Disrupters of the individual work – معطلات العمل الفردي

ذكر هنري وارد بيتشر عن العمل الفردي أن المسيحي الحقيقي يشبه ربان السفينة واجبه يحتم عليه أن يطوف البحار بما فيها من صعوبات وأمواج وأنواء ومخاطر ليبحث عن النفس المتعبة بالخطية وعندما يجدها يقودها إلى الميناء الآمن الوحيد الرب يسوع المسيح وهذا ليس مجرد كلام نظري بل هو رغبة قوية تؤثر في كل كلمة وعمل بلهيب قوي داخله.

فبكل تأكيد الشيطان لن يسعده إنك تشهد للرب يسوع وتربح النفوس له وسيضع أمامك دائماً المعطلات لهذا العمل الجليل، لكني لن أتحدث عن أي معطلات خارجك مع علمي بأنها كثيرة جداً ولكن لن يمكنا أن نغير الكون أو المجتمع الذي نعيشه بل علينا أن نتغير نحن لنكون اكثر مناسبة لمجد الله فى الشهادة للآخرين بالحياة والكلام وأتمنى أن تقرأ هذا الدرس وأنت راكع على ركبتيك ومصليا مع داود “اختبرني يا الله وأعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري وأنظر إن كان فيّ طريق باطل أهدني طريقاً أبدياً” (مزمور 139 :23) .بمجرد ما صرت مسيحي حقيقي صارت مسئوليك ومن الامتياز والواجب عليك أيضاً أن تمارس العمل الفردي كما عرفنا فى الدروس الماضية حسب الكتاب المقدس وهذه وصايا هامة جداً “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ..” (متى 19:28) (مرقس 15:16) ، ولكن إن لم تكن فعلت هذا حتى اليوم فالآن اعترف أنك كاسر لوصية هامة جدا من المسيح لك: “فأذكر من أين سقطت وتب” (رؤيا 5:2) وأبدأ من هذا اليوم تنفيذ أجمل وأروع وصيه، وإليك بعض معطلات هذه الخدمة الجليلة التي يجب أن يقوم بها كل مؤمن :-

أولا الخجل والخوف من الناس

“خشية الإنسان تصنع شركاً والمتكل على الرب يرفع” (أمثال 25:29) هذا من أهم الأسباب وربما نتستر وراء تعصب الناس .. الخ ولكن كثيراً ما يكون السبب الدفين هو الخوف والخجل وعدم القدرة على مواجهة الناس.

قال الواعظ الفرنسي الشهير بوسيه: إنك تحتاج لشجاعة أن تقول كلمتين حق عن الرب في العمل الفردي أكثر من الشجاعة التي تحتاجها كي تعظ عظة طويلة لـ 1000 شخص وأنت على المنبر .. ربما تخجل في العمل الفردي بسبب خطاياك الماضية، وربما تخاف رد فعل عنيف ممن تتحدث معه ولكن تذكر أن الله لم يعد المؤمنين بان العالم كله سيرحب بهم فالعالم لم يرحب بالمسيح نفسه ولكن صلبه بعد أن ولد فى مزود بقر ولم يكن له منزل فى العالم. “إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم .. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم ..” (يوحنا 15: 18-21 (متى 11:5-12) وفى تكوين الكنيسة الأولى كم لاقى المسيحيين الأوائل من اضطهاد وسخريه ولكنهم ظلوا يشهدون، كمثال الرسل ” وكان آخرون يستهزئون قائلين إنهم امتلأوا سُلافة” (أعمال2: 13) “وبينما هما يخاطبان الشعب .. فألقوا عليهما الأيادي ووضعوهما في حبس ..” (أعمال4: 1-4) “وأما هم فذهبوا فرحين لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه” (أعمال14:5-42) ، يقول الرسول بولس “إن كنت بعد اكرز بالختان -الناموس اليهودي- فلماذا أضطهد بعد. إذا عثرة الصليب قد بطلت” (غلاطيه 11:5) .

تذكر دائما أن الصليب بالنسبة للعالم عثره وجهالة للأسباب الآتية:

1 – أدبياً: لأنه ليست أعمال الجسد ولا الصفات الجميلة هي التي توجد الإنسان بار أمام الله بل بالعكس أثبت الصليب فشل الإنسان “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ . فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي” (غلاطيه 20:2 -21) .

