كيف تعرف يسوع

كيف تعرف يسوع

(نرجو منك أن تعلمنا عن قرارك باتباع يسوع في أسفل هذه الصفحة)

لقد جاء يسوع المسيح إلى الأرض، مات على الصليب، وقام ثانية من القبر لكي تتمكن من أن تسلك في علاقة شخصية مع الله الآب. الله يحبك كثيرًا حتى أنه قبل أكثر من 2000 عام، أرسل ابنه الوحيد ليموت من أجلك، وليتثنى لك أن تعيش تلك العلاقة الشخصية معه. لم يخلقك الله على هذه الأرض بالصدفة، بل لتعيش حياتك لغرض مجده. لقد دعيت لأعمال أعظم مما قد تتصور!

إنّ قبولك ليسوع في قلبك هو الخطوة الأولى لبدء حياتك في المسيح. وبما أنك ابنٌ وابنةٌ لله، فقد ورثت كلّ البركات الروحية المذكورة في كلمته، بما فيها الحياة الأبدية في المسيح يسوع. هل أنت مستعدّ لذلك التغيير المدهش في حياتك والذي تتوق إليه؟ إذًا أنت مدعو الآن لكي تقبل يسوع المسيح إلى قلبك اليوم!

– إن لم تكن قد قبلت يسوع ربًّا ومخلصًا لك، وكنت مستعدًا لذلك الآن، أرجوك أن تصلي هذه الصلاة من كل قلبك وبصوتٍ عالٍ:

ربي الحبيب يسوع،

أنا خاطئ وأحتاج إليك. أحتاج لسلامك في حياتي. وأنا أؤمن أنك متّ على الصليب من أجل خطاياي وأنك أنت ابن الله. أنا أؤمن أنك قمت ثانية وأنك الآن جالسٌ عن يمين عرش الآب في السماويات. يا رب، أريد أن أتوب عن خطاياي وأن أدعوك كي تأتي إلى قلبي وترشدني نحو الحق. أبتِ، أرجوك طهرني واجعلني شخصًا جديدًا كاملًا فيك. أشكرك يا رب، وأطلب كلّ هذا باسم يسوع.

.آمين

كيف تعرف يسوع

Jesus Christ Loved you to Death-يسوع المسيح أَحبَّك حتى الموت

يسوع المسيح أَحبَّك حتى الموت

thegrace.org

إنّ حاجة العالم الملحّة اليوم هي إلى الرب يسوع المسيح مخلّص الجنس البشري، يسوع ابن الله “عمانوئيل” الذي تفسيره الله معنا. “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله… والكلمة صار جسدًأ وحلّ بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقًّا” (يوحنا 1: 1، 14)

فالأقانيم ثلاثة ولكنّ الله واحد. الله الآب. الله الابن. الله الروح القدس. وأنه لعجيبٌ حقًا أن نعرف ونحن الصغار جدًا ومحدودو الطاقة والإدراك، هذه الحقيقة العظمى عن الله كما أعلنها لنا في كتابه المقدس.

لقد وُلد المسيح العجيب على خلاف كل القديسين والأنبياء وجميع بني البشر، من عذراء بلا زرع بشري. من الروح القدس روح الله مباشرة لأنه كلمة الله الذي به عمل العالمين، وهو يحمل صفات الله وله طبيعة الله وحياة الله واعمال الله. وله ايضًا طبيعة انسانية كاملة؛ يجوع ويتعب ويتألم متقيّدًا بالمكان والزمان مثلنا في كل شيء لكنه بدون خطية قدوس وبار.

وهو عجيبٌ لأنه صورة الله غير المنظور وغير المحدود، صار في هيئة بشريّة محدودة وهو تعبير الله، كلمة الله صار جسدًا. كلمة الإنسان تمثله لأنها صدرت عنه فهي منبثقة ومعبّرة عن عقله، ولا يُعرف ما في العقل بدون الكلمة، والكلمة تُعرّف بناطقها وبما يريد، أنا لا أعرفك إلا من خلال كلامك، الكلمة أيضًا بنت الشفّة، كما أن فلان ابن النيل، أو فلان ابن الرافدينـ أو فلان ابن عرب. مع أن الله سبحانه لا يُمثَّل بشيء. هكذا كلمة الله المسيح هو ابن الله لأنّه في قلب الله منذ الأزل. “الله لم يره أحدٌ قد. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر.” (يوحنا 1: 18)

الله جلّ وعلا لم يكن قط بلا كلمة أو تعبير أو نطق. كما أنّ الروح القدس هو روح الله. والله لم يكن قط بلا روح وحياة. روح الإنسان هو حياة الإنسان. الله الواحد ظهر في كلمته المسيح، وفي روحه الروح القدس جليًّا في الإنجيل.

مات المسيح على الصليب في طبيعته البشرية وقام من بين الاموات لأن له حياة الله التي لا تزول، مات حبًا بكل واحد منا ليفديه بدمه الطاهر من قصاص خطاياه. من غضب الله المعلن من السماء على كل من لا يؤمن به.

حاشا لله تعالى ان يموت. حاشا له ان يلد او يولد كما البشر. من أب وأم معًا. وهو واحد في ذاته في كلمته “تعبيره” في روحه جل وعلا. جاء الى عالمنا في كلمته المسيح وهو في السماء في آن واحد. كما ان الشمس تدخل بيوتنا ونستنير بنورها وهي في مكانها، كما ان الإنسان له جسد وحياة وروح؛ مع ان السيّد الرب لا يُشبَّه بشيء.

A Christian’s Life and Behavior-حياة المسيحيّ وسلوكه

حياة المسيحيّ وسلوكه

Alnour.com

قيل في الإنجيل إن ناموسيًا استعلم من الرب يسوع عن الوصية العظمى في الناموس، فأجابه “تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهكَ” (تث 5:6) “مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هذِهِ هِيَ الوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا تُحِبُّ قَرِيبَكَ (لا 18:19) كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالْأَنْبِيَاء” (مت 22 :35-40 ومر 12 :28-31). وقيل في أكثر من موضع ما يوافق ذلك: “لَا تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لِأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلَّا بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، لِأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ.

لِأَنَّ لَا تَزْنِ، لَا تَقْتُلْ، لَا تَسْرِقْ، لَا تَشْهَدْ بِالزُّورِ، لَا تَشْتَهِ وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى، هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هذِهِ الكَلِمَةِ: أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ” (رو 13 :8-10). أن محبة الله تؤدي إلى محبة خلائقه خصوصًا الإنسان، ثم أن المسيحي الحقيقي يحب الله لأنه يعلم أن الله أحبه أولًا (1يو 4 :9-11 و19 ورو 5 :5-8) ومحبته لله تفطمه عن الاهتمام بلذات هذا العالم السريع الزوال (1يو 2 :15-17) وكلما ازدادت المحبة لله عظم الإقبال على خدمته وازدادت الرغبة في صنع الخير للقريب، ويعلم المسيحي حينئذ أن الله أبوه السماوي وأنه أحد أولاده في المسيح (يو 1 :12 و1يو 3 :1و2) وتعظم ثقته في الله ويسارع مجاهدًا في تمجيده وإكرامه فكرًا وقولًا وعملًا (مز 63 :1-8). وإذا جاءه يومًا إبليس ليجربه فيقول له كما قال يوسف في العصور الأولى: “كَيْفَ أَصْنَعُ هذا الشَّرَّ العَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللّهِ؟” (تك 39 :9) وكل ما يعمله فلمجد الله ومرضاته لا لمرضاة الناس (كو 3 :23). وعلى قدر ما ينمو في محبة الله ومعرفته يزداد في تسبيحه وحمده لأجل خيراته الزمنية وبركاته الروحية التي يغمره بها، وإظهار مشاعر الشكر لا بالكلام فقط بل بالسيرة والعمل (مز 34 :1 وكو 3 :17 و1 تس 5 :15-22).

ومن صفات المسيحي الحقيقي أنه إذا وقع في ضيقة لا يتكل على ذراع البشر بل على الله، كما أنه لا يبالي بإنماء ثروته ولا بإعلاء رتبته، ولا يهتم بزيادة دَخْله بل يصلي لأبيه الذي في السماوات أن يبارك أشغاله ويمنحه من الرزق الحلال ما فيه الكفاية لسد إعوازه ويشعر باقتناع في قلبه أن أباه السماوي يهتم به (1 بط 5 :7). ولهذا يلقي عليه همومه بنفس مطمئنة، لأنه يعلم عن ثقة أن الله فتح له كنوزه الروحية في السماوات المذخرة في المسيح يسوع ويتأكد أن إله كل رحمة لا يمنع عنه خيرًا من ضروريات الحياة (مز 28 :7 ومت 6 :9-34 و1تي 6 :6-11).

المسيحي الحقيقي حامدٌ شاكر لله على ما منحه من اليُسر والنعم عالمًا أن كل عطية صالحة وموهبة تامة نازلة من عنده (يع 1 :17) وهو صبور عندما تمسه الشدائد وتتوالى عليه البلايا والاضطهادات مؤكدًا أَنَّ “كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ الله” (رو 8 :28) كأنها تلقي على سمعه مناجاة أحد قدماء المسيحيين لنفسه يا نفسي، حياة المسيح كانت بجملتها على الصليب وعلى المذبح، وأنت تسعين وراء الراحة والانشراح؟ حاشا وكلا. ويعلم أن أباه السماوي إذا سمح له بتجربة فلكي يُقرِّبه إليه أكثر من ذي قبل، بحيث يقدر أن يفرح ويتبسم وهو رازح تحت عبء الضيقة (رو 5 :3 و4 و5 و12 :12) ويقول مع صموئيل النبي “هُوَ الرَّبُّ. مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ يعمل” (1 صم 3 :18) ذاكرًا أنه وإن كان يعيش في العالم فليس من العالم كإبراهيم الذي “كَانَ يَنْتَظِرُ المَدِينَةَ التِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللّه”ُ (عب 11 :10 وانظر مز 37 :5 و2 كو 4 :17 وعب 2 :5 و6).

المسيحي الحقيقي يعبد الله بإخلاص وحق (يو 4 :24) ويشتهي أن يبقى على الدوام شاعرًا أنه في حضرة الله، ويأتي إليه كل حين كطفل يأتي إلى أبيه الحبيب عالمًا مدى عنايته به. فإن طلب طفل من أبيه شيء يطلبه بأسلوب طبيعي عفوي وليس بكلمات رسمية من الأقوال المرتبة، ومثل ذلك المسيحي إذا طلب من أبيه السماوي شيئًا فليس عليه أن يتلو عبارات معينة، ولا أقوالًا بلغة قديمة مقدسة، لأنه يفهم أن الله مستعد أن يسمع الصلاة أكثر من استعداد المصلي للصلاة، وأن هباته أكثر مما نطلب أو نفتكر الله، وأنه يعلم احتياجنا قبل أن نسأله. وما أقل درايتنا بأحسن الأشياء لنا لذا ينبغي للمصلي إذا طلب شيئًا من متاع الدنيا أن يطلبه تحت هذا الشرط إن شاءت إرادتك يا رب وأما إن طلب طلبة روحية فيطلبها بلا شرط ولا قيد، عالمًا أن الأشياء الروحية جميعها صالحة لنفسه وأن الله أعدها له، إن كان إنسان قد وُلد الميلاد الجديد الروحي (يو 3 :3 و5) واستنار ذهنه بإرشاد روح الله القدوس، لا يصلي فقط بل يرتل لله في قلبه كل حين ويسبحه على جوده وإحسانه، ويثابر على معاشرته، وكل ما يعمله فلمجد اسمه، عالمًا أنه فاحص القلوب لا تُخفى عليه خافية، ويجاهد في تذليل كل فكر تحت سلطان محبته، مستودعًا نفسه وأعزاءه بين يدي محبته متلذذًا بالسلام والطمأنينة المظللة على قلبه وروحه (مت 6 :5-15 ولو 18 :1-8 ويو 16 :23 وفي 4 :6 و7 و1تس 5 :17 و18 و1 يو 5 :14 و15 ويع 1 :5-8).

