individual work success – نجاح العمل الفردي

أن يعرف من هو الإنسان بالطبيعة في نظر الله

سأل جراح كبير تلاميذه: من هي الشخصية المحورية في العملية الجراحية؟ واختلفت إجابات الأطباء وطلبة الطب فالبعض قالوا الجراح الرئيسي والبعض قال الممرضة والآخر قال مساعد الجراح، وأجمع آخرون على أن طبيب التخدير هو الشخصية المحورية في العملية، والبعض أصر أن الطبيب المتابع هو محور نجاح العملية. ولكن الجراح الكبير أجاب: كلا، بل المريض نفسه هو الشخصية المحورية في العملية الجراحية فلأجله تتم العملية. لقد كان الخاطئ هو هدف مجيء المسيح إذ قال الرب: “ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك” (لوقا 10:19) فهل لنا فكر وقلب نظير قلب الرب يسوع تجاه النفس الهالكة؟.
فالطبيب الماهر لابد أن يعرف علم تشريح الإنسان Anatomy وما هو الإنسان حسب الطبيعة:
1- ميت يحتاج للحياة:
أ- موت أدبي: “ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد” (لوقا15: 32)، “أنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا” (أفسس1:2) .
ب- موت جسدي: “لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمال ميت” (يعقوب26:2) .
ج- موت أبدي: “ولكن عندي عليك قليل أن عندك هناك قوماً متمسكين بتعليم بلعام الذي كان يعلم بالاق أن يلقي معثرة أمام بني إسرائيل أن يأكلوا ما ذبح للأوثان ويزنوا” (رؤيا 14:2) .
2- فاسد يحتاج للولادة الثانية:
“الجميع زاغوا وفسدوا معاً” (روميه 12:3) ، “ولكن إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة” (2كورنثوس 17:5) .
3- خاطئ يحتاج للخلاص:
فهو أخطأ عن الهدف “إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله” (روميه 23:3) ويحتاج إلى:
أ- الخلاص من دينونة الخطية: “فقال للمرأة إيمانك قد خلصك اذهبي بسلام” (لوقا50:7) ، “من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن” (مرقس16:16) .
ب- الخلاص من سلطان الخطية: “فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضاً معه” (روميـة 7:6) .
ج- الخلاص من جسد الخطية: “فإن سيرتنا نحن هي في السماوات التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح” (فيلبي20:3) ، “أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير” (1بطرس 5:1) ، “.. فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين أمنا” (روميه11:13).
4- نجس يحتاج للتطهير:
الخاطي مثل الأبرص نجس “يوم يرىفيه لحم حي يكون نجساً” (لاويين14:13) ودم يسوع هو المطهر الوحيد “دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية” (1يوحنا 7:1) ، (عبرانيين1: 3).
5- مديون يحتاج للغفران:
“لأن أجرة الخطية هي موت” (روميه 23:6) ولكن الرب سدد الدين (لوقا 41:7،48) .
6- عدو يحتاج للمصالحة:
الإنسان في عداوة مع الله “لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه ..” ( روميه 5: 10)، “ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة أي أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة” (2كورنثوس18:5-20) .
7- أعمى يحتاج للإبصار:
“.. إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين” (2كورنثوس 4:4) والمسيح يغير الإنسان “النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان” (يوحنا 1: 9).
8- عاصي ومتمرد يحتاج للتسليم:
مثل شاول “أنا الذي كنت قبلا مجدفاً ومضطهدا و مفتريا ..” (1تيموثاوس13:1) ولكن ما أحلى الخضوع لله “فقال .. يارب ماذا تريد أن أفعل” (أعمال 9 :6) .
9- ضال يحتاج للاسترداد:
كالخروف الضال والدرهم المفقود والابن الضال ( لوقا 15 ).
10-عبد يحتاج للعتق والفداء:
“.. من يعمل الخطية هو عبد للخطية والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد أما الابن فيبقى إلى الأبد. فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا” (يوحنا 8 :34-36 ) .
11- مجرم يحتاج للتبرير:
“إذ الجميع أخطاوا وأعوزهم مجد الله. متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح” (روميه 23:3،24) .
12- هالك يحتاج للإنقاذ:
“قد جاء الرب ليطلب ويخلص ما قد هلك” (لوقا 19: 10).
أربعة عشر: أن يدرك المصير الأبدي للإنسان البعيد عن الله
أ- سيُدان أمام العرش العظيم الأبيض:
“ثم رأيت عرشاً عظيما أبيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض و السماء و لم يوجد لهما موضع. و رأيت الأموات صغاراً و كباراً واقفين أمام الله وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. و سلم البحر الأموات الذين فيه و سلم الموت و الهاوية الأموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب أعماله” (رؤيا 11:20-13) .
1- العرش العظيم : ومخيف “مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي” (عبرانيين 10: 31).
2- أبيض : يكشف فيه كل الأسرار “في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع المسيح” (روميه 16:2) .
3- المسيح جالس عليه: صار أسداً بعد أن كان حملاً “وفي وسط السبع المناير شبه ابن إنسان متسربلا بثوب إلى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب. وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج وعيناه كلهيب نار ورجلاه شبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون وصوته كصوت مياه كثيرة ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه ووجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها” (رؤيا 13:1-16) ، “هوذا الأسد الذي من سبط يهوذا..” (رؤيا 5:5) .
4- هروب السماء والأرض: لن يستطيع الخاطي الهروب “ونحن نعلم أن كل ما يقوله الناموس فهو يكلم به الذين في الناموس لكي يستد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله” (روميه 19:3) .
5- ظهور نتيجة سفر الحياة: وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة “ولكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماوات” (لوقا 20:10) ، “..الذين أسماؤهم في سفر الحياة” (فيلبي 3:4) .
