه المرحلة بقبولنا الرب في حياتنا، فيها ندخل المياه – الحياة مع الله في الألفية الأولى حيث المياه إلى الكعبين، نختبر بهجة الخلاص والنمو الروحي، يوجد بناء، تعب مشقات، بناء اساساتنا الروحية، ونختبر أنه بضيقات كثيره ينبغي ان ندخل ملكوت السموات (أع 14 : 22)، وكما قال الرب: “في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم” (يو 16 : 33).

هذه المرحلة تحتاج إلى مجهود ووقت، فالسير في المياه ليس بالأمر الهيّن أو المريح، فيسوع سبق وأخبرنا أن الباب لطريق الرب ضيق والطريق المؤدي إلى الحياة كرب، وقليلون هم الذين يجدونه (متى 7 : 14).

كذلك قد نلاقي الكثير من المقاومات والمقاومين، فنحن في مرحله فيها نبعد الظلم عن خيمتنا (أي 22 : 23) اي نرفض أن نظلم ونغش ونعيش حياة الاستقامة والسلوك في النور، فمكتوب ان الظالمين لا يرثون ملكوت السموات (1 كو 6 : 9)، فلا يمكن ان نظلم أخانا ولا ننصفه وبنفس الوقت نستمر في الحياة مع الله، فدخولنا المياه يعني أننا نحن من الآن فصاعدا أمام ثلاثة أعداء قويه: الشيطان، الجسد والعالم، فنحن معتادون السير على اليابسة، نفعل ما يحسن في أعيننا، وليس على المياه.

هذه المرحلة فيها تضحيه حيث نلقي بالتبر على التراب (أي 22 : 24)، أي نضحي بأغلى ما عندنا لأجل الرب، ان كان بحياتنا، اوقاتنا، ممتلكاتنا، اموالنا وكل امر غالي على قلوبنا غير الرب يتوقع الرب منا ان نطرحه على التراب وبين حصى الاودية … ولكن الرب لا يبقى مديونا لاحد، فهو يكرمنا ويعوضنا، فكما قال لتلاميذه: ليس احد ترك أبا أو أما أو إخوة أو أخوات أو حقولا إلا ويأخذ مائة ضعف مع اضطهادات وفي الدهر الاتي الحياة الابدية (مر 10 : 30). في هذه المرحلة نلاحظ ان أغلبية الجسد ما زال خارج المياه، ولكن مع دخولنا أكثر الى الأعماق يبدأ الجسد أو أعمال الجسد بالاختفاء شيئا فشيئا.

نشبّه هذه المرحلة ببناء أساسات البيت والهيكل والتجهيز للسكن فيه.

العمق الثاني: المياه إلى الركبتين. ايوب 22 : 26، حز 47 : 4.

مرحلة التلذذ بالرب (الألفية الثانية): يقول في المزامير: “تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك” (مز 37 : 4). نتمتع في البيت الذي بناه الرب في حياتنا (ان لم يبن الرب البيت فباطل يتعب البناؤون – مز 127 : 1)، نتمتع ببركات القدير، نسكن البيت، مرحلة يبدأ فيها استقرار ونضوج روحي، نرفع الى الله وجوهنا أي نقترب إلى الله ونثبت انظارنا نحوه، نترك كلام البداءة ونتقدم لنأكل الطعام للبالغين، نميز الأمور المتخالفة (عب 5 : 14، رو 2 : 18، في 1 : 10). عمق فيه نتمتع ببركات السماء، نقول فيه: حلقه حلاوة وكله مشتهيات، يعطينا كل شيء بغنى للتمتع

من صحه وعائله وأولاد وعمل ومواهب روحيه واستخدامات الهيه وثمر (إقرأ|ي كذلك من فضلك أش 58 : 9، 10، 14).

ولكن مع كل هذا فنحن ما زلنا عند الركبتين، وما زال أغلب اتكالنا على الجسد وقدراتنا ومواهبنا وطاقاتنا، ولكن هناك أعمق من ذلك …

العمق الثالث: المياه إلى الحقوين. ايوب 22 : 27 – 30، حز 47 : 4.

مرحلة الثبات (الألفية الثالثة): هنا نصل إلى درجه فيها نثبت في الرب وفي كلامه، عندها نصلي فيكون لنا، نجزم أمرا فيصير، كما قال يسوع: ان ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم (يو 15 : 7)، مرحلة فيها نعرف كيف نصلّي بحسب مشيئة الرب وقلبه فيستجيب لنا، و”نذورك توفيها” اي نعيش حياة الصدق مع الله والناس، طائعين وعاملين بكلامه بأمانة.

هذا العمق رائع، فيه الجسد مغطى لنصفه أو أكثر، مرحلة الانتصارات الروحية وامتلاك أراضي روحيه كشعب إسرائيل عندما دخل ارض الموعد. هنا إيمان بمستوى عال، نرى وندعو الأمور غير الموجودة كأنها موجوده (أيوب 22: إذا وضعوا تقول رفع … ينجي بطهارة يديك، كذلك رو 4 : 17).

يقول في المزامير: من يصعد إلى جبل الرب ومن يقوم في موضع قدسه، الطاهر اليدين والنقي القلب … (مز 24 : 3 – 5)، مرحلة صعود إلى جبل الرب بعد ان نتطهر ونتقدس، حيث يتجلى لنا الرب بذاته كما ظهر على جبل التجلي أمام أكثر التلاميذ قربا له وعندها كذلك سنسمع صوت الله ونفهم مشيئته لحياتنا.

هنا تنتهي عظة أليفاز التيماني، ولكن ما زال هناك أعمق من ذلك.

العمق الرابع: مياه سباحه نهر لا يعبر – حزقيال 47 : 5:

هذا لم يصله اليفاز التيماني ولكن أيوب أدركه ووصله واختبره ونجح فيه، عمق كشفه الله لحزقيال في الآية المذكورة.

المرحلة الأعمق، فيها تسليم كامل لله ولعمله في حياتنا، هنا كل الجسد مغمور بالمياه وأرجلنا تسبح في المياه بقيادة كاملة للمياه دون أن تدوس الأرض، أي انه لا اتكال على امكانياتنا أو مواهبنا أو طاقاتنا أو معرفتنا، مهما كثرت، إنما على الله.

هذا العمق معناه انه حتى لو وصلنا إلى أعمق درجات الإيمان وارتقينا كل هذي المستويات الروحية التي تكلم عنها أليفاز، وبالرغم من كل ذلك لم نحصل على البركة الارضية أو أنها أخذت من بين أيدينا، مع هذا نبقى ثابتين وواثقين بالرب ونقول مع ايوب: “عريانا خرجت من بطن أمي وعريانا أعود إلى هناك، الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركا” (أي 1 : 21).

هناك عدة من رجالات الله الذين تعرفوا وأدركوا ووصلوا وعاشوا هذه الأعماق، كأيوب وحزقيال وأساف وداود وبولس وبطرس ويوحنا الحبيب وغيرهم، يدعوهم الكتاب أبطال الإيمان الذين تحدث عنهم بعبرانيين 11، أولئك الذين اضطهدوا لأجل الرب ولم يتنازلوا عن إيمانهم بالسيد.

هذا العمق معناه أمرين رئيسيين: الأول أن أكون منقادا قيادة كاملة من الله بإرشاد الروح القدس – وهذا هو السباحة في نهر لا يعبر، أي في حالة تسليم كامل ومطلق للرب، والآخر هو أن لسان حالنا دائماً: يا رب مهما حصل فانا لك، مهما كانت الظروف والأحوال، أخذنا أو لم نأخذ، كثير ام قليل، لدي ممتلكات، عائلة، أولاد، أهل أو لا نملك كل ذلك، صحه ام مرض، عمل جيد أو غير جيد، عبد أم حر… فنحن لك ولغيرك لن نكون. لسان حالي يقول: يا رب

انا اتبعك مهما كان ومهما حصل، بدون شروط أو حدود أو قيود، عالم بمن آمنت وموقن انه قادر ان يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم، كيف لا وهذا العمق غير محدود بألفية، هو العمق الذي لا يعرف الحدود.

عكس ذلك، يصفهم الكتاب ب”الذين انكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان” (1 تي 1 : 18 – 20)، حيث يؤكد على الإيمان الصالح والضمير الصالح. الإيمان الصالح هو الذي يفسر كل ما يحدث معي بطريقه صالحه، حتى الأمور التي تبدو سلبية، والضمير الصالح هو نائب الله في الإنسان الذي يعطيني الصبر كي اقبل كل شيء من الله، كما قال ايوب: “أالخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل ؟” (2 : 10)، هو العمق الذي وصله ايوب أيضاً عندما قال: “الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركا”.