وفضلًا عن الصلاة الانفرادية فإن أغلب المسيحيين يصلون صلوات أخرى مثل الصلاة المعروفة بالصلاة العائلية، حيث يجمع الرجل زوجته وأولاده حوله ويقرأ لهم شيئًا من الكتاب المقدس ويصلي معهم طالبًا المغفرة والبركة من الله على نفسه وعلى أهل بيته، ومثل الصلاة الجمهورية حيث يذهب المسيحي إلى الاجتماع سواء كان في دار اعتيادية أو كنيسة، وخصوصًا في أيام الآحاد، اليوم الذي قام فيه المسيح من الموت، ويتحد مع جمهور العابدين لسماع الإنجيل والوعظ وللصلاة والتسبيح تحت ملاحظة خدام الدين، وهم رجال يدعوهم الله، وهم مدرُّبون على خدمة الإنجيل بنوع خاص. وقد استحسنت بعض الطوائف أن تصلي في أثناء العبادة الجمهورية بصلوات معينة على أمل مساعدة العامة على العبادة، واستحسن البعض الآخر الصلاة الارتجالية، وحيث أن الله يعرف كل اللغات فهي عنده على حد سواء، ولا أفضلية للعبرانية ولا اليونانية على سائر اللغات الأخرى، إنما الواجب أن تكون العبادة بالإخلاص والروح والحق. وكذلك لا فرق بين موضع وآخر لتأدية العبادة، لأن المواضع كلها متساوية عند الله، فلا رسم ولا طقس ولا وضع خصوصي للعبادة إلا أن تكون بالروح والحق كما يعلمنا الإنجيل (يو 4 :24).

المسيحي الحقيقي يعتبر كل الناس إخوانه، ويرغب في مصلحة الغير كما يرغب في مصلحة نفسه، ويصنع الخير حسب طاقته مع الجميع في الروحيات والجسديات (مت 7 :12 و22 :39 و1كو 10 :24) لأن المسيح علمه ذلك القانون الذهبي (مت 7 :12) الذي لو سار بموجبه جميع الناس لأصبحت الأرض سماء، فهو يعامل الآخرين لا كما يعاملونه بل كما يحب أن يعاملوه، فإن كانوا مرضى يزورهم وإن جاعوا يطعمهم، وإن ضلوا عن الله يعلمهم ما علمه المسيح (مت 28 :19 و20) وبالجملة يحب الجميع ولا سيما أهل الإيمان (غل 6 :10 قارن مت 23 :8 ويو 13 :34 و35) بل يحب أعداءه ومضطهديه (مت 5 :44 و1تس 3 :12 و2بط 1 :5-7) عالمًا أن المسيح مات من أجل هؤلاء الأعداء، وقد حدث أن أحد أعداء المسيح أصبح أحب أحبائه لأنه كان ضالًا ووجده الراعي الصالح وخلصه من بين أنياب الذئب (يو 10 :11-16).

تلميذ المسيح الحقيقي صادق ومستقيم ونقي القلب ولطيف (مت 5 :37 وأف 4 :25 ويع 4 :11 و12) يسعى جهد طاقته في بث روح الوحدة والوفاق بين الناس (رو 12 :18) يرثي للمتضايقين (رو 12 :15 وعب 13 :16) يقابل ما يصيبه من الأذى بالصبر الجميل مفوضًا أمره إلى الله (بشارة متى 11 :29 وأف 4 :25-32). أما إذا رأى الأذى يقع على غيره بغيًا وعدوانًا فإن الغضب الصالح يشتعل في قلبه ويندفع لإنقاذ المظلوم مهما كلفه ذلك من التضحية، وقد روي عن قوم مسيحيين قبلوا أن يُباعوا كالرقيق حتى يتمكنوا من مؤاساة وتعزية الأنفس الواقعة تحت عبودية قاسية.

المسيحي الحقيقي يعلم أنه خُلق لخدمة الله، وأنه اشتُري بثمن عظيم بدم كريم دم المسيح (1كو 6 :20 و7 :23) وأن جسده هيكل لروح الله القدوس بسبب إيمانه بالمسيح (1كو 3 :16 و17 و6 :19) فيأخذ كل حذره حتى لا يدنس ذاته نفسًا وروحًا وجسدًا بالاستسلام للشهوات الجسدية، ويجاهد بنعمة الله أن يحفظ نفسه طاهرًا بلا عيب ولا دنس حتى يحيا بالقداسة (2كو 7 :1 وأف 5 :4 ويع 1 :21) ولا يرفض أطعمة قد خلقها الله لتُتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق، لأنه منذ تأسيس العهد الجديد أباح الله كل أنواع الأطعمة. وإذ قد استنار ذهنه يحقق وصية سيده: كل ما يدخل الفم لا ينجس الإنسان، بل ينجسه الذي يخرج منه لأنه يصدر عن القلب مثل الأفكار الشريرة والزنى والفسق والقتل (مر 7 :14-23) وإن كان الطعام مباحًا بأصنافه إلا أن الشَّره والتبذير للمسيحي غير مباحان (1كو 10 :31 قابل رو 14 :20 و21 و1تي 4 :4 و5) مثل المسكرات والخمور (لو 21 :34 ورو 13 :13 و1كو 5 :1 و6 :10 وغل 5 :1 وأف 5 :18) وكذا التنعمات الرديئة.

المسيحي الحقيقي يُعرض عن كل كلمة وعمل غير لائق ويسعى جهده في مرضاة الله (مت 16 :24 ورو 6 :11-23 و1كو 6 :12-20 و1تس 4 :3-8 و1بط 1 :22) متقدمًا في النعمة وفي معرفة الله بيسوع المسيح ربنا (2بط 3 :18) عالمًا أن هذا فقط هو الذخر الباقي والكنز الدائم بخلاف ثروة هذا الدهر ومجده وعظمته التي يطلبها ويجدّ في أثرها أهل الغرور، لأن مصيرها للزوال والتلف (مت 16 :26 وأف 1 :15 و2 :2وفي 3 :7-16).

ومهما تكن أشغاله أو مصلحته يدأب على عمله بأمانة وإتقان حتى يسرّ قلب خالقه وفاديه ويمجد اسمه القدوس، محاذرًا من الإهمال والكسل آكلًا خبزه بعرق جبينه، وحسب طاقته يجتنب الديون، معتبرًا أن كل ما ملكت يده فللرب إلهه، يتصرف فيه على وفق مشيئته في وجوه الخير والإحسان (مت 25 :14-30 ولو 19 :12-27 وكو 3 :23 و24 و1تس 4 :11 و12 و2تس 3 :10) وكل ما ازداد في خدمة المسيح بإخلاص واتسعت مداركه في معرفة شخصه العجيب وعظمت محبته له، بحيث لا يفصله عنه أية شدة واضطهاد (رو 8 :35-39) وعلى مدى الأيام يكثر تشبهه واقتداؤه بالمسيح غير مكتف بما هو دون صلاحه وقداسته الكاملة (2كو 3 :18 و1بط 2 :9). وإذا تصالح مع الله صارت إرادته على وفق إرادة أبيه السماوي، ويفيض قلبه بفرح مقدس لا يُنطق به ومجيد بالرغم من تجارب الحياة وآلامها التي تكتنفه، وفرحه هنا عربون لفرحه الدائم في السماء. وما ذكرناه قليل من كثير من نتائج الإيمان بالمسيح في قلب المؤمن، به يتقدم بشجاعة لإتمام واجباته في ملء الرجاء قائلًا ما قال بولس الرسول “أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي المَسِيحِ الذِي يُقَوِّينِي” (في 4 :13).

ومما يجب التنبيه إليه أن المسيحي في هذه الحياة الدنيا، وإن صلحت أخلاقه إلى الحد الذي ذكرناه، إلا أنه يزال غير كامل وعرضة لتجارب العالم والجسد وإبليس، وعليه أن يحارب هؤلاء الأعداء ويغلبهم حتى الموت. وأن إبليس مع شدة قوته لا يستطيع أن ينتصر على المؤمن الواثق بالمسيح إلا أن للمؤمن جسدًا تحت الآلام كسائر الناس، لكنه يتذكر مرافقة المسيح له ذاك الذي حمل أحزاننا وتحمل أوجاعنا (إش 53 :3-5) وأنه يمكث معه كل الأيام (مت 28 :20) فتنمو فيه روح الشجاعة والقوة، ويقابل بالصبر الجميل كل ما يسمح به الله أن يجري عليه من صنوف التجارب والبلايا، منتظرًا وطنًا أفضل بعد القبر (2كو 5 :1-9 وفي 1 :23) راجيًا قيامة ابتهاج ومجد عندما يأتي المسيح ثانيًا بالقوة والسلطان وقد خضع أعداؤه تحت قدميه (يو 5 :21-29 و6 :40 و1كو 15 وفي 3 :21).

وفي العالم الآتي يعرف المسيحيون الحقيقيون الله كما هو، ويرون مجده وجهًا لوجه، ويسكنون مع المسيح إلى الأبد (مت 5 :8 و1كو 2 :9 و13 :12 ورؤ 22 :3 و4) حينئذ يكملون في القداسة وينالون العصمة من الخطية ويرثون من الفرح والسعادة ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان، يسكنون في نور إحسان الله وبركاته. وكلما جال في قلوبهم هذا الخاطر وهم في الحياة الدنيا وتذكروا نعمة الله المخلِّصة لجميع الناس المؤدية إلى طهارة السيرة والحياة الأبدية، سبَّحوا الله مع رسول الأمم قائلين: “يَا لَعُمْقِ غِنَى اللّهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! لِأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ، أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟ لِأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ المَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمين” (رو 11 :33-36).

إلى هنا شرحنا ووصفنا كيف يجب على المسيحي أن يكون إذا أطاع وصايا الإنجيل، غير أن إخواننا المسلمين كثيرًا ما يغمضون عيونهم عن أخلاق المسيحيين الحقيقيين، ويحتجّون علينا بأخلاق من يلاقونهم من كَفرة الإفرنج محاولين أن يقيموا الحجة والبرهان على أن أثمار الديانة المسيحية لا تختلف عن الأديان الأخرى لأن أصحابها أشرار محبون لذواتهم عالميون فجار. ولو أنهم تأملوا بإمعان لتحققوا أنهم مخطئون في تقريرهم، لأن كثيرًا من الإفرنج لم يدّعوا قط أنهم مسيحيون، والقول إن كلمة نصراني وغربي مترادفتان هو خطأ محض. عدا ذلك فإن كثيرين يدَّعون أنهم مسيحيون وهم ليسوا من المسيحية في شيء سوى الاسم والصورة الظاهرة، ولكن ليس الظاهر كالباطن، وإلا لم يكن على الأرض مراؤون ومنافقون!

يُعرف المسيحي الحقيقي بسلوكه وطاعته لناموس المسيح، فإن رأينا أحدًا يدَّعي أنه مسيحي وهو يخالف وصايا المسيح فهو مرائي ومنافق ويحمل وزر نفسه. فإذا دُعي المسلم إلى الجهاد واندفع إلى ميدان القتال يسفك دماء الأعداء إلى أن مات محاطًا بالقتلى فقد برهن للملأ صحة إسلامه (كما جاء في سورة التوبة 9 :111). كما أنه إذا دُعي الطبيب المسيحي المرسل إلى مقاومة الطاعون والكوليرا يكافح ذلك العدو الفتاك معرضًا نفسه لخطر الموت لافتداء بني جنسه من كل دين، فهو يبرهن نسبته إلى الديانة المسيحية. ولكن إذا اقتدى المسلم بالمسيحي بمعالجة المرضى لم يعتبره إخوانه تابعًا لرسول السيف. وإذا اقتدى المسيحي بالمسلم في سفك الدماء لم يعتبره إخوانه تابعا لرسول السلام. فكما أن الشجرة تُعرف من أثمارها يُعرف المسيحي الحقيقي من أعماله، ونقول كما قلنا إن ادّعى أحدٌ أنه مسيحي وتصرف بالخيانة ضد هذا الدين الصالح، لا يحكم عليه أهل دينه فقط بل نفس الذين يدينون بالإسلام، قائلين: ليس هذا بمسيحي حقيقي، وعليه فقد يشهدون ضمنًا بطهارة وقداسة الإيمان المسيحي. قال الرسول يوحنا “مَنْ يَفْعَلُ البِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ – المسيح – بَارٌّ. مَنْ يَفْعَلُ الخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لِأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ البَدْءِ يُخْطِئُ. لِأَجْلِ هذا أُظْهِرَ ا بْنُ اللّهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ” (1يو 3 :7 و8) وعليه فكل احتجاج على المسيحية، بسبب أن بعضًا من المدَّعين بها يسلكون بغير استقامة!

