Spiritual Fellowship-الشركة الروحية

الشركة الروحية 

أخي وأختي  في المسيح

يعلمنا الكتاب المقدس عن كيفية نمو المسيحين والكنيسة الأوائل “وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات” (أعمال ٢: ٤٢)، ويؤكد لنا “إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح إبنه يطهرنا من كل خطية” (رسالة يوحنا الأولى ١: ٧). ومن أهم العوامل للنمو كمؤمن هي الشركة الروحية، أي اللقاء مع المؤمنين والتفاعل معهم عبر النشاطات المذكورة في آيات مثل “مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” (رسالة أفسس ٥: ١٩). فعندما نلتقي بمؤمنين آخرين نأخذ بركة مما قد علمهم الرب وتعامل به معهم كما نباركهم أيضاً بالمثل “لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى، وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً، بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، بنعمة، مترنمين في قلوبكم للرب” (رسالة كولوسي ٣: ١٦). ونرى في سفر أيوب صورة لهذا العمل الصالح الذي رأه الرب في حياة أيوب وشهد له أليفاز التيماني به إذ قال “ها أنت قد أرشدت كثيرين وشددت أيادي مرتخية. قد أقام كلامك العاثر وثبـَّتَ الركب المرتعشة” (أيوب ٤: ٣-٤). وهذا الدور مهم لكل واحد منا لإتمام عملنا كأعضاء في جسد المسيح ولا يأخذ عضو مكان عضو آخر “لأنه كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد كذلك المسيح أيضاً، لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً إعتمدنا إلى جسد واحد يهوداً كنا أم يونانيين عبيداً أم أحراراً وجميعنا سقينا روحاً واحداً فإن الجسد أيضاً ليس عضواً واحداً بل أعضاء كثيرة” (رسالة كورنثوس الأولى ١٢: ١٢- ١٤). فكما في الجسد العين لا تصلح للشم والأذن لا تصلح أن نسير عليها والأرجل لا تصلح أن نسمع بها كذلك في الكنيسة لكل عضو منا دور لا يستطيع آخر أن يقوم به، دور صنعنا لإجله الرب لأعمالٍ قد سبق فعينها لنا لنقوم بها. لذى من المهم أن يكون لنا شركة مع الآخرين بغض النظر عن إستحساننا الشخصي وبهذا نطيع تعليم المسيح في وحدة المحبة “وصية جديدة أنا أعطيكم، أن تحبوا بعضكم بعضا. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضا” ( يوحنا ١٣: ٣٤).

 

أهمية الشركة الروحية

هناك عدة نتائج صالحة وهامة تعود علينا وعلى الكنيسة ككل عندما نكون في شركة روحية:

١- الشركة مع شخص الرب “الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع إبنه يسوع المسيح” (رسالة يوحنا الأولى ٣:١)، كما وعد المسيح “لأنه حيثما إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي فهناك أكون في وسطهم” (متى ١٨: ٢٠).

٢- سرور الرب “ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع، لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله” (الرسالة إلى العبرانيين ١٣: ١٦).

٣- بناء الآخرين  “عزوا بعضكم بعضا ً وابنوا أحدكم الأخر” (رسالة تسالونيكي الأولى ٥: ١١)، فنشاطات الشركة هي للبنيان كما نقرأ ” فما هو إذاً أيها الإخوة؟ متى إجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم له لسان له إعلان له ترجمة، فليكن كل شيء للبنيان” (رسالة كورنثوس الأولى ١٤: ٢٦).

٤- تشجيع لنا وللآخرين “أي لنتعزى بينكم بالإيمان الذي فينا جميعاً، إيمانكم وإيماني” (رومية ١: ١٢).

٥- فهم دورنا في خدمة الرب “فإذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة، أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان” (الرسالة إلى غلاطية ٢: ٩).

٦- تعلُم كيفية الحياة كما يحق للرب “لكي تكون شركة إيمانك فعالة في معرفة كل الصلاح الذي فيكم لأجل المسيح يسوع” (الرسالة إلى فليمون ١: ٦).

٧- الإتحاد في الفكر والصلوات “هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع إخوته” (أعمال الرسل ١: ١٤) و “هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معاً” (مزمور ١٣٣: ١). 

والشركة تعني مشاركة شعب الكنيسة بروح المحبة التي هي رباط الكمال وتتضمن وتتطلب التضحية، فنقرأ:

– “كونوا مضيفين بعضكم بعضاً بلا دمدمة” (رسالة بطرس الأولى ٤: ٩).

– “مشتركين في إحتياجات القديسين، عاكفين على إضافة الغرباء” (رسالة رومية ١٢: ١٣).

– “فليرضِ   كل واحد منا قريبه للخيرلأجل البنيان” (رسالة رومية ١٥: ٢) و “لا يطلب أحد ما هو لنفسه بل كل واحد ما هو للآخر” (رسالة كورنثوس الأولى ١٠: ٢٤).

– “بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضاً في المحبة، مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام” (رسالة أفسس ٤: ٢-٣).

– “وادين بعضكم بعضاً بالمحبة الأخوية، مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة” (رسالة رومية ١٢: ١٠).

وهنا لا بد من التنبيه أن شعب الكنيسة في مراحل مختلفة من النمو وعلينا كمن يرى ضعف الآخر أو الآخرين في إحدى هذه الوصايا أن لا ندينهم كي لا ندان نحن، بل نبنيهم عبر الأخذ بأياديهم وبناء ما هو ناقص في نموهم بجعلهم يشتركون بما هو كامل فينا دون أن نعيبهم أو نهين المسيح، لأننا بإهانتنا وإحتقارنا لهم نهين المسيح الذي يعمل فيهم ومن خلالهم. يعلمنا الرسول بطرس ” والنهاية، كونوا جميعاً متحدي الرأي بحس واحد، ذوي محبة أخوية مشفقين لطفاء غير مجازين عن شر بشر أوعن شتيمة بشتيمة، بل بالعكس مباركين عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة” (رسالة بطرس الأولى ٣: ٨ -٩).

وفي الختام تذكروا ما قاله الوحي “ولنلاحظ بعضنا بعضاً للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة غير تاركين إجتماعنا كما لقوم عادة، بل واعظين بعضنا بعضاً، وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب” (الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٢٤-٢٥).

