أولاً: المهمل
هذا الشخص يُعتبر أكثر النوعيات التي نتقابل معها. حيث عدم الاهتمام واللامبالاة بخصوص كل الأمور الروحية فهو مغموس فى عمله وبيته وحياته الخاصة أو مسراته وإشباع شهواته فتلك هي آفاقه، وهو لا يرغب غير ذلك فإن جاءته أفكار عن الله والخطية والموت والأبدية-لتخترق وعيه أحياناً- ويحاول أن يبعدها عن عقله بأسرع ما يستطيع ولكنه من الناحية الأخرى لا يقول أنه ينكر وجود الله أو أنه يتمرد عليه وفي الوقت نفسه تجده رتب كل حياته وكأن الله غير موجود فهو يغلق ذهنه وعينه تماماً أمام الأمور الروحية وشعاره لنفسه “استريحي وكلي واشربي وافرحي” (لوقا 12 :19) أو “لنأكل ونشرب لأننا غداً نموت” (1كور 15 :32) وبالتأكيد ينطبق عليه المكتوب “الذين نهايتهم الهلاك الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الأرضيات” (في 3 :19) فى هذه الحالة يجب أن نوقظ إحساسه بالاحتياج إلى المسيح كأننا مع رئيس النوتية نقول له كما قال ليونان “مالك نائما قم اصرخ إلى إلهك” (يونان 1 :6) .
كيف نتحدث معه:
إن عدم المبالاة غالباً ما يكون قناع لإخفاء حقيقة ما بداخله من الاضطراب وعدم الشعور بالسلام ولكنه يخدّر ضميره ويحاول أن يُظهر سعادته بضحكة مصطنعه، والعلاج من كلمة الله:
1- إيقاظ شعور الاحتياج:- هذا لا يتم بكلام الحكمة الإنسانية المقنع أو البراهين ولكن بكلمة الله التي هي كالسيف “لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته.وليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا” (عبرانين12:4-13) “وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله” (أفسس 6 :17) .
أ- الخطية وموقفه منها: وضح له انه ليس بار ولا واحد .. إذا فهو خاطئ ” ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معاً ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد .. لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله” (رومية 3 :10-12،23) وإن مقاييس الله فى الناموس لا يمكن للإنسان أن يحققها “إذا ناموسي قام يجربه قائلاً يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية. فقال له ما هو مكتوب في الناموس كيف تقرأ. فأجاب وقال تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك. فقال له بالصواب أجبت أفعل هذا فتحيا. وأما هو فإذ أراد أن يبرر نفسه قال ليسوع ومن هو قريبي” (لوقا 10 :25-29) لهذا أراد الناموسي أن يبرر نفسه عندما وجد نفسه أمام مطاليب الناموس، إنه بعدم حبه لله من كل القلب والنفس يكون أشر خاطي لأنه كسر أعظم وأول وصية “يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولي والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء” (متي 22 :36-40) وبهذا توضح للمهمل إنه خاطئ في نظر الله ولا يستطيع بذاته أن يبرر نفسه ويمكن استخدام “كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا” (اشعياء 6:53) ، “لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة زنى فسق قتل .. جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الإنسان” (مرقس7 :21-23) ، “..أنكم تموتون في خطاياكم لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم .. الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله” (يوحنا 8 :24 ،3 :36)
ب- الموت والدينونة التي تليه: يمكن استخدام هذه الآيات “..وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة” (عبرانين 9 :27) ، “لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم” (رومية 1 :18) ، “لأن أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا” (رومية 6 :23) ، “لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدماً للجميع إيماناً إذ أقامه من الأموات” (أعمال31:17) “ثم رأيت عرشاً عظيماً ابيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع. ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله وانفتحت أسفار وأنفتح سفر أخر هو سفر الحياة ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم وسلم البحر الأموات الذي فيه وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب أعماله. وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار هذا هو الموت الثاني. وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار” (رؤيا 20 :11-15) ويمكن الحديث معه عن المصير الأبدي للخاطئ كما ذكر فى الدرس 30. كن صادقاً فى المحبة إلى أن تقوده ليكون بين يدي الرب يسوع (أفسس 4 :15) ، فالجراح الماهر إذ يقول للمريض الق نظرة أخيرة على الجرح أو الدمل أو الورم ثم يقول له بعد ذلك ثبت نظرك عليَ وليس على الخراج حتى انتهى من أستأصله لذلك دع المهمل ينظر نظرة صادقة إلى حال كونه خاطئ وميت ثم هالك أبديا ليثبت نظره بعد ذلك والى الأبد على الجراح الماهر والمخلص العظيم الرب يسوع المسيح، الذي جال يصنع خيراً ويشفي (أعمال 38:10)
ج- خطورة الإهمال: يمكن استخدام “فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره قد ابتدأ الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من الذين سمعوا” (عبر 2 :3) ، “..كم عقاباً أشر تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنساً وازدرى بروح النعمة” (عبر 10 :28 ، 29)، “لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد” (يوحنا 3 : 17،18)، “..الكثير التوبخ المقسي عنقه بغتة يكسر ولا شفاء” (أمثال 1:29) .