ثم نقول أخيرًا أن ألد أعداء المسيحية يسلّمون أنه يوجد مسيحيون حقيقيون متفرقون في أماكن مختلفة لا ينكر أحد تقواهم وتفانيهم في فعل الخير من رجال ونساء، بعضهم مرسلون وبعضهم صناع وتجار وأصحاب أشغال متنوعة من المهن والحرف الشريفة. وشهدت الأعداء أن لا ديانة أخرى على وجه الأرض تُعد مثل هؤلاء الصالحين. نعم أية ديانة ترسل مرسلين إلى كل أجزاء العالم حتى مجاهل أفريقيا والجزائر البعيدة، منهم المرسلون الأطباء والممرضون لكل أنواع الأمراض؟ أية ديانة تغادر سيداتها الأهل والوطن ويقطعن البحر والبر حتى يخدمن في مستشفيات البرص في بلاد الهند؟ وأية ديانة ضحَّت بالمال والرجال في تحرير العبيد وأعتقتهم من رق العبودية؟

واعلم إن تأثير المسيحية لا يقتصر في تحويل الجفاء والخشونة إلى لطف ومحبة على أمة دون أمة مثل التأثير على الأمم المتمدنة أكثر من الهمجية، كلا! بل تؤثر في الكل على السواء، ففي الهند والصين واليابان ومصر والعجم، وفي أية أمة وبلاد يُكرز بإنجيل المسيح، توجد أمثلة كثيرة لأتقياء المسيحيين رجالًا ونساء، حوَّلهم الإنجيل من قساوة القلب وحياة الإثم والرذيلة إلى مثال التقوى والفضيلة والمحبة، وذلك منذ اعتنقوا المسيحية. وكم منهم احتمل الاضطهاد والتعذيب لأجل خاطر المسيح حتى الموت فأمثال هؤلاء رسائل المسيح الحية المعروفة والمقروءة من جميع الناس (2كو 3 :2 و3).

وهنا نعترف أنه لسوء الحظ يوجد بين طوائف النصارى من يقدمون العبادة لبعض القديسين وللعذراء مريم، ويسجدون للصور والتماثيل، إلا أن هذه العبادة محرَّمة بموجب نصوص كثيرة من أسفار العهدين أي التوراة والإنجيل (خر 20 :3-5 ويو 14 :6 و1تي 2 :5). وكم حذرنا الإنجيل من عبادة الأصنام بما لا يدخل تحت حصر (1كو 5 :10 و11 و6 :9 و10 :7 و14 وغل 5 :20 وأف 5 :5 وكو 3 :5 و1بط 4 :3 ورؤ 9 :20 و21 :8 و22 :15) وقد امتلأت صحائف التوراة من العقوبات التي حاقت بالأمة الإسرائيلية بسبب عبادة الأصنام، وحيث أن الكتاب المقدس ينهى عن هذه العبادة فليس من الصواب أن نتخذها دليلًا للاحتجاج به ضدّ الديانة المسيحية، كما ليس من الصواب أن نتخذ عبادة الأولياء وغيرهم عند بعض المسلمين حجة على الإسلام.

المسيحي الحقيقي هو الذي يقتدي بالمسيح في حياته ويشهد له شهادة ملموسة بارزة من خلال أعماله اليومية، إلا أن الكنيسة المنظورة تشتمل كما قال المسيح على الحنطة والزوان (مت 13 :24-30 و36-43) والعاقل يميز بين الحنطة والزوان، وبين الطيب والخبيث، والعملة المزيفة لا تكون حجة على العملة الحقيقية، والتاجر المدرب يميز هذه من تلك.

How Will you Be Sure of Salvation?-كيف تتأكد من خلاصك؟

كيف تتأكد من خلاصك؟

قاسم إبراهيم – arabicbible.com

يقين كامل عندما ننال الخلاص، علينا أن نتيقن من ذلك وإلا فكيف نكون شهودًا للمسيح. إن تعاليم الكتاب المقدس هي تعاليم إيجابية وقاطعة، وعندما نقرأها ننال اليقين من الروح القدس، ليس الروح القدس روح شك فهو لا يكتب أمورًا مشكوكًا فيها، فوعود الله هي “نعم” و”أمين” وليس “لا” أو “ربما”، يكتب لنا الوحي المبارك هذه القصة التي حدثت منذ حوالي ألفي سنة، عندما حدث زلزال في مدينة اسمها فيلبى إذ تزلزل السجن وتزلزل أيضًا حارسه وصرخ “ماذا أفعل لكي أخلص” ولم يقل الرسول الذي اسمه “بولس” عندئذ: “حسنًا! ماذا تظن؟ أنت هل لديك أفكار معينة؟” بل قال له عبارة محددة وحاسمة: “آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك”(أعمال 16: 31). لذلك فالكتاب المقدس هو رسالة الله، وليس مجرد كتاب يحوى آراء مسيحية، كما أن تعاليمه ليست أفكارًا مقترحة تنال تقديرًا خاصًا من رجال الدين والفلاسفة، بل هي إعلانات سماوية، فالخلاص ليس اختبارًا عفويًا أو تلقائيًا، فعندما نتوب ونؤمن ونأتي إلى الرب يسوع المسيح مخلصنا، يقبلنا ويطهرنا بدمه الثمين، فنختبر قوله: “من يقبل إلى لا أخرجه خارجًا “(يوحنا 6: 37)، “لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك “(لوقا 19: 10).

إن الخلاص هو أمر حتمي وكامل، ومن الغريب أن يظن البعض أن يسوع يجدنا ويقبلنا ولكنه لا يريدنا أن نعرف ذلك…. لكنه في الحقيقة لا يخفي هذا الأمر عنا، وهناك دليل قاطع من كلمة الله المقدسة يقول: “الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أبناء الله”(رومية 8: 16) نعم… “إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع “(رومية 8: 1). يوقّع الله على هذا القرار قائلًا: “ولن أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد”(عبرانيين 10: 1)، “لأن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب” (لوقا 15: 7). فها هو الرب الديان يريدنا بعد أن نتبرر بالنعمة أن نكون متيقنين من خلاصنا. علينا أن نعرف وعد يسوع المسيح في (يوحنا 5: 24) بأننا لا نأتي إلى الدينونة. هذا جزء من اختبار الخلاص إذ أننا حين ننال الخلاص نتخلص من كل خوف وشك. لقد قال الوحي: “من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه… كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية، ولكي تؤمنوا باسم ابن الله”(1يوحنا 5: 10،13). لاحظ هاتين الآيتين تقولان في تأكيد شديد “عنده”, “لتعلموا” لا يقول “سيكون لكم” حياة أبدية بل “لكم” حياة أبدية الآن، فهذه الآية تحتوي على مفاتيح تأكيد الخلاص: الكلمة المكتوبة، الإيمان، المعرفة، الحصول على الاختبار، الحياة الأبدية وثم ابن لله (روحيًا طبعًا)، كما يعطي الله لنا هذه المفاتيح مكتوبة في كلمته، وهذا يعني أنه يجب علينا أن نقرأ الكتاب المقدس.

يتحدث المبدأ الكتابي عن حتمية تأكيد أي شيء على يد شاهدين أو ثلاثة. وتأكيد الخلاص أمر في غاية الأهمية حتى أن الله قد أعطاه قوة تأكيد مضاعفة عن طريق شاهدين إلهيين لا يمكن أن يخطئا هما “كلمة الله” و “روح الله”.

الشاهد الأول: هو كلمة الله

عندما نتحدث عن تأكيد الخلاص يود كثيرون أن تسجل مشاعرهم هذا التأكيد وهذا خطأ شائع تنتج عنه نتائج مدمرة. فالله لم يقل قط أن مشاعرنا هي مفتاح تأكيد خلاصنا، لأن تأكيد الخلاص لا يعتمد على حالتنا النفسية، بل على كلمة الله الأبدية، وبرغم من أن النفس البشرية هي أبدع المخلوقات إلا أن الله خلقنا لتتباين مشاعرنا كلما اختلفت ظروفنا،فأحيانا تكون نفسيتنا مرتفعة أو منخفضة، وأحيانًا نكون فرحين أو حزانى طبقًا لحالتنا الذهنية حتى بعد أن نخلص. إن المخلصين لا يبتسمون طول الوقت ابتسامات مصطنعة، لأنهم قد دخلوا في خطة الله الأصلية لحياتهم ولا حاجة لهم أن يعتمدوا على حالتهم النفسية كمقياس لحصولهم على الخلاص أو عدمه، لأن الخلاص مؤسس على صخرة قوية هي كلمة الله الأبدية، حسب قول يسوع: “السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول”(متى 2: 35). وهذه الصخرة كلمة الله هي المخبأ الذي ينبغي أن نلجأ إليه عندما يهاجمنا الشيطان بالشكوك، فلقد حصلت على الخلاص لأن كلمة الله تقول هذا، ومهما شعرت يجب أن يبقى يقينك ثابتًا، فإذا أردت مزيدًا من الإثباتات أقرأ رسائل يوحنا (العهد الجديد) ففي رسالة واحدة استخدم الرسول كلمة “نعرف” ثلاثين مرة منها:

– بهذا نعرف أننا عرفناه…. – بهذا نعرف أننا فيه…..

– قد عرفتم الذي من البدء…. – نعرف أننا نثبت فيه……

– تعلمون الحق…. ونحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة…

– نعلم أننا نحن من الله…. وهكذا الخ…

وهذا لا يجعل المؤمنين يقولون أنهم يعرفون كل شيء بل يقرون أنهم لا يعتمدون على مهارتهم ولا على قدراتهم للوصول إلى العالم الروحي، ولكي تتأكد من أمر واحد فإنك لا تحتاج أن تتأكد من كل شيء، ولكن عليك أن تثق فقط في الله الذي هو “أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم”(1يوحنا 1: 9) فالذي وعد هو أمين، فإننا نعلم من نحن…. فنحن أولًاد لله “روحيًا. قال يسوع: “الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت لي الحياة” (يوحنا 5: 24) نعم يا لقوة تلك الكلمات! فهي تقول إن كنت قد تبت وقبلت يسوع كمخلص شخصي لك فإن لك بالفعل حياة أبدية وقد انتقلت من الموت إلى الحياة… مجدًا للرب.

إن البشارة هي كلمة الصليب، وخلاصنا ليس مجرد نظرية، وهو غير مؤسس فقط على العواطف لكنه مؤسس على حقيقة أن المسيح مات لأجل خطايانا حسب الكتب (1كو 15: 3). فإذا كنت ترغب في الحصول على التأكيد والضمان بأن السماء ترحب بك والله راض عنك اليوم ويقف إلى جوارك، دعني أشرح لك كيف يحدث ذلك:

أولًا: نستمع إلى البشارة السارة….. المسيح مات عن خطايانا.

ثانيًا: عندما نتوب ونؤمن بكلمة الله نستطيع بقوة الله أن نحصل على ما قدمه المسيح بموته الكفاري عنا ونختبر ذلك الأمر قلبيًا.

ثالثًا: يحدث أمر رائع، فإن كلمة الله تحيي أرواحنا المائتة ونصبح أحياء وأطهارًا وكاملين في نظر الله لأن الروح القدس ينقل إلى حياتنا ما قد فعله المسيح لأجلنا على الصليب.

كيف تهزم الشك؟

إن مشاعر بولس الرسول في مدينة كورنثوس كانت ضعيفة ومتعثرة بل أنه كان خائفًا على حياته الفانية. لكنه كان يعلم بالرغم من هذا كله أن الله معه، لقد مرت عليه أوقات اختبر فيها الضعف الإنساني، بل أنه كان يشعر بالفشل في الحياة أحيانًا. إنما كل ذلك لم يؤثر على يقينه في الرجاء، هل تعلم أن الشيطان يستطيع أن يخدعك بمشاعر كاذبة؟ فهو إن فشل في التشويش عليك بالكلام الكاذب يتحول ليصيب مشاعرك بالاكتئاب. لذلك يحذرنا الكتاب المقدس من أن الشيطان هو أبو الكذاب، وهو سيد هذه الألاعيب، فالبعض يشعرون اليوم بأنهم مخلّصون، ولكنهم في اليوم التالي لا يشعرون بذلك. بينما يبدو أن خلاصهم قد عاد في اليوم الذي يليه، وما إلى ذلك من المشاعر المتقلبة فإن كنت لا تصدق كلام الشيطان الكاذب، فلا تصدق المشاعر الكاذبة التي يقدمها إليك. فماذا يجب أن تفعل؟

الإجابة: أن تذهب إلى كلمة الله، فالكتاب المقدس هو شهادة ميلادك الروحية، حيث تستمد منه القوة والإرشاد فتهاجم مكايد إبليس، وتذكر دائمًا كلام الله عندما يقول لك… أنك ابنه، وأنّ لك حياة أبدية، وكلام الله لا يخطئ أبدًا. ضع إيمانك فيه ولن تشعر بالضياع إطلاقًا. ولكن قل لإبليس… لقد انتقلت من الموت إلى الحياة… يوحنا 5: 24. إن كلمة الله تُسكِت المشتكي وتهزم الشك، والكلمة المقدسة هي المرساة الثابتة التي أعطاها لنا الله للتمسك بها، وسوف يحمينا في الحياة والموت. لذلك ثق فيما قاله الله في كلمته المقدسة لأنه “بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه، لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن….”(عبرانيين 11: 6).

