Blood cries out – دم يتكلم

دم يتكلم..

دم الرب.. ما أعظمه!!

دم يعلن عن حب الرب لي.. لقد مات بدلا عني، دم ما أقواه!!

 

يغفر الخطايا ويزيل الذنوب.. يطهر الضمائر ويقدس النفوس أي سلام عجيب يملأ به القلوب.. وأي قوة جبارة يمنحها لسحق إبليس.. “دم كريم” (1 بط 1: 19)، هكذا وصفه الوحي، وكلمة كريم في أصلها اليوناني تعني “دم مكلف وثمين”.

 

جم مكلف، فقد كلف الرب آلاما وأهوالا وموتا مشينا.. ودم ثمين، فما أغلاه في قلوب المؤمنين.. لولاه ما تمتعوا بسلام الحاضر، وما كان لهم أي رجاء في أمجاد المستقبل..

آه كم يستحق هذا الدم العظيم، انشغال نفوسنا وتهليل قلوبنا .. كم يستحق!!

 

هيا.. هيا بلا أدنى تباطؤ.. هيا إلى جلسة هادئة عند قدمي الحبيب.. الحمل والراعي، المذبوح والقائم.. نركز أنظارنا بشدة في دمائه الثمنية التي سفكت لأجلنا وانتصرت لحسابنا.. نتأمل فيها فتنتعش نفوسنا، وتبتهج قلوبنا.. ونمجدها فنرعب بها أعدائنا.

 

ربي الحبيب

قجني مع هذا الكتيب، المس بكلماته احتياجاتي.. أنر ذهني، اشعل قلبي بالحديث عن دمك.. دم الرب يتكلم.. يتكلم.  نعم ويتكلم بكل قوة، معلنا أعظم الحقائق وأسماها.. هذا ما أكده لنا الرسول بولس في كلماته الثمينة إلى العبرانين “أتيتم.. إلى وسيط العهد الجديد يسوع وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل” (عب 13: 34)

 

أولا: هو دم يكلمنا عن الكفارة

الكفارة.. أي احتياج لها.. بدونها، مهما قلت عيوبنا وسمت أفعالنا وتحسنت أخلاقياتنا، حتما سنذهب إلى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت.. لكن شكرا لدم الرب، فهو يتكلم ويقول أنه كفارة عن خطايانا، وها هو الرسول بولس يؤكد هذه الحقيقة المجيدة قائلا: “متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح.. الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه (رو 3: 34، 35).  دم الرب هو الذي يكفر..

 

الدم يكفر عن النفس (لا 17: 11).  ولكن ما معنى الكفارة؟  لقد استخدم الكتاب المقدس هذه الكلمة في معنيين رئيسيين:

v     المعنى الأول هو التهدئة

v     والثاني هو التغطية

 

دم الرب هو الوحيد الذي يقدر أن يهدئ غضب الله ويرفعه عن العصاه.. هو الوحيد الذي له كل القوة أن يغطي الخطايا ويحجبها تماما عن عيني الله العادل..

 

الكفارة بالمعنى الأول

عندما سمع يعقوب أن أخاه عيسو قادم مع أربعمائة رجل قال أستعطف (أهدئ) هنا في أصلها العبري هي نفس كلمة “أكفر”.

لقد أال يعقوب غضب أخيه بهدية، أما الرب فبالدم.. آه ياللحب العجيب، بدم نفسه يهدئ غضب الله العادل الآتي علينا بسبب آثامنا..

دم الرب يكفر.. بمعنى أنه يزيل الغضب الإلهي، لماذا؟

دم الرب يعلن أن الغضب الذي كنا نستحقه بسبب خطايانا قد أتى بالفعل كاملا على الرب، الحمل الوديع عندما علق على صليب العار بديلا عنا.

