لأنه يرعاني

هل تتوقف معي لحظات قليلة ، وتمعن النظر في الرحلة التي قطعتها عبر سنين حياتك ……….لترى يد الرب القوية وهي تعتني بك وتحملك يوماً فيوم ( مز 68 : 19 )

 

دعني أذكرك باختبارات أشخاص مثلي ومثلك حملهم الرب في مراحل حياتهم المختلفة واعتنى بهم …

أتعرف … أتعرف متي بدأت عناية الرب بك ؟!!…

قبل  أن تولد.

مهما كان عمرك … شيخاً او شاب  ..  اقرأ معي هذه الكلمات   التي يقولها الرب لقلبك “المحملين عليَّ من البطن المحمولين من الرحم ” ( اش 46 : 3 )  فيما مجرد جنين صغير يسبح في  الظلام كان  الرب يعتني بك …

أدرك أيوب هذه الحقيقة حتى في وسط آلامه فقال للرب ” يداك كونتاني وصنعتاني كلي جميعاً …منحتني حيـاة ورحمة وحفظـت  عنايتـك روحـي” ( أي10 : 8-12 )…نعم حقيقي … الرب يعتني بك … ” لأنك أنت جذبتني من البطن .جعلتني مطمئنا  علي ثدي أمي” ( مز 22 : 9 ) إنها عناية فائقة يجود بها الرب على الإنسان …مهما كان ضعيفاً … لا يعرف يمينَه من يسارهِ  …. يعتني بك

 

قف لحظة :

 

“تذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك  ….هذه الأربعين سنة في القفر …….أطعمك المن الذى لم تكن تعرفه ..ثيابك لم تبل عليك  ..ورجلك لم تتورم هذه الأربعين سنة” ( تث 8 :2 -4 )…..هذا حديث  الرب مع شعبه وهوعلي مشارف دخوله الأرض الجديدة  التي وعد الرب بها …..يطمئنه  أنه كما اعتنى به في برية قاسية  سوف يعتني  به في خطواته الجديدة ….. هو راعيك أنت أيضا … الذي اعتنى بك في الماضي ، وسيعتني أيضا  في خطواتك الجديدة.

 

يقـدم لنا يعقوب المخادع مثلاً آخر فنرى رحلة حياتِه  بمحطاتها المختلفة وفي النهاية  يقول “الله الذي رعاني منذ وجودي الي اليوم” ( تك 49 : 15 ) هل تعلم كم كان سن يعقوب  حين قال تلك الكلمات؟ كان قد تعدى المئة والثلاثين سنة ( تك 47 :9 )  …

وعن يوسف ابنه … بعدما عبرت  به السنين حاملة معها له  امتحانات وتجارب متنوعة ، وفيها  اختبر عناية القدير قال  “الله أنساني كل تعبي …جعلني مثمرا في أرض مذلتي” ( تك 41 : 51 ) ويقول عنه استفانوس ” وكان الله معه  وأنقذه من جميع ضيقاته واعطاه نعمة وحكمة” ( أع 7 :9 -10  )

 

ووقف داود .. وتأمل في هذه المحبة العجيبة .. والعناية الإلهية  فهتف مرنماً للرب  ..”نسجتني في بطن أمي …ورأت عيناك أعضائي لم تختف عنك عظامي” ( مز 139 :13 – 15 )…”الرب متكلي منذ صباي” ( مز 71 : 6 )    يُـغمر داود أيضاً بإحسانات الرب وسط الأزمات.. فيغني له قائلاً … “كنت فتي  وقد شخت ولم أر صديقاَ تُـخليَّ  عنه” ( مز 37 :25 )  …  ويتحير جدا  من تحكم الرب في الأمورِ بعناية عجيبة فوقه  فيقول “ماذا أرد للرب من أجـل كل حسـناته لي”  ( مز 116 : 12)

 

** تُـرى ماذا يريد الرب أن يقول لك .؟؟…… أنه يعتني بك … نعم  أنه يعتني بك …بالرغم من أي ضعف فيك هو يعتني بك  … فإن كان يهيئ للغراب صيده ويهتم بفراخه التي تنعب إليه ليقوتها ويتعهدها ( أي 38 :41 ومز 65 : 9 ) أفلا يهتم بك

أتسمع معي صوته يناديك …

ابني الحبيب ……..ابنتي الحبيبة…

أنا أنا هو لا أتغير ( يع 1 : 17 )

أنا إله الأمس واليوم  والغد وبعد الغد   ……لا أهملك ولا أتركك ( عب 13 :5 ، 8 )

أنت لا تُـنسى مني ( إش 49 :15 ) أجعل لك مع التجربة منفذ ( اكو 10 : 12)

أعتني بك  ..املأ كل احتياجك …

أحملك …..مهما كانت الرحلة شاقة ..أنا أعلم أن المسافة قد تكون طويلة عليك ( امل 19 :7 )

ولكن أنا الرب الذي لا يتخلى عن أتقيائه .إلى الأبد يُـحفظون ( مز37 :28 )

اترك كل أمورك وديعة عندي

..انتظرني  ولن تخز في شئ ( رو 9 :33 )

 

بقلم د. سوسن ثابت – أنهار الحياة