هل يسمح الله بإغتصاب الأطفال؟؟

لماذا يسمح الله بإغتصاب الأطفال والتحرش بهم؟؟ وكيف نعبد الله الذي يسمح بهذا؟

عزيزي القارئ أنني أعرف جيداً كل الخطايا الجنسية التي تدمر الناس. أنني أفهم حقاً قلقك.

وعلى الرغم من إنها ليست غلطة الله أن الناس يختارون أن يأخذوا الحسن الذي خلقه الله ويفسدوه.وهى ليست غلطة الله أن الأباء يتحرشون ببناتهم أو أن الأمهات يفسدن أبنائهم.
فالإنسان حر فيما يختاره.

* كيف نشعر تجاه حقيقية أن الله لا يمنع البشر من صنع الشر لنا؟
* كيف نشعر تجاه حقيقية أن الله لا يمنعنا من صنع الشر لأشخاص آخرين؟

يمكن أن تكون أمنيتنا أن يُقيم الله مجموعة من الحواجز وكل من يتعدها يعاقب. يمكننا أن نقترح أن يقتل الله كل من يتحرش بطفل.

حسناً وماذا عن مُنتجي مواد إباحية الأطفال التي تساعد في تحفيذ الناس لإيذاء والاعتداء على الأطفال؟ هل سيكون صحيحاً أن يقتلهم الله؟
ماذا يجب أن يفعله الله مع من يسيئوا إستخدام الجنس؟

إن الكلمات تجرح بُعمق. إذا طرحت السؤال التالي في غرفة مليئة بالمستشرين: أيهما أكثر خطورة على البشرية سوء إستخدام الجنس أم سوء إستخدام اللفظ ؟ أُراهن أن الإجابة ستكون أن سوء إستخدام اللفظ تكلف الكثير. فكثيرين يفعلوها.

هل على الله أن يسد أفواهنا عندما نكون على وشك قول شيء ضار؟

فالنفترض أن العالم سار على هذه الطريقة. فماذا سيكون شكل العالم؟

هل على الإنسان أن يعيش في غيظ  وإستياء لإنه غير مسموح له أن يقول ما يفكر فيه بالفعل؟ هل نعرف في أعماقنا أن الناس الآخرين لا يهتمون بنا فهم يقولون أشياء جميلة حتى لا يُقتلوا بنور الله الطاهر؟ هل سيصبح العالم أكثر وحدة عن الآن؟

أنه من الأفضل والأجمل بالنسبة لي أن أفعل ما أختاره. ولا أرى صحة كيف إننا نغضب على الله لأنه يتركنا نفعل هذا.
وعلى الرغم من ذلك فالله لا يقف صامتاً. فالله يخبرنا كيف نعيش أفضل حياة
.

أليس حقيقي أنه إذا اتبع كل شخص الوصايا العشر لن يكون هناك أطفال مُغتصبين  أو تم التحرش بهم؟

أليس من الصواب أنه إذا اتبع كل شخص الوصايا العشر، لن يكون هناك شيء مسروق ولن يكون هناك من يخون زوجته ولن يقتل ابن أو ابنة شخص منا؟

بدلاً من التحكم فينا أعطانا الله حريتنا. فالله لا يتدخل في إختيارات أي شخص منا. ولكن عوضاً عن ذلك يخبرنا أن كل منا سيُسأل يوماً ما عما فعله وسُتطبق العدالة وقتها. وسيكون حكم الله معتمد على الإرشادات التي أعطاها لنا.

إن المشكلة هي أن معرفتنا كيف نعيش حسناً غير كاف بالنسبة لنا. فالله نفسه قال ذلك.

فإمتلكنا لدليل خاص بنا أي الكتاب المقدس غير كاف. فإخبار المتحرشين بالأطفال أنه من الخطأ أن نتحرش بالأطفال ليس ذلك بمثاية معلومة بالنسبة لهم. فقد قال الله أننا نحتاج إلى شيء أعمق. فنحن نحتاج بحق إلى مرشد داخلي. بل ونحتاج لشيء آخر وهو قوة داخلية تساعدنا أن نريد أن نفعل الصواب وهذا ما يمنحه الله لنا.

ولك هنا ما قاله الله عما يحدث لنا إذا إعتمدنا على الله:

«وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ». رومية8: 11

لقد قدم الله نفسه ليعيش فينا.
«وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ». يوحنا10: 10

ولكن ليس معنى هذا أن نعيش حياة خالية من المشاكل. ولكنها حياة تمتلك حافز داخلي لفعل الصواب ولنُفرح قلب الله الذي نعرفه. يمنحنا الله علاقة شخصية معه وهى التى تجلب لنا الثبات والسلام.

يطالبنا الله بأن ندخل في علاقه معه حتى نعرفه ونتغير من خلال إدركنا لمحبته ويصبح هو الصديق الغالي على قلوبنا فنسأله في أمورنا ونتأثر بحياته.

 

everyarabstudent.com

كيف ستبدو الجنة ؟

هناك إعتقاد شائع بين الناس عن الجنة: شخص جالس على سحابة، يعزف على قيثاره. أهكذا فعلاً ستبدو الجنة؟

عندما نتكلم عن الجنة فنحن نتكلم عن الله وعن قدرة الله و على الأرجح أنك قد لاحظت كم هو مبدع ،و إذا كنت تشك في ذلك،

تأمل غروب الشمس أو حاول أن تعلل كيفية تماسك الكون معاً، أو فكر في اتساع الفضاء أو اقرأ عن الحمض النووي (DNA).

والسؤال الذي أمامنا هنا ” ماذا نعرف عن الجنة؟” ، يقول الكتاب المقدس : ” والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد” رؤيا 21 : 4

“الموت لا يكون فيما بعد”!! أهذا يعني أنه لا مزيد من السرطان والإيدز ولا مزيد من الحروب و جرائم القتل؟

“لا يكون حزن أو صراخ” !! أهذا يعني أنه لا وجود بالجنة لأرامل شابات يحاولن تربية أطفالهن، أهذا يعني أنه لن نسمع عن أطفال يختطفون من قبل أشخاص مريضين نفسيا؟ أهذا يعني اختفاء اشكال الحزن وأصوات الصراخ والعويل لحادث خطف أو موت أحدهم عمدا أو قدرا؟ أو لامدن تفنى بالكامل بسبب زلزال ؟
“ولا وجع فيما بعد” !! أهذا يعني أنه لا طلاق يمزق العائلات ولا بنات يغتصبن من قبل آبائهن و لا مراهقين يبيعون أجسادهم من أجل المال؟ أهذا يعني أنه لن يكون في الجنة أشخاص يفتقرون للثقة بأنفسهم بسب طول قامتهم أو قصرها أو بسبب زيادة وزنهم أو نقصانه ؟ “لا صراخ ولا وجع فيما بعد” !! هل تستطيع أن تتخيل كيف سيكون الحال في الجنة عندما لايوجد هناك قرويّون جائعون، ولا جدّات وحيدات فقدن أزواجهن، و لا أناس مستعبدون لإدمان الكحوليات أوالمخدرات ؟
هل تستطيع أن تتخيل الحياة حيث لا كلمات بذيئةو لا إهانات أو أحقاد بسبب لون البشرة أو لاختلاف الهوية أو الديانة ؟

