a ways to deal by a different types of people – بعض الطرق للتعامل مع أنماط مختلفة من البشر

الهدف العام:
تهدف هذه المحاضرة إلى تزويدك ببعض الطرق للتعامل مع أنماط مختلفة من البشر.

الأهداف التعليمية:
ستساعدك هذه المحاضرة على:
معرفة ثمانية أنواعٍ من الحالات المختلفة لـردود أفعال الناس عند تقديم الرسالة لهم، وكيفية قيادتهم لاتِّخاذ قرار.
التعرُّف على نماذج من الكتاب المقدس لكيفية التعامل مع وقيادة شخصيات مختلفة لـ “رسالة المسيح”.
فكرة تعلُّم السباحة.
تطبيق وواجب.

مقدمة:
توجد أنواع وأنماط مختلفة من البشر، وهي تتنوع حسب الشخصية والمرحلة العمرية والبيئة والثقافة، وليس من الذكاء أن نتوقع أن أسلوبًا واحدًا سيكون ملائمًا للجميع، لذا، سنحاول هنا أن نغطي بعض الشخصيات المعتادة والتي غالبًا ما تواجهنا خلال الكرازة.

الحالات المختلفة:
1– المتديِّن
من أكثر النوعيات انتشارًا في عالمنا ومنطقتنا وبلدنا (مصر) هم المتدينون؛ فمنذ فترةٍ أُجرِي بحثٌ في عدة دول من العالم، وكان مضمون البحث يتلخص في سؤال واحد: “ماذا يعني الدين بالنسبة لك؟”
وكانت المفاجأة كالتالي:-
إسرائيل، 50 % من العيِّنة أجابوا: “الدين هو كل حياتنا”، و50 %  أجابوا: “المال، الشهرة ،…..  كل حياتنا”.
السعوديةإيران، 70 % قالوا: “الدين هو كل حياتنا” و30 % أجابوا: “أشياء أخرى هي حياتنا غير الدين”.
مصر، كانت المفاجأة أن  100 %  قالوا: “الدين هو كل حياتنا” وهذه صدمة كبيرة!

مصر هي الدولة رقم 1 على مستوى العالم في التديُّن .
لذلك، فالمتدينون هم غالبًا من أصعب الشخصيات التي قد تجادل بشدة في مرحلة القرار لعدم إحساسها بالاحتياج لهذا القرار، والمشكلة هي أن هذا الشخص قد ذاق وسمع كثيرًا عن جمال العلاقة مع الله، وشارك جسدَ المسيح في كثيرٍ من الأمور دون أن يكون ابنًا حقيقيًّا لله، وربما يكون قد سمع الرسالة سابقًا، بل وقد يكون أحيانًا خادمًا في الكنيسة أو مسؤولًا عن بعض الأمور الإدارية، وهذا يُشعِره بأنه يفهم جيدًا فى الأمور الروحية. يحتاج هذا الشخص أن تسأله بعضَ الأسئلة وتوضِّح له بعضَ المبادئ الكتابية:

  •  إذا مت هذه الليلة، فهل أنت متأكد من أنك ستذهب إلى السماء؟
  •  لنفترض أنك مت هذه الليلة ووقفت أمام الله، وسألك: “على أي أساسٍ سأسمح لك بدخول السماء؟” فماذا ستكون إجابتك؟
  • يقول (يع 2: 10): “لأنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النّاموسِ، وإنَّما عَثَرَ في واحِدَةٍ، فقد صارَ مُجرِمًا في الكُلِّ”

تقدِّم هذه الآية حقيقةً صادمةً لكلِّ متدينٍ؛ فالمتديِّن حتى لو عمل كل الصلاح وكل الخير وعثر في واحدةٍ فقط، فقد صار مجرمًا وخاطئًا في نظر الله.
يحتوي الناموس على (613 وصية)، فبحسب مقياس الله، لو عملت 612 وصية ولم تفعل واحدةً، فقد تساويت مع من لم يفعل ويحفظ أي وصيةٍ (0 % ساقط و راسب، وكذلك  99,999 % ساقط وراسب أيضًا).