نلاحظ ان الكتاب يقول أن أيوب لم يخطئ ولم ينسب لله جهالة ولم يخطئ بشفتيه (1 : 22، 2 : 10)، والله برّأ ايوب ووصفه بالبار: “لم تقولوا فيّ الصدق كعبدي ايوب” ووبخ الله أصدقاء أيوب على تعييرهم لأيوب وأنهم أخطأوا بالحكم عليه، لماذا ؟ لأن أصدقاء أيوب لم يدركوا العمق الرابع (1 : 8، 2 : 3، 42 : 7 – 8).

نلاحظ ان الدخول إلى الأعماق أمر تدريجي ويتعلق في تعاوننا مع الرب وصنع القرار ان ندخل إلى الأعماق ونترك حياة الشاطئ. نلاحظ كذلك أيضاً ان الدخول للأعماق يصعب أكثر من مرحله لأخرى، بالضبط كما يصعب في عملية السباحة من مرحلة الكعبين للركبتين ثم الحقوين … إلى ان ندخل إلى الأعماق التي فيها نحمل على الأذرع الابدية، حيث فيها نسلم تسليما كاملا لرب الأرباب وملك الملوك (“سلمنا فصرنا نحمل” – أع 27 : 15، تث 33 : 27).

إن الحياة المسيحية ليست مبنيه على المصالح، وليست بالضبط كما وصفها أليفاز: تعرف به واسلم، بذلك يأتيك خير، مع ان هذا الأمر حقيقه نختبرها ووعد الله بها، ولكن الحياة المسيحية لا تتوقف عند هذا الحد، بل هي أعظم من ذلك بكثير، حياة فيها عمق رابع غير محدود بألفيه كالأعماق الثلاث الأولى، بل هو لا يعبر، واسع وغير محدود، هو الله بذاته، عندما ندخله يعني أننا دخلنا حيز الله نفسه.

ليت الرب يعبرنا هذي الأعماق، حتى نصل إلى ما لا حد له، عندها سوف يحملنا القدير على أذرعه الأبدية ويقودنا قيادة كاملة بروحه القدوس الساكن فينا، وعندها كذلك سوف نحتمل ونقبل أي شيء يمكن ان يواجهنا ولا يقف أحد في طريقنا، أمين.

believe in one God – نؤمن بإله واحد

من أصعب الأمور التي قد تعيق التواصل بين العباد لا بل قد تفرق بينهم وتبني حواجز وأسوار هي سوء فهم الأحد للآخر، وهذا ينطبق على كل أنواع العلاقات في المجتمع، بدءا بالفرد بينه وبين نفسه، فالزوجين فالعائلة المصغره، الأكبر، البلده، الدوله فالدول بين بعضها البعض.
نعم، قلنا الفرد بينه وبين نفسه، فقد يسيء الإنسان فهم صيرورته وسبب وجوده على الأرض، وبالتالي يدخل في صراع مع هويته  وهدف حياته على الأرض، واسئله كثيره تتردد في ذهنه تزعجه وتعكر صفوه بل قد تشل تقدمه في الحياه فيسير على غير هدى.
أن كان هذا حالنا مع انفسنا، فكم وكم يكون الوضع حيال علاقاتنا مع الآخرين ضمن العلاقات المذكورة أعلاه في حالة إساءة فهمنا إياهم وفهمهم إيانا.
احد المفاهيم التي ارتأيت ذكرها، والتي قد يساء فهمها الى اقصى الحدود هي عقيدة الثالوث في المسيحيه: الآب والابن والروح القدس …
كي نمنع أي التباس في فهم الثالوث من المهم أن نقول ونذكّر أن الثالوث ليس ثلاثة آلهه – حاشا وألف كلا … إنما الثالوث هو الله الإله الواحد الوحيد، ولكن في ثلاث صور: الله الآب الذي لم يره احد قط، الله الابن الذي تجسد أخذًا صورة إنسان كي يفدي الإنسان من الخطيه، والله الروح القدس الحي في أولاده لكل الذين قبلوا المسيح ربا ومخلصا على حياتهم.
الله الواحد والوحيد، بمحبته العظيمة لخليقته، وكي يستطيع أن يفدي الإنسان من الخطيه التي سكنت فيه منذ آدم الأول، كونه كلي القدره والعظمه والعدل، أخذ صورة إنسان مثلنا مولودا من عذراء ليس بمشيئة رجل بل من الروح القدس، عاش في أرضنا، تألم آلامنا، شفى امراضنا، أعطانا كلمة الحق ثم، والأعظم من كل ذلك، فدانا من خطايانا بعد أن تعلق على الصليب، حاملا عنا عقاب الموت، مات بدلا عنا، ثم قام غالبا ومنتصرا على الموت وبالتالي أعطانا حياة، وما علينا إلا ان نقبله مخلصا ونملكه ربا على حياتنا.
بعدما صعد الرب للسماء أعطانا الروح القدس، أي روحه، كي يسكن فينا ويعطينا القوه كي نعيش الحياة المسيحيه الحقيقية التي أوصانا بها الرب في كلمته، فبدون ذلك ليس بإمكاننا تطبيق تعاليم المسيح، وان كنا نعرفها ومقتنعين بها.
من المهم ان نؤكد انه لم يكن بإمكان إنسان عادي، حتى نبي، ان يفدي الإنسان من الخطيه، لان الإنسان بطبيعته خاطئ، وبما ان “الحديد بالحديد يحدد والإنسان يحدد وجه صاحبه” (سليمان الحكيم في سفر الأمثال أصحاح ٢٧ الايه ١٧) كان من الضروري بل والحتمي ان الله نفسه، كلي القدره وكامل المحبه والمنزّه عن الخطيه، ان يأخذ صورتنا ويأتي إلى أرضنا كي يفدينا من الخطيه كما ذكرنا.
كي لا يساء فهم عقيدة الثالوث في المسيحيه، وكل الصراعات التي قد تتأتى من ذلك، نؤكد أن الله هو واحد ووحيد ولا شريك له، وان الثالوث هم في الواحد كالمثلث ذي ثلاث زوايا ولكنه مثلث واحد، وكالشمس التي تعطي النور والحرارة والاشعه، كذلك الله هو الله الآب، الله الابن والله الروح القدس، كذا قال المسيح انه هو والآب واحد الذي أعطانا من روحه، كذا تؤكد كلمة الله على مدار صفحات الكتاب المقدس، وكذا ينص دستور الإيمان المسيحي، الذي يستهل الدستور بالحقيقة: “أومن باله واحد” 

My house called a house of prayer – بيتي بيت الصلاة يدعى

من المعروف ان الرب لفظ هذه العباره بعد ان طرد التجار من الهيكل، أي بيت الصلاه، أو في ايامنا الكنيسه. لا حاجه أن نسهب في ردة فعل الرب حيال هذا الموقف، فنقرأ في متى 21 : 12 – 13: 12 ودخل يسوع الى هيكل الله واخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام 13 وقال لهم: «مكتوب: بيتي بيت الصلاة يدعى. وانتم جعلتموه مغارة لصوص!»فقد كانت حازمه ولا تحتمل المساومه، وما كان منه إلا أن يطرهم خارجا لا بل قلب موائد الصيارفه، أي تجار الاموال، وقلب كراسي باعة الحمام، تلك الكراسي التي وقف عليها أصحاب “البسطات” ونادوا صارخين: “حمام … غنم، أرخص بضاعه ممكن تلاقيها عنا اليوم … حمام … غنم …” !!! وأين كل ذلك ؟؟؟!!! في بيت الله، بيت العباده والصلاه !!! (أنظر من فضلك كذلك أشعياء 56 : 7، أرميا 11 : 7، مرقس 11 : 17، لوقا 19 : 46).

من الملاحظ جدا الغضب المقدس الذي تأجج في ردة فعل يسوع له المجد، ولربما نعتبرها غريبه كون الرب استعمل القوه ليس ضد البشر ولكن ضد الخطيه التي عرّفها الرب في هذا الموقف: “اللصوصيه”، فبدل ان يكون الهيكل بيت الصلاه تحوّل الى “مغارة لصوص”… يا للعار … في مكان اخر يقول ان الرب “صنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل” (يوحنا 2 : 15).

السؤال المهم بمكان في هذا الظرف الصعب: كيف يا هل ترى تحولت عبادة الله الى تجاره في عقر دار الحضور الالهي، والتي عرّفها الرب ب- “اللصوصيه”، او “التجار في مال الرب” ؟؟؟!!!