نستودعكم بين يدي القدير ونصلي ان يبارككم الرب ويقود خطاكم 

The Importance of Counting the Cost-أهمية حساب النفقة

أهمية حساب النفقة 

أخي وأختي  في المسيح 

عندما نؤمن بالمسيح تبدأ الأسئلة تأتي إلى أذهاننا، هل أشارك عائلتي وأصدقائي عن إيماني؟ ماذا أفعل إن غضبوا وأذلوني أو حتى فضحوا أمري للسلطات التي قد تهدد حياتي؟ ماذا سأقول عندما يسأل أصدقائي لماذا توقفت عن التردد على أماكن اللهو أو العبادة التي كنا نذهب إليها؟ ماذا أفعل بعملي الذي بدأ يهددني كوني أصبحت مؤمنا ً؟ كل هذه الاسئلة هي أسئلة هامة وصحية وعلى المؤمن أن يسألها.

كانت الجموع تتبع يسوع فتوقف ليشرح لهم أهمية حساب النفقة فقال: إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وإمرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً. ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدرأن يكون لي تلميذاً. ومن منكم وهو يريد أن يبني برجاً لا يجلس أولاً ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله؟ لئلا يضع الأساس ولا يقدر أن يكمل فيبتدئ جميع الناظرين يهزاون به قائلين: هذا الإنسان إبتدأ يبني ولم يقدر أن يكمل. وأي ملك إن ذهب لمقاتلة ملك آخر في حرب لا يجلس أولاً ويتشاور: هل يستطيع أن يلاقي بعشرة الآف الذي ياتي عليه بعشرين ألفاً؟ وإلا فما دام ذلك بعيداً يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح. فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً. الملح جيد. ولكن إذا فسد الملح فبماذا يصلح؟ لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فيطرحونه خارجاً. من له أذنان للسمع فليسمع” (لوقا ١٤: ٢٦ – ٣٥).  

إتباع المسيح يحتاج من كل مؤمن أن يقوم بحساب الكلفة شخصياً ولا يستطيع أحد أن يقوم بذلك نيابةً عني وعنك. ولكن إذا تأملنا في كلام المسيح نجد أنه يعطي مثلين أحدهما عن البناء والآخر عن الحرب. الكتاب المقدس يشبِّه الكنيسة بمبنى ونحن أتباع المسيح بحجارة حية لهذا المبنى ” فلستم إذاً بعد غرباء ونزلاً، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله، مبنيين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية، الذي فيه كل البناء مركباً معاً، ينمو هيكلاً مقدساً في الرب الذي فيه أنتم أيضاً مبنيون معاً، مسكناً لله في الروح” (أفسس ٢: ١٩ – ٢٢)، و” الذي إذ تاتون إليه، حجراً حياً مرفوضاً من الناس، ولكن مختار من الله كريم، كونوا أنتم أيضاً مبنيين ­كحجارة حية­ بيتاً روحياً، كهنوتاً مقدساً، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح. لذلك يتضمن أيضا في الكتاب -هئنذا أضع في صهيون حجر زاوية مختاراً كريماً، والذي يؤمن به لن يخزى” (رسالة بطرس الاولى ٢: ٤-٦).

كوننا حجارة حية علينا أن نحسب بأنفسنا كلفة وجودنا كجزء في هذا المبنى الحي. ومع أن المسيح دفع الثمن كاملاً إلا أن حياتنا معه ليست بدون حسابات ومجرد مشاعر لأن الخسارات ستكون خسارات حقيقية. لذلك نجد المسيح يقول أن أحد متطلبات إتباعه هو حمل الصليب يومياً. الصليب كان أداة تعذيب وآلام ومعنى حمل الصليب من أجل المسيح أنه سيتأتى علينا ان نواجه الآلام وربما الموت إذا اتبعنا المسيح. فهل نحن مستعدين؟ ما نوع الآلام التي قد نواجهها؟ أنظر إلى الأشياء التي يجب أن نحب المسيح أكثر منها ونكون مستعدين أن نخسرها بسبب إتباع المسيح:

١- علاقتنا مع والدنا ووالدتنا.

٢- علاقتنا مع الزوج أو الزوجة والأولاد.

٣- علاقتنا مع إخوتنا وأخواتنا.

٤- رزقنا

٥- أنفسنا.

المسيح علمنا أهمية المحبة حتى لأعدائنا فلماذا يقول أن نبغض أحبائنا؟ واضح جداً من النص أن المقصود ليس الكراهية بل أن نكون مستعدين على التضحية بهذه العلاقات وحتى بأنفسنا إن إتبعنا المسيح. وهذه التضحية لا يكون عادة مصدرها المؤمن، بل ما يفرضه المجتمع على المؤمن. الكتاب واضح مثلاً بالنسبة للزوج او الزوجة غير المؤمنة كيف يجب معاملتها “إن كان اخ له إمرأة غير مؤمنة وهي ترتضي أن تسكن معه فلا يتركها. والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضي أن يسكن معها فلا تتركه… ولكن إن فارق غير المؤمن فليفارق. ليس الأخ أو الأخت مستعبداً في مثل هذه الأحوال. ولكن الله قد دعانا في السلام. لأنه كيف تعلمين أيتها المراة هل تخلصين الرجل؟ أو كيف تعلم أيها الرجل هل تخلص المرأة؟” (الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ٧: ١٢-١٣ و ١٥-١٦).

إذاً المقصود هنا ليس أن نكره عائلاتنا بل أن نكون مستعدين أن نخسر علاقاتنا معهم بسبب إتباعنا للمسيح وأن نتحمّل الآلام إلى درجة التضحية بأنفسنا من أجل المسيح. أما إذا كانت عائلاتنا ترضى بنا كما نحن، فعلينا أن نلتزم بسلوكنا المسيحي والسير في خطى المسيح فيكون لحياتنا طعم ونكهة تختبرهما العائلة لما هو في خيرها. هذا سبب ذكر المسيح للملح في هذا المثال. علينا أن نجعل حياتنا المسيحية تكون شهادة أكثر من أي كلام عما فعله الرب بحياتنا وخلصنا.

ثاني مثال يعطيه المسيح هو الإستعداد للحرب. عندما نؤمن بالمسيح ننتقل إلى الصف المضاد في المعركة الروحية. فبعد أن كنا أبناء إبليس ونعمل مشيئته إنتقلنا إلى جبهة عدو إبليس (اي المسيح) وأصبحنا نقاوم إبليس في صف المسيح. لذلك يقول الكتاب عن غير المؤمنين “فقال لهم يسوع: لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني، لأني خرجت من قبل الله وأتيت. لأني لم آت من نفسي، بل ذاك أرسلني لماذا لا تفهمون كلامي؟ لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا قولي. أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالاً للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له، لأنه كذاب وأبو الكذاب. وأما أنا فلأني أقول الحق لستم تؤمنون بي” (يوحنا ٨: ٤٢ – ٤٥). حياتنا المسيحية تتضمن حرب دائمة ليس مع لحم ودم بل هي حرب روحية غير مرئية وهي تُختبرُ فعلياً بعد الولادة الروحية والتخلص من عبودية إبليس والخطية التي إستعبدنا من خلالها. وفي هذا يقول الكتاب “فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات. من أجل ذلك إحملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا” ( الرسالة إلى أفسس ٦: ١٢-١٣). 