مثال :-
إذا وضعنا ماءً مع سُم بنِسَبٍ مختلفةٍ فماذا ستكون النتيجة؟

  1. 1 مل سُم قاتل ومميت + 99 مل ماء = موت             مثلًا الموت بعد 4 ساعات.
  2. 50 مل سُم + 50  مل ماء = موت                         مثلًا الموت بعد ½ ساعة.
  3. 99 مل سُم + 1 مل ماء = موت                            مثلًا الموت بعد 3 دقائق.
    لكن النتيجة  النهائية هي موت، حتى إذا كان هناك فارق زمني، فقد يكون عندك سُمٌّ (خطية) 1 % ، 50 %،
    100 % …النتيجة واحدةٌ في الكل بالرغم من اختلاف النسب وهي موت مؤكَّد.
  4. “لأنَّكُمْ بالنِّعمَةِ مُخَلَّصونَ، بالإيمانِ، وذلكَ ليس مِنكُمْ. هو عَطيَّةُ اللهِ” (أف 2: 8، 9)، واسأله وتناقش معه في معنى كلمة “نعمة”؟

سؤال للمناقشة
ماذا تعرفون عن النعمة؟

اقرأ (رؤ 3: 20) ثم اسأله ماذا يمثل البابُ المذكور هنا

  ما هي مسؤوليتنا؟ وما هي مسؤولية المسيح؟
(مت 7: 22 – 23): “كثيرونَ سيقولونَ لي في ذلكَ اليومِ: يارَبُّ، يارَبُّ! أليس باسمِكَ تنَبّأنا، وباسمِكَ أخرَجنا شَياطينَ، وباسمِكَ صَنَعنا قوّاتٍ كثيرَةً؟ فحينَئذٍ أُصَرِّحُ لهُمْ: إنِّي لم أعرِفكُمْ قَطُّ! اذهَبوا عَنِّي يافاعِلي الإثمِ”، لاحظ كيف كانوا هؤلاء الأشخاص قريبين من المسيح ويصنعون معجزات ويعترفون بربوبية المسيح ولكن كل هذا بلا قيمةٍ؛ لأن المسيح لم يعرفهم وأعمالهم الصالحة لم تنفعهم.
بعد توضيح هذه المبادئ وطرح الأسئلة السابقة على الشخص يمكن دعوته لقبول المسيح بعد مشاركته بمضمون الرسالة كما تعلمنا.