الشاهد الثاني هو روح الله:

بعد أن أضع ثقتي في كلمة الله التي تعطيني يقينًا في خلاصي بواسطة يسوع المسيح يسكن فيّ الروح القدس ويصير فعالًا: “الروح نفسه يشهد أيضًا لأرواحنا أننا أولًاد الله” (رومية 8: 16). ويفرق الكتاب المقدس بين “روح الله” و “الروح الإنسانية”. فروح الله يشهد لأرواحنا الإنسانية أننا أولاد الله. وعندما نقبل الطبيعة الإلهية تؤكد قلوبنا وأرواحنا الجديدة لنا أن الله هو أبونا، وفى الحال تنشأ بيننا وبينه صلة ونصرخ له قائلين “يا أبا الآب” (غلاطية 4: 6).

وهذا الحق يثبت الأمر تمامًا بصورة مجيدة، لأنه حتى مشاعرنا ستتوافق مع شهادة الروح القدس فينا ومع الإيمان الذي هو الثقة في كلمة الله التي بدونها لن نستطيع أصلًا أن نتأكد من خلاصنا. فأنا أقرأ في الكتاب المقدس أن الله يدعوني ابنًا، لذلك أتستطيع أن أتأكد من أن الله هو أبي وأن كل المؤمنين هم أخوتي، وهذا يجمع أسرة الله معًا بدون تفرقة أو تمييز عنصري أو تمييز في الحكمة أو السن أو في التعليم على الأرض أو السماء، نعم مجدًا للرب….. وإذا حاول أناس آخرون أن يلفتوا الأنظار إلى معرفتهم بوضع المشاكل في طريق غيرهم، مفترضين أنهم بذلك يستعرضون “أمانتهم العقلية” فإن يسوع يقول ببساطة أنكم “تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله” (متى 22: 29) فالمنطق لا يستطيع أن يشمل بعد الخلاص الأبدي النابع من عقل الله وقلبه، كما لا تستطيع أنت أن تضع الله في أنبوبة اختبار.

رسالة هامة في الثالوث الأقدس إليك:

في اللحظة التي قبلت فيها الرب يسوع كمخلص شخصي لك، يبدأ الروح القدس فورًا في العمل بداخلك قائلًا لك: الآن قد قبلت المسيح مخلصًا، عليك أن تتأكد أن خطاياك قد غفرت وتم محوها من أمامي (كولوسي 2: 14). بل أكثر من ذلك، فإن اسمك قد كتب في سفر الحياة (لوقا 10: 20)

ويطلب منك أن تظل أمينًا إلى الموت (رؤيا 2: 10)، لأن في انتظارك تاجًا وميراثًا لا يتدنس في السماء (1بطرس 1: 3-5). وأخيرًا تقوّى في الرب وفى شدة قوته (أفسس 6: 10).

فالخلاص هو أعظم أعمال الروح القدس، ونتائجه عظيمة فهو لا يصلح سلوكنا فقط ولا يريدنا أن نصير مجرد متدينين ولكنه يغيرنا تمامًا. إن كنت حقًا قد أصبحت ابنًا لله، فإنك ستعرف ذلك بكل تأكيد، والآن قد نفشل في بعض الأحيان. لكن الخلاص يستمر في عمله فيما لنتغلب على ضعفاتنا، لكن لابد أن تكون رغبتنا لإرضاء الله على الأقل حقيقة وحتى يأتي اليوم الذي نرى فيه وجه المسيح الرائع.

وحتى ذلك اليوم عليك مهما حدث أن تردد مع الرسول بولس: “لأني عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي (أي حياتي) إلى ذلك اليوم”. (2تيموثاس 1: 12)

How to Pray-كيف ولمن تصلي

 كيف ولمن تصلي

Alnour.com

لقد وضع الله في قلب كل إنسان الحاجة الماسة للعبادة وللصلاة وللتعبد ووضع الأبدية في قلوب الجميع، ولكن كل فرد في هذه الدنيا يصلي بطريقة ويعبد بطريقة منهم من يذهب أمام معبد بوذا لكي يسجد ويطلب من حجر لا يتكلم ولا يسمع والآخر يطّهر جسده بالماء ومن ثم يذهب للسجود ويكرر سجودًا وكلامًا يخرج من اللسان فقط دون جدوى فلا من يسمع ولا من يستجيب.

وهناك أشخاص يعبدون النجوم والشمس وغيرها وأما الله الحقيقي فيطلب من الإنسان أن يعبده من القلب فداخل الإنسان يعبّر عن خارجه “يا ابني أعطني قلبك” … فإذا كنت تريد أن تقترب من الله وتتعبد له عليك أن تأتي بقلب منكسر وطائع وعالم من الذي تعبد، فالعبادة الحقيقة كما قال المسيح نفسه “… أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته” (يوحنا 3:17)، فالسجود الحقيقي هو من الأعماق وللإله الجالس على العرش الذي يسمع ويستجيب وهذا الإله هو “الآب والابن والروح القدس” الإله الواحد، فلا تضيّع الوقت والفرصة يا صديقي العزيز وجّه الأنظار مباشرة إلى المسيح وأطلب منه أن يعطيك قلبا نقيا طاهرا، وعندها ستعرف معنى العبادة الحقيقية والرائعة حيث سيكون سجودك مملوء بالمحبة الصادقة والطاعة الكاملة، فهذا السجود سيكون له طابعا روحيا مميزا.

دانيال النبي كان عالما تماما كيف يصلي ويعبد فسجوده كان للإله الحي الذي اختبره يوميا في حياته ولمس تعاملاته حيث جعله واقفًا وراسخًا بين كثيرين من الأعداء. وأيضا النبي داود حيث جاء تائبا ومنسحقا أمام الله الحي قائلا له “ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك امح معاصيّ” (مزمور 1:51)، وأيضا ارميا النبي عندما بكى على مدينته الخاطئة شكر الله الحي من كل قلبه “أردد هذا في قلبي. من أجل ذلك أرجو. أنه من إحسانات الرب أننا لم نفن. لأن مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح” (مراثي أرميا 21:3) وهناك الكثير من رجالات الله الذين قدموا العبادة من قلوبهم فكانوا يسجدون بانسحاق حقيقي ورائع.

لهذا يا صديقي القارئ أشجعك أن تعبد الله الحقيقي وتأتي للمسيح بقلب تائب لكي تتعلم كيف تصلي وكيف تعبد بعد أن يعطيك الله الغفران والخلاص، فلا تضّيع الفرصة تعال حالا!!!

Existence of God-وجود الله

وجود الله

ناشد حنا – arabicbible.com

لا يمكن إلا أن يكون الله موجودًا. هو واجب الوجود. وإلا فمن خلق هذا العالم بنواميسه الدقيقة؟ ومن خلقني أنا؟ ولمن أنا مدين بوجودي وكياني؟ إن الدليل على وجود الله موجود في كيان الإنسان الكافر الذي يرفع عقيرته منكرًا وجوده، إذ في داخله الضمير الذي هو صوت الله، وصوت الأبدية أيضًا في قلبه كما هو مكتوب “صَنَعَ (الله) الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ وَأيضًا جَعَلَ الأبديةَ فِي قَلْبِهِمِ” (جامعة 3: 11). وفي داخل الإنسان روح عاقلة ليست موجودة في الحيوانات، مصدرها الله ذاته كما هو مكتوب “وَلَكِنَّ فِي النَّاسِ رُوحًا وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ” (أيوب 32: 8). وبسبب نسمة القدير في الإنسان لا يشبعه العالم المادي كله، ولا يمكن أن يستريح قلبه أو يشبع إلا بالله. والغريزة الدينية قد وضعها الله في الإنسان دون سائر المخلوقات غريزة الرغبة في التعبد وغريزة الشعور بالضعف، وبالحاجة إلى الاعتماد على قوة أعلى منه، خصوصًا أمام الأهوال، وأمام المجهول، وأمام الموت حيث يحس الإنسان بحقارته، فإذا تعرض للغرق أو للحريق مثلا يصرخ لا شعوريًا “الله “مستنجدًا بمن هو أعلى وأقوى منه.

الفخاري يصنع الإناء الجميل الذي يتحدث عن دقة وبراعة صانعه، ولكن لا علاقة بين الإناء وبين صانعه. لكن الله صنعنا وهو دائم الاتصال بنا “إِذْ هُوَ يُعْطِي “الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ. وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ الأرض وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا. لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَد”. (أعمال 17: 25- 28).

ومن محبته للبشر أعلن ذاته لهم في كتابه، وكلمهم “كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ” (عبرانيين 1: 1).

لا يوجد إنسان عاقل ينكر وجود الله ولكـن “قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: لَيْسَ إِلَهٌ” (مزمور 14: 10). أي أنه يحاول أن يغالط نفسه ويسكت صوت عقله. ويوجد سبب لهذا، يذكره الكتاب المقدس بعد هذه العبارة “فسدوا ورجسوا بأفعالهم”. فالعلة ليست في عقله لكن في قلبه الذي يحب الفساد والرجس وصوت الضمير في داخله يقول أنّ الله ديان لهذا الفساد. وكما تخفي النعامة رأسها في الرمال لكي تبعد عن عينيها منظر الصياد، هكذا الجاهل يرى أن خير مهرب من الدينونة هو أن يقنع نفسه أنه “ليس إله”.

ويشهد الكتاب المقدس أن الوثنيين لم يجهلوا وجود الله “إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أمورهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإنسان الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ. لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أيضًا فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إلى النَّجَاسَة”(رومية 1: 19-24). فهم عرفوا الله ولكنهم لم يمجّدوه والسبب في ذلك هو شهوات قلوبهم ونجاستهم. وقد قال أيوب عن مثل هؤلاء “فَيَقُولُونَ لِلَّهِ: ابْعُدْ عَنَّا. وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرّ”(أيوب 21: 14). فهم لا ينكرونه ولكن يبعدونه عن أنفسهم. أو يريدون أن يقطعوا قيوده ويطرحوا عنهـم ربطه (مزمور 2: 3).

فالعقل السليم يستطيع أن يعرف وجود الله ولكنه يعجز عن معرفة ذاته وحقيقة كيانه وجوهره لأن العقل محدود، والله عظيم وغير محدود كما جاء “أَإلى عُمْقِ اللهِ تَتَّصِلُ أَمْ إلى نِهَايَةِ الْقَدِيرِ تَنْتَهِي؟ هُوَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ فَمَاذَا عَسَاكَ أَنْ تَفْعَلَ؟ أَعْمَقُ مِنَ الْهَاوِيَةِ فَمَاذَا تَدْرِي” (أيوب 11: 7-8). وأيضًا “عِنْدَ اللهِ جَلاَلٌ مُرْهِبٌ. الْقَدِيرُ لاَ نُدْرِكُهُ” (أيوب 37: 22-23). من هنا لزم الإعلان الإلهي. لأنه لو لم يعلن الله ذاته لنا ما كنا لنعرفه.

وقد سئل أحد علماء الصوفية “ما الدليل على الله”؟ فقال “الله”. ولما سئل “فما العقل”؟ قال “العقل عاجز. والعاجز لا يدل إلا على عاجز مثله”. وقال ابن عطا: “العقل آلة للعبودية (أي للتعبد) وليس للإشراف على الربوبية”. وهذا صحيح تماما ً، لأننا نعبد الله بالروح وبالعقل “عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ”(رومية 12: 1). ولكننا نعرفه بموجب الإعلان الإلهي، ونؤمن به بالقلب: “إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ”(رومية 10: 9). أما العقل فينحني خاشعًا للإعلان الإلهي ولا يستطيع أن يعترض عليه لأنه ليس ضد العقل بل هو أكبر منه ويسمو فوقه.