إذاً، عند قبولنا للمسيح سندفع ونتحمل الكثير ولهذا نحن مدعوون لحمل الصليب يومياً والسير وراء المسيح.

عند إعلان المسيح عن نفسه أنه سيقدم جسده ودمه كي يمنحهم حياة أبدية تضايق الكثير ممن كانوا يسيرون وراءه وقالوا: “إن هذا الكلام صعب! من يقدر ان يسمعه؟

فعلم يسوع في نفسه أن تلاميذه يتذمرون على هذا، فقال لهم: أهذا يعثركم؟ … ولكن منكم قوم لا يؤمنون.

لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون، ومن هو الذي يسلمه.

فقال: لهذا قلت لكم أنه لا يقدر أحد أن ياتي إلي إن لم يعط من ابي.

من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه. فقال يسوع للإثني عشر: ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا؟” (يوحنا ٦: ٦٠-٦١ و ٦٤-٦٧).

السؤال الذي وجهه المسيح للتلاميذ الذين إستمروا معه موجه لكل واحد منا فعلينا أن نحسب حساب النفقة ونجيب عليه.  

نستودعكم بين يدي القدير ونصلي ان يبارككم الرب ويقود خطاكم 

The Importance of Repentance-أهمية التوبة وثمارها

أهمية التوبة وثمارها

أخي وأختي  في المسيح 

قد تكونوا قد سمعتم عن التوبة وأهميتها لحياة الإنسان واليوم سندع الكتاب المقدس يخبرنا عن فكر الرب عن التوبة وفائدتها لحياتنا. لقد علمنا المسيح عن أهمية التوبة في نظر الله عندما اعطى هذا المثل لقوم كانوا واثقين أنهم أبرار ولا يشوبهم شائبة فقال: 

“إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصليا واحد فريسي والأخر عشار. أما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا: اللهم أنا أشكرك إني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. أصوم مرتين في الأسبوع وأعشر كل ما أقتنيه. وأما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا: اللهم إرحمني أنا الخاطئ. أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع” (لوقا ١٨: ٩ – ١٤). 

ونرى مثال يقتدى به للتوبة في حياة داوود النبي الذي قال عنه الرب أنه رجل حسب قلبه. فبعد أن أخطأ تاب مصليا ً: ” إرحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك أمح معاصي. أغسلني كثيرا ً من إثمي ومن خطيتي طهرني. لأني عارف بمعاصي وخطيتي أمامي دائما ً. إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت … ” (أنظر مزمور ٥١ للنبي داوود). ومن الجدير بالذكر هنا ان اي خطأ نفعله تجاه اي إنسان وحتى تجاه أنفسنا هو خطأ موجه لله لأنه هو مالك كل فرد منا ومالك كل ما في الكون. إذا التعدي على أي شيء هو التعدي على ممتلكاته اولا ً ومعه أيضا ً يأتي التعدي على وصاياه التي يعطيها بوضوح في الكتاب المقدس. وكون الخطأ موجه إلى أقوى قوة في الكون، رب الكون، فمن الجدير أن نسمع منه بعض فوائد أو نتائج التوبة التي تعددها كلمته ومنها: 

النجاة من الهلاك: “… إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون” ( لوقا ١٣: ٣). والهلاك هنا لا يعني فقط الهلا الأبدي للذي لم يتب ويأتي إلى المسيح، بل أيضا ً الموت او الدمار الذي قد يلحق بالمؤمن الذي سلم حياته للرب ولكن يرفض ان يتوب عن خطيئة ما، لأن “…الخطية إذا كملت تنتج موتا ً” (يعقوب ١: ١٥). 

غفران الخطايا: “… توبوا وليعتمد كل واحد منكم على إسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس”  ( أعمال الرسل ٢: ٣٨).

تغاضي الله عن الماضي: “فالله الأن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا، متغاضياً عن أزمنة الجهل” ( أعمال الرسل ١٧: ٣٠). 

إختبار الفرج: “فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم، لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب” ( أعمال الرسل ٣: ١٩). فالخطيئة تحجب البركات التي يريد أن يبارك الرب الإنسان بها كما يخبرنا النبي أشعياء “ها أن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ولم تثقل أذنه عن أن يسمع. بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع” (أشعياء ٥٩: ١ – ٢). 

القدرة على الخدمة: “فأذكر من أين سقطت وتب واعمل الأعمال الأولى وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب” ( رؤيا يوحنا ٢: ٥). فالخدمة إمتياز لمن يخدم ملك الملوك ورب الأرباب ولن يقبل الله فيها شخص يعيش في الخطيئة ويرفض التوبة وهو بنفسه سيتعامل مع هذا الإنسان كما تقول الآية. 

النجاح: “من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم.  طوبى للإنسان المتقي دائما. أما المقسي قلبه فيسقط في الشر” (أمثال ٢٨: ١٣- ١٤). 

لكي نجني ثمار التوبة علينا ان نتوب أولا ً، فما هي الخطوات التي يعلمنا إياها الكتاب المقدس التي تؤدي إلى التوبة الحقيقية في نظر الرب؟ يخبرنا النبي أشعياء وعدا ً من الرب تظهر فيه المقومات الضرورية للتوبة. يقول الرب: “فإذا تواضع شعبي الذين دُعي إسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم” ( أخبار الأيام الثاني ٧: ١٤). من هذه الآية نرى هذه المقومات الأساسية للتوبة: 

١- التواضع: 

لكي يتوب الإنسان عليه أن يكون مستعدا ً أن يرى خطيئته ويعترف بها.  وهذا يتطلب إخضاع الإرادة الشخصية لمشيئة الله وسلطة كلمته لأنه “… يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة. فاخضعوا لله. قاوموا إبليس فيهرب منكم. إقتربوا إلى الله فيقترب إليكم. نقوا أيديكم أيها الخطاة وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين. إكتئبوا ونوحوا وابكوا. ليتحول ضحككم إلى نوح وفرحكم إلى غم. إتضعوا قدام الرب فيرفعكم” (رسالة يعقوب ٤: ٦ – ١٠).