2– المؤجِّل  “غير المهتم”
غالبًا يكون مبدأه: “يوم الله يعين الله” ويرفض التفكير في أبديته، يشعر بأنه لا أحد مهما كان اجتهاده يمكنه أن يضمن الذهاب للسماء، ويقول: “أنا سيِّئ وهناك من هو أسوأ مني!”
قد يكون هذا الشخصُ مقتنعًا باحتياجه، ويريد أن يقبل المسيحَ، ولكن في يومٍ ما في المستقبل، ونحتاج أن نطلب معونة الرب ليكشف لنا بوضوح عن سبب تأجيله على الرغم من اقتناعه، غالبًا قد يكون التأجيل بسبب فهم خاطئ أن العلاقة مع الله ستقيِّده وهو يريد الاستمتاع بحياته الآن، وأحيانًا يكون التأجيل لأنه غير مقتنعٍ بما قلته ولكنه يخجل من مواجهتك، أو لسبب إدراكه أنك ربما تنتمي لكنيسةٍ مختلفةٍ عن كنيسته ويحتاج أن يسأل شخصًا ما أولًا.
وهذا الشخص يحتاج إلى:
اسأله: “ما الذي يمنعك من قبول المسيح ودعوته إلى حياتك الآن؟”
حدِّد المشكلة ثم ساعد غير المؤمن من خلال استخدام الكتاب المقدس والأسئلة على فهم أهمية اتِّخاذ القرار الآن، في هذه الحالة، يمكن التركيز على المشاعر بجانب العقل، بمعنى أنه قد تكون هناك حواجز نفسية بجانب بعض الأفكار والمعتقدات الخاطئة.
اشرح له المكاسب التي يمكنه الحصول عليها إن قرر قبول المسيح (انظر ص13 من الحقائق).
قد تأتي رسالة الترهيب بالأبدية بدورٍ فعَّال في غالبية حالات المؤجِّلين، ولكن دون إغفال محبة الله مثل “إن جهنم مُعدَّة لإبليس وملائكته وليس البشر ولكن بعض البشر يختارون بإرادتهم الانضمام للشيطان في مصيره” وركِّز على أن العمر ليس مضمونًا (بطريقةٍ لطيفةٍ).
استخدم أمثلةً من الكتاب مثل الغني الغبي، أو الطوفان.
– (مت 24: 44): “لذلكَ كونوا أنتُمْ أيضًا مُستَعِدِّينَ، لأنَّهُ في ساعَةٍ لا تظُنّونَ يأتي ابنُ الإنسانِ”.
– (يع 4: 13 – 14): “هَلُمَّ الآنَ أيُّها القائلونَ: “نَذهَبُ اليومَ أو غَدًا إلَى هذِهِ المدينةِ أو تِلكَ، وهناكَ نَصرِفُ سنَةً واحِدَةً ونَتَّجِرُ ونَربَحُ”. أنتُمُ الذينَ لا تعرِفونَ أمرَ الغَدِ! لأنَّهُ ما هي حَياتُكُمْ؟ إنَّها بُخارٌ، يَظهَرُ قَليلاً ثُمَّ يَضمَحِلُّ”.
– قد يكون سبب التاجيل هو محبة غير صحيحة لشخصٍ ما أو شيءٍ ما أو خطيةٍ ما… وضِّح له أن المسيح هو الذي يستطيع تحريره وتعويضه.
– (مر 2: 17): “فلَمّا سمِعَ يَسوعُ قالَ لهُمْ:”لا يَحتاجُ الأصِحّاءُ إلَى طَبيبٍ بل المَرضَى. لم آتِ لأدعوَ أبرارًا بل خُطاةً إلَى التَّوْبَةِ””
– (يو 6: 37): “كُلُّ ما يُعطيني الآبُ فإلَيَّ يُقبِلُ، ومَنْ يُقبِلْ إلَيَّ لا أُخرِجهُ خارِجًا”.
– شجِّعه على أن يتَّخذ قرارًا في حالة اقتناعه، ولكن إن رفض حافظ على علاقةٍ معه وتأكد أن رقم تليفونك معه. “التشجيع له مفعول السحر“.

3– غير المتاكد
غالبًا يكون هذا الشخص قد صلَّى سابقًا، وطلب سيادةَ الرب على حياته بشكلٍ صحيحٍ، ولكن نتيجة خطاياه المستمرة ونقاط الضعف الشخصية هو غير متأكد من أبديته أو إن كان خلاصه حقيقيًّا أم لا، وغالبًا، يحتاج هذا الشخص إلى ما يلي:
“كيف يصبح الإنسان مؤمنًا بالمسيح حسب رأيك؟”
إسأله: “ماذا يعني أن يقبل الإنسانُ المسيحَ؟”
الإيمان هو الطريق الوحيد لقبول المسيح… (أف 2: 8، 9).
– اقرأ (رؤ 3: 20)، ذكِّره بدوره (فتح الباب) ودور المسيح (الدخول).
– هل المسيح كاذب (لا)، إذًا أين يوجد الآن إن كنت قد فتحت الباب؟
(يو 10: 27 – 30)، (رو 8 : 38 – 39)، (1يو 5: 10 – 13).
(يو 5: 24): “الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ مَنْ يَسمَعُ كلامي ويؤمِنُ بالذي أرسَلَني فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ، ولا يأتي إلَى دَينونَةٍ، بل قد انتَقَلَ مِنَ الموتِ إلَى الحياةِ”.
(يو 3: 36): “الذي يؤمِنُ بالِابنِ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، والذي لا يؤمِنُ بالِابنِ لن يَرَى حياةً بل يَمكُثُ علَيهِ غَضَبُ اللهِ”.
– اقرأ (عب 13: 5).
بناءً على ماسبق، هل يمكن أن يتركك المسيح؟ الجواب: “لا”.
إذًا كم مرة حسب رأيك، تحتاج أن تدعو المسيح للدخول إلى حياتك؟
الجواب: “مرة واحدة”.