ولنأخذ مثلًا بسيطًا على عجز العقل المحدود عن إدراك الله غير المحدود. هل يستطيع العقل أن يدرك “الأزل”؟ ليرجع العقل إلى ملايين الملايين من السنين هل يكون قد وصل إلى شيء من أبعاد الأزل؟ كلا. لأن الأزل لا أبعاد له. وإذا ذهب الخيال إلى ملايين من السنين قبل التي وصل إليها أولًا، هل يكون قد وصل إلى شيء؟ كلا… وهكذا “الأبد”. وما أصدق ما قاله اليهود “هُوَذَا اللهُ عَظِيمٌ وَلاَ نَعْرِفُهُ وَعَدَدُ سِنِيهِ لاَ يُفْحَصُ”(أيوب 36: 26). لقد أعطانا الله العقل لنفهم به خليقة الله ولنعبد به الخالق بخشوع، ولكن إذا تطاولت عقولنا محاولة فحص الذات الإلهية فإننا نخسرها ونخسر أنفسنا.

إن الله هو خالقنا العظيم الذي أعطانا هذا الكيان الثلاثي العجيب المركب من الروح والنفس والجسد هذا الكيان الذي لم نستطع للآن أن نحيط بكل أسراره ودقائقه، فمنذ القديم قد تفرغ بعض العلماء لدراسة الطب ووظائف أجهزة الجسم، وتفرغ آخرون لدراسة علم النفس، وآخرون لدراسة الروحيات وسر الحياة وما بعد المـوت، وللآن كل هذه الدراسات مستمرة ومتجددة، وتكتشف الجديد دائمًا ولكنها تعترف كلها أنها لم تصل.

والله هو أيضًا خالق السماوات والأرض وكل ما فيها، وواضع قوانينها وأسرارها وحافظ كيانها بكلمة قدرته. ومنذ القديم يوجد علماء تفرغوا لدراسة علم الفلك والكواكب والفضاء وآخرون لدراسة الجيولوجيا، وآخرون للطبيعة والكيمياء، وآخرون للهندسة والرياضيات، وآخرون للنبات والحيوان، وغير هذه من العلوم بشتى فروعها. ومنهم من كرس حياته كلها لدراسة علم الحشرات، وعلم الطفيليات، والمخلوقات الدقيقة التي لا ترى إلا بالمجهر الالكتروني، وجميعهم مع ما يصلون إليه من جديد يعترفون بأنهم لا يزالون على هامش المعرفة وعلى شاطئ محيط العلم (*).

فكم هو عظيم ذلك الخالق غير المحدود الذي يملأ السماوات والأرض ولا تسعه سماء السماوات، الأزلي الذي لا بداءة له والأبدي الذي لا نهاية له، غير المحدود في قدرته وسلطانه وفي علمه وحكمته، وفي كل شيء. أجل هو أعظم من أن يحيط به عقل الإنسان المخلوق المحدود.

ولقد أوجد الله في البشر غريزة دينية فأخذوا يتلمّسون الله لعلهم يجدونه ولكنهم لم يجدوه لأن الشيطان أعمى أذهانَهم والخطية أظلمت قلوبَهم كما سلف القول.

وهكذا جميع البشر بما فيهم الفلاسفة صنعوا لأنفسهم آلهة بحسب تصور عقولهم، أوثانًا أودعوا فيها صورة ما يظنون وما يتمنون أن يكون إلههم (أنظر رومية الإصحاح الأول). وهكذا جميع البشر بما فيهم الفلاسفة صنعوا لأنفسهم آلهة بحسب تصور عقولهم، أوثانًا أودعوا فيها صورة ما يظنون وما يتمنون أن يكون إلههم (أنظر رومية الإصحاح الأول). ويبين الوحي الإلهي جهلهم بقوله عن الذي يصنع الوثن “نَجَّرَ خَشَبًا. مَدَّ الْخَيْطَ. بِالْمِخْرَزِ يُعَلِّمُهُ يَصْنَعُهُ بِالأَزَامِيلِ وَبِالدَّوَّارَةِ يَرْسِمُهُ. فَيَصْنَعُهُ كَشَبَهِ رَجُلٍ كَجَمَالِ إنسان لِيَسْكُنَ فِي الْبَيْتِ! قَطَعَ لِنَفْسِهِ أَرْزًا وَأَخَذَ سِنْدِيَانًا وَبَلُّوطًا وَاخْتَارَ لِنَفْسِهِ مِنْ أَشْجَارِ الْوَعْرِ. غَرَسَ سَنُوبَرًا وَالْمَطَرُ يُنْمِيهِ. فَيَصِيرُ لِلنَّاسِ لِلإِيقَادِ. وَيَأْخُذُ مِنْهُ وَيَتَدَفَّأُ. يُشْعِلُ أيضًا وَيَخْبِزُ خُبْزًا ثُمَّ يَصْنَعُ إِلَهًا فَيَسْجُدُ! قَدْ صَنَعَهُ صَنَمًا وَخَرَّ لَهُ. نِصْفُهُ أَحْرَقَهُ بِالنَّارِ. عَلَى نِصْفِهِ يَأْكُلُ لَحْمًا. يَشْوِي مَشْوِيًّا وَيَشْبَعُ! يَتَدَفَّأُ أيضًا وَيَقُولُ: بَخْ! قَدْ تَدَفَّأْتُ. رَأَيْتُ نَارًا. وَبَقِيَّتُهُ قَدْ صَنَعَهَا إِلَهًا صَنَمًا لِنَفْسِهِ! يَخُرُّ لَهُ وَيَسْجُدُ وَيُصَلِّي إِلَيْهِ وَيَقُولُ: نَجِّنِي لأَنَّكَ أَنْتَ إلهي”(أشعيا 44: 13-17).

أما الفلاسفة الذين لم يصنعوا لأنفسهم أوثانًا ليسجدوا لها إشباعًا لغريزتهم الدينية فتساموا عن الأصنام المادية ورسموا في خيالهم كائنًا روحيًا عظيمًا جدًا يجلس على عرش كبير ونسبوا إليه الوحدانية المطلقة. وهذه الوحدانية تتطلـب أنه لا يتميز بمميزات، وليس بينه وبين ذاته نسب أو علاقات، وليس له ماهيـة أو كيـان أو صفة من الصفات. ورغبة في تعظيمه بحسب فكرهم والمحافظة على وحدانيته نزّهوه عن كل شيء في الوجود حتى عن العلم والبصر والسمع. ولكن إلها مثل هذا يكون وهمًا لا حقيقة ويكون هو والعدم سواء، وذلك كالنقطة الهندسية الفرضية التي لا وجود لها. وإله خيالي مثل هذا لا يتصل بمخلوقاته ولا يراهم أو يسمعهم، هو والوثن سواء.

ولكن شكرًا لله لأنه يوجد فلاسفة آخرون كثيرون رأوا أن تنزيه الله عن كل شيء حتى عن أن يعقل ذاته، لا يعظّم الله بل بالعكس يجرده من الكمال اللائق به، ولذلك وصلوا إلى أن وحدانية الله هي وحدانية جامعة، وإن كانوا قد تحيروا في إدراكها، كما سنرى عند اقتباس أقوالهم. وهذه الحيرة طبيعية لأن الله فوق العقل المحدود كما أسلفنا القول. ولكننا إذا رمنا الحقيقة التي تستريح إليها نفوسنا وتطمئن بها قلوبنا، فلا يمكن أن نستمدها إلا من الله نفسه إذا كان قد شاء أن يعلن ذاته لنا، لأننا نحن لا نستطيع أن نصل إليه، أما هو فيستطيع أن يصل إلينا إذا شاء. وتبارك اسمه وتعالى لأنه شاء أن يعلن لنا ذاته وصفاته في الكتاب المقدس الذي أوحى به إلينا.

——————

(*) من بين هؤلاء العلماء في كل فروع العلم مؤمنون مسيحيون شهدوا أنهم أدركوا عظمة الخالق في ما اكتشفوه من أسرار دقيقة في دراساتهم وسطروا شهاداتهم في كتاب نقله إلى العربية أحد الأدباء.ويختم هذا الكتاب بهذه الترنيمة الحلوة:

يـا سيـدي لمـا أرى نجـومك               وكل مـا يدور في الأفـلاك

اسمـع صوت الرعد في غيومـك          وكلـها قد صـنعت يـداك

نفســي تغنـي يـا مخلصـي                 ما أعـظمـك ما أعظـمك

نفســي تغنـي يـا مخلصـي                 ما أعـظمـك ما أعظـمك

Jesus Christ is the Son of God-يسوع المسيح هو ابن الله

يسوع المسيح هو ابن الله

Alnour.com

يؤمن المسيحيّون في العالم أجمع أنَّ يسوع هو المسيح ابن الله. وهذه الحقيقة المجيدة يعلنها الكتاب المقدّس بقوّة ووضوح في كلٍّ من العهدين القديم والجديد. كذلك فإنَّ الإنسان المسيحي يعرف هذه الحقيقة بناءً على اختباره الشّخصي وحياته اليوميّة الّتي يعيشها بالرّوح مع ربّه الّذي يحبّه وقد فداه بدمه الطّاهر والثّمين على الصّليب.

الإيمان بأن يسوع المسيح هو ابن الله الذي نزل من السَّماء من أجل فداء البشرية بموته الكفاري على الصليب، يعتبر جوهر وأساس العقيدة المسيحية، ولأن لسان حال مسيحي يقول: ‘مَعَ المسيحِ صلبتُ، فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ. فما أحياه الآن في الجسَدِ فإنما أحياه في الإيمان، إيمانِ ابنِ اللهِ، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي’ (غلاطية 20:2)، بل أنَّ وحي الله وإعلاناته في الكتاب المقدس حول تفاصيل حياة المسيح ومعجزاته وتعاليمه ‘فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيحُ ابنُ اللهِ، ولكي تكونَ لكم إذا آمنتُم حياةٌ باسمِهِ’ (يوحنا 31:20).

أي أن اعتراف الإنسان بأن يسوع هو المسيح ابن الله هو أساس الغلبة على الشَّر في حياة المؤمن وبالتالي الحياة الأبدية، كما نقرأ في رسالة يوحنا الأولى 5:5 ‘من هو الذي يغلبُ العالم، إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله’، وفي الآية 13 ‘كتبت هذا إليكم أنت المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أنَّ لكم حياةً أبديّة ولكي تؤمنوا باسم ابن الله’.

فالله يريد من النّاس أن يؤمنوا باسم ابنه الوحيد يسوع المسيح ‘وهذه هي وصيّته: أن نؤمن باسم ابنه يسوعَ المسيحِ’ (يوحنا الأولى 23:3) حيث أن ‘من له الابن فَلَهُ الحياةُ، ومن ليس له ابن اللهِ فليست له الحياةُ’ (يوحنا الأولى 12:5)، وهكذا فإنَّ الّذي يرفض إعلان السّماء، وينكر حقيقة كون يسوع ابن الله لا ينال الحياة، بل يمكث عليه غضب الله، لذلك على الإنسان المسيحي الّذي يحب الله والنّاس، أن يمارس هذه المحبّة بتبشير النّاس أنَّ يسوع هو المسيح ابن الله مخلّص العالم الوحيد.

ما هو المعنى المقصود من عبارة يسوع هو ابن الله

يحدث أحيانًا كثيرة أن يردّد إنسانٌ اسمًا أو عبارة أو حقيقةً دون أن يدرك حقيقة ومعنى ما يقوله، وفي هذه الحالة لن يستطيع هذا الإنسان أن يوصّل الفكرة الّتي لديه إلى الآخرين، وينطبق هذا في حديثنا عن يسوع ابن الله، إذ إنَّ على المؤمن أن يكون مدركًا لعمق وغنى هذه الحقيقة المجيدة المتعلِّقة بشخص الرب يسوع، وبالتّالي يستطيع أن يوصلها إلى الآخرين بطريقة حيّة ومؤثّرة تجعل الفكرة مقبولة عند الآخرين، دون أن تعثرهم أو تبعدهم أو أن تؤدّي بهم إلى رفض الاستماع إلينا.