ومن ثمار التواضع الندم عن الخطأ فنرى مثلا ً عند إنكار بطرس للمسيح، تاب بطرس وبكى بكاءً مرا ً. ويعلمنا الرسول بولس: “الأن أنا أفرح لا لأنكم حزنتم بل لأنكم حزنتم للتوبة، لأنكم حزنتم بحسب مشيئة الله لكي لا تتخسروا منا في شيء. لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة. وأما حزن العالم فينشئ موتا” (رسالة كورنثوس الثانية ٧: ٩ – ١٠).

 إذا ً، الندم على الخطأ ضروري والإعتراف به مهم. أما رفض الإعتراف بأفعال معينة أو أفكار معينة والتعايش مع الخطيئة فهو تعدي على الله ذاته  كما يعلمنا يوحنا: “وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة. إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق، ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح إبنه يطهرنا من كل خطية. إن قلنا أنهُ ليس لنا خطية، نُضلُ انفسنا وليس الحق فينا. إن أعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. إن قلنا أننا لم نخطئ نجعله كاذبا ًوكلمته ليست فينا” ( رسالة يوحنا الاولى ١: ٥ – ١٠). 

٢- الصلاة وطلب وجه الرب: 

التواضع ورؤية الخطيئة على حقيقتها والشعور بالندم مهم ولكن يجب أن يؤدي ذلك إلى طلب وجه الرب بالصلاة. لأن قصد الرب لنا ليس أن يقول لنا اننا سيئين بل أن نأتي إليه كي يغفر لنا خطايانا، لذلك تعلمنا كلمة الرب: “فتب من شرك هذا، واطلب إلى الله عسى أن يغفر لك فكر قلبك”  ( أعمال الرسل ٨: ٢٢).

وكذلك: “لماذا يشتكي الإنسان الحي، الرجل من قصاص خطاياه؟ لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب. لنرفع قلوبنا وأيدينا إلى الله في السموات” (مراثي إرميا ٣: ٣٩ – ٤١). فالصلاة وطلب وجه الرب خطوة أساسية في رحلة التوبة.  

٣- الرجوع: 

طلب الغفران من الرب لا يكفي بل يجب أن لا يقوم الإنسان بذات العمل بل يعود إلى الرب ومشيئته في حياته من كل قلبه ويحيد عن الشر الذي سبب له الندم والحزن في محضر الرب. وفي ذلك تقول كلمة الرب :  

 “فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا ًوعدلا ًفحياة يحيا. لا يموت. كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه. في بره الذي عمل يحيا. هل مسرة أُسر بموت الشرير يقول السيد الرب، آلا برجوعه عن طرقه فيحيا؟” (حزقيال ١٨: ٢١ – ٢٣).

“هلم نرجع إلى الرب لأنه هو إفترس فيشفينا. ضرب فيجبرنا” ( هوشع ٦: ١).

“ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر” (يوئيل ٢: ١٣).

“قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك. إرجع إليّ لأني فديتك” (أشعياء ٤٤: ٢٢).

“وأعطيهم قلباً ليعرفوني أني أنا الرب فيكونوا لي شعبا وأنا أكون لهم إلهاً لأنهم يرجعون إلي بكل قلبهم” (إرميا ٢٤: ٧).   

إن التوبة تتضمن إذا التواضع والإعتراف بالخطأ انه مرفوض من الرب والندم عليه والصلاة طالبين وجه الرب كي يغفر لنا ثم الرجوع عن طريق الشر والسلوك في اتجاه معاكس متوجهين إلى فعل مشيئة الرب وإرضائه. فالرب يريد من جميع أولاده أن يختبروا ما هو أفضل لذلك يقول لنا : “إني كل من أحبه أوبخه وأؤدبة. فكن غيورا ً وتب” ( رؤيا يوحنا ٣: ١٩). وقد أخبرنا السيد المسيح مثلا ً مشهورا ً عن وجهة نظر الآب من التوبة وفرحته بها عندما كلمنا عن مثل الإبن الضال (أنظر لوقا ١٥). وفي الختام، يذكرنا الرسول بطرس: “لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة” (رسالة بطرس الثانية ٣: ٩). 

نستودعكم بين يدي القدير ونصلي ان يبارككم الرب ويقود خطاكم 

The Importance of the Bible-كلمة الرب – أهمية الكتاب المقدس

كلمة الرب – أهمية الكتاب المقدس

أخي وأختي  في المسيح 

كلمة الرب مهمة جدا ً لنمو المؤمن في حياته مع الرب الذي هو بذاته الكلمة الأبدية الذي صار جسدا ً وحل بيننا. ومن يقترب من الكتاب المقدس كأي كتاب آخر لن يستطيع اخذ مُغذياته الروحية. لكتاب المقدس ليس مجرد كتاب عادي بل هو كتاب حي ويعطي الحياة، هو كلمة الله الفعّالة التي لا تعود إليه فارغة:

“لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته” (الرسالة إلى العبرانيين ٤: ١٢).

” لأن أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقكم طرقي يقول الرب. لأنه كما علت السماوات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم. لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعا للزارع وخبزا للأكل، هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع الي فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما أرسلتها له” (أشعياء ٥٥: ٨ – ١١ ).

“من أجل ذلك نحن أيضا نشكر الله بلا إنقطاع، لأنكم إذ تسلمتم منا كلمة خبر من الله، قبلتموها لا ككلمة أناس، بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله، التي تعمل أيضاً فيكم أنتم المؤمنين” (رسالة تسالونيكي الأولى ٢: ١٣).

كلمة الرب لأروحنا كالخبز لأجسدنا، قال المسيح:  ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله (متى ٤:٤). وهذه الضرورة لمعرفة كلمة الله كانت دائما ً في خلد النبي داوود الذي كان يصلي :اكشف عن عيني فأرى عجائب من شريعتك (مزمور ١١٩: ١٨ ). لذلك نشجعك قبل فتح كلمة الله أن تصلي مثل داوود قبل القراءة وتطلب من الرب أن يعلن لك ذاته ومشيئته لحياتك من خلال كلمته. 

والرب مهتم جدا ً بكلمته وقائم عليها ليجريها ولا يستطيع احد التلاعب بها او تغييرها إذ يقول لنا الرب: 

“السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول” (متى ٢٤: ٣٥).

“العشب يبس اما كلمة الرب فإلى الابد فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر جميعا لان فم الرب تكلم. صوت قائل ناد. فقال بماذا أنادي. كل جسد عشب وكل جماله كزهر الحقل. يبس العشب ذبل الزهر لان نفخة الرب هبت عليه. حقا الشعب عشب. يبس العشب ذبل الزهر واما كلمة الهنا فتثبت الى الابد” (أشعياء ٤٠: ٥ – ٨).