4- الذين يجاوبون السؤالَ بسؤال
في الغالب هي شخصيات مُحبَّة للجدال، وتهتم بالمناقشات أكثر من الفائدة من وراء النقاش أو الفاعلية منه، وبالتالي قد يستنزف مجهودك وتركيزك دون أن يكون مهتمًّا حقًّا، وهو قد يحتاج لهذه الأسئلة ولفهم هذه المبادئ جيدًا:
– إذا استطعتُ أن أجيب عن سؤالك هذا، فما هو قرارك؟ أم أنك ستستمر في الجدال؟
– لا تتحدَّث عن مبادئ وقوانين عامة، ولكن تحدَّث عن حياته شخصيًّا، بمعنى، لا تقل إن الإنسان يصنع الخطيةَ، ولكن أنا وأنت نصنع الخطية.
(مساعدة غير المؤمن على فهم حاجته للغفران وأن قبوله للمسيح هو قرار إرادي مبني على الإيمان)
– لا تقل ماذا سيفعل الخاطئ أمام الله، ولكن بماذا ستجيب أنت أمام الله.
إذا أصرَّ على الجدال، اطلب منه أن تصلي لأجله قبل المغادرة، و تأكد أنك وضعته أمام قرار بعد شرح الرسالة كاملةً.

5– المخدوع
ربما يكون هذا الشخص قد سمع الرسالة سابقًا بطريقةٍ غير واضحةٍ أو مغلوطةٍ، فأدَّى هذا لقرارٍ غير حقيقي بمعنى أنه أدرك أنه خاطئ، ولكن بدلًا من طلب الخلاص، تعهَّد أمام الله بالتخلُّص من الخطايا المسيطرة على حياته، أو خلط بين الندم على الخطية والتوبة الحقيقية وتسليم الحياة للسيد، وهذا الشخص لن تجد منه مقاومةً شديدةً، وكل ما يحتاجه هو:
عند سؤالك عن اختباره وتدقيقك فيما يقوله، ستكتشف بسهولةٍ أن قراره غير مبني بشكل كامل على عمل المسيح الكفاري.
وضح له أن الإنسان يكون مقبولًا أمام الله فقط بسبب عمل المسيح الكفاري.
لا تحاول إحراجه لتثبت أن قبوله للمسيح لم يكن على أساس سليم.
ركِّز على إدراكه كإنسان أنه خاطئ ومذنب أمام الله.
اشرح كيف يخلص الإنسان ويتبرر أمام الله.
اطلب منه أن يصلِّي ليقبل معك المسيح بشكل مؤكَّد وبناءً على إدراكٍ كاملٍ للخلاص.
تأكَّد بعد الصلاة أنه مدركٌ أنه لا يحتاج طلب المسيح ليدخل قلبه كل يوم، وأنه لن يخرج منه أبدًا.

6– المُلحِد
وهذا الشخص قد يكون إلحاده حقيقيًّا بناءً على ما هو مقتنع به، أو إلحادًا شكليًّا يستمتع فيه الشخص باختلافه عمَّن هم حوله ومحاولة الآخرين إقناعه، ويجب أن تركِّز على:
المنطق والعقل، فهما أمران مهمَّان في هذه الحالة.
تأكَّد من أنه ينكر الله حقًّا؛ لأنه غالبًا يكون مؤمنًا بالله، ولكن بشكلٍ مختلف (قوة علوية مجهولة، الطبيعة، الله بلا أي أديان) ستجد أغلب الملحدين بعد وقتٍ قصير يعترف بوجود الله بشكلٍ ما، ويمكنك أن تبدأ معه من هذه النقطة وتشرح له لماذا تؤمن بالله وتشاركه باختبارك، وتشرح له الفرق بين المسيحية وأي ديانةٍ أخرى.
ابحث عن أسبابٍ خفيةٍ جعلته ينكر وجود الله مثل كرهه لوالده أو مشاكل تعرض لها وشعر بالوحدة.
على سبيل المثال، وضِّح له أن عدم اعترافه بشجرةٍ على جانب الطريق لا يلغي وجودها.
لا يُنصَح بالاستشهاد بالكتاب المقدس في الحوار إلا عندما يعترف بوجود الله، بعدها نبحث عن كلمته أو كيف يتواصل الله مع الناس.
ابحث معه عن الشخص الذي يقف وراء أسرار الحياة، بعدها أعلِن أن هذا الشخص هو الله.

