مجد الرب أم مجد الناس

مجد الرب يسوع ومجد الناس

“مجداً من الناس لست أقبل” (يو 5: 41)
“لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله” (يو 12: 43)

إن كثيرين من الرجال والنساء يطلبون المجد، ويكرسون في ذلك كل طاقاتهم وكل وقتهم وكل حياتهم. ويمكن أن نُعجب بهم إذ نراهم يسعون نحو غرض واحد، ولكنهم لا يعملون إلا ما يرضي كبرياءهم الشخصي. والتباين مُطلق بين المجد الذي يُحيطون أنفسهم به، وبين المجد الذي للمسيح الذي هو مكلل به الآن :

* فأناس أقوياء أسسوا امبراطوريات بالقوة، أما الرب يسوع فقد كوّن عائلة روحية بالمحبة.

* وشخصيات عظيمة تخلّد ذكراهم عن طريق إقامة أضرحة لهم، أما قبر الرب يسوع فهو فارغ ولا أحد يعرف بالتأكيد أين هو.

* الناس يسعون لتغيير المجتمع ولكن بدون نجاح، أما الرب يسوع فهو يغير القلوب.

* الناس يجرون من قارة إلى أخرى للترويج لأفكارهم، أما الرب يسوع فهو لم يترك أرضه أبداً.

* الناس يتركون خلفهم أعمالاً فنية حتى لا تُنسى أسماؤهم، أما الرب يسوع فهو يُقيم بيتاً روحياً غير منظور للعين البشرية.

* الناس يبحثون عن الأعمال العظيمة الأكثر إبهاراً، أما الرب يسوع ابن الله فلم يكن له أحد ليتفوق عليه.

* الناس يكوّمون الثروات، أما الرب يسوع فلم تكن له أية أموال مادية.

* جموع كبيرة تُحيط بنجوم الرياضة والإعلام والموسيقى … ويهتفون لهم ويطلبون توقيعاتهم أو مخطوطاتهم. أما الرب يسوع فلم يكن له سوى بضع تلاميذ عندما ترك الأرض ولم يكتب شيئاً.

إن ما يطلبه الناس هو عكس ما كان يفعله الرب يسوع. إنهم يطلبون مجدهم الذاتي الزائل. في كل شيء كان غرض ابن الله هو أن يمجد الله وحده. فبعد معجزة إكثار الخبز، علم أن الناس مزمعين أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً “وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف أيضا إلى الجبل وحده” (يو 6: 15 ).

وبعد أن هتف الجمع له ملكاً قبل محاكمته ببضعة أيام، دخل الرب إلى أورشليم وفي الهيكل، ولكنه خرج منه ليقضي الليل مع تلاميذه في بيت عنيا “فدخل يسوع أورشليم والهيكل، ولما نظر حوله إلى كل شيء إذ كان الوقت قد أمسى، خرج إلى بيت عنيا مع الاثني عشر”(مر 11: 11). إنه لم يقبل أبداً المجد الآتي من الناس

أيها المؤمنون الأحباء، ليتنا لا نسعى لأن نعمل لأنفسنا اسماً! إن الرب لم يُرِد أبداً أن يلفت الأنظار إليه!

 

جمعية خلاص النفوس