“وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.” (رومية 5:5).
إن أعلى إعلان في المسيحية هو أن المسيح فيك، ويُظهر محبته من خلالك. ذلك لأن المحبة هي أعلى وأسمى صفة في شخصية الله، وهذا ما يقوله الكتاب المقدس، “اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ.”(1يوحنا 16:4). فكمسيحي، يجب أن تكون حياتك إشراق محبة الله العظيمة – محبته الغير مشروطة والباذلة! فأنت شهادة لمحبة الآب العظيمة.
وقد تتسائل “ولكن محبة الله سامية جداً؛ فكيف يمكن لأي شخص أن يصل لمثل هذا المستوى العالي من المحبة؟!” حسناً، صلى يسوع لهذا بالفعل في يوحنا 26:17: “وَعَرَّفْتُهُمُ (أعلنت لهم عن) اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ.” في بعض الأحيان أقرأ هذا الشاهد وأهتف لأنه سامي جداً. إذ سأل يسوع أن تكون فينا محبة أبينا السماوي. ونعلم أن الله قد سمع لصلاته لأن بولس يُخبرنا في رومية 5:5 أن هذه المحبة التي صلى من أجلها يسوع قد انسكبت بوفرة في قلوبنا بالروح القدس!
لذلك، أنت لا تحتاج أن تُحاول لتصل إلى مستوى محبة الله، لأن محبته هي بالفعل فيك، ويجب أن تقودك إلى العمل للملكوت. يقول الكتاب المقدس، “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.”(يوحنا 16:3). فمحبة الله للعالم قادته أن يُقدم أفضل ما عنده لخلاص الآخرين.
ويجب أن تكون هذه شهادتك أيضاً؛ فمحبة الآب التي في داخلك يجب أن تدفعك أن تُقدم كل ما لك للرب وتُكرِّس نفسك لامتداد ملكوته. ويجب أن تحركك لتكرز وتُقدم وقتاً ثميناً لانتشار الإنجيل! ومحبة الآب فيك يجب أن تدفعك أن تضع ذاتك بالتمام للرب وتحيا له: “لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا. وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ.”(2كورنثوس 5: 14، 15).
قناة الكرمة