على الأرجح إن السبب الذي اذن لهم حتى يبيعوا ويشتروا في الهيكل هو هذا: ان الله قد أمر شعب اسرائيل ان لا يذبحوا الحيوانات المنذورة الا عند باب قبة الزمان وذلك اولاً لكي لا ياكلوا الدم وثانياً لكي لا يذبحوا ذبائحهم للشياطين، وامرهم كذلك انهم اذا كانوا بعيدين عن اورشليم فليبيعوا ثيرانهم وخرافهم المنذورة وعندما يدخلون اورشليم يشترون عوضها بالفضة، فاتخذ كهنة اليهود هذا الامر الالهي، وبسبب ولعهم بمحبة المال، وسيلة للربح وادخلوا باعة الخراف والحمام والثيران الى الهيكل حيث يبيعون ويشترون لقاء جزء من الربح كانوا يتقاضونه منهم، وفي الوقت ذاته كانوا يامرون أصحاب النذور ان يشتروا نذورهم من باعة الهيكل، وأما هؤلاء: باعة الثيران والخراف والحمام في الهيكل، فاستغلوا الموقف وكانوا يبيعون هذه الحيوانات باثمان باهظة لسد جشعهم وجشع الكهنة الذين شاركوهم في اللصوصيه، وهكذا اصبحت هذه القرابين التي تذبح لمغفرة الخطايا على حسب الناموس وسيلة لسلب الناس اموالهم …

لا بد ان هذه التجاره حدثت تدريجيا وليس دفعة واحده، وهذه هي سياسة العدو ابليس في استدراج البشر، بالذات اولئك الذين قد عرفوا واختبروا الرب، ودحرهم شيئا فشيئا نحو الهاويه، هذا طبعا اذا فتحنا أمام هذا العدو ثغرات في حياتنا ليدخل منها، بالرغم من التنبيهات الالهيه من خلال كلمته وبواسطة ضمير الروح القدس الساكن في اولاد الرب.

ان الخطر هنا كبير للغايه، ويكمن في أن هؤلاء التجار في مال الرب، اللصوص، هم الذين عرفوا الله: رجال الدين الكهنه، وهذا يفسر غضب الرب الشديد حيال هذا الموقف، فهم عرفوا الكلمه جيدا وعلّموها لا بل كانت كلمة الله هي “عملهم” ولكن ليس نهج حياتهم، فهم علموا وتكلموا الحق ولكن للأسف لم يعيشوه أو يمارسوه، بل ركضوا وراء عدو مميت الذي يسميه الكتاب: “أصل لكل الشرور”: المال، أو بكلمات أدق: محبة المال، والحكم على هؤلاء واضح: “ضلوا عن الايمان وطعنوا انفسهم باوجاع كثيره” (1 تي 6 : 10).

لقد أحب بلعام “أجرة الاثم” فضل عن الطريق وكانت العواقب وخيمه (2 بط 2 : 15، سفر العدد 22)، هؤلاء أناس عرفهم بولس الرسول بالمنازعين وبفاسدي الذهن وعادمي الحق الذين “يظنون ان التقوى تجارة. تجنب مثل هؤلاء 6 .واما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة”. (1 تي 6 : 5 – 6).

والسؤال المهم الان هو: ما هو هدف دخولي الى “بيت الله” ؟! هل هو تجاره بالنفوس بهدف الكسب المادي على انواعه ام هو ربح النفوس للرب كما علمني سيدي ؟!

لقد نبّهنا صاحب النشيد، سليمان الحكيم، قائلا: “خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المفسدة الكروم لان كرومنا قد اقعلت” (نش 2 : 15)، فاذا ما دخلت تلك الثعالب كنائسنا التي هي بيت الله، وقد تظهر بشكل ملائكة نور كما عرفهم بولس الرسول (2 كو 11 : 14)، وقد لا نعير لها اهتماما لصغر حجمها، واذا ما لم نطردها من وسطنا، فانها سوف تكبر وتكبر وتكبر فتصبح ثعالب ضخمه وفتاكه بوسعها التهام الكروم باكملها، وليس فقط افسادها.

قد يكون التجار من الداخل، من عقر الدار، وقد يأتوا من الخارج، فلنحذرهم ولنعزل الخبيث من بيننا (1 كو 5 : 13).

we are God’s handiwork – نحن عمله

يعلمنا الكتاب المقدس أننا نحن خليقة الله وعمل يديه (أفسس 2: 10)، وهذا واضح منذ خلق الله الإنسان، إذ عمله على صورته ومثاله، فيقول جليًّا: “وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا” (تكوين 1: 26). من هنا فالله يحب الإنسان، ذكرا وأنثى، لأنه خليقته وعمل يديه، ولا يجوز أن نشك في هذه الحقيقة، لا بل يقول “لذّاتي مع بني آدم” (أمثال 8: 31)، فالله يستمتع في العلاقة الشخصية مع البشر ويريدنا أن نقترب منه ونكون في حضرته دائما، كيف لا ونحن خليقته وعمل يديه المبدعة.

كي نقرّب حقيقة حب الله للبشر يكفي أن نشبّه ذلك بمحبتنا لأولادنا، كم نفرح لفرحهم وكم نتألّم لألمهم، فهم من لحمنا ودمنا، فلذات أكبادنا، فإذا كان الحال كذلك بيننا وبين بنينا فكم وكم عظيمة محبة الله لخليقته التي صنع على مثاله، وعندما خلق الله الإنسان سلّطه على كل شجر الجنة وكل المخلوقات الأخرى، مميّزا إياه عن الحيوانات والنباتات والطيور والزواحف.

المشكلة تبدأ، أو بدأت، عندما أخطأ الإنسان وعصى الله، وبالتالي دخلت الخطية في لحمنا ودمنا وأصبحنا أناسا خطاة فكسرنا القوانين الإلهية، وكل ذلك بعد أن “سمعنا” ثم “نصتنا” ثم “اقتنعنا” بنداء الشرير، عدو الخير إبليس، ثم “نسينا” أو “تناسينا” الوصية الإلهية ثم “اقتربنا” من الشجرة التي منع عنها الله، بخلاف كل شجر الجنة المصرّح أكله، ثم “استحسنّا” شكلها ثم “قطفنا” من ثمرتها ثم “أكلنا” منها فدخل سم الخطية إلى جوفنا ثم تغلغل في عروقنا، عندها أصبحنا عبيدا لخطية العصيان بعد أن خرقنا الوصية الإلهية.

نقول هذا الكلام كي نحاول فهم العلاقة المكسورة بين الإنسان والله، فالإنسان، نحن، من خرق العهد و”بادر” في إعلان العصيان والتمرد على الله بإرادتنا، والله بدوره “لا يستطيع” اقتحام إرادة الإنسان، ليس لأنه “لا يستطيع”، بل لأنه لا يريد ذلك، فالله خلقنا وخلق فينا عنصر الإرادة الذي من خلاله نختار ما بين السير مع الله أو مع الشرير، وإلاّ فسوف نصبح آليات مسيّرة معدومة الخيار كالجماد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإرادة الله لنا هي الخلاص من الشر والخطية والحياة معه إلى أبد الآبدين بأن نسير وراءه تابعين وصاياه وراجعين عن كل طرق رديّة.

في حواره مع اليهود أشار السيد المسيح إلى إبليس كالتالي (إنجيل يوحنا 8: 44):

“ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له، لأنه كذاب وأبو الكذاب.”

وفي الإصحاح العاشر من نفس الإنجيل يقول الرب عن إبليس (عدد 10):

“السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك، وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل”.

هناك حقيقة من المهم بمكان أول وأساس أن ندركها ونبقيها نصب عيوننا: إن العدو الأول والأخير لخليقة الله هو إبليس أو الشيطان أو عدو النفوس أو الشرير أو الكذاب وأبو كل كذاب وأسماء أخرى كثيرة. بكلمات أخرى، العدو الأول والأخير للإنسان ليس الإنسان، بل هو الشيطان، وهدفه الأول والرئيس هو إبادة خليقة الله ووضعها في جهنم، وهذا يفسّر الكثير الكثير من الظواهر والكوارث والحروبات والإرهاب والخطايا التي نراها في أيامنا على أشكالها وأنواعها ، فوراء كل هذه عدو مخفي لا نراه ويعمل جاهدا بلا توقف أو نعاس أو كلل أو ملل كي يبيد خليقة الله بشتى الطرق، وبولس الرسول يشير إلى هذه الحقيقة بشكل واضح في إحدى رسائله، موضّحا أن حربنا ليست مع دم ولحم بل مع أجناد الشر الروحية في السماويات (أفسس 6: 12).

من هنا، يستخدم هذا العدو المخفي شتى الوسائل لإبادة خليقة الله على الأرض ثم إلقائها في جهنم، كما يعلمنا السيد المسيح (متى 10: 28):

“ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم.”

إن إبادة خليقة الله تأتي بعدة طرق، ليس فقط بطريقة القتل المباشرة بل بطرائق غير مباشرة أيضا، مثل ضرب الخلية العائلية للمتزوجين وإبعاد فكرة الزواج لغير المتزوجين، ودس تعاليم سامة تطعن بالزواج المقدس معتبرة إياه فكرة قديمة لا تتلاءم والعصر الذي نعيشه، أو الابتعاد عن الزواج لأسباب أخرى مثل الهروب من الالتزام والأمانة المرتبط فيه، أو التي يتوجب أن ترتبط فيه. كل ذلك يؤدي إلى ضرب فكرة العائلة وإنجاب الأولاد وتربيتهم في جو طبيعي وصحي، مما يؤدي أيضا إلى إفساد المجتمع شيئا فشيئا، هذا من جانب، ومن جانب آخر نلاحظ “تكاثر” مجتمع المثليين، والذين يعتبرهم الكتاب المقدس بفاعلي ال-“فحشاء”، وتطور هذا “المجتمع” من شأنه أن يضرب بخليقة الله بشكل غير مباشر لانعدام القدرة على إنجاب الأطفال في الحالة المذكورة.

