((عيسى عند أغلب العرب هو تعريب الاسم اليوناني إيسو. ويسوع عند بعض العرب هو تعريب الاسم العبري يشوع. وفي كلتا الحالتين، هذا الاسم يعني نجاة أو إنقاذا من عند الله. ))
لقد قدم المسيح الكثير. لكن هل هو حقاً المنقذ ؟
عيسى الناصري.
هو واحد من أعظم شخصيات التأريخ . قد بلغ مركز الريادة في التأريخ الإنساني، سيدنا المسيح عيسى غيّر كل شيء .. ابتداءً من نظامنا القضائي إلى إدراكنا ومفهومنا للزمن.
لكن في الحقيقة، من هو ؟
الكتاب المقدس يخبرنا أن سيدنا المسيح عيسى بن مريم ولد من عذراء، عاش حياة طاهرة خالية من أي خطيئة أو ذنب، ورسالته كانت لسنوات قليلة في فلسطين قبل أن يصلب على يد الرومان. فبعد ثلاثة أيام من صلبه قام من بين الأموات … وبعث حيّاً .. وشاهده 500 إنسان على الأقل ، وبعد هذا بقليل صعد إلى السماء.
وخلال حياته على الأرض، كانت لسيدنا عيسى بن مريم القدرة على غفران الخطايا، والقوة على طرد الشياطين، وتقرير المصير الأبدي للبشر. باختصار أعلن نفسه المنقذ والشفيع.
وبدون الوقوع في أي خطأ فأن قصة حياة المسيح عيسى يصعب تصديقها، وتبدوا لبعض الناس مستحيلة التصديق بل غير حقيقة. فهم يعتقدون أنه من الممكن أن يكون عيسى شخصية دينية مهمة، أو معلم أخلاقي عظيم، ولكن ليس المنقذ أو الشفيع.
ولربما هذا الافتراض يبدوا مقبولاً. لكن الأستاذ السابق في جامعة أكسفوردِ لويس وضّح في كتابه “المسيحية المجرّدة” قائلاً: “إن شخصاً كان مجرد إنسان وقال مثلما قال عيسى، فهو لا يمكن أن يكون معلم أخلاقي عظيم. بل هو اكبر من ذلك بكثير. عليك أن تختار، إما هذا الرجل هو المسيح الملك المنتظر، أو لا”.
ثم يضيف لويس: “يمكنك أن لا تستمع إليه، ويمكنك أن لا تؤمن به، أو يمكنك أن تسقط عند قدميه وتدعوه سيدي ومولاي. لكن لنبتعد عن التظاهر الأجوف باحترامه بقولنا أنه مجرد معلم أخلاقي عظيم. هو نفسه لم يترك هذا الاختيار لنا، ولم يقصد ذلك”.
بدعة أو خرافة ؟
هل طلب عيسى بأن يكون المولى هو ليس سوى بدعة أو خرافة من خيال الكنيسة المبكرة؟ أو أضيف ذلك إلى الكتاب المقدس من قبل اتباع السيد المسيح عيسى؟
إنها فكرة قد تبدو مثيرة للجدل، لكن معظم العلماء يعتقدون بأن على الأقل ثلاثة من بشارات الإنجيل “متى ، مرقس ، ولوقا” قد كتبت في جيل المسيح عيسى نفسه.
ولقد كان هناك شهود عيان كثيرين مازالوا أحياء ليبدون اعتراضهم على كتابات القرن الأول الميلادي، لكن ليس هناك أي دليل على حدوث هذا..
في الحقيقة هناك اكثر من دليل موثوق به على مصداقية العهد الجديد وصحته تفوق مصداقية أية عشرة أعمالمن الأدب الكلاسيكي مجتمعة معاً. على سبيل المثال، مؤرخو اليونان القدماء يعتمدون على ثمانية فقط من مخطوطات ثوسيدايدس التاريخية لحرب بيولبونيسيان
(Thucydide’s History of the Peloponnesian War) التي كتب أحدثها بعد 1300 سنة من النسخة الأصلية.
في نفس الوقت علماء الكتاب المقدس عندهم اليوم اكثر من 20000 نسخة من مخطوطات العهد الجديد كتب أقدمها 200 سنة بعد مولد المسيح.
أخيراً ليس هناك أي شك بأن اتباع المسيح الأوائل آمنوا وتبعوا شخصاً من مواطنيهم على انه المسيح الملك المنتظر.
وفي الحقيقة إذا كان سيدنا عيسى لم يدعي انه المسيح الملك المنتظر إذاً لماذا مجموعة من المؤمنين بالتوحيد (المؤمنون بالله كواحد أحد) سقطوا وخروا عند قدميه؟
حق أو باطل؟
إذا ادعى عيسى حقاً أنه المسيح الملك المنقذ والمنتظر .. إذاً ماذا بعد ذلك؟
ببساطة ضع ادعائه باحتماليين:
إما أن يكون حقاً أو باطلاً. إذا كان باطلاً فهو يضلل الناس بشكل متعمد.
إذا كان ادعاء عيسى باطلاً فكيف إذاً نفسر طلبه من الناس أن يكونوا صادقين مهما كان الثمن، ووعدهم بحياة أبدية خالدين فيها بدون حزن أو ألم وقال لهم انه يستطيع أن يغفر الخطايا، وفي نفس الوقت كان ادعائه باطلاً ؟
لذلك من البديهي أن يكون هذا أمر غير محتمل أو ممكن.
إن كلمات عيسى وتصرفاته لا تتلاءم أو تتوافق مع شخص يدعي الباطل. حتى أقسى نقاده لم يجدوا عيباً في تعليمه. وبدلاً عن ذلك اعتبر المسيح رجل ذو بصيرة خارقة.
السيد والمولى
والاحتمال الثاني هو أن يكون حقاً كما قال هو المسيح الملك المنتظر.
ومبادئ المنطق تحتم صحة هذا الاستنتاج. بل أكثر من ذلك تفسر لنا لماذا حدثت أشياء ومعجزات عظيمة في عهد عيسى لم يسبق لها مثيل.
تأمل الرجل الكسيح منذ اكثر من 38 سنة شفي بعد محادثة واحدة مع سيدنا المسيح عيسى (يوحنا5: 1-13)
أو إنسان أعمى من ولادته فتحت عيناه ورأى النور بعدما لمس سيدنا المسيح عيسى عينيه (يوحنا9: 1-15)
أو لعازر الذي مات ودفن لمدة ثلاثة أيام عاد للحياة بأمر من سيدنا المسيح عيسى(يوحنا11: 38-44).
من الصعب على الإنسان أن يتخيل نفسه شاهداً على هذه الأحداث العجيبة، لكنها مع ذلك حدثت بالفعل. حتى أعداء المسيح شهدوا بذلك.
رأوا الرجل الكسيح يمشي (يوحنا5: 9-10) وسألوا الرجل الأعمى حول بصره (يوحنا9: 8-34).
أناس لا يعرفون المسيح عيسى تعجبوا من كل هذا قائلين “كَيْفَ يُمْكِنُ لِرَجُلٍ خَاطِئٍ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هَذِهِ الآيَاتِ ؟” (يوحنا9: 16)
لكن الرجل الأعمى عرف الجواب الحقيقي. ” فَلَوْ كَانَ هَذَا الرَّجُلُ لَيْسَ مِنَ اللهَ، لَمَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا.” (يوحنا9: 33).
القوة المغيرة