وردت كلمة ‘ابن’ و ‘أبناء’ في الكتاب المقدّس بمعانٍ واستخدامات كثيرة جدًا لتدل على علاقة أو رابطة أو حالة أو أصل أو ظرف أو غيرها من المعاني المجازيّة والرّمزيّة والمعنويّة، دون أن تشير بأي شكل من الأشكال إلى التناسل الجسدي، ومن الأمثلة على ذلك:

أ. في العهد القديم: استخدمت ابن لتدل على مُواطن شرف بالتّبني، وعلى عضو في جماعة أو قبيلة وعلى الانتماء إلى بلد أو مكان أو شعب معيّن. أيضًا استخدمت كلمة ابن لتشير إلى أبناء المهنة الواحدة أو زمن أو عصر معين، وإلى المساواة في المصير والحقوق، واستخدمت الكلمة أيضًا لتدل على مكانة شخص أو جماعة في علاقته أو علاقتهم مع الله والنّاس:

تكوين 32:5 ‘وكان نوح ابنَ خمسَ مائة سنة’ وتعني أن عمره كان خمس مائة سنة.

تكوين 3:15 ‘وهوذا ابن بيتي وارثًا لي’ وتعني الخادم الذي كان في بيت إبراهيم.

قضاة 22:19 ‘بني بليّعال’ وتعني النّاس الأشرار.

صموئيل الأول 31:20 ‘ابن الموت’ وتعني الشخص الذي يستحق الموت أو الذي يجب قتله.

ملوك الأول 35:20 ‘بني الأنبياء’ وتعني أحد الأنبياء أو من جماعة الأنبياء.

أشعياء 10:60 ‘بنو الغريب’ وتعني الغرباء، وتشير هنا إلى قومٍ لا يعرفون الله.

يوئيل 6:3 ‘بني يهوذا’ وتعني سكان يهوذا.

‘بني أورشليم’ وتعني أهل القدس أو مواطنيها.

‘بني الياوانيّين’ وتعني اليونانيّون الغرباء عن أرض فلسطين.

زكريّا 14:4 ‘ابنا الزّيت’ وتعني الممسوحان لخدمة الله.

 

ب. في العهد الجديد: استخدمت كلمة ابن مثل استخداماتها في العهد القديم، وبشكل خاص لتدل على المؤمن أو المؤمنين:

 

متى 15:9 ‘بنو العُرس’ وتعني ضيوف العريس.

متى 27:12 ‘أبناؤكم’ وتعني شعبكم.

لوقا 6:10 ‘ابنُ السَّلام’ وتعني إنسانُ السلام، أي رجل مسالم.

لوقا 8:16 ‘أبناء هذا الدّهر’ أي النّاس الخطاة في هذا العالم. ‘أبناء النّور’ أي المؤمنون بالرّب.

يوحنّا 12:17 ‘ابنُ الهلاك’ وتعني الشخص الذي يستحق دينونة الله.

أعمال 26:13 ‘بني جنس إبراهيم’ وتعني من نسل إبراهيم.

غلاطية 7:3 ‘بنو إبراهيم’ وتشير إلى الأشخاص الذين أصبحوا من نسل إبراهيم بسبب إيمانهم.

أفسس 2:2 ‘أبناء المعصية’ وتعني جماعة الخطاة الذين لا يطيعون الله.

تدل استخدامات كلمة ‘ابن’ في الآيات السابقة، وفي آيات أخرى كثيرة في الكتاب المقدّس على معانٍ رمزيّة ومجازيّة ومعنويّة وروحيّة، وهذه الحقيقة يجب أن تساعدنا في فهم عبارة ‘يسوع ابن الله’، إذ أن الحديث هنا لا يعني قطعيًّا أن الله اتخذ زوجة وأنجب منها يسوع، فهذا كلام باطل وتجديف على الله، حيث أن الكلمة تشير إلى العلاقة الوجدانيّة الحميمة بين الآب السَّماوي والرّب يسوع المسيح، وإلى المكانة الرّوحيّة المميزة والفريدة والمجيدة التي يمثلها ويجسدها المسيح باعتباره الله الآتي إلى العالم بصورة إنسان كامل ليقدّم للنّاس تعاليم السّماء، وليتمم الناموس، ويكمّل الخلاص بموته الكفّاري حبًّا وطوعًا على الصليب من أجل خطايا العالم أجمع.

نلاحظ عند دراستنا للإنجيل المقدّس، أن الرّب يسوع لم يتحدث عن نفسه بصفة ‘ابن الله’ إلا في حالات قليلة جدًّا، وسبب ذلك هو معرفته الأكيدة أن اسم ‘ابن الله’ يدل على أزليته ومساواته الكاملة في الجوهر مع الآب السَّماوي، وبالتّالي لو أن الرّب يسوع استخدم اسم ‘ابن الله’ في أحاديثه وتعاليمه وعلاقته مع النّاس، لرفضوا أن يسمعوه منذ البداية، وبالتالي لما استطاع أن يصل إليهم ويعلمهم ويشفي مرضاهم. وهكذا ترك الرّب يسوع الفرصة أمام النّاس ليكتشفوا حقيقة كونه ابن الله من خلال سماعهم لأقواله ومشاهدتهم لأعماله ومعجزاته الباهرة، مما دفعهم إلى الاعتراف قائلين له “أنت هو المسيح ابن الله الحي” (أنظر متّى 17:16؛ ومتّى 54:27؛ ويوحنا 34:1 و49…الخ). واعترافهم هذا كان بوحي الله الّذي أعطاهم البصيرة ليدركوا حقيقة شخص الرّب يسوع المسيح.

كان اليهود في أيّام المسيح يعرفون معنى اسم “ابن الله”، وذلك من خلال دراستهم لكلمة الله في العهد القديم، ولذلك غضبوا وثاروا وناصبوا المسيح العداء، حيث اعتبروه مجدّفًا عندما قال لهم أنَّه المسيح ابن الله. نقرأ في يوحنا 17:5-18 “فأجابهم يسوع: “أبي يعملُ حتى الآن وأنا أعملُ”. فَمنْ أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثرَ أن يقتلوهُ، لأنَّهُ لم ينقُضِ السَّبتَ فقط، بل قال أيضًا إنَّ اللهَ أبوهُ، معادلًا نفسَهُ باللهِ”. وفي يوحنا 36:10 “فَالَّذي قدَّسَهُ الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له: إنَّكَ تجدِّف، لأني قلتُ إني ابن اللهِ” (انظر أيضًا لوقا 18:4-29).

Praying in the Holy Spirit-الصلاة في الروح القدس

 الصلاة في الروح القدس

يوسف رياض – taam.net

وأما أنتم أيها الأحبّاء، فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، مُصلين في الروح القدس (يهوذا 20).

تُرى، ماذا يقصد الوحي بهذا التعبير: «مُصلين في الروح القدس»؟ (يهوذا 20؛ أف6: 18).

بدايةً نقول: إنه لا يمكن أن يصلّي شخصٌ في الروح، ما لم يكن هو نفسه “في الروح.” ولن يكون الشخص في الروح، إن لم يكن الروح القدس ساكنًا فيه “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ” (رومية 8: 9). وعليه، فإن المؤمن الحقيقي، والذي بإيمانه سكن الروح القدس في قلبه “الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ.” (أفسس 1: 13) هو فقط الذي يمكنه أن يصلي في الروح، أما الإنسان الطبيعي الذي يُكثر أحيانًا من الصلوات (إشعياء 1: 15)، فيستحيل عليه أن يصلي في الروح القدس. لكن السؤال المهم: هل كل صلوات المؤمنين، هي صلوات في الروح القدس؟

إن الصلاة في الروح معناها أن ينشئ الروح القدس فينا الرغبات المقدسة لِما نطلبه، وأن يعطينا القوة للطلب. وهذه تستلزم من المؤمن أن يجتهد باتضاع ليعرف مشيئة الله، حتى لا تكون طلباته مُغايرة لفكر الرب. ومن أين يمكننا أن نتعلم مشيئة الله؟ من أي مصدر يمكننا معرفة تلك المشيئة، إلا من المكتوب؟ ومن هنا يتضح الارتباط الوثيق بين دراسة كلمة الله والصلاة في الروح القدس، وهو ما أوضحه الوحي في الآية التي ذكرناها عن الصلاة في الروح القدس (يهوذا 20) وأيضًا في (أفسس 6: 18). ففي هذين الفصلين وردت الإشارة إلى الصلاة في الروح القدس مباشرة، بعد الحديث عن دور الكتاب المقدس في حياة المؤمن. فالرسول بولس في (أفسس 6) بعد أن أشار إلى «سيف الروح الذي هو كلمة الله»، ذكر بعدها مباشرة “الصلاة في الروح.” ويهوذا بعد أن أشار إلى بُنيان أنفسنا على إيماننا الأقدس (الذي نجده في الكتاب المقدس)، أشار أيضًا بعدها مباشرة إلى الصلاة في الروح. وهذا معناه أنه يستحيل أن يصلي أحد في الروح القدس، في الوقت الذي فيه يهمل قراءة الكتاب المقدس ودراسته، ذلك الكتاب الذي أعطاه الله لنا لكي يُنيرنا ويهدي طريقنا.

إن الصلاة في الروح القدس هي أبعد ما تكون عن ترديدنا لصلوات بعينها، سواء كان ترديدنا لهذه الصلوات فرضًا علينا نتيجة لسوء التعليم، أو اختياريًا من جانبنا، نتيجة لسوء العادة. إننا قد نردد طوال عمرنا صلوات، ولا نكون قد صلينا في الروح القدس، ولا مرة واحدة كل أيام حياتنا.

How to Get Happiness-كيف تحقق السعادة؟

كيف تحقق السعادة؟

call-of-hope.com

لا شك في أنَّ الإنسان منذ وجوده على الأرض وحتى اليوم وهو يبحث عن السعادة. والسعادة لا تأتي إلا إذا توصَّل الإنسان لأفضل طريقة يعيش بها حياته، أو الطريقة المثلى التي يستخدم بها ما بين يديه من وقت ومال. ولقد رسم الله طريقًا للإنسان – إذا اتبعه – جعل حياته أكثر سعادة وبهجة. فالذي يعتقد أنّ طريق الله هو طريق الحزن والألم والهروب من الحياة وعدم مواجهتها، فقد فهم الله بطريقة خاطئة. إنَّ الله يعلِّم الإنسان كيف يضع الشيء الصحيح في مكانه الصحيح، وكيف يتعامل مع المعطيات الحياتية التي وهبها له من طبيعة وأشياء وأموال ومواهب بالأسلوب الأمثل، لكي تتحقق له السعادة الكاملة.

والمال من الأمور الحياتية المختلف عليه بشدة. فالبعض يعتقد أنَّ المال هو سر سعادة الإنسان، والآخر يظن أنه مصدر الشقاء. والاثنان يحاولان أن يجدا ما يؤيد فكرهما من الكتب المقدسة.

وبادئ ذي بدء نقول إنَّ الله ليس ضد المال، لكنه يطلب أن نضعه في المكان المناسب له، ويؤكد أنَّ سعادة الإنسان غير مرتبطة به بشكل مطلق. المسيح لا ينفي وجود المال أو أهميته، فلا بد وأن يكون لدينا مال. لكن المشكلة هي: أين نضع المال؟! فالمكان الذي نكنز فيه هو المشكلة الحقيقية.

كان تنبير المسيح على أن لا تتعلق نفس الإنسان بأشياء متغيرة يكون هو نفسه غير قادر على حمايتها أو صيانتها؛ فانهيار الأمور المحبوبة أمام الإنسان أو انهياره هو أمامها ُيفقده معنى الحياة والسعادة. وكم من أناس فقدوا حياتهم أو ماتوا أدبيًا لتعلقهم بأشياء تفنى. ولذلك يقول المسيح، لا تبني حياتك أو سعادتك على شيء طابعه التغير، أو غير مضمون. ولا تبني حياتك وسعادتك على أوهام وسراب. إنَّ الأموال والأشياء وسائل لتحقيق السعادة لكنها ليست هي المصدر الأصلي للسعادة، لأنها قابلة للفناء والانهيار. يقول المسيح: «اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ» ﴿متّى ٦: ٢٠﴾.

