The Importance of the Bible-كلمة الرب – أهمية الكتاب المقدس

كلمة الرب – أهمية الكتاب المقدس

أخي وأختي  في المسيح 

كلمة الرب مهمة جدا ً لنمو المؤمن في حياته مع الرب الذي هو بذاته الكلمة الأبدية الذي صار جسدا ً وحل بيننا. ومن يقترب من الكتاب المقدس كأي كتاب آخر لن يستطيع اخذ مُغذياته الروحية. لكتاب المقدس ليس مجرد كتاب عادي بل هو كتاب حي ويعطي الحياة، هو كلمة الله الفعّالة التي لا تعود إليه فارغة:

“لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته” (الرسالة إلى العبرانيين ٤: ١٢).

” لأن أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقكم طرقي يقول الرب. لأنه كما علت السماوات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم. لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعا للزارع وخبزا للأكل، هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع الي فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما أرسلتها له” (أشعياء ٥٥: ٨ – ١١ ).

“من أجل ذلك نحن أيضا نشكر الله بلا إنقطاع، لأنكم إذ تسلمتم منا كلمة خبر من الله، قبلتموها لا ككلمة أناس، بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله، التي تعمل أيضاً فيكم أنتم المؤمنين” (رسالة تسالونيكي الأولى ٢: ١٣).

كلمة الرب لأروحنا كالخبز لأجسدنا، قال المسيح:  ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله (متى ٤:٤). وهذه الضرورة لمعرفة كلمة الله كانت دائما ً في خلد النبي داوود الذي كان يصلي :اكشف عن عيني فأرى عجائب من شريعتك (مزمور ١١٩: ١٨ ). لذلك نشجعك قبل فتح كلمة الله أن تصلي مثل داوود قبل القراءة وتطلب من الرب أن يعلن لك ذاته ومشيئته لحياتك من خلال كلمته. 

والرب مهتم جدا ً بكلمته وقائم عليها ليجريها ولا يستطيع احد التلاعب بها او تغييرها إذ يقول لنا الرب: 

“السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول” (متى ٢٤: ٣٥).

“العشب يبس اما كلمة الرب فإلى الابد فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر جميعا لان فم الرب تكلم. صوت قائل ناد. فقال بماذا أنادي. كل جسد عشب وكل جماله كزهر الحقل. يبس العشب ذبل الزهر لان نفخة الرب هبت عليه. حقا الشعب عشب. يبس العشب ذبل الزهر واما كلمة الهنا فتثبت الى الابد” (أشعياء ٤٠: ٥ – ٨).

“فقال الرب لي احسنت الرؤية لاني انا ساهر على كلمتي لاجريها” (إرميا ١: ١٢). 

لماذا كلمة الرب مهمة لحياتنا؟ 

١- تنجاحنا في حياة الإيمان:

 “كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر. لكي يكون إنسان الله كاملا ً متأهباً لكل عمل صالح” (رسالة تيموثاوش الثانية ٣:  ١٦- ١٧).

 “لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك. بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح” (يشوع ١: ٨).

” لأنه يقدس بكلمة الله والصلاة. ان فكرت الاخوة بهذا، تكون خادما صالحا ليسوع المسيح، متربيا بكلام الايمان والتعليم الحسن الذي تتبعته” (رسالة تيموثاوش الأولى ٤: ٥ – ٦).

٢- ترشادنا في رحلة النمو بالإيمان:

“سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” (مزمور ١١٩: ١٠٥ ).

“إن كلمة الرب مستقيمة وكل صنعه بالأمانة” (مزمور ٣٣: ٤).

“ناموس الرب كامل يرد النفس. شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيماً. وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب. أمر الرب طاهر ينير العينين. خوف الرب نقي ثابت إلى الأبد. أحكام الرب حق عادلة كلها. أشهى من الذهب والإبريز الكثير وأحلى من العسل وقطر الشهاد. أيضاً عبدك يحذر بها وفي حفظها ثواب عظيم” (مزمور ١٩: ٧ – ١١ ).

“بم يزكي الشاب طريقه؟ بحفظه إياه حسب كلامك. بكل قلبي طلبتك. لا تضلني عن وصاياك. خبأت كلامك في قلبي لكيلا أُخطئ إليك” (مزمور ١١٩: ٩ – ١١ ). 

٣- تثبت رجاءنا في وعود الرب:

 “مكتوب من أجل الرجاء لأن كل ما سبق فكتب كتب لأجل تعليمنا، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء” (رومية ١٥: ٤).