2- فلسفياً: لأن الصليب يُقبل بالإيمان وليس بالنظريات الفلسفية والحكمة البشرية “فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله. لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء…ألم يجهل الله حكمة هذا العالم.لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة” (1كورنثوس18:1-21) .

3- جميعاً: العالم يميز دائماً بين البشر بوسائل عديدة، لكن الله بالصليب يدعو الجميع ولا يميز بين إنسان وإنسان “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ..” (يوحنا 16:3) ، “.. مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقلبون” (1تيموثاوس3:2-4) .

4- فخرياً: العالم لا ولن يفتخر بالصليب بل يعتبر من يؤمنون به أموات محتقرين كما أن الصليب يرى فيه المؤمن أن العالم مائت محتقر “أما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم” (غلاطيه14:6) .

5- اختيارياً: لأن الله وبموت المسيح على الصليب أعلن عن اختياره للجهال والضعفاء والفقراء بينما العالم يحتقر هؤلاء “ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانين جهالة وأما للمدعوين يهوداً ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس. فانظروا دعوتكم أيها الأخوة .. اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله الضعفاء ليخزي الأقوياء واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود” (1كورنثوس23:1-28) .

6- طبيعياً: لأن الصليب لم يعلن للعظماء أو الحكماء “التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد” (1كورنثوس2: 8) بل لمن يعتبرهم العالم جهلاء وحتى الأطفال (متى 25:11) .

7- سماوياً: الصليب مشروع سماوي ولا يقبله العالم لأنه يقبل بالإيمان “لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً .. بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر” (1كورنثوس2:2، 6) ، وتذكر دائماً أن لا تخجل من الشهادة بالمسيح ولا بصليب المسيح فهو قال “فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضاً به قدام أبي الذي في السموات” ( متى10: 32).

قال د. ل مودي : وقع أحد المؤمنين فى الخجل والتذمر وهو يقول الناس يحتقرونني عندما أتحدث عن الرب يسوع فسأله خادم صديقه هل بصق هؤلاء الناس على وجهك؟ أجاب لا. فسأله هل ضربوك ووضعوا إكليل من شوك على رأسك؟ وعند هذا السؤال فهم هذا المؤمن المقصود فاستكمل الخادم الحديث معه قائلاً: هكذا فعلوا بسيدي وسيدك ولم يرتد للوراء حتى بعدما تلاميذه كلهم هربوا، نحن نعيش فى عالم صلب سيدنا وهكذا يرفضنا ولكن عليك أن تجاهر بكل شجاعة وحب بالإنجيل فنحن سفراء عن المسيح”إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله” (2كورنثوس20:5) .

ثانياً: عدم الصلاة لأجل النفوس

فصموئيل النبي اعتبر أن هذا شر عظيم “وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فاكف عن الصلاة من أجلكم بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم” (1صموئيل 12 :23) لاحظ”..أنه ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل .. وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة لله” (لوقا 1:18، 12:6) ، “حينئذ قال لتلاميذه الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده” (متى 9: 37-38) (يعقوب 5 :17 -18) .

ثالثاً: الاحتفاظ بخطية ترعى فى قلوبنا

“إن راعيت (احتفظت وربيت) إثما فى قلبي لا يستمع لي الرب” (مزمور18:66) ولم يستطع أن يقل داود “فأعلم الأثمة طرقك والخطاة إليك يرجعون” (مزمور 51 :13) إلا بعد اعترافه وتوبته عن خطيته الشنعاء “إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم” (ايوحنا 3: 21،22) وتذكر “.. لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح” (رومية 10:14) (1كورنثوس3 :13) .

رابعاً: الجهل بكلمة الله

كثيرون ليس عندهم شيء يقولونه، فبالنسبة للمؤمن المولود حديثاً لا يُلام إن شهد دون دراية كاملة بكلمة الله ولكن مع السنين لكي تكن كرازتنا صحيحه يجب أن نعرف كلمة الله جيداً فالشعب يهلك بسبب عدم المعرفة الكتابية “قد هلك شعبي من عدم المعرفة ..” (هوشع 4: 6 (أمثال1:2-6، 13:3) ، “ملازما للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم لكي يكون قادراً أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين” (تيطس 9:1) .

خامساً: الذات وعدم اتباع شروط التلمذة

الكبرياء والذات من أهم معطلات التلمذة .. كرامتي .. كبريائي يحرماني من الصيد والنزول للبحر لكن الرب في أتضاعه جلس على البئر وطلب ماء من السامرية “وكانت هناك بئر يعقوب …فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع أعطيني لأشرب” (يوحنا 4: 6-7).