نعم ،”الموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد ” ….. يا له من مشهد بديع لمكان مثالي.
كيف يمكن أن تبدو الجنةإضافة إلى ذلك؟ لا أحد يعلم سوى الله، لكن من الواضح أن الحياة فيها ستكون مختلفة كلياً ويمكننا التوقع أننا سنرى في الجنة المزيد من براعة الله وإبداعه في الخليقة، وسيكون هناك أبعاد مختلفة للزمان والمكان و سنقوم بأشياء جديدة لم نحلم بها من قبل لأن كل ما في الجنة يفوق مخيلتنا فالإنسان يجب أن لا ينسى أنه محدود ، نعم محدود في القدرة و وفي الفكر أيضاً ؛ إفرض مثلاً أنك لم ترَ زرافة من قبل فهل يمكنك أن تُصَوِّر أو تُرَكِّب في ذهنك زرافة أو حتى نمراً أو حماراً وحشياً؟أو هل يمكنك أن تأتي من بنات أفكارك بفكرة الفصول الأربعة أو دوران الأرض حول محورها و حول الشمس؟ أو هل يمكنك أن تفكر أو كنت تتخيل طريق رؤية الأشياء بالعين البشرية أو ما هو تأثير القمر على حركة المد والجزر ؟ وبما أننا نتحدث هنا عن محدودية الإنسان دعنا ننتقل إلى شيء سيلفت إنتباهك ؛

الحقيقة التي يجب أن نقر بها هي إن الله فعلاً مبدع و كل ما علينا فعله لنتأكد من ذلك هو النظر من حولنا لنرى كم أن عالمنا رائع، الا أنه و مع كل هذه الروعة التي نراها فالله لم يكشف كلياً عن قدرته وإبداعه ويمكن أن نكون على ثقة من أنه مهما كانت الجنة رائعة فهي بالتأكيد أكثر روعة مما تخيلناه أو من ما يمكن أن نتخيله.

 

everyarabstudent.com

أين الله وسط المآسي؟

كيف يمكننا أن نواجه الضيقات و المآسي ؟ أين نجد القوة للتعامل مع الخوف والمحن والمصائب؟

إلى أي درجة يمكننا الإعتماد على الله؟ هل يمكننا أن نثق به وقت الأزمات أو حتى في الأوقات العادية؟
الهجمات الإرهابية….أين هو الله؟

الله هو خالق الكون وهو يتوق أن نعرفه وهذا هو سبب وجودنا هنا؛ رغبة الله أن نعتمد عليه ونختبر قوته ومحبته في حياتنا، ونلمس عدله وقداسته وعطفه فها هو يقول للجميع: “تعالوا إلي.”

الله – بخلافنا- يعلم ما سوف يحدث غداً، وما سيحدث في الأسبوع القادم وما سيحدث في العام القادم. قال الله: ” لأني أنا الله وليس آخر.الإله وليس مثلي. مخبرٌ منذ البدء بالأخير ومنذ القديم بما لم يُفعل ” (أشعياء 46: 9، 10).

الله يعلم كل ما سوف يحدث في العالم، والأهم من ذلك هو يعلم ما سوف يحدث في حياتك وسيكون هناك من أجلك إن إخترت أن تملكه على حياتك ، فهو يخبرنا أنه سيكون ملجأنا وقوتنا “الله ملجأ لنا وقوة عوناً في الضيقات وجد شديداً” (مزمور 46: 1)، ولكن علينا أولاً أن نطلبه بإخلاص؛ “تطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلوبكم” (أرميا 29: 13).

لكن هذا لا يعني أنّ مََن يعرف الله معرفة شخصية ويثق به لن يتعرض للأوقات الصعبة. هذا غير صحيح. فعندما تحدث هجمة إرهابية بمكان ما وتتسبب بالمعاناة والموت لكثيرين فإنّ الذين يعرفون الله سيتأثرون وسيصابون أيضاً ولكن الفرق أنهم يملكون السلام والقوة التي مصدرها وجود الله في حياتهم ، وقد صاغ الوحي ذلك على لسان أحد المسيحين المؤمنين بقوله:” مكتئبين في كل شيء، لكن غير متضايقين متحيرين ولكن غير يائسين، مضطهدين، لكن غير متروكين، مطروحين لكن غير هالكين” (2كورنثوس 4: 8 – 9).

يخبرنا الواقع أنه ستواجهنا المشاكل في حياتنا، ولكننا إن واجهتنا ونحن نعرف الله ونثق به فإننا سنتعامل معها بمنظور مختلف وليس بقوتنا الشخصية بل بقوة مستمدة من عند الله الذي لا يعسر عليه أمر والذي هو أكبر وأعظم من أي مشكلة ،ونحن لسنا وحدنا بل هو معنا ولن يتركنا.

تقول كلمة الله :”صالح هو الرب حصن في يوم الضيق. وهو يعرف المتوكلين عليه” (ناحوم 1: 7).
“الرب قريب لكل الذين يدعونه، الذين يدعونه بالحق، يعمل رضى خائفيه ويسمع تضرعهم فيخلصهم” (مزمور 145: 18 – 19).

قال الرب يسوع المسيح هذه الكلمات المطمئنة لأتباعه : “أليس عصفوران يباعان بفلس؟ وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون أبيكم. وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا! أنتم أفضل من عصافير كثيرة!” (متى 10: 29 – 31).
إذا التجأت إلى الله بصدق فإنه سوف يتكفل بكل أمورك ويهتم بك بطريقة لا يستطيعها أحد غيره.
المصائب ،المعاناة، المآسي…. وإرادتنا الحُرّة .

لقد خلق الله البشرية مع حرية للإختيار. وهذا يعني أننا غير مجبرين على أن نكون في علاقة مع الله ولكنه يسمح لنا أن نرفضه وأن نرتكب الشر مع أنه يستطيع إجبارنا أن نحبه و أن نكون صالحين ولكن إن فعل هذا فلن تكون هذه علاقة أبداً بل سيطرة مطلقة وطاعة إجبارية

من الطبيعي في حال حدوث مأساة أن نصرخ من أعماقنا ونقول:” لماذا يا رب سمحت بحدوث ذلك؟”

والسؤال هنا كيف نريد لله أن يتصرف؟ هل نريده أن يتحكم بأفعال الناس ؟في حالة الهجوم الإرهابي مثلاً ما هو عدد الضحايا الذي يجب أن يسمح به الله؟ هل سوف نشعر بارتياح أكبر إن سمح الله بموت مئات الناس فقط؟ هل كنا نفضّل لو أن الله سمح بموت شخص واحد فقط؟ يختار الناس بإرادتهم أن يكونوا إرهابيين ويقتلوا الناس متجاهلين الله ومتحدينه ليرتكبوا أفعالاً بشعة تجاه الآخرين.
المآسي ،المِحن ، المعاناة…. وعالمنا

هذا الكوكب ليس مكاناً آمناً. فمن الممكن أن يطلق أحدهم النار علينا. أو قد تصدمنا سيارة. أو قد نقفز من بناية عالية هاجمها إرهابيون أو أي شيء آخر قد يحدث لنا في هذه البيئة القاسية التي تُسمى الأرض؛ ذلك المكان الذي لا تُتبع فيه إرادة الله دائماً.

بالرغم من ذلك فإننا تحت رحمة الله وعنايته ،الله الذي خلق الكون بنجومه التي لاتُحصى بكلمة ” كُن” ؛ “قال الله: لتكن أنوار في جلد السماء ” (تكوين 1: 14) وهو نفس الإله الذي قال أنه ” يملك على الأمم” (مزمور 47: 8) وهو الله الكلي القدرة صاحب الحكمة اللامتناهية ، وبالرغم من أننا قد نقف عاجزين أمام مشاكل معينة علينا أن لا ننسى أن لنا إله لا يعسر عليه أمر وكل شيء مستطاع عنده، وها هو يذكرنا بتلك الحقيقة: “هأنذا الرب إله كل ذي جسد، هل يعسر علي أمر ما؟” (أرميا 32: 26) و بطريقةٍ ما الله يجري مشيئته بالرغم من أنه يعطي الحرية للبشر الخطاة، يقول الله: “داع من المشرق الكاسر، من أرض بعيدة رجل مشورتي. قد تكلمت فأجريه. قضيت فأفعله” (أشعياء 46: 11). وهذا يعطينا طمأنينة إن تواضعنا وسلمنا حياتنا لله:
“لكنه يعطي نعمة أعظم لذلك يقول: “يقاوم الله المتكبرين. وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة” (يعقوب 4: 6).