“فقال الرب لي احسنت الرؤية لاني انا ساهر على كلمتي لاجريها” (إرميا ١: ١٢). 

لماذا كلمة الرب مهمة لحياتنا؟ 

١- تنجاحنا في حياة الإيمان:

 “كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر. لكي يكون إنسان الله كاملا ً متأهباً لكل عمل صالح” (رسالة تيموثاوش الثانية ٣:  ١٦- ١٧).

 “لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك. بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح” (يشوع ١: ٨).

” لأنه يقدس بكلمة الله والصلاة. ان فكرت الاخوة بهذا، تكون خادما صالحا ليسوع المسيح، متربيا بكلام الايمان والتعليم الحسن الذي تتبعته” (رسالة تيموثاوش الأولى ٤: ٥ – ٦).

٢- ترشادنا في رحلة النمو بالإيمان:

“سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” (مزمور ١١٩: ١٠٥ ).

“إن كلمة الرب مستقيمة وكل صنعه بالأمانة” (مزمور ٣٣: ٤).

“ناموس الرب كامل يرد النفس. شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيماً. وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب. أمر الرب طاهر ينير العينين. خوف الرب نقي ثابت إلى الأبد. أحكام الرب حق عادلة كلها. أشهى من الذهب والإبريز الكثير وأحلى من العسل وقطر الشهاد. أيضاً عبدك يحذر بها وفي حفظها ثواب عظيم” (مزمور ١٩: ٧ – ١١ ).

“بم يزكي الشاب طريقه؟ بحفظه إياه حسب كلامك. بكل قلبي طلبتك. لا تضلني عن وصاياك. خبأت كلامك في قلبي لكيلا أُخطئ إليك” (مزمور ١١٩: ٩ – ١١ ). 

٣- تثبت رجاءنا في وعود الرب:

 “مكتوب من أجل الرجاء لأن كل ما سبق فكتب كتب لأجل تعليمنا، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء” (رومية ١٥: ٤).

“لأني عرفت الأفكار التي أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب أفكار سلام لا شر لأعطيكم آخرة ورجاء” (إرميا ٢٩: ١١).

ليس الله انسانا فيكذب.ولا ابن انسان فيندم.هل يقول ولا يفعل او يتكلم ولا يفي؟” (العدد ٢٣ : ١٩). 

٤- تعرفنا الحق:

“فقال يسوع لليهود الذين امنوا به: انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي، وتعرفون الحق، والحق يحرركم” (يوحنا ٨: ٣١ – ٣٢).

“فاجاب يسوع: اليس لهذا تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله؟” (مرقس ١٢: ٢٤، أنظر أيضا ً متى ٢٢: ٢٩ ).

“كل كلمة من الله نقية. ترس هو للمحتمين به” (أمثال ٣٠: ٥ ).

“قدسهم في حقك. كلامك هو حق” (يوحنا ١٧: ١٧).

٥- تعلمنا ان نميز مشيئة الرب:

“إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم، هل هو من الله، أم اتكلم من نفسي” (يوحنا ٧: ١٧). 

من أجل هذه الفوائد وغيرها مما لم يذكر هنا، يأمر الكتاب المؤمن:

“وكأطفال مولودين الان اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به. ان كنتم قد ذقتم ان الرب صالح” (رسالة بطرس الأولى ٢: ٢).

“كرس نفسك لقراءة الكلمة. لا يستهن أحد بحداثتك، بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الإيمان، في الطهارة. إلى أن أجيء اعكف على القراءة والوعظ والتعليم” (رسالة تيموثاوش الأولى ٤: ١٣).

“افهم ما اقول. فليعطك الرب فهما في كل شيء… اجتهد ان تقيم نفسك لله مزكى، عاملا لا يخزى، مفصلا كلمة الحق بالاستقامة” (رسالة تيموثاوش الثانية ٢: ٧ و ١٥).

“يا إبني اصغ إلى كلامي. أمل اذنك الى أقوالي. لا تبرح عن عينيك. احفظها في وسط قلبك. لأنها هي حياة للذين يجدونها ودواء لكل الجسد” (أمثال ٤: ٢٠ – ٢٢ ).

 

ومع ان الشركة الروحية بقراءة كلمة الرب مهمة جدا ً لعلاقتنا وتواصلنا معه، إلا انه لو توقف الأمر فقط على قراءة الكلمة، لما تمت مشيئة الرب، ولما كان هناك مجال لتتميم مأموريته العظمى أن نكرز بالإنجيل للخليقة كلها وان نعلمهم تعاليم الرب. لذلك تأمرنا كلمة الرب ان نطبق الكلمة في حياتنا اليومية كي نرى نتائجها العملية وتكون هذه النتائج شهادة للآخرين:

“لذلك إطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم. ولكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم. لأنه إن كان أحد سامعا للكلمة وليس عاملاً فذاك يشبه رجلاً ناظراً وجه خلقته في مرآة. فإنه نظر ذاته ومضى وللوقت نسي ما هو. ولكن من إطلع على الناموس الكامل ناموس الحرية وثبت وصار ليس سامعاً ناسياً بل عاملا ًبالكلمة فهذا يكون مغبوطاً في عمله” (يعقوب ١: ٢١ – ٢٥ ). 

وعليه فإن من مسؤلية المؤمن أمام الرب هو الثبات في تعاليم كلمة الرب وتطبيقها مهما كانت الظروف والنتائج. ونرى مثال ذلك في حياة النبي أيوب الذي قال رغم الظروف القاسية التي مر فيها: “من وصية شفتيه لم أبرح. أكثر من فريضتي ذخرت كلام فيه” (أيوب ٢٣: ١٢). ونرى نفس المثال في حياة النبي داوود الذي مع مشغولياته كملك وحروبه ومشاكل عائلته التي هي أصعب من معظم مما قد يواجهنا كما نقرأ في أسفار صموئيل والمزامير، مع كل ذلك نراه يقول: “لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلا ً” (مزمور ١: ٢).  فالكلمة ترشدنا إلى الحياة الصالحة أمام الرب وشهادتنا عنه للآخرين، فالحياة الصالحة يجب ان تُقيـّيم دائما ً في ضوء الكلمة: “ولهذا عينه وانتم باذلون كل إجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة” (٢ بط ١: ٥). ويؤيد الرب يسوع هذا الإتجاه ويعِد المؤمنين: “إن ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم” (يوحنا ١٥: ٧ ).

