أبدية الخلاص

«إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنونةٍ» ( يوحنا 5: 24 )
أبدية الخلاص معناه أن الشخص الذي أتى إلى المُخلِّص تائبًا مُعترفًا بخطاياه، ووُلد من الله، ونالَ باسم المسيح غفرانًا لخطاياه، وخُتم بالروح القدس، ونالَ هِبَة الحياة الأبدية، وحصل على التبرير على أساس دم المسيح، فإن هذا الشخص لا يمكن أن يفقد خلاصه، بل هو في أمان تام بسبب دم المسيح. ولن يكون في أمانٍ عندما يذهب إلى المجد أكثر ممَّا هو عليه الآن. فأمانه في الحاضر بسبب دم المسيح، هو ذات الأمان عندما يصل إلى الأبدية السعيدة.

وعندما نفهم فكر الكتاب المقدس بخصوص أبدية خلاص المؤمن، سنَعبُر الرحلة ونحن في حالة من السعادة والاطمئنان والثقة، كما عبَّر أحدهم قائلاً: ”إن الذي يشك في إمكانية فقدان الخلاص، وهو مؤمن حقيقي مولود من الله، سيَعبُر الرحلة غير سعيد“.

ومن الأهمية بمكان أن نؤكد على أن معرفة هذا الحق والتمتع به لن يقود المؤمن الحقيقي إلى الإباحية، بل سيقوده إلى تعظيم المسيح الذي عمل هذا الخلاص العظيم، تمامًا مثل حقيقة الاختيار التي لا تقود للإباحية بل إلى تعظيم نعمة الله، التي ظهرت في شخص المسيح المبارك.

ولقد أعلن الرب يسوع الحق المختص بأبدية الخلاص جليًا عندما قال: «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ» ( يو 5: 24 ).

هل يوجد أوضح من هذا؟ «لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ»، هي ذات صنف حياة الله، «وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ». وهل يقول الرب كلامًا ولا يَفي به؟ هل يُغيِّر ما يخرج من شفتيه؟ ( عد 23: 19 ؛ مز89: 34). وأعلن أيضًا في يوحنا 10: 27- 30 إعلانًا قاطعًا لا يقبل الشك، عن حفظه لخرافه هو والآب الصالح، فالخراف محفوظة لأنها في يدِ المسيح «وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِن يَدِي». وهي أيضًا في يدِ الآب كُلِّي القدرة «وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِن يَدِ أَبِي».

عندما استعرض الله قوته في إشعياء 40 قال عن النجوم «لاَ يُفْقَدُ أَحَدٌ»، فهل من الممكن أن يُفقَد أحد من أولاد الله، وأعضاء جسد المسيح، الذين أصبحت أجسادهم هيكلاً للروح القدس؟! حاشا.

ثم أكمَلَ الرب يسوع قائلاً: «وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ». وهذه الآية وحدها تكفي لإثبات حقيقة الضمان الأبدي.

 

عادل راجح – طعام وتعزية