«لأنه لا بد أننا جميعًا نظهَر أمام كـرسي المسيح» ( 2كورنثوس 5: 10 )
عند دخولنا إلى السماء، سيتم الترحيب بنا، كقول المسيح عن العبيد الأُمناء والمُنتَظرين لمجيء سيِّدهم: «طوبى لأُولئك العبيد الذي إذا جاء سيدهم يجدهم ساهـرين. الحق أقول لكم: إنه يتمنطَق ويُتكئهُم ويتقدَّم ويخدمهم» ( لو 12: 37 ).
وبعد الترحيب بنا سيتم وقوفنا أمام كرسي المسيح، حيث تُستعرَض أمام كل واحد منَّا رحلة البريَّة المليئة بالنعمة. ولكن بالإضافة إلى ذلك ستكون هذه الوقفة فرصة لنسمع كلمات المديح من سيِّدنا، ونيل المكافآت على خدماتنا وأمانتنا له «لأنه لا بد أننا جميعًا نُظهَر أمام كرسي المسيح، لينَال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنعَ، خيرًا كان أم شرًا» ( 2كو 5: 10).
يقول الرسول: «لأن الله ليسَ بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتمُوها نحو اسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمُونهم» ( عب 6: 10 ). كما قال أيضًا: «قد جاهدت الجهاد الحَسَن، أكمَلتُ السعي، حفظتُ الإيمان، وأخيرًا قد وُضعَ لي إكيلُ البرِّ، الذي يَهَبُهُ لي في ذلك اليوم الربُّ الديَّانُ العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يُحبون ظهورهُ أيضًا» ( 2تي 4: 7 ، 8).
أمَّا بالنسبة للشر الذي عمله المؤمن، فعلينا أنْ نتيقَّن مِمَّا يقوله الكتاب المقدَّس، إن المؤمن الحقيقي لا يأتي إلى دينونة ( يو 5: 24 1كو 3: 13 ). فالدينونة على خطايانا تمَّت في الصليب، والمعاملات التأديبيَّة عنها تمَّت في الأرض. ولكن مع ذلك فربَّما الكثير ممَّا عملناه بالجسد سوف يُدَان «ستمتَحن النار عمل كل واحد ما هو. إن بقيَ عملُ أحد قد بناهُ عليه فسيأخُذُ أجرةً. إن احترقَ عملُ أحد فسيخسرُ (الأجرة)، وأما هو فسيخلُص ولكن كما بنار» (1كو3: 13-15). إذًا فستحترق أعمالنا التي لم تكن لمجد الله، وبالتالي سنخسر المكافآت عليها.
في ذلك اليوم سوف نحاسَب من الربّ على أمانتنا وخدمتنا له. ولن تُمدَح أعمالنا العظيمة وخدماتنا الجليلة فقط، بل سوف ننال المدح على الكثير من أعمال التكريس وخدمات المحبة التي عُملت له. ولكنَّنا لن نُكافأ فقط على الخدمة والأعمال، بل أيضًا على الصبر والاحتمال، فيقول الرسول يعقوب: «طوبى للرَجُل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكَّى ينالُ إكليلَ الحياة الذي وعدَ به الرب للذين يُحبونَـهُ» ( يع 1: 12 ).
يوسف رياض – طعام وتعزية