هل التوبة قرار في يوم؟ ام قرار في كل يوم؟

كثيرا ما نسمع عن التوبة، ولكن ما هي التوبة الحقيقية؟ كثيرا ما يقلق البعض حول توبتهم ومعنى التوبة. فهل هي مجرد صلاة وترديد بعض الجمل؟ أم هي كراهية للخطية، هل تحدث في لحظة ام هي عمل مستمر طول العمر؟ سيساعدك هذا الدرس لتعرف معنى توبة الحياة، وحياة التوبة لتعيش ابنا حقيقياً لله

معنى التوبة

التوبة هي تغيير الاتجاه، هي القرار بتغيير مسار حياتك بالكامل من الظلمة إلى النور.. من الخطية إلى البر.. كما فعل الأنبا موسى الأسود. هي لحظة اتخاذ القرار القلبي بقبول السيد المسيح ليملك على الحياة بجملتها. وهي اللحظة الفاصلة في حياتك لبدء السير بحسب ارادة الله .. فهل مررت بهذه التجربة؟ اعرف اكثر

لكنك قد تتساءل قائلاً إنه قرار صعب، فكيف سأترك الخطية المحبوبة لي؟ هل سأترك أصدقائي الذين يجرونني الى ما لا يرضي الله؟ هل معنى هذا أني سأترك عملي المرتبط اصلاً بعمل بعض الخطايا؟ هذا صعب، لا استطيع … إلخ. إن الله يعرف جيدا كل هذا، ومهما كانت الخطية المحبوبة لك فالسؤال الأهم الآن :

هل تريد حقاً الحياة مع المسيح؟
هل تريد أن تتبع الرب يسوع المسيح بكامل الحياة، وتترك حياة الخطية والشر لتتبع السيد المسيح المخلص والسيد؟ هل فعلاً تريد بدء حياة جديدة مع الرب يسوع مهما بدت صعبة وربما مستحيلة على طبيعتك البشرية؟ إن الذي غير بولس وموسى الأسود وأغسطينوس والملايين يستطيع أن يغيرك إذا أردت وطلبت أنت ذلك.
فهؤلاء الأشخاص أرادوا التغيير فتغيروا، ولم يكن ذلك بقدرتهم  أو قوتهم ..  لقد بدأوا التوبة ليس بتغيير سلوكهم خطوة فخطوة. ولكن عندما قرروا أن يعطوا حياتهم بالكامل للرب يسوع المسيح ليدخل حياتهم ويُغّير قلوبهم ومستقبلهم. فالتوبة ببساطة تعني قرار تغيير الاتجاه، هي رجوع إلى الله. أما  بخصوص ترك الخطايا فهو نتيجة طبيعية للتوبة وتغيير اتجاه القلب.

توبة الحياة. هي قرار الرجوع إلى حضن الاب:
الإبن الذي رجع لأبيه مثال واضح للتوبة (لو15 :11 – 32)
بمفهومنا الخاطئ عن التوبة كان على هذا الابن لكي يصلح موقفه أن: يرجّع اولاً كل ما أخذه من أبيه وقت رحيله، وأن يقدم إعتذاراً رسمياً أمام كل أهل البلدة التى أهان أباه فيها، وأن يرجع بصورة تليق به للعودة والوقوف أمام أبيه العظيم ، …..الخ. ولكن ببساطة كل هذا كان مستحيلاً أن يفعله والسبب لأنه لا يستطيع، وهذا هو عجز الإنسان.

لكن ماذا فعل الابن إذاً؟.. رجع لنفسه (تفكير صحيح وإدراك واقعى) وقرر أن يرجع إلى أبيه ويقول له أخطأت (التفكير الصحيح يقود إلى قرار صحيح) وبعدها نفذّ. فقام وجاء الى أبوه (اتخذ خطوة عملية). فالتوبة فى حياة هذا الابن هى رجوعه الى أبيه بندم على حياته وإدراكاً لعجزه وموته المُحتم بدون أبيه. (فهو فكرّ وقررّ ونفذّ). والنتيجة أن: لما رآه أبيه من بعيد ركض ووقع على عنقه وقبّله وأمر بالإحتفال به.. لقد احتفل الاب برجوع ابنه، وليس لان ابنه أصلح ما إقترفه من أخطاء.

حياة التوبة. هي سلوك التائب الحقيقي طول العمر
هي ان نحيا كل يوم “كأولاد لله” بعد رجوعنا لحضن الاب. حياة التوبة هى تلك الحياة التى أحياها وأنا فى مسيرتى مع الله كل يوم بعد ما بدأت التوبة، لكى أستمر معه فى شركة دائمة.. وببساطة فإن حياة التوبة في جوهرها لا تعني أن أُصلي قائلاً “يارب… انقِذني من خطية كذا وخطية كذا و….”، ولا تعني أن أندم على الخطايا التي أفعلها، بل حياة التوبة الحقيقية هي “الإمتلاء من محبة الله أكثر وأكثر” وعندما يحدث هذا أجد نفسي أكره الخطية وتتلاشى إشتياقاتي لها تدريجياً.. ولا يكون تركيزي هو مجرد الهروب من الخطية فحسب وإنما أن أعيش يوماً فيوم حياة أكثر شبهاً بالمسيح يسوع . أما عن كيف أمتلئ من محبة المسيح فهذا دور وسائط النعمة المختلفة والتى تجدها فى سلسلة كيف انمو

صلاة:
يارب يسوع أعترف بمحاولاتى الفاشلة الكثيرة لأن أُرضيك وأن أكون إنساناً مُختلفاً.. لكنى آتى إليك لتردنى إليك.. ولتملك قلبى وحياتى فتكون رباً عليها وتملأنى بمحبتك حتى أعيش الشركة الحقيقية معك كل يوم.. آمين