لأن الحداثة والشباب باطلان

أيام الصبا والشباب ستمضي حتماً، هذا ما يقوله الكتاب ويؤكده الواقع.. وإننا لنجد المفارقة الكبيرة بين مرحلتي الشباب والشيخوخة في الإنسان. وخير مثال على ذلك نجده في حياة داود، فنجد مفارقة هائلة بين ما كان عليه هذا الرجل في شبابه وبين ما آل إليه في شيخوخته!

ولنأخذ أمثلة:

بينما كان داود وهو فتي يرعي غنماً في البرية، كان إذا هجم أسد أو دب على القطيع واختطف حملاً ، يسرع وراءه ويقتله وينقذ الحمل! ( 1صم 17: 34 ) ونجده في ميدان المعركة يواجه جباراً هائلاً ويصوب نحوه ” زلطة ” من مقلاعه ويقتله!(1صم 17: 49 و 50 ).. وكان فارساً لا يُشق له غبار في ميدان القتال، وفي كل معاركه مع أعدائه كان ينتصرعليهم. ولم يُهزم أبداً في أية معركة!

لقد كان داود في حداثته وشبابه مثالاً للقوة والرشاقة وخفة الحركة. وهو ينسب هذه الإمتيازات لمن أعطاها فيقول: ” أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي ” (مز 18 : 1) ولكن الرب أعطى له هذه القوة في سن الشباب، وذلك بحسب الناموس الطبيعي الذي جعله الله في الإنسان في هذه المرحلة العمرية.

ولكن لما وصل داود إلى سن الشيخوخة فهذه القوة قد تضاءلت تدريجياً حتى أصبحت في خبر كان! إذ أصبح في منتهى الوهن والضعف وأصابته برودة شديدة ( نتيجة لضعف الدورة الدموية ) لم تفلح معها الأغطية لتجعله يشعر بالدفء! (1مل 1: 1)

.. ليتك يا عزيزي الشاب تدرك هذه الحقيقة، وهي أن الشيخوخة بما فيها من ضعف وتداعي لكل أجهزة وأعضاء الجسم، آتية عليك حتماً، لأن الحداثة والشباب باطلان! ولذا عليك أن تذكر خالقك في أيام شبابك، قبل أن تأتي أيام الشر أو تجئ السنون إذ تقول ليس لي فيها سرور ( جا12: 1)

 

inarabic.com