6- إدانة غير المكتوبين في سفر الحياة من الأسفار: “لكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة .. اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي بيسوع المسيح” (روميه5:2، 16) .
7- الطرح في بحيرة النار: “فهو أيضاً سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفاً في كأس غضبه ويعذب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف” (رؤيا 10:14)
ب – سيطرح في بحيرة النار:
كان جورج الشاب المؤمن يبحر على ظهر سفينة تتجه إلى مونتيفيديو MONTEVIDEO وتقابل على سطح السفينة مع زميله القديم في الدراسة وليم ولما تحدث جورج لوليم عن الرب يسوع وخلاصه العجيب استهزأ وليم بالإنجيل وقال لصديقه القديم هل مازلت تصدق هذه الخرافات القديمة عن الله والصليب؟! إن الدين أفيون الشعوب وتلك الأوهام كانوا يقولوها لأجدادنا في العصور القديمة ليخيفوهم بها .. ولم تمضي ساعات قليلة حتى دق جرس الإنذار وأعلن القبطان أن راكب سقط في البحر وحاول البحارة بكل جهدهم أن يعودوا بالسفينة في اتجاه صوت الغريق وغيروا مسار السفينة عدة مرات وأخيراً رموا له طوق النجاة وأنقذوه وكان الغريق الذي أُنقذ هو وليم الذي كان يستهتر بالله والأبدية منذ ساعات قليلة وفي صباح اليوم التالي ذهب جورج إلى زميله القديم وليم ليسأل عن صحته فوجده يعاني من مرض وحمى وإعياء شديد بسبب الغرق وبادره وليم قائلاً: كنت أنتظرك يا جورج بفارغ الصبر لتأتي وتحدثني عن المسيح وعمله وكيف يمكنني أن أتمتع بخلاصه لأصل عنده في السماء، أندهش جورج وقال لزميله: لكنك بالأمس كنت تسخر من الكتاب المقدس بل من الله ووجوده، أجابه وليم والدموع تملئ عينيه: يا جورج يوجد فرق كبير وأنا أتحدث بكبرياء عن الله على ظهر السفينة وبين أن تكون بين الأمواج الهائجة في الظلام؛ لم أكن أصدق أبداً أنني سأنجو والآن الله قد نجاني من الغرق في البحر فأخبرني الآن من الإنجيل كيف أنجو أيضاً من بحيرة الكبريت. وتقابل وليم مع المسيح وتمتع بالسلام الإلهي عندما صلى مع جورج وترك جورج وليم في مونتيفيديو وبعد أيام قليلة رقد وليم في سلام ليتقابل مع مخلصه الحبيب الرب يسوع الذي لم ينجيه من الغرق في البحر فقط بل أيضاً من الغرق الأبدي في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت فما أغلى قيمة النفس في ضوء الأبدية اللانهائية. وهذه بعض أوصاف بحيرة الكبريت:
1- أتون النار: لا حدود لحرارة هذا الأتون “ويطرحونهم في آتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان” (متى13: 42)، “.. والآتون قد حمي جداً قتل لهيب النار الرجال الذين رفعوا شدرخ وميشخ وعبد نغو” (دانيال22:3) .
2- بحيرة بلا قرار: مكان متسع مخيف ومرعب “وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار” (رؤيا 20: 15).
3- كبريت يزيدها استعار: أمواج البحيرة من كبريت ملتهب “فهو أيضاً سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفاً في كأس غضبه ويعذب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف” (رؤيا 10:14) .
4- دود يملأها مرار: “حيث دودهم لا يموت ونار لا تطفأ” (مرقس44:9) .5-الشياطين والأشرار: هذا المكان به شياطين والأشرار معاً “ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته” (متى41:25) .
6- ظلمة بلا فنــار: هذه البحيرة مظلمة للأبد “والعبد البطـال اطرحـوه إلي الظلمة الخـارجية” (متى 30:25) .
7-أبدية بإستمرار: “.. سيعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين” (رؤيا 10:20) .
ج – أما النازل إلى هذا المكان فإلى أبد الآبدين يشعر بأنه:
1- مذبوح: “أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلىَ هنا واذبحوهم قدامي” (لوقا27:19) .
2- مربوط من يديه ورجليه: “حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان” (متى 3:22) .
3- عطشان: “فنادى وقال يا أبي إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب” (لوقا 24:16) .
4- يشرب من كأس غضب الله: “فهو أيضاً سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفاً في كأس غضبه ويعذب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف” (رؤيا 10:14) .
5- هناك البكاء: “فيقطعه ويجعل نصيبه مع المرائين هناك يكون البكاء وصرير الأسنان” (مت 51:24).
6- صرير الأسنان والندم: “والعبد البطال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان” (متى30:25) .
7- دخان العذاب يصعد إلى أبد الآبدين: “ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين ولا تكون راحة نهاراً وليلاً للذين يسجدون للوحش ولصورته ولكل من يقبل سمة اسمه” (رؤيا11:14) .
قال سبرجن: للأسف ينظر الجاهل للعالم بالميكروسكوب فيعطيه أكبر من حجمه مع أنه سيمضي وشهوته (1يوحنا 17:2) وينظر للأبدية بالتلسكوب فيراها بعيدة مع أنها قريبة جداً وخالدة كما قال الله للغني الغبي: “يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك” (لوقا20:16) أما الحكيم فيفعل العكس فين
ظر للعالم بالتليسكوب فيراه بعيد ولا يحبه (1يوحنا15:2) وينظر للأبدية بالميكروسكوب فيراها قريبة فيكنز لنفسه كنوزاً في السماء (متى 6: 19-20).