آه، ما أروع هذا، تأمل كيف يؤكد لنا القديس يوحنا هذه الحقيقة العظمى قائلا: “إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” (يو 1: 9)

الله عادل.. لذا فغضبه لابد وأن يقع على كل من لا يطيع وصاياه.. عقوبة الموت لابد وأن تنفذ.. ولكه أيضا أمين.. فإن وجد شخص برئ يقف بديلا عن الخاطئ ويتحمل العقوبة بدلا منه.. عفا عن الخاطئ وأطلقه مبررا.

ياللمجد، الرب يوسع ملك الملوك هو هذا البديل الذي أتى وحمل كل خطاياك وكما يقول الرسول بولس قفد صار على الصليب “خطية لأجلنا.. لنصير نحن بر الله فيه” (2كو 5: 31).

ياللنعمة الغنية!! لسنا فقط نحسب أبرارا أمام الله، بل لقد صرنا بر الله.  دم الرب يصنع العجائب، يبرر الخطاة، يحسبهم كأنهم لم يخطئوا، يصيرهم “بر الله”

فهل تفتح قلبك للرب؟  هل تسلمه قيادة حياتك؟  هل ترفض خطاياك وتقف أمامها بحزم .. هل تعترف بها.. هل تمسك بالدم المسفوك لأجلك، هل تحتمي به؟  هل تفعل هذا، إذن فلتفرح وتتهلل ولتبتهج مرددا كلمات المزمور العظيمة التي تقول: كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا” (مز 103: 13) ولتهتف مع الرسول بولس قائلا: “ونحن متبرون الآن بدمه (بدم الحمل) نخلص به من الغضب” (رو 5: 9).

يالعمل دم الرب، هو الوحيد الذي يهدئ غضب الله العادل.. هو الوحيد الذي يرفعه يستحيل على أي شخص لا يحتمي به أن يتمتع برحمة الله..

انظر ماذا حدث عندما أكمل حبيبنا الرب يسوع سفكه لدمه الغالي، لقد انشق الحجاب الفاصل وأصبح الطريق إلى العرش الإلهي مفتوحا دائما أمامنا.. يمكننا كما يقول الرسول “أن نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه.” (عب 4: 16)

 

لذا فلنعظم دم الرب يسوع جدا فبسبيه لم يعد العرش الإلهي عرشا للدينونة والغضب بل للنعمة الغنية.. نتقدم إليه لننال الرحمة الكثيرة.. هيا .. هيا نتقدم إلى العرش “بقلب صادق في يقين الإيمان” (عب 10: 22)

آه، ما أعظم هذه الكلمات التي أعلنها الرسول بولس لأهل أفسس:  “الآن في المسيح يسوع أنت الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح” (أف 3: 13)

قريبين بدم المسيح.. نعم!!، فهل تثق أن هذه الكلمات هي لك أيضا، إنها بالفعل كذلك..

ثق في جم المسيح، ثق أنه يرفع غضب الله عنك.  ثق في دم المسيح، ثق أنه يعطيك أن تتمتع برحمته.  والكفارة بالمعنى الثاني هي: “التغطية” لقد جاءت الكلمة بهذا المعنى في تك 6: 14، ضمن حديث الله مع نوح عن الفلك “وتطليه (أي الفلك) من داخل ومن خارج بالقار كلمة “تطليه” في أصلها العبري هي نفس كلمة “تكفر”، وكلمة “قار” هي نفس كلمة “كفارة”. هنا … الفلك “مغطى” من الداخل والخارج بغطاء … لماذا؟

 

حتى لا يكون هناك أي احتمال لوجود ولو ثغرة واحدة صغيرة تنفذ منها مياة الدينونة إلى نوح وعائلته.. آه يالحماية الله لأولاده.. وهكذا أيضا كل مؤمن حقيقي رافض للخطية معترف بها، له أيضا حماية دم الرب الثمين هو أعظم حماية، هو أعظم غطاء، هو يحجب عنه تماما مياة دينونة العدل الإلأهي.. لقد أخطأ من قبل مرارا، وقد يخطئ فيما بعد وإن كان في كل مرة يجدد تمسكه بالرب معترفا بخطيته رافضا لها… أخطأ وقد يخطئ “وأجرة الخطية هي موت” (رو 6: 33)، فهذا هو قانون الله الثابت .. لكن شكرا للرب يسوع، فقد أتى ومات بدلا منه، وأعطاه دمه الثمين غطاءاً له، يستر به خطاياه.

