سادساً: وصف الله من يقومون به أنهم حكماء
“رابح النفوس حكيم” (أمثال 30:11) والتعبير “رابح” يستخدم:
1-مصطلح للعمل أو الحرفة:
فكم يحتمل الصياد من تعب وسهر لصيد سمكة والتاجر كم يكد لكي يربح؟
2- مصطلح عسكري:
والذي يربح مدينة ويأخذها كم يحتاج إلى الصبر والمهارة والشجاعة والمثابرة.
3- مصطلح للخطوبة:
فلكي يربح العريس عواطف خطيبته يحتاج إلى قدر كبير من الحكمة والحب والتضحية بالإضافة إلى الهدايا (تكوين 24) فان طبقت هذه المعاني الثلاثة على ربح النفوس سترى أهمية هذا العمل.
ومن الحكمة أن لا نهاجم أي معتقد أو ثقافة لمن نتحدث معه، فمدرسة الهجوم لم ينجح أحد، ولكن نبدأ بحكمه من نقط الاتفاق ونقدم المسيح حسب المثل الصيني الشهير “بدلاً من أن تلعن الظلام أضيء شمعه” .
سابعاً: قيمة النفس البشرية غالية جداً لذلك العمل الفردي هام جداً
بينما كان القديس الكاثوليكي أكسافير يحتمل أعنف الاضطهاد والآلام من أجل خدمته الأمينة للرب يسوع وهو على ظهر سفينة هولندية صرخ وقال: بكل الحب أحتمل يا رب أكثر من هذا لو كنت أربح نفس واحدة لك لتنقذ من الهلاك الأبدي وتحصل على الحياة الأبدية.وكان أيضاً القديس الكاثوليكي المرسل فرانسيس كاسافاريوس في طريقه للتبشير في اليابان وكان يقول: يعصرني الألم والخجل لأن التجار وصلوا إلى اليابان قبلي ليتاجروا ببضائعهم بينما أنا أصل متأخر عنهم رغم أن لديَ الكتاب المقدس الذي هو أثمن من أغلى كنوز العالم. “لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه” (مرقس 36:8-37) ، “وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت إلى الدهر” (مزمور 8:49) ، “ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم” (متى 28:10) .قال الكاتب الشهير فيكتور هيجو يوجد أعظم من المحيط .. السماء ويوجد أعظم من السماء نفس الإنسان.قال أحدهم لبلي براي: لو كانت لي أجنحة لخطفت النفوس التي تعيش في خطاياها والتي ستذهب إلى الجحيم وذهبت بهم إلى السماء إلى المخلص، فأجاب بلي براي: أما أنا فكنت تركتهم في السماء ورجعت إلى الأرض لآخذ شحنه أخرى .. وهكذا فما أغلى النفس البشرية؟!.
ولكي تقدر قيمة النفس البشرية فكر في:
1- طبيعتها ونشأتها:
الإنسان كائن ثلاثي الخلق (روح ونفس وجسد) “وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية” (تكوين 7:2) ، “فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهم” (تكوين 27:1) ، “وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح” (1تسالونيكي 23:5) .
2- إمكانياتها وقوتها:
تكمن فى النفس البشرية طاقات هائلة جداً إما تستخدم لمجد الله “لمجدي خلقته وجبلته وصنعته” (إشعياء 7:43) أو للشر بعمل الشيطان “الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية” (أفسس 3:2) .
3- دم المسيح ثمنها :
فيا للغلاوة، لقد دفع المسيح دمه فى الصليب لأجل النفس البشرية “عالمين أنكم أُفتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة .. بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح” (1بطرس18:1 -19) ، “أيضاً يشبه ملكوت السماوات كنزاً مخفي في حقل وجده إنسان فأخفاه ومن فرحه مضى و باع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل. أيضاً يشبه ملكوت السماوات إنساناً تاجراً يطلب لآلئ حسنة. فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها” (متى44:13-46) ، “وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمه” (رؤيا 9:5) .