7– المُقيَّد
يكون هذا الشخص مدركًا لفساده لأنه مستعبدٌ لخطيةٍ ما يراها ضخمةً في عينيه (إدمان معين أو مشكلة جنسية)، وهو يعتقد أنه لا يمكنه التخلُّص من تلك الخطية أو العادة، وبالتالي لن يرضي الله أبدًا، أو لن يستطيع الاستمرار معه، فمن الأفضل ألا يبدأ ما لن يقدر على أن ينهيه، أو أن يكون في وظيفةٍ أو بيئةٍ معيَّنة مرتبطة بالخطية تجعله يائسًا من فرصة التحرُّر من الخطية. في هذه الحالة، تحتاج أن:
– تذكر له أمثلةً وقصصًا عمليةً عن أشخاصٍ كانوا بعيدين عن الله والله غيَّرهم (مثل بولس، راحاب، قصص قديسين، وقصص من الواقع المعاصر مثل مدمن أو اختبار شخص معروف معاصر مثل اختبارات كثيرين من الخُدَّام والمرنمين).
– تشرح له المميزات التي سيحصل عليها إن قبل المسيح (انظر ص13 من كتيب الحقائق).
– تؤكد على أن ما يقوله سليمٌ وأنه لن يستطيع أن يتخلص من خطيته بنفسه.
– تقرأ له (أف 2: 8 – 9) وتوضح أن بعد قبوله للمسيح سيقوده الله  في أعماله الصالحة.
– تقرأ له (رو 8: 38 – 39) موضحًا أنه حتى خطيته لن تفصله عن الله.
وأكِّد في مشاركة الرسالة معه على محبة الله وقبوله له كما هو، وشرح قوه الله في الخلاص، ولكن ساعده أيضًا بأفكار عملية للتخلص من الخطية تدريجيًّا مع الاتكال على الله.

8– يعتقد أنه يجب أن يكون أفضل قبل أن يذهب للمسيح.
وضِّح له أنه إذا كان يستطيع أن يحسِّن أو يغيِّر من نفسه لما كان هناك احتياج لموت المسيح على الصليب، ولكن مع دخول المسيح لقلبه هو الذي يستطيع تغييره وإعانته.

  • (أف 2: 8-9): “لأَنَّكُم بِالنِّعْمَــةِ مُخَلَّصـــــُونَ، بِالإِيمَـانِ، وَذلِـــكَ لَيْسَ مِنْكُــمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ”.
  • (تي 3 : 5): ” لا بأعمالٍ في برٍّ عَمِلناها نَحنُ، بل بمُقتَضَى رَحمَتِهِ – خَلَّصَنا بغُسلِ الميلادِ الثّاني وتجديدِ الرّوحِ القُدُسِ”.
  • (يو 3: 36): “الذي يؤمِنُ بالِابنِ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، والذي لا يؤمِنُ بالِابنِ لن يَرَى حياةً بل يَمكُثُ علَيهِ غَضَبُ اللهِ”.

نماذج كتابية للتعامل مع الشخصيات المختلفة:
المسيح والسامرية (يو 4).
تعتبر قصة “المسيح والسامرية” نموذجًا للكرازة للأعداء؛ حيث كانت هناك عداوة بين اليهود والسامريين، فاليهود لا يعاملون السامريين. يعبِّر هذا النموذج أيضًا عن الكرازة للمتديِّنين، أو الذين لديهم معلومات دون اختبار حقيقي للمسيح المخلِّص.

– قدَّم المسيحُ نفسَه للسامرية على أنه هو المحتاج لما معها “أعطيني لأشرَبَ”، حتى اكتشفت أنه ليس معها شيء تقدِّمه رغم المعلومات التي لديها (دعه يدرك احتياجه).
– اعلن المسيحُ للسامرية أن ما ليس لديها متوفر لديه هو إن كانت هي تحتاج (عرِّفه طريق الوصول لاحتياجه).
– استمر في الحديث بطول أناةٍ واستطاع أن يستخدم من المعلومات التي لديها لتوصيل أهمية المضمون عن الشكل “الساجدون الحقيقيون فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا” (لا تحتقر ما لديه ولكن صحِّح وضع المبادئ الأساسية للكرازة من خلال ما لديه “الساجدون الحقيقيون”).
– عندما وجد أن هذه المرأة لديها شيء صحيح، مدح صدقها وشجَّع الإيجابيات التي لديها “بالصدق أجبتِ”، ورغم علمه بخفايا حياتها، إلا أنه احتفظ بأسرارها ولم يعلنها للآخرين، بل هي التي أوضحت للناس أنه “قال لها كل ما لديها”.
تأتي نتيجة الحوار الفكري بالتدريج وليس مرة واحدة.
تذكَّر أن حياة النفس التي أمامك هي هدف أساسي لك كالطعام “طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني”.
قد لا تجني أنت ثمارَ حوارك، لكنك تضع قالبًا في المبنى وآخر سوف يكمل “لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه”.