 

 

نستودعكم بين يدي القدير ونصلي ان يبارككم الرب ويقود خطاكم 

The Word of God, the Bible-كلمة الرب – الكتاب المقدس

كلمة الرب – الكتاب المقدس

أخي وأختي  في المسيح

يعلمنا الإنجيل ان كل الكتاب، ومع تعدد كُتّابه وطول الزمن الذي أخذ لكتابته، إلا انه من عند الله “للأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس” (رسالة بطرس الثانية ١: ٢١). وعليه فإن “كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر. لكي يكون إنسان الله كاملا متأهباً لكل عمل صالح” (رسالة تيموثاوش الثانية ٣: ١٦).

ينقسم الكِتاب المقدس إلى قسمين: العهد القديم والعهد الجديد. وهذه التسمية هي تسمية مسيحية نسبة إلى كلمات الرب على لسان النبي إرميا الذي قال ” .. هوذا أيام تأتي يقول الرب حين أكمل مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهداً جديدا ً لا كالعهد الذي عملته مع آبائهم يوم أمسكت بيدهم لأخرجهم من أرض مصر لأنهم لم يثبتوا في عهدي وأنا أهملتهم يقول الرب” (الرسالة إلى العبرانيين ٨: ٨- ٩ وأنظر إرميا ٣١: ٣١).

فالعهد القديم هو كل الكتب التي كتبها أناس الله قبل مجيء المسيح والعهد الجديد هو كل الكتب التي كتبها أناس الله بعد مجيء المسيح.

 العهد القديم:

يسمى في العبرية تَنَك (او تَنَخ) وهو مختصر لـ توراة و نبييم وكتوبيم، اي التوراة والأنبياء والكتب. يحتوي هذا العهد على كتب كل الأنبياء قبل المسيح ومنهم المعروف بين العرب كموسي وداوود ومنهم من قد لم تسمع به من قبل ولكنه مع ذلك موجود عند اليهود منذ قبل المسيح مثل أرمياء وأشعياء ودانيال وحجي وملاخي وغيرهم. أما الكتب فهي عبارة عن كتب موحى بها كتبها الأنبياء وفيها النبوات وطريقة الحياة مع الآخرين مثل كتاب أمثال سليمان، أو كتاب النبي أيوب مثلا ً.

 العهد الجديد:

 يسرد لنا حياة المسيح منذ بداية التبشير به عبر الملائكة والبشر قبل ولادته مباشرة إلى عودته ليدين الأحياء والأموات. ويطلق، خاصة بين المسيحين العرب، لقب إنجيل على العهد الجديد عامة.

وكلمة إنجيل كلمة يونانية تعني الخبر السار، اي البشارة، وهو أن المسيح جاء متجسدا ً ومات على الصليب من أجل خطايانا وفدائنا وقام من أجل تبريرنا. لذلك فالأربعة شهود الذين كتبوا وقُبلت كتاباتهم من شعب الكنيسة جمعاء سميت بشائرهم أيضا ً أناجيل لأنها تتكلم عن حياة المسيح كلمة الله الذي اخذ جسدا ً الذي هو الإنجيل الحي.

يشمل العهد الجديد أيضا رسائل الروح إلى الكنيسة وشعبها من المؤمنين لكي ينموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ويكون لهم يقين إيمان من شهود العيان أنفسهم الذين واكبوا كل ما حدث في حياة المسيح وكل ما علم وامر به وخاصة المأمورية العظمى ” إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم الأب والإبن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر” (متى ٢٨: ١٩- ٢٠).

تقاسيم الكتاب المقدس:

كل كتاب، ويسمى أيضا ً سفر، مقسّم إلى أقسام صغيرة تسمى فصول او اصحاحات.

وكل فصل او أصحاح مُقسّم إلى جُمَل تسمى آيات او أعداد.

وهذا التقسيم هو تقسيم بشري ليساعدنا على معرفة مكان وجود الكلمات المذكورة. فالآيات المذكورة أعلاه من متى هي من فصل او إصحاح رقم ٢٨ والأعداد او الآيات ١٩ و٢٠.

تمرين:

 حاول ان تجد كل الآيات المذكورة في هذا المقال كي تتدرّب وتتعوّد على إيجادها بسهولة. إذهب الآن إلى فهرس الكتاب المقدس الذي بين يديك لإيجاد الكتب ثم إبحث عن الفصول وبعدها الآيات.

حاول ان تحفظ بعض الآيات المذكورة هنا لتتمثّل بالنبي داوود الذي قال “خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك” (سفر المزامير ١١٩: ١١).

 نستودعكم بين يدي القدير ونصلي ان يبارككم الرب ويقود خطاكم 

Hearing the Voice of the Lord-سماع صوت الرب

سماع صوت الرب

أخي وأختي  الحديثي الإيمان 

لابد أنكم سمعتم، وحتى قد تكونوا تفوهتهم بكلمات “الحياة أخذ وعطاء”. وكل علاقة نخوضها نعلم انه لنا فيها حقوق وعلينا واجبات. وهنا نرى نفس المبدأ ينطبق على علاقتنا مع الرب، ولكن الفرق ان محبة الرب التي تحصرنا (الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس ٥: ١٤) تغطي عيوبنا في التقصير بواجباتنا وتعطينا كما قد تشعرون، او ستشعرون في مسيرة إيمانكم، أكثر مما نستحق. وهذا لأن الله محبة والمحبة تستر كثرة من الخطايا كما تعلمنا كلمته (أنظر رسالة يوحنا الاولى ٤: ١٦ و رسالة بطرس الأولى ٤: ٨).

  من واجبات التعاطي في العلاقة هي الإستماع. فكما نرغب ان يستمع إلينا الرب، هو أيضا يرغب ان نستمع إليه. فهناك العديد من الآيات التي يطلب الرب فيها منا ان نعطيه فرصة ان يكلمنا بإصغائنا لكلامه ومنها:

– هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي (رؤيا ٣: ٢٠).

– اسمعوا صوتي فاكون لكم الها وانتم تكونون لي شعبا … (إرميا ٧: ٢٣).

– اصغوا واسمعوا صوتي انصتوا واسمعوا قولي (أشعياء ٢٨: ٢٣).

– خرافي تسمع صوتي، وانا اعرفها فتتبعني. وانا اعطيها حياة ابدية، ولن تهلك الى الابد، ولا يخطفها احد من يدي (يوحنا ١٠: ٢٧- ٢٨).

كيف يتكلم الرب معنا:

– عبر كلمته

– بواسطة الروح القدس

– من خلال مؤمنين آخرين

– في رؤى واحلام

ونعرف ان الرب هو الذي يكلمنا عندما لا يتناقض الكلام مع إعلانه الواضح في كلمته، اي الكتاب المقدس. 