عندما نقارن أنفسنا بالإرهابيين على سبيل المثال فإننا نرى أنفسنا محترمين محبين ولكن في دواخلنا نحن نعلم أننا إن واجهنا الله فإنه يعلم بخطايانا ، أم أننا غير مدركين أن كل شئ فينا مكشوف أمام الله؟ دواخلنا ،أفكارنا ،أعمالنا، أنانيتنا التي من خلالها ابتعدنا عن الله وعشنا على هوانا ظناً منا أننا نستطيع إدارة حياتنا كما يحلو لنا دون الحاجة إلى الله، وكما يقول الكتاب المقدس : “كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه ” (اشعياء 53: 6).

وعاقبة الخطايا هي أننا إنفصلنا عن الله ليس في هذه الحياة فقط ولكن في الآخرة أيضاً لأن أجرة الخطية هي موت أي إنفصال أبدي عن الله، لكن الله أعطانا طريقاً لننعم بغفران لخطايانا وتكون لنا علاقة شخصية معه.
القوة الداخلية المستمدة من محبة الله؟

أتى الله إلى الأرض متجسداً بصورة إنسان لينقذنا وليخلصنا “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية، لأنه لم يرسل الله إبنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم” (يوحنا 3: 16 – 17)

الله يعلم مدى المعاناة والألم الذي نواجهه في هذا العالم، لذلك ترك المسيح مكانه الآمن والمريح وأتى إلى عالمنا القاسي الذي نعيش فيه و اختبر-كإنسان- التعب والعطش والجوع، أتُهم جزافاً من قبل الآخرين نُبذ من قبل العائلة والأصدقاء ليس هذا فحسب بل أنه احتمل مشقات أكبر من هذه بكثير حيث أنه حمل عنا خطايانا ودفع ثمنها طوعاً بموته على الصليب عوضاً عنّا “بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا ” (1يوحنا 3: 16) لقد تحمل يسوع الكثير من الألم والتعذيب ومات على الصليب بطريقة فيها إذلال ليمنحنا المسامحة والغفران.

لقد أخبر يسوع المسيح الناس في ذلك الوقت أنه سوف يصلب وأنه سوف يقوم من الموت بعد ثلاثة أيام من موته على الصليب مثبتاً بذلك أنه هو الله الظاهر في الجسد فلقد قال أنه بعد ثلاثة أيام من موته سوف يظهر حياً لأولئك الذين شاهدوه مصلوباً وهذا ما حدث فعلاً فبعد ثلاثة أيام وجِد القبر فارغاً وشهد كثيرون أنهم رأوه حياً.

وهو الآن يعرض علينا حياة أبديةو هي عطية من الله لنا عندما نقبل يسوع المسيح مخلصاً شخصياً لنا ونطلب منه أن يدخل حياتنا “. وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا” (رومية 6: 23) إذا تبنا عن خطايانا ورجعنا إلى الله فسننال هبة الحياة الأبدية من خلال يسوع المسيح الذي يريد أن يدخل حياتنا: ” وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في إبنه. من له الإبن فله الحياة ومن ليس له إبن الله فليست له الحياة” (1يوحنا 5: 11, 12).

ماذا عن الجنة؟ الله يخبرنا أن الجنة مكان رائع وأجمل بكثير من الأرض. فنحن نفقد في هذه الدنيا الكثير من الأشخاص بسبب الموت وهذا يخبرنا أن هناك شيئاً ليس على ما يرام في عالمنا هذا، ونحن نعلم في قرارة نفوسنا أنه لا بد من وجود مكان أفضل لنكون فيه؛ حيث لا قلوب منكسرة ولامشقات ولا آلام ، نعم هذه حقيقة فالله يعرض علينا مكاناً أفضل وأجمل ،الحياة فيه مختلفة تماماً عن الحياة هنا: “وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت.” (رؤيا 21: 4).
وسيحل الله بروحه بطريقة ما في الذين يكونون هناك بحيث لا يجعلهم يخطئون أبداً .

إن الهجمات الإرهابية شيء مرعب جداً،إلاّ أن رفض العلاقة الأبدية مع الله من خلال المسيح أسوأ بكثير، ليس فيما يتعلق بالمصير الأبدي فقط ولكن في حياتنا على الأرض أيضاً فلا يمكن مقارنة العلاقة مع الله بأية علاقة فهو رجائنا في هذه الحياة، مصدر راحتنا وحكمتنا هو أملنا وقوتنا. “ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه” (مزمور 34: 8).

الله هو الوحيد الذي يمكننا الوثوق به والاتكال عليه بشكل مطلق.

قال يسوع المسيح: “سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب” (يوحنا 14: 27).
يقول المسيح لهؤلاء الذين يتكلون عليه في حياتهم أنهم كمن يبني بيته على الصخر، فمهما واجهوا من مشاكل وضيقات يستطيع المسيح أن يبقيهم أقوياء.
أين هو الله عندما نطلبه؟

يمكنك أن تقبل يسوع المسيح مخلصاً لك الآن “وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بإسمه” (يوحنا 1: 12) يمكننا استعادة علاقتنا مع الله عن طريق يسوع المسيح. “قال يسوع: أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي” (يوحنا 14: 6).
يقول يسوع المسيح: “هأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه ” (رؤيا 3: 20)

يمكنك أن تطلب من الله أن يدخل حياتك الآن، يمكنك فعل ذلك عن طريق الصلاة. الصلاة( الدعاء) هي محادثة شخصية صادقة بينك وبين الله يمكنك الآن أن تصلي هذه الصلاة بإخلاص إذا كانت تعبر عن رغبة قلبك:

“يا الله لقد ابتعدت عنك من كل قلبي ولكني أريد تغيير ذلك الآن. أريد أن أعرفك أريد أن أقبل يسوع المسيح في حياتي وأتمتع بغفرانه لخطاياي. لا أريد أن أكون منفصلاً عنك بعد الآن، كن سيداً مُكرماً على حياتي من الآن فصاعداً. شكراً لك.”

هل صليت هذه الصلاة الآن و طلبت من الله بصدق أن يدخل حياتك ؟ إذا كنت قد فعلت ذلك فعليك أن تتوقع الكثير، فإن الله قد وعدك أن يعطي معنى لحياتك و أن يجعل مسكنه في قلبك وأن يمنحك حياة أبدية . (يوحنا 10:10)، (يوحنا 14: 23) (1يوحنا 5: 11-13).

مهما يحدث في العالم من حولك فإن الله سوف يكون دائماً إلى جانبك، ومع أن الناس لا تسير في الطريق التي يريدها الله إلا أنه يستخدم الظروف الصعبة لتحقيق مخططاته فهو الإله المسيطر على كل الأمور وإذا كنت ممن لهم علاقة شخصية معه فيمكنك أن تطمئن وتثق بالوعد الذي يقول “كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده.” (رومية 8: 28)

قال يسوع المسيح: “سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالـم أعطيكم أنا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب ” (يوحنا 14: 27) “في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا.أنا قد غلبت العالم” (يوحنا 33: 16)
وقال يسوع أيضاً “لا أهملك ولا أتركك” (عبرانيين 13: 5)

 

everyarabstudent.com

دَمٌ طاهِر ودَمٌ يُطَهِّر

الدم هو سبب حياة الانسان ووجوده وبدون الدم الانسان يموت والجسد يفنى ولا حياة فيه.عندما خلق الله الانسان خلقه كاملاً صحيح انّه جبله من التراب ونفخ فيه نفساً حيّة ولكنّه جعل من هذا الجسد ان تدبّ فيه الحياة وان يعمل بإنتظام وجعل من الدم ان يلعب الدور الاساسي في التدفّق بواسطة صمّامات القلب ليوزّعه على جميع الاوردة التي في جسد الانسان من اعلى رأسه الى اخمص قدميه. وعندما يتوقّف ضخ الدم في اي مكان في جسم الانسان نرى بوضوح حالة اهتراء وموت.وللدم ايضاً رمزاً للتدبير الذي وضعه الرب لخلاص الانسان قبل تأسيس العالم. وكل ما اشير له في الكتاب المقدّس عن سفك الدم للمغفرة ألا وهو رمز للفداء العظيم الذي به الرب سيفدي العالم في الوقت المعين.

