هل هو من كان على الصليب؟

هناك الكثير من شكوّا بأن المسيح نفسه هو الذي صلب على تلة تدعى الجلجثة خارج مدينة أورشليم، فمنهم من قال أن الله وضع شخصا آخر ثم رفعّه مباشرة إلى السماء لكي لا يذق الموت، ومنهم من قال أن هذا المشهد هو مسرحية لا صدق فيها، وأيضا منهم من قال “اصلبه اصلبه دمه علينا وعلى أولادنا”.

 

ولكن الله قد له موقف آخر من كل هذه التباينات مع بعضها البعض، فقد أعلن وبالروح القدس أن هذا المشهد الرهيب الذي يقدّم المسيح معلقا بين الأرض والسماء مصادق عليه من فوق لأن المسيح جاء لكي يحمل خطايانا فكان هو نفسه من صلب على الصليب “فخرج وهو حامل صليبه الى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة، حيث صلبوه وصلبوا اثنين آخرين معه من هنا وهنا ويسوع في الوسط” (يوحنا 17:19).

هو لم يشبّه به ولا وضع أحدا مكانه، لأن المشروع الإلهي منذ البداية كان أن ياتي المسيح بنفسه متواضعا ومنسحقا ليأخذ صورة عبد فقد شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية، عطش وتحمل التعب الجدّي و حينما انتهت مدّت خدمته وجّه أنظاره نحو الجلجثة ومباشرة ذهب بصمت لكي يصلب وهناك تحمل كل الالام الجسدية واللاهوتية التي هي أصعب وحمل خطايانا “وكان إناء موضوعا مملوا خلاّ. فملأوا إسفنجة من الخلّ ووضعوها على زوفا وقّدموها إلى فمه، فلما أخذ يسوع الخلّ قال قد أكمل. ونكس رأسه وأسلم الروح” (يوحنا 29:19)، فلا مجال للشك بأن المسيح هو من كان على الصليب.

وهذه أيضا لم تكن مسرحية أو حادثة عابرة أو مزحة بل كانت حدثا رهيبا وملزما، رب المجد الحامل كل الأشياء في كلمة قدرته وبدون أي تعليق قبل الموت طوعا واختيارا فكان كنعجة صامته لم يفتح فاه أمام جازيه، فحمل ثقل خطايانا على منكبيه وسال منه دما طاهرا ثمينا بلا عيب لكي يمحو عيبنا وآثامنا فكان هذا الحدث جديا “عالمين أنكم افتديتم لا باشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الأباء، بل بدم كريم من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح” (1 بطرس 18:1).

وللذين قالوا اصلبه اصلبه دمه علينا وعلى أولادنا لم يستوعبوا من هو الذي أقام اليعازر من بين الأموات ومن الذي شفى الأعمى ومن الذي أوقف البحر بكلمة منه ولم يعلموا أن يسوع الناصري هو الذي كتب عنه 339 نبوة في العهد القديم، وهو الذي جاء من أجل خاصته وهم لم يقبلوه “إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة. هذا رفعه الله بيمينه رئيسا ومخلصا ليعطي اسرائيل التوبة وغفران الخطايا” (أعمال 30:5)، وكان من بينهم حفنة من اليهود الذين أيقنوا أن المسيح نفسه هو الذي صلب ومن ثم هم الذين قلبوا المسكونة ودخلت المسيحية إلى العالم أجمع.

هذه الرسالة أقدّمها لجميع من يشك بمصداقية صلب المسيح، فالقلب والفكر والكتاب المقدس و التاريخ المدني يشهد أن المسيح صلب حاملا إكليل شوك ومات ومن ثم قام في اليوم الثالث ظافرا على أرهب عدو لكي يختم بقيامته مصداقية هذا الحدث الذي غيّر كل شيء في داخل النفس البشرية، فهل تؤمن بعمل الله من أجلك لكي تنال الحياة الأبدية؟

elhaq.com