 

يالفرح المؤمن الذي يتمسك بدم الرب.. العدل الإلهي لن يرى خطاياه ليعاقبه عليها، وبلغة سفر ميخا كأنها طرحت في أعماق البحر (مي 7: 19) .. وهل يمكن أن ترى شيئا مرة أخرى بعد أن يسقط منك في عرض البحر؟..

 

آه، يالفرح المؤمن الذي يتمسك بالكفارة، بغطاء الدم.. الله لن يرى خطاياه، ولن يعود يذكرها..

 

“أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها” (إش 43: 35). أي امتياز له.. تأمل كيف يمدحه المزمور قائلا: “طوبى للذي غفر إثمه وسترت خطيته” (مز 32: 1)

 

أيها القارئ.. هل تتمتع بكفارة دم المسيح.. هل تثق أنه غطاء يحجب خطاياك التي تعترف بها تائبا؟  تمسك بالدم، ضع ثقتك فيه “فبدون سفك دم لا تحصل مغفرة” (عب 9: 33). وتمسك بالدم فهو يكفر عن خطاياك، عن كل خطاياك.. يحجبها عن وجه الله العادل، يرفع غضبه عنك.

ثانيا: هو دم يتكلم عن التطهير

الخطية هو قوى مدمرة فهي لا تفصل الإنسان فقط عن الله، بل تدمره، تفسد تفكيره، تملأهة بالصراعات، تفقده فرحه وسلامه وبساطته، تقيم الحاجز بينه وبين الآخرين وتجلب له الآلام والمرارة..

 

الخطية هي أقوى القوى المدمرة على الإطلاق .. لكن دم الرب يسوع أقوى منها..  اطمئن، اطمئن جدا جدا..  دم الرب قادر أن يعالج كل ما حدث لك بسبب الخطية، ارقأ معي هذه الدعوة الصادقة التي تأتي لك على نحو شخصي، نابعة من قلب الله.

 

لهم نتحاجج يقول الرب.. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج (إش 1: 18).  هلم، أي هيا الآن.. والقرمز، صبغة حمراء اللون شديدة الالتصاق جدا جتى أنه لا يمكن نزعها أبدا من القماش.. وهكذا الخطية تترك في النفس آثاراً مدمرة لا يمكن التخلص منها بأية طريقة بشرية مهما كانت.. لكن الدم، دم الرب الثمين يستطيع .. ياللمجد يجعل الإنسان أبيض كالثلج..

 

الدم، دم الرب الحمل هو الوحيد القادر أن يطهر، الوحيد القادر أن يزيل كل أثر للخطية، هذه الحقيقة العظمى يعلنها لنا الرسول يوحنا بكلمات مضيئة تفرح قلوبنا جدا:

“إن سلكنا في النور كما هو في النور (إن امتحنا تصرفاتنا وأفكارنا في نور الرب ورفضنا ما تكشفه من ظلمة فينا) فنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية” (يو 1: 7).  والرسول بطرس يؤكد لنا أيضا هذه الحقيقية الغالية قائلا: حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة .. الذي بجلدته شفيتم.. (1بط 3: 34)

 

دم الرب يتحدث لنا عن جروح الجلد الذي مزقت كل جسده.. إنها تشفي نفوسنا وأجسادنا من كل أمراض أحدثتها فينا الخطية.. يالقوة دم الرب، لا يغفر فقط الخطايا التي نفعلها بل يمحو كل آثارها..

