أحاطت الجموع بالرب أينما ذهب وإن اختلفت الدوافع، فكل فئة غير الأخرى.
فالبعض تبعه مدفوعاً بالفضول (لو 19 :3) وآخرون من أجل تسديد الاحتياجات (يو6: 26) ومن كانوا وراءه بنوايا وقصد سياسي (يو 6 :15) بينما تواجد كثيرين ليهتفوا له (مت 21: 8) وهناك من جاؤا ليهزؤا منه (مت 27 :27-31) ولا عجب أن الجموع الكثيرة التي فرشت ثيابها واستقبلته بالهتافات يوم دخوله أورشليم (مت 21 :9) هي نفسها التي صرخت مطالبة بصلبه (مت 27 :22).. ولكن هذا الازدحام والكثرة ليست دليلاً علي التلمذة الحقيقية والتبعية الصادقة للرب يسوع.. فالرب نفسه وصف طريقه قائلاً “ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه” (مت 7 :14).. من أجل هذا نجد أن الرب يسوع في مناسبات كثيرة حين اجتمعت الجموع الكثيرة من حوله كان يخاطبهم عن حياة التلمذة الحقيقية والتبعية الصادقة له…….. لذا دعنا نبحث معاً عن المعنى الحقيقي لكلمة خادم أو تلميذ..
ماذا تعني ؟
الخادم هو الشخص الذي يثق في الرب يسوع لحياته، أي من توج يسوع ملكاً على كل تفاصيل حياته وبعبارة أُخرى من تنازل عن ملكيته لنفسه فصار يسوع أولاً في كل شيء. تماماً كما قالها الرسول بولس “أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ” (غل 2 :20).. الخادم هو من يطلب أولاً ملكوت الله وبره ويتبع يسوع أينما يقوده ويوجهه، لا ينظر إلى ما هو لنفسه بل ما هو للآخرين (لراحة ونفع الآخرين) يحمل معهم أثقالهم منتظراً المجازاة من سيده فقط ينكر نفسه خادماً للكل ولو كان آخر الكل، هو من يرفع شعاراً علي أيامه… مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ.. ولكن!!! من أين يستمد القوة التي تجعله يحيا هكذا؟ والإجابة بكل بساطة: من محبة المسيح التي تحثه وتدفعه وتحيط به من كل ناحية كما لو كانت تقيده (2 كو 5 :14) ومن الروح القدس الساكن فيه. ومن النعمة الأكثر من كافية التي يشددنا بها الرب ويقوينا لنخدمه……………………………………
والسؤال الآن – متى أبدأ في خدمتي للرب؟ أي هل هناك مؤهلات محددة للخادم؟ نحن لا نحتاج أن نؤجل خدمتنا للرب بسبب ضعفات فينا أو بحجة أننا غير كاملين أو كما يقول البعض نحن غير مستحقين، كلا.. علينا أن نقبل تكليف الرب لنا، ونتمم مقاصده على الأرض، فنسمعه قائلاً “الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون” (لو10 :2) ولهذا أُذكِّرك معي ببعض الآيات التي تؤكد لك أنك تستطيع من الآن أن تكون عاملاً مع الله في كرمه (2كو 6 :1)….
1- “لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها” (أف 2 :20)..
2- “لكي يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعباً غيوراً في أعمال حسنة” (تي 2 :14)..
3- “أقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم” (يو 15 :16)..
4- “من آمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً” (يو14 :12)..
5- “وقال لهم اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها” (مر 16 :15)..
من أجل ذلك ارفع قلبك معي للرب الآن، فهو يستجيب لتلك الطلبة بكل يقين
وقل له …. هأنذا يارب ماذا تريد أن أفعل …هأنذا أرسلني..
بقلم سوسن ثابت – أنهار الحياة