اول ذبيحة صنعها الرب بنفسه عند سقوط آدم يذكر الكتاب المقدّس انّه صنع الرب لآدم وامرأته اقمصة من جلد والبسهما. اول ذبيحة كانت من اجل الانسان لكي يغطّي الرب عورته بعد ان عرّته الخطيئة وانفصل عن الله بعد ان طرده من الجنّة.عندما اراد الرب ان يُرسل الملاك المُهلك لكي يُهلك جميع ابكار مصر اوصى موسى ان يذبح شعب الرب ذبيحة معيّنة بحسب طاقة كل بيت ويرشّ من الدم على القائمتين والعتبة عند الباب حتى عندما يمرّ الملاك المهلك يرى الدمّ فيعبر.

وهكذا كان وتتالت الذبائح بعدها بأمر من الرب من اجل المغفرة والشكر وامور اخرى لا مجال لذكرها كلّها اليوم وهي مكتوبة في سفر التثنية.كل هذه الامور تشير الى الذبيحة الكبرى التي ستحصل ولمرّة واحدة وفي ملئ الزمان . رموز عاشها شعب الرب وتمسّك بها ومارسها في كل اوقاته وظروفه حتى ينال المغفرة ولا يموت بخطاياه.

وفي الوقت المحدّد جاء المخلّص الحقيقي الرب يسوع من السماء الخروف الغالي والذبيحة الطاهرة والحمل الذي بلا عيب.جاء الرب من السماء حتى يضع حدّاً للذبيحة الحيوانيّة ويكون هو الذبيحة المقدّسة معَلّقاً على عود الصليب لكي ينزف كل دمه حتى آخر نقطة دمٍ وماء ويكون دمه المقدّس شفاءً لجراحنا وغفراناً كاملاً لخطايانا. تواضع الرب واخذ جسد بشريّتنا لانّه علم انّ الانسان لا يُمكن ان يَخلص بنفسه يُلزمه لا قِديس ليشفَع عنه انما قُدّوس لكي يُطهّره بدمه و مَن هو القدّوس غير الله.هناك قدّيسين كُثُر ولكن يوجد قُدّوس واحد اوحد لا قبله ولا بعده هو الرب من السماء يسوع المسيح المخلّص.

اتى الرب لتكون لنا حياة وليكون لنا افضل.وضع نُصب عينيه خلاصنا ولم يُميّز بين انسان وآخر لانّه مكتوب هكذا احبّ الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لا يهلك كل من يُؤمن به بل تكون له الحياة الابديّة.كإبن الانسان جاع وعطش والمجرّب لم يُفارقه وكثيراً ما أغراه وجرّب بكل وسائله ان يمنعه من إتمام عمل الفداء وسفك دمه من اجل البشر والذي في الكثير من المشاهد نرى الانسان يبصق عليه ويعيّره ويصفعه ويكون قاسياً الى اقصى حد معه وعند الصليب غرزوا في يديه ورجليه المسامير عدا إكليل الشوك الذي ادمى هامته ومن ثمّ طعنوه بحربةٍ في جنبه لكي يتأكّدوا انّه اسلم الروح فنزل من جنبه دمٌ وماء اشارة انّه لم يبقى في جسده الطاهر نقطة دمٍ. نعم نسمعهم يقولون ان هذا الانسان دمه طاهر وخاصةً الجندي او المقاوم الذي يستشهد على جبهة القتال من اجل الدفاع عن بلده من الظالمين والمخرّبين نسمعهم يقولون انّه قدّم دمه الطاهر على مذبح الوطن.

ولكن هناك انسان وحيد وهو الإله الوحيد الرب من السماء يسوع المسيح لم يُقدّم جسده ودمه فقط على عود الصليب من اجل خلاص الانسان فقط ولكن بدمه هناك تطهيراً لخطايانا لانّه مكتوب ودم يسوع المسيح يُطهّرنا من كل خطيئة.امتياز عظيم لا يستحقّه الانسان ولكن محبّة الله التي لا تتبدّل او تتغيّر عبر الزمن جعلته ينسى عصياننا وتعدّياتنا وعدم طاعتنا له ويجعل من جسده ذبيحة حيّة لغفران خطايانا،لانّه مكتوب بدون سفك دم لا تحصل مغفرة. الرب يسوع وضع نصب عينيه خلاصنا لذا لم يُثنيه عن اكمال العمل الذي جاء من اجله لا رفض الشعب له واختيارهم للمجرم باراباس عوضاً عنه وهو الذي جال في وسطهم يصنع خيراً ويشفي من تسلّط عليهم ابليس ولا ايضاً حين صرخوا وبأصواتٍ عالية الى بيلاطس اصلبه اصلبه. ولا ايضاً كل المراحل ابتداءً من ليلة القبض عليه وخيانة احد تلاميذه له وبيعه بثلاثين من الفضة ولا الجنود الذين كانوا يسخرون منه ويجلدونه ويصفعونه ويضعون إكليل الشوك على رأسه ويُعيّرونه ولا ايضاً نكران بطرس له ولا نحيب امّه على عود الصليب ولا تعييرات اللصين ولا امور كثير كُتِبَت وايضاً لم تُكتَب جعلوه لا يُكمّل ما جاء لاجله حتى استودع روحه بين يديّ الله وصرخ قد أُكمل وهي صرخة الفوز والنصر بأنّه اكمل العمل وصار للإنسان خلاصاً ابدياً.

نشكرك يا رب من اجل دمك الطاهر ومن اجل انك قد اشتريتنا وطهّرتنا بدمك وصار لنا خلاص لانّه مكتوب لا دينونة منذ الآن على الذين هم في المسيح يسوع.ننحني إجلالاً وإكراماً لدمك الطاهر والمُطهّر ونسألك يا رب ان تعطينا في كل حين النعمة حتى لا نزدرِ بهذا الدم وان نكون اولاداً نفتخر بخلاصك ونبشّر بإسمك بين كل الناس ونغنّي ونقول اننا عوجنا المستقيم ولم نُجازى عليه وذلك بفضل فداءك ودمك الطاهر لك المجد الى الابد. آمين

 

الكنيسة المسيحية العربية

الشهوة المُقَدّسَة

الشهوة حالة قاتلة ومدمّرة جعلها الشيطان تدخل الى قلب الانسان لكي يُسقِطه ولكي يدمّره ويجعله بعيداً عن الله. عندما خلق الله الانسان لم تكن الشهوة داخل قلبه بل جعل الله امامه كل ما يريد وملّكه على كل مخلوقاته وسلّطَه عليها ولكن شجرة واحدة وثمرة واحدة نهاه الله عنها لكي يمتحن مدى طاعته والتزامه بوصيّته. هذه الشجرة لا تأكل منها ويوم تأكل منها موتاً تموت. وهذه اول مرّة في الكتاب المقدّس يُشار الى الموت حتى آدم نفسه لم يدرك ما معنى الموت إلا بعد السقوط. جلب الانسان لنفسه الموت والخراب والاوجاع والآلام وكل ضعف الجسد وذلك بسبب شهوته التي جعلته يكسر وصيّة الله ويدخل دائرة الموت.