كما يعمل إبليس جاهدا كي يفني خلائق العلي ويلقيهم في جهنم، دورنا بل ومسؤوليتنا أن نُفشل خططه ضدنا، وذلك بالخلاص من الخطية والمحافظة على حياتنا من الشر ما دمنا في أرض الشقاء، وأن نضمن الحياة الأبدية لنعيش مع الله بعد انتقالنا من غربة هذه الحياة، ليس بدون عمل السيد المسيح فينا، هو القوة التي يمنحنا إياها الله كي نضمن الحياة على الأرض وفي السماء، لأننا إذا لم نفعل ذلك فإن هذا العدو المدعو إبليس سرعان ما سيقضي على البشر، كل البشر، إن آجلا أم عاجلا، ولن نسمح له بذلك. 

Disrupters of the individual work – معطلات العمل الفردي

ذكر هنري وارد بيتشر عن العمل الفردي أن المسيحي الحقيقي يشبه ربان السفينة واجبه يحتم عليه أن يطوف البحار بما فيها من صعوبات وأمواج وأنواء ومخاطر ليبحث عن النفس المتعبة بالخطية وعندما يجدها يقودها إلى الميناء الآمن الوحيد الرب يسوع المسيح وهذا ليس مجرد كلام نظري بل هو رغبة قوية تؤثر في كل كلمة وعمل بلهيب قوي داخله.

فبكل تأكيد الشيطان لن يسعده إنك تشهد للرب يسوع وتربح النفوس له وسيضع أمامك دائماً المعطلات لهذا العمل الجليل، لكني لن أتحدث عن أي معطلات خارجك مع علمي بأنها كثيرة جداً ولكن لن يمكنا أن نغير الكون أو المجتمع الذي نعيشه بل علينا أن نتغير نحن لنكون اكثر مناسبة لمجد الله فى الشهادة للآخرين بالحياة والكلام وأتمنى أن تقرأ هذا الدرس وأنت راكع على ركبتيك ومصليا مع داود “اختبرني يا الله وأعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري وأنظر إن كان فيّ طريق باطل أهدني طريقاً أبدياً” (مزمور 139 :23) .بمجرد ما صرت مسيحي حقيقي صارت مسئوليك ومن الامتياز والواجب عليك أيضاً أن تمارس العمل الفردي كما عرفنا فى الدروس الماضية حسب الكتاب المقدس وهذه وصايا هامة جداً “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ..” (متى 19:28) (مرقس 15:16) ، ولكن إن لم تكن فعلت هذا حتى اليوم فالآن اعترف أنك كاسر لوصية هامة جدا من المسيح لك: “فأذكر من أين سقطت وتب” (رؤيا 5:2) وأبدأ من هذا اليوم تنفيذ أجمل وأروع وصيه، وإليك بعض معطلات هذه الخدمة الجليلة التي يجب أن يقوم بها كل مؤمن :-

أولا الخجل والخوف من الناس

“خشية الإنسان تصنع شركاً والمتكل على الرب يرفع” (أمثال 25:29) هذا من أهم الأسباب وربما نتستر وراء تعصب الناس .. الخ ولكن كثيراً ما يكون السبب الدفين هو الخوف والخجل وعدم القدرة على مواجهة الناس.

قال الواعظ الفرنسي الشهير بوسيه: إنك تحتاج لشجاعة أن تقول كلمتين حق عن الرب في العمل الفردي أكثر من الشجاعة التي تحتاجها كي تعظ عظة طويلة لـ 1000 شخص وأنت على المنبر .. ربما تخجل في العمل الفردي بسبب خطاياك الماضية، وربما تخاف رد فعل عنيف ممن تتحدث معه ولكن تذكر أن الله لم يعد المؤمنين بان العالم كله سيرحب بهم فالعالم لم يرحب بالمسيح نفسه ولكن صلبه بعد أن ولد فى مزود بقر ولم يكن له منزل فى العالم. “إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم .. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم ..” (يوحنا 15: 18-21 (متى 11:5-12) وفى تكوين الكنيسة الأولى كم لاقى المسيحيين الأوائل من اضطهاد وسخريه ولكنهم ظلوا يشهدون، كمثال الرسل ” وكان آخرون يستهزئون قائلين إنهم امتلأوا سُلافة” (أعمال2: 13) “وبينما هما يخاطبان الشعب .. فألقوا عليهما الأيادي ووضعوهما في حبس ..” (أعمال4: 1-4) “وأما هم فذهبوا فرحين لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه” (أعمال14:5-42) ، يقول الرسول بولس “إن كنت بعد اكرز بالختان -الناموس اليهودي- فلماذا أضطهد بعد. إذا عثرة الصليب قد بطلت” (غلاطيه 11:5) .

تذكر دائما أن الصليب بالنسبة للعالم عثره وجهالة للأسباب الآتية:

1 – أدبياً: لأنه ليست أعمال الجسد ولا الصفات الجميلة هي التي توجد الإنسان بار أمام الله بل بالعكس أثبت الصليب فشل الإنسان “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ . فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي” (غلاطيه 20:2 -21) .

2- فلسفياً: لأن الصليب يُقبل بالإيمان وليس بالنظريات الفلسفية والحكمة البشرية “فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله. لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء…ألم يجهل الله حكمة هذا العالم.لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة” (1كورنثوس18:1-21) .

3- جميعاً: العالم يميز دائماً بين البشر بوسائل عديدة، لكن الله بالصليب يدعو الجميع ولا يميز بين إنسان وإنسان “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ..” (يوحنا 16:3) ، “.. مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقلبون” (1تيموثاوس3:2-4) .

4- فخرياً: العالم لا ولن يفتخر بالصليب بل يعتبر من يؤمنون به أموات محتقرين كما أن الصليب يرى فيه المؤمن أن العالم مائت محتقر “أما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم” (غلاطيه14:6) .

5- اختيارياً: لأن الله وبموت المسيح على الصليب أعلن عن اختياره للجهال والضعفاء والفقراء بينما العالم يحتقر هؤلاء “ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانين جهالة وأما للمدعوين يهوداً ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس. فانظروا دعوتكم أيها الأخوة .. اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله الضعفاء ليخزي الأقوياء واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود” (1كورنثوس23:1-28) .

6- طبيعياً: لأن الصليب لم يعلن للعظماء أو الحكماء “التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد” (1كورنثوس2: 8) بل لمن يعتبرهم العالم جهلاء وحتى الأطفال (متى 25:11) .

7- سماوياً: الصليب مشروع سماوي ولا يقبله العالم لأنه يقبل بالإيمان “لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً .. بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر” (1كورنثوس2:2، 6) ، وتذكر دائماً أن لا تخجل من الشهادة بالمسيح ولا بصليب المسيح فهو قال “فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضاً به قدام أبي الذي في السموات” ( متى10: 32).

قال د. ل مودي : وقع أحد المؤمنين فى الخجل والتذمر وهو يقول الناس يحتقرونني عندما أتحدث عن الرب يسوع فسأله خادم صديقه هل بصق هؤلاء الناس على وجهك؟ أجاب لا. فسأله هل ضربوك ووضعوا إكليل من شوك على رأسك؟ وعند هذا السؤال فهم هذا المؤمن المقصود فاستكمل الخادم الحديث معه قائلاً: هكذا فعلوا بسيدي وسيدك ولم يرتد للوراء حتى بعدما تلاميذه كلهم هربوا، نحن نعيش فى عالم صلب سيدنا وهكذا يرفضنا ولكن عليك أن تجاهر بكل شجاعة وحب بالإنجيل فنحن سفراء عن المسيح”إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله” (2كورنثوس20:5) .

ثانياً: عدم الصلاة لأجل النفوس

فصموئيل النبي اعتبر أن هذا شر عظيم “وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فاكف عن الصلاة من أجلكم بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم” (1صموئيل 12 :23) لاحظ”..أنه ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل .. وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة لله” (لوقا 1:18، 12:6) ، “حينئذ قال لتلاميذه الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده” (متى 9: 37-38) (يعقوب 5 :17 -18) .

ثالثاً: الاحتفاظ بخطية ترعى فى قلوبنا

“إن راعيت (احتفظت وربيت) إثما فى قلبي لا يستمع لي الرب” (مزمور18:66) ولم يستطع أن يقل داود “فأعلم الأثمة طرقك والخطاة إليك يرجعون” (مزمور 51 :13) إلا بعد اعترافه وتوبته عن خطيته الشنعاء “إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم” (ايوحنا 3: 21،22) وتذكر “.. لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح” (رومية 10:14) (1كورنثوس3 :13) .

