Spiritual Growth – النمو الروحي

أهمية النمو:
• إن النمو ظاهرة طبيعية تميز الكائنات الحية عن غيره.
• أن الطفل بعد ولادته حياً لابد له أن ينمو باستعمال مسببات النمو.. «وكأطفال مولودين الآن 00 اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به» (1بط2:2).
ويجب أن نلاحظ أن النمو الروحي في حياة المؤمن يأخذ وقته تماماً مثل ما يحدث في حياتنا الجسدية فنحن نولد أطفالاً رضع حتى أننا لا نستطيع أن نتكفل بأنفسنا، فالإنسان يولد طفلاً لا يستطيع الحركة ثم بمرور الأيام يبدأ الطفل يتحرك ثم يتعلم كيف يقف ويمسك بحافة السرير، ثم يخطو خطواته الأولى. ثم يتعلم المشي بمفرده، ثم يجرى، ثم يصير صبياً، ثم فتى، ثم شاباً، ثم رجلاً قوي البنية.
هنا نرى بوضوح مراحل النمو المتعددة من الرضاع إلى الطفولة إلى الصبوة إلى الشباب إلى الرجولة. وعلى النمط عينه في المستوى الروحي نحن نبدأ كأطفال روحيين ثم ننمو إلى الصبوة الروحية ثم النضج الروحي.
وقد تختلف درجة النمو من واحد لآخر. ومع أن كلمة الله توصينا بالقول “انموا…” لكن في الواقع أننا نكتشف حالات مؤسفة من تأخر النضج الروحي للمؤمنين, مثل تلك التي وردت الإشارة إليها في رسالة بولس الرسول إلى المؤمنين في كورنثوس, والتي وصف الرسول أصحابها أنهم أطفال في المسيح وجسديين (1كو 3 : 1 ـ 4 ).

كيف أنمو؟

أولاً: من خلال الصلاة
عندما تقابل الرب يسوع مع شاول الطرسوسي وهو في طريقه إلى دمشق وغير حياته (أعمال 9)، أرسل إليه تلميذاً اسمه حنانيا وأعطاه دليلاً على أنه حصل على الحياة الجديدة إذ قال له: «هوذا يصلى» (أع11:9).
– الصلاة تبرهن على أنه قد صارت لنا علاقة بالله.
– الصلاة هي مشغولية الفكر الدائمة والتحدث الدائم مع الله.
– يوصينا الرب بالقول «ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل» (لو1:18).
– يقول الرسول بولس للمؤمنين في مدينة تسالونيكي «صلوا بلا انقطاع» (1تس5: 17).
– يقول الرسول بولس للمؤمنين في مدينة كولوسي «واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر» (كو4:2).
– عندما نصلى يجب أن نعترف بما صدر منا من أخطاء (1يو1: 5-9).
– في الصلاة نشكر الرب لأجل كل عطاياه, ونشكر أيضا على كل شئ (أف20:5).
– في الصلاة نطلب ما نحتاج بثقة (في6:4).
فالصلاة دائماً كالتنفس: (شهيق وزفير) الذي يحتاج إليه الطفل بعد ولادته وقبل اللبن أيضاً، فبدون التنفس يحدث الاختناق والموت، هكذا كل من ولد من الله.

ثانياً:قراءة كلمة الله
كما أن الطفل يحتاج إلى اللبن ويشربه على دفعات طوال اليوم لكي ينمو، هكذا المولود من الله يحتاج إلى كلمة الله المشبهة باللبن (1بط2:2، عب5: 12و13)، ومع نمو المؤمن المستمر تتحول ذات الكلمة في فهمها إلى طعام قوي (عب14:5)،.

إن كلمة الله لها دور فعال في نمو حياتنا الروحية:
– هى سراج ينير لنا الطريق لنسلك بدون زلل (مز105:119).
– هى كالماء لتنقية الحياة (أف26:5).
– هى نار تحرق كل الشوائب في الحياة، ومطرقة تحطم قساوة القلب (إر29:23).
– هى كالمرآة تكشف كل ما هو خفي عنا في حياتنا لإصلاحه (يع23:1).
ولذلك اقتن كتاب مقدس واختر أفضل أوقاتك للقراءة وليكن في الصباح الباكر. وصل قبل أن تقرأ كتابك, وأقرأه بروح الصلاة, واقرأه بروح التأني, واطلب الرب ليعطيك الفهم لكلمته وصلي ما قرأته.

* واحترس من أن تهمل قراءته لئلا تهمله يوما فتجد نفسك قد أهملته كل يوم. إن كثرة تأملك بروح الصلاة في كلمة الله يقودك إلى الملء الروحي والتعمق في معرفة المسيح وكفاية عمله
إنه من الضروري أن نهتم بدراسة كلمة الله واثناء الدراية يجب أن:
١.نقرا “وقرأوا في السفر في شريعة الله ببيان وفسروا المعنى..” (نح8: Cool.
٢. نفتش. قال الرب يسوع “فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهد لي” (يو5: 39) ويقول أيضا “فتشوا في سفر الرب واقرأوا. واحدة من هذه لا تفقد” (إش34: 16).
٣. نفحص. جاء هذا القول عن أهل بيرية “وكان هؤلاء أشرف من الذين في تسالونيكي فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الأمور هكذا” (أع17: 11).
٤. ناكل. “وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي” (إر15: 16).
٥. نلهج. “طوبى للرجل… في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا” (مز1: 1-3).
٦. نحفظ. “طوبى لحافظي شهادته…وصاياك أحفظ…” (مز119: 2وCool.
٧. نخبىء كلمته فى قلوبنا: “خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك” (مز119: 11).
٨. نعمل بها: “إن علمتم هذا فطوباكم إن عملتموه” (يو13: 17).

