10- Evangelism to the children – الكرازة للأطفال

 الدرس العاشر
الكرازة للأطفال
أولاً: الدور الحيوي للكرازة بين الأطفال

عرف يسوع أن الأطفال غالباً ما يُحتقرون ولا تقدر قيمتهم حتى بالنسبة للمؤمنين، لذلك فقد أعطى لنا تحذيراً صريحاً في (متى 18: 6). فعلينا أن نرى الأطفال والخدمة بينهم من خلال عيني يسوع المحبة إذ قال: “دعوا الأطفال يأتون إليًّ”
الأطفال في كل مكان يمكن الوصول إليهم وهم يمتازون على البالغون في أمور كثيرة:
1– الأطفال يولدون متواضعين:
الأطفال يولدون متواضعين ويتعلمون الكبرياء على مر السنين.
في (متى 18: 2، 3) قدم الرب يسوع طفلاً كمثل للبالغين لكي يصبحوا مثله لكي يدخلوا إلى ملكوت السماوات قال أحدهم: “إن الباب لملكوت السماوات ارتفاعه متراً واحداً، الكبار ينبغي أن ينحنوا تواضعاً لكي يدخلوا منه أما الأطفال فيمكنهم الدخول منه مباشرة”.
2- الأطفال قابلين للتعلم:
الأطفال في قمة قدرتهم على التعلم، تملأهم الرغبة في التعلم. الطفل في السابعة من عمره يكون قد تعلم نصف ما سيتعلمه في حياته كلها.
3– الأطفال لديهم الكثير من الفضول:
هذا يمكّنهم من التجاوب مع القصص ووسائل الإيضاح المختلفة التي تستأثر انتباه الأطفال.
4- معتادين على قبول الهدايا والعطايا:
الأطفال يأخذون كل شيء من غيرهم (الأكل، اللبس، اللعب، .. إلخ) لهذا فمن السهل جداً توضيح أن عطية الله للحياة الأبدية فعالة لهم ليقبلوها بالإيمان (رو 6: 23).
5– معتمدين على الغير:
يملأهم الشعور بالاحتياج في حياتهم الصغيرة، وهم ينظرون إلى الكبارلطلب المساعدة وليسوا مترفعين عن طلب هذه المساعدة.
6– الرب يحبهم حباً كبيراً:
كما جاء في (متى 19: 13-15)
7– مستعدين أن يؤمنوا:
الكثير جداً من القادة الروحيين في العالم قبلوا الإيمان وهم بعد أطفال فلا يجب أن نعثر الاطفال(مت18:6).

ثانياً: الوصول إلى الأطفال في خدمات موجهة للكبار
لو أنك في اجتماع يجمع بين كبار وصغار، لا يمكن أن تتوقع أن الحديث الموجه أصلاً إلى الكبار يمكن أن يصل إلى الصغار.
عليك أن توجه رسالتك نحو اهتمام الصغار ومستوى فهمهم لأنك بذلك تتأكد أنك وصلت إلى الاثنين معاً، مع ملاحظة أن ما تقوله ينبغي أن توضحه بالكلام وبالحركات أيضاً.

ثالثاً: مجهودات خاصة بالأطفال أثناء خدمات كرازية
إنه من المفيد جداً تخطيط اجتماع كرازي للأطفال في نفس وقت الاجتماعات التي تعقد للكبار لأن الواحد يكمل الآخر. ولا يخفي أن حماس الأطفال وإلحاحهم في الحضور يساعد على جذب والديهم للاجتماع بينما هناك الفرصة الدائمة للوصول إلى أبناء الأخوة المؤمنين بمستوى أعمق من الالتزام.

رابعاً: خدمات كرازية خاصة بالأطفال:
إن حياة واهتمامات الأطفال تختلف عن الكبار. فإن عالمهم أصغر وأبسط وما زالوا يتمتعون بالاكتشافات الجديدة والخيال ما زال أهم ما في حياتهم. وفي نفس الوقت فإنهم يدركون معنى الفشل وتأثير الخطية في حياتهم. والهدف من هذه الخدمات الخاصة ما يلي:
1- حصد ما سبق أن ألقي من بذار في الماضي.
2- استعادة اهتمام الأطفال الذين يمكن أن يكون الملل قد سيطر عليهم مع حفظ حماس باقي المجموعة وتأكيد ارتباطهم بالكنيسة من خلال الأساليب المتجددة المختلفة.
3- المساعدة في عملية النضج في حياة الأطفال الذين سبق أن آمنوا بالرب يسوع.
4- توفير فرصة للأطفال المؤمنين للشهادة عن طريق دعوة أصدقاء آخرين.
5- زرع بذار المعرفة الكتابية في الأطفال الذين لم يعتادوا حضور الكنيسة مع توقع أن تثمر هذه البذار في المستقبل.