وفي بعض الأحيان قد تقودنا الظروف إلى الإتكال على بشريتنا ومخططاتنا بدلا ً من الصبر وإنتظار الرب. لكن الرب يأمرنا بأن ندع الأمر له ونكون في سكينة أمامه وأن نكف عن اتباع ما نفكّر به ونتكل عليه: 

– كفوا واعلموا اني انا الله (مزمور ٤٦: ١٠)، وكلمة كفوا هنا اي اصمتوا ولا تتحركوا، أي لا تأخذوا الأمر بأيديكم بل دعوا الرب يتصرف وانتم تنظرون. ونرى هذه الفكرة مككرة في اماكن كثيرة من الكتاب حيث يقول الرب اننا بأعيننا سنرى قوته وعمله من أجلنا. 

– توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. في كل طرقك اعرفه وهو يقوم سبلك (أمثال ٣: ٥-٦).

 نستودعكم بين يدي القدير ونصلي ان يبارككم الرب ويقود خطاكم 

Growing Our Relationship with the Lord- تنمية علاقتنا مع الرب

تنمية علاقتنا مع الرب

أخي وأختي في المسيح

لكل علاقة حميمة مقومات لتنمو وتستمر. وأهم مقومات علاقتنا الجديدة مع الرب هي ان نتكلم ونتواصل معه لأنه هو طلب منا ذلك في عدة آيات من الكتاب ومنها:

“اطلبوا الرب وعزه. التمسوا وجهه دائما” ( ١ أخبار الأيام ١٦: ١١).

“فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه” (الرسالة إلى العبرانيين ٤: ١٦).

“وادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني” (مزمور ٥٠: ١٥).

“إسالوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم.لان كل من يسال ياخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له” (متى ٧: ٧-٨).

“لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى الله” (الرسالة إلى أهل فيلبي ٤: ٦).

ولنا ثقة عندما نصلي انه قريب منا، يسمعنا كما تعلمنا كلمته: الرب قريب لكل الذين يدعونه الذين يدعونه بالحق (مزمور ١٤٥: ١٨).

أين نصلي؟

قال السيد المسيح: ومتى صليت فلا تكن كالمرائين فانهم يحبون ان يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوراع لكي يظهروا للناس. الحق اقول لكم : انهم قد استوفوا اجرهم! واما انت، فمتى صليت، فادخل الى مخدعك واغلق بابك وصل الى ابيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية (متى ٦: ٥- ٦). وهنا لا يعني ان الصلاة تكون فقط في مخادعنا لأن المسيح نفسه في الجسد كان يذهب إلى الجبل في بعض الأحيان للإنفراد مع الآب كما تقول كلمته: وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلي. وقضى الليل كله في الصلاة لله (لوقا ٦: ١٢). وأيضا لا تعني كلمات المسيح انه ضد الصلاة الجماعية لأنه يقول بعد قليل في نفس السفر: لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم ( متى ١٨: ٢٠). فالمهم إذن هو مناجاة الرب من اجل علاقتنا معه وليس من أجل رضى واستحسان الآخرين.

متى نصلي؟

يعلمنا الكتاب ان نناجي الرب في كل حين ونرى ذلك من أمثلة المؤمنين الذين صاروا قبلنا وكان الرب راضيا عنهم مثل النبي داوود، وفي تعليم الرسل لشعوب الكنائس الاولى.

قال النبي داوود: في كل يوم أباركك وأسبح أسمك إلى الدهر والأبد (مزمور ١٤٥: ٢). وقال : يا رب إله خلاصي بالنهار والليل صرخت أمامك (مزمور ٨٨: ١).

وتقول كلمة الرب لشعب كنيسة كولوسي: واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر (الرسالة إلى أهل كولوسي ٤: ٢).

ماذا نقول؟

قال السيد المسيح: حينما تصلون، لا تكرروا الكلام باطلا ً كالأمم. فأنهم يظنون انه بكثرة كلامهم يستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم. لأن اباكم يعلم ما تحتاجون اليه قبل ان تسألوه (متى ٦: ٧- ٨). فالموضوع إذن ليس بعبارات سحرية نكررها عبثا ً بل كلمات صادقة من القلب وقد أعطتنا كلمة الرب الكثير من الأمثلة عما احتوته صلوات اعزاء الرب الذين صاروا معه قبلنا وهي موجودة لكي نتعلم منها وليس في تردادها اي سحر او داعي للحرفية، بل الصدق في التعبير عن مشاعرنا في هذه العلاقة مع الرب. 

بعض النماذج الكتابية

هناك نماذج كثيرة يمكنكم استخدامها كبداية في تعلمكم مناجاة الرب من أجل أنفسكم ومن أجل الآخرين. تجدون هذه الأمثلة في صلوات المسيح في البشائر الأربع (متى ومرقس ولوقا ويوحنا). كما تجدونها في صلوات تلاميذ المسيح في الرسائل وفي مزامير داوود وغيرها من الكتب التي تحتوي على نماذج صلوات تساعدكم على معرفة ماذا تقولون. وهنا ثلاثة نماذج نعطيها كمثال فقط ولكن يمكنكم إيجاد المزيد في الكتاب المقدس:

– الصلاة الربانية

قال السيد المسيح: صلوا انتم هكذا- ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. خبزنا كفافنا اعطنا اليوم.  واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا.  ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير. لان لك الملك والقوة والمجد الى الابد. امين (متى ٦: ٩- ١٣).

– صلوات رسل المسيح

ونرى في رسائل الرسل نماذج كثيرة يمكن إستخدامها للصلاة  وتلاوتها والتعلم منها.

صلي معنا كلمات الرسالة إلى أهل كولوسي ١: ٩-١٢:

 من اجل ذلك نحن ايضا، منذ يوم سمعنا، لم نزل مصلين وطالبين لاجلكم:

١- ان تمتلئوا من معرفة مشيئته، في كل حكمة وفهم روحي 

 صلي: أيها الآب إملأني (او إملأ فلان) من معرفة مشيئتك، في كل حكمة وفهم روحي

٢- لتسلكوا كما يحق للرب، في كل رضى

لكي أسلك (او يسلك فلان) كما يحق للرب، في كل رضى

٣- مثمرين في كل عمل صالح

وأكون ( او يكون فلان) مثمرا ً في كل عمل صالح

٤- ونامين في معرفة الله

وأن انمو (او ينمو فلان) في معرفة الله

٥- متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده: لكل صبر وطول اناة بفرح

وأن أكون (او يكون فلان) متقوٍ بكل قوة بحسب قدرة مجدك: لكل صبر وطول اناة بفرح 

٦- شاكرين الاب الذي اهلنا لشركة ميراث القديسين في النور

وأشكرك ايها الآب الذي أهّلتني (او أهلت فلان) لشركة ميراث القديسين في النور

بإسم الرب يسوع اصلي. آمين

صلوات المزامير 

ولنا ايضا في صلوات داوود مثال يحتذى به إذ كان يناجي الرب بصدق ويخبره عن مشاعره، لذلك قال عنه الرب: وجدت داود بن يسى رجلا حسب قلبي، الذي سيصنع كل مشيئتي (أعمال الرسل ١٣: ٢٢).

