أين يكون الكنز هناك يكون القلب. وهذا إما أن يكون في خزنة المال الآمنة أو أن يكون في السماء! لكنه لا يمكن أن يكون في المكانين في آن واحد. لقد قال احدهم: “إما أن يترك المسيحي غناه أو أن يذهب معه.”
لقد منع الرب يسوع من تلاميذه ان يكنزوا لهم كنوزا على الأرض. لقد أراد أن تكون قلوبهم في السماء.
مع هذا فإن تعليم المسيح هذا يظهر لنا اليوم أنه متطرِّف ومتعصِّب. هل بالحقيقة كان يقصد ذلك تماماً؟ أليس المنطق السليم يعلمنا أننا يجب إعداد ما فيه الكفاية لشيخوختنا؟ ألا يتوقع منا أن نكون حكماء ونخزن للأيام الماطرة؟ أن نهتم بمن نحبهم؟ هذه أسئلة جادة يجب مواجهتها باستقامة وصراحة من كل الذين يعترفون بأتباع للمسيح.
لما هي الأجوبة؟ ما الذي يعلمه الكتاب المقدس بما يتعلق بالغنى في حياة المؤمن؟ هل من الخطأ جني الغنى الشخصي؟ ما هو مستوى معيشة المؤمن؟
أولاً، جميعنا متفقون على أن الكتاب المقدس لا يمنع ربح المال. لقد اشتغل الرسول بولس لأجل احتياجاته الشخصية (اعمال1:18-3؛ 2تسالونيكي8:3). لقد علّم أن الذي لا يريد أن يشتغل فلا يأكل ايضاً (2تسالونيكي10:3). لا شك في أن الكتاب يشدد على أن الشخص يجب أن يشتغل بنشاط لأجل تدبير احتياجاته واحتياجات عائلته.
فهل يمكننا القول أن على المؤمن أن يجني أكثر ما يمكنه من المال؟ طبعاً لا، لأن تصريح مثل هذا يجب دعمه من كلمة الله. بل يمكنه أن يربح بقدر استطاعته، ولكن مع التحفظات التالية:
• أن لا يُسمح لشغله أن يأخذ جلَّ الإهتمام على حساب ما للرب.
• عليه عدم إهمال اي من التزاماته لملكوت الله وبرّه (متى33:6).
• يجب أن لا يتسبب شغله بخسارة للبركة والسجود والخدمة عند السعيً وراء المصالح.
• يجب على المؤمن ايضا أن يجني ماله بطرق مستقيمة (امثال17:20). ربما تكون سمعة عمله ممتازة، لكن الطرق التي يجني بها ارباحه تكون غير مستقيمة. مثال على ذلك:
• عدم التصريح بمدخوله الحقيقي كما يجب (ام22:12)
• يغش بالموازين والقياسات. (ام1:11).
•يعطي الرشوة للمفتشين والمسؤولين (ام23:17).
•يقوم بالدعاية عن افضليات في منتوجاته لكن هي في الحقيقة غير حقيقية (ام6:20).
•يغش بخصوص المصروفات فيزيدها. (ام5:13).
•يراهن في السوق العامة أو في سوق المال مما يشكل نوعاَ من القمار. (ام11:13)
•دفع اجرة العامل والموظف اقل من استحقاقه (ام16:22)
لهذا التصرف الاخير يصرخ يعقوب قائلاً، “هوذا اجرة الفعلة الذين حصدوا حقولكم المبخوسة منكم تصرخ وصياح الحصادين قد دخل الى أذني رب الجنود.”(يعقوب4:5).
يمكن للمؤمن أن يجني قدر ما يستطيع من المال بدون تعريض صحته للضرر، لأن جسده هيكلٌ للروح القدس (1كورنتوس19:6). فيجب ألا يتلف صحته سعيا وراء الغنى. اخيرا، يمكن للمؤمن أن يجني بقدر ما يستطيع بدون ان يصبح طماعاً. يجب أن لا يصبح عبدا للمال بتاتاً (متى24:6)
جناية المال أمر مقبول ولكن يجب أن لا تقع في حبه (مزمور10:62).
مختصر القول. يمكن للمؤمن أن يربح بقدر استطاعته على أن يعطي الله المكان الاول. أن يتمم واجبه لعائلته، وأن يشتعل بطريقة بنائة، أن يتعامل بامانة وصدق، يحافظ على صحته، ويمتنع عن الطمع.