التخطيط لهذه الخدمات الكرازية
البرنامج
يجب مراعاة ما يأتي في وضع البرامج:
أ . ينبغي ألا يكون البرنامج طموحاً أكثر من قدرة الفريق الفعلية.
ب. يراعى الموعد تبعاً لظروف المكان والعائلات التي تأتي منها الأطفال.
ج. مستوى أعمار الأطفال؛ ويمكن الوصول إلى الأطفال من سن 4-11 سنة بنفس الأسلوب. يمكن تقسيمهم إلى مجموعتين 4-7 سنة، 7-11 سنة.
د. عدد الفريق المتاح وإمكانية الهدايا التي يمكن تقديمها للأطفال.
ه‍. ملاحظة الأحداث أو الاجتماعات الأخرى التي يمكن أن تكون موجودة في المنطقة ويمكن أن تؤثر سلبياً على حضور الأطفال.
و. إمكانات المكان وعدد الأطفال بما يكفل الراحة وحرية الحركة.

ومن الخبرة، نقدم الملاحظتين الآتيتين:
1- إن كنت تخطط برنامج وهدفك جذب انتباه الأولاد يجب ألا تبني المادة التي تقدمها على قصة بطلتها إحدى البنات أو عن موضوع يهم البنات أكثر.
مثلاً: إن كنت تقدم قصة عن بنت لطيفة اسمها نادية فإنك ستجد أن الأولاد الموجودين يفقدون الاهتمام من أول لحظة بينما لو كان القصة بطلها ولد اسمه عادل نجد أن كل من البنات والأولاد يريدون أن يعرفوا ما حدث معه.
2- استخدم موضوع مثير لاهتمام الأطفال ذا شكل غير تقليدي أو روحي ليساعد على جذب المزيد من الأطفال الذين يحبون الإثارة.

مكونات برنامج ناجح:
1-فرصة للترانيم:
فرصة محددة (متوسطة الطول) من الترانيم التي لها معنى واضح ومضمون كتابي ويمكن استخدام الترانيم التي تصاحبها الحركات في وسط الترانيم لتجديد نشاط الأطفال.
2- أسئلة ومسابقات:
تساعد الأطفال عن تذكر ما سبق أن تحدثنا عنه في الأيام السابقة، وتحمسهم عن طريق المنافسة غير المبالغ فيها وهناك بعض التحذيرات:

أ . المسابقة لا ينبغي أن تكون أطول من اللازم.
ب. نظام النقط للإجابات الصحيحة ينبغي أن يتم شرحه بوضوح.
ج. القواعد الموضوعة ينبغي مراعاتها بكل دقة لكي لا تفهم بعدم العدل.
د. لا تكرر نفس السؤال، إذا لم يستطيع الطفل الأول الإجابة فعليك أن تقدم الإجابة الصحيحة بنفسك وتنتقل إلى سؤال آخر.
ه‍. نظام رفع الأيدي يساعد على النظام.
و. الأسئلة ينبغي أن تكون بسيطة ومفهومة.
ز. في حالة الإجابة الخاطئة يفضل عدم التصريح بأن هذا خطأ لكن يمكن استخدام تعبير “مش بالضبط”. كن مشجعاً للأطفال.

