الروح القدس هو الأقنوم الثالث لله، أو ببساطة هو جزء من الله معنا هنا على الأرض. عندما كان يسوع يتحضر للعودة إلى السماء بعد موته وقيامته، أخبر تلاميذه في يوحنا 14: 26: ’’وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ‘‘. يحيا الروح القدس في كل مؤمن. عندما نسلِّم حياتنا لله ونقبل الخلاص، يصبح إنساننا الروحي جديدًا. يقول حزقيال 36: 26-27: ’’وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا‘‘.
يحدث التغيير عندما نصبح مخلَّصين. يبدأ الروح القدس بعملية التغيير فينا والتي تأخذنا من حالة خطأة ضالين إلى حالة مؤمن يصبح بشبه المسيح وتفوح منه رائحة المسيح للعالم. يصبح فكرنا ثوريًا. يخبرنا يوحنا 16: 13: ’’وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ‘‘.
يكشف الكتاب المقدس أن الروح القدس متعدد الأوجه. الروح القدس مليء بالقوة. يتحدث الكتاب المقدس عن وقت خلق الأرض حيث كان الروح القدس يرفرف فوق الفراغ المظلم قبل أن يأمر الله بالخلق. في أعمال 1: 8 يقول: ’’ لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ‘‘. في كورنثوس الأولى 2: 4 يقول بولس: ’’وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ‘‘.
يمكن للروح القدس أن يكون لديه مشاعر. تخبرنا أفسس 4: 30 أنه يحزن. ’’وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ‘‘. تخبرنا عبرانيين 10: 29 أنه من الممكن أن يُزدرى به ’’فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟‘‘
الروح القدس هو المعزي والشافي والمعلم والصديق. هو الصديق الذي يلتصق كالأخ، أمثال 18: 24. هو روح الحكمة وفقًا للوقا 10: 21. لن يتركنا ولن يتخلى عنا. كلما رحبنا بحضوره أكثر، كشف عن ذاته لنا أكثر. الروح القدس هو عطية لنا. فلنقدم له الإكرام الذي يستحقه.