 

فهل تعلن معي ثقتك في الدم؟  إنه دم يطهر القلب. الخطية تلوث قلب الإنسان وتصيره كما وصفه إرميا “أخدع من كل شيء وهو نجيس” (إر 17: 9) تجعله كما قال الرب نبعا “للأفكار الشريرة، وجميع الشرور” (مز 7: 1، 23).

 

حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة”  يالقوة دم الرب الفائقة.. يطهر القلب ويجعله قلبا نفيا.. لقد كانت للأمميين قبل أن يدخل الرب حياتهم قلوب نجسة فماذا فعل لها دم الرب؟  يقول الرسول بطرس شاهدا “طهر (الله) بالإيمان قلوبهم” (أع 15: 9)

 

والدم أيضا يطهر الضمير

تقول لنا الرسالة إلى العبراينيين أن دم الرب يطهر ضمائر المؤمنين لكي “لا يكون لهم أيضا ضمير خطايا” (عب 10: 3)..  ما معنى هذه الآية؟  هل المقصود أن ضمائرهم ستفقد الإحساس بالخطأ؟ على العكس تماما سوف تنمو حساسيتها يوما وراء آخر، إنما المقصود أنها ستتخلص من كل عقد الذنب، التي هي السبب الرئيسي للأمراض النفسية.

 

يقول الرسول بولس مؤكدا “فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله.. ونحن متبررون الآن بدمه” (رو 5: 1، 9).  ويؤكد مرة أخرى شارحا: “لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوشة على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد (في العهد القديم)، فكم بالحري دم المسيح يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي” (عب 9: 13).

 

والآن ما هي هذه الأعمال الميتة (العديمة الجدوى) التي يطهر دم المسيح الضمائر منها؟  لا شك أنها تشمل الأعمال التي نادت بها الفلسفات البشرية لكي يفعلها الإنسان ليكفر بها عن خطاياه أملا في أن يأتي بالراحة إلى ضميره المعذب.

 

كلا يستحيل أن يستريح ضميرك بأية أعمال تفعلها بهدف تكفر بها عن خطاياك.. بر الإنسان الذاتي يعجز كل العجز عن أن يهدي الضمير المشتكي أو يريح القلب المضطرب.. دم المسيح، ودم المسيح فقط هو الذي يقدر.. وعندما يطهر ضمير إنسان فإنه يحوله من فعل الأعمال الميتة إلى خدمة الله الحي.  فلا يعود يفعل أعمالا يكفر بها عن خطاياه بلا جدوى، بل يمتليء قلبه بحب الرب الذي سامحه مجانا، فيحيا له باذلا لخدمته كل طاقاته قابلا لفرح أن يحمل نيره الهين وحمله الخفيف.

 

ثالثا: وهو دم يتكلم عن التقديس

وما معنى التقديس؟ التقديس هو التخصيص.. والمقدسون هم المخصصون لله.  الرب يسوع قدسنا، أي خصصنا له.  كيف؟.. لقد اشترانا بثمن.. والثمن لم يكن شيئا آخر سوى دمه الثمين.. يكتب الرسول بولس شارحا “يسوع أيضا لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب (أي وهو مرفوض من العالم)” (عب 13: 13).  لقد اشترانا الرب بدمه فصرنا له.. أخذنا من العالم لننفصل عن اتجاهاته الآثمة.. يقول الرسول مؤكدا “لستم لأنفسكم أيها الأحباء.. قد اشتريتم بثمن” (1كو 6: 19، 20).

لقد شرح لنا الوحي هذه الحقيقة بطريقة رمزية في طقس تقديس كهنة العهد القديم، كان دم الذبائح يوضع على آذانهم اليمنى وأباهم أيديهم اليمنى وأباهم أرجلهم اليمنى.. وكذلك أيضا على ملابسهم.. ماذا يعني هذا؟  قد قدسني الله.  اشتراني بجملتي له.. الدم هو ثمن الشراء، اشترى به أذني فصارت ملكا له، تسمع صوته الحلو يعزيني ويطمئنني ويقودني.. اشترى به قدماي فصارت أيضا ملكا له، تحملاني لا كما كانت تريد ذاتي في الماضي أن أسير في مسالك الأنانية المظلمة بل كما يريد هو في طرق المحبة الباذلة والفرح العجيب..