3– المسابقات الكتابية:
إذا كان هناك كتب مقدسة كافية يمكن ترتيب هذه المسابقة لمساعدة الأطفال على استخدام الكتاب المقدس. ويمكن استغلال هذا لتوضيح الدرس أو الموضوع.
أ . اختر سبعة شواهد سهلة بها كلمة مشتركة مثل الإيمان، المحبة، الصليب.
ب. اطلب من الأولاد أن يرفعوا الكتاب المقدس لأعلى ولا يبدءوا قبل إعطاء الإشارة بالبدء.
ج. ابدأ بذكر الإصحاح والعدد عدة مرات قبل أن تذكر اسم السفر، هذا يمنع أن يبدأ أحدهم قبل الآخر وبعد أن تقول السفر كرر الإصحاح والعدد عدة مرات أخرى.
د.  الطفل الذي يقف ويقرأ بصوت مسموع الكلمات الثلاثة الأولى من الآية، يأتي ويقف في مكان محدد في الأمام وهكذا حتى تستكمل كل الآيات.
ه‍. يطلب من كل واحد من الأطفال أن يقرأ الآية التي وجدها بصوت مسموع بينما يطلب من الجميع محاولة اكتشاف الكلمة المشتركة بين الآيات كلها.

4– آية الحفظ:
ينبغي أن تكون آية الحفظ متوسطة الطول وتتمشى مع موضوع الدرس، يمكن استغلال عنصر المناقشة. كما يمكن تحضير لوحات بعدد كلمات الآية حيث يمكن تكوينها أمام عيون الأطفال أثناء الحفظ وأثناء التسميع.

5– إشراك الأطفال في البرنامج:
تعيين أحد الأطفال للقيام بأي دور فيما يجري يساعد الأطفال على المحافظة على اهتمامهم عن طريق مشاركتهم لهذا الطفل فيما يفعل.

6– الدرس:
أ . من المهم جداً أن الدرس يكون له مضمون كتابي لكي يعمل الروح القدس به.
ب. عدم المبالغة في استخدام قصص خارجية مهما كانت شيقة.
ج. لا مجال للهواة أو المدرسين غير المدربين في تقديم الدرس الرئيسي.
د. الدرس ينبغي أن يقدم في أبسط لغة بحيث يكون مفهوم للجميع.
ه‍. استخدام الوسائل الإيضاحية أمر حيوي جداً مهما كانت بساطتها لأن الأطفال يتذكرون80 % مما يرونه أكثر مما يسمعونه.
و . أمثلة للوسائل الإيضاحية:
اللوحة الوبرية، الصورة الكبيرة، الفانوس السحري، اللوحات المضيئة، النماذج، كلمات كبيرة على لوحات، العرائس، الرسومات البسيطة، الأشخاص، الأدوات اليومية.
ولا تنسى أنك أنت شخصياً خير وسيلة باستخدامك جسمك وتعبيرات وجهك ونبرات صوتك.

7– الفريق الذي تحتاجه:
أ . كلما استعنت بأهل البلد كلما أعطيت فرصة أكبر للاستمرار.
ب. التركيز على الذين عندهم مواهب لمحادثة الأطفال لتقديم الفقرات الرئيسية.
ج. استغلال الآخرين ولا سيما مصادقة الأطفال وملاحظة الفصول والتحكيم في المسابقات … إلخ.
تقديم الدعوة في نهاية الخدمة:
1- إن تقديم دعوة عامة للأطفال غير مجدي وغير سليم لسهولة تأثرهم ببعضهم البعض أو محاولتهم مجاملة المدرس.
2- خير وسيلة هي إتاحة عدد من  المرشدين الذين يرتدون شارة واضحة أو الإشارة بالاسم لبعض المدرسين المعروفين وتشجيع الأطفال الذين يريدون تسليم حياتهم للمسيح أن يتصلوا بهم بعد الخدمة.
3- يمكن تخصيص وقت معين ومكان محدد لهذه المقابلات على أن يتفرغ هؤلاء المرشدين تماماً لهذا الأمر حتى لا يجد الطفل صعوبة في الوصول إليهم.
4- يمكن تخصيص صندوق في مكان واضح يمكن للطفل الذي يريد أن يزوره أحد لمساعدته على دعوة المسيح إلى حياته أن يضع ورقة عليها اسمه.
5- يجب مراعاة عدم الضغط على الأطفال لاتخاذ قرار معين.
6- يجب توضيح العناصر الآتية مدعمة بآية واحدة منها:
أ . أنا خاطئ.
ب. لا أستطيع أن أخلص نفسي.
ج. يسوع أحبني حتى أنه مات عني ليأخذ دينونة خطيتي.
د. ينبغي أن أكون متأسف وابتعد عن كل الأمور الخاطئة في حياتي.
ه‍. يجب أن أطلب من الرب يسوع أن يسامحني ويدخل إلى حياتي.