Spiritual Fellowship-الشركة الروحية

الشركة الروحية 

أخي وأختي  في المسيح

يعلمنا الكتاب المقدس عن كيفية نمو المسيحين والكنيسة الأوائل “وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات” (أعمال ٢: ٤٢)، ويؤكد لنا “إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح إبنه يطهرنا من كل خطية” (رسالة يوحنا الأولى ١: ٧). ومن أهم العوامل للنمو كمؤمن هي الشركة الروحية، أي اللقاء مع المؤمنين والتفاعل معهم عبر النشاطات المذكورة في آيات مثل “مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” (رسالة أفسس ٥: ١٩). فعندما نلتقي بمؤمنين آخرين نأخذ بركة مما قد علمهم الرب وتعامل به معهم كما نباركهم أيضاً بالمثل “لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى، وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً، بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، بنعمة، مترنمين في قلوبكم للرب” (رسالة كولوسي ٣: ١٦). ونرى في سفر أيوب صورة لهذا العمل الصالح الذي رأه الرب في حياة أيوب وشهد له أليفاز التيماني به إذ قال “ها أنت قد أرشدت كثيرين وشددت أيادي مرتخية. قد أقام كلامك العاثر وثبـَّتَ الركب المرتعشة” (أيوب ٤: ٣-٤). وهذا الدور مهم لكل واحد منا لإتمام عملنا كأعضاء في جسد المسيح ولا يأخذ عضو مكان عضو آخر “لأنه كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد كذلك المسيح أيضاً، لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً إعتمدنا إلى جسد واحد يهوداً كنا أم يونانيين عبيداً أم أحراراً وجميعنا سقينا روحاً واحداً فإن الجسد أيضاً ليس عضواً واحداً بل أعضاء كثيرة” (رسالة كورنثوس الأولى ١٢: ١٢- ١٤). فكما في الجسد العين لا تصلح للشم والأذن لا تصلح أن نسير عليها والأرجل لا تصلح أن نسمع بها كذلك في الكنيسة لكل عضو منا دور لا يستطيع آخر أن يقوم به، دور صنعنا لإجله الرب لأعمالٍ قد سبق فعينها لنا لنقوم بها. لذى من المهم أن يكون لنا شركة مع الآخرين بغض النظر عن إستحساننا الشخصي وبهذا نطيع تعليم المسيح في وحدة المحبة “وصية جديدة أنا أعطيكم، أن تحبوا بعضكم بعضا. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضا” ( يوحنا ١٣: ٣٤).

 

أهمية الشركة الروحية

هناك عدة نتائج صالحة وهامة تعود علينا وعلى الكنيسة ككل عندما نكون في شركة روحية:

١- الشركة مع شخص الرب “الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع إبنه يسوع المسيح” (رسالة يوحنا الأولى ٣:١)، كما وعد المسيح “لأنه حيثما إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي فهناك أكون في وسطهم” (متى ١٨: ٢٠).

٢- سرور الرب “ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع، لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله” (الرسالة إلى العبرانيين ١٣: ١٦).

٣- بناء الآخرين  “عزوا بعضكم بعضا ً وابنوا أحدكم الأخر” (رسالة تسالونيكي الأولى ٥: ١١)، فنشاطات الشركة هي للبنيان كما نقرأ ” فما هو إذاً أيها الإخوة؟ متى إجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم له لسان له إعلان له ترجمة، فليكن كل شيء للبنيان” (رسالة كورنثوس الأولى ١٤: ٢٦).

٤- تشجيع لنا وللآخرين “أي لنتعزى بينكم بالإيمان الذي فينا جميعاً، إيمانكم وإيماني” (رومية ١: ١٢).

٥- فهم دورنا في خدمة الرب “فإذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة، أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان” (الرسالة إلى غلاطية ٢: ٩).

٦- تعلُم كيفية الحياة كما يحق للرب “لكي تكون شركة إيمانك فعالة في معرفة كل الصلاح الذي فيكم لأجل المسيح يسوع” (الرسالة إلى فليمون ١: ٦).

٧- الإتحاد في الفكر والصلوات “هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع إخوته” (أعمال الرسل ١: ١٤) و “هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معاً” (مزمور ١٣٣: ١). 

والشركة تعني مشاركة شعب الكنيسة بروح المحبة التي هي رباط الكمال وتتضمن وتتطلب التضحية، فنقرأ:

– “كونوا مضيفين بعضكم بعضاً بلا دمدمة” (رسالة بطرس الأولى ٤: ٩).

– “مشتركين في إحتياجات القديسين، عاكفين على إضافة الغرباء” (رسالة رومية ١٢: ١٣).

– “فليرضِ   كل واحد منا قريبه للخيرلأجل البنيان” (رسالة رومية ١٥: ٢) و “لا يطلب أحد ما هو لنفسه بل كل واحد ما هو للآخر” (رسالة كورنثوس الأولى ١٠: ٢٤).

– “بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضاً في المحبة، مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام” (رسالة أفسس ٤: ٢-٣).

– “وادين بعضكم بعضاً بالمحبة الأخوية، مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة” (رسالة رومية ١٢: ١٠).

وهنا لا بد من التنبيه أن شعب الكنيسة في مراحل مختلفة من النمو وعلينا كمن يرى ضعف الآخر أو الآخرين في إحدى هذه الوصايا أن لا ندينهم كي لا ندان نحن، بل نبنيهم عبر الأخذ بأياديهم وبناء ما هو ناقص في نموهم بجعلهم يشتركون بما هو كامل فينا دون أن نعيبهم أو نهين المسيح، لأننا بإهانتنا وإحتقارنا لهم نهين المسيح الذي يعمل فيهم ومن خلالهم. يعلمنا الرسول بطرس ” والنهاية، كونوا جميعاً متحدي الرأي بحس واحد، ذوي محبة أخوية مشفقين لطفاء غير مجازين عن شر بشر أوعن شتيمة بشتيمة، بل بالعكس مباركين عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة” (رسالة بطرس الأولى ٣: ٨ -٩).

وفي الختام تذكروا ما قاله الوحي “ولنلاحظ بعضنا بعضاً للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة غير تاركين إجتماعنا كما لقوم عادة، بل واعظين بعضنا بعضاً، وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب” (الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٢٤-٢٥).

نستودعكم بين يدي القدير ونصلي ان يبارككم الرب ويقود خطاكم