بعد ان الحّ الشيطان على حواء لتأكل من هذه الشجرة وهو متمسكن في جسد حيّة يقول الكتاب المقدّس انّ امنا حواء نظرت الى الثمرة فرأتها جيّدة للاكل وانها بهجة للعيون وان الشجرة شهيّة للنظر.  فأخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضاً فأكل. وهذه ايضاً المرّة الاولى التي يعرف فيها الانسان خطيئة الشهوة وهي كانت اولى عصيان الانسان عن الله. ادخل الشيطان الشهوة في قلب الانسان فكان السقوط والابتعاد عن الله. وهذه الشهوة لا تزال منذ نشأتها وهي تُكسر الانسان وتخضعه لاهوائها وملذّاتها وتُبعده عن الله وحنانه ومحبّته . كلنا سقطنا في فخّها وهي تعيش في داخلنا وتنتفض عندما نبتعد عنها فيأتي عدوّ النفوس لكي يُؤجّجها من جديد في نفوسنا ويجعلنا باستمرار خاضعين ومغلوبين.

عندما اعطى الرب الوصايا العشر لموسى ختم الرب الوصايا وجعل من وصيّة ان لا تشتهِ توازي ايضاً كل الوصايا وشدّد عليها لانّه يعلم ان بواسطتها استطاع الشيطان ان يغلب الانسان فقال:لا تشتهِ بيت قريبك ولا تشتهِ امرأة قريبك ولا عبده ولا أَمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئاً مما لقريبك. ولكن اين نحن من وصايا الله التي هي القاعدة التي يرتكز عليها التعليم المسيحي والتي بها اي بحفظها نقترب الى الله. لنسأل الله ان يعطينا نعمة مضاعفة لكي نسلك في وصاياه وان لا  تأخذنا الشهوة الى ما لا يريده الله لنا.

الرب يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يُقبلون. جاء المخلّص من السماء الرب يسوع المسيح وعاش بيننا واخذ جسد بشرّيتنا وتألّم من اجلنا مات وقام لكي يعطينا حياة ولكي يجعلنا عروساً مجيدة امّة مقدّسة ويعيدنا الى ما افقدنا إيّاه ابليس وشرف الجلوس في حضرة الرب ولكن هذه المرّة مبرّرين ليس باعمالنا وما صنعته ايدينا إنما بالنعمة، بالدم الغالي الذي سفكه الرب يسوع المسيح من اجل كل واحدٍ فينا على خشبة العار لكي يزيل عارنا ويجعلنا كنيسة عفيفة مباركة. الشهوة القاتلة لا تزال تعيش في داخلنا ويتمسّك بها عدوّ النفوس لانّه يعرف اننا ضعفاء امامها ولكن كما يقول بولس الرسول انا قويّ بالمسيح يسوع الذي يقوّيني. يقول يشوع في العهد القديم من الكتاب المقدّس عن الشهوة:لا تكن تابعاً لشهواتك بل عاصِ اهواءك. فإنّك إن أبَحتَ لنفسك الرضى بالشهوة جعلتك شماتة لأعدائك. ومن هو العدوّ الاول للإنسان سوى الشيطان الذي لا يهدأ حت يُسقطه ويُفقده نعمة المسيح. وامّا بولس الرسول في معرض رسالته الى تلميذه تيموثاوس يقول له: امّا الشهوات الشبابيّة فاهرب منها واتبع البر والإيمان والمحبّة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلبٍ نقي. اما الرسول يوحنا وهو الذي سار مع المسيح في كل الظروف وتعلّم منه كإبن الانسان كيف يجب ان يعيش المؤمن ويسلك في رضى الله وهو ايضاً من كان يتّكئ على صدر الرب يسوع ويلتصق به وهذه اشارة لنا نحن ايضاً ان نكون قريبين من الرب في كل حين حتى لا نُخطئ اليه يقول في رسالته الاولى ويوصي:لا تحبّوا العالم ولا الاشياء التي في العالم. كل ما في العالم:شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظّم المعيشة ليس من الآب بل من العالم. وايضاً الرسول العظيم بطرس الذي تعلّم من المسيح وتنقّى من عيوبه الجسديّة بمحبّة المسيح التي رافقته حتى الى دار الولاية حيث شتم وسبَّ وانكرَ انّه يعرفه ولكن نظرة المحبّة التي رماه بها الرب جعلته يبكي بكاءاً مرّاً ويندم على ما فعل وقبل صعود الرب الى السماء وبعد القيامة جعله الرب راعياً لخرافه ورسولاً كارزاً باسمه.

الرسول بطرس ايضاً تطرّق برسالته قائلاً: كأولاد الطاعة لا تُشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم بل نظير القدّوس الذي دعاكم كونوا انتم قدّيسين في كل سيرة. اذا بعيدين عن الشهوة وقريبين من القدوس نحن مقدّسين به له كل المجد. كثيرة هي الشواهد في الكتاب المقدّس عن الشهوة وتدميرها ليس لجسدنا فقط انما ايضاً لأرواحنا. ولكن هناك شهوة مقدّسة صدرت من قلب ربّ الكون وهي المرّة الاولى ايضاً الذي يذكر فيها الرب انّه يشتهي ولكن شهوة مقدّسة لانّها صدرت من قلب القدّوس ربنا يسوع المسيح حين اجتمع مع التلاميذ في الليلة الاخيرة وقال بحسب انجيل لوقا:شهوة اشتهيت ان آكل الفصح معكم قبل ان اتألّم. هذه الشهوة مقدّسة نابعة عن محبّة لا حدود لها عن نبعٍ جارفٍ من الحب لا ينضب ولا يتوقّف. هل نستحق كل هذا الحب يا رب انك انت رب الكون تشتهي ان تكون معنا وتجلس معنا وتأكل معنا؟ نحني رؤوسنا لك يا رب امام هذه المحبة ونسألك ان تسامحنا لاننا غير مستحقّين تلك المحبة ونقول لك شكراً من القلب سائلينك ان تهبنا شهوتك المقدّسة لكي نردد مع الرسول بولس ونقول :ليَ إشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح وذلك افضل جداً. آمين

 

الكنيسة المسيحية العربية

ملك الملوك

اعتاد الانسان منذ الزمن القديم ان يكون خاضعاً تحت سيطرة حاكمٍ معيّن ام ملك ام رئيس او زعيم وان اختلفت التسميات تبقى القاعدة حاكم ومحكوم. والشعب القديم ثار على صموئيل النبي مطالبين بملك يملك عليهم كسائر الشعوب وعندما إغتاظ صموئيل مما طلبه الشعب قال الرب له لماذا إغتظت فهم رفضوني انا وليس انت فليكن لهم ما يريدون. وهكذا كان وعيّن صموئيل الشاب شاوول ملكاً اولاً على اسرائيل بناءاً لطلب الشعب ورغبتهم به لانّه كان ممشوقاً طويل القامة فارادوه ان يملك عليهم.وهكذا كان فاصبح الملك يفرض جزية على الشعب لمصاريف مملكته وتسليح جيشه لكي يقوده الى الحرب.

ومنذ ذلك الحين وما قبل ينقسم الشعب الى اقسام مختلفة وتتعدّد الآراء من ناحية الحاكم او الملك منهم من يؤيّدون عن حق او بدونه ومنهم من يعارضون ايضاً عن دراسة ويضعون علامات الاستفهام حول تصرّفات الحاكم ومصاريفه ومنهم كما يقولون عنزه ولو طارت هم معارضون فقط لانهم يكرهون هذا الانسان وهم موالون لإنسان آخر فمهما فعل من اعمال جيدة لا تُحسَب انما فقط يضعون اصبعهم دائماً على ما هو سيء بنظرهم.