سادساً: البرودة وعدم الغـيرة

غرق أحد ركاب السفينة وأعلن القبطان غرق الراكب في هدوء شديد ولكن بعد دقائق صرخ القبطان أدفع 1000 دولار لمن ينقذه ثم أزداد صراخه بل سأدفع 100 ألف دولار لمن ينقذه وأزداد صراخه وهو يقول بل 500 ألف دولار وظل يصرخ في بكاء شديد سأدفع مليون دولار بل كل ما أملك، هل تدري لماذا أهتم القبطان مؤخراً بنجاة الغريق لأنه أكتشف أن الغريق هو شقيقه الوحيد الذي يحبه جداً. كما تقول قصة واقعية أخري: بينما كان مجموعة من العمال يحفرون بئر لاستخراج البترول في أحد الولايات الأمريكية، إذا ببعض جوانب البئر تسقط عليهم حتى غطاهم التراب فهرع الناس لإنقاذهم ومر شاب يدعى جون بجوار الحادث وكان يتفرج على عملية الإنقاذ دون اكتراث، جاء أحدهم وقال له: جون ألا تعلم أن أخاك جيمي هو أحد العمال المدفونين تحت أنقاض البئر؟ عندها خلع جون ملابسه وشارك بكل قوة لإنقاذ من سقط عليه البئر..هل تحب النفوس؟ فهم مع اختلاف أجناسهم ولونهم وديانتهم هم أخوتنا في البشرية كما قال الرسول بولس أن الله “صنع من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون على وجه الأرض ..” (أعمال26:17) . سأل أحد خدام الرب المبشر الشهير جون وسلى لماذا تحتشد الجماهير بالآلاف لتصغي إلى وعظك فأجاب وسلي: أنى أحب الرب يسوع جداً ونيران حبه تشتعل فى داخلي أظن إنه من الطبيعي أن الناس تقف لتتأمل الحريق وبينما هي هكذا أقدم لهم أهم وأعظم بشارة، بشارة الإنجيل

أ – تذكر كم كان قلب المسيح ملتهب على الخطاة البعيدين “فلما خرج يسوع رأى جمعا كثيراً فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدأ يعلمهم كثيراً” (مرقس 34:6)والمرضى (متى 14:14) ، “ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيدا وجاء إلي بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر وجاءوا إليه بأصم اعقد وطلبوا إليه أن يضع يده عليه أخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه في أذنيه و تفل ولمس لسانه ورفع نظره نحو السماء وأنّ وقال له افثا أي انفتح وللوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيماً” (مرقس 7: 31-34) والجياع “وأما يسوع فدعا تلاميذه وقال إني أشفق على الجمع لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق” (متى 15 :32) أو الحزانى “فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي” (لو 13:7) والممتلئين بالأرواح الشريرة “… طلب إليه الذي كان مجنونا أن يكون معه فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب إلى بيتك وإلى اهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك” (مر 5 :18-19) .

ب – كان شعور الرسول بولس تجاه الخطاة من شعبه “أقول الصدق في المسيح لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس إن لي حزنا عظيما ووجعاً في قلبي لا ينقطع فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد” (روميه 9 :1-3) لاحظ صراخ أرميا “يا ليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فابكي نهاراً وليلا قتلى بنت شعبي” (أرميا 9 :1) ألم يبكى مخلصنا على أورشليم “وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها” (لوقا 19 :41) فما بالنا صرنا نحن باردين؟!

ج – هذه البرودة الروحية ستختفي إن واجهنا أنفسنا بأربعة أسئلة فى محضر الله:

1- خطة الله بالنسبة للهالكين (رومية 3 :10-19، 6: 23) .

2- محبة الله لهذه النفوس (1يوحنا 4 :9، يوحنا 3 :16) .

3- محبة المسيح وصليبه وتحمُله العذاب لأجل النفوس (1يوحنا16:3) .

4- المستقبل التعيس لرافضي المسيح (رؤيا20 :11-15، مرقس 9: 43-48، متى25 :30-46) اسمع الصوت يدعوك “اعبر إلينا ” (أعمال 16 :9 ) .

سابعاً: اعتقادك أن العمل الفردي مسئولية بعض المؤمنين وليس جميعهم

وهذا تم مناقشته فى درس شبكة أم صنارة؟

وأيضاً درس الصيد بالصنارة متعة ومكافأته أبدية.

