المحبة لا تسقط أبدا – Love never fails

ولكن هناك طريقة واحدة يذكر الكتاب المقدس عنها أنها لم ولن تسقط أمام أى إختبار أو متغيرات أو ثقافات أو أفكار. فالمحبة هى الوسيلة الوحيدة التي صالحت السماء بالأرض. بالمحبة يستطيع الدنيئ أن يحظى بكرامة ويجد له قيمة في عين من يحبه. بالمحبة عرفنا العالم الذي لا ينحصر فكره فقط على الذاتية والأنا، وشبع النفس فحسب، إنما إنسلخت من القوقعة وتخطت حدود الأنا، لتفكر في الآخرين.

بالمحبة تتجدد الأرض والعالم كله، فعندما ينزوي الإنسان بمحبته على نفسه فقط، ويموت هذا الإنسان، تموت معه هذه المحبة، فلا تخرج خارج إطار هذا الجسد الذي يُواريه التراب. ولكن عندما تنطلق المحبة من الإنسان إلى آخرين، ويموت هذا الإنسان، لا تتوقف المحبة عنده فقط، بل تمتد وتُثمر في الأخرين. فمع كونه ميت بالجسد، إلا أنه يظل يتكلم بمحبته العاملة في الآخرين.
تتجسد هذه المحبة في الله الواهب حب وحياة للبشرية. الشمس لا تفرق بين شرير وصالح عندما تلقي بآشعتها على وجه البسيطة، فتحجب عن هذا وتمنح لذاك. فإذا كانت الشمس وهى شئ جامد يهب الدفء والنور للجميع دون فرق، فكم وكم يكون الأمر مع الله الذي هو محبة (الله محبة)

نتسابق في المناسبات والأعياد لتقديم المحبة لذوينا وأقربائنا، من خلال أشياء عينية أو هدايا، أو بعض الكلمات المصحوبة ببعض المشاعر المرهفة والرقيقة، التي لا يُخطئ أبداً متلقيها في فهمها والإستمتاع بها.
لكن هناك من أحب، بدون مناسبة، وبدون أى ميزة فيمن أحبهم. فقط لأنه محبة، وهذا الشخص هو الله، عندما أحب العالم أجمع، أحبهم إلى المنتهى. أحبهم وقد كلفه هذا الحب ثمناً باهظاً. حياة إبنه. هذا الإبن الوحيد قدم ذاته دون تأخير، طواعيةً دون أى شرط، لا لشئ إلا لأنه أحب كل إنسان.

الله في محبته الفائقة قد دبر لنا خطة الفداء الثمين إذ أرسل المسيح ليكفر عن خطايانا بموته على الصليب، كما هو مكتوب “أن المسيح مات من أجل خطايانا” (1كو15: 3)
وثمة دليل آخر على محبة الله الشديدة للإنسان هو:
أنه يطرق على باب حياتك. يقول الرب يسوع المسيح: “هأنذا واقف على الباب وأقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي” (رؤيا3: 20)
فبكل الحب، الرب مستعد أن يغفر خطايانا مهما كانت بشعة وقبيحة، فقط إن كنا نعترف بها ونطلب منه المعونة حتى يحفظنا منها. فالكتاب المقدس يقول: “إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” (1يو1: 9).

الله في محبته لا يجبر إنسانا على قبوله، ولكنه يقف على الباب ويقرع بالحب، وينتظر من الإنسان أن يتجاوب معه بالحب. ولهذا قال الرسول يوحنا الحبيب: “نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً” (1يو4: 19)
فكل ما تراه من حب في هذا العالم، إنما هو ممتد من محبة الله الفائقة التي لا تستطيع المياه الكثيرة أن تُطفئها، هيا أخي الحبيب لتدرك حب الله الذي بلا حدود لشخصك؟

هل ترغب في أن تبادله حبا بحب؟
هل تريد أن تتمتع ببركات هذا الحب، من فداء وغفران وحياة أبدية؟
هل تحب أن تطلب منه الآن لكي يحل في قلبك؟ وهل تثق أنه يستجيب لك؟
هل أنت مستعد أن تتمم خلاصك في محيط هذا الحب اللانهائي.
طلبتي إلى الله أن يعطيك نعمة لكي تتخذ قرارا حاسما الآن، ولا تؤجل الفرصة.