رابعاً: الجهل بكلمة الله

كثيرون ليس عندهم شيء يقولونه، فبالنسبة للمؤمن المولود حديثاً لا يُلام إن شهد دون دراية كاملة بكلمة الله ولكن مع السنين لكي تكن كرازتنا صحيحه يجب أن نعرف كلمة الله جيداً فالشعب يهلك بسبب عدم المعرفة الكتابية “قد هلك شعبي من عدم المعرفة ..” (هوشع 4: 6 (أمثال1:2-6، 13:3) ، “ملازما للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم لكي يكون قادراً أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين” (تيطس 9:1) .

خامساً: الذات وعدم اتباع شروط التلمذة

الكبرياء والذات من أهم معطلات التلمذة .. كرامتي .. كبريائي يحرماني من الصيد والنزول للبحر لكن الرب في أتضاعه جلس على البئر وطلب ماء من السامرية “وكانت هناك بئر يعقوب …فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع أعطيني لأشرب” (يوحنا 4: 6-7).

سادساً: البرودة وعدم الغـيرة

غرق أحد ركاب السفينة وأعلن القبطان غرق الراكب في هدوء شديد ولكن بعد دقائق صرخ القبطان أدفع 1000 دولار لمن ينقذه ثم أزداد صراخه بل سأدفع 100 ألف دولار لمن ينقذه وأزداد صراخه وهو يقول بل 500 ألف دولار وظل يصرخ في بكاء شديد سأدفع مليون دولار بل كل ما أملك، هل تدري لماذا أهتم القبطان مؤخراً بنجاة الغريق لأنه أكتشف أن الغريق هو شقيقه الوحيد الذي يحبه جداً. كما تقول قصة واقعية أخري: بينما كان مجموعة من العمال يحفرون بئر لاستخراج البترول في أحد الولايات الأمريكية، إذا ببعض جوانب البئر تسقط عليهم حتى غطاهم التراب فهرع الناس لإنقاذهم ومر شاب يدعى جون بجوار الحادث وكان يتفرج على عملية الإنقاذ دون اكتراث، جاء أحدهم وقال له: جون ألا تعلم أن أخاك جيمي هو أحد العمال المدفونين تحت أنقاض البئر؟ عندها خلع جون ملابسه وشارك بكل قوة لإنقاذ من سقط عليه البئر..هل تحب النفوس؟ فهم مع اختلاف أجناسهم ولونهم وديانتهم هم أخوتنا في البشرية كما قال الرسول بولس أن الله “صنع من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون على وجه الأرض ..” (أعمال26:17) . سأل أحد خدام الرب المبشر الشهير جون وسلى لماذا تحتشد الجماهير بالآلاف لتصغي إلى وعظك فأجاب وسلي: أنى أحب الرب يسوع جداً ونيران حبه تشتعل فى داخلي أظن إنه من الطبيعي أن الناس تقف لتتأمل الحريق وبينما هي هكذا أقدم لهم أهم وأعظم بشارة، بشارة الإنجيل

أ – تذكر كم كان قلب المسيح ملتهب على الخطاة البعيدين “فلما خرج يسوع رأى جمعا كثيراً فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدأ يعلمهم كثيراً” (مرقس 34:6)والمرضى (متى 14:14) ، “ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيدا وجاء إلي بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر وجاءوا إليه بأصم اعقد وطلبوا إليه أن يضع يده عليه أخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه في أذنيه و تفل ولمس لسانه ورفع نظره نحو السماء وأنّ وقال له افثا أي انفتح وللوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيماً” (مرقس 7: 31-34) والجياع “وأما يسوع فدعا تلاميذه وقال إني أشفق على الجمع لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق” (متى 15 :32) أو الحزانى “فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي” (لو 13:7) والممتلئين بالأرواح الشريرة “… طلب إليه الذي كان مجنونا أن يكون معه فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب إلى بيتك وإلى اهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك” (مر 5 :18-19) .

ب – كان شعور الرسول بولس تجاه الخطاة من شعبه “أقول الصدق في المسيح لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس إن لي حزنا عظيما ووجعاً في قلبي لا ينقطع فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد” (روميه 9 :1-3) لاحظ صراخ أرميا “يا ليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فابكي نهاراً وليلا قتلى بنت شعبي” (أرميا 9 :1) ألم يبكى مخلصنا على أورشليم “وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها” (لوقا 19 :41) فما بالنا صرنا نحن باردين؟!

ج – هذه البرودة الروحية ستختفي إن واجهنا أنفسنا بأربعة أسئلة فى محضر الله:

1- خطة الله بالنسبة للهالكين (رومية 3 :10-19، 6: 23) .

2- محبة الله لهذه النفوس (1يوحنا 4 :9، يوحنا 3 :16) .

3- محبة المسيح وصليبه وتحمُله العذاب لأجل النفوس (1يوحنا16:3) .

4- المستقبل التعيس لرافضي المسيح (رؤيا20 :11-15، مرقس 9: 43-48، متى25 :30-46) اسمع الصوت يدعوك “اعبر إلينا ” (أعمال 16 :9 ) .

سابعاً: اعتقادك أن العمل الفردي مسئولية بعض المؤمنين وليس جميعهم

وهذا تم مناقشته فى درس شبكة أم صنارة؟

وأيضاً درس الصيد بالصنارة متعة ومكافأته أبدية.

ذكر هنري وارد بيتشر عن العمل الفردي أن المسيحي الحقيقي يشبه ربان السفينة واجبه يحتم عليه أن يطوف البحار بما فيها من صعوبات وأمواج وأنواء ومخاطر ليبحث عن النفس المتعبة بالخطية وعندما يجدها يقودها إلى الميناء الآمن الوحيد الرب يسوع المسيح وهذا ليس مجرد كلام نظري بل هو رغبة قوية تؤثر في كل كلمة وعمل بلهيب قوي داخله.

فبكل تأكيد الشيطان لن يسعده إنك تشهد للرب يسوع وتربح النفوس له وسيضع أمامك دائماً المعطلات لهذا العمل الجليل، لكني لن أتحدث عن أي معطلات خارجك مع علمي بأنها كثيرة جداً ولكن لن يمكنا أن نغير الكون أو المجتمع الذي نعيشه بل علينا أن نتغير نحن لنكون اكثر مناسبة لمجد الله فى الشهادة للآخرين بالحياة والكلام وأتمنى أن تقرأ هذا الدرس وأنت راكع على ركبتيك ومصليا مع داود “اختبرني يا الله وأعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري وأنظر إن كان فيّ طريق باطل أهدني طريقاً أبدياً” (مزمور 139 :23) .بمجرد ما صرت مسيحي حقيقي صارت مسئوليك ومن الامتياز والواجب عليك أيضاً أن تمارس العمل الفردي كما عرفنا فى الدروس الماضية حسب الكتاب المقدس وهذه وصايا هامة جداً “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ..” (متى 19:28) (مرقس 15:16) ، ولكن إن لم تكن فعلت هذا حتى اليوم فالآن اعترف أنك كاسر لوصية هامة جدا من المسيح لك: “فأذكر من أين سقطت وتب” (رؤيا 5:2) وأبدأ من هذا اليوم تنفيذ أجمل وأروع وصيه، وإليك بعض معطلات هذه الخدمة الجليلة التي يجب أن يقوم بها كل مؤمن :-

أولا الخجل والخوف من الناس

“خشية الإنسان تصنع شركاً والمتكل على الرب يرفع” (أمثال 25:29) هذا من أهم الأسباب وربما نتستر وراء تعصب الناس .. الخ ولكن كثيراً ما يكون السبب الدفين هو الخوف والخجل وعدم القدرة على مواجهة الناس.

قال الواعظ الفرنسي الشهير بوسيه: إنك تحتاج لشجاعة أن تقول كلمتين حق عن الرب في العمل الفردي أكثر من الشجاعة التي تحتاجها كي تعظ عظة طويلة لـ 1000 شخص وأنت على المنبر .. ربما تخجل في العمل الفردي بسبب خطاياك الماضية، وربما تخاف رد فعل عنيف ممن تتحدث معه ولكن تذكر أن الله لم يعد المؤمنين بان العالم كله سيرحب بهم فالعالم لم يرحب بالمسيح نفسه ولكن صلبه بعد أن ولد فى مزود بقر ولم يكن له منزل فى العالم. “إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم .. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم ..” (يوحنا 15: 18-21 (متى 11:5-12) وفى تكوين الكنيسة الأولى كم لاقى المسيحيين الأوائل من اضطهاد وسخريه ولكنهم ظلوا يشهدون، كمثال الرسل ” وكان آخرون يستهزئون قائلين إنهم امتلأوا سُلافة” (أعمال2: 13) “وبينما هما يخاطبان الشعب .. فألقوا عليهما الأيادي ووضعوهما في حبس ..” (أعمال4: 1-4) “وأما هم فذهبوا فرحين لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه” (أعمال14:5-42) ، يقول الرسول بولس “إن كنت بعد اكرز بالختان -الناموس اليهودي- فلماذا أضطهد بعد. إذا عثرة الصليب قد بطلت” (غلاطيه 11:5) .

