تحدثنا في الدرس السابق عن الطريقة المباشرة والغير مباشرة في بداية الحديث في العمل الفردي وفي هذا الدرس نتحدث عن الطريقة الثالثة وهي الطريقة الإعتدالية، وهى طريقة وسطى تجمع بين الطريقتين السابقتين فهي مثل الطريقة المباشرة من حيث السرعة عندما يكن الوقت المتاح لك للحديث مع الشخص ضيق (ربما فى المواصلات أو الشارع أو السوق أو المستشفى .. الخ) ومثل الطريقة الغير مباشرة فى إنك لا تبدأ بأسئلة روحية صريحة مع النفس التي تتحدث معها ولكن سريعاً ما تصنع كوبري من المحبة المسيحية والصداقة مستخدماً أى موضوع من مواضيع الحياة مثل وباء منتشر أو كارثة طبيعية أو الجنائز أو أبحاث علمية وما هو رأى الكتاب المقدس فيها أو رأى الدين فى مواضيع الساعة وسريعا تصنع الكوبري الروحي وبعدها تتحدث مباشرة عن الهدف ألا وهو عمل المسيح وفى هذا الشق الثاني نجد إنها تشبه الطريقة الغير مباشرة ويمكن أن تتم هذه الطريقة بان تعطى للشخص الذي تتحدث إليه نبذه أو كتيب أو شريط كاسيت مسجل عليه ترنيم أو وعظ ومنها تصل للهدف إذ نسأله عن رأيه ونبدأ الحديث.
2- How to start dialogue as a individual work – كيفية بداية الحديث في العمل الفردي
أهمية النبذ في ربح النفوس:
قرأ هيدسون تايلور نبذة في مكتبة أبيه وكانت تتكلم عن عمل المسيح الكامل غيرته ليصير أعظم مرسل للصين في العصر الحديث ونبذة أخرى كتبها لوثر فقرأها يوحنا بنيان فخلص وصار أشهر كاتب مسيحي إذ كتب أشهر كتاب مسيحي بعد الكتاب المقدس وهو كتاب سياحة المسيحي وكان بعض المسيحيين من صيادي الإوز في شمال أوروبا يثبتون النبذ المسيحية في أرجل الإوز الذي يصطادونه ويطلقوه ليطير إلى الإسكيمو وكم من نفس في الإسكيمو اصطادت إوزة وقرأت النبذة المثبتة في رجلها فاصطادتها الإوزة للمسيح من خلال كلمة الله التي في النبذة. ليت الرب يعيد العادة الجليلة التي كانت تميز أغلب المسيحيين في الماضي أي توزيع النبذ.
الطريقة الأعتدالية:
وأبدع مثال لهذه الطريقة الاعتدالية هو حديث فيلبس المبشر مع الخصي الحبشي في (أعمال 8: 26- 40).
اقترب إليه فيلبس: دون تفاخر بعلم أو ازدراء بالخصي لجهله ودون إهماله لأهمية الفرد مثل الجماعة لقد كان فيلبس راجع من نهضة روحية يتكلم فيها لآلاف ولكنه لم يحتقر أن يقوده الروح القدس لترك الجماهير والحديث مع فرد “فقال الروح لفيلبس تقدم ورافق هذه المركبة” (أعمال 8: 29).2
كان غيورا فى أن ينفذ مشورة الله: لذلك ركض ولم يضيع الوقت وتمسك بالفرصة التي أتاحها الروح القدس بكل حماس “فبادر إليه فيلبس .. ” (أعمال 8: 30).
لم يعظ مباشرة بل سأله: ” .. ألعلك تفهم ما أنت تقرأ” (أعمال 30:8) وهذا ما أسميناه بالكوبري لإظهار اللطف المسيحي لذلك سمينا هذه الطريقة بأنها اعتداليه فهو لم يضع الوقت ولكنه لم يبدأ بالحديث عن الرب قبل أن يسأله الخصي، مع العلم أن فيلبس كان يمكنه أن يعظه مباشرة من سفر اشعياء كله.
جلس معه: “وطلب إلى فيلبس أن يصعد ويجلس معه” (أعمال 8: 31) أي أنه وضع نفسه فى مكانه كما لبس هدسون تيلور المرسل إلى الصينيين ملابسهم القومية ليقترب منهم. ويقول ت0ر0تورى يفضل أن تجلس بجوار من تتحدث معه فى العمل الفردي وليس أن تجلس أمامه وكأنك المدرس وهو التلميذ وقال آخر يفضل أن لا تضع يدك على كتفه لئلا يشعر وكأنك تشعر في داخلك بالعظمة وانه طفل وبالتالي لا يصح أن تتحدث إليه وأنت جالس وهو واقف.
لم يستخدم اختباراته: فى السامرة ولكنه استخدم المكتوب وبشره بيسوع “ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع” (أعمال 8: 35) وهذا هو الهدف.
تمم الخدمة معه: بعد أن استنار وآمن أن المسيح هو ابن الله عمده “وفيما هما سائران في الطريق أقبلا على ماء فقال الخصي هوذا ماء ماذا يمنع أن اعتمد فقال فيلبس إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز فأجاب وقال أنا أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله. فأمر أن تقف المركبة فنزلا كلاهما إلي الماء فيلبس والخصي فعمده” (أعمال 8: 36-38).