وهنا نجد الجانب الإيجابي، حيث يقول ضع كنزك حيث يمكنك الاحتفاظ به للأبد، وحيث من المستحيل أن تخسره. والكنز الحقيقي الذي لا يبلى، ويحقق السعادة الدائمة للإنسان، هو معرفة الطريق الصحيح إلى الله: علاقة صحيحة مع الله وفي الله، ومعرفة المسيح والوجود فيه. والوجود فيه يعني عطاء الذات مثله. فنحن نعيش أزمة عطاء وتضحية. نعيش حياة التقوقع على الذات والأنانية. فقد أصبح كل شيء ماديًا ويقاس بالماديات. لكن متى أصبح الله كنزك، فسيبقى إلى الأبد. فليكن الله مصدر السعادة الثابت بالنسبة لك، وهو قادر أن يستخدم الأشياء المتغيرة الفانية لإسعادك. فهو يستخدم المال والأبناء والصحة والمواهب، كوسائل تتحقق من خلالها السعادة. لذلك لا تخسر مصدر السعادة الذي يمكن أن تضمنه. ينبِّهنا المسيح بقوله إنَّ الشيء الذي يأخذ عقلك ووقتك وجهدك سوف يأخذ قلبك وعواطفك بعد ذلك وهذه تصنع انقسامًا داخل الإنسان.

المشكلة تتركز في أننا نضع الله والمال على طرفي نقيض وعلى مستوى واحد، بمعنى إما الله أو المال. وهذا هو المقياس الخاطئ. من الطبيعي أن يكون الله كل شيء، إنما هذا لا يعني أنَّ المال لا شيء. المقصود هنا: من هو الأول في حياتك؟ إذا كان المال الأول في حياتك، فعليك أن تحبه وتضع قلبك وفكرك عليه كليةً. وهذا سيحقق لك نوعًا من السعادة المؤقتة التي تنتهي بانتهاء المال أو الحياة. أما إذا كان الله أولًا فلتضع قلبك وفكرك فيه، وتحبه بكل القلب والفكر والنفس، وهذا يحقق لك السعادة الأبدية. فهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها.. «إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً ﴿وكلمة بسيطة هنا تعني غير مركبة أي أحادية النظرة والاتجاه﴾، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، لأنَّ أولويته واضحة من خلال العين. وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً ﴿تنظر في اتجاهات متعددة﴾ فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا» ﴿متّى ٦: ٢٢ و٢٣﴾، لأنه – في هذه الحالة – ينقسم على ذاته، ويحدث صراع باطني يكون من نتيجته تحطيم الإنسان من الداخل.

إنَّ العين الشريرة هي تلك التي تجلس وتنظر بشراهة لكل ما يُعرض أمامها، وتتمنى أن تحصل على كل شيء تراه وتحس بالتعاسة لأنها لم تحصل عليه. يقول المسيح: لكي تتحقق سعادتك في الحياة تعلَّم الاكتفاء ودرِّب عينك على أن تكون بسيطة.

إنه من المستحيل وجود سيدين لعبد واحد. فعلى الإنسان أن يحدِّد من هو سيده: الله أم المال؟؟ وعندما يحدِّد الهدف، يستطيع أن يسير في اتجاهه دون تقلقل أو قلق. فالإنسان الذي يرتب أولوياته جيدًا، يكون قادرًا على صنع سعادته.

وهكذا نرى أنَّ السعادة ليست أمرًا مستحيل التحقيق، بل هي في متناول الإنسان، إذا لم يبن سعادته على شيء يعجز عن الاحتفاظ به كالمال أو المركز أو الأشخاص، بل يبنيها على مصدر مأمون ومضمون، هو الله، في نفس الوقت الذي يصنع فيه مصالحة داخلية بين فكره وقلبه، ولا يتجاهل هاتين الحقيقتين: أهمية الاكتفاء، واستحالة خدمة سيدين.

أيها القارئ الكريم،

لا شك أنًّ كل إنسانٍ يبحث جاهدًا للحصول على السعادة. إلاّ أنها إن لم تأتِ من داخل القلب، مبنية على محبة يسوع، فلا تكون سعادة حقة

Do Christians Worship Three Gods? هل يعبد المسيحيون ثلاثة آلهة

هل يعبد المسيحيون ثلاثة آلهة

maarifa.org

يؤمن المسيحيون بالله الواحد الأحد الذي لا إله غيره ولا شريك له. إذًا، إن فكرة التوحيد لم تعد محط نقاش من جهة إيماننا بالله الواحد، لكن يبقى السؤال المطروح هو: هل الثالوث المقدس يناقض أو يتعارض  مع وحدانية الله؟

حتى يتضح لنا الجواب عن هذا السؤال ينبغي أن نتعرف أو نعرف أو نفهم ما هي وحدانية الله، هل هي وحدانية جامدة مطلقة أم هي وحدانية جامعة؟ هل وحدانية الله الجامعة ضرورية؟ ما هي الأدلة عليها؟.

للإجابة عن هذه الاسئلة مجتمعة من المهم أن نعرف ما يعلنه لنا الله عن نفسه في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد:

 

الله في العهد القديم:

مما لا شك فيه أن العهد القديم يعلن لنا مؤكِّدًا أن الله واحد لا شريك له، بل لا يوجد إله حقيقي غيره. لكن أيضًا، يتضح لنا من العهد القديم أن الله تكلم إلى أناس أحيانًا بالصوت وأحيانًا أخرى بالصورة والصوت. أيضًا يُذكر اسم الله بصيغة الجمع مثل “إلوهيم”، وأيضًا تتضح وحدانية الله في الثالوث المقدس من خلال “الضمائر في اللغة” العائدة إلى الله (تكوين 1: 26)، (تكوين 11: 7)، (إشعياء 6: 8). أيضًا يتجلى الثالوث الأقدس من خلال عمل الروح القدس في العهد القديم (تكوين 1: 2)، (قضاة 6: 43). أما بشأن تجليات الله بالصوت وبالصورة فهي تظهر من خلال الحقائق التالية:

* الله يتكلم لآدم بصوت بشري، (تكوين 3: 8).

* الله تحدث إلى موسى بصوت بشري (مراجعة أسفار الشريعة).

* الله يُسمع الشعب صوته دون أن يروه، (تثنية4: 12-13). السؤال: هل عرف الشعب أن المتكلم إليهم هو الله أم لا؟ طبعًا عرفوا بل وآمنوا، وهذا يعني أنه لم يكن يصعب عليهم فهم قدرة الله بمخاطبتهم بصوت بشري.

* الله ظهر بصورة مرئية ل:

– إبراهيم: يخبرنا سفر التكوين أن إبراهيم كان واقفًا على باب خيمته حين قابله ثلاثة رجال جرى بينهم حديثٌ معينٌ، وفي سياق الحديث تبيّن لإبراهيم أن أحدهم هو الرب نفسه، والاثنين الآخرين هما ملاكان، لقد أطلق إبراهيم على الرجل الثالث اسم “ديّان الأرض” (راجع تكوين 18). أيضًا عندما أمسك إبراهيم السكين ليذبح ابنه إسحق ناداه ملاك الرب، فدعا إبراهيم ذلك المكان ب “يهوه يرأه” أي الرب يُرى (تكوين22: 11-14).

 

– يعقوب: لقد بنى يعقوب مذبحًا للرب ودعا المكان “إيل بيت إيل” لأن هناك ظهر له الله (تك 35: 7).

– موسى: عندما كان موسى يرعى، ظهر له الرب وسط عليقة محترقة وتحدث إليه من وسط النار، فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ (خروج 3: 1 – 6).

– منوح: وهو والد شمشون، رأى إنسانًا كان قد تقابل مع زوجته ووعدها بابنٍ (شمشون) فقال له منوح: «مَا اسْمُكَ حَتَّى إِذَا جَاءَ كَلاَمُكَ نُكْرِمُكَ؟» فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَن اسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ؟». يا ترى من هو صاحب الاسم العجيب غير الله له كل المجد؟

– من هذه النصوص يتبين لنا أن الله ظهر بهيئة بشرية لأكثر من شخص، وقد اعتبر لاهوتيون أن الأقنوم الثاني أو الكلمة أو الله الابن، هو هذه الشخصية المنظورة في العهد القديم.

 

الله في العهد الجديد:

كما في العهد القديم أيضا يؤكد لنا الوحي في العهد الجديد أن الله واحد لا شريك له، المسيح أكد وحدانيته وكذلك فعل الرسل. لكن كيف يُعلن لنا العهد الجديد الثالوث المقدس أي الله الواحد الآب والابن والروح القدس؟ يتجلى الثالوث في العهد الجديد من خلال:

* الصفات الإلهية: هي نفسها للآب والابن. مكتوب عن الآب أنه المخلص (1 تيموثاوس 2: 3 وتيطس 1: 3) وعن الابن هو المخلص (تيطس 3: 6 و1 بطرس 1: 1).

* الأعمال الإلهية: الابن يعمل أعمال الآب والروح القدس يعمل أعمال الابن والآب. مثلًا الآب يُحيي والابن يُحيي والروح القدس يُحيي (يوحنا 5: 21 و2 كورنثوس 3: 5 – 6).

* إعلانات إلهية تجلت في:

– المعمودية (متّى 3: 16 و17، الآب يتكلم من السماء والابن يُعمَّد في نهر الأردن والروح القدس ينزل بهيئة حمامة). أيضًا وصية المسيح لتلاميذه في المأمورية العظمى: عمدوهم “باسم” الآب والابن والروح القدس (متّى 29).

– البركة الرسولية: (2 كورنثوس 13: 14).

– الحديث عن الآب كونه الله (رومية 1: 7).

– الحديث عن الابن كونه الله (عبرانيين 1: 8).

– الحديث عن الروح القدس كونه الله (أعمال الرسل 5: 3 و4).

– قد يسأل أحد: “كيف يمكن للطبيعة الإلهية أن تتّحد بالطبيعة البشرية؟ وأليس هذا تقليل من شأن الله؟.

– لا ننفي أن كيفية اتحاد الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية أمر يفوق العقل والإدراك، كما يفوق العقل والإدراك العلم بكيفية وجود الله. ولكن بالرغم من هذه الصعوبة الفائقة لا يعني أن هذه الكيفية مستحيلة على الله. حين نُرجِع الأمر إلى قدرة الله الفائقة سيسهل علينا تقبّلها إيمانًا أولًا وعقلًا ثانيًا. هذا الاتحاد العظيم بين الطبيعتين لم يُخِلّ أبدًا بمقام الله وعزته، لأن الله لا يتغير ولا يتبدل كما يقول لنا الإنجيل المقدس، فهو ثابت في صفاته ومقامه مهما أتى من أعمال، أما عن كيفية هذا الاتحاد فيجيب أحد اللاهوتيين قائلًا:

“اتخذ الابن لنفسه ناسوتًا (طبيعة بشرية) خاليًا من الخطيئة خلوًا تامًا. إنه مع اتحاد اللاهوت بالناسوت (الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية) قد احتفظ كل منهما بخصائصه، أي “لم يتحول اللاهوت إلى ناسوت و”لم يتحول الناسوت إلى لاهوت” (أي لم تتحول الطبيعة الإلهية إلى طبيعة بشرية ولا الطبيعة البشرية إلى طبيعة إلهية)، لأن هذا الاتحاد ليس امتزاج الواحد بالآخر بل هو وجودهما معًا في ذات واحدة بوحدة كاملة دون اختلاط أو امتزاج أو تغير. إنّ السيد المسيح له خصائص الناس وخصائص اللاهوت معًا، ومن هذا نفهم أن هذا الاتحاد لم يترتب عليه تأثر اللاهوت (الطبيعة الإلهية) بأي مؤثر، فاللاهوت بقي لاهوتًا والناسوت بقي ناسوتًا.

أخي القارئ، أعلن الله لنا عن نفسه تدريجيًا وبطرق مختلفة، وكلها تؤكد أن الله واحد لا إله غيره، وأن وحدانيته جامعة. هذا هو الله الذي نؤمن به، مَن أعلن لنا ذاته على مر التاريخ بطرق كثيرة حتى الإعلان الأخير عن نفسه في شخص ربنا يسوع المسيح. هذا ما أعلنه الكتاب المقدس وهذا ما آمن به المؤمنون بالمسيح على مر التاريخ، وقد تم توثيق هذا الإيمان أو هذه العقيدة في قانون يبدأ بعبارة: “نؤمن بإله واحد ورب واحد”. وهذا يؤكد أننا كمسيحيين نؤمن بالله الواحد الأحد الذي لا شريك له.

As the Father has Loved Me so I have Loved You-كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا أثبتوا في محبتي

كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا أثبتوا في محبتي

(يوحنا ١٥: ٩)

 

call-of-hope.com

ما أعظم هذه العطية! وما أسمى المقياس الذي أحبنا به المسيح!

كما أحبَّ الآب الابن، هكذا أحبنا الابن، ومحبته لنا هي سر إلهي، أسمى من أن ندركه أو نحدَّ مداه مهما بذلنا من جهد. إنَّ الروح القدس وحده هو الذي يستطيع أن يسكب فينا هذه المحبة بغزارة بقوته الغالبة المستمرة، والمسيح نفسه ينبغي أن يسكن في القلب بروحه القدوس، وحينئذ ندرك ونمتلك في داخلنا هذه المحبة الفائقة المعرفة.

«كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا» ﴿يوحنا ١٥: ٩﴾. ألا يجدر بنا أن نقترب من شخص المسيح الحي، ونثق به، ونسلّم كل شيء له، لكي يسكب فينا محبته؟ وكما أدرك هو محبة الآب له وفرح بها في كل حين، هكذا نحن أيضاً نحيا في جو الإحساس الدائم أنه كما أحب الآب المسيح فإنه بنفس الكيفية يحبنا نحن، ورباط المحبة الذي يربط الكرمة الحقيقية بالآب هو نفسه الذي يربط الكرمة بالأغصان. إنَّ الكرمة وحدها هي التي ينبغي أن تهب الغصن النمو والثمر عن طريق سريان عصارتها فيه، والمسيح نفسه ينبغي أن يسكن في القلب بروحه القدوس، وحينئذ ندرك ونمتلك في داخلنا هذه المحبة الفائقة.

والثبات في محبته يعني أننا نتخلى عن كل شيء آخر، وأن نشغل مكاناً واحداً ونبقى فيه. افرغ ذاتك من كل شيء، وضع قلبك على يسوع وعلى محبته، وسوف توقظ تلك المحبة إيمانك وتقويه وتثبته. اشغل نفسك بتلك المحبة. تأمل فيها. انتظرها. وفي وسعك أن تتأكد أنها سوف تصل إليك، وسوف تقيمك بقوتها، وتضمك إلى نفسها، وتصبح مسكنك ومكان إقامتك.

فما هو شرط الثبات في محبته؟ هو شرط واحد: «إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي» ﴿يوحنا ١٥ :١٠﴾. لعل البعض يتساءلون قائلين: وكيف يمكننا أن نحفظ وصاياه؟! هذا أمر صعب، بل مستحيل! نعم، من الصعب أن نحفظ وصايا شخص ما لم نحبه أولاً، وما لم نبادله حباً بحب. ما أسهل أن يعمل الابن إرادة أبيه متى توفرت في قلبه المحبة لأبيه. وما أسهل أن تطيع الزوجة زوجها، ويلبي كل فرد منا طلبات صديقه طالما توفرت المحبة. نعم، إنَّ الوصايا التي تبدو ثقيلة أمام أهل العالم هي متعة ولذة للمؤمن الذي امتلأ قلبه من محبة يسوع.

وإلى أي مدى ينبغي أن نحفظ وصاياه؟ يجيب المسيح على هذا السؤال بالقول: «كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ» ﴿يوحنا ١٥ :١٠﴾. أي بنفس الكيفية وبنفس الطريقة التي بها ثبت هو في محبة الآب، بحفظ الوصايا، بالطاعة الكاملة. لقد كان المسيح مشابهاً لنا في كل شيء حتى نكون نحن أيضاً مشابهين له في كل شيء، أي في حفظنا لوصاياه، وفي إطاعتنا الكاملة له، وفي تسليمنا الكامل لإرادته ومشيئته، وفي ثباتنا في محبته ثباتاً دائماً ومستمراً.

على أنَّ محبتنا لا يجب أن تقف مكتوفة اليدين، بل ينبغي أن تعلن عن ذاتها وتمد يدها للآخرين لتوصل إليهم نفس المحبة التي أخذتها من الابن، وأخذها الابن من الآب. «هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ» ﴿يوحنا ١٥: ١٢﴾. بنفس الكيفية والأسلوب والجدية، وبنفس العمق ومستوى التضحية. “كما أحببتكم” وليس أقل من ذلك. ولكن، هل يمكن أن نحب بعضنا بعضاً كما أحبنا المسيح؟ نعم، فطالما كان الغصن ثابتاً في الكرمة فإنه يستطيع أن يحيا حياة الكرمة نفسها وأن يأتي بثمار الكرمة نفسها، ليس من ذاته، أو بعمله واجتهاده، بل بمجرد ثباته في الكرمة وسريان عصارتها فيه بصفة مستمرة. وهكذا المؤمن الثابت في محبة المسيح، تسري فيه تلك المحبة عينها للآخرين. كما تكون الكرمة كذلك تكون الأغصان، حياة واحدة، وروح واحد، وطاعة واحدة، وفرح واحد، ومحبة واحدة.

لقد برهن المسيح على محبته لنا بصورة عملية عجيبة تفوق العقل البشري، ليس بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحق. «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» ﴿يوحنا ١٥: ١٣﴾. وهكذا أيضاً ينبغي أن تكون محبتنا للأخوة محبة عملية لا كلامية فنضع أنفسنا من أجلهم.

اقرأ الأصحاح الثالث عشر من رسالة الرسول بولس الأولى إلى أهل كورنثوس لتعرف أوصاف المحبة الإلهية التي أحبنا بها المسيح والتي ينبغي أن نحب بها الآخرين. فالمحبة الحقة: لا تحسد، ولا تتفاخر، ولا تنتفخ، ولا تقبح، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تحتد، ولا تظن السوء، ولا تفرح بالإثم، ولا تسقط أبداً. إنما: تتأنى، وترفق، وتفرح بالحق وتحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء.

فيا لها من محبة فائقة المعرفة، بلا حدود، ولا قيود، ولا تحفظات، ولا شروط، محبة لا نهاية لها.

إنها محبة تتسع للعالم أجمع، لكل الخليقة، منذ آدم الأول حتى آخر إنسان يوجد على سطح هذه الأرض، ملايين الملايين التي لا تعد ولا تحصى.

إنها تصل إلى عمق أعماق القلب والنفس، وفي وسعها أن تنتشل من عمق أعماق الخطية، وتخلص من عمق أعماق الجحيم.

إنها ترفع الخطاة البائسين إلى السماويات وتجلسهم مع المسيح الذي أحبهم. وترفع البشر المساكين لتسكنهم في حضرة النور الذي لا يدنى منه. إنها تسمو بهم إلى أعلى مستوى، وتهبهم أسمى مركز يمكن أن يصل إليه إنسان.

إنها محبة تبذل نفسها لأجل أناس غير مستحقين لأية محبة! محبة تحب حتى الأعداء!

إن هذه المحبة قوية وقادرة أن تسندنا، وتهزم أعداءنا وتذلل كل الصعوبات التي قد تعترض طريق سياحتنا في برية هذا العالم، وعندئذ يحق لنا أن نهتف قائلين: «يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا» (رومية ٨: ٣٧).

Testimony-شهادة

شهادة

  1. من الأخ ناجي عبده، يقول: لدي اختبار مثل اختبارك، وأنا أشكر الرب من أجل خدمتكم الرائعة. كنت عبدًا للدين الاسلامي وكنت أشبع رغباتي وشهواتي، كنت رجل خاطئ جدًا. لكن الله فجأة فتح عيني لأعرفه، عندما الرب فتح عيني في نفس الوقت أدركت أن خطاياي قد غفرت وأيضا في نفس الوقت أحسست أني رجعت طفلا صغيرا، كأنني ولدت عن جديد، وامتلأت بالفرح والسعادة وأردت مشاركة الناس عما حدث معي أي عن المسيح. وكأني كنت جائعا وشبعت.
  2. من الأخت هديل الياس، تقول: أنا أريد تغيير ديني وتغيير مستقبل عائلتي كل عائلتي يحبون يسوع المسيح، لكننا نخاف من المسلمين لأنهم إذا عرفوا عنا، سوف يقومون بقتلنا لأنهم يعتبرونا كفار. الان اريد أن أتبع يسوع المسيح وأريد أن أقرأ بالإنجيل، لكني لا أعرف كيف. أنا أخب يسوع المسيح كثيرا ولا أريد الاسلام من الان فصاعدا
  3. من الأخ رائد حداد حداد، يقول: شكرا لتواصلكم معي عبر الرسائل، الآن عرفت أنني في الطريق الصحيح، طريق يسوع المسيح الحق، أنا أقبل يسوع المسيح ليكون ربًا ومخلصًا على حياتي. ومبارك كل من قبل دعوة يسوع المسيح لحياته.
  4. من الأخ أبو علوش الكرعاوي، يقول: أنا مقتنع أن يسوع هو الرب وأريد أن أنبع يسوع وأقبله ليكون ربًا ومخلصًا لحياتي، وأشكرك جدا لأنك أعطيتني أملًا ورجاءً جديدًا في الحياة
  5. من الأخ علي المصري، يقول: أنا الان على أيديكم وبفضلكم أقبل يسوع المسيح ليكون ربًا ومخلصًا لي.
  6. علي العقيلي: طلب مني أن أحدثه عن المسيحية.. وقد فعلت ذلك وبعد ذلك طلب يسوع المسيح ربًا ومخلصًا لحياته، وقال لي عندما دعيت الرب يسوع في تلك الليلة رأيت حلمًا كنت مع اثنين من القساوسة من فلسطين بملابس بيضاء بين الكثير من أشجار الزيتون وهذان القساوسة أخذوني إلى مكان غريب.. هذا ما رأيت في الحلم وعندما استيقظت كنت سعيدًا
  7. أيضا من هافا رؤوف يقول: أنا من العراق وتنظيم الدولة الإسلامية يريدون أن يقتلونا لأنهم يعتبروننا أننا لسنا مسلمين ويريدون أن يتحكموا بنا ليجعلونا عبيدًا لهم. وهذه الجماعة قتلوا الكثير من الناس الأكراد ويأخذون النساء كالعبيد والأطفال للاعتداء الجنسي، لكي يبيعوهم في سوريا، لذلك أنا لا أثق ولا أؤمن في الإسلام وأريد اتباع يسوع وفعلت هذا وسوف أتعمد في وقت قريب جدًا، لأنني سمعت أول مرة عن السيد المسيح والكتاب المقدس من صديقي ومن ثم منكم أنتم، لأن شيوخ الإسلام ينهون عن قراءة الكتاب المقدس
  8. من الأخ محمد ابراهيم، يقول: أنا كنت مسلم وكثيرًا ما صليت صلوات الإسلام الخمس والواجبات، وذات مرة فكرت في دين الإسلام، شيوخ الاسلام يقولون دائما أنه لا يجب عليك أن تفكر في الإسلام لأنه كفر. لكن في يوم استخدمت عقلي، العقل الذي هو نعمة من الله، ووجدت أن القرآن ينعت الله بنعوت ليست صالحة ويأمر الناس بأن يذهبوا ليقتلوا بعضهم البعض، وأشياء كثيرة أيضًا، فقررت أن أقبل يسوع المسيح الذي سمعت عنه، وعندما قبلته كان جسمي يرتجف وكنت سعيدا للغاية لحظة قبوله ليكون ربًا ومخلصًا لحياتي، أنا أحب المسيحيين لأنهم أناس لطفاء. في يوم في السابق ذهبت الى كنيسة ووجدت هناك راهبة وتحدثت معنا وكانت في غاية اللطف، ولا يوجد فرق بالنسبة لها بين المسلم أو المسيحي. وجدت المسيح فيها في سلوكها، وقلت في نفسي: لا بد أن هذا الدين هو الدين الصحيح، لأن الله رحيم، وهؤلاء الناس هم مليئين بالرحمة والمحبة، ثم قررت أن أقبل يسوع المسيح ربًا ومخلصًا لحياتي.
  9. من الأخ طالب سعيد، يقول: أشكركم لأنكم أعطيتموني الأمل والرجاء في كل ما تقولونه عن الله، أنتم أناس صالحون ومحقون في كل شيء.
  10. من الأخ خالد محمد حسن فاضل يقول: أنا رجل مريض ورأيت المسيح مرتين في الحلم، وفي كلا المرتين في الحلم كان يشفيني من أمراضي.