لا ينسى تعب المحبة

“وصارتْ كلمة الرب إلى إرميا إذ كان محبوساً في دار السجن قائلة: اذهب وكلِّـم عبدَ ملك الكوشي قائلاً: هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل. هاأنذا جالب كلامي على هذه المدينة للشر لا للخير فيحدث أمامك في ذلك اليومِ. ولكنني أُنقذك في ذلك اليوم يقول الرب فلا تُسلَم ليد الناس الذين أنت خائفٌ منهم. بل إنّما أُنجيكَ نجاة فلا تسقُطُ بالسيفِ بل تكون لك نفسك غنيمة لأنك قد توكلت عليّ يقول الرب” (إرميا 39: 15 – 18).

هل قرأت هذه الرسالة من قبل؟ أو توقفت عندها قليلاً. أدعوك اليوم أن تقرأها جيداً وتتأمل معي فيما جاء فيها من كلمات ومعاني مشجعة.

ها هو إرميا محبوس في السجن بسبب أمانتِه وطاعتِه للرب، فالخدمة وطاعة الرب مكلفة. تكلم إرميا بنبوات الله لشعب لا يسمع ولا يصغي ولا يتجاوب مع هذه النبوات. اختبر إرميا الرفض من جيرانه وأسرته (إرميا 11: 18 – 22) ومن الكهنة والأنبياء الكذبة (إصحاح 20، 21) ومن الأصدقاء (إصحاح 20)، ومن الملوك (إصحاح 36). ظل إرميا ينادي برسالة الله أربعين عاماً، وحتى عندما زُج به في السجن استخدم الرب إرميا لتشجيع آخرين، تماماً مثلما حدث مع بولس في سجنه، فنراه يشجع كنيسة فيلبي قائلاً: “افرحوا في الرب” (فيلبي 3: 1)

إذن مهما كانت التحديات الصعبة والظروف القاسية التي تمر بها ليس عند الرب مانع أن يستخدمك ليشجع بك الآخرين ويفرحهم. لا تعتذر عن خدمة الرب أبداً بل كن مستعداً دائماً ليعمل بك أعماله العظيمة حتى في وقت ضعفك.

والآن دعونا ننتقل إلى رسالة الإنقاذ محور الأعداد التي بدأنا بها: إنسان غريب لا ينتمي لشعب الله، فهو كوشي (أي نوبي)، عبد لا نعرف اسمه، ولم يذكر لنا الكتاب المقدس أيضاً من هو هذا الشخص؟ إلا أن الرب يهتم به جداً لدرجة أنه يرسل له كلمات نبوية على فم نبيه السجين إرميا.

هذا العبد قلبه كان أميناً للرب في الوقت الذي تاه فيه الكثيرين. زرع في موسم الزرع. زرع للروح وجاء وقته ليحصد من الروح (غلاطية 6: 8). منذ أيام قليلة أنقذ هذا العبد حياة إرميا بعدما ألقوه في جب من الوحل. وجاء دور الرب ليكرم الذي يكرمه… حوصرت المدينة وهُدمت أسوارها، ومن بقي من الشعب أُخذ للسبي… أما عبده (الكوشي) فالرب يسمعه أجمل رسالة

“أنقذك…..”

اليوم الرب يقول لك أيضاً… أنقذك… لأنه يحبك ولأنه إله إنقاذ… فلا تستسلم لحزنك أو لمرضك أو عوزك بل اتكل عليه. لأنه يعرف المتوكلين عليه (نا 1: 7). اتكل عليه وهو يجري (مزمور 37: 5). لا يستطيع أحد أن ينقذك سواه فالجبار لا يُنقذ بعظم القوة (مزمور 33: 16 – 17).

لا تتكل على أحد لينجيك سواه، فباطل هو الرجاء بالرؤساء كما يقول عنهم سفر هوشع “لذلك يكونون كسحاب الصبح وكالندى الماضي باكراً. كعصافة تخطف من البيدر…” (هوشع 13: 3).

ولكن يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء ويحفظهم من التجربة (2بطرس 2: 6 – 9)

إذن ازرع للروح

ثق أنه ينجيك

اتكل عليه وسترى الإنقاذ

 

 

بقلم سوسن ثابت – أنهار الحياة