4- لانهاية لأبديتها:
إما فى السماء أو البحيرة الجهنمية “لا تضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة وإلا فإني كنت قد قلت لكم أنا أمضي لأعد لكم مكاناً وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إلي حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً” (يوحنا 1:14-3) ، “وإن أعثرتك يدك فاقطعها خير لك أن تدخل الحياة اقطع من أن تكون لك يدان و تمضي إلى جهنم إلى النار التي لا تطفأ حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ وإن أعثرتك رجلك فاقطعها خير لك أن تدخل الحياة أعرج من أن تكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفأ حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ وإن أعثرتك عينك فاقلعها خير لك أن تدخل ملكوت الله أعور من أن تكون لك عينان وتطرح في جهنم النار. حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ” (مرقس 43:9-48) ، (لوقا 19:16-31) قال تشارلس استاد المرسل الشهير: يريد بعضهم أن يعيشوا داخل جدار الكنيسة يسمعون صوتها ويدقون أجراسها، أما أنا أريد أن أركض لأنقذ نفس على بعد متر من جهنم حيث النيران والشقاء إلى أبد الآبدين والمعروف أن الذي قاد تشارلس استاد للتفرغ كمرسل للصين مقال كتبه أحد الملحدين قال فيه: لو كنت أؤمن بما يؤمن به المسيحيين من أن معرفة المسيح في الحياة يقرر المصير في الحياة الآخرة لجعلت الدين كل حياتي ولحسبت كل تمتع نفاية وكل هموم الأرض حماقة وكل فكر وشعور في العالم باطل، لكنت أجعل ربح النفوس للمسيح هو أول فكر في فجر يومي وآخر صورة قبل أن أنام، وتكون هي كل أحلام يومي ونومي وكنت أقدر أن ربح نفس واحدة للمسيح يعادل أبدية لا نهائية من العذاب في جهنم إلى أبد الآبدين، وما كان يعطل يدي أو يغلق فمي أو يقيد لساني أي عواقب أرضية فالأرض بأفراحها وأتراحها بمدح البشر لي أو ذمهم لا أعطيها لحظة من تفكيري بل كنت سأسعى إلى النفوس الخالدة حولي وقد أوشكت على أبدية لا نهاية لها في هناء أو شقاء كنت سأكرز في وقت مناسب وغير مناسب متخذاً آية شعاري ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.
5-معركة ملكيتها:
النفس هي أرض المعركة بين الله والشيطان “حينما يحفظ القوي داره متسلحاً تكون أمواله في أمان. ولكن متى جاء من هو أقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق” (لوقا 21:11-23) ، “فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصتم لإرادته” (2تيموثاوس 26:2) ونحن كمؤمنين فى المعركة فى صف الله ضد إبليس لأجل هذه النفوس “البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات” (أفسس 11:6-12) ومن يدرى ربما تربح شخص يصبح مبشر كمودي أو فني أو وسلى أو اسبرجن أو معلم كداربى أو القديس يوحنا ذهبي الفم أو مرسل مثل هيدسون تيلور أو روبرت موفات.
ثامناً: العمل الفردي هام لأن الأبدية اللانهائية حقيقية
(متى 41:13-43، 49-51، 30:25-46) لقد قال الجنرال وليم بوث رئيس جيش الخلاص: كم أتمنى أن يرسل الله كل مسيحي حقيقي إلى الجحيم لمدة أسبوع واحد لتصبح أبدية الخاطئ حقيقة حية أمامه فيقضى باقي عمره على الأرض وهو يسعى ليحذر وينقذ النفوس من الهلاك بواسطة عمل المسيح.
تاسعاً: العمل الفردي هام لأن وقتنا على الأرض قصير
“ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل” (يوحنا 4:9) ، “لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة” (أفسس 14:5-16) ، “فإذ نحن عاملون معه نطلب أن لا تقبلوا نعمة الله باطلاً لأنه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص” (2كورنثوس1:6-2) ، “اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب وبخ انتهر عظ بكل أناة وتعليم لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعه” (2تيموثاوس 2:4-3) ، “هذا وإنكم عارفون الوقت إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور” (روميه 11:13-12) فالوقت هو نسيج عمرنا أو ورقة نتيجة حياتنا .. الوقت مجمع هو كل حياتنا .. وهو أغلى شئ فأدعوك أن تهتم بالوقت فى حياتك، لقد رقد (ديفيد برنارد) المرسل إلى الهنود الحمر وكان عمره 39 سنة وكتب فى مذكراته أريد أن أفنى كل ثانية من عمري القصير فى خدمة الرب يسوع وربح النفوس له لا ولن أهتم كيف أو أين أعيش أو أي سفينة صعبة سأبحر فيها لأربح النفوس الخالدة للمسيح.
عاشراً: العمل الفردي هام لأن أعظم القديسين ربحوا بواسطته
فالرسولان بطرس وبولس أشهر خادمان فى المسيحية وأغلبية الرسل ونيقوديموس والسامرية وزكا وأنسيمس ومودى وغيرهم من أعظم القديسين على مر العصور قد أتوا للمسيح عن طريق هذه الخدمة . لهذا نجد أن كل الخدمات التي ذكرت عن القديس أندراوس الرسول فى الإنجيل كانت هي خدمة العمل الفردي (يوحنا 40:1-42) ، (يوحنا 8:6-9) ، (يوحنا 22:12).
استنتاج هام جدا” :
ترجع أهمية العمل الفردي في أنه:
1- يمكن أن يقوم به كل المؤمنين فهذه مسئوليتهم.
2- فى أي مكان.
3- فى أي زمان.
4- لمختلف نوعيات الناس.
5- لمختلف أعمار الناس.
6- مكافأته عظيمة.
7- يصيب الهدف عندما تفشل الطرق الأخرى للخدمة.
8- فيه عنصر المواجهة.
9- نتائجه باهرة.
10- يعالج العقد والمشاكل التي تفشل الطرق الأخرى فى علاجها.