2- ركز على المسيح: عندما تطمئن إن علامات اهتمامه بالأمور الروحية ظهرت عليه ركز ولتكن إشارتك باستمرار إلى الرب يسوع وذبيحته وبر الله فى خلاصه للخاطي “الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم” (1بطرس 24:2)، “لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه” (2كورنثوس 21:5) ، “وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا” (اشعياء 53 :5،6) ، “متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح. الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله. لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع” (رومية 3 :24- 26) ، “التفتوا إليَ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر” (اشعياء 45 :22) فكثيرا ما يكون الحديث عن محبة الله وصليب المسيح اكثر تأثيراً عليه من الحديث عن الدينونة.
3- قدم له معاني الإيمان: كما فى الدرس 34 و 35، كان جون فاسار وهو شاب من مدينة بوكبيس يحب الرب يسوع جداً ويحب النفوس أيضاً ويخاف عليها من الهلاك الأبدي ويرغب أن يوصل إليها بشارة الإنجيل الرائعة ولكنه أدرك بعد التجربة عدة مرات أنه لا يمتلك موهبة التبشير من على منابر الكنائس وتأكد أن الرب دعاه ليربح النفوس بالعمل الفردي في الأماكن البعيدة التي ليس فيها كنائس، وكان جون فاسار يطلق على نفسه لقب كلب الراعي وكان يقول أنا أتبع الراعي الصالح في سبيل إنقاذ الغنم التي ضلت وإرجاعها وسأذهب مع الراعي إلى القفار والتلال للبحث عن الخروف الضال ولكن هذا الاسم لم يعجب كثيرين حتى من المسيحيين، وسمعت سيدة أيرلندية شريرة عن جون فاسار ولقب كلب الراعي وقالت باستهزاء لو جاء إلىَ هذا الكلب فسأغلق الباب في وجهه ولن أرمي له حتى بقطعة من العظم ولما جاء الدور على منزلها وقرع فاسار على الباب فتحت الباب وشتمته وأغلقت الباب في وجهه لكنه جلس على عتبة الباب وأخذ يرنم ترنيمة تقول:
أن الإساءات الكثيرة التي تلحقني – لا توازي ولا قطرة من المحبة التي تغمرني
وها أنا يا ربي يسوع أصلب ذاتي – فآلامي أقوى من نيران الغيرة التي تلهبني
وبعد أقل من أسبوعين كانت هذه السيدة تقف لتشهد في أحد الاجتماعات التبشيرية وفي وسط دموعها وقالت: أن المحبة التي غمرت قلب جون فاسار الذي في أتضاع شديد أطلق على نفسه لقب كلب الراعي هي التي قادتني للمسيح المصلوب والآن قد حصلت على الخلاص، لقد أيقظني الرب عن طريقه من إهمالي الشديد الذي عشت فيه عمري الماضي.
ثانياً: الوراثي
هو الذي يقول لك أنا مسيحي إذا فأنا مؤمن فلقد ورثت الإيمان وعُمدت فى الكنيسة ويستعجب من أنه يجب عليه أن يؤمن وهو مسيحي.كيف نتحدث معه: الولادة فى بيت مسيحي تهيئ تربه خصبة للإيمان المسيحي “إذ أتذكر الإيمان العديم الرياء الذي فيك الذي سكن أولا في جدتك لوئيس وأمك أفنيكى ولكنى موقن انه فيك أيضاً” (2تيموثاوس5:1) وأيضاً “وإنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع” (2تيموثاوس 3 :15) ولكن هذا لا يعنى إطلاقاً أن الإيمان المسيحي يورث، لذلك يهمنا أن نؤكد له الفرق بين الإيمان الحقيقي المثمر والإيمان الشيطاني والإيمان الميت “أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون. ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت” (يعقوب 2 :19-20) ، فالإيمان الحقيقي لا بد أن يكون إيمان عامل ولذلك لا بد من الولادة الجديدة التي هي اختبار فردى يتم بعد التوبة الحقيقية وينتج عنها التغيير الكامل فى الحياة “إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً” (2كورنثوس 5 :17) ولهذا “كل واحد منا سيعطى عن نفسه حساباً لله” (رومية 14 :12) ويمكن الرجوع لمعاني الإيمان فى الدرس 34 وكلها ليست وراثيه فالولادة الجديدة تتم بعد سماع كلمة الله وقبولها “مولودين ثانيةً لا من زرع يفني بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد” (1بطرس23:1).