ذكر هنري وارد بيتشر عن العمل الفردي أن المسيحي الحقيقي يشبه ربان السفينة واجبه يحتم عليه أن يطوف البحار بما فيها من صعوبات وأمواج وأنواء ومخاطر ليبحث عن النفس المتعبة بالخطية وعندما يجدها يقودها إلى الميناء الآمن الوحيد الرب يسوع المسيح وهذا ليس مجرد كلام نظري بل هو رغبة قوية تؤثر في كل كلمة وعمل بلهيب قوي داخله.

فبكل تأكيد الشيطان لن يسعده إنك تشهد للرب يسوع وتربح النفوس له وسيضع أمامك دائماً المعطلات لهذا العمل الجليل، لكني لن أتحدث عن أي معطلات خارجك مع علمي بأنها كثيرة جداً ولكن لن يمكنا أن نغير الكون أو المجتمع الذي نعيشه بل علينا أن نتغير نحن لنكون اكثر مناسبة لمجد الله فى الشهادة للآخرين بالحياة والكلام وأتمنى أن تقرأ هذا الدرس وأنت راكع على ركبتيك ومصليا مع داود “اختبرني يا الله وأعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري وأنظر إن كان فيّ طريق باطل أهدني طريقاً أبدياً” (مزمور 139 :23) .بمجرد ما صرت مسيحي حقيقي صارت مسئوليك ومن الامتياز والواجب عليك أيضاً أن تمارس العمل الفردي كما عرفنا فى الدروس الماضية حسب الكتاب المقدس وهذه وصايا هامة جداً “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ..” (متى 19:28) (مرقس 15:16) ، ولكن إن لم تكن فعلت هذا حتى اليوم فالآن اعترف أنك كاسر لوصية هامة جدا من المسيح لك: “فأذكر من أين سقطت وتب” (رؤيا 5:2) وأبدأ من هذا اليوم تنفيذ أجمل وأروع وصيه، وإليك بعض معطلات هذه الخدمة الجليلة التي يجب أن يقوم بها كل مؤمن :-

أولا الخجل والخوف من الناس

“خشية الإنسان تصنع شركاً والمتكل على الرب يرفع” (أمثال 25:29) هذا من أهم الأسباب وربما نتستر وراء تعصب الناس .. الخ ولكن كثيراً ما يكون السبب الدفين هو الخوف والخجل وعدم القدرة على مواجهة الناس.

قال الواعظ الفرنسي الشهير بوسيه: إنك تحتاج لشجاعة أن تقول كلمتين حق عن الرب في العمل الفردي أكثر من الشجاعة التي تحتاجها كي تعظ عظة طويلة لـ 1000 شخص وأنت على المنبر .. ربما تخجل في العمل الفردي بسبب خطاياك الماضية، وربما تخاف رد فعل عنيف ممن تتحدث معه ولكن تذكر أن الله لم يعد المؤمنين بان العالم كله سيرحب بهم فالعالم لم يرحب بالمسيح نفسه ولكن صلبه بعد أن ولد فى مزود بقر ولم يكن له منزل فى العالم. “إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم .. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم ..” (يوحنا 15: 18-21 (متى 11:5-12) وفى تكوين الكنيسة الأولى كم لاقى المسيحيين الأوائل من اضطهاد وسخريه ولكنهم ظلوا يشهدون، كمثال الرسل ” وكان آخرون يستهزئون قائلين إنهم امتلأوا سُلافة” (أعمال2: 13) “وبينما هما يخاطبان الشعب .. فألقوا عليهما الأيادي ووضعوهما في حبس ..” (أعمال4: 1-4) “وأما هم فذهبوا فرحين لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه” (أعمال14:5-42) ، يقول الرسول بولس “إن كنت بعد اكرز بالختان -الناموس اليهودي- فلماذا أضطهد بعد. إذا عثرة الصليب قد بطلت” (غلاطيه 11:5) .

تذكر دائما أن الصليب بالنسبة للعالم عثره وجهالة للأسباب الآتية:

1 – أدبياً: لأنه ليست أعمال الجسد ولا الصفات الجميلة هي التي توجد الإنسان بار أمام الله بل بالعكس أثبت الصليب فشل الإنسان “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ . فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي” (غلاطيه 20:2 -21) .

2- فلسفياً: لأن الصليب يُقبل بالإيمان وليس بالنظريات الفلسفية والحكمة البشرية “فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله. لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء…ألم يجهل الله حكمة هذا العالم.لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة” (1كورنثوس18:1-21) .

