الأصل والصورة

وجدتها وجدتها! لا، لا أعني الصابونة ولا أعني أرخميدس! ولكن ماذا حدث لها؟ لم تَعُد كما كنت أذكرها. ألوانها أصبحت باهتة وهناك بعض الخطوط التي تتخلَّلها وكأنها تشققها. هل حدث معك نفس الأمر وأنت تنظر لصورة قديمة لك أو للعائلة أو لمكان تحبه؟ لو حدث معك هذا الأمر ماذا ستفعل؟ هل ستلقيها في القمامة لأنها لم تَعُد كما كانت؟ هل سترسلها لإحدى خبراء الصور لإعادة تأهيلها؟ هل ستحتفظ بها كما هي وتحاول عمل نسخة عنها بإحدى الطرق؟ هل ستقوم بلصقها بطريقة ما لكيلا تتمزق؟ ماذا ستفعل؟ أخبرنا!

يخبرنا الله إنه عمل صورة لنفسه عبر أول كتاب لموسى قائلًا: {وَقَالَ ٱللهُ: «نَعْمَلُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ ٱلْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ ٱلدَّبَّابَاتِ ٱلَّتِي تَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ». فَخَلَقَ ٱللهُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ ٱللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ} (التكوين ١: ٢٦). نتكلم اليوم عن عمل نسخ ثلاثية الأبعاد، وننتج من خلالها الكثير من الأشياء المفيدة. هذا ناهيكم عن الروبوتات، الرجال والنساء الآلية التي يحاول أن يصنعها الإنسان ويطورها على صورته كشبهه في الحركة والكلام. وفي خيال الإنسان، كما نرى في المسلسلات الأجنبية، يحاول حتى أن يعطيها الأحاسيس والمشاعر أيضًا لتصبح قادرة على التواصل معه على مستوى انسانيته. فهل من المستحيل على الله أن يفعل أكثر من ذلك؟

عندما نسمع الله يتكلم، نجده ….

http://www.altalmaza.com/التلمذة-الروحية/Article-Details/ArticleID/121/الأصل-والصورة