نؤمن بإله واحد (1)

قانون الإيمان: نؤمن بإله واحد

بالحقيقة نؤمن يإله واحد لنا لا شريك له، كما أوصى الرب شعبه فى (سفر الخروج 20 : 3) قائلاً:

“لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.”..

كما قال الرب يسوع المسيح فى صلاته التشفعية بجثماني فى (إنجيل يوحنا 17 : 3):

“ وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ “.

ويكمل الكتاب المقدس حول الإيمان بوحدانية الله قائلاً فى (رسالة القديس بولس الرسول لأهل رومية 3 : 30):

“لأَنَّ الإِلهَ وَاحد،..”.

وفي (إنجيل مرقس ٣٢:١٢ ):

“فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ:«جَيِّدًا يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ، لأَنَّهُ اللهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.”.

وفى (الرسالة الأولى لأهل كورنثوس 8 : 4):

“وَأَنْ لَيْسَ إِلهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِدً“.

وفى (الرسالة الأولى لأهل كورنثوس 8 : 6):

“ لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ. ” .

وفى (رسالة غلاطية 3 : 20):

“ وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ.”

وفى (الرسالة الأولي إلى تيموثاوس 2 : 5):

“ لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،”.

وفى (رسالة يعقوب 2: 19):

“ أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!”.

وفى (سفر التثنية 6 : 4):

“اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ “

وفى (إنجيل يوحنا 5 : 44):

“كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ”.

وفى (سفر إشعياء 44 :24):

“أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي.بَاسِطٌ الأرض. مَنْ مَعِي؟”.

وفى (سفر إشعياء 45 :5):

“أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلهَ سِوَايَ. نَطَّقْتُكَ {أى منطقتك بالقوة –ألبستك منطقة- وهو تعبير مجازي} وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي.”.

وفى (سفر إشعياء 45 :21):

“أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سوَايَ“.

وفى (سفر التثنية 4 : 39):

“فَاعْلَمِ الْيَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلْبِكَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. لَيْسَ سِوَاهُ “.

وفى (سفر ملاخي 2 : 10):

” أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟ فَلِمَ نَغْدُرُ الرَّجُلُ بِأَخِيهِ لِتَدْنِيسِ عَهْدِ آبَائِنَا؟”.

لذلك تؤمن “كنيسة كلمة المصالحة” بإله واحد وهذا الإيمان تدرج لنا من آدم إلى نوح إلى إبراهيم إلى الرسل هذا هو إلهنا الذى نؤمن به وهذا القانون هو خلاصة خبرة هؤلاء جميعاً وقد تم تدوينه بالروح القدس فى الكتاب المقدس الذى بين أيدينا.

وحدانية الله

لكن ما هو نوع هذه الوحدانية (*)؟

هل هي وحدانية مجردة أو مطلقة؟

لو كان هكذا سيظل السؤال الذي حير الفلاسفة دون إجابة وهو:

ماذا كان يقول أو يفعل الله الآزلي قبل خلق الكون والملائكة والبشر إذ لم يكن سواه؟

هل كان يتكلم ويسمع ويحب أم كان في حالة صمت مطبق – حاشا لله جل جلاله- دون إظهار أي من صفاته وطبيعته قبل خلق الملائكة والبشر، فمع من كان يتكلم أو يسمع أو يحب أو يمارس صفاته أو طبيعته؟ أعلن الكتاب المقدس الحل الأوحد لهذه المعضلة وهي أن وحدانية الله ليست مجردة مطلقة بل هي وحدانية جامعة مانعة.

جامعة لكل ما يلزم لها ومانعة لكل ما عداها.

وبناء على هذه الوحدانية الجامعة المانعة فى الله منذ الأزل وللأبد هو كليم وسميع ومحب ومحبوب دون حاجة إلى شيء أو شخص لإظهار طبيعته وصفاته.

قبل أن أبين بالأدلة العقلية والنقلية والمنطقية النوع الوحيد للوحدانية التي تليق بالله جل جلاله، وأؤيد ذلك بشهادة الفلاسفة الذين يؤمنون بالتوحيد، قبل ذلك أرجع إلى الكتاب المقدس الذي اقتبسنا منه بعض الآيات الدالة على وحدانية الله حيث نجد فيه صيغة الجمع (*) في اسم الله عز وجل، تلك الصيغة التي وردت في العهد القديم نحو ثلاثة آلاف مرة فضلا ًعن العبارات الكثيرة الواضحة التي نجد فيها لا ما يفيد الجمع فقط بل الثالوث بالتحديد. وإليك بعض الشواهد الكتابية من العهد القديم:

أول آية في الكتاب المقدس وردت فى (سفر التكوين1 :1):

“فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرض”.

وفي (العدد 26 من نفس الإصحاح) يقول الله:

“نَعْمَلُ الإنسان عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا”،

وفي (عدد 22 من الإصحاح الثالث) يقول الله:

“هُوَذَا الإنسان قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا”.

وقوله تعالى “كواحد منا” يدل على وجود أقانيم في اللاهوت.

وفي (العدد السابع من الإصحاح الحادي عشر) يقول الله:

“هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ”.

وفي (مزمور 45: 6-7) نقرأ :

“كُرْسِيُّكَ يَا اللهُ إلى دَهْرِ الدُّهُورِ.

قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ.

أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِدُهْنِ الاِبْتِهَاجِ “.. وهنا نرى الآب والابن.

وفي (المزمور الثاني) نجد الله الآب الماسح، والله الابن الممسوح، والروح القدس المسحة “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ” (1يوحنا 2: 20)، فنقرأ قول الآب عن الابن:

“أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي” (مزمور 2: 6). وقول الابن عن الآب:

“قال لي: أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ” (ع7).

وقول الروح القدس عن الابن :

“اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ. قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ” (ع 11، 12).

وفي (مزمور 110 : 1) نقرأ:

“١ قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ».“.. وهنا نرى الآب والابن.

وفي (سفر إشعياء 6: 8):

“مَنْ أُرْسِلُ (بالمفرد) وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا (بالجمع)؟“.

وفي (إشعياء 48: 12، 16) نقرأ:

“أَنَا الأول وَأَنَا الآخِرُ (الابن)… مُنْذُ وُجُودِهِ (الآب) أَنَا هُنَاكَ (الابن). وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ (الآب) أَرْسَلَنِي (الابن) وَرُوحُهُ (الروح القدس) “..وهنا نرى ثالوثاً في اللاهوت ثم إليك هذه الشواهد من العهد الجديد:

نقرأ في (إنجيل متى 3: 16، 17) أن الرب يسوع له المجد عندما اعتمد من يوحنا في نهر الأردن انفتحت له السموات وأتى عليه الروح القدس “نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ» “وهنا أيضاً نرى الأقانيم الثلاثة.

ونقرأ في (إنجيل متى 28: 19) قول الرب يسوع لتلاميذه “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسم الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. “فنجد هنا أقانيم اللاهوت الثلاثة ونلاحظ أن الرب يسوع يقول “باسم” لا بـ “أسماء” لأن الثلاثة هم واحد، الله الواحد.

ونقرأ في (إنجيل يوحنا 14: 16، 17، 26) “وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إلى الأَبَدِ رُوحُ الْحَقِّ… وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسمي”. وهنا نجد الأقانيم الثلاثة.

ونقرأ في (2كورنثوس 13: 14) “نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ”. وهنا نجد الأقانيم الثلاثة.

ونقرأ في (رسالة غلاطية 4: 6) “بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إلى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا الآبُ». “وهنا نرى الأقانيم الثلاثة… وكذلك في (رسالة أفسس 2: 18) حيث نقرأ “لأَنَّ بِهِ (بالمسيح) لَنَا كِلَيْنَا (اليهودي والأممي) قُدُوماً فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إلى الآبِ “… وكذلك نقرأ فـي (رسالة يهوذا 20، 21) “مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ“ .

ولأن الله بثالوث أقانيمه (***) هو إله واحد لذلك عندما يذكر الكتاب المقدس أقنومين أو أكثر لا يأتي بالفعل في صيغة المثنى أو الجمع بل في صيغة المفرد. مثال ذلك قوله فى (1تسالونيكى3: 11):

“وَاللهُ نَفْسُهُ أَبُونَا وَرَبُّنَا يَسُوعُ الْمَسِيحُ يَهْدِي (بالمفرد) طَرِيقَنَا”.

وأيضاً فى (2 تسالونيكي 2: 16، 17):

“وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، وَاللهُ أَبُونَا… يُعَزِّي (بالمفرد) قُلُوبَكُمْ”.

ونلاحظ في هذه الآية تقدم ذكر الابن عن الآب لأن الأقانيم الثلاثة واحد في اللاهوت.

ومن الخطأ أن نقول: الأقنوم الأول، والثاني، والثالث. ونقرأ أيضاً فى (سفر الرؤيا 11: 15):

“قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا (الآب) وَمَسِيحِهِ (الابن)، فَسَيَمْلِكُ (بالمفرد) إلى أَبَدِ الأبدينَ”.

وأيضاً فى (سفر الرؤيا 22: 3):

“سَيَكُونُونَ كَهَنَةً لِلَّهِ وَالْمَسِيحِ، وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ”(بالمفرد) ألف سنة (رؤيا 20: 6). وأيضاً “وَعَرْشُ اللهِ وَالْحَمَلِ (المسيح الفادي) يَكُونُ فِيهَا (عرش واحد)، وَعَبِيدُهُ يَخْدِمُونَهُ (بالمفرد)”.

(*) الوحدانية، تأتي من الأصل “واحد”، والوحدانية Unity، تختلف عن الوحدة Unit، التي تعني وحدة مفردة، أو وحدة قياس، وتختلف أيضاً عن Unite ، التي تعني “اتَّحد أو تأَلَّف”[ Karmi, S Hasan. Al-Manar, An English – Arabic Dictionary. 1971.pp 809.]،

لذلك عندما نقول بوحدانية الله، فإننا لا نقصد الوحدانية الحسابية العددية، لأن الله لا يُعد، ، لكننا نُعلِّم بأن الله واحد، ويظل السؤال: ماذا نعني بوحدانية الله؟ أو ما هو المقصود بالقول أن “الله واحد”؟!.

وبدراسة المعاني المختلفة للوحدانية نجد أمامنا بعض المفاهيم عن الوحدانية، فما هي يا ترى الوحدانية التي لله؟.

كنيسة كلمة المصالحة