غفران لا مثيل له
كريم – kalimatalhayat.com
كم مرة شعرت في داخلك بمشاعر غير نقية باتجاه صديقك أو جارك أو حتى أخيك. وكم مرة تمنيت الشر أو حتى الموت لأحد الأشخاص الذي تصرف معك بطريقة مدمّرة ومحطّمة لحياتك.
عندما تمر في هذه الحالة أو في هذا الاختبار، تذكّر غفران المسيح لك حينما كنت مثقّلًا بخطاياك الكثيرة، ونظر إليك نظرة محبة، وقال لك: مغفورةٌ لك خطاياك، اذهب ولا تخطئ أيضًا.
هل تستطيع أن تتصرف في هذه الظروف كما تصرّف معلمنا ومخلصنا يسوع المسيح؟ وهل تستطيع أن تقدم حياتك كذبيحةٍ حيةٍ مرضيةٍ أمام الله، لكي تكون قدوة في المحبة وفي الغفران وفي التواضع أمام الله والجميع. فكلمة الله تعلمنا بوضوح “فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفًا وتواضعًا ووداعًة وطول أناةٍ” (كولوسي 3: 12).
إن قوّة الاحتمال والصبر تظهر مدى جدية الإنسان المؤمن، ومدى التزامه بقضية المسيح، فيسوع على الصليب أظهر تواضعًا وقّوة احتمال غير عادية، إذ حمل خطايا الجميع من دون تذمر أو تراجع. فهو من البداية وجه نظره إلى تلة الجلجثة، عالمًا أن الصليب الخشبي المرتفع هو من نصيبه، فذهب بصمت ومن ثم تعلّق بين الأرض والسماء وقال “يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون.” فهل نستطيع أن نفعل كما فعل هو، وأن نتحمل أثقال بعضنا البعض. كما تعلمنا كلمة الله “محتملين بعضكم بعضًا ومسامحين بعضكم بعضًا إن كان لأحد على أحد شكوى. كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضًا” (كولوسي 3: 13)
الغفران الحقيقي يظهر جليًا وسط الأوقات الصعبة. والغفران الصادق النابع من قلبٍ محبٍّ، يترجم عمليًا في علاقات الناس مع بعضها البعض. فلا تستطيع أن تقول أنّني غفرت، وفي المقابل أنت تضع الفخاخ لكي توقع بأخيك وبجارك وبصديقك. إن التعاليم المسيحية التي وضعها المسيح لنا غير مستحيلة التطبيق، إذا تعاملنا معها كما تعامل المسيح نفسه من ناحية الأمانة والمحبة والصدق والغفران. فلكي تعيش غفرانًا لا مثيل له عليك أن تقبل هذا التحدي، بأن تضع قلبك الحجريّ أمام الله طالبًا منه التغيير، فهو سيمنحك قلبًا بحسب قلبه، وحبًّا بحسب حبه، وغفرانًا بحسب غفرانه. فهل تقبل هذا التحدي؟