تذكر دائما أن الصليب بالنسبة للعالم عثره وجهالة للأسباب الآتية:

1 – أدبياً: لأنه ليست أعمال الجسد ولا الصفات الجميلة هي التي توجد الإنسان بار أمام الله بل بالعكس أثبت الصليب فشل الإنسان “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ . فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي” (غلاطيه 20:2 -21) .

2- فلسفياً: لأن الصليب يُقبل بالإيمان وليس بالنظريات الفلسفية والحكمة البشرية “فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله. لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء…ألم يجهل الله حكمة هذا العالم.لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة” (1كورنثوس18:1-21) .

3- جميعاً: العالم يميز دائماً بين البشر بوسائل عديدة، لكن الله بالصليب يدعو الجميع ولا يميز بين إنسان وإنسان “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ..” (يوحنا 16:3) ، “.. مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقلبون” (1تيموثاوس3:2-4) .

4- فخرياً: العالم لا ولن يفتخر بالصليب بل يعتبر من يؤمنون به أموات محتقرين كما أن الصليب يرى فيه المؤمن أن العالم مائت محتقر “أما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم” (غلاطيه14:6) .

5- اختيارياً: لأن الله وبموت المسيح على الصليب أعلن عن اختياره للجهال والضعفاء والفقراء بينما العالم يحتقر هؤلاء “ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانين جهالة وأما للمدعوين يهوداً ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس. فانظروا دعوتكم أيها الأخوة .. اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله الضعفاء ليخزي الأقوياء واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود” (1كورنثوس23:1-28) .

6- طبيعياً: لأن الصليب لم يعلن للعظماء أو الحكماء “التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد” (1كورنثوس2: 8) بل لمن يعتبرهم العالم جهلاء وحتى الأطفال (متى 25:11) .

7- سماوياً: الصليب مشروع سماوي ولا يقبله العالم لأنه يقبل بالإيمان “لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً .. بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر” (1كورنثوس2:2، 6) ، وتذكر دائماً أن لا تخجل من الشهادة بالمسيح ولا بصليب المسيح فهو قال “فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضاً به قدام أبي الذي في السموات” ( متى10: 32).

قال د. ل مودي : وقع أحد المؤمنين فى الخجل والتذمر وهو يقول الناس يحتقرونني عندما أتحدث عن الرب يسوع فسأله خادم صديقه هل بصق هؤلاء الناس على وجهك؟ أجاب لا. فسأله هل ضربوك ووضعوا إكليل من شوك على رأسك؟ وعند هذا السؤال فهم هذا المؤمن المقصود فاستكمل الخادم الحديث معه قائلاً: هكذا فعلوا بسيدي وسيدك ولم يرتد للوراء حتى بعدما تلاميذه كلهم هربوا، نحن نعيش فى عالم صلب سيدنا وهكذا يرفضنا ولكن عليك أن تجاهر بكل شجاعة وحب بالإنجيل فنحن سفراء عن المسيح”إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله” (2كورنثوس20:5) .

ثانياً: عدم الصلاة لأجل النفوس

فصموئيل النبي اعتبر أن هذا شر عظيم “وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فاكف عن الصلاة من أجلكم بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم” (1صموئيل 12 :23) لاحظ”..أنه ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل .. وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة لله” (لوقا 1:18، 12:6) ، “حينئذ قال لتلاميذه الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده” (متى 9: 37-38) (يعقوب 5 :17 -18) .

ثالثاً: الاحتفاظ بخطية ترعى فى قلوبنا

“إن راعيت (احتفظت وربيت) إثما فى قلبي لا يستمع لي الرب” (مزمور18:66) ولم يستطع أن يقل داود “فأعلم الأثمة طرقك والخطاة إليك يرجعون” (مزمور 51 :13) إلا بعد اعترافه وتوبته عن خطيته الشنعاء “إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم” (ايوحنا 3: 21،22) وتذكر “.. لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح” (رومية 10:14) (1كورنثوس3 :13) .

رابعاً: الجهل بكلمة الله

كثيرون ليس عندهم شيء يقولونه، فبالنسبة للمؤمن المولود حديثاً لا يُلام إن شهد دون دراية كاملة بكلمة الله ولكن مع السنين لكي تكن كرازتنا صحيحه يجب أن نعرف كلمة الله جيداً فالشعب يهلك بسبب عدم المعرفة الكتابية “قد هلك شعبي من عدم المعرفة ..” (هوشع 4: 6 (أمثال1:2-6، 13:3) ، “ملازما للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم لكي يكون قادراً أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين” (تيطس 9:1) .

خامساً: الذات وعدم اتباع شروط التلمذة

الكبرياء والذات من أهم معطلات التلمذة .. كرامتي .. كبريائي يحرماني من الصيد والنزول للبحر لكن الرب في أتضاعه جلس على البئر وطلب ماء من السامرية “وكانت هناك بئر يعقوب …فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع أعطيني لأشرب” (يوحنا 4: 6-7).

سادساً: البرودة وعدم الغـيرة

غرق أحد ركاب السفينة وأعلن القبطان غرق الراكب في هدوء شديد ولكن بعد دقائق صرخ القبطان أدفع 1000 دولار لمن ينقذه ثم أزداد صراخه بل سأدفع 100 ألف دولار لمن ينقذه وأزداد صراخه وهو يقول بل 500 ألف دولار وظل يصرخ في بكاء شديد سأدفع مليون دولار بل كل ما أملك، هل تدري لماذا أهتم القبطان مؤخراً بنجاة الغريق لأنه أكتشف أن الغريق هو شقيقه الوحيد الذي يحبه جداً. كما تقول قصة واقعية أخري: بينما كان مجموعة من العمال يحفرون بئر لاستخراج البترول في أحد الولايات الأمريكية، إذا ببعض جوانب البئر تسقط عليهم حتى غطاهم التراب فهرع الناس لإنقاذهم ومر شاب يدعى جون بجوار الحادث وكان يتفرج على عملية الإنقاذ دون اكتراث، جاء أحدهم وقال له: جون ألا تعلم أن أخاك جيمي هو أحد العمال المدفونين تحت أنقاض البئر؟ عندها خلع جون ملابسه وشارك بكل قوة لإنقاذ من سقط عليه البئر..هل تحب النفوس؟ فهم مع اختلاف أجناسهم ولونهم وديانتهم هم أخوتنا في البشرية كما قال الرسول بولس أن الله “صنع من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون على وجه الأرض ..” (أعمال26:17) . سأل أحد خدام الرب المبشر الشهير جون وسلى لماذا تحتشد الجماهير بالآلاف لتصغي إلى وعظك فأجاب وسلي: أنى أحب الرب يسوع جداً ونيران حبه تشتعل فى داخلي أظن إنه من الطبيعي أن الناس تقف لتتأمل الحريق وبينما هي هكذا أقدم لهم أهم وأعظم بشارة، بشارة الإنجيل

أ – تذكر كم كان قلب المسيح ملتهب على الخطاة البعيدين “فلما خرج يسوع رأى جمعا كثيراً فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدأ يعلمهم كثيراً” (مرقس 34:6)والمرضى (متى 14:14) ، “ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيدا وجاء إلي بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر وجاءوا إليه بأصم اعقد وطلبوا إليه أن يضع يده عليه أخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه في أذنيه و تفل ولمس لسانه ورفع نظره نحو السماء وأنّ وقال له افثا أي انفتح وللوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيماً” (مرقس 7: 31-34) والجياع “وأما يسوع فدعا تلاميذه وقال إني أشفق على الجمع لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق” (متى 15 :32) أو الحزانى “فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي” (لو 13:7) والممتلئين بالأرواح الشريرة “… طلب إليه الذي كان مجنونا أن يكون معه فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب إلى بيتك وإلى اهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك” (مر 5 :18-19) .

ب – كان شعور الرسول بولس تجاه الخطاة من شعبه “أقول الصدق في المسيح لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس إن لي حزنا عظيما ووجعاً في قلبي لا ينقطع فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد” (روميه 9 :1-3) لاحظ صراخ أرميا “يا ليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فابكي نهاراً وليلا قتلى بنت شعبي” (أرميا 9 :1) ألم يبكى مخلصنا على أورشليم “وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها” (لوقا 19 :41) فما بالنا صرنا نحن باردين؟!

ج – هذه البرودة الروحية ستختفي إن واجهنا أنفسنا بأربعة أسئلة فى محضر الله:

1- خطة الله بالنسبة للهالكين (رومية 3 :10-19، 6: 23) .

2- محبة الله لهذه النفوس (1يوحنا 4 :9، يوحنا 3 :16) .

