هل يمكن أن يكون لله وجه وساق وذراع؟

كتب بشار في رسالة موجهة يقول فيها يا معشر النصارى أنتم تهينون الله بقولكم انه اتخذ جسدا وله وجه وذراع وساق! يخلط السائل النجيب بين ظهور المسيح في جسد بشري ووصف الله الاب بان له جسداً، ونؤكد هنا ان الحديث عن يد المسيح في تجسده شئ والحديث عن الذات الالهية بان الله له يد شئ مختلف.

 

القول عن الله تعالى بان ذراعه قديره لا يعني ان الله يملك يد بشرية من اصابع وعروق يجري الدم بها، بل هذه كناية عن قدرة الله تعالى وليس في ذلك غضض. تحدث القران مرارا عن يد الله وسمعه وبصره ووجهه وقد فسرالبغوي ذلك قائلا عن يدي الله انهما مبسوطتان ويد الله صفة من صفاته كالسمع والبصر والوجه .. والله خلق بيديه كما في الفتح 10 وكما في سورة المائدة 64

ولا تنسى انه بالرغم من أننا لا نصف ذات الله فان القرآن يؤكد أن المؤمنون في القيامة سوف يرون وجه الله: (وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة) [القيامة22-23:] ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [المطففين: 15]

وفي الصحيحين من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال: “كنا جلوساً مع النبي صلعم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال ” إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته ”

قول أبي حامد الغزالي: «ولا تظنن أن أهل الجنة عند النظر إلى وجه الله تعالى يبقى للذة الحور والقصور متسع في قلوبهم، بل تلك اللذة بالإضافة إلى لذة نعيم أهل الجنة كلذة ملك الدنيا والاستيلاء على أطراف الأرض ورقاب الخلق بالإضافة إلى لذة الاستيلاء على عصفور واللعب به، والطالبون لنعيم الجنة عند أهل المعرفة وأرباب القلوب كالصبي الطالب للعب بالعصفور التارك للذة الملك وذلك لقصوره عن إدراك لذة الملك » إحياء علوم الدين4/227

هذا عن وجه الله والان لنأتي الى ساق الله: قد أخرج البخاري وغيره عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً” وهذا الحديث ثابت من طرق في الصحيحين وغيرهما، وله ألفاظ في بعضها طول، وهو حديث مشهور معروف. وأخرج ابن منده عن أبي هريرة في الآية قال: يكشف الله عز وجل عن ساقه. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن منده عن ابن مسعود في الآية قال: يكشف عن ساقه تبارك وتعالى

لا يؤمن المسيحيون بان الآب له جسد بشريً بل هو روح وقد أعلن المسيح ذلك في انجيل يوحنا الاصحاح الرابع فقال “اللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا”. الأمر العجيب أن الله يمكن أن يرى في المسيح وقد أكد المسيح ذلك في حواره مع فيلبس عندما قال للمسيح أرنا الآب وكفانا فقال له يسوع “أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟”

اإعتاد الانسان ان يعرف عن الله فيسمع ويقرأ عنه لكن في المسيح نحن لا نعرف عنه بل نعرفه هو اذ يقبل ان يسكن ويحيا فينا ويتحاور معنا و الينا ولا يدعونا عبيد بل احباء بل وابناء له. يوحنا 15:15 ويوحنا 12:1

ان العلاقة الشخصية مع يسوع المسيح ليست مجرد ممارسات وصلوات نرفعها اليه لعله يسمعها ويقبلها. بل هي حياة وتواصل حي مع المنتصر الغالب على كل قوى الشر. وهو امين ووعد قائلا ثقوا انا قد غلبت العالم.

 

هل تتحاور معه وتطلب منه ان يعلن ذاته لك ويتحدث اليك.

إن آمنت به ورحبت به يرحب بك ويقبل ان يدخل الى حياتك

ويحدث فيها تغييرا جوهريا فتصبح طاهرا نقيا وتقدر ان تعرف صوته وتميزه.

 

نور لجميع الأمم