أستودعه للكتاب المقدس والروح القدس: بعد أن أنهى عمله معه ابتعد عن طريق هذا المؤمن الحديث “والآن أستودعكم يا إخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثاً مع جميع المقدسين” (أعمال 32:20) ، “لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم .. بعد قليل لا تبصرونني ثم بعد قليل أيضاً ترونني لأني ذاهب إلى الآب” (يوحنا 7:16، 16) ، “خطف روح الرب فيلبس فلم يبصره الخصي أيضاً وذهب فى طريقه فرحاً” (أعمال 39:8) لكي يتعلق الخصي برب فيلبس وليس بفيلبس ذاته لهذا ذهب الوزير فى طريقه فرحاً رغم أنه لم يعد يبصر فيلبس.
ثالثاً: في طرق البداية الثلاثة ما أن تبدأ الحديث اجتهد أن تكتشف حالة الشخص الذي تتحدث إليه
فالتشخيص بالنسبة للطبيب أهم شئ وبذلك يمكنك معرفة نوعية الشخص الذي تتحدث معه بالأسئلة مع ملاحظة أن الإجابة باللسان ليست دائما ما تكون الصادقة إما للجهل أو الخجل أو التضليل ولكن فى كل الأحوال ستعطيك الإجابة نور عن حالة الشخص.
بمراقبة الوجه: فوجه الإنسان كثيراً ما يعلن ما تخفيه الكلمات مهما كان هذا الإنسان غامض (mask face) وهذا لا يتعارض أبداً مع “لا تدينوا لكي لا تدانوا” (متى 7: 1) ولكنه يتفق مع “احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم ” (متى 7: 15،16) فالغرض ليس أن أدينه بل بالعكس أساعده عندما أعرف حالته لأقدم له العلاج من خلال كلمة الله.
بملاحظة الصوت والتصرفات: فهي أكثر إعلاناً من الكلمات لاحظ إجابات الشاب الغنى فى (متى 19-22:16) فمثلاً إن غضب أحدهم من أسئلتك فهذا دليل على أنه في مرارة الخطية وتعب الضمير ويحاول خداعك أو الهروب.
إرشاد الروح القدس هو أهم كل شيء: فإن تدربنا أن نعتمد على صوت الروح القدس فى داخلنا فلا شك إنه ينير عقولنا ويكشف لنا شخصية من أمامنا ويرشدنا إلى الفصل الكتابي أو ربما الآية أو حتى الكلمة أو ربما الصمت الذي يتناسب مع هذه الحالة.
رابعاً: عندما تعرف حالة الشخص فلتسرع إلى قيادته للمسيح
وهذا ما سنناقشه فى الدروس القادمة.
خامساً: عندما تقود النفس للمسيح
يجب أن تشد الصنارة بمعنى أن تصلى معه ليعلن قبوله للمسيح.
سادساً: اكشف له من الكتاب بركات غفران الخطايا
“له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا (أعمال 43:10)، ” الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله .. الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلي الحياة” (يوحنا 36:3، 24:5).
سابعاً : قدم له وسائط النعمة الخمسة وتابع من ربحتهم
الصلاة: “فقال له الرب قم واذهب إلى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلاً طرسوسياً اسمه شاول لأنه هوذا يصلي” (أعمال 9: 11)
قراءة الكتاب المقدس: “وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به” (1بطرس 2: 2).
الارتباط بالكنيسة التي ينتمي إليها: “كانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات” (أعمال2: 42) “غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضاً وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب” (عبرانين 10: 25).ملاحظة : يجب أن لا يكون هدفي في العمل الفردي ضم هذا الإنسان إلي الكنيسة التي أنتمي إليها بل هدفي أن يقبل المسيح وبعد ذلك يعبد الله حسب النور والمكان الذي يقنعه به الرب.
ترك ما يتعلق بالماضي: تركت المرأة جرتها “فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس” (يوحنا 4: 28)
الشهادة للمسيح وربح آخرين: “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر آمين” (متى 28: 19-20) وينصح بمتابعة الشخص الذي ربحته للمسيح قبل مرور 48 ساعة لوقايته فى فترة الحضانة من هجوم إبليس “والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا” ( لوقا 12:8) .
ذكرنا أن الدكتور ترمبل من أشهر من قاموا بالعمل الفردي خلال القرن التاسع عشر وكيف أنه بنعمة الرب ربح أكثر من 10 آلاف نفس للمسيح خلال 50 عام بالعمل الفردي وأنه قال أن الوصول إلي شخص واحد في وقت واحد هو أفضل طريقة لربح العالم كله فى الوقت المناسب ولكن هل تعلم صديقي القارئ .. صديقتي القارئة كيف تقابل ترمبل مع المسيح؟، يحكي هو ذلك في أحد كتاباته فلقد كان له صديق شاب وكان صديق ترمبل مسيحي حقيقي فأرسل إليه الخطاب يدعوه فيه إلي تسليم حياته للمسيح فسخر ترمبل من خطاب في بادئ الأمر وكان في ذلك الوقت يعمل موظفاً في السكك الحديدية في أمريكا على أنه لم ينس أن يقول في جنازة صديقه هذا: “أني مدين أمام الله بكل شئ أتمتع به في هذه الحياة وفي السماء أيضاً لصديقي المخلص الذي في حبه لي جاهد معي حتى ربحني للمسيح من خلال الخطاب الذي أرسله ليَ.
صديقي القارئ العزيز .. صديقتي القارئة الفاضلة
لا تتوانى من أن ترسل الآن خطاب أو نبذة تبشيرية لكل من تعرفهم لتدعوهم فيها أن يعطوا حياتهم للرب يسوع بالكامل وثق أن النتائج ستكون عظيمة.