قال داوود: ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك امحُ معاصيّ. اغسِلني كثيراً من إثمي ومن خطيتي طهرني… (مزمور ٥١). 

يمكنكم استخدام مزامير داوود للصلاة وكما سترون انه صادق مع الرب في مشاعره بدون نفاق حتى ان صلواته في بعض الأحيان قد تُظهِر الشعور الطبيعي لشخص تحت تجارب الحياة ولكن عند نهاية صلواته نشعر بالتغيير الذي حدث له خلال هذه الصلوات ونراه يتأمل الأمر من منظار الأبدية. تأمل في مزامير داوود فترى انسانا ً صادقا ً مع الرب في علاقته وكلامه يخبره عن مشاعره بدون نِفاق ولا تدين مزيّف، بل يعطيه حقه في العلاقة. هذه هي العلاقة التي يطلبها منك الرب  كما نرى في كلام السيد المسيح: ولكن تاتي ساعة، وهي الان، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق، لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له ( يوحنا ٤: ٢٣).

 نستودعكم بين يدي القدير ونصلي ان يبارككم الرب ويقود خطاكم

Keep Your Eyes on Jesus-رئيس إيماننا ومكمله

رئيس إيماننا ومكمله

أخي وأختي في المسيح 

تقول كلمة الرب على فم النبي سليمان : يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي (الأمثال ٢٣: ٢٦). 

من المهم جداً ان نعلم كمؤمنين جدد ما تعلمه كلمة الرب عن البشر: إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله (رومية ٣: ٢٣). 

وهذه الآية تعني ان كل إنسان هو بطبعه قادر على ان يخطئ وسيخطئ. ميّزوا بين أخطائكم وأخطاء الآخرين متحملين  فقط مسؤلية أخطائكم. ولا تجعلوا خطأ غيركم يفشّلكم ويخسركم بهجة خلاصكم التي مصدرها المخلص.

من السهل لأي فرد فينا ان يقع تحت التجربة ويخطئ. فلذا إن اخطأ قس، او مؤمن ناضج، او الشخص الذي أخبركم عن الرب، فهذا ليس بغريب وخارج عن الطبيعة البشرية. لأن خلاصنا لا يعني اننا وصلنا إلى الكمال، ولكن نسعى نحو الهدف كما تعلم كلمة الرب. وكلنا في صراع مع الجسد والخطية، خاصة إذا اعطينا للجسد فرصة. 

يقول الرسول بولس بعد كل ما بذلهُ من أجل المسيح والكنيسة: ليس أني قد نلت أو صرت كاملا، ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضا المسيح يسوع أيها الإخوة، أنا لست أحسب نفسي أني قد أدركت. ولكني أفعل شيئا واحدا: إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع. فليفتكر هذا جميع الكاملين منا (فيلبي ٣: ١٣- ١٥). 

يجب عليكم، كما على كل مؤمن، ان تهتموا بنموكم الروحي كي تشابهوا المسيح في حياتكم وتصرفاتكم. وانتم تثبتون في هذا السعي عندما تبقوا المسيح نصب أعينكم لأنه لن يخذلكم أبداً. فاتبعوا وصية الرب لكم في كلمته : لنطرح كل ثقل، والخطية المحيطة بنا بسهولة، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمِّله يسوع…(عبرانين ١٢: ١و ٢). 

خذوا فرصة خلوة مع الرب واطلبوا منه مساعدتكم في النمو بالنعمة ومعرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح واحفظوا الآيات المكتوبة اعلاه كي تذكرونها عند الحاجة إليها. 

 نستودعكم بين يدي القدير ونصلي ان يبارككم الرب ويقود خطاكم

 

Assurance of Faith-يقين إيماننا

يقين إيماننا

أخي وأختي في المسيح 

نرحب بكم ونشجعكم على الإستمرار في مسيرتكم مع الرب. وكأي مولود جديد، فالولادة الروحية بحاجة لمراحل نمو وبحاجة لمقومات. وأنتم كمولودين جدد تحتاجون إلى غذاء روحي من خلال علاقة متينة مع الرب. 

أشكروا الرب على خلاصه فهو قدم نفسه أضحية نيابة عنكم على الصليب وغلب بذلك الموت وخلصكم من سلطة الموت الابدي. والآن، يمكنكم ان تعيشوا بسلام وإطمئنان من هذه الناحية لأن وعود الرب صادقة وأمينة. هذه بعض الآيات التي يمكن دراستها وحفظها وهي تَظهر وعود الرب لنا التي تمنحنا يقين خلاصنا: 

“لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” ( يوحنا ٣: ١٦). 

“وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون بإسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله” (يوحنا ١: ١٢- ١٣). 

” لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص” (رومية ١٠: ١٣). 

إذا خلاصنا يقين وحياتنا الابدية وعد أمين من الرب وخلاصنا قد أكمل وتم. 

هناك الكثير من الآيات الأخرى التي تتكلم عن يقين خلاصنا لذلك نشجعكم على قراءة الكتاب المقدس. ونشجعكم ان تبدؤا قراءتكم في إنجيل يوحنا المليء بالوعود لمن يؤمن. وقراءة الكتاب هي إمتياز للمؤمن لسماع قول الرب وإرشاده وامضاء وقت في محضره لكي ننمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي يرغب بهذه الشركة معه فهو يقول: هانذا واقف على الباب واقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي ( رؤيا ٣: ٢٠).

 وهذا يعني ان الرب يشتاق أن يمضي وقتاً معكم إن كنتم أنتم مستعدون ان تمضوا وقتاً معه وهو فقط في إنتظار ان نفتح له الباب. 

 يمكنكم تصفح الكتاب المقدس على مواقع كثيرة على شبكة الإنترنت كما يمكنكم تحميله على هاتفكم المحمول للتصفح في كل مكان 

إبدؤا اليوم في حفظ الآيات اعلاه وادخلوا في شركة روحية مع الرب. تكلموا معه بصدق واخبروه ما في قلبكم. الرب يحبكم كما انتم ولا يتفاجئ من شيء سوى قوة إيماننا عندما نظهرها! 

 نستودعكم بين يدي القدير ونصلي ان يبارككم الرب ويقود خطاكم