الهديّة
في الكثير من الثقافات، يتم تبادل الهدايا بين الشاب والفتاة اللذين يحبّان بعضهما ويخططان للزواج. وتكون الهدايا بمثابة وعد أو ضمان لارتباط الشريك بالآخر.
وعندما نؤمن أنت وأنا، ونقبل يسوع المسيح مخلصًا شخصيًا لحياتنا، نحصل على هدية… وهي عطيّة الروح القدس. الروح القدس هو وعد الله وضمانه بأننا سوف نحيا إلى الأبد معه. والروح القدس يؤكّد أننا أولاد الله.
لقد كان الروح القدس هو سبب رغبتنا بمعرفة يسوع منذ البداية، والروح القدس هو من كشف خطيتنا وحاجتنا إلى الغفران. لقد كان شاهدًا لنا بأن يسوع ابن الله، وأنه هو الذي مات على الصليب من أجل خطايانا، ودفن، وقام إلى الحياة في اليوم الثالث. كما أنّ الروح القدس يبكّت الناس على الخطية ويظهر لهم احتياجهم إلى مخلص. وبمجرد أن ندرك هذا الاحتياج ونقرر أن نتبع المسيح، يحيا الروح القدس في داخلنا في لحظة اتخاذنا القرار. إن الروح القدس هناك ليساعدنا أن نعيش حياةً مكرّسة للمسيح.
بعد أن قام يسوع من الموت، تقابل مع تلاميذه وأكّد لهم أنه عند رجوعه إلى الآب، سوف يرسل الله لهم المعزّي، روح الحق. إن الروح القدس هو شخصٌ متحد مع الله الآب والله الابن، وهو معزينا ومعيننا هنا على الأرض.
قال يسوع: “وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” (يوحنا 14: 26) وقال أيضًا: “وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ.” (يوحنا 16: 13)
إن الروح القدس يعلمنا ويرشدنا أثناء اتّباعنا للمسيح. ويقوينا لنعيش حياةً فياضةً ومنتصرة هنا على الأرض. والروح القدس يعمل في حياتنا لتظهر صفات الله فينا: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، وتعفف (راجع غلاطية 5: 22-23). كما يساعدنا لنفهم الحق في كلمة الله، مانحًا لنا الحكمة والفهم والتعليمات. إن الروح القدس هو وعدنا وضماننا للحياة الأبدية، وقد وُهب لنا هديةً من أبينا السماوي.