3- محبة المسيح وصليبه وتحمُله العذاب لأجل النفوس (1يوحنا16:3) .

4- المستقبل التعيس لرافضي المسيح (رؤيا20 :11-15، مرقس 9: 43-48، متى25 :30-46) اسمع الصوت يدعوك “اعبر إلينا ” (أعمال 16 :9 ) .

سابعاً: اعتقادك أن العمل الفردي مسئولية بعض المؤمنين وليس جميعهم

وهذا تم مناقشته فى درس شبكة أم صنارة؟

وأيضاً درس الصيد بالصنارة متعة ومكافأته أبدية.

pray and struggling before God – الصلاة والجهاد أمام الرب

(علَى أسوارِكِ يا أورُشَليمُ أقَمتُ حُرّاسًا لا يَسكُتونَ كُلَّ النَّهارِ وكُلَّ اللَّيلِ علَى الدَّوامِ.

يا ذاكِري الرَّبِّ لا تسكُتوا، ولا تدَعوهُ يَسكُتُ، حتَّى يُثَبِّتَ ويَجعَلَ أورُشَليمَ تسبيحَةً في الأرضِ.) (اشعياء 62 : 6 – 7)

اولاً: الرب اعطانا سلطان اسم الرب يسوع لكي ننتصر على كل الشياطين وعلى كل المشاكل …

وعندما نصلي صلاة الطلب.. ونجد انه لايحدث اي تغيير ..

فيمكننا ان نتحدث الى جبل المشاكل بان يبتعد ويتركنا

(مرقس 11 : 22- 26)
22 فأجاب يسوع وقال لهم : ليكن لكم إيمان بالله23 لأني الحق أقول لكم :

إن من قال لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه، بل يؤمن أن ما يقوله يكون،

فمهما قال يكون له24 لذلك أقول لكم: كل ما تطلبونه حينما تصلون،

فآمنوا أن تنالوه، فيكون لكم25 ومتى وقفتم تصلون، فاغفروا إن كان لكم على أحد شيء،

لكي يغفر لكم أيضا أبوكم الذي في السماوات زلاتكم26 وإن لم تغفروا أنتم لا يغفر أبوكم الذي في السماوات أيضا زلاتكم)

1) شاهدت فيديو (انتشار المسيحية في العالم– تحول مجتمعات بالكامل للمسيحية-)

●●● لامستحيل امام الله وامام الصلاة والتشفع …والتوبة امام الله …وعندما قالت حكومة كولومبيا …

حيث معقل اباطرة المخدرات في العالم …انه لاامل ولاحل….

قالت الكنيسة ..يوجد امل ويوجد حل …(الغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله )

●●●2) ومهما بدا ان تحطيم الارهاب مشكلة مستعصية امام حكومات العالم ..

فإن الله المسيطر على الكون كله ..يستطيع عن طريق صلوات اولاده ..

ان يغير حالة بلاد ومجتمعات ..فيحل الهدوء والإستقرار ..بدلا من العنف والقتل …

وتشهد البلاد نهضة روحية من صنع الله

●●●3) هل تؤمن بذلك ايها الأخ الحبيب ..

إذا ابدأ الصلاة والصراع امام الله لكي تسقط حصون الشر والإرهاب والتعصب ..

ويحل السلام وتسود المحبة ومشاعر المواطنة ..بدلا من التعصب وروح الكراهية وعدم قبول الآخر

●●●4) لنصلي .لكي يحطم الرب الشر والإرهاب ليس في مصر فقط ..

بل في العراق وسوريا وليبيا وكل منطقة الشرق الأوسط والعالم كله …

ثانيا :بدأت النهضة في كولومبيا ..البلد التي انتشرت فيه تجارة المخدرات …عام 1978

حيث شغل الله المؤمنين …فقد شعل الله القس هوليو بالصلاة ..وقد تغلب على المعطلات التي وضعها الشيطان في طريقه ….

حيث لم تكن هناك رغبة في الصلاة ..ولم تكن هناك وحدة بين الكنائس من الطوائف المختلفة

1) وغضب القس هوليو عندما رأى ان رعاة الكنائس من الطوائف المختلفة ليس لديهم الرغبة في

التعاون معه للصلاة والتشفع من اجل البلاد

2) ولكن الله افهم القس هوليو بأنه ليس لديه حق في ان يغضب من رعاة الكنائس الأخرى ..بل يغفر لهم …

وارشده ان عليه ان يسامحهم ..لإن حالة البلاد لم تكن تحتمل المزيد من الفرقة والإنقسام بين الطوائف المسيحية

3) بالرغم من ان بعض رعاة الكنائس كانوا يتوقعون انه لن يأتي اشخصاص كثيرون لإجتماعات الصلاة ..

لكن بدأت اول اجتماعات الصلاة طوال الليل في 1995 حيث صلى الكثيرون من اجل الوحدة بين الكنائس..

وفي هذا الإجتماع ..صعد محافظ مدينة (كالي ) في كولومبيا وقال …إن كالي ملك للمسيح

4) بعد عشرة ايام من الصلاة المتواصلة …ذكرت عناوين الصحف في كولومبيا….

ان عطلة نهاية الأسبوع مرت بدون جريمة قتل واحدة ….بالرغم من ان المدينة كانت تشهد 10 جرائم قتل يوميا

5) وبعد عشرة ايام من الصلوات المتواصلة ومن بينها صلوات في استاد فاكسويل الذي يسع 90 ألف شخص ….

سقط احد اهم اباطرة المخدرات

6) وفي اثناء 9 شهور من الصلوات المستمرة سقط ست من اباطرة المخدرات

7 )حدث نزاع على حدود الملكية مع القس (هوليو) الذي بدأ النهضة ..

وهدده شخص بالقتل …وقال له اللله …“سوف يحدث لك ضرر ولكن سوف احوله للخير “

8) حدث بعد ذلك ان تعرض القس هوليو للقتل ..وقام الله بتحويل حادث قتله للخير

(كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله )

حيث اتحد رعاة كنائس الطوائف المختلفة وتشجعوا لكي يكملوا مسيرة (هوليو15)

وبعد ان قالت الحكومة انه لاامل ولاحل …قالت الكنيسة انه يوجد امل …

المدينة التي كان يحكمها اباطرة المخدرات والفساد …وكانت ابعد مدينة عن الله…

كل مايبدو انه مستحيل من حيث وجهة النظر البشرية والمنطق ….مستطاع لدى الله

9 ) رؤية الكنيسة ان نصلي ونواصل الصلاة حتى يستجيب الله ..

فهل تكون ايها الأخ الحبيب جزءا من هذه الرؤية

(ياذاكري الرب لاتسكتوا ولاتدعوه يسكت حتى يجعل اورشليم تسبحة)….

وماعمله الله في كولومبيا ..وفي دول اخرى كثيرة ..

شهدت تحطم قوى الشر وشهدت نهضات روحية مباركة ..يستطيع ان يعمله في حماية شعبه ..

وتحطيم قوة الإرهاب وإيقاف موجة العنف والقتل …في مصر ومنطقة الشرق الأوسط

ثالثا :صلوات

●●● ياربي يسوع نقول مع قائد المائة الذي طلب منك (قل كلمة فيبرأ غلامي )

كي تحطم قوة الإرهاب …انت الذي بكلمة خلقت العالمين ….

وبقوة اقمت الموتى وبقوة هدأت البحر ..نؤمن انك بكلمة تحطم قوة الإرهاب والعنف..

ياربي يسوع ارجوك ان تحقق هذه الآيات

●●●وعندما يقول الله عن اي شخص او اي دولة او اي منظمة إرهابية …انه سوف يتم تحطيمها …

فمن ذا الذي يعطل تنفيذ ماقضى به الله ..وعندما يمد الله يده لكي ينفذ اي امر ..

فهل يمكن ان يوجد شخص اومنظمة ارهابية او دولةمها عظمت قوتها ….

تستطيع ان تقف في طريق تنفيذ المقاصد والمخططات الإلهية …طبعا ..لا …

إذا لنؤمن ان الله عندما يقضي بتحطيم المنظمات الإرهابية فلن يستطيع احد مهما عظم شأنه وتزايدت قوته

ان يعطل تنفيذ ماقضى به الله

 رابعا : آمن بأن الله يحقق هذه الآيات

(اشعياء 54 : 14–15 )14 بالبر تثبتين بعيدة عن الظلم فلا تخافين، وعن الارتعاب فلا يدنو منك 15

ها إنهم يجتمعون اجتماعا ليس من عندي. من اجتمع عليك فإليك يسقط

«أنا الإله القدير» (تك 17: 1).

وقال إرميا «إنك صنعت السماوات والأرض بقوتك العظيمة وبذراعك الممدودة. لا يعسر عليك شيء» (إر 32: 17).

وقال المسيح «عند الله كل شيء مستطاع» (مت 19: 26).

وقال المرنم «إن إلهنا في السماء. كل ما شاء صـنع» (مز 115: 3).