3- جميعاً: العالم يميز دائماً بين البشر بوسائل عديدة، لكن الله بالصليب يدعو الجميع ولا يميز بين إنسان وإنسان “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ..” (يوحنا 16:3) ، “.. مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقلبون” (1تيموثاوس3:2-4) .

4- فخرياً: العالم لا ولن يفتخر بالصليب بل يعتبر من يؤمنون به أموات محتقرين كما أن الصليب يرى فيه المؤمن أن العالم مائت محتقر “أما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم” (غلاطيه14:6) .

5- اختيارياً: لأن الله وبموت المسيح على الصليب أعلن عن اختياره للجهال والضعفاء والفقراء بينما العالم يحتقر هؤلاء “ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانين جهالة وأما للمدعوين يهوداً ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس. فانظروا دعوتكم أيها الأخوة .. اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله الضعفاء ليخزي الأقوياء واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود” (1كورنثوس23:1-28) .

6- طبيعياً: لأن الصليب لم يعلن للعظماء أو الحكماء “التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد” (1كورنثوس2: 8) بل لمن يعتبرهم العالم جهلاء وحتى الأطفال (متى 25:11) .

7- سماوياً: الصليب مشروع سماوي ولا يقبله العالم لأنه يقبل بالإيمان “لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً .. بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر” (1كورنثوس2:2، 6) ، وتذكر دائماً أن لا تخجل من الشهادة بالمسيح ولا بصليب المسيح فهو قال “فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضاً به قدام أبي الذي في السموات” ( متى10: 32).

قال د. ل مودي : وقع أحد المؤمنين فى الخجل والتذمر وهو يقول الناس يحتقرونني عندما أتحدث عن الرب يسوع فسأله خادم صديقه هل بصق هؤلاء الناس على وجهك؟ أجاب لا. فسأله هل ضربوك ووضعوا إكليل من شوك على رأسك؟ وعند هذا السؤال فهم هذا المؤمن المقصود فاستكمل الخادم الحديث معه قائلاً: هكذا فعلوا بسيدي وسيدك ولم يرتد للوراء حتى بعدما تلاميذه كلهم هربوا، نحن نعيش فى عالم صلب سيدنا وهكذا يرفضنا ولكن عليك أن تجاهر بكل شجاعة وحب بالإنجيل فنحن سفراء عن المسيح”إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله” (2كورنثوس20:5) .

ثانياً: عدم الصلاة لأجل النفوس

فصموئيل النبي اعتبر أن هذا شر عظيم “وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فاكف عن الصلاة من أجلكم بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم” (1صموئيل 12 :23) لاحظ”..أنه ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل .. وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة لله” (لوقا 1:18، 12:6) ، “حينئذ قال لتلاميذه الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده” (متى 9: 37-38) (يعقوب 5 :17 -18) .

ثالثاً: الاحتفاظ بخطية ترعى فى قلوبنا

“إن راعيت (احتفظت وربيت) إثما فى قلبي لا يستمع لي الرب” (مزمور18:66) ولم يستطع أن يقل داود “فأعلم الأثمة طرقك والخطاة إليك يرجعون” (مزمور 51 :13) إلا بعد اعترافه وتوبته عن خطيته الشنعاء “إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم” (ايوحنا 3: 21،22) وتذكر “.. لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح” (رومية 10:14) (1كورنثوس3 :13) .

رابعاً: الجهل بكلمة الله

كثيرون ليس عندهم شيء يقولونه، فبالنسبة للمؤمن المولود حديثاً لا يُلام إن شهد دون دراية كاملة بكلمة الله ولكن مع السنين لكي تكن كرازتنا صحيحه يجب أن نعرف كلمة الله جيداً فالشعب يهلك بسبب عدم المعرفة الكتابية “قد هلك شعبي من عدم المعرفة ..” (هوشع 4: 6 (أمثال1:2-6، 13:3) ، “ملازما للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم لكي يكون قادراً أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين” (تيطس 9:1) .

خامساً: الذات وعدم اتباع شروط التلمذة

الكبرياء والذات من أهم معطلات التلمذة .. كرامتي .. كبريائي يحرماني من الصيد والنزول للبحر لكن الرب في أتضاعه جلس على البئر وطلب ماء من السامرية “وكانت هناك بئر يعقوب …فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع أعطيني لأشرب” (يوحنا 4: 6-7).