الانتقاد البنّاء الذي يشير الى مكمن الضعف والغلط في الممارسة هو ضروري وضروري جداً لبناء دولة او مؤسسة ما ولكن يجب الابتعاد عن الحساسيّات الشخصيّة والمذهبيّة والعقائديّة لياتي النقد في محلّه ويتمّ إصلاحه دون اللجوء الى التحقير والشتائم والحروب والقتال.اعتاد الناس وفي مجالسهم الخاصة ان يحوّلوا رئيسهم او زعيمهم الى كبش محرقة ويحاولون رجمه بشى انواع الشتائم دون هوادة.هذا امر مرفوض ومستهجن على الاقل عند الشعوب الراقية. لا احد يمنع اي انسان ان يعبّر عن رأيه ويشير الى الاغلاط او الارتكابات التي في غير محلّها ولا تصب في مصلحة الوطن والشعب انما تصب في مصلحة الملك وحاشيته او الحاكم ومعاونيه.عندما طلب الرب من النبي صموئيل ان يمسح داود ملكاً بدل شاول الذي زاغ واخطأ ولم يكترس لكلام الله. علم شاول وراح يطارد داود من مكان الى مكان كي يقتله.في احد الايّام جاءرجال داود يُخبرونه انّه في امكانه وللوقت ان يقضي على شاول الذي ينام في الكهف فما كان من داود ان اجابهم:حاشا لي من قبل الرب ان اعمل هذا الامر بسيدي بمسيح الرب فأمدّ يدي اليه لانّه مسيح الرب هو.

امّا نحن اليوم في عصر التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا كلٌّ يقف عند مصطبته ويصيح ويشتم كما يحلو له دون رادع او منّبه والابشع من كل هذا ان اغلبيّة الشعب يشتمون نوابهم ورؤسائهم وعند صندوق الاقتراع البعض يعمل لصالح هؤلاء والبعض الآخر يقترع لدواعي طائفيّة ومذهبية وصلة القربى او التحزّب لهذا البيت السياسي ابّاً عن جد. ويعود الاشخاص انفسهم او عيالهم او المقرّبين منهم.وبعد ذلك نشتمهم.يقول بولس الرسول في رسالته الى تلميذه تيموثاوس وهو أي بولس كان يعاني الكثير من ظلم الملوك والحكام والذين هم في منصب وليس هو فقط بل كل الرسل والتلاميذ وما كانوا ايضاً يطلقون عليهم شيعة الناصريين اي الذين يتبعون تعاليم يسوع الناصري يقول:اطلب اول كل شيء ان تُقام طِلبات وصلوات وإبتهالات وتشكّرات لاجل جميع الناس ،لاجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لكي نقضي حياةً مطمئنّة هادئة في كل تقوى ووقار. لانّ هذا حسن ومقبول لدى مُخلّصنا الله الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يُقبلون.نعم يريد منّا الله ان نصلّي لجميع الناس اي من هم يحبّوننا ومن ايضاً يكرهوننا.ان نسامح ونبارك لاعنينا لا ان نلعن.

ان نحب اعداءنا لا ان نتمنّى لهم الموت وان نتصرّف بالحسنى وعمل الخير مع من يضطهدنا ويسيء الينا. هذا هو المسيح وهذه هي تعاليمه.مملكتي ليست من هذا العالم هذا كان جوابه لبيلاطس الحاكم الروماني الذي بكلمة منه كان يستطيع ان يخلّصه من ايدي الذين يطالبون بصلبه.ولد في مزود وعاش فقيراً تبعه الناس ليس لانّه القى عليهم بيانه الانتخابي ووعدهم بما هو افضل على الارض انما قال لشعبه في العالم سيكون لكم ضيق.لم يمد سيفاً لكي يطيعه الناس بل انتهر بطرس لانه استل سيفه بقوله رُدّ سيفك الى غمده من اخذ بالسيف بالسيف يؤخذ. جمع من حوله الملايين من البشر ليس لانه حارب وانتصر بالسيف بل لانّه زرع المحبّة في قلوب البسطاء والفقراء وحمل جراحه وصليبه ولم يفتح فاه واضعاً نصب عينيه خلاص البشر وكل البشر دون استثناء وارتفع على الصليب ليرفع عنّا خطايانا . شتموه وعيّروه واهانوه وبصقوا عليه وطعنوه وفي المقابل صرخ الى الآب طالباً الغفران لهم.ولم يبخل على لصٍ صُلِب معه ان يغفر له ويعده بالجنة في اليوم نفسه.هذا هو ملكنا هذا هو رئيسنا هذا هو يسوع ملك الملوك ورب الارباب الكل ياتي ويزول مهما عظم شأنه امّا هو باقٍ الى الابد وهو القائل: ها انا معكم والى إنقضاء الدهر.

احبّائي لدينا ملك الملوك رب السماء مالك السماء والارض والكون بأسره ولا نزال نركض وراء اشخاصٍ مع احترامي للجميع هم للفناء.صلّوا لاجلهم ولا تشتموهم حتى الرب ينير عقوله ويدلّهم على طريق الحق طريق ربنا يسوع المسيح الذي به وحده الخلاص.يسوع ملك الملوك مجداً هليلويا. أمين

الكنيسة المسيحية العربية

الغفران الحقيقي

«كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شَفوقينَ، مُتسامحين كما سامَحكم الله أيضًا في المسيح» ( أفسس 4: 32 )
عندما أتى ”أبيمالك“ ليعمل اتفاقًا مع إسحاق، كان إسحاق مُحقًا عندما قال لأبيمالك: «ما بالكم أتَيتم إليَّ وأنتم قد أبغضتموني وصرفتموني من عندكم؟» ( تك 26: 27 ). ثم لاحظ كلام ”أبيمالك“ إلى إسحاق: «كما لم نَمَسَّك وكما لم نصنع بكَ إلا خيرًا وصرفناك بسلام» (ع29). كانت تلك كذبة. لقد كسر الفلسطينيون الاتفاق الذي أبرَمَهُ إبراهيم معهم ( تك 21: 22 -34). لقد طَمُّوا الآبار، ثم سحبوا الماء من الآبار التي حفرها إسحاق. ثم أجبَـروا إسحاق أن يُغادر أرضهم، وليس بوسائل سِلمية. ثم بعد كل هذه المشاحنات، يطلب أبيمالك من إسحاق إبرام معاهدة سلام!

ماذا فعل إسحاق؟ لقد مارَسَ تعليم رومية 12: 18 «إن كان مُمكنًا فحسب طاقتكم سالِموا جميع الناس». لقد صفحَ إسحاق عن أبيمالك والفلسطينيين اتّباعًا للسلام. لقد صنعَ صُلحًا معهم «صنعَ لهم ضيافة، .. ثمَّ بكَّروا في الغد وحلفوا بعضهم لبعض، وصرفهم إسحاق. فمضوا من عنده بسلام» (ع30، 31). ولاحظ أن إسحاق لم يطلب من أبيمالك اعتذارًا رسميًا، ولم يُجبره أن يُعطي تعويضًا عن الآبار المسروقة؛ لقد صفح عنه إلى التمام، وشيَّعه بسلام. هذا هو الغفران الحق.

ونحن لا نقصد أن المجرمين وفاعلي الشر وناقضي العهد، لا يُقاصَصوا قانونًا. كلا! العدل ينبغي أن يأخذ مجرَاه. ولكن عندما نختار أن نصفح، دعونا نفعل ذلك بطريقة حقيقية. عادةً ما يكون الصفح بشروطنا. فنحن نتوقع اعتذارًا، ونبحث عن نوع من التعويض كترضية عن الإساءات التي ألَمَّت بنا. هل هذا غفران حقيقي؟ هل هذا من صنف الغفران الذي وهبَهُ الله لنا؟ لقد غفر لنا الله مجانًا؛ خلاصنا هِبَة مجانية! لقد دفع هو أُجرة خطايانا! وعندما يُساء إلينا، فهو يطلب منَّا أن نصفح بنفس الطريقة؛ مجانًا وتمامًا. والغفران الحقيقي يعني التخلُّص من الغضب، من المرارة، من الكلام الخبيث، وتصرفات الانتقام.