ثالثاً: الشهادة عن الرب يسوع
الإنسان الحي دائم الحركة. هذه الحركة تعطى عملية امتداد ونمو للعضلات والأنسجة. وما نقصده بالحركة الشهادة عن المسيح أمام الآخرين.
– هذا ما قاله الرب يسوع للإنسان الذي كان مجنوناً بعد أن حرره من لجئون «اذهب إلى بيتك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك. فمضى وابتدأ ينادى في العشر المدن كم صنع به يسوع» (مر5: 19-20).
– لقد قال الرب يسوع للتلاميذ «أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم» (يو16:15).
– أيضاً قال الرب يسوع «بهذا يتمجد أبى. أن تأتوا ثمر كثير فتكونون تلاميذي» (يو8:15).
– قد قيل عن شاول الذي اصبح بولس بعد أن تقابل معه الرب يسوع وغير حياته «وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح أن هذا هو ابن الله» (أع20:9).
وأنت مدعو أيضا للشهادة عن ما صنع المسيح في حياتك (سيساعدك الاشتراك بكورس كيف اشارك ايماني في هذا عمليا)

رابعاً: الشركة مع المؤمنين
– تقول كلمة الله «ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض» (1يو1: 7).
– قيل عن شاول بعد تجديده مباشرة «وكان شاول مع التلاميذ في دمشق أياماً (أع19:9).
– لما جاء شاول إلى أورشليم «حاول أن يلتصق بالتلاميذ» (أع26:9).
– قيل كثيراً عن التلاميذ إنهم كانوا بنفس واحدة، وهذا يجعلنا ندرك أهمية حضور الاجتماعات الروحية. لذلك يقول الرسول «غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة (عب25:10).
– من خلال شركتنا مع المؤمنين نتعلم منهم الكثير، ونكون في دفء روحي.
– المؤمن الذي يعيش في عزلة وانطواء هو عرضه لهجمات الشيطان.

خامساً:الامتلاء من الروح القدس
إن معنى الامتلاء بالروح القدس هو أن نكون تحت سيطرة الروح وفي ملء قوته.
إن طريق الامتلاء بالروح القدس هو الإيمان. إلا أن هناك عوامل كثيرة تهيئ القلب لهذا الملء ومنها مثلاً:
١. يجب أن يكون في القلب رغبة صادقة في أن تكون لنا الحياة التي تسر قلب الرب أي يكون عندنا جوع وعطش إلى البر (مت6:5).
٢. يجب أن يكون في القلب رغبة صادقة في تسليم الحياة بجملتها للرب يسوع بحسب الوصية الواردة في (رو12: 1و2) «أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله».
٣. الاعتراف بكل خطية يشير الروح القدس إليها (1يو1: 8و9).
٤. يجب أن نستند على الوصية القائلة «امتلئوا بالروح» (أف18:5)، والوعد القائل «إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا. وإن كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه» (1يو5: 14و15).
٥. الشركة مع الرب وممارسة وسائط النعمة تقود إلى المليء بالروح القدس.

وإذ نمتلئ بالروح القدس تكون النتيجة:
• أن حياتنا تختبر أكثر فأكثر ثمر الروح (غل23:5).
• نصبح أكثر فأكثر مطابقين لصورة المسيح (2كو3: 17و18).
• حياة الصلاة فينا تزداد عمقاً.
• دراستنا لكلمة الله سوف تصبح أكثر إشراقاً ومعنى.
• نكون أكثر استعداداً للصراع الروحي ضد العالم (1يو2: 15-17) والجسد (غل5: 16و17) والشيطان (1بط5: 8و9).
• نختبر قوة الروح القدس لمقاومة اغراءات الخطية (أف10:6، رو1:6-16)، ونسلك السلوك الذي يمجد الله.

سادساً: الخضوع لمشيئة الله
يجب أن يكون لنا التسليم لمشيئة الله واضعين ثقتنا الكاملة فيه. ويجب أن ندرك أن أفضل مخطط حكيم في حياتنا هو مخطط الله النابع من إرادته لنا. لذلك يجب أن نعرف الله في حقيقته. فهو الآب المحب، القدوس، الحكيم، العطوف، العادل. وليس هو الجبار المنتقم.
كما يجب علينا أن نتمسك بمواعيد الله التي في كلمته وننتظر الرب حتى يتمم مشيئته بصورة محددة. مع ملاحظة أن القرب من المكتوب والملء بالروح القدس والخضوع والطاعة لإرشاده النابع من سيطرته على حياتنا، يعطى لنا فهما أكثر لمشيئة الله في حياتنا.

ولفهم ما يأمرنا به الرب، فإنه يجب أن نتبع هذه الطريقة لمعرفة هل هذا الشيء من الله أم من الشيطان أم من أفكارنا الذاتية، نسأل :
١- إن كان دافعنا أن نكرم أو نعظم إلهنا بصورة ما .. أم لا؟
٢- إن كان هذا يتفق مع تعاليم ومبادىء كلمة الله المكتوبة .. أم لا؟
٣- إن كانت دوافعنا نقية وطاهرة .. أم لا؟
٤- إن كانت تجلب البركة لكنيسة المسيح (شعب الله) … أم لا؟
٥- نسأل مشورة مؤمنين حقيقيين ممتلئين بالروح القدس وبروح الصلاة. نسألهم النصح والإرشاد مع ملاحظة أنه لا نعتمد على نصائحهم كقضية مسلم بها.

النمو الروحي شيء ضروري لذلك لنصغ ونعمل بهذه الوصية العظيمة:
«ولكن انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح» (2بط18:3)