الخدمة

الله يدعونا إلى الخدمة، ليس الخدمة بهدف المركز أو المنصب، أو الخدمة للتباهي والتظاهر بالقدرات والإمكانيات، ولكن الخدمة المتواضعة الخاضعة. الخدمة التي هي أسلوب حياة. الخدمة التي تتسم بالمحبة، الخدمة التي تتجاوب مع الاحتياج، الخدمة التي تسعى لرضا الله، الخدمة التي هدفها خير الآخرين، الخدمة التي لا تسعى لتسليط الأضواء. إنها الخدمة التي تتضع وتضع نفسها من أجل الآخرين، إنها الخدمة التي تسمع بإنصات، والتي تتقبّل النقد دون أن تهاجم أو تدافع، والتي لا تعمل وحدها ولكنها تشترك مع الآخرين.

إن أكبر عقبة تقف أمام الخدمة هي الذات، فالذات تجعل الإنسان يفكّر بنفسه فقط، ويحارب من أجل مصلحته. الذات تمنع الإنسان من أن يخرج خارج دائرة نفسه ومصلحته، ولا تجعله يتواضع ويخضع لله أولاً ولأخوته المؤمنين.

الله يريدنا أن نخدم بتواضع وأن نضع ذواتنا جانبًا. فالخادم المتواضع صاحب الخدمة الخاضعة يمكنه أن يتعاطف مع الضعفاء ويتمهّل عليهم، ويسرّ ويفرح مع غيره ويحزن ويبكي معهم كذلك. هو الذي يشجّع ويتحنّن، وهو الذي يمكنه أن يزرع السلام.

هو الخادم الذي مثاله هو الرب يسوع حيث قال: “أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.” يوحنا 10: 11. ومنه نتعلّم أن نقدّم أنفسنا بتواضع من أجل الآخرين. فلا للذات ونعم لمجد الله وخير الآخرين.

 

الطريق