“لأني عرفت الأفكار التي أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب أفكار سلام لا شر لأعطيكم آخرة ورجاء” (إرميا ٢٩: ١١).

ليس الله انسانا فيكذب.ولا ابن انسان فيندم.هل يقول ولا يفعل او يتكلم ولا يفي؟” (العدد ٢٣ : ١٩). 

٤- تعرفنا الحق:

“فقال يسوع لليهود الذين امنوا به: انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي، وتعرفون الحق، والحق يحرركم” (يوحنا ٨: ٣١ – ٣٢).

“فاجاب يسوع: اليس لهذا تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله؟” (مرقس ١٢: ٢٤، أنظر أيضا ً متى ٢٢: ٢٩ ).

“كل كلمة من الله نقية. ترس هو للمحتمين به” (أمثال ٣٠: ٥ ).

“قدسهم في حقك. كلامك هو حق” (يوحنا ١٧: ١٧).

٥- تعلمنا ان نميز مشيئة الرب:

“إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم، هل هو من الله، أم اتكلم من نفسي” (يوحنا ٧: ١٧). 

من أجل هذه الفوائد وغيرها مما لم يذكر هنا، يأمر الكتاب المؤمن:

“وكأطفال مولودين الان اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به. ان كنتم قد ذقتم ان الرب صالح” (رسالة بطرس الأولى ٢: ٢).

“كرس نفسك لقراءة الكلمة. لا يستهن أحد بحداثتك، بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الإيمان، في الطهارة. إلى أن أجيء اعكف على القراءة والوعظ والتعليم” (رسالة تيموثاوش الأولى ٤: ١٣).

“افهم ما اقول. فليعطك الرب فهما في كل شيء… اجتهد ان تقيم نفسك لله مزكى، عاملا لا يخزى، مفصلا كلمة الحق بالاستقامة” (رسالة تيموثاوش الثانية ٢: ٧ و ١٥).

“يا إبني اصغ إلى كلامي. أمل اذنك الى أقوالي. لا تبرح عن عينيك. احفظها في وسط قلبك. لأنها هي حياة للذين يجدونها ودواء لكل الجسد” (أمثال ٤: ٢٠ – ٢٢ ).

 

ومع ان الشركة الروحية بقراءة كلمة الرب مهمة جدا ً لعلاقتنا وتواصلنا معه، إلا انه لو توقف الأمر فقط على قراءة الكلمة، لما تمت مشيئة الرب، ولما كان هناك مجال لتتميم مأموريته العظمى أن نكرز بالإنجيل للخليقة كلها وان نعلمهم تعاليم الرب. لذلك تأمرنا كلمة الرب ان نطبق الكلمة في حياتنا اليومية كي نرى نتائجها العملية وتكون هذه النتائج شهادة للآخرين:

“لذلك إطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم. ولكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم. لأنه إن كان أحد سامعا للكلمة وليس عاملاً فذاك يشبه رجلاً ناظراً وجه خلقته في مرآة. فإنه نظر ذاته ومضى وللوقت نسي ما هو. ولكن من إطلع على الناموس الكامل ناموس الحرية وثبت وصار ليس سامعاً ناسياً بل عاملا ًبالكلمة فهذا يكون مغبوطاً في عمله” (يعقوب ١: ٢١ – ٢٥ ). 

وعليه فإن من مسؤلية المؤمن أمام الرب هو الثبات في تعاليم كلمة الرب وتطبيقها مهما كانت الظروف والنتائج. ونرى مثال ذلك في حياة النبي أيوب الذي قال رغم الظروف القاسية التي مر فيها: “من وصية شفتيه لم أبرح. أكثر من فريضتي ذخرت كلام فيه” (أيوب ٢٣: ١٢). ونرى نفس المثال في حياة النبي داوود الذي مع مشغولياته كملك وحروبه ومشاكل عائلته التي هي أصعب من معظم مما قد يواجهنا كما نقرأ في أسفار صموئيل والمزامير، مع كل ذلك نراه يقول: “لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلا ً” (مزمور ١: ٢).  فالكلمة ترشدنا إلى الحياة الصالحة أمام الرب وشهادتنا عنه للآخرين، فالحياة الصالحة يجب ان تُقيـّيم دائما ً في ضوء الكلمة: “ولهذا عينه وانتم باذلون كل إجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة” (٢ بط ١: ٥). ويؤيد الرب يسوع هذا الإتجاه ويعِد المؤمنين: “إن ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم” (يوحنا ١٥: ٧ ).

 

 

نستودعكم بين يدي القدير ونصلي ان يبارككم الرب ويقود خطاكم