Carrying the next grievances – تحمل المظالم القادمة

اعزائي
لقد شغل فكري بهذه الايام خدمة ارميا الامينه للرب, ومع كل امانته  تجاهله الشعب ورفضه واضطهده.فكانت كرازة ارميا بلا جدوى حسب معايير البشر ,ولكنه لم يفشل في مهمته بل بقي امينا لله.
كانت مفاجئة لارميا ان شعب عناتوت موطنه الاصلي يتأمرون على حياته ,فقد ارادوا ان يخرسوا ارميا لعدة اسباب:
1 – اقتصاديا لان ادانته لعبادة الاوثان ستضر بصناع الاصنام.
2 – دينيا لان رسالة القضاء جعلت الناس يشعرون بالذنب.
3 – سياسيا لانه وبخ علنا سياستهم المملوءة بالرياء.
4 – شخصيا لان الناس كرهوه لانه كشف لهم خطأهم.
ارميا  11 : 19 “ولكني كنت كحمل اليف يساق الى الذبح , لم ادرك انهم يتأمرون علي قائلين: لنتلف الشجرة وثمارها , ولنستاصلها من ارض الاحياء فيندثر اسمه الى الابد”.

وكان امام ارميا خياران اما ان يجري ويختبئ . او ان يدعو الله. ودعا ارميا الله فأسنجاب له . ونحن كارميا نستطيع ان نركض ونختبئ عندما نواجه تهديدات او ان تدعو الله طالبين عونه. والاختباء يشوه الرسالة,اما دعوة الله ستقويها.

الله لم يعط ارميا جوابا بل تحديا , واذا كان ارميا لا يقدر على تحمل هذه, فكيف يمكنه احتمال المظالم القادمة؟
اعزائي دعونا نقرا سويا هذه الآية التي تكشف التحدي الذي وضعه الله امام ارميا , جواب الرب كان ارميا  12 : 5 ” ان جريت مع المشاة فاتعبوك , فكيف تباري الخيل؟وان كنت منبطحا في ارض السلام فكيف تعمل في كبرياء الاردن؟”.

تقدم انا هذه الاية تحديا عندما تكتنفنا التجارب ونستسلم بسرعة وبسهولة, ان كنا لا  نستطيع مواجهة صعوبات صغيرة ,فكيف نتوقع ان نواجه الصعاب الكبيرة؟ اذا انحنينا امام ضربات الحياة الصغيرة ,فكيف نتحمل ضربات المطارق.

نسمع عن مؤمنين يعبسون لان احدهم قد اساء اليهم, وأخرين يقدمون استقالتهم لان احدهم قد انتقدهم, وأخرين تصفر وجوههم وتخضر حين لا تلاقي افكارهم اصوات كافية تؤيدهم .يشكو اشخاص من اوجاع جسدية خفيفة, ونتساءل ونتعجب عما سيفعلونه عند وقوعهم بمرض العضال.

ان كان صاحب العمل لا يستطيع معالجة مشاكل العمل اليومية, فلن يقدر على مواجهة المشاكل المعقدة والكبيرة مستقبلا. نحتاج جميعنا ان يكون عندنا بعض الفكر العنيد والمعنى ان لا نكون قاسين وغير حساسين, بل بالاحرى يعني ان نكون قادرين على الانحناء في وجه الضربات. نجن نحتاج المرونة التي تعطي حيوية للاستمرار.

ربما تواجه ازمة اليوم, وتبدو لك الان كانها نهاية العالم, ازمة ابدية, ربما تفكر بالاستسلام , ولكن تمهل يا عزيزي ويا عزيزتي الامر بعد مرور سنة لن يكون كذلك ابدا.وهذا هو الوقت الذي نقول فيه مع المرنم” اني بك اقتحمت جيشا وبالهي تسورت اسوارا” مزمور 18 : 29 .يقدم لنا كاتب الرسالة للعبرانيين ملاحظة مهمة لهؤلاء الذين يتحداهم الثباث فيقول ” لم تقاوموا بعد حتى الدم” عبرانيين 12 : 4 .اي لم تدفعوا ثمن الاستشهاد الغالي,ان كان المؤمنين اليوم يقيمون الدنيا راسا على عقب على كسر كاس او ضياع كلب, او قصة غرام , فماذا كانوا سيفعلون لو واجهوا الاستشهاد؟!

معظمنا يترك الامر للشعور, ويستسلم. لكن في الحرب المسيحية الاستسلام يوصلك لقوقعة تبنيها حول نفسك لتختبئ بها.اعزائي ارتفعوا بنفسكم عن الارض, انفضوا الغبار عنكم وتقدموا نحو الجهاد. النصر في الصعوبات الصغيرة يساعدنا  ويقوينا في مواجهة المعارك الكبيرة.

الله دعانا وعندي كل الثقة انه سيكون معنا دائما ودوما, فمتى اعطاك الله عملا حثما سيزودك بكل ما يلزمك للقيام به. ارميا 1 : 8 ” لا تخف من حضرتهم لاني انا معك لانقذك”, وعد الله ان ينقذ ارميا من المتاعب ,  لا ان يمنع المتاعب من ان تحيط به.  فالله لم يمنعه من ان يسجن , او ان يتعرض للشتائم ,فالله لا يمنعنا من مواجهة عواصف الحياة , ولكنه يسير معنا فيها لينقذنا وينجينا.

صلاة: يا رب  امنحنا القوة الالهية لنصبر وقت عبورنا وسط الصعاب,ارسل لنا عونا , نستودع انفسنا بين يديك يا قدير ولتكن مشيئتك….امين.