كون أن عبيد إسحاق وجدوا نبعًا جديدًا من الماء في ذات اليوم الذي فيه صنع إسحاق عهدًا مع الفلسطينيين ( تك 26: 32 )، فهذا علامة على مُصادقة الله على ما فعله إسحاق: الغفران. فالغفران الحقيقي يُقابَل دائمًا بمُصادقة الله. الغفران التام هو هِبَة الله لنا. وهو يطلب منَّا أن نغفر للآخرين على ذات القياس، خصوصًا إخوتنا وأخواتنا في المسيح. تذكَّر يا أخي أنه قد صفح لصالبيه!

ديفيد ريد – طعام وتعزية

علاقة المؤمن بالسياسة

«مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ» (يوحنا ٣٦:١٨).

بما أن مملكة يسوع ليست من هذا العالم، تكفي هذه الحقيقة لإبقائي بعيداً عن السياسة العالمية. إذا ما شاركت في شؤون السياسة فكأنني أقترع على وضع ثقتي في مقدرة النظام على حل مشاكل العالم. لكن وبكل صراحة ليس عندي ثقة كهذه لأنني أعلم أن «الْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ» (يوحنا الأولى ١٩:٥).

لقد ثبت أن السياسة لوحدها لا يمكنها حل مشاكل المجتمع، والحلول السياسة ليست إلا عصابة توضع فوق الجرح المقترح وتقصر عن أن تعالج أصل الالتهاب. نعلم أن الخطيئة هي المشكلة الأساسية في مجتمعنا المريض، وكل أسلوب سوف يفشل في التعامل مع الخطيئة ولا يمكن أخذه على محمل الجد لعلاج ما فسد.

ها هنا يصبح الأمر موضوع أولويات، فهل أقضي وقتي في السلك السياسي أم أكرّس ذلك الوقت في العمل على نشر الإنجيل؟ أجاب يسوع على السؤال عندما قال: «دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ» (لوقا ٦٠:٩). إن أولوياتنا العليا ينبغي أن تكون رفع اسم المسيح ليكون معروفاً بأنه هو الذي يعطي الحلول لكل مشاكل هذا العالم.

«إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ» (كورنثوس الثانية ٤:١٠). وبما أنه كذلك، فإننا نصل إلى النتيجة الحتمية وهي أننا نستطيع أن نشكل تاريخ أمتنا وأمم العالم بالصلاة والصوم وكلمة الله، أكثر بكثير من اقتراعنا في الانتخابات.

قال أحد الأشخاص المشهورين مرة إن السياسة فاسدة بطبيعتها، وأضاف كلمة التحذير التالية: «ينبغي على الكنيسة ألا تنسى وظيفتها الحقيقية عندما تحاول الاشتراك في شؤون البشر حيث تكون منافسة هزيلة فتخسر نقاوة القصد من مشاركتها».

إن خطة الله لهذا الجيل أن يدعو الأمم ليكونوا شعباً لاسمه (أعمال ١٤:١٥)، فبدل أن يجعل الناس مرتاحين في عالم فاسد، يلتزم الله أن ينقذ الناس من عالم كهذا. وعليه يجب أن التزم أنا أيضاً لكي أعمل مع الله في هذا الإعتاق المجيد.

عندما سأل الناس يسوع كيف يعملون أعمال الله، أجابهم أن عمل الله هو أن يؤمنوا بالذي أرسله الآب (يوحنا ٢٨:٦، ٢٩). هذه هي إذاً مهمتنا، أن نقود الناس، إلى الإيمان وليس إلى صناديق الاقتراع.

 

call of hope

كيف أعرف أن الله غفر لي

«إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (يوحنا الأولى ٩:١).

إن تطبيق الحياة المسيحية العملية غير ممكن بدون الضمان الموجود في هذا العدد، فبينما نحن ننمو بالنعمة نحصل على معرفة عميقة لطبيعتنا الخاطئة. يجب أن يكون لدينا تدبير للطهارة الفورية من الخطيئة وإلا يُحكم علينا بالذنب والهزيمة الدائمين.

يخبرنا يوحنا أن العطية للمؤمنين تكون عن طريق الاعتراف. يتقبل غير المؤمن غفراناً شرعياً من عقاب الخطيئة بالإيمان بالرب يسوع المسيح. بينما يحصل المؤمن على غفران أبوي من نجاسة الخطيئة بالاعتراف.

إن الخطيئة تقطع الشركة في حياة ابن الله وتبقيها منقطعة حتى يتم الاعتراف بالخطيئة وتركها. عندما نقوم بالاعتراف ونعلم أن الله أمين لكلمته، وقد وعد أن يغفر، نجد أنه عادل في مغفرته لأن عمل يسوع المسيح على الصليب دبر أساس التبرير الذي به نتبرر.

إذاً إن ما يعنيه هذا العدد هو أنه عندما نعترف بخطيئتنا نعلم أن السِجل نظيف وإننا قد تطهرنا تماماً وإن حياة العائلة السعيدة قد استُعيدت. وحالما نعي وجود الخطيئة في حياتنا، نستطيع أن نذهب إلى حضرة الله، نذكر الخطيئة باسمها وننكرها وندرك بكل تأكيد أنها قد غُفرت.

لكن كيف نتأكد من ذلك؟ هل نشعر بأننا نلنا المغفرة؟ الأمر ليس مسألة شعور بل نعلم أنه قد غُفر لنا لأن الله يقول ذلك في كلمته، ذلك أن المشاعر غير موثوق بها حتى في أحسن الظروف. فكلمة الله صادقة.

افتراض أن قائلاً يقول: «أعلم أن الله قد غفر لي لكني لا أستطيع أن أغفر لنفسي». قد يبدو هذا ورعاً شديداً لكنه في الواقع لا يُكرم الله. إن يغفر لي الله يعني أنه يريدني أن أقبل هذا الغفران بالإيمان، فأفرح به وأخرج وأخدمه كإناء مطهر.

 

call of hope

الألم والتشكيل الإلهي

كـل تأديب … أخيرًا يُعطي الذين يتدرَّبون به ثمر بر للسلام» ( عبرانيين 12: 11 )

عندما يُدخلنا الرب إلى نار التجربة ليس غرضه تنقيتنا فقط، فهو يريد أن يُشكِّلنا، مُستخدمًا الضغط والحفر والتزين، لكي يصير المؤمن إناءً نافعًا له ولخدمته ( 2تي 2: 21 ).

إن كان يعقوب مثالاً للتنقية، فموسى مثال للتشكيل. تهذَّب موسى بكل حكمة المصريين، وصار مقتدرًا في الأقوال والأفعال، بعد أن تعلَّم أفضل علوم مصر وحضارتها؛ ولكن مع كل هذا أخرجه الرب من مصر، فكل علوم وجامعات مصر ليست بقادرة على إخراج الإناء بالشكل الذي يريده الرب.

أين هي المدرسة التي تُعلِّم ما هو أفضل من علوم مصر في ذلك الوقت؟! إنها مدرسة البرية وتجاربها المُحرقة. تخرَّج موسى من مصر مُتهورًا ومُندفـعًا وقاسيًا ومتعجـلاً ( أع 7: 23 – 25). بعد أربعين سنة في مصر صار موسى رجلاً عنيفًا وبلا رحمة بل وقاتلاً أيضًا ( خر 2: 14 ). نعم لديه غيرة وشجاعة لكنهما ليسا بحسب التشكيل الإلهي. لذلك يأخذه الصائغ الماهـر ليُعَرِّضَهُ إلى حرارة البرية الشديدة، فيُضْغَط ويتضايق ويُحرَم ويتألم لمدة أربعين سنة أخرى، ليُصبح طيِّعًا سهل التشكيل، ليُشكِّله الصائغ حسب فكره، عندئذ يظهر الرجل الحليم، وتختفي كل شراسة واندفاع، ونرى الإناء الذي هو بحسب فكر الرب. وهنا يشهد عنه الرب: «وأمَّا الرجل موسى فكانَ حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض» ( عد 12: 3 ).