 

واشترى أيضا بالدم يداي، فصارت ملكا له، يضع يده عليهما (2مل 13: 16)، فيعمل بهما أعماله المدهشة ويستخدمهما لمقاتلة أعدائه (مز 133: 1) ولحمل رايات نصرته.. من مجد إلى مجد.  صرت بجملتي له: إذن (حواسي) وقدماي (مسيرتي) ويداي (أعمالي وقتالي مع إبليس).. لا أمتلك شيئا، كل ما هو لي حتى ملابسي صارب بسبب الدم ملكا له.. الكل تحت تصرفه المطلق.. ما أروع هذا، أن أكون للملك الذي أحبني وفداني..

 

أيها القارئ..

هل تشعر أنك عديم القوة أمام أعدائك، الإنسان العتيق.. الخطية.. تيارات العالم.. قوى الظلمة.. تشدد وتشجع، واجههم بكل الثقة أنك الآن قد قدست (خصصت) لله بالدم.  صرت ملكا له، ولذا لم يعد لهم أي سلطان عليك..

 

رابعا: وهو دم يتكلم عن القوة

 

يذيع لنا سفر الرؤيا هذا الخبر السار جدا “الآن صار( بسبب الصلب والقيامة) خلاص إلهنا وقدرته وملكه.. لأنه قد طرح المشتكي على إخواننا الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهارا وليلا” (رؤ 13: 10)  إبليس يشتكي.. يشتكي على البشر، يشير إلى خطاياهم مطالبا بحقه أن يسيطر عليهم لكي يقودهم معه إلى الهلاك، إنه يتمسك بالقنون الإلهي، إن الخطية تفصل مرتكبها عن الله وتحكم عليه بالموت.

 

الخطية التي لم تغفر تفسل الإنسان عن الله وبالتالي فهي تعطي لإبليس السلطان أن يقيده.  لكن فلنشكر الرب يسوع، لنشكره من كل القلب.  فقد واجه إبليس، وأبطل حقه في أن يسيطر علينا.. وعرف إبليس أن الرب قد حمل جميع ذنوبنا، عرف أن الدم ينزع منا كل خطايانا التي أعطته الحق أن يسيطر علينا..

 

وها هو الرسول ينشد متهللا “من سيشتكي على مختاري الله.  الله هو الذي يبرر” (رو 8: 33).  فهل تشدو معه.. وكيف لا تشدو فرحا وإبليس لن يقدر بعد أن يشتكي.. لقد دخل الرب يسوع إلى العرش الإلهي وانتزع لنا بدمه من العدل الإلهي شهادة بتبرئتنا.. لقد حصل لنا على “فداء أبدي” (عب 9: 13).. لقد “أسلم لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا” (رو 4: 35).

 

هيا.. هيا نعلن تمسكنا بدم الرب.. هيا نعلن تمتعنا بغفران خطايانا وسيقف إبليس أمامنا عاجزا ليس له سلطان على نفوسنا أو أجسادنا أو أعمالنا.. هيا نعلن باستمرار ثقتنا في دم الرب يسوع ولن يقدر السحر ولا الحسد ولا أية قوة شريرة أخرى أن تضرنا.

 

يقول لنا الكتاب المقدس: (الله) لم يبصر إثما في يعقوب (أي في أولاد الله).. ليس بسبب أنهم لم يخطئوا قط بل لأنهم رفضوا خطاياهم ووضعوها تحت الدم.. والنتيجة: ليس عرافة (سحر) على يعقوب (أي أولاد الله) (عدد 33، 33).