أندراوس وبطرس (يو 1: 42)
يُعتَبَر ما حدث “أندراوس وبطرس” نموذجًا للكرازة لأهل البيت. يعني اسم أندراوس في اليونانية “ذو رجولة، رجل حقًّا”، وكان من تلاميذ يوحنا المعمدان وتدرَّب على الكرازة هناك.
قد نربح أشخاصًا قلائل للمسيح أو حتى شخصًا واحدًا، والذي ربحناه يأتي بالكثيرين مثل “بطرس”.

  • شهوة قلب المؤمن عندما يعرف المسيح أن تكون كل عائلته للمسيح، على سبيل المثال، بولس كان يود أن يكون محرومًا من أجل إخوته وأنسبائه حسب الجسد (رو 9: 3).
  • قد لا تستطيع أن تكلم أهل بيتك بنفسك عن المسيح، لكن في هذه الحاله قُدهم إلى حضور الكنيسة أو النهضة وصلِّ لأجل أن يلمس الربُّ قلبَهم مثلما فعل أندراوس “فجاء به إلى يسوع”.
  • الكرازة للأقرباء تحتاج إلى حياةٍ شخصيةٍ نقية وواضحة جدًّا “لا بد أن يروا التغييرَ بوضوحٍ”.
  • لكي نربح أهل بيتنا، لا بد أن تتَّسع مشاعرنا من مجرد محبتنا الاجتماعية إلى المحبة المسيحية التي تنظر إلى محبة المسيح المخلِّصة.

فيلبس والخصي الحبشي (أع 8: 26- 40)
يمثِّل هذا النموذجُ الكرازةَ للمتدينين، وأيضًا لمن هم في منصب.
قد لا يصلح مع المتديِّن التركيز على المشاعر، ولكن شرح النصوص التي يعرفها، دعه يتكلم أكثر واستمع له وركِّز كلامك على تفسير وتوضيح ما يحتاج إليه مما يعرفه.

  • استخدم مداخل من حديثه ودراسته الكتابية “كما فعل فيلبس”.
  • لا تهدم ما يعرفه، لكن صحِّح له الخطأ في معرفته.
  • ساعده أن ينتقل بإرادته من نقطةٍ إلى الأخرى ولا تكن مبادرة التنقُّل منك.
  • تذكَّر دائمًا أنه يعرف الكثيرَ مما تعرفه أنت فلا تستخدم معه الأسلوبَ الفوقي “كالمعلِّم مثلًا”.