سادساً: البرودة وعدم الغـيرة

غرق أحد ركاب السفينة وأعلن القبطان غرق الراكب في هدوء شديد ولكن بعد دقائق صرخ القبطان أدفع 1000 دولار لمن ينقذه ثم أزداد صراخه بل سأدفع 100 ألف دولار لمن ينقذه وأزداد صراخه وهو يقول بل 500 ألف دولار وظل يصرخ في بكاء شديد سأدفع مليون دولار بل كل ما أملك، هل تدري لماذا أهتم القبطان مؤخراً بنجاة الغريق لأنه أكتشف أن الغريق هو شقيقه الوحيد الذي يحبه جداً. كما تقول قصة واقعية أخري: بينما كان مجموعة من العمال يحفرون بئر لاستخراج البترول في أحد الولايات الأمريكية، إذا ببعض جوانب البئر تسقط عليهم حتى غطاهم التراب فهرع الناس لإنقاذهم ومر شاب يدعى جون بجوار الحادث وكان يتفرج على عملية الإنقاذ دون اكتراث، جاء أحدهم وقال له: جون ألا تعلم أن أخاك جيمي هو أحد العمال المدفونين تحت أنقاض البئر؟ عندها خلع جون ملابسه وشارك بكل قوة لإنقاذ من سقط عليه البئر..هل تحب النفوس؟ فهم مع اختلاف أجناسهم ولونهم وديانتهم هم أخوتنا في البشرية كما قال الرسول بولس أن الله “صنع من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون على وجه الأرض ..” (أعمال26:17) . سأل أحد خدام الرب المبشر الشهير جون وسلى لماذا تحتشد الجماهير بالآلاف لتصغي إلى وعظك فأجاب وسلي: أنى أحب الرب يسوع جداً ونيران حبه تشتعل فى داخلي أظن إنه من الطبيعي أن الناس تقف لتتأمل الحريق وبينما هي هكذا أقدم لهم أهم وأعظم بشارة، بشارة الإنجيل

أ – تذكر كم كان قلب المسيح ملتهب على الخطاة البعيدين “فلما خرج يسوع رأى جمعا كثيراً فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدأ يعلمهم كثيراً” (مرقس 34:6)والمرضى (متى 14:14) ، “ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيدا وجاء إلي بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر وجاءوا إليه بأصم اعقد وطلبوا إليه أن يضع يده عليه أخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه في أذنيه و تفل ولمس لسانه ورفع نظره نحو السماء وأنّ وقال له افثا أي انفتح وللوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيماً” (مرقس 7: 31-34) والجياع “وأما يسوع فدعا تلاميذه وقال إني أشفق على الجمع لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق” (متى 15 :32) أو الحزانى “فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي” (لو 13:7) والممتلئين بالأرواح الشريرة “… طلب إليه الذي كان مجنونا أن يكون معه فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب إلى بيتك وإلى اهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك” (مر 5 :18-19) .

ب – كان شعور الرسول بولس تجاه الخطاة من شعبه “أقول الصدق في المسيح لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس إن لي حزنا عظيما ووجعاً في قلبي لا ينقطع فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد” (روميه 9 :1-3) لاحظ صراخ أرميا “يا ليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فابكي نهاراً وليلا قتلى بنت شعبي” (أرميا 9 :1) ألم يبكى مخلصنا على أورشليم “وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها” (لوقا 19 :41) فما بالنا صرنا نحن باردين؟!

ج – هذه البرودة الروحية ستختفي إن واجهنا أنفسنا بأربعة أسئلة فى محضر الله:

1- خطة الله بالنسبة للهالكين (رومية 3 :10-19، 6: 23) .

2- محبة الله لهذه النفوس (1يوحنا 4 :9، يوحنا 3 :16) .

3- محبة المسيح وصليبه وتحمُله العذاب لأجل النفوس (1يوحنا16:3) .

4- المستقبل التعيس لرافضي المسيح (رؤيا20 :11-15، مرقس 9: 43-48، متى25 :30-46) اسمع الصوت يدعوك “اعبر إلينا ” (أعمال 16 :9 ) .

سابعاً: اعتقادك أن العمل الفردي مسئولية بعض المؤمنين وليس جميعهم

وهذا تم مناقشته فى درس شبكة أم صنارة؟

وأيضاً درس الصيد بالصنارة متعة ومكافأته أبدية.