«كل ما شاء الرب صنع في السماوات وفي الأرض، في البحار وفي كل اللجج» (مز 135: 6)

خامسا : لكي نتمتع باله التعويض …يجب ان نتوب اولا عن كل مايعطل البركة

ا) اانا نتحدث كثيرا عن التوبة بالنسبة للخطاة ..ولكننا نهمل الحدث عن التوبة المستمرة بالنسبة للمؤمن …

الذي اختبر الخلاص والتجديد ..لكن من المهم ..اننا بصفة يومية نخصص فترات فيها ….

نراجع افكارنا واعماالنا ودوافعنا …ونعلن تويتنا امام اله …ونطلب الغفران ..

ونطلب من الله قوة لكي نتغير ونتحرر من كل القيود وكل الإلهة الغريبة التي دخلت حياتنا

ب) إذا اردنا اي بؤكة وإذا اردنا التمتع بإله التعويض يجب اولا ان نتوب عن كل خطايانا

( اعمال الرسل 3: 19 )(19 فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم، لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب)

ت) نجد ان ايوب تمتع بإله التعويض عندما صلي لأجل اصحابه الذين كانوا يتحدثون اليه بكلمات قاسية

2)من المهم ان تخصص فترات لكي تحب من يضطهد ويكره ويقتل المسيحيين …

ولكي يساعدك الرب لكي تغفر لهم ..وكلما صليت لإجل هذه المور تمتعت بإستجابة الصلاة ..وبتعزيات الروح القدس

سادسا :تحدث بجرأة إيمان الى جبل المشاكل مستخدما سلطان اسم الرب يسوع

●●● ربما يتوهم البعض اننا اذا استخدمنا سلطان اسم الرب يسوع لكي نأمر الجبال ولكي نطرد الشيطان ..

كما هو مذكور في (مرقس 11 : 22- 26)

ان هذه كبرياء ..وجسارة غير لائقة ..وتوهم اننا اصبحنا قديسين ..

+++ يجب ان نذكر ان الرب لم يقول الايات السابقة للرسل فقط بل لكل مؤمن حيث قال ( من قال لهذا الجبل انتقل ….)

فهذا امر لكل مؤمن ..وبإستطاعة اي مؤمن بسيط ان يتمتع به بدون ان يعن ذلك ان هذا الشخص مصاب بالغرور ….

وبدون ان يكون استخدام هذا السلطان هو ماتعنيه الآية (لاينبغي ان يرتئي احد فوق ماينبغي ان يرتئي بل يرتئي الى التعقل)..

اي جب أن لا تكون نظرته لذاته وتقديره لذاته ..اكثر من اللازم .ولكن هذا الأمر يختلف عنه …

عندما نؤمن فان ايماننا هو بقدرات الله غير المحدودة وليس ان نتوهم في ذواتنا قدرات غير موجودة فيها في الواقع …

سابعا : امثلة عملية لإستخدم صلاة الأمر ..وسلطان اسم الرب يسوع ..

لكي نتحدث الى المشاكل ونأمر الضيقات بان تتوقف :

 1) ربما صلينا من اجل إيقاف تيار الأرهاب والخطف والقتل والحرق..

سواء في مصر او في سوريا او في العراق او ليبيا ..ولم يحدث شيء ..

هذا يدل اننا بحاجة الى ان نتحدث الى جبل المشاكل ونستخدم اسم الرب يسوع …

ونصلي صلاة الامر .ولانكتفي بأن نصلي… صلاة الطلب

+++ ربما صليت كثيرا من اجل خلاص شخص…ولم يحدث شيء لسنوات عديدة….

ابدأ استخدم سلطان اسم الرب يسوع ..لانه ربما الشيطان يقسي قلبه ..او يجعله يؤجل التوبة

>>> باسم الرب يسوع ابعد ياشيطان التاجيل عن هذا الشخص..باسم الرب يسوع تكون كلمة الله مؤثرة في قلبه

>>> باسم الرب يسوع …آمرك ياشيطان قساوة القلب ان تترك هذا الشخص

 3) ربما تعاني من افكار سلبية متلاحقة ..من حرب افكار تحاربك بالحاح وبطريقة متكررة ..

اصبحت تجعلك تشعر انك محاصر ولاتستطيع الفكاك من هذه الافكار

>>> باسم الرب يسوع انتصر على افكار ومشاعر الحزن والرفض والقلق والكراهية

وكل الافكار والمشاعر السلبية ..باسم الرب يسوع ابعد عني ياشيطان

ثامنا : إختبار عملي ذكره احد خدام الرب المشاهير :

●●●1( قال خادم الرب المشهور جون بيفير ملف كتاب (فخ ابليس)..

انه زار كنيسة في اندونسيا يحضره 60 ألف شخص ..

وكان ابن راعي الكنيسة مصابا بتلف في وظائف المخ منذ ولادته ..

حتى ان الأطباء قالوا له انه لن يستطيع الكلام او امشي

2) وصلى هذا الراعي بلجاجة وايمان كثيرا ولم تتحسن حالة ابنه

3)ولكن بدأ يتحدث الى المرض مستخدما سلطان اسم الرب يسوع

>>> في اسم الرب يسوع اتحدث الى المخ لكي يعمل بطريقة صحيحة

>>> باسم الرب يسوع امر المرض ان يترك ابني

4) استمر في الصلاة عدة ايام ..وبعد ذلك بدأ تتحسن حالة ابنه..

وكبر ابنه واستطاع ان يمشي ويتكلم ووتزوج وله الآن 3 اولاد

5) اذا فرضنا هناك ابواب للخدمة مغلقة

تحدث الى الأبواب المغلقة باسم الرب يسوع لكي تنفتح

تاسعا : قصة الانبا صرابمون اسقف الموفية في القرن التاسع عشر الشهير بابي طرحة ..

وقيامه باستخدام سلطان المؤمن في الصلاة لتقييد لص كان يريد سرقته:

●●●في زيارته في القرى تعرّض له رئيس عصابة وطلب منه النقود التي معه، فلما فتّش في جيوبه قال له: “ليس معي نقود”.

قال له اللص: “انزل عن دابتك واخلع ملابسك!” قال له الأسقف: “ما لك ومالي”.

رفع اللص يده ليهوي بنبوته علي رأسه، فقال له: “أنت رفعتها! طيّب خليها مرفوعة”.

عبر به الأسقف فوجده علي حاله ويده مرفوعة، وكان يصرخ من شدة الألم.

استغاث به لكي يرحمه فقال الأسقف: روح يا ابني، الله يباركك، وعفي عنه”. وندم اللص وترك اللصوصية.

عاشرا :سلطان اسم الرب يسوع….على المقاومين…وعلى الإرهابيين …وحتى على اللصوص

1 ) كثير من المؤمنين يستخدم سلطان اسم الرب يسوع للنصرة على حروب الشيطان. …

ولكنهم يقتصروا استخدام سلطان اسم الرب يسوع فقط في الحرب الروحية ضد الشيطان

2 ) لذلك يجب أن نهتم باستخدام اسم الرب يسوع لكي ننتصر على اي موقف..

واي شخص يستخدمه الشيطان لعرقلة خطواتنا…حتى لو فرض تعرضت وانت في بيتك لهجمات من بعض الإرهابيين …

3 ) ىشاهدت مقطع فيديو عن أن لصا مسلحا هاجم متجر ا في ولاية تكساس

وهدد سيدة مسيحية تدعي ماريان بأن تعطيه ماعندها من المال والا أطلق النار عليها

4 ) ولم يكن بيده هذه السيدة أي سلاح لكنها لجأت إلى استخدام القوة الإلهية العليا…لجأت إلى استخدام سلطان اسم الرب يسوع

5 ) وقالت له” باسم الرب يسوع أمرك أن تغادر متجري ” . ..قالت ذلك عدة مرات …فبدأ اللص بالتراجع

6 ) ثم قالت له: باسم الرب يسوع اقيدك. ..وامرك أن تغادر متجرى “. ..فبدأ بالتراجع أكثر وانصرف من المحل

7 ) كان لهذه السيدة إيمان قوى بسلطان اسم الرب يسوع. .

ولولا هذالايمان كان من الممكن أن تخسر أما مالها أو حياتها…

والسؤال المهم..هو …هل لديك ايها الأخ إيمان باسم الرب يسوع لكي تنتصر

على اي موقف يعترض طريقك..وليس فقط للنصرة في الحرب الروحية ضد الشيطان؟ “

صلاة :

ياربي يسوع ساعدني لكي احب كل من يضهدني وكل من يضطهد المسيحيين ويقتلهم ..

ساعدني لكي اغفر لكي من يكره المسيحيين ويقتل المصريين ويقتل المسيحيين ..ساعدني لكي احب داعش …

واغفر لهم ..واقبلهم كما هم بعيوبهم وكراهيتهم ….ارجوك ان تفتح عيونهك لكي يروا النور الحقيقي ويعرفوا الحق