نهر النعم

“ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا. ونعمة فوق نعمة” (يو 1: 16 )

لقد تفجرت ينابيع النعمة الغنية بظهور ربنا يسوع المسيح. ومنذ ظهوره تدفقت النعمة نهراً صافياً دافقاً، لا يبخل على محتاج، ولا يعجز أمام احتياج. ويخبرنا الكتاب المقدس أن هناك سبعة أشياء قد ظهرت بمجيء المسيح:

1 – البر : “أما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهوداً له من الناموس والأنبياء” (رو 3: 21 ، 25، 26، 1: 17).

2 – السر: أي سر اقتران المسيح بالكنيسة باعتباره الرأس ونحن جسده، وباعتباره العريس ونحن عروسه “والقادر أن يثبتكم، حسب إنجيلي والكرازة بيسوع المسيح، حسب إعلان السر الذي كان مكتوما في الأزمنة الأزلية، 26 ولكن ظهر الآن، وأعلم به جميع الأمم بالكتب النبوية حسب أمر الإله الأزلي، لإطاعة الإيمان، (رو 16: 25 ، 26).

3 – لطف الله وإحسانه : ومع أن لطف الله كان من البداية واضحاً لبنى البشر، لكن بمجيء المسيح ظهر هذا اللطف وهذا الإحسان بصورة لم يسبق لها مثيل “ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه 5 لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته ­ خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، (تى3: 4، 5).

4 – كلمة الله: مُعلنة أفكار الله العجيبة من نحونا، تلك التي أُعلنت بتجسد الكلمة؛ ربنا يسوع “رجاء الحياة الأبدية التي وعد بها الله المنزه عن الكذب قبل الأزمنة الأزلية، وإنما أظهر كلمته في أوقاتها الخاصة” (تى1: 2، 3).

5 – الحياة : أي الحياة الأبدية “فإن الحياة أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونُخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا” (1يو 1: 2 ) .

6 – المحبة : محبة الله العجيبة للإنسان الخاطئ “بهذا قد أُظهرت محبة الله فينا، أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هذا هي المحبة؛ ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا” (1يو 4: 9 ، 10).

7 – النعمة : كقول الرسول “لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس” (تى2: 11) .

نعم هذا كله ظهر في المسيح الذي أُظهر مرة عند انقضاء الدهور ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه (عب 9: 26 ) “الذي أُظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية” (عب 9: 26 ) . الذي أُظهر لكي ينقض أعمال إبليس (عب 9: 26 ) . “وبالإجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد” (عب 9: 26 ) .