عزيزي القارئ، ربما قد ظهرت فينا صورة المسيح لكنها ليست واضحة، أو ربما ظهرت بعض صفات المسيح وليس كلها. ربما قد ظهرت فينا غيرة المسيح ولكن بدون وداعة المسيح فتصبح الصورة مشوَّهة، فيجدَّف على الاسم الحَسَن بسببنا. لذلك تتوالى التجارب وتستمر حياة البرية والضيق والألم ويستمر التشكيل. إلى متى؟! «إلى أن يتصوَّر المسيح فيكم» ( غل 4: 19 ).

أخي، لا يوجد ما يُغيِّرنا ويُشكِّلنا مثل الضيق والألم والحرمان، فنتعلَّم الصبر والانتظار، الخضوع والطاعة، التواضع والمحبة، الإيمان والرجاء، والشكر والحلم. ( عب 12: 11 ).

 

طعام وتعزية

اسماء المسيح – رئيس السلام

عندما دخل الإنسان في الخطية دخل قلبه الخوف، فقال آدم للرب “سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت” (تكوين 10:3). و كل البشر أخطأوا و بالتالي صاروا خائفين من الله و لا يشعرون بالسلام “لا سلام قال الهي للأشرار” (إشعياء 22:48). و بحق ما اقل السلام على هذه الأرض. لكن الرب يسوع المسيح “رئيس السلام” جاء إلى العالم فهتفت الملائكة “المجد لله في الأعالي و على الأرض السلام و بالناس المسرة” (لوقا 14:2)، ثم مات من اجل خطايانا فصنع لنا السلام “تأديب سلامنا عليه و بحبره شفينا” (إشعياء 5:53)، “عاملاً الصلح(أي السلام)بدم صليبه” (كولوسي 20:1). لذلك يخبرنا الروح القدس أن المسيح هو سلامنا (أفسس 14:2) و هو أيضا “رب السلام” (2 تسالونيكي 16:3).

لذلك ممكن لأي شخص أن يمتلك الآن السلام مع الله بالإيمان بالمسيح “فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح” (رومية 1:5). هذا السلام مع الله هو سلام الضمير إذ أصبح للمؤمن ضمير مطهر غير مُثقل بالخطايا لأنه تيقن أن المسيح حمل جميع خطاياه على الصليب.

و لنا كمؤمنين “سلام الله الذي يفوق كل عقل” يحفظ قلوبنا و أفكارنا في المسيح يسوع (فيلبي 7:4). فالرب أعطى تلاميذه سلامه إذ قال “سلاماً اترك لكم. سلامي أعطيكم” (يوحنا 27:14). أي نفس السلام الذي كان متمتعاً به هو هنا على الأرض، فلقد كان الرب متمتعاً بالسلام رغم مقاومة الأعداء له. و عندما يقول في ( إشعياء 6:9 ) إن الرب هو ” رئيس السلام ” فهذا يعني انه سيحكم العالم بالسلام عندما يأتي للملك على الأرض ألف سنة، عندئذٍ لا تكون هناك حرب ” لا ترفع أمة على أمة سيفاً و لا يتعلمون الحرب فيما بعد ” (إشعياء 4:2).

كانت العاصفة تزأر و البحر الصاخب يقذف الصخور بأمواجه العاتية، كانت البروق تلمع و الرعود تقصف و الرياح تزمجر… لكن العصفور الصغير كان نائماً في فجوة الصخر و قد ستر رأسه بجناحيه، آمناً مطمئناً، هذا هو السلام.. السلام هو أن نقدر على النوم في قلب العاصفة. في المسيح لنا الراحة و الطمأنينة و السلام مهما كان يحيط بنا في هذه الحياة من حيرة و تشويش و مشاكل معقدة. العاصفة تزأر و تهيج لكن قلوبنا هادئة مطمئنة.

أخي .. أختي .. انك تستطيع اليوم أن تمتلك السلام مع رئيس السلام. سلاماً مع الله بالإيمان القلبي بالرب يسوع الذي مات لأجلك و الذي قال مرة للمرأة الخاطئة التائبة “أذهبي بسلام” (لوقا 50:7) و تتمتع أيضا بسلام في كل ظروف حياتك فتقول مع المرأة الشونمية في اشد الظروف المؤلمة “سلام” (2 ملوك 23:4-26). وَيُدعَى اسمُهُ عجيباً مُشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السَّلام ( اشعياء 6:9 )

 

مسيحيات

اسماء المسيح – خبز الحياة

في إنجيل يوحنا توجد سبعة تعبيرات نطق بها الرب يسوع تبدأ بالقول (أنا هو). و أول هذه التعبيرات هو “أنا هو خبز الحياة”. لقد اشبع الرب الجموع بخمسة أرغفة و سمكتين، و فضل عنهم. و في اليوم التالي بحثوا عنه إلى أن وجدوه؛ لكن الرب كشف دوافع قلوبهم – لأنه الإله العليم الذي به توزن الأعمال- أنهم يطلبونه لأنهم أكلوا من الخبز و شبعوا. و ابتدأ يحول أفكارهم عن الخبز المادي إلى شخصه المبارك، خبز الحياة. و يُذكر عن الرب في يوحنا 6 انه :

1. الخبز الحقيقي.
2. الخبز النازل من السماء: أي انه سماوي.
3. خبز الله.
4. خبز الحياة: أي الذي يعطي الحياة و يحفظها و يغذيها.
5. الخبز الحي: أي أن المسيح له حياة في ذاته.

و لكن يأتي سؤال هام؛ و هو : لماذا شبه نفسه بالخبز؟ ذلك لعدة أسباب منها:
1. لأن الخبز هو طعام ضروري للحياة: و هكذا بدون المسيح يهلك الإنسان إلى الأبد.
2. الخبز هو طعام مناسب للكل: يوجد بعض الناس لا يأكلون الحلوى، و البعض الآخر لا يأكل اللحوم؛ لكن الكل يأكل الخبز. انه طعام الأغنياء و الفقراء. هكذا المسيح يقابل كل احتياجات البشر المختلفة.
3. الخبز هو طعام يومي: لا يؤكل في فصول معينة من السنة؛ بل هو لازم للحياة اليومية . و هكذا فالمسيح هو طعامنا اليومي لكي نتغذى عليه.
4. الخبز هو طعام مشبع: و هكذا إذا ذهبنا بعيدا عن المسيح نختبر الجوع مثل الابن الضال (لوقا 15).
5. الخبز يدخل في كياننا: فبعد هضمه يتحول إلى خلايا في أجسادنا. هكذا المسيح، بالإيمان صار هو حياتنا.
6. المراحل التي يمر بها الخبز قبل أن نأكله: فهو ينمو سنابل قمح، تُقطع و تُدرس و تُطحن إلى دقيق، ثم تدخل النار لتصير خبزاً. و المسيح قُطع من ارض الأحياء و سُر الله أن يسحقه بالحزن، و اجتاز نيران عدالة الله عندما اخذ مكاننا فوق الصليب محتملا دينونة خطايانا، و بذلك اصبح خبزاً مناسباً لحياتنا الروحية.
7. الخبز هو طعام شخصي: فلا يمكن أن يأكل أحد الخبز بدل الآخر، كل واحد يأخذ طعام نفسه.

أخي …. أختي؛ إن الأكل من الخبز ضرورة لكي يحيا الإنسان. قد يُعجب واحد بالخبز و يتكلم عنه دون أن يأكل، نصيب هذا الشخص هو الموت و الهلاك. لذلك ينبغي أن تعبر عن احتياجك و جوعك للمسيح فتأتي إليه بالإيمان فتجد فيه الشبع و الحياة؛ انه من قال … “أنا هو خبز الحياة … من يُقبل إلي فلا يجوع، و من يؤمن بي فلا يعطش أبداً” ( يوحنا 35:6 )