نعيش كلانا –أنا وأنت-في عالم ثلاثي الأبعاد. فكل الأجسام المادية لها طول وعرض وارتفاع. من الممكن أن تجد شبهاً بين إنسان وآخر، أو قد تكون تصرفات فرد ما مطابقة لتصرفات شخص آخر، وقد يبدو إنسانٌ ما كأنه نسخة طبق الأصل لشخص آخر، ولكن من غير الممكن أن يتطابق إنسان مع إنسان آخر بشكل كامل،
إذ أن لكلٍ فرادته المتمايزة.
في حين يحيا الله غير المحدود فوق نطاق الكون الثلاثي الأبعاد، فهو روح، وأكثر تعقيداً منّا. ولذا نقول أن يسوع الابن متمايز عن الآب مع أنه واحد مع الآب.
يحدثنا الكتاب المقدس بوضوح عن: الله الآب، الله الابن، والله الروح القدس، مع أنه يجزم بوحدانية الله.
ولو أردنا أن نستخدم المنطق الرياضي، فإننا لا نتكلم هنا عن عملية جمع 1+1+1=3، بل عن عملية ضرب 1x1x1=1.
الله ثالوثي، والمصطلح يأتي من “Tri” والتي تعني ثلاثة، “Unity” والتي تعني وحدة واحدة، ويكون بالتالي Tri+Unity= Trinity أي ثلاثة + وحدة واحدة= ثالوث. وهذه وسيلة للإقرار بما يكشفه الكتاب المقدس لنا عن شخص الله؛ بأن الله هو ثلاثة “أشخاص” لهم الجوهر الإلهي ذاته.
لقد حاول بعض الناس أن يقدموا إيضاحات حول الثالوث، كمثل الماء H2O، الذي يمكن أن يوجد كجليد، وبخار، وسائل، أي يختلف شكل الماء ولكنه صيغته تبقى واحدة H2O. هناك مثل آخر مأخوذ عن البيضة التي لها قشرة خارجية، وآح (بياض البيض)، ومح (صفار البيض)، لكن هذا الإيضاح غير مناسب تماماً للفكرة لأنه يرينا “أجزاء” البيضة، فيظنّ القارئ بأن الله له “أجزاء”، وهذا ليس القضية.
إن الله الابن (يسوع) هو تماماً الله بالكامل، والله الآب هو تماماً الله بالكامل، والله الروح القدس هو تماماً الله بالكامل، ومع ذلك الله واحد. من الصعوبة بمكان أن ندرك الثالوث من خلال خبرتنا البشرية المحدودة في عالمنا المادي، إلا أننا نرى الله بهذه الصورة في الكتاب المقدس:
لاحظ مثلاً استخدام ضمير الجمع (نحن) والضمير المتصل (نا) في (تك 1: 26) “وَقَالَ الله: “نعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ”.
مع العلم أن النص كتب في العبرية حيث أن صيغة الجمع تدل على الجمع حتماً لا على التفخيم كما هو الحال في اللغة العربية. بل على العكس من اللغة العربية والفرنسية التي تستخدم الجمع للاحترام والتفخيم فإن هذه الخاصية لا توجد في العبرية وغالبية اللغات السامية.
وها هنا أسرد فقط بضعة أجزاء من الكتاب المقدس والتي تظهر وحدانية الله في الثالوث، وهي ليست كل القائمة:
- “اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ”. (عدد 6: 4)
- “أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلهَ سِوَايَ. نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي”. (إش 45: 5)
- “فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبحَ لِلأَوْثَانِ: نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ، وَأَنْ لَيْسَ إِلهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِدًا”. (1كو 8: 4)
- “فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»”. (متى 3: 16-17)
- “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ”. (متى 28: 19)
- “أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». (يوحنا 10: 30)
- “قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟” (يوحنا 14: 9)
- “وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي”. (يوحنا 12: 45)
- “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ”. (رو 8: 9)
- “وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”. (مت 1: 20)
- فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. (لو 1: 35)
- “وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ… أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً. (يو 14: 16-17، 23).
everyarabstudent.com