نموذج السباحة
هذا النموذج هو نموذج تمثيلي جميل يوضِّح ويبسِّط اختلافَ نوعيات الناس
وكيفية فهم الخلاص جيدًا.
الشخص الأول: إني أوضح لك لماذا يُسمِّي الكتابُ المقدسُ يسوعَ مُخلِّصنا…
لنفترض أنك يا )…….) لا تجيد السباحة، وأن أحدهم أوقعك في البحر، وبدأت تغرق ورحت تصرخ طالبًا النجدة، وجئت أنا في قارب وسمعتك تصرخ فقلت لك: “خذ هذا الكتاب إنه بعنوان عشرة دروس سهلة في السباحة، اقرأه وستسير كل أمورك على ما يُرام” هل سأكون مخلِّصًا أو منقذًا لك في هذه الحالة؟
الشخص الثاني: لا، بل إنك بهذا ستثير غضبي.
الشخص الأول: صحيح! لنطبِّق هذا على فهمنا لكلمة “مخلِّص”
هذه هي الطريقة التي ينظر فيها بعضُ الناس إلى المسيح؛ يعتقدون أنه جاء لكي يعطينا الكتاب المقدس ثم يقول: “عليكم بقراءته، وإذا استطعتم فهمه والعيش حسب قوانينه فستسير أموركم على ما يرام في يوم ما”.
إذا كان ذلك هو كل ما جاء المسيح لفعله، فإنه ليس مخلِّصنا، أليس كذلك؟!
الشخص الثاني: نعم، لن يكون مخلِّصنا.
الشخص الأول: افترض أني جدَّفت قاربي بالقرب منك، وغطست في الماء ثم قلت لك: “انظر إليَّ وراقبني وأنا أسبح لتتعلَّم السباحة مثلي حتى تنجو” ثم رجعت إلى قاربي وابتعدت عنك بسرعة. هل أكون في هذه الحالة مخلِّصًا لك؟
الشخص الثاني: بالطبع لا.
الشخص الأول: لماذا؟
الشخص الثاني: لأنك لم تساعدني في هذه الحالة؛ فكل ما فعلته لي هو أنك أوضحت لي كيف تستطيع أنت السباحة، وهذا لا يفيدني.
الشخص الأول: هذا صحيح يا (……) دعنا نطبِّق هذا على فهمنا لكلمة “مخلِّص”، يعتقد كثيرون أن يسوع جاء ليضرب لنا مثلًا عن الكيفية التي يجب أن نعيش بها الحياة المسيحية، لكن حقيقة أنه عاش حياةً كاملةً لا تساعدنا أكثر ممَّا يساعد الشخصُ الماهرُ في السباحة شخصًا آخر يغرق بأن يريه كيف يسبح.
الشخص الثاني: هذا صحيح
الشخص الأول: لنفترض أني سبحت إليك وحملتك إلى قاربي، وبعد أن وصلنا إلى بُعد كيلومتر من الشاطئ، فكَّرت وقلت لنفسي: “لم يقدِّم لي هذا الشخصُ الذي خلصتُه شيئًا مقابل ما صنعته لأجله، ولذلك سأرميه ثانيةً في البحر” وهكذا أرميك في البحر، فهل أكون مخلّصًا لك في هذه الحالة؟
الشخص الثاني: لا!
الشخص الأول: بالطبع لا؛ لأني في هذه الحالة قدَّمت مساعدةً وقتيةً، ولم أقدِّم خلاصًا، طبِّق هذا على فهمنا لكلمة “مخلِّص” يعتقد بعضُ الناس أن هذا هو ما يفعله المسيحُ؛ فهم يعتقدون أنه يقول: “لقد متُّ على الصليب من أجلكم، ولكنكم لن تختبروا الخلاصَ ما لم تتبعوا 25 قانونًا” إذا كان ذلك صحيحًا، فإنه لا يكون مخلِّصنا حقًّا.
الشخص الثاني: فهمت.
الشخص الأول: إذا حدث أيُّ موقفٍ من المواقف السابقة، فلن أكون مخلِّصًا لك بالفعل، ما الذي يُفتَرَض فيَّ أن أفعله لأكون مُخلِّصك؟
الشخص الثاني: أن تنتشلني من الماء وتوصلني إلى البر.
الشخص الأول: هذا صحيح؛ فأنا لن أكون مخلِّصًا لك إلَّا عندما أخرجك من الماء وأحملك إلى الشاطئ.
هذا هو ما فعله المسيح تمامًا يا (……) لقد أصبح مخلِّصنا عندما خلَّصنا بشكلٍ كاملٍ من ورطة الخطية بموته على الصليب من أجلنا، أخذ العقابَ الذي نستحقه بسبب تمرُّدنا على الله القدوس، وقد فعل هذا من قبل ألفي عام، والآن، عندما نقبل عمليةَ الخلاص أو الإنقاذ التي قام بها، فإنه يحملنا ويضعنا في قاربه ويوصلنا إلى البر؛ حيث يمكن أن تكون لنا شركة مع الله.

تطبيق وواجب:

تذكَّر أحدَ المتديِّنين وأحد المؤجِّلين الذين تعرفهم وحاول